الأسـتـاذ الجامعي والمـؤتمـرات

إنضم
6 سبتمبر 2005
المشاركات
960
مستوى التفاعل
18
النقاط
18
الإقامة
القصيم، بريدة.
الأسـتـاذ الجامعي والمـؤتمـرات​

مقال منشور في صحيفة جامعة القصيم عدد 34 ربيع الأول 1432، كتبه إبراهيم بن صالح الحميضي

المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية لها أهمية كبيرة؛ فهي وسيلة كبيرة لصقل وتطوير وإثراء الخبرة العلمية في مجال التخصص، كما أنها جسر قصير للتواصل مع المتخصصين والخبراء، وهي أيضا مصدر من مصادر العثور على الأبحاث والمطبوعات والكتب العلمية الحديثة، أضف إلى ذلك أنها وسيلة لحمل الرسالة العلمية السليمة، والقيم الإسلامية السامية ونشرها في المحافل.

ولذلك ينبغي لكل متخصصٍ فيمجال من المجالات العلمية أن يحضر أو يشارك في أكثر من مؤتمر في كل عام، سواء في مجال تخصصه الأصلي، أو في مجال اهتماماته الأخرى التي يسعى لتطويرها وتنميتها، بشرط أن ينتقي من هذه المؤتمرات ما يكونملائماً له، ملبياً لاحتياجاته العلمية والمهارية.

والحديث عن المؤتمرات حديث ذو شجون، وقد أضحتْ المؤتمرات في هذا العصر صناعةً قائمة، لها أبعاد مختلفة علمية، وسياسية، واقتصادية، وإعلامية، وغيرها، وليس المراد هنا الحديث عن واقع المؤتمرات، وميزاتها، وسلبياتها، وتنظيمها، ونحو ذلك، وإنما المقصود الإشارة إلى موقف الأستاذ الجامعي عندنا من هذه المؤتمرات، وتعامله معها.

إن الناظر في أحوال الأساتذة الجامعيين في الجامعات العربية مع المؤتمرات يجد أنهم أصناف ثلاثة:
الصنف الأول: من لا يأْبه بهذه المؤتمرات ولا يقيم لها وزناً، وربما رأى بعضهم أن المشاركة فيها تضييع للوقت أو انشغال عما هو أهم، وهذا ناتج عن صورة ذهنية مشوهة عن المؤتمرات، أو بسبب تجربة غير موفقة في حضور مؤتمر ضعيف أو غير مناسب لهذا الأستاذ.

إنَّ كثيراً المؤتمرات في البلاد العربية والإسلامية ليست في المستوى المطلوب في الجانب العلمي ولا التنظيمي، وتغلب عليها المحسوبيات، والاجتهادات الفردية، ولكن وجودَ عدد من المـآخذ فيها لا ينفي إيجـابياتِهاالكثيرة، ولذلك فإن من ذهب إلى المؤتمر بحسن نيةٍ، وحرصٍ على الفائدة لا بُدَّ أنيرجع بها، ولو من خلال اللقاءات الجانبية مع الشخصيات العلمية المشاركة، أما إذاشارك الإنسان فيها ببحثٍ أو ورقةِ عمل فهي تُعدُّ دافعاً وحافزاً كبيراً للبحثوالقراءة والاطلاع؛ لأنها مرتبطة بأوقاتٍ محددةٍ فلا مجال فيها للتسويف.

الصنف الثاني: من يحرص على حضور المؤتمرات والمشاركة فيها، ويتتبعها هنا وهناك، ولكن حضوره حضور سلبي، قد يكون الغرض منه النزهة، وقضاء بعض الحوائج في بلد المؤتمر، ولذلك لا يهتم بموضوع المؤتمر، ومكانة المؤسسة المنظمة له، ويتغيب عن حضور بعض الجلسات، وإن حضر لم ينصت، ولم يداخل ويناقش، وربما انشغل بهاتفه، أو استسلم للنوم، وإن قدم ورقة فهي من باب تحلَّة القسم ؛ حيث لا يتقن بحثها وكتابتها ، ولا يحسن عرضها وتقديمها، بل من أجل أن تشفع له في الحضور، أو تحتسب له وحدة بحثية في الترقية، كذلك تجد هذا الصنف لا ينتهز فرصة الحضور للتعرف على الشخصيات العلمية واللقاء، بهم بل تجده يحرص على الجلوس مع زملائه الذين حضروا معه.

لا تثريب على الإنسان أن يخرج للنزهة والسياحة، ويزور بعض الأماكن، ويقضي بعض الأعمال في بلد المؤتمر، لكن ليس على حساب المؤتمر الذي جاء من أجله، بل يكون ذلك في غير أوقات جلسات المؤتمر الرسمية.

الصنف الثالث: وهو أفضل الأصناف، من يشارك مشاركة مثمرة؛ فينتقي من المؤتمرات أجودها تنظيماً، وأحسنها موضوعا،ً وأنسبها لتخصصه واهتمامه، ثم يحرص على تقديم ورقة متميزة فيها، أو يحضر حضوراًإيجابياً فيداخل، وينصت، ويعقّب، ويتعرَّف على أهل العلم والخبرة في مجال تخصصه، كما يسعى إلى اقتناء الأبحاث والمجلات والكتب المتميزة التي توزع أو تباع في المعارض المصاحبة، كذلك يستغلُّ أوقات الراحة بين جلسات المؤتمر، والاجتماع على مائدة الغداء للتعرُّف على المشاركين والاستفادة منهم، كما يزور بعض المكتبات ودور النشر، والمعاهد والشخصيات العلمية في البلد المستضيف.
وكم كانت اللقاءات الهامشية والزيارات الودية أنفع للإنسان من أوراق المؤتمر الرسمية، ولا سيما إذا كانت الأوراق ضعيفة، أو كان عنوان ومحاور المؤتمر واسعة غير محددة.

وفي الختام هذه بعض الوصايا التي تعين على المشاركة المثمرة في المؤتمرات:

1) ابحث عن المؤتمرات العلمية في مجال تخصصك ، ثم اقرأ محاورها بدقة، وتعرَّف على المؤسسة المنظمة لها، قبل أن تقرر المشاركة فيها، وقد أصبح التعرف عليها يسراً بسبب تقنيات الاتصال الحديثة، فهناك مواقع ومنتديات علمية تهتم بالإعلان عن المؤتمرات، كما يمكن التعرف عليها من خلال مواقع الجامعات على الإنترنت، والتواصل الإكتروني مع بعض المتخصصين المهتمين بالمؤتمرات.
2) استعد للمشاركة قبل موعد المؤتمر بوقت كاف، وانتبه لمواعيد تقديم البحوث والملخصات، ورتب إجراءات سفرك، وخطط لرحلتك، وخذ معلومات كافية عن بلد المؤتمر والمؤسسة المنظمة لها.
3) تأكد من لغة المؤتمر، وهل بحوثه محكمة، وما نوع الحضور، ومستواهم .
4) لا يلزم أن يكون الحضور عن طريق الجامعة، ولا سيما في المؤتمرات الداخلية، أو لا يسمح الوقت بالتقديم الرسمي لحضورها، فينبغي أن يحضر الإنسان بعض المؤتمرات المتميزة على حسابه الخاص، إذا لم تتكفل الجهة المنظمة باستضافته.
5) من المهم جدا أن يتدرب المشارك على الطريقة المثلى لإلقاء بحثه، فيحسن التقديم، ويلتزم بقواعد اللغة، ويستخدم وسائل العرض، ويتقيد بالوقت المحدد له.
6) عند الرغبة في المداخلة ينبغي تحديد نقطة محددة مختصرة يمكن طرحها في الوقت المتاح، ولاتكن المداخلة لمجرد المداخلة.
7) حاول أن تقرأ أبحاث المؤتمر أو ملخصاتها قبل عرضها.
8) يستحسن أن يحمل المشارك بطاقات تعريف شخصية، له لتوزيعها على من يطلب رقم هاتفه أو عنوانه، كذلك يحبّذ أن يصطحب بعض مؤلفاته لإهدائها لبعض الحاضرين.
 
مقال جميل، بارك الله فيك.
ولقد رأيت د. إبراهيم في عدد من المؤتمرات الدولية بحضوره الإيجابي كما ذكر في مثاني مقاله. فجزاك الله خيراً .
 
مقالة جميلة ومفيدة وتسعى إلى التوعية ولكن ليت الدكتور الفاضل أشار إلى دورة المركز حول أهمية المشاركة في المؤتمرات وتنمية مهارات المشاركة التي قدمها المركز. وبالمناسبة فقد عدت لتوي من مؤتمر في تلمسان بجامعة أبي بكر بلقايد حول الاستشراق وحوار الثقافات، وبالإضافة إلى ورقتي التي قدمتها كان لي تعليق في إحدى الجلسات وكان تعليقاً ساخناً سألخصه في مقالة خاصة إن شاء الله، كما تحدثت إلى برنامج على الهواء وإلى برنامج مسجل، كما تحدثت إلى التلفزيون الجزائري عن المؤتمر وعن الاستشراق ليس لأكيل المديح والثناء وكلام المجاملات. وكان لي لقاءات مع عدد كبير جداً ربما مع أكثر من تسعين بالمائة من المشاركين الذين تبادلت معهم بطاقات التعريف. مرة أخرى بارك الله في الدكتور إبراهيم ومزيداً من التألق.
 
السالم عليكم ورحمة الله
في البداية كنت قد تقدمت بالاعتذار لأنني استخدمت اللغة الفرنسية لكتابة الرسالة ، وهذا لأن جهازي لم يكن به برمجة للغة العربية
ثانيا ، وفي ما يخص تعليقي على الموضوع فكنا قد تقدمنا بشكر الأستاذ الحميضي عن جهده في التحليل واستقراء الملتقيات للخروج بتلك النتائج
ومع ذلك فأنا أرى ان هناك نوع رابع خاصة في الملتقيات الاسلامية فلأن مجال تخصصنا بعيد كل البعدعن الدراسات الاسلامية ،فأنا أجد فيها ما لا أحصل عليه حتى بالقراءة،و مع ذالك أجتهد حتى يكون بحثي في المستوى اللازم مع إني أحس أحيانا أنه بديهي
بالنسبة للآخرين.
المعذرة و أجدد شكري لك و للألستاذ الشتوي والأستاذ الشهري
 
عودة
أعلى