الأسجاعُ المنتخبةُ من كتاب (مقامات الحريري) لأبي القاسم.

إنضم
20/02/2012
المشاركات
102
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
محافظة / اربد .. قرية/ بيت راس
كتبتُ قديمًا عن المقامات في مقال سابق، فأكتفي بنقلها هنا (بسم الله الرحمن الرحيم :
أخي الحبيب / عمرو جمال.

أنصحك أولا بانتخاب الكلمات من مقامات الحريري، فقد جُرِّب حفظُها كاملة، ولم تفِ بالغرض المطلوب، بل لعلها تتعبُ قليلًا.
وفائدةُ مثل هذه المقامات = أنها تطبيقية للقواميس العربية، فهي تأتيك بالكلمة الغريبة، أو غير الغريبة، فتنسجها لك في قصة، وفي جملة مفيدة، تستفيد منها معنى الكلمة، وكيفية استخدامها، والتشبيه إن وجد لها.
ـــــ
وقد بدأت في عملية الانتخاب، انتخبتُ كمية كبيرة منها، وكتبتها في ورق، وبقي الصف منها على الجهاز، وأسأل الله أن أنشط يوما لنشرها.
وأما سؤالك عن التخير من المقامات، فيوجد بعض الطبع في فهرسة كل مقدمة، تلخيص لما حوتها من معنى، فاقرأ العنوان، ثم ابدأ في المقامة؛ حتى تكون على علم بفحواها، ثم انتقِ ما فيها موعظة به ترق القلوب، وفيه وصفُ للجمال، والمقدمات للمقالات والخطب المنبرية ، والتشبيهات البليغة إلخ..

وعليك بـ : المقامة الأولى، واختر منها " حمد الله عزوجل والدعاء " ومن الثانية " الصلاة على النبي " وعليك بالخامسة، ولو حفظتها فلا بأس، وعليك بـ " الدمياطية " ولو حفظتها فلا حرج، وفي " الكوفية " الكلام الحسن عن الأضياف وفي " المعرية " كلام جميل عن الجمال، وكذلك " الساوية " و" الدمشقية " و في " الفرضية " و " النصيبية " و " الفراتية " كلمات واجبٌ حفظها، وفي " القهقهرية " كل طريف لطيف، ومثلها " السنجارية "ولو قرأت " الرازية " فلن تملك دموعك.

وليس مثلي من يتعدى هذا المقام، فيتكلم عن المقامات، لكنها مشاركة أسأل الله لك بها وللجميع التوفيق والسداد والرشاد.)

(مقدمة).
اللهم إنا نحمدُ على البيان، وألهمتَ من التِّبيان، كما نحمدك على ما أسبغتَ من العطاء، وأسبلتَ من الغِطاء، ونعوذ بك من شرّ اللسَن، وفضول الهذر، ومعرّة اللكن، وفضوح الحصر.
ونعوذ بك من إطراء المادح وإغضاء المسامح.
ونستغفرك من سَوْق الشهوات، إلى سوق الشبهات، ونقل الخطُوات إلى خطط الخطيئات.
ونسألك توفيقًا قائدًا إلى الرشد، ولسانًا متحليًا بالصدق، ونطقًا مؤيدة بالحجة، وعزيمة قاهرة هوى النفس.
اللهم أظلنا بظلك السابغ، ولا تجعلنا مضغة للماضغ، ونعوذ بك من الافتتان بإطراء المادح، وإغضاء المسامح.
فقد مددنا إليك يد المسألة، وأذعنا بالاستكانة لك والمسكنة.
واستنزلنا كرمك الجم، وفضلك الذي عم.
اللهم صل على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع في المحشر، ختمت به النبيين، وأعليت درجته في عليين، ووصفته في كتابك المبين، فقلت وأنت أصدق القائلين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
اللهم فصلّ عليه وعلى آله الهادين، وأصحابه الذين شادوا الدين، واجعلنا لهديه وهديهم متبعين، وانفعنا بمحبته ومحبتهم أجمعين، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
أنتَ مجهولٌ لا يعرف، ونكرةٌ لا تَتعرّف.
فأشارَ من إشارتُه حكم، وطاعتُه غنم، أن أنشأ مقاماتٍ أتلو فيها تلوَ البديع، وإن لم يدركِ الظالعُ فيها شأوَ الضليع.
قلما سلمَ مكثار، او أقيل له عِثار.
غريب المقامة: (أسبلتَ) أرخيتَ (اللسن) الفصاحة (الهذر) الهذيان (الإغضاء) كف البصر عن الشيء (لا تُضِحْنا) لا تزل عنا ظلّ رحمتك (مضغة للماضغ) لا تجعلنا أحدوثة في أفواه الناس (الضليع) السمين القوي (الضلاع) قوّة الضلاعة (التمويه) الإتيان بقول ظاهره حسن وباطنه قبيح.
المقامة الأولى (الصنعانية).
دخلتُها خاوي الوِفَاض، باديَ الإنفاض، لا أملكُ بُلغة ولا أجدُ في جرابي مضغة.
يطبعُ الأسجاع بجواهرِ لفظِه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه.
السادل في غلوائه، السادل ثوب خيلائه، الجامح في جهالاته، الجانح إلى خزعبلاته، إلامَ تستمر على غيّك، وتستمرئُ مرعى بغيِك، وحتّام تتناهي في زهوِك؟
تجتبرئ بقبح سيرتك على عالم سريرتك، لن تنفعك حالك، إذا آن ارتحالُك، ولا مالك، حين توبِقك أعمالك، ولا يغني ندمُك إذا زلت قدمك، أو يعطف عليك معشرك حين يضمك محشرك.
أما الحمام ميعادك، فما إعدادك؟ وبالمشيبِ إنذارُك فما أعذارك؟
وفي اللحدِ مقيلك، فما قيلك؟ وإلى الله مصيرك، فمن نصيرك؟
طالما أيقظك الدهرُ فتناعست، وجذبك الوعظ فتقاعست، وتجلت لك العبرُ فتعاميت، وحصحص لك الحق فتماديت، وأذكركَ الموت فتناسيت.
ترغبُ عن هادٍ تستهديه، إلى زاد تستهديه، وتغلب حبّ ثوبٍ تشتهيه، على ثواب تشتريه.
ومغالاةُ الصدقات آثرُ عندك من موالاةِ الصّدقَات.
ودعابةُ الأقرانِ، آنسُ لك من تلاوةِ القرآن.
تأمُرُ بالعرف وتنتهك حماه، وتحمي عن المنكر ولا تتحاماه، وتزحزح عن الظلم ثم تغشاه، وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه.
فلما أن خبَتْ نارُه، وتوارَى أوارُه، سراجُ الغرباء، وتاجُ الأدباء.
غريبُ المقامة: (خاوي الوفاض) فارغ الخريطة التي هي من أدم يجعل الراعي زاده (السادر) لا يبالي بما صنع (غلوائه) علوه (السادل) من سدل الثوب (الجامح) من جمحِ الفرس (الجانح) المائل (تستمرئُ) تستطيبه (زهوك) كبرك (مقيلك) مصيرك (تستهديه) تسترشدُ، والثانية تطلب أن يُهدى إليك (العُرف) المعروف (توارى أوارُه) اختفى احتدادُه.
المقامة الثانية (الحلوانية).
فحوى المقامة : تتضمّن محاسن من التشبيهات والاعتراضات.
مقالٌ يحوي على جدّ القول وهزله، ورقيق اللفظ وجزله، وغرر البيان ودرره، وملح الأدب ونوادره.
أعلقُ منهُ بما يكونُ لي زينةً بين الأنام، ومُزْنةً عند الأوام.
تعلقتُ بأهدابِه، لخصائصِ آدابِه، ونافستُ في مُصافاته، لنفائسِ صفاتِه.
بالله أعتقد فيما أعتمد، وما المفزعُ إلا إليه، ولا الاستعانة إلا به، ولا التوفيق إلا منه، ولا الموؤل إلا هو، به نستعين، وهو نعمُ المعين.
ما تعليقاتي إلا للتنبيه، لا للتمويه.
ما هو إلا بمنزلة من انتدبَ لتعليم، أو هدى إلى صراطٍ مستقيم.
دخل رجل ذو لحية كثة، وهيئة رثة، فسلم على الجلّاس، وجلس في أخرياتِ الناس.
يا للعجب، ولضيعةِ الأدب، لقد استسمنتَ ذا ورم، ونفختَ في غير ضرَم.
أيم اللهِ للحقّ أحق أن يتّبع، وللصدق حقيقٌ بأن يُستمع.
عندَ الامتحان، يكرمُ المرءُ أو يهان.
أعرفُ بيتًا لم يُنسج على منواله، ولا سمحت قريحةٌ بمثاله.
حارَ الحاضرون لبداهته، واعترفوا بنزاهته، فلما رأيتُ تلهّب جَذوتِه، وتألّق حَلوتِه، أمعنتُ النظر في توسُّمِه، وسرّحتُ الطَّرفَ في ميسَمِه.
غريب المقامة: (المُزْنة) السحابة (الأوام) شدّة الحر والعطس (الورم) رأيتَ صاحب الورم سمينًا (ضرم) يضع الشيء في غير موضعه (جَذوته) جمرة نار غير متلهبة (الجلوة) اسم من جلوتُ العروس إذا زينتها، يريد لمعان وجهه (الميسم) أثر الحُسن من الوسامة.

يتبع - إن شاء الله -.
تنبيه: سأضع في آخر الانتخاب من هذا الكتاب، (الأمثال والتشبيهات من مقامات الحريري) بإذن الله.
المرجع : مقامات الحريري، دار صادر، تعليق: عيسى سابا
أخوكم ومحبكم
أبو الهُمام البرقاوي
 
مــــقــــامـــــات الحـــــريــــــــري

مــــقــــامـــــات الحـــــريــــــــري

المقامة الثالثة (الدينارية).
فحوى المقامة: تتضمن مدح الدنيار، وذمه، وتسمى أيضا " القيليّة ".
تبّاً لهُ من خادِعٍ مُماذِقِ ... أصْفَرَ ذي وجْهَيْنِ كالمُنافِقِ
يَبدو بوَصْفَينِ لعَينِ الرّامِقِ ... زينَةِ معْشوقٍ ولوْنِ عاشِقِ
وحُبّهُ عندَ ذَوي الحَقائِقِ ... يدْعو الى ارتِكابِ سُخْطِ الخالِقِ
لوْلاهُ لمْ تُقْطَعْ يَمينُ سارِقِ ... ولا بدَتْ مظْلِمَةٌ منْ فاسِقِ
ولا اشْمأزّ باخِلٌ منْ طارِقِ ... ولا شكا المَمطولُ مطلَ العائِقِ
ولا استُعيذَ منْ حَسودٍ راشِقِ ... وشرّ ما فيهِ منَ الخلائِقِ
أنْ ليسَ يُغْني عنْكَ في المَضايِقِ ... إلاّ إذا فرّ فِرارَ الآبِقِ
واهاً لمَنْ يقْذِفُهُ منْ حالِقِ ... ومَنْ إذا ناجاهُ نجْوى الوامِقِ
قال لهُ قوْلَ المُحقّ الصّادِقِ ... لا رأيَ في وصلِكَ لي ففارِقِ
غريب المقامة: (المماذق) من لا يصافي الود (أصفر ذي وجهين) كناية عن نقشه من الجانبين (الممطول) صاحب الدين (راشق) رام بعينه (من حالق) جبل مرتفع (الوامق) المحب.
المقامة الرابعة (الدمياطية).
فحوى المقامة: تتضمن محاورة أبي زيد مع ابنِه في المواصلة والمقاطعة.
ارعَ الجار ولو جار، ابذلِ الوصال لمن صال.
أودُّ الحميم، ولو جرّعني الحميم، أفي بالعشير، وإن لم يكافئ بالعشير.
أغمل الزميل بالجميل، وأنزّل سميري منزلة أميري، وأحلُّ أنيسي محلّ رئيسي.
لا أتظلم حين أظلَم، ولا أنقُم ولو لدغني الأرقم.
لا أصافي ممن يأبى إنصافي، ولا أمالي ممن يخيّب آمالي.
لا أداري لمن جهِلَ مقداري، ولا أسموح بمواساتي لمن يفرح بمساءاتي.
لا أملك خُلتني من يشد خَلتي، ولا أصفي نيتي لمن يتمنى منيّتي.
لا أرى التفاتي لمن يشمت بوفاتي، ستجد مطلعي عليك أشد من ارتداد طرفك إليك.
أعجِبوا بخرافته، وتعوّذوا من آفته.
المقامة الخامسة (الكوفية).
فحوى المقامة: تتضمن وقوف أبي بباب بيت يطلب منه القِرى ومجاوبته له.
استهوانا السمر، إلى أن غرب القمر، وغلب السهر.
ابتدرنا فتح الباب، وتلقيناه بالترحاب.
اضمنوا ألا تتخذوني كلَا، ولا تجشموا لأجلي أكلا.
فرب أكله هاضت الآكل، ومنعت مآكل.
شرّ الأضياف من سام التكليف، وآذى المضيف، خصوصا أذىً يتعلق بالأجسام، ويفضي إلى الأسقام.
أطرفنا بغريبةٍ من غريبةِ أسمارك، أو عجيبةً من عجائبِ أسفارك.
فنهضتُ حين سجا الدجى، على ما بي من الوجى.
غريب المقامة: (كَلًّا) ثقيلا.
المقامة السادسة (المراغية).
فحوى المقامة: تتضمن الرسالة التي إحدى كلماته معجمة، والأخرى مهملة، وتسمى (الخيفاء).
جهابذة النقد، أهل الحلّ والعقد.
لا تعرِّضْ عرضَك للمفاضح، ولا تعرضْ عن نصاحةِ الناصح.
دُرك يفيض، وردّك يغيض.

المقامة السابعة (البرقعيدية).
فحوى المقامة: تتضمن تعامي أبي زيد وأن امرأته تقوده وتفرق له الرقاع بمصلة العيد.
اتبعتُ السنّة في لبس الجديد، وبرزتُ مع من برزَ للتعييد.
وقفَ وِفقة متهافت، وحيا تحيةَ متخافت.
ثم خطفت الدرهم خِطفة الباشق، ومرقت مروق السهم الراشق.
فإذا ألمعيتي ألمعية ابن عباس، وفراستي فراسة إياس.
ثم فتح كريمتيه، ورأرأ بتوأمتيه.
تعاميتُ حتى قيل: إني أخو عمى ** ** ولا غروَ أن يحذوَ الفتى حذوَ والدِهِ.

المقامة الثامنة (المعرّية).
فحوى المقام: تتضمن مخاصمة أبي زيد وابنه في الميل والإبرة.
كانت لي مملوكة رشيقة القد، أسيلة الخد، صبورٌ على الكد.
ذات عقلٍ وعنان، وخدّ وسنان، وكفّ ببنان، وفمٍ بلسان.
مطبوعةٌ على المنفعة، مطواعةٌ في الضيقِ والسعة.
تفشي الإحسان، وتُنشئ الاستحسان، تغدي الإنسان، يتحامى اللسان.
لله درك، فما أعذب نفثات فيك، وواهًا لك لولا خداعٌ فيك.
إني لك من المنذرين، وعليك من الحذرين.
لم أر مثلها في تصاريف الأسفار، ولا قرأتُ مثلها في تصانيف الأسفار.

المقامة التاسعة (الإسكندرية)
فحوى المقامة: تتضمن مخاصمة أبي زيد مع امرأت وأنه باعَ أثاثها ورحلها.
ما له سبدٌ ولا لبد.
اصبرا على كيد الزمان وكدّه، فعسى الله أن يأتي بالفتحِ أو أمرٍ من عنده.
المقامة العاشرة (الرحبية).
فحوى المقامة: تتضمن دعوى أبي زيد على غلام مليح أنه قتل ابنَه وترافعا إلى بلد.
أفيكة أفاك، كذبة كذاب، كدتُ أن أفصح عن افتنانه، وإثمارِ أفنانِه.
هلّا اكتفيتَ بمحاسنِ فطرته، وكفيتَ الوالي الافتتانَ بطرته.
شذرَ مذرَ.

المقامة الحادية عشرة (الساوية ).
فحوى المقامة: تتضمن وقوف أبي زيد على المقابر واعظًا.
رأيتُ جمعًا على قبرٍ يُحفر، ومجنوزٍ يُقبر، فلما ألحدوا الميْت، وفات قول " ليت ".
ما لكم لا يحزنكم دفع الأتراب، ولا يهولكم هيلُ التراب.
لا تستعبرون لعينٍ تدمع، ولا تعتبرون بنعيٍ يُسمع.
وثِقتم بسلامة الذات، وتحققتم مسالمة هادم اللذات.
كلا ساء ما تتوهمون، ثم كلا سوف تعلمون.
المقامة الثانية عشرة (الدمشقية).
فحوى المقامة: تتضمن كون أبي زيد خفيرا وأنه خفر بدعوات لُقنها في المنام.
قيّد لحظَه بجمع، وأرهفَ أذنه لاستراقِ السمع.
مزّقوا أُدْمي، وأريقوا دمِي، كلماته الراقية الواقية الباقية.
يا محيي الرفات، ودافع الآفات، وواقي المخافات.
نعوذُ بك من غزوات الشياطين، ونزوات السلاطين.
أقسم بالسماء ذات الأبراج، والأرض ذات الفجاج، والماء الثجاج، والسراج الوهاج، والبحر العجاج.
أبو زيدٍ ذو الريب والغيب، ومسوّد وجه الشيب، وساءني عِظَم تمرده، وقبح تورّده.
فتضجّر وزمجر، وتنكّر ومكّر.

 
المقامة الثالثة عشرة (البغدادية).
فحوى المقامة: تتضمن كون أبي زيد في صفة عجور مكديّة ومعها أولادها صغارًا جياعًا.
لا يعلقُ لهم مبارٍ في غبار، ولا يجري لهم ممار في مضمار.
حيا اللهُ المعارف، وإن لم يكنّ معارف.
ظهرَ على جِلية أمره، وبديعةِ إمْرهِ.
علمتُ أنّ شيطانَه المريد، لا يسمعُ التفنيد.

المقامة الرابعة عشرة (المكية).
فحوى المقامة: تتضمن أن أبا زيد وابنه مغتبران معدمان، أحدهما يطلب راحلة والآخر طعاما.
إنّ للكرامِ نشرًا تنمّ به نفحاته، وترشدُ إلى روضِه فوحاته.
فاستدللت بتأرّج عَرفكم، وعلى تبلّج عُرفكم.
كلا المرامين سيقضى، وكلاكما سوف يقضى.
فنهض نهوض البطل للبِراز، وأصلتَ لسانًا كالعضب الجُراز.
ثم اغرورقت عيناهُ بالدموع، وآذنت مدامعه بالهموع.

المقامة الخامسة عشرة (الفرضيّة).
فحوى المقامة: تتضمن أن أبا زيد عرض عليه لغز في مسألة فرضية فحله وأظهر سرهُ.
نميتُ لمضضِ ما عانيت، أن أرزقَ سميرًا من الفضلاء، ليقصّر ليلتي الليلاء.
أطلعني على برحائك، واتخذني من نصائحك، فإنك ستجدُ مني طبًّا آسيا، أو عوْنًا مواسيا.
فقال: أما والله ما تأوهي من عيشٍ فات، ولا من دهرٍ افتات، بل لانقراضِ العلم ودروسه، وأفولِ أقمارِه وشموسه.
ادخُلي بيتًا أضيقَ من التابوت، وأوهى من بيتِ العنكبوت.
الصدقُ نباهة، والكذب عاهة، الجوعُ شعارُ الأنبياء، وحليةُ الأولياء.
لا تزرْ مـن تحبّ في كـلّ شهرٍ ** ** غير يومٍ، ولا تـزدهُ عليهِ
فاجتـلاءُ الهلـالِ في كلّ يـومٍ ** ** ثم لا تـنظرُ العـيـونُ إليهِ

المقامة السادسة عشرة (المغربيّة).
فحوى المقامة: تتضمن العبارات التي تقرأ طردًا، أو ردًّا، أي: لا يغيّرها عكسُ حروفِها.
يا أولي الألباب، والفضلِ اللباب، أنفسُ القربات، تنفيسُ الكربات.
لو حضرَ السروجيّ هذا المقام، لشفى الداء العُقام.
نصيحة من نفائس المصالح، ومغارس مصالح.
السهر في الخرافات، من أعظم الآفات.
وقفنا على فحوى شعره، واطلعنا على مُكْرهِ ونُكره، وتلاومنا على تركِه، والاغترار بفكه.
ثم تفرقنا بوجوه باسرة، وصفقة خاسرة.
المقامة السابعة عشرة (القهقرية).
فحوى المقامة: تتضمن الرسالة التي تُقرأ من أولها بوجه، ومن آخرها بوجه آخر.

التحقتُ برهطهم، وانتظمتُ في سمطهم.
يبدي العجاب إذا أجاب، استعمالُ المداراة يوجب المصافاة.
صدق الحديث حلْيةُ الإنسان، الطمعُ يباينُ الورع.
تطلّب المعايب شر المثالب، تتبع العثرات يدحض المودات.
تعدي الأدب يحبط القرب، تناسي الحقوق ينشئ العقوق.
تحاشي الريَب يرفع الرتب، عند الأوجال يتفاضلُ الرجال.
بتفاضل الهمم تتفاوت القيَم، بموجبِ الصبر ثمرةُ النصر.
اختبارُ الإخوان بتخفيف الأحزان، تبصر العواقب يؤمن المعاطب.
رسالته الفريدة، وأملوحته المفيدة، أنا هو على نحولي، وقحولي، وقشف محولي.
المقامة السابعة عشرة (السنجارية).
فحوى المقامة: تتضمن قصة أبي زيد مع جارهِ النمام
أعجوبةُ الزمان، المشار إليه بالبنان في البيان.
سيقَ إليهِ شرْبٌ من تسنيمٍ، وسفرَ عن مرأىً وسيم، وأرْجِ تسنيم.
كان لي جارٌ لسانُه يتقرب، وقلبُه عقرب.
لفظُه شهدٌ ينقع، خُبؤُه سمّ منّقّعٌ.
اغتررت بمكاشرتِه في معاشرتِه، أغرتني خدعة سمتِه، بمناسمتِه.
فمازجتُه وعندي أنه جارٌ مكاسر، فبانَ أنه عقابٌ مكاسر.
وآنستُه على أنّه حبّ مؤانس، فظهرَ أنّه حبابٌ مؤالَس.
عندي جارية، لا يوجد لها في الجمالِ مجارية، إن سفرت خجل النيّران، وصليت القلوب بالنيران.
إن رنَت هيّجتِ البلابل، وحققّت سحرَ بابل.
إن قرأت شفتِ المفؤود، وأُحييت الموؤود.
زعمَ أنّه يخزنُ الأسرار، وأنه لا يهتك الأستار، ولو عرضَ لأن يلِج النار، كما يخزن اللئيم الدينار.
غشيني من الهم ما غشي فرعون وجنوده من اليم.
فلم يكن مني سوى الرد، والإصرار على الصد.
ولا يكتئبُ من النجهِ، ولا يتئب من وقاحةِ الوجهِ.
ما أنقذني من إبرامه، ولا أبعدني عن نيلِ مرامه، إلا أبيات نفث بها الصدر الموتور، والخاطر المبتور.
لما سمعَ رب البيت قريضه وسجعه، استملح تقريظه وسبعه.
جبرَ اللهُ ثكَلكم، وسنى أكلكم، وجمع في ظلّ الحلواءِ شملكم، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم.
أودعكم وداع محافظ، وأستودعكم خير حافظ.
فغادرنا بعد أن وخدَت عنسه، وزايلنا أنسَه، كدست غاب عنه صدره، أو ليل أفلَ بدرُه.
غريبُ المقامة:
المقامة التاسعة عشرة (النصيبية).
فحوى المقامة: تتضمن كون أبي زيد مريضا وزيارة أصحابه له وكيف كنّى لابنه الكنايات الطفيلية.
ينتثرُ من فيه الدّرر، ويجتلبُ بكفّيه الدّرر.
لم ازل أتبع ظله أينما انبعث، وألتقط لفظه كلما نفث.
جلسنا فحدقيت بسريره، محدّقين إلى أساريره.
مناجاتكم قوت نفسي، ومغناطيس أنسي، فتحرينا مرضاته، وتحامينا معاصاته.
أقبلنا على الحديثِ نمخضُ زبَده، ونُلغي زبَده.
إن النعاس قد آمال الأعناق، ووارد الآماق، وهو خصمٌ ألد، وخطبٌ لا يرد، فصِلُوا حبلَه بالقيلولة، واقتدوا فيه بالآثار المنقولة.
ففقِهَ ابنُه لطائف رموزِهِ، بلطافةِ تمييزه، فطافَ علينا بالطيّبات والطيب، حتى آذنت الشمسُ بالمغيب.
فلما أجمعنا على التوديع، قلنا له: ألم تر إلى هذا اليوم البديع؟ كيف بدا صبحه قمطريرا، ومُسيه مستنيرًا؟
فاستملينا منه أبياته الغر، ووالينا الله الشرك، وودعناه مسرورين ببرئه، مغمورين ببُرّه.

المقامة العشرون (المفارقية).
فحوى المقامة: تتضمن طلب أبي زيد تكفين ميت.
تواصينا بتذكار الصُّحبة، وتناهينا عن التقاطع في الغربة.
اتخذنا ناديًا نعتمرهُ طرفي النهار، ونتهادى فيه طرَف الأخبار.
ما أضرمَ شعلتك، وأكرم فعلتك.
 
المقامة الواحدة والعشرون (الرازية).
فحوى المقامة: تتضمن كون أبي زيدٍ واعظًا.​
عرفت قبيلي من دبيري، أتحلى بمحاسن الأخلاق، وأتخلى مما يسِم بالإخلاق.​

صارَ التطبّع فيه طباعًا، والتكلف له هوىً مطاعا.​

يصدع بوعظٍ يشفي الصدور، ويَلين الصخور.​

ابنَ آدم ما أغراك بما يغرُّك، وأضراكَ بما يضرُّك، وألهجَكَ بما يطغيك، وأبهجكَ بمن يطريك.​

لا بالكفافِ تقتنع، ولا من الحرامِ تمتنع، ولا للعظاتِ تستمع، ولا بالوعيد ترتدع.
تتقلب مع الأهواء، وتخبط خبط العشواء، لم ينفعَ المنونَ مالٌ ولا بنون.
ولا ينفع أهلَ القبورِ، سوى العملِ المبرور، فطوبى لمن سمِع ووعى، وحقق ما ادّعى، ونهى النفس عن الهوى، وعلم أن الفائزَ من ارعوى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى.​
عليـكَـ بالصدقِ ولو أنّه ** ** أحرقكَ الصدق بنارِ الوعيد​

وابغِ رضا الله فأغبى الورى ** ** من أسخط المولى وأرضى العبيد.​

غريبُ المقامة:​
المقامة الثانية والعشرون (الفُراتية).
فحوى المقامة: تتضمن تفضيل أبي زيد للكتابتين : الإنشاء والحساب.
لقيتُ كتّابًا أبرعَ من بني الفرات، وأعذب أخلاقًا من بني الفرات.
طفتُ بهم لتهذبهم، لا لذهبهم، وكاثرتهم لأدبهم، لا لمآدبهم.
أشرَكوني في المرتع والمربع، وأحلوني محل الأنمل من الأصبع.
أكثرتم يا قومِ اللغط، وآثرتمُ الصوابَ والغلط.
أمتع الأسماع بما راقَ وراع، لا يُفرى فريُّه ولا يبارى عبقريّه.
لا نحتقر شخصًا لرثاثةِ بَرده، ولا نزدري سيفًا مخبوبًا في غِمده.

المقامة الثالثة والعشرون (الشِّعرية).
فحوى المقامة:تتضمن كون أبي زيد مدعيا على ابنه أنه سرقَ شعرَه.​
فلما مهَر وبَهَر، جرّد سيف العدوان وشهر، لم أخلْهُ يلتوي ويتّقحْ، حين يرتوي ويلتقح.
استراقُ الشعر عند الشعراء، أفظعُ من سرقةِ الصفراءِ والبيضاء.
غيرتهم على بنات الأفكار، كغيرتِهم على بناتِ الأبكار.
وهل حين سرق سلخ؟ م مسخَ وسلخ؟
تبّا لك من خرّيج مارق، وتلميذٍ سارق.
إذا أردتما افتضاح العاطل، واتضاح الحقّ من الباطل.
أشهدُ الله أنّكما فرقدا سماء، وكزِندين في وعاء.
هيهاتَ أن تراجعَه مقتي، أو تعلق به ثقتي، وقد بلوتُ كفرانه الصنيع، ومُنيت منه بالعقوق الشنيع.
اللجاجُ شؤم، والحنق لُؤم، تحقيق الظنّة إثم، وإعناتُ البريء ظلم.
هبني اقترفتُ جريرةً، أو اجترحتُ كبيرة، إبّانَ أنسِك.
أنّى يلتقي سهيلٌ والسُّهى:
ازورّت قدماه، واحمرّت وجتناه.
سمعتُ أن شيخًا دلّس، بعدما تطلّس وتقلّس.
لا قرّبَ اللهُ له نوى، وكلاهُ أين ثوى، فما زاولتُ أشدّ من نُكره، ولا ذُقتُ أمرَّ من مَكره.
عاهدتُه معاهدةَ من لا يتأول، ووفيتُ لهُ كما وفى السموأل.
تقاسمنا على حفظِ الواداد، وحظر الاستبداد، لا يتفردُ أحدُنا بالتذاذ، ولا يستأثر ولو برذاذ.
نسرّح النواظر، في الرياض النواضر، ونصقُل الخواطر بشيْم المواطر.:
حجبهُ عن بصائر الطّغام، لا أنلتكم مرامًا ولا شنيتُ لكم غرامًا.
كشفَ عن سرائرِ ألغازه، وبدائع إعجازه، ما جلا به صدأ الأذهان، وجلّى مطلَعهُ بنورِ البرهان.
هِمنا حين فهمْنَا، عجبنا إذ أجبنا، ندمنا على ما ندّ منا.​
المقامة الرابعة والعشرون (الكرجية).
فحوى المقامة: تتضمن كافات الشتاء وطلبه ثيابا يكتسي بها.​
شيخ عاري الجِلدة، بادي الجُردَة.
السعيدُ من اتعظَ بسواه، واستعدّ لمسرّاه.
جلوتَ علينا أدبَك، فاجلُ لنا نسبَك، تبًّا لمفتخرٍ بعظمٍ نخِر، والفخرُ بالتقوى، والأدب المنتقى.​
لعمرُك ما الإنسان إلا ابنُ يومِهِ ** ** على ما تجلّى يومُه، لا ابنُ أمسِهِ

وما الفخرُ بالعظمِ الرميم، وإنما ** ** فخارُ الذي يبغي الفُخار بنفسِهِ

جلسَ محقوقًا، واجرنثم مقفقِفًا.
يا مَنْ غمر بنوالِه، وأمر بسؤاله، صلّ على محمدٍ وآله، وأعني على البردِ وأحواله.
جعلتْ ملامحُ عيني تعجُمه، ومرامَيْ لحظي ترجمه.
ساءني ما يعانيه من الرّدَعة، واقشعرار الجِلدة.
والذي نوّر الشيبة، وطيّب تربة طيبة.
ثم نزع إلى الفرار، وتبرقَع بالاكفهرار.
أما تعلمُ أن شنشنتي الانتقال من صيد إلى صيد، والانعطاف من عمروٍ إلى زيد.
أراكَ قد عُقتني، وعَقَقْتني، وأفتني أضعاف ما أفدتني.
جبذته جبذ التلعابة، وجعجعتُ به للدّعابة.
نظرَ إليّ نظر المتعجب، وازمهرّ ازمهرار المتغضِّب.
ردّ الفروة بعد من أمس الدابر، والميت الغابر.​
المقامة السادسة والعشرون (الرقطاء).
فحوى المقامة: تتضمن الرسالة التي أحدهما منقوط والآخر بغير نقط.
حين سفرَ عن آدابه، وكشرَ عن أنيابه، عرفتُ أنه أبو زيدٍ بحُسن مُلَحه، وقُبحِ قلَحه.
لم أدرِ بأيهما أنا أضفى فرحًا، وأوفى مرحًا.
حرجَ صدري، وعيلَ صبري، فقير وقير، لا فتيل له ولا قمطير.​
المقامة السابعة والعشرون (الوبرية).
فحوى المقامة: تتضمن طلب الحرث ناقته الضالة وما حصل من أبي زيد معه في ذلك.
شمّرتُ تشميرَ من لا يألو جُهدا، وجعلتُ أضربُ في الأرضِ غورًا ونجدا.
سرتُ لا أرى أثرًا إلا قفوتُه، ولا نشزا إلا علوتُه، ولا واديًا إلا جزعْتُه.
كرهتُ انعياجَه إلى معاجي، فاستعذتُ بالله من شرّ كل مفاجي.
ثم استوضحتُه من أينَ أثرُه، وكيف عجرُه وبجرُه؟
أنشدَ بديها، ولم يقل: إيها!
دعِ الالتفات إلى ما فات، والطِّماح إلى ما طاح.
لا تأسَ على من ذهب، ولو أنه وادٍ من ذهب، ولا تستملِ
يصقلُ الخاطر، وينشّط الفاتر.
لم أفق إلا والليل قد تولّج، والنجمُ قد تبلّج.
فلم يعبأ بإلماعي، ولا أوى لالتياعي، أدركتُه بعد – الأين -.
فلا تكن كأشعب، فتُتْعِبُ وتتْعَب.
غشيناهُ لابسًا جلدَ النمر، وهاجمًا هجوم السيلِ المنهمر.
خفتُ أن يكون يومُه مثل أمسه، وبدرُه مثل شمسه، فألحق بالقارظين.
نبذ زمام الناقة وحاص، وأفلتَ ولهُ حصاص.
حِرْتُ بين لومه وشكره، وزنة نفعه بضره.
قابلني بوجهٍ طليق ولسان ذليق.
غريب المقامة:​
المقامة السابعة والعشرون (السمرقندية).
فحوى المقامة: تتضمن وقوف أبي زيد بربوة يخطب خطبة عرية من الإعجام.
الواسع العطاء، المدعو لحسم اللأواء، معيد الأمم، مصور الرمم، مكرم أهل السماح والكرم، مهلك عاد وإرم، لا ولدَ له ولا والد، ولا ردءَ معه ولا مساعد.
ما هَمَر ركام، وهدَرَ حمام؟
ادّروا حلل الورع، وداووا أهل الطمع، كم طمس معلما، وطحطح عرمرمًا، ومرّ ملِكًا مكرّما.
عمّ حكمُه الملوكَ والرعاع، والمسود والمطاع.
إلامَ مداومة اللهو، ومواصلة السهو، وطول الإصرار، وحمل الآصار.
أما الهرمُ حصادكم، والمدر مهادكم، أما الحمام مدرككم، والصراط مسلككم.
طعامهم السُّموم، وهوائهم السَّموم.
رأيتُ الخطبة نخبة بلا سقط، وعروسًا بغير نُقط.
مصر على التدليس، ومسرٌّ حسو الخندريس.

المقامة التاسعة والعشرون (الواسطية).
فحوى المقامة: تتضمن اجتماع الحرث مع أبي زيد بالخان وكيف صرع أبو زيد أهلَ الخان بإطعامهم الحلواء، وأخذه مالهم.​
الشعرة البيضاء في اللمة السوداء.
لا قعدَ جَدُّك، ولا انخفض مسعاك وحظك.
تهادينا بشراء الالتقاء، وتقارضنا تحيّة الأصدقاء.
والذي أنزلَ المطر من الغمام، وأخرج الثمر من الأكمام، لقد فسدَ الزمان، وعمّ العدوان، وعُدم المعوان، والله المستعان.
يا ضلّ بن ضل!
سأخطب خطبة لم تفتق رتْقَ سمع، ولا خُطب مثلها في جمع.
يا هذا! ضعِ الفاس في الراس، وخلّصِ الناسَ من النعاس.
مرسل الأمطار، ومسهل الأوطار، عم سماحه وكمل، هطل ركامه وهمل، مسددا للرعاع، ومعطلا أحكام ود وسواع، له الحمد السرمد، والمدح لرسوله محمد.
فرغ من خطبته البديعة النظام، العرية عن الإعجام.
عرفت إنها لإحدى الكبر، وأم العبر.
يا عُدِيّ نفسه، وعبيد فلسه.
لقد جئت شيئًا نكرا، وأبقيت لك في المخزيات ذكرا.
طارت نفسي شعشاعا، وأرعدت فرائصي ارتياعا.​
فلويتُ عنه عذاري، وأبدَت له ازوراري، فلما بصر انقباضي، وتجلّى له إعزامي، لج في الاستعبار، وألظ بالاستغفار، حتى استمال هوى قلبي المنحرق، ورجوب له ما يرجى للمتقرق المعترق.​
 
عودة
أعلى