حاتم القرشي
New member

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا إمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن تعظيم المقدس يرتقي في النفوس بحجم مكانته في نفس أتباعه، ولدينا في شريعتنا شريعة الإسلام تقديس لكتاب الله، وهو تقديس ينطلق من تعظيم الله عز وجل كيف لا وهو كلام ربنا المتعالي في عليائه جل وعلا .
والتقديس لكتاب الله تقديس يتماشى مع الشريعة التي جاء بها نبي العالمين كافة محمد بن عبد الله فهو تقديس يتضمن الإيمان به ويسلتزم الانقياد واتباع محكم التنزيل وصيانته عن كل الرذائل الحسية والمعنوية .
ومنذ إشراق نور الرسالة تنافست النفوسُ الزكية الطاهرة في تعظيم كتاب الله وتعلمه وتعليمه وتحكيمه والذب عن حياضه والذود عنه من كل النقائص الحسية والمعنوية، وفي ذات الوقت اشرأبت نفوسٌ دنيئة تعالت همتُها في الباطل لاستنقاص قدر كتاب الله وإغاظة تلك النفوس الزكية، وأنى لهم ذلك !؟ فلم يألوا جهداً في النيل من كتاب الله بشتى الصور، ولكن حالهم أمسى في وبال ولم يبق لهم إلا الذكر السيء على مر العصور .
وجاء في وقتنا الحاضر أذنابٌ لهم وأتباعٌ ولغوا في بئر حقارتهم ونهلوا من معين المشركين الأوائل، واتحدوا معهم في مقصدهم للنيل من كتاب الله وإغاظة المؤمنين أصحاب النفوس الزكية التي تعتز بكتاب ربها . وزادوا عليهم ببحثهم عن الشهرة ولو كانت في بعرة حمار أجرب !
فكل ما رغب قزمٌ أن يسلك سبيل الشهرة امتطى صهوة حماره ورفع عقيرته بالخزي والعار وحاول إهانة كتاب العزيز الجبار، فسحقاً لذاك الوضيع، واخسأ عدو الله فإنك لن تعدو قدرك. ولو كان يحمل من الشجاعة مثقال ذرة فليحمل ورقةً لدستور البلد الذي يعيش فيه وليضعها تحت قدمه، وهيهات هيهات .. وإن حقَّ هذه الحثالة إخمال ذكرهم وعدم إشهارهم بأعيانهم وخفضهم لا رفعهم عقوبة لهم بنقيض قصدهم .
وإن كتاب الله محفوظ بحروفه وحدوده وتعظيمه ومنهاجه ... إلخ بحفظ الله عز وجل، وإن الشآنئين لكتاب الله باقون ما بقيت العداوة للإسلام ويتلونون ويختلفون فمنهم من دفعته حميته لدينه المحرف وثارت حفيظته لما رأى من تعظيم المؤمنين لكتاب ربهم، ومنهم _من أبناء جلدتنا_ من تمكنت من جوارحه نفسُه الخبيثة فرام تدنيس كتاب الله وهو في الأمر ذاته لم يدنس إلا نفسه وكرامته بتخليه عن كتاب ربه ومولاه، فيا غُدَرُ إنك سلكت سبيل غواية فلا أرضيت ربك ولا حفظت عروبتك فلك الخزي والعار .
فلتقر عَيْنُك يا لُكَع بانضمامك لأسلافك الأنجاس في زبالة التاريخ!
الجمعة 21 ذو القعدة 1434هـ