اعتمد هتلر على كتابات ارنست هايكل عن " الدراوينية الإجتماعية" وكان هايكل يرى أن البشر يجب أن يحكموا بقوالنين النشوء والتطور ، أي بمبدأ البقاء للأقوى، وأن العنصر الآري حاز تفوقه على قمة التراتبية ، أما هيوستن ستيورات تشابلن الإنجليزي الذي تجنس بالجنسية الألمانية المتزوج من ابنة ريتشارد فاغنر وهو صاحب (الوطنية الألمانية) فقد ردد الأفكار العنصرية مختلطة بخرافات فاغنر .. وقد اتُهم ايام هتلر بالخيانة وفي سجنه قرأ المزيد من كتب فاغنر وغيرها من الكتب لشوبنهاور ونيتشه "
وتشامبرلين ابن لادميرال في الأسطول البريطاني تزوج من ابنة ريتشارد فاغنر، وعليه كرّس حياته في ترديد الأفكار العنصرية المختلطة بالخرافات الفاغنرية. وإنه عندما سجن هتلر بعد اتهامه بالخيانة في سجن لندسبيرغ بإقليم بافاريا، في عام 1924 قضى معظم العام في قراءة أعمال تشبرلين بشغف، بالإضافة إلى مقالات مختلفة لتشيللر، واوزولد، وشبنغلر وشوبنهاور ونيتشه وفاغنر.
مبادئ القيادة
"(انظر جريدة القبس 12 مارس 2013، العدد 14289، ص27، مقال بعنوان" فلاسفة هتلر، حين يرتدي المفكر فكر النازي" ، وتورد المؤلفة إيفون شيرات في كتابها (فلاسفة هتلر) قائمة من أولئك الفلاسفة الذين صاغوا ايديولوجية الفلسفة النازية ، وننقل عن مقال صحيفة القبس التالي:" منذ عام 1933 كان المدير «الفلسفي» الذي اختاره هتلر هو الفريد روز نبيرغ، الذي أوكلت اليه مهمة الدفاع عن ايديولوجية سوف تقضي على الديموقراطية والتعددية، والتسامح، والحريات الشخصية، بل ان روز نبيرغ استعان بأعمال هومر وافلاطون لدعم نظرياته حول مبدأ القيادة، وقال ان هؤلاء الاغريق القدامى كانوا «النموذج النازي الأولي»، وقد انتقد فكرة هيغيل حول الدولة القوية، محتجاً بان الأولوية للشعب أو العنصر، ووفقاً للمؤلفة فان روز نبيرغ صاغ أفكاره النازية القائمة على الدارونية الاجتماعية مستوحياً كتاب ويلهيلم مار «انتصار اليهودية على الجرمانية» الصادر في عام 1873.
فساد وتواطؤ
الفصل الذي خصصته المؤلفة في الكتاب للفيلسوف مارتن هايدغر صاحب فلسفة الظاهراتية أو الفينومينولوجيا، يعد مثالاً واضحاً للتواطؤ والفساد في أفضل الأحوال، فقد وافق على طرد ادموند هوسرل الذي رعاه من عمله الاكاديمي في عام 1933، بل ان هايدغر ألغى اهداءه الى هوسرل في الطبعات اللاحقة لعمله الأساسي «الوجود والزمن»، كما كان يقدم محاضراته وهو يرتدي الزي النازي، والى وقت متأخر يعود الى عام 1942، ظل يواصل اشادته بالايديولوجية الاشتراكية الوطنية التي اعتبرها تمثل «وضعاً تاريخياً فريداً»، ودافع عن نظام هتلر، وأهداف الحرب، وذلك حتى عام 1944. ووفقا للمؤلفة فان المشروع الثقافي لهايدغر يمكن قراءته على انه يقوم على «مبدأ راديكالي للتضحية بالذات حيث يسمح للفردية فقط بفرض البطولة في حالة الحرب».
عطايا الدكتاتور
وتشير المؤلفة بايجاز الى تأثير من يسايرون الأوضاع وهم الفلاسفة الاكاديميون ممن جرت ترقيتهم من دون ابداء اعتراض من قبلهم الى المناصب التي خلت جراء طرد زملائهم، ومن استفادوا من عطايا الدكتاتور بينما ظلوا بعيدين عن ايديولوجية النازية وترفعوا عنها. وتقول بعض الروايات والدراسات في مجال تاريخ النازية ان من سايروا الأوضاع أحدثوا من الضرر أكثر من الاكاديميين من أعضاء الحزب النازي، فقد قدموا تبريرات للنظام وظلوا يبثون إشاعات حول الشباب ويحبطون الروح المعنوية للمعارضة.
أما بالنسبة للضحايا، فان المؤلفة تقدم لنا صوراً قلمية للفلاسفة المنفيين مثل حنة آرنيدت، التي وقع في حبها في السابق هايدغر، كما قدمت روايات تشبه النميمة حول حياة ثيودور ادورنو استاذ علم الموسيقى الكبير، وتعطي المؤلفة أيضاً حيزاً كبيراً لوالتر بنجامين الناقد والمترجم، والصحافي الفذ، الذي لم يستطيع الفرار من الغستابو، شرطة النازي السرية، وانتحر في منطقة تقع على الحدود الفرنسية مع اسبانيا في عام 1940.
منسيون
وأثارت المؤلفة في ختام دراستها قضية اساسية وهي مدى تأثر الفلسفة في الغرب على المدى البعيد بالفترة النازية. وتشير في هذا الصدد الى ان غوتلوب فريجا، أحد المعجبين بالدكتاتور هتلر يعد الأب المؤسس للفلسفة التحليلية التي طغت في الدراسات الأكاديمية في الجامعات الغربية، وكذلك بتأثير ويتغنشتاين وبيرتراند رسل أيضاً، وقالت انه تم التغاضي عن آراء فيرجا المثيرة للاشمئزاز أخلاقياً. وباتت الفلسفة بذلك تخون التزاماتها الأخلاقية. وذكرت انه على الرغم من ان جزءاً من التقاليد الفلسفية في القرن العشرين تم «تهميشها» وان بنجامين واريندت، وادورنو، قد طردوا من ألمانيا النازية، الا انه لم «يتم قبولهم ضمن الأعمال الكبرى الفلسفية في العالم المتحدث باللغة الانكليزية»، وذلك رغم ان هؤلاء المفكرين، وفق المؤلفة، يشكلون قوة كبرى في انتقاد التسلطية، وهو امر ورثوه عن «مدرسة فرانكفورت»
المؤلف: إيفون شيرات-دار النشر: ييل"
وهتلر: الفوهرر الفيلسوف-إيفون شيريت- ترجمة نيڤين عبد الرؤوف