الأزهر يمنع إصداره الأخير من مجلة الأزهر إرضاءً للمسيحيين !!

مرهف

New member
إنضم
27 أبريل 2003
المشاركات
511
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
ـ سوريا
الموقع الالكتروني
www.kantakji.org
المختصر / استجابت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، للضغوط الكنسية وأصدرت بيانا مفاجئا يقضي بمصادرة العدد الأخير الصادر لشهر ذي الحجة من مجلة الأزهر وسحبه من الاسواق بعد تضمنه على ملحق "تقرير علمي" للمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، بعدما أبدى الأخوة المسيحيون استياءهم مما ورد في الكتاب، بدعوى أنه يصف الكتاب المقدس بأنه محرف، وأن المسيحية تنطوي على ما وصفه الإسلام بالشرك بالله .

ونص البيان الذي صدر أمس وحصلت شبكة الإعلام العربية "محيط"،على نسخة منه، على: "قررت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف سحب نسخ مجلة الأزهر الشريف عن شهر ذي الحجة 1430 هـ والملحق الخاص بها بعنوان "تقرير علمي" للدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية لما فهمه بعض الأخوة المسيحيين بأن ما جاء بملحق المجلة هو إساءة إلى مشاعرهم، والأزهر الشريف يسره أن يستجيب لرغبة الأخوة المسيحيين وأن يعلن احترامه الكامل وإيمانه الشديد بالعقيدة المسيحية والمسيحيين داخل مصر وخارجها ويكن لهم الاحترام والتقدير ولم يقصد في أي لحظة أن يسيء إلى احد من أبناء مصر العزيزة".

وأبدى الدكتور عمارة عبر اتصال هاتفي أجرته معه "محيط"، دهشته من بيان مجمع البحوث الإسلامية وصيغته، وعبر عن استيائه لصدور قرار من أمانة المجمع بسحب الكتاب رغم أن المجمع هو الذي كلفه بإعداد هذا الكتاب للرد على ما جاء في الكتاب التنصيري، وهو الذي اعتمده للنشر

ووصف عمارة بعض العبارات التي وردت في البيان المنسوب للأمين العام للمجمع علي عبد الباقي بـ "الشيء الخطير"، وأكد أنه سوف يدلي برأيه تفصيلا داخل المجمع، نافيا في الوقت ذاته أن يكون الكتاب قد تضمن أي إساءات للمسيحيين.

وكان الدكتور محمد عمارة قد أصدر كتاب "تقرير علمي" بناءا على تكليف من مجمع البحوث الإسلامية، للرد على كتاب تنصيري بعنوان "مستعدون للإجابة" ورد إلى مجمع البحوث بعد شكاوي عديدة من أجل الرد على ما ورد فيه من إساءات إلى العقيدة الإسلامية.

فيما لم تبد مصادر بمجمع البحوث أهمية بالقرار الذى يقضي بسحب العدد الأخير من المجلة، بعد أن نفدت مجلة "الأزهر" وكتاب عمارة الذي صدر كملحق خاص بها من الأسواق قبل أسابيع ، مؤكدة أنه لا يمكن من الناحية العملية سحب الكتاب الذي تم توزيعه مع المجلة منذ شهر، لأن كل نسخه نفذت من السوق، وأن ذلك القرار يعتبر قرارا صوريا ليس إلا.

المصدر: محيط للأنباء
 
[align=center]علماء الأزهر يستنكرون البيان المنسوب إليهم ويعتبرونه إهانة [/align]



كتب عمر القليوبي (المصريون): | 16-12-2009 23:55

أكدت مصادر رفيعة بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر للمصريون ، طلبت عدم نشر اسمها ، أن جهة سياسية رفيعة أرسلت رسالة تهديد حملها وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق إلى شيخ الأزهر مرفق بها نص بيان طلبت إصداره ممهورا بتوقيع مجمع البحوث وتعميمه من خلال المجمع على الصحف المصرية ووكالة الأنباء الرسمية ، وأن المجمع نفسه لا صلة له بهذا البيان ، ولم يطلع عليه أي من علماء المجمع إلا من خلال الصحف .
من جانبه ، كشف العالم الجليل الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية لـ "المصريون" عن مفاجأة أخرى بشأن ملابسات قرار سحب كتاب المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، وهو أن المجمع كان قد قرر خلال اجتماعه الأخير رفض أي ضغوط لسحب كتاب الدكتور عمارة أو الاعتذار عنه ، وأن قرار المجمع في ذلك كان بالإجماع، مؤكدا أنه لا يعرف شيئا عن البيان المنسوب إلى المجمع ، بخصوص كتاب عمارة الذي تم توزيعه كملحق لمجلة "الأزهر" في عددها الصادر لشهر ذي الحجة، ملمحا إلى أن البيان الذي صدر حاملا توقيع الأمين العام للمجمع جاء بضغوط من جهات عليا أملت على الشيخ علي عبد الباقي نص البيان دون أن يتم تمحيصه من قبل علماء المجمع أو استشارتهم فيه .
وأضاف الشكعة في تصريحات لـ "المصريون" قائلا : ما أستطيع تأكيده هو أن المجمع لم يتخذ قرارا بسحب كتاب "تقرير علمي" الذي جاء ردا على كتاب تنصيري بعنوان "مستعدون للإجابة" والذي حمل إساءات للعقيدة الإسلامية، مؤكدا أنه خلال اجتماع المجمع تم الاتفاق على تجاهل الأمر برمته وعدم الاستجابة للمطالب بسحبه.
وحول القرار المفاجئ والغامض لأمانة المجمع يوم الثلاثاء بسحب الكتاب، استجابة لمطالبات مسيحية أبدت استياءها من مضمون الكتاب، نفى الشكعة إجراء أية مناقشات بهذا الخصوص، وقال إنه لم تتم حوله أي مناقشات من قريب أو بعيد، ولم يدل أي من أعضاء المجمع بدلوه حول هذا الأمر.
واعتبر أن البيان الذي تضمن قرار سحب الكتاب بعد تعرضه لموجة هجوم مسيحية تضمن العديد من الأخطاء العقدية التي تسيء إلى الأزهر ولا تليق بعلمائه ، مؤكدا أنها تسيء إلى أعضاء المجمع الملتزمين بشرع الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يذكر أن البيان كان قد ورد نصه كالتالي : "قررت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف سحب نسخ مجلة الأزهر الشريف عن شهر ذي الحجة 1430 هـ والملحق الخاص بها بعنوان "تقرير علمي" للدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية لما فهمه بعض الأخوة المسيحيين بأن ما جاء بملحق المجلة هو إساءة إلى مشاعرهم، والأزهر الشريف يسره أن يستجيب لرغبة الأخوة المسيحيين وأن يعلن احترامه الكامل وإيمانه الشديد بالعقيدة المسيحية والمسيحيين داخل مصر وخارجها ويكن لهم الاحترام والتقدير ولم يقصد في أي لحظة أن يسيء إلى احد من أبناء مصر العزيزة".
وعلق الشكعة قائلا: هذا الكلام ليس صحيحا والبيان صيغ بلهجة غير رصينة تحمل إساءة بالغة للأزهر وعلمائه، موضحا أن الإسلام يحترم العقيدة المسيحية الحقيقية التي تقوم حول أن المسيح عبد من عباد الله وليس إلها ولا نؤمن بالثالوث، في إشارة إلى عقيدة التثليث التي يؤمن بها المسيحيون.
وأوضح الشكعة أن العقيدة المسيحية كما جاءت في القرآن الكريم هي محل احترام وتقدير بالغين من الأزهر والمجمع وعلمائه، مؤكدا أن الإسلام لا يعترف بشرعية ما يعتقده المسيحيون من أن المسيح هو ابن الله.

المصدر
 
. أعتقد أن عددا من مجلة " ما " ـ صدر في أول الشهر ولا يبقى في السوق منه نسخة غير مباعة بعد ثلاثة أيام من طرحه ـ لا يؤثر فيه خبر ولا نبا ولا سحب ولا موت ولا حياة ولا نشور ، وعند مصداقية النبأ يحمل على السياسة الشرعية أو غير الشرعية فليتدبر .
 
وهذه نسخة PDF من كتابه هذا لمن أراد قراءته ، ولعل هذه طريقة ذكية لترويج هذا الكتاب القيم .
[align=center]لتحميل الكتاب من هنا
تقرير علمي للدكتور محمد عمارة [/align]

فعلا يا دكتور عبد الرحمن، حيلة ذكية جدا لنشر الكتاب، وحتى دون الحاجة لتحميل المجلة أصلا.

جزاكم الله خيرا على هذه الهدية القيمة
 
اللهم انصر الاسلام المسلمين واعزهم اللهم وارفع قدرهم وغلبهم على اعدائك اعداء الدين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (قل يأهل الكتب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله ولانشرك
به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا
بأنا مسلمون.)الآية رقم:64 من سورة آل عمران
وقال تعالى:(يردون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكفرون)
الآية رقم:08من سورة الصف

التوقيع/:طالب علم
 
عرض كتاب "تقرير علمي" للدكتور محمد عمارة لناصر فرج خطاب

عرض كتاب "تقرير علمي" للدكتور محمد عمارة لناصر فرج خطاب

كتاب الدكتور محمد عمارة "تقرير علمي..صرخة ضد التنصير" يقف عند القضايا المحورية التي دارتْ حولها أهمُّ الدعاوى التي وردت في (المنشور التنصيري) باسم "مستعدين للمجاوبة"، والذي يتألف من خمسة فصول، فيتحدَّث في الفصل الأول عن صحة التوراة والإنجيل وعدم تحريفهما، والفصل الثاني عن إنجيل برنابا، والفصل الثالث عن النصرانية ديانة موحدة، والفصل الرابع عن قضية الغفران وضرورة الفداء، والفصل الخامس عن القضايا الصغرى، وهذه الأوراق لم تقف عند عرض العقائد النصرانية والدفاع عنها، وتقديمها للمسلمين بهدف التنصير، وإنما تجاوزتْ هذه الأهدافَ إلى التعرُّض لعقائد الإسلام، وذلك بمحاولات الاستشهاد بالقرآن الكريم على صحة العقائد النصرانية التي يرفضها القرآنُ والإسلام.

وأهم القضايا المحورية التي وردت في هذا الكتاب:
1- قضية ما يسمَّى بالكتاب المقدس - بعهديه القديم والجديد - وهل استحال على التحريف؟
2- قضية التأليه النصراني للمسيح - عليه السلام - ودعوى أنه ابن الله.
3- وقضية العصمة والخطيئة والمعجزات، التي توصل بها هذا الكتاب إلى تأليه المسيح.
تلك هي القضايا التي يتعرض لها الكتاب.




[align=center](1)
صحة التوراة والإنجيل وعدم تحريفهما[/align]


يقول المنصِّر في منشوره التنصيري في هذا الفصل: "يدَّعي البعض بحدوث تحريف في التوراة والإنجيل، ولكنهم لا يقدمون أي دليل على ذلك، وهو مجرد افتراض واتهام لاسند له، وفي حديث نبوي: ((البينة على من ادَّعى))؛ أي: كل من يدعي بأي اتهام يجب أن يقدِّم البينة؛ أي: الدليل على صدق ادعائه".

فيؤكد الدكتور عماره على تحريف التوراة من خلال الأدلة التالية:
الدليل الأول:
أن التوراة نزلتْ على موسى باللغة الهيروغليفية، قبل نشأة اللغة العبرية بأكثر من مائة سنة؛ لأن العبرية لهجة كنعانية، فأين هي التوراة التي نزلت على موسى بالهيروغيلفية؟
والجواب: أنه لا وجود لهذه التوراة.

الدليل الثاني:
أن موسى - عليه السلام - عاش ومات في القرن الثالثَ عشرَ قبل الميلاد، بينما حدث أول تدوينٍ لأسفار العهد القديم على يدي عزرا في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد؛ أي: بعد عودة اليهود من السبي البابلي (597 – 538 ق.م)، وذلك يعني أن التراث اليهودي ظلَّ تراثًا شفهيًّا مدة ثمانية قرون، عَبَدَ أثناءها بنو إسرائيل العجلَ تارة، وأوثانَ الكنعانيين تارة أخرى، وانقبلوا فيها على أنبيائهم في الكثير من الأحيان.

الدليل الثالث:
التناقضات الصارخة التي توجد في الأسفار، وهي تحتاج إلى سفر لو أردنا أن نحصيَها، وهي على سبيل المثال:
1- اسم الله أحيانًا يكون "يهوه"، وأحيانًا يكون "إيلوهيم".

2- في الحديث عن بدء الخلق في سفر التكوين، نجد:
أن النور قد خُلق في اليوم الأول (تكوين 1: 5).
ثم نجد أن النور خلق في اليوم الرابع (تكوين 1: 6 - 19).
والشمس: يقال مرة: إنها خلقت في اليوم الأول (تكوين 1: 5).
ومرة ثانية يقال: إنها خلقت في اليوم الرابع (تكوين 1: 14 - 19).
وفي خلق الكائنات: ففي سفر التكوين (1: 20 - 23) أن الحيوانات خلقت أولاً في اليوم الخامس، وأن آدمَ خلق في اليوم السادس، ثم يعود السفر (التكوين 2: 7 - 19) فيقول: إن الإنسان خلق أولاً، ثم النباتات، ثم الحيوانات والطيور.

3- وفي الحديث عن عمر الزمان، نجد الآتي:
في التوراة العبرية 1656 عامًا.
وفي النسخة اليونانية 2262 عامًا.
وفي النسخة السامرية 1307 أعوام.

4- وعن تاريخ نزول إبليس إلى الأرض، نجد الآتي:
مره قبل خلق آدم ودخوله الجنة - رؤيا يوحنا اللاهوتي (12: 7 - 10).
ومرة: بعد خلق آدم ومعصيته في الجنة (التكوين (3: 1 - 15).

5- وفي مدة طوفان نوح - عليه السلام - نجد:
في سفر التكوين (7: 12) أربعين يومًا وأربعين ليلة.
وفي السفر نفسه (التكوين 7: 24) نجد مدة الطوفان 150 يومًا.

6- وفي الحديث عن عدد سنين الجوع التي حكم الله بها على داود - عليه السلام - نجد:
سبع سنين (في صموئيل الثاني 24: 12).
وثلاث سنين (في أخبار الأيام الأول 21: 11).

7- وفي الحديث عن عدد المراكب التي قضى عليها داود في أرام، نجد:
700 مركبة و40000 فارس (في صموئيل الثاني 10 - 18).
7000 مركبة و40000 فارس (في أخبار الأيام الأول 19: 18).
كما نجد أسفار العهد القديم لا تتحدث عن موسى - عليه السلام - بلسان المخاطَب؛ أي: إنها لم تنزل عليه، وإنما تتحدَّث عنه بضمير الغائب؛ أي: إنها تراثٌ جُمع ودوِّن بعد وفاته، ومن ذلك على سبيل المثال:
"وكلم يهوه موسى.. وكلم يهوه موسى وجهًا لوجه" (الخروج 33: 11).
"وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًّا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (العدد 12: 3).
"فسخط موسى على وكلاء الجيش" (العدد 31: 4).
"موسى رجل الله" (التثنية 31: 1).
"ومات هناك موسى عبد الرب" (التثنية 34 - 35).
"فقال الرب لموسى" (الخروج 6: 1).

فهل هذا الكلام نزل على موسى، أو أنها إضافات وتأليفات أُدخلت في هذا التراث؟

ثم إن هناك اختلافات الكنائس النصرانية في عدد أسفار العهد القديم التي تؤمن بها هذه الكنائس:
فالبروتستانت يؤمنون بستة وستين سفرًا.
والكاثوليك يؤمنون بثلاثة وسبعين سفرًا.
والأرثوذكس يؤمنون بستة وستين سفرًا.
وأخيرًا: شهد البابا شنودة الثالث - بابا الأرثوذكس المصريين - في عظته الأسبوعية بأن أسفار العهد القديم الحالية، قد حذفت منها الأسفار القانونية التي تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية بأنها جزء من العهد القديم.

الدليل الرابع:
هي شهادة علماء اليهود أنفسهم، والذي جمع دراساتِهم العالمُ اليهودي "زالمان شازار" في كتاب عنوانه: "تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور حتى العصر الحديث"، الذي امتلأ بالشهادات اليهودية القاطعة بأن أسفار العهد القديم إنما هي ثمرةٌ لتراكمٍ شفهي تكوَّن عبر قرونٍ طويلة، وعصور مختلفة، وبيئاتٍ متباينة، وثقافات متمايزة، ومصادرَ متعددة، ومؤلفين مختلفين.

فمثلاً:
إن سفر إشعيا هو عبارة عن ستة أسفار كُتبت في أزمنة مختلفة، عاش أشعيا الأول في عصر يوثام وأحاز ويحزقيا، وكتبت الإصحاحات (24 - 27) في عصر يوشياهو، وكتب الإصحاحان (34 - 35) مباشرة بعد الخراب، وكتب الإصحاحان (13 - 14) بعد حزقيال بثلاثين سنة.

وقسم سفر إرميا إلى أجزاء مختلفة، ووجد في سفر زكريا أقوال ثلاثة أنبياء، أقوال النبي الأول تشمل الإصحاحات (1 - 6)، وعاش في عصر هوشع، وتشمل أقوال الثاني الإصحاحات (7 - 12)، وكان في عصر يهوياقيم وصدقياهو، وتشمل الإصحاحات (12 - 14) أقوال النبي الثالث، باستثناء (13: 7 - 19) الذي تنبَّأ بعد العودة من بابل.

الدليل الخامس:
أن القداسة التي أضيفت على أسفار هذا الكتاب "المقدس" هي طارئة، حدثتْ بعد عصر موسى - عليه السلام - بأكثر من عشرة قرون، فلم يكن هناك من يقدِّس هذه الأسفار قبل عصر المكابيين (168 - 37 ق.م).

فإنه حتى عصر المكابيين لم تكن الأسفار المقدسة قد أقرت، وأن حكماء التلمود "الفرنسيين" قد اختاروا هذه الأسفار من بين بقية الأسفار، وذلك زمن الهيكل الثاني، ثم رتَّبوها ورفعوها لمرتبة الكتاب المقدس.

ومن هنا، فإن جميع ما جاء في القرآن الكريم عن التوراة، والتي فيها هدى ونور؛ {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} [المائدة: 44]، {وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ} [المائدة: 43]، فإن المراد بها توراة موسى - عليه السلام - وليست هذه الأسفار التي دوِّنتْ بعد موسى بثمانية قرون.

الأدلة على تحريف الإنجيل:
يتبع دكتور عمارة ذات المنهج المنطقي والموضوعي والاستقرائي في إقامة الأدلة على حدوث التحريف.

الدليل الأول:
لقد جاء المسيح - عليه السلام - بإنجيل باللغة الآرامية، فأين هو هذا الإنجيل، إنجيل المسيح؟
إن العالم كله بجميع كنائسه، وبكل مذاهب النصرانية فيه - لا يملك نسخةً واحدة من هذا الإنجيل.

من هنا، فإن الإنجيل الذي جاء به المسيح، والذي تحدَّث عنه القرآن الكريم باعتباره ذِكرًا أنزله الله؛ {وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ} [المائدة: 46].
والذي يطلب من النصارى أن يقيموا أحكامه؛ {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ} [المائدة: 47].
هذا الإنجيل لا وجود له لدى أي كنيسةٍ من كنائس النصرانية.

الدليل الثاني:
إن الأناجيل الأربعة المشهورة والمعتمدة، اثنان منها كَتَبَهما اثنان من الجيل التالي لجيل المسيح، فمرقس تلميذ لبطرس، ولوقا تلميذ لبولس، فليسا شاهدينِ على ما كتبا.
والإنجيل الثالث (إنجيل يوحنا) تُرجِّح الدراساتُ المستندة إلى النقد الداخلي أنه كُتب بواسطة يوحنا آخر في نهاية القرن الأول الميلادي.
فنحن أمام ثلاثة أناجيل من أربعة، لا علاقة لها بعصر المسيح.

الدليل الثالث:
إن هذه الأناجيل قد انتقلتْ نصوصُها، وتغيَّرت ألفاظُها مراتٍ عديدةً بالترجمات إلى العديد من اللغات.
إن إنجيل متى قد كُتب أولاً بالآرامية لا بالعبرية، ولقد تُرجم إلى اليونانية، وضاع النص الأول وبقي الثاني.

ويضرب الدكتور عمارة بعض الأمثلة:
أ- لقد تُرجم إنجيل مرقس ترجمةً مصرية جديدة، ومن يقارن هذه الترجمةَ بنظيرتها العربية الموجودة ضمن مجموعة "الكتاب المقدس"، سيجد العديد من الاختلافات في كل صفحة من الصفحات.
ب- لقد شهد عقد التسعينيات من القرن العشرين ترجماتٍ جديدةً لنصوص العهدين القديم والجديد إلى العديد من اللغات الحية، وقفتْ وراءها الحركاتُ الأنثوية الغربية المتطرفة، وتم في هذه الترجمات الجديدة تحييد الأسماء الكثيرة المذَّكرة في هذه النصوص؛ كي لا تكون الثقافةُ الدينية فيها "ثقافة ذكورية".
وهذه الترجمات الجديدة يتم الترويج لها، والإشاعة لثقافتها، بواسطة قوى العولمة وما بعد الحداثة.

الدليل الرابع:
إننا إذا نظرنا في افتتاحية إنجيل لوقا - الإصحاح الأول: 1 - 4، فنقرأ قول لوقا - تلميذ بولس -: "إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة الأمور المتيقنة عندنا، كما سلَّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة، رأيتُ أنا أيضًا - إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق - أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفليس؛ لتعرف صحة الكلام الذي علمت به".
فنحن أمام نص يقول لنا: إن كثيرين - وليسوا أربعة فقط - قد ألَّفوا أناجيلَ كثيرةً.

الدليل الخامس:
جاء في "دائرة المعارف البريطانية" عن هذه الأناجيل الأربعة:
أ- إنجيل متى: إن كون متى هو مؤلف هذا الإنجيل أمرٌ مشكوك فيه بجد، ومن المسلَّم به أن متى قد اعتمد في كتابة إنجيله على إنجيل مرقس، أول الأناجيل تأليفًا، حيث حوى 600 عدد من أعداد إنجيل مرقس البالغة 621 عددًا؛ أي: 90% من محتويات إنجيل مرقس.
ب- إنجيل مرقس: "في أفضل المخطوطات، فإن الأعداد من 9 إلى 20 تعتبر عمومًا إضافات متأخرة، والأعداد الأخيرة - 16: 9 - 20 غير موجودة في بعض المخطوطات، ويوجد عوضًا عنها مقاطع أقصر في مخطوطات أخرى".
جـ- إنجيل لوقا: "إن مؤلف هذا الإنجيل يظل مجهولاً".
د- إنجيل يوحنا: وهو الإنجيل الوحيد الذي نص بكل صراحة على ألوهية عيسى، حيث نقل عن عيسى أنه قال: "أنا والآب واحد" (يوحنا 10 - 30)، "الذي رآني فقد رأى الآب" (يوحنا 14: 9)، "أنا في الآب والآب في" (يوحنا 14: 10).
ويتعارض هذا الإنجيل مع الأناجيل الأخرى في أمور مهمة وحاسمة، مثل: صلب المسيح، ورواية القربان، وتعميد المسيح، والمدة التي استغرقتها رسالة المسيح.

الدليل السادس:
هو أن تاريخ كتابة هذه الأناجيل متأخِّرٌ عن عصر المسيح وتاريخ وفاته.
فأقدم هذه الأناجيل - كما تذكر ذلك "الموسوعة البريطانية" - هو إنجيل مرقس، الذي كُتب ما بين سنة 65م وسنة 70م؛ أي: بعد ثلاثين عامًا من رفع المسيح - عليه السلام.
وإنجيل متى كتب ما بين سنة 70م وسنة 80م.
وإنجيل لوقا كتب سنة 80م.
أما إنجيل يوحنا، فكتب في نهاية القرن الميلادي الأول؛ أي: سنة 100م.

وكما يقول الأسقف "بابياس" المتوفى سنة 130م: "فإن مرقس الذي كان ترجمانًا لبطرس قد كتب القدر الكافي من الدقة التي سمحتْ بها ذاكرتُه ما قيل عن أعمال يسوع وأقواله، ولكن دون مراعاة للنظام؛ لأن مرقس لم يكن قد سمع يسوع، وإن كان تابعًا شخصيًّا له، لكنه في مرحلة متأخرة قد تبع بطرس".

الدليل السابع:
يقول الأب "كانينجسر" R.P.Kanenengesser - الأستاذ بالمعهد الكاثوليكي بباريس - يقول: "لا يجب الأخذ بحرفية الأناجيل، إنهم حفظوا منها نصيبًا، وإنهم حرَّفوا النصيب الذي أوتوه، وأنه أعطى عيسى الإنجيل، وقال في أتباعه مثل ما قال في اليهود، فهي كتابات ظرفية خصامية، حرَّر مؤلفوها تراث جماعتهم المسيحية".

الدليل الثامن:
إن الأصول الأولى لكل الأناجيل قد فُقدتْ، وأقدم المخطوطات لهذه الأناجيل الحالية يفصل بينها وبين المسيح وعصرِ مَن نُسبت إليهم هذه الأناجيل ما يقرب من ثلاثمائة عام.
وبشهادة "الموسوعة البريطانية": "فإن جميع النسخ الأصلية للعهد الجديد التي كُتبت بأيدي مؤلفيها الأصليين قد اختفتْ، وأن هناك فاصلاً زمنيًّا لا يقل عن مائتين أو ثلاثمائة سنة بين أحداث العهد الجديد وتاريخ كتابة مخطوطاته الموجودة حاليًّا".

الدليل التاسع:
هناك أكثر من مائة وخمسين ألفًا (150000) من مواضع الاختلاف بين المخطوطات التي طُبعت منها الأناجيل المتداولة الآن، وهذه الاختلافات ليستْ بين مخطوطات الأناجيل المختلفة فقط؛ بل وفي مخطوطات الإنجيل الواحد.

ونص عبارة "الموسوعة البريطانية": "فإن جميع نسخ الكتاب المقدس قبل عصر الطباعة تظهر اختلافات في النصوص، وإن مقتبسات آباء الكنيسة من كتب العهد الجديد - والتي تغطيه تقريبًا - تظهر أكثر من مائة وخمسين ألفًا من الاختلافات بين النصوص".

ثم يعطي الدكتور عمارة شواهدَ على حقيقة الاختلافات بين نصوص الأناجيل، وبين صور هذه النصوص في الأناجيل الحالية، منها على سبيل المثال:
في نص نقلته "الدسقولية" عن إنجيل متى: "فلأجل هذا قال الرب: تشبهوا بطيور السماء؛ فإنها لا تزرع، ولا تحصد، ولا تخزن في الأهراء، وأبوكم السماوي يقوتها، ألستم أنتم أفضل منها؟ فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل وماذا نشرب؟ لأن أباكم عارف بحاجتكم إلى هذا كله".

فإذا رجعنا إلى هذا النص في النسخة الحالية من إنجيل متى، نجده هكذا: "انظروا إلى طيور السماء، إنها لا تزرع، ولا تحصد، ولا تجمع إلى مخازن، وأبوكم السماوي يقوِّيها، ألستم أنتم بالأحرى أفضل منها؟
"ومن منكم إذا اهتمَّ يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدة؟! ولماذا تهتمون باللباس؟!
تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو، لا تتعب، ولا تغزل، ولكن أقول لكم: إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها، فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم، ويطرح غدًا في التنُّور يلبسه الله هكذا، أفليس بالحري جدًّا يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟".
"فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل، أو ماذا نشرب، أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها "الأمم"؛ "لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها" متى: 6: 25-32.

وبالمقارنة بين النص كما اقتبسته "الدسقولية"، وبين النص كما هو عليه في الصورة الحالية لإنجيل متى، نجد أنه قد تم توسيع النص، وأن العنصر المضاف يتعلَّق بعنصر لم تَرِدِ الإشارة إليه في النص القديم، وهو "اللباس"، وأن الصورة الحالية قد حفلت بالصور والمؤثرات الوجدانية.

الدليل العاشر:
وغير الاختلافات والتناقضات في الأناجيل هناك كثرتها، بينما المفترض أن المسيح قد بشَّر بإنجيل واحد، فهناك غير الأناجيل الأربعة التي تقرَّر اعتمادها من قبل "الدولة الرومانية"، وليس من قبل الله، هناك أناجيل كثيرة جدًّا، منها على سبيل المثال: إنجيل متى، ومرقوس، ونيقوديموس، ولوقا اللاتيني، ولوقا السرياني، والطفولة الأرمني، والطفولة السرياني، وطفولة سيدنا الأرمني، وطفولة سيدنا العربي، وتوماس، وفيلبس، والنص العربي القديم لقصة يوسف النجار (24)، بالإضافة إلى: إنجيل برنابا، ويهوذا، والعبريين، والناصريين، والحقيقة.

بالإضافة إلى الأناجيل التي اكتشفت ضمن "مخطوطات نجع حمادي" في صعيد مصر سنة 1947، وفيها 53 نصًّا، وتقع في 1153 صفحة، والتي جمعت في 13 مجلدًا، ومنها: إنجيل مريم المجدلية، وفليب، وبطرس، والمصريين.

الدليل الحادي عشر:
هو الكم الهائل من التناقضات والاختلافات التي شاعتْ وانتشرت، حتى في الأناجيل الأربعة الشهيرة والمعتمدة، تلك التي قررت "الموسوعة البريطانية" أن في مخطوطاتها أكثر من 150000 تناقض.
ويضرب الدكتور عمارة بعض الأمثال على هذه التناقضات التي تمتلئ بها الأناجيل الأربعة، حول سيرة المسيح ووقائعها.



[align=center](2)
المسيحية ديانة موحدة [/align]


تحت هذا العنوان يدَّعي كاتب المنشور التنصيري: "أن كلمة الله - التي هي المسيح - تعني (عقل الله)، وقدرته على إعلان ذاته، وتنفيذ إرادته".

يرد دكتور عمارة على هذه الدعوى، فيقول:
— إذا كان المسيح هو كلمة الله، وإذا كانت الكلمة - المسيح - تعني العقل الإلهي، وقدرته على إعلان ذاته، وتنفيذ إرادته.

— وإذا كان المسيح - الكلمة، العقل - قد وُلد من مريم، فهل قبل المسيح كان الله بلا عقل، بلا قدرة على إعلان ذاته، وتنفيذ إرادته؟!
وإذا قيل: إن عقل الله اتَّحد بالمسيح - أي: بالناسوت - في رحم مريم، فهل دخل الله بعقله في رحم مريم؟! أم دخل عقلُه وحده رحم مريم، وبقي الله بلا عقل؟! وإذا كان الله قد اتحد بالمسيح في رحم مريم - اتحاد اللاهوت والناسوت - فهل كان الله يدبِّر الكون، ويعلن ذاته، وينفذ إرادته من داخل مريم؟

— وإذا كان الثلاثة - الآب، والابن، والروح القدس - هم واحد - لا ثلاثة - مثل حرارة الشمس وضوئها، المتحِدين بها - كما يحلو لهم التمثيل بذلك في تفسير "وحدة الثالوث" - فإن الضوء وحده لا يقوم بوظيفة الشمس، وكذلك الحرارة وحدها لا تقوم بوظيفة الشمس، وإنما من كل مكونات الشمس: الضوء، والحرارة، وغيرها؛ للقيام بوظائف الشمس.

— وأما كون المسيح - في القرآن - هو روح الله: {وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء: 171]، فإنها لا تعني ألوهيته؛ فلقد نفخ الله - سبحانه وتعالى - في آدمَ من روحه، ولم يقل أحد: إن آدم قد صار إلهًا.

— وأما تفويض القرآن الكريم للمسيح - عليه السلام - معجزات الخلق: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ} [آل عمران: 49]، فهو معجزة بإذن الله، وليست خلقًا ابتدائيًّا كخلق الله، وكذلك شفاؤه للمرضى، وإحياؤه للموتى، هو إعجاز بإذن الله؛ {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} [آل عمران: 49].
فهو إعجاز يُظهِره الله على يديه، وليس ثمرةً لألوهيته، وإلا كان شريكًا لله في الخلق والإحياء والإماتة، والشراكةُ تعني الشركَ لا التوحيد.

— ويستدل الكتاب بآية سورة الزخرف: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [الزخرف: 61].
استدلاله بجعل القرآن المسيحَ من علامات الساعة يتجاهل أن هذه الآية مسبوقة بالآية 59 التي تقول: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [الزخرف: 59].
فهو عبد الله ورسوله، جعله آخر أنبياء بني إسرائيل، وعلامات الساعة - كل علاماتها - مخلوقةٌ لله الواحد الأحد.

— وميلاد المسيح بلا أب لا يعني ألوهيته، وإلا لكان آدم - عليه السلام - أولى بذلك؛ فلقد خُلق دون أب ولا أم، إنهما خلق الله، وكلمات الله، خُلقا بقدرة الله الواحد الأحد؛ {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 59].


[align=center](3)
حول العصمة، والخطيئة، والمعجزات[/align]


قال صاحب المنشور التنصيري (ص22، 36): "إنه حتى الأنبياء لم يكونوا معصومين من الخطيئة، وأن كل البشر - حتى الأنبياء والمرسلين - ليس فيهم من له خلاص كامل من عقاب الخطيئة، باستثناء شخص واحد، هو المسيح، هو الكامل كمالاً مطلقًا بلا أية خطيئة فعلية أو أصلية، فهو غير مولود وارثًا لطبيعة الخطيئة الأصلية من أبينا آدم".

وقد ذهب ليستشهد على نفي العصمة عن الأنبياء بدعاء نوح - عليه السلام -: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} [نوح: 28]، ودعاء إبراهيم - عليه السلام -: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 41].
— كما ذهب فاستشهد بالعهد القديم - كتابه المقدس - على أن نوح - عليه السلام - قد سكر وتعرى؛ (تكوين 9:21).
— وأن إبراهيم - عليه السلام - قد كذب، وفرط في زوجته؛ (تكوين 20:42).

فيرد دكتور عمارة على ذلك، فيقول:
إن عقيدة العصمة للأنبياء والمرسلين ضرورةٌ عقلية؛ لكمال الله - سبحانه وتعالى - ولحكمته في اصطفاء الأنبياء والمرسلين، ولمصداقية الرسالات التي أرسلهم الله بها إلى الناس.
فمن العبث - الذي يتنزَّه عنه عقلاءُ البشر - أن يختار الإنسان رسولاً يبلِّغ رسالةً وأمانة، دون أن يكون هذا الرسول جديرًا بجذب المصداقية إلى هذه الرسالة وهذه الأمانة.
ثم إن هذه العصمة للأنبياء والمرسلين هي عصمة فيما يبلِّغون عن الله، وعما ينفِّر أو يشين، وليست عصمة مطلق الاجتهادات التي قد لا توافق الأَولى والصواب، فهم في الاجتهادات غير معصومين.

ولقد تحدث الشيخ محمد عبده (1266 - 1323هـ/ 1849 - 1905م) عن عقيدة العصمة هذه، وعن معانيها وأبعادها، فقال: "إن من لوازم الإيمان الإسلامي: وجوب الاعتقاد بعلو فطرة الأنبياء والمرسلين، وصحة عقولهم، وصدقهم في أقوالهم، وأمانتهم في تبليغ ما عُهد إليهم أن يبلِّغوه، وعصمتهم من كل ما يشوِّه المسيرة البشرية، وسلامة أبدانهم مما تنبو عنه الأبصار، وتنفر منه الأذواق السليمة، وأنهم منزَّهون عما يضاد شيئًا من هذه الصفات المتقدمة".

لذلك؛ فإننا نجد أنفسنا - في عقيدة العصمة للأنبياء والمرسلين - أمام مدرستين في الفكر الديني:
1- المدرسة القرآنية: التي تقرر العصمة للأنبياء والمرسلين فيما يبلِّغون عن الله، ومما ينفِّر ويشين.
2- ومدرسة أسفار العهدين القديم والجديد: التي تزدري الأنبياء والمرسلين، عندما تجرِّدهم من العصمة، وتصفهم بالأوصاف الرديئة التي يتنزَّه عنها الناس الأسوياء، فضلاً عن المختارِينَ المصطفَيْنَ من الأنبياء والمرسلين.

— فأبو الأنبياء إبراهيم - عليه السلام - في المدرسة اليهودية والنصرانية يخطئ في تقدير أخلاق المصريين، ويتواطأ مع زوجه سارَّة على الكذب، وعلى الدياثة، وإسلام زوجه الجميلة لمن يعاشرها في الحرام؛ طمعًا في بقائه حيًّا، وطمعًا في الغنم والبقر والحمير والجمال والعبيد؛ (تكوين 12: 10-20).
— بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة أبي الأنبياء، الأمَّة، والإمام، والصالح، المصطفى في الدنيا والآخرة، والأوَّاب، الحليم، المنيب، الصدِّيق، خليل الرحمن، الأسوة الحسنة، الناظر في الملكوت ليقيم الدليل العقلي على التوحيد، ومحطِّم الأصنام، ومطهِّر البيت الحرام، ورافع قواعده، والذي صارت النار بردًا وسلامًا عليه، والممتثل لأمر ربه أن يذبح ولدَه البكر الحبيب والوحيد.
— وكذلك الحال مع نبي الله لوط - عليه السلام -:
— فصورته في العهد القديم صورة الذي سكر وزني بابنتيه؛ (تكوين 9: 30 - 38).
— بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة العبد الصالح، صاحب العلم والحكمة، والناهي عن الفحشاء والمنكر، والمتطهر الذي نجَّاه الله.
— وكذلك الحال مع نبي الله داود - عليه السلام -:
— فصورته في العهد القديم هي صورة الفاسق، المتلصص على عورات الناس، والزاني، والمتآمر، والقاتل، والمغتصب للنساء والزوجات؛ (صموئيل الثاني 11:1-26).
— بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة الخليفة، الأوَّاب، الذي سبَّحتْ معه الطير والجبال، وصاحب الزلفى وحسن المآب.
— وكذلك الحال مع نبي الله سليمان - عليه السلام -:
— فصورته في العهد القديم هي صورة زير النساء، الخارج عن أوامر الرب، الباني النُّصب لعبادة الأوثان من دون الله، والعابد لهذه الأوثان؛ (الملوك 11: 1-11).
— بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة صاحب العلم والفضل، الذي علَّمه الله منطق الطير، وأعطاه الله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، والشاكر لأنعُم الله.

ثم تحدث دكتور عمارة بعد ذلك عن معجزة القرآن، وأنها تدهش العقلَ ولا تشلُّه عن الفعل، وإنما تستنفره وتستحثُّه ليتفكَّر ويتدبر في الإعجاز الذي جاء به القرآن الكريم، والذي تحدَّى به الإنس والجن تحديًا أبديًّا أن يأتوا بشيء من مثل هذا الذي جاء به القرآن الكريم.
وذلك من خلال سرده لآيات القرآن، وبيان الإعجاز الذي بها.

وأخيرًا:
فلقد توسَّل كاتب هذا المنشور التنصيري بالكذب والتدليس؛ ليصل إلى مقاصده في إثبات عقائد النصارى في تأليه المسيح، وصلبه، وقتله على الصليب، وفي سبيل ذلك كذب ونسب إلى الإمام الفخر الرازي رفضه فكرة إلقاء الشبه - شبه المسيح - على يهوذا؛ {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157].

وكذلك صنع فيما نسبه إلى الإمام البيضاوي، وذلك عندما صوَّر لقارئه أن البيضاوي لا يتبنى نفي صلب المسيح وقتله، وإنما يقول: إن كيد اليهود ذهب وطاش، إذ عاد المسيح حيًّا ورفعه الله إليه، فكأن البيضاوي - وفق هذا الكذب والتدليس - يعترف بأن المسيح قد قتل، ثم عاد حيًّا بالقيامة.

فيقول دكتور عمارة: إن هذا الذي ادعاه هذا الكاتب على الإمام البيضاوي هو كذب صراح، وافتراء بواح، فالبيضاوي كان واضحًا وحاسمًا - ككل علماء الإسلام - في نفي الصلب والقتل عن المسيح - عليه السلام - وكان واضحًا وحاسمًا في القطع بأن اليهود قد حرَّفوا التوراة.

ويوصي دكتور عمارة في النهاية بالآتي:
1 - عدم تداول كتاب "مستعدين للمجاوبة"؛ لما يثيره من فتنة بسبب تكذيبه للقرآن، وافترائه على علماء الإسلام، وازدرائه بالأنبياء والمرسلين.
2- ونشر هذا الرد ملحقًا بمجلة الأزهر؛ لأن التجاوزات التي تضمنها هذا الكتاب قد نشرت بين الناس، الأمر الذي يجعل الردَّ عليه واجبًا؛ لتحصين العقول ضد الأكاذيب والافتراءات.


المصدر : الألوكة .
 
لقد قرأت معظم الكتاب وهو كتاب في غاية الأهمية ويناقش قضايا حساسة وتثار الآن بكثرة في الإعلام النصيري الذي يطرح الأفكار المحورية الواردة في المنشور التنصيري والتي فندها كتاب "تقرير علمي" للدكتور عمارة.
وليس عجيبا أن تنتفض الكنيسة على الكتاب ذلك لأنه صدر في وقت ارتفعت فيه نشاطات المنصرين مع وجود القوة التي تحميهم من الحكومات وخاصة في شمال أفريقيا .
 
الحقيقة أن هذا الكتاب جاء قاصمة وعاصمة..... قاصمة لفقار زيف افتأتهم على الله سبحانه ورسله وكتبه....وعاصمة من الافتتان في أتون ضلالاتهم وما باؤوا به من غضب الله بسبب ما افتروا على الله تعالى ورسله وكتبه
جعل هذا الكتاب في ميزان مداد الدكتور العلامة الداعيه محمد عمارة يوم يوزن مداد العلماء بدماع الشهداء وكذلك في صحيفة كل من يعمل على نشره بين العباد
 
جزى الله الدكتور محمد عمارة خيرا . عمل مبارك إن شاء الله. الدكتور محمد فيه غيرة على الدين يحمد عليها. فالله تعالى يتب له جزيل الأجر.
 
هذا واحد من مئات الكتب التي تصدرها الكنيسة تحمل نفس الأكاذيب والأباطيل ،وقد تذكرت ساعة قراءة ما سطره الدكتور عمارة أن كتابا بعنوان (استحالة تحريف الكتاب المقدس ) صدر عن كنيسة الشهيدة القديسة دميانه بالهرم و قام بتحرير مادته المهندس وهيب عزيز خليل وأسهم في إخراجه البابا شنودة والأنبا دوماديوس أسقف الجيزة، وراجعه الدكتور إبراهيم سدراك، وقدم له القس مرقس حبيب ،كما تذكرت تلك الرواية التنصيرية التي أسموها "الباكورة الشهية في الروايات الدينية" زعموا فيهما "إن كتب العهد القديم مكتوبة بإلهام (بوحي) وبالتالي فهي حجة تلزم الناس بما جاء فيها "
وقد تصدي شيخنا الدكتور عبد العظيم المطعني لنقد هذين الكتابين وبيان مافيهما من زيف وخلل علمي ومنهجي فرحمه الله رحمة واسعة.
0.
 
عودة
أعلى