الأدلة الموثقة على علاقة كثير من العلمانيين والمستشرقين بالأنظمة الإستعمارية النازيةوغيرها

وأين المستشرقون من هذا كله؟
في العلاقة الحميمية بين الإستشراق والفلسفة العلمانية د. موراني، في العلاقة الحميمية، التبادل المعرفي والتأثير المتبادل.
إلا إذا أردت أن تنكر تأثير الإستشراق بالعلمانية (والعلمانية لم تسقط من السماء بل نتيجة فلسفات وتجاذبات وجدليات فلسفية دنيوية) فهذا شأن يخصك أنت لكن أرى أنك ستنكر بطريقة "لا! خطأ" أو "أنت غلطان!" أو "لا تفهم المصطلحات العلمانية" أو "الفلسفة النازية ليست إستشراق .. والسلام" أو "ليس علاقة. الإستشراق قديم ! هناك خلط: سأنسحب، والباقي في ذمة الله" أو ما شابه.

أما بطريقة علمية منهجية لا أراك تزعم إنكار شرح جاك ديريدا التفكيكية للمستشرق الياباني توشيهيكو إيزوتسو عبر تبادل الرسائل، و من طبيعة الحال ليس من خلال ركن التعارف في مجلة بل هذا إنعكاس الواقع على الوعي والواقع شهد ويشهد بتلك العلاقة الحميمية. وأيضا بالطريقة العلمية البحثية لا أرى أنك تجرؤ على إنكار أو نقض دراسة لـ Reinhard May في بيان تأثير أعمال هايدغر بالفلسفات الشرقية الآسيوية; بما أنه هو نفسه لم يكن مستشرقا، إذن هذه التأثيرات ليس عشوائية أو ساقطة من السماء بل تأثير "الإستشراق" .. وهنا أختلف قليلا مع الأستاذ منينة إن صح ما فهمته منه أن التأثير أحادي وليس ثنائي الإتجاه!
 
ما ذكرت أعلاه مشكورا فالعالم كان استعماريا بأجمله . فأين علاقة المستشرقين بالنازية حسب العنوان ؟
وما ذكرت هنا ليس استعمارا نازيا ...دقق معلوماتك في تاريخ ألمانيا في القرن ٢٠ .
المحترم د. موراني ،،
أي عنوان تقصد؟ إلى حد الساعة أرى أنك تقرأ عنوانا آخر غير العنوان. العنوان الذي تقرأه أنت وتقوم بتعقيب جزئي - لا يعير أي إهتمام للإطار العام للموضوع - على أساسه يبدو هكذا: الأدلة الموثقة على علاقة كثير من المستشرقين بالنظام الإستعماري النازي، بينما عنوان الموضوع هكذا: الأدلة الموثقة على علاقة كثير من العلمانيين و المستشرقين بالأنظمة الإستعمارية النازية و غيرها. (بدون غيرها لا تعدد النظام وبدون واو العطف لا معنى للعلاقة ولا معنى لمحتوى الموضوع)!

الفرق كالذي بين السماء والأرض!

تحياتي
 
ياسيدي جعلت تطالبنا بالأدلة على علاقة الاستشراق(حسب العنوان) بالاستعمار (بالألف واللام أي الإستعمار الغربي كله) فجئنا لك به،
فقلت لنا :
ما ذكرت أعلاه مشكورا فالعالم كان استعماريا بأجمله
فهل هذا هو الرد....؟ ثم قلت مسرعا:
فأين علاقة المستشرقين بالنازية حسب العنوان ؟
طيب ياسيد موراني فحسب العنوان ايضا العلاقة ...(النازية وغيرها) فجئنا لك بعلاقة العلمانية بالاستعمار(بالنازية كمثال) ثم الآن بعلاقة ... الاستشراق ب(غير النازية) من الإستعمار الأوروبي الآخر.
اذن بقي لنا موضوع علاقة الاستشراق بالنازية، اليس كذلك
هل قدمت لك ماهو دليل موثوق على ادعائي القابع في دهاليز العنوان اللهم الا علاقة الاستشراق بالنازية ، هل توافقنا على كل ماقدمناه من أدلة على العلاقات الأخرى؟
 
لا بل نتفق اخي شايب التأثير عميق ومنغلق في دائرته الواسعة(استعمار-استشراق-"علماني!"-علمانية
وإلا فمن استعمرنا في العصر الحديث من دخول نابليون مصر ودخول فرنسا المغرب العربي ودخول الإنجليز مصر وفلسطين ،غير العلمانيين متحالفين مع المستشرقين تحالف الدينية( المتحللة مع الوقت من لباسها القديم)،مع العلمانية، ماانتج عنه ثمارا تولد عنها (العلمانية الإستشراقية!) ، التي تحاول الزعزعة بالتحالف مع العلمانية الخالصة(العلاقة الكامنة!)
كان الإستشراق يتأثر في أوروبا بالمنهج المادي العلماني ويتحلل رويدا رويدا من الإستشراق الديني، أو يحل نتفه في ثوب الإستشراق الجديد ويحيله إلى الدنيوية المادية اي يلتحم بالمركبة العلمانية والعلمانية تُرحب!!، وكان الإستعمار يستفيد من الرؤية الجديدة، داخل الزجاجة العتيقة!
فكان الخمر عتيقا وبرائحة جديدة، يشربها المستعمر العلماني(الجديد ايضا) وهو يحتل البلاد ويقتل العباد...إلى اليوم..سيدي.
بل الاهم بالتنبيه هو مخالفة هونكه لهذا التحالف وكتمانه لحقيقة(العقل- الحضارة-الوحي) في الإسلام!!!!
لقد أبصرت المرأة الألمانية سر التحول والعلاقة الحميمية حول المواضيع المحرمة دوليا، ففضحت من جانب، وكان سعيد من جانب، وكان اسلام هوفمان وجارودي وغيرهما وكشف حقائق اخرى من جانب!!
فالعلاقة عميقة ومتداخلة وحميمية وأما تفكيك هذه العلاقة فموجود، وأما إدوارد سعيد فقد حاول أن يدور في مدار الحقيقة فسلط المستشرقون عليه أمثال دراسات مكسيم رودنسون وهو أخبرنا بذلك في كتابه جاذبية الإسلام وقد عرضت كلامه هنا في الرابط الذي لم يعلق عليه د. موراني. وهو
http://vb.tafsir.net/tafsir35736/
قال روندنسون(وانقل لك الكلام من الرابط المشار اليه، :"لقد عزز كتاب إدوارد سعيد ايضا قلق المستشرقيين واهتمامهم بموضوع الإشراط الاجتماعي والإثني والثقافي لميدانهم. لذا لم اندهش كثيرا لدعوتي في مارس\آزار 1980 من قبل المؤتمر الواحد والعشرين للمستشرقيين الألمان في برلين كي ألقي في هذا الإطار محاضرة حددوا لي موضوعها:التمركز الإثني والاستشراق"(جاذبية الإسلام ص12،13)
وقال" وأثار في وسط المستشرقين المحترف شيئا ما...أجل لقد اعتادوا على رؤية أعمالهم وهي تنقد بوصفها"متمركزة على الذات الإثنية" وأشخاصهم يفضحون في منشورات أبناء بلاد الشرق بوصفهم"عملاء " للإمبريالية الأوروبية- الأمريكية سواء كانوا واعين أم غير واعين.بيد أن هذه المنشورات لم تكن تصيب الوسط الخاص الذي هم فيه يتحركون.وإذا بنفس الإتهامات يستأنفها ،بالإنكليزية، أستاذ معروف بقيمته ،أليف فلوبير..وكولريدج، ويستنجد بأفكار ميشيل فوكو"(جاذبية الإسلام ص 11)
 
انها جرائم العلمانية سيدي شايب وللاستشراقية جرائمها في التعاون مع الاستعمار في قتل ملايين من المسلمين وغيرهم.
والعنوان :

الأدلة الموثقة على علاقة كثير من العلمانيين والمستشرقين بالأنظمة الإستعمارية النازية وغيرها

ما ذكرت أعلاه مشكورا فالعالم كان استعماريا بأجمله . فأين علاقة المستشرقين بالنازية حسب العنوان ؟

وما ذكرت هنا ليس استعمارا نازيا ...دقق معلوماتك في تاريخ ألمانيا في القرن ٢٠ .

وأضيف كما جاء أعلاه : من؟ متي؟ أين ؟ في أي دراسة ؟ في أي كتاب استشراقي أكاديمي تجد العلاقة بالنازية ؟ هذا السؤال ما زال مفتوحا غير الهراء الكثير ... وشكرا . هذا ما أكتفي به . إلى اللقاء بموضوع آخر وعلمي .

 
وما ذكرت هنا ليس استعمارا نازيا ...دقق معلوماتك في تاريخ ألمانيا في القرن ٢٠ .
يعني يادكتور لو قرأت تاريخ ألمانيا القرن العشرين سوف لانجد خطة هتلرية لاستعمار اوروبا بناء على رؤية عرقية أقامها هتلر على صروح مزيفة من الفلسفة والتزوير العلمي عن الأعراق!
انت تنكر استعمار هتلر لاجزاء من أوروبا!
هل هو دفاع عن هتلر والنازية؟
الم يطبق هتلر نظريته في السيطرة على اوروبا واخضاع شعوبها كما جاء في رؤيته القبلية في كفاحي؟
احتلال هولندا وبولندا والوصول الى روسيا وغيرها من قبل العرقية النازية اليس هذا استعمارا عرقيا اقتصاديا احتقاريا لا آدميا؟
اني هنا ادافع عن هولندا ، لأن محاولة احتلالها نازيا، وقتل ابناءها لاجل تحقيق رؤية عرقية هو شيء مشين واستعمار مبين، وقتل على العرق والهوية، وانحراف في الفكر بمساعدة فلسفية علمانية التوجه!، واما زيغريد هونكه فدافعت عن ألمانيا يوم حاول البابا قديما السيطرة على إمارات ألمانية بدا من أفعالها إقامة علاقة وثيقة بالعالم والعلم الإسلاميين.
 
هل هو دفاع عن هتلر والنازية؟
هذا السؤال خارج المعايير الأدبية !
الأمثلة التي جئت بها (أنظر أرقام الأعوام) كانت إشارات إلى ما قبل عام ١٩٣٣ . وللعلم : الاستعمار والنازية مش كيف كيف ! بإذنك الكريم . حتى ولو أردته كذلك . علمك بتأريخ هذا العصر يسير وتختلط الحابل بالنابل . السؤال موجه عليك بالوضوح أعلاه .
 
النازية استعمار..أم لا.. استعمار مدفوع الدم..أم لا.. احتلال لسنوات شعوب لأجل نزاهة عرق أم لا... لأجل ترفع دم وشعوره بالطهورية أم لا؟
والأمثلة في تاريخ ألمانيا القرن العشرين، ألم تحيلنا عليه..ألم أخبرك أنهم المقدمة العرقية الفلسفية -كل بإسهامه- لهتلر واستعماره
العلمانية ،في صور لها، فجة وواضحة ،مقدمة ،لاستعمار واضح ،ولترفيع عرق على عرق ،في جانب فكري سياسي ،متأثر بالظروف الداخلية، في زمنكان معين؟
 
تكلم ادوارد سعيد عن التقييم الثقافي العام للاستشراق للقرن التاسع عشر ، فذكر أنه :" أصبحت له صور منوعة في أواخر القرن التاسع عشر ، ، خصوصا عند مناقشة الإسلام. فشن بعض مؤرخي الثقافة العامة، ومنهم من يتمتع بالإحترام مثل ليوبولد فون رانكه، وياكوب بوركهارت، هجوما على الإسلام، فكأنما لم يكونوا يتعاملون مع أحد المجردات التي أكسبوها صورة الإنسان، بل مع ثقافة سياسية دينية يمكنهم - بل ومن حقهم-إصدار تعميمات عميقة بشأنها ،فتحدث رانكه عن الإسلام في كتابه تاريخ العالم(1881-1888) قائلاً إن الشعوب الجرمانية الرومانية قد هزمته، وتحدث بوركهارت في الشذرات التاريخية( مذكرات لم تنشر 1893) عن الإسلام قائلاً إنه ردئ وخاو وتافه. وقد قام أورفالد شبنجلر أمثال هذه " العمليات الذهنية ببراعة وحماس أكبر كثيراً، وكان كتابه تدهور الغرب(1918-1922) يزخر بالحديث عن الشخصية المجوسية (التي يمثلها الشرقي المسلم) ويدعو إلى ماكان يسميه " مورفولوجيا" الثقافات أي تشكلها وتغير أشكالها"(الإستشراق لإدوارد سعيد ص 327، طبعة رؤية)
 
بعد أن ذكر ادوارد سعيد أن أقوال المستشرقين الذين عملوا داخل الإدارات الإستعمارية أو الذين دعموها فكريا أن أطروحاتهم يسودها التعميم والسطحية والإحتقار للموضوع المدروس، قال :" وهكذا لفإن نولدكه يعلن في عام 1887 أن حاصل مجموع عمله كمستشرق كان تأكيد " نظرته التي لا تُعلي من شأن "الشعوب الشرقية" . وكان نولدكه ، مثل كارل بيكر، مولعاً بالتراث اليوناني، وكان السبيل الغريب لإظهار حبه لليونان يتمثل في إظهار نفوره الفعلي من الشرق، وإن كان الشرق في الواقع موضوع دراسته العلمية, ةلدينا دراسة للإستشراق تتميز بقيمتها البالغة وذكائها الخارق، وهي الدراسة التي أعدها جاك فاردنبرج بعنوان الإسلام في مرآة الغرب، والتي يفحص فيها عمل خمسة من الخبراء المهتمين باعتبار أنهم الذين صنعوا صورة معينة للإسلام...فهو يقول إنه وجد في عمل كل من المستشرقين البارزين الذين درسهم رؤية مغرضة إلى حد كبير، بل وعدائية للإسلام في أربع حالات من خمس...فإن التقدير الذي يبديه إجناز جولدتسيهار للتسامح الإسلامي إزاء الأديان الأخرى يبطله –في رأي فاردنبرج- نفوره مما يسميه نزعة التشبيه بالإنسان عند محمد صلى الله عليه وسلم، والطابع " الخارجي" الزائد عن الحد لعلم التوحيد والفقه الإسلامي، ويقول إن اهتمام دنكان بلاك ماكدونالد بالورع والصحة الذهبية في الإسلام يفسده ماكان يتصوره من اعتبار الإسلام بدعة مسيحية مارقة؛ ويقول إن فهم كارل بيكر للحضارة الإسلامية جعله يرى أنه للأسف حضارة لم تتطور، ...ينتهي فاردنبرج إلى القول بأن الاختلافات الظاهرة في مناهج هؤلاء الخمسة أقل أهمية من إتفاق آرائهم الإستشراقية بشأن الإسلام ألا وهو الإيحاء المضمر بدونيته"(الإستشراق لإدوارد سعيد ص 328،329) بقية الخمسة: ماسينيون، سنوك هرجرونيي.
يضيف سعيد:" وتتميز دراسة فاردنبرج بمزية إضافية وهي أنها تبين كيف كان هؤلاء الباحثون الخمسة يتبعون تقاليد فكرية ومنهجية مشتركة تتمتع بوحدة ذات طابع دولي حقيقي....يؤكد تأكيداً كافيا ...أن معظم المستشرقين في أواخر القرن التاسع عشر كانوا مرتبطين فيما بينهم بروابط سياسية. فلقد تحول سنوك هرجرويني من دراساته في الإسلام إلى العمل مستشاراً للحكومة الهولندية لمساعدتها في التعامل مع مستعمراتها الإندونيسية المسلمة، وكان الطلب كبيرا وواسع النطاق على ماكدولند وماسينيون ، بإعتبارهما خبراء في الشؤون الإسلامية، من جانب رجال الإدارة الإستعمارية ، من شمال إفريقيا إلى باكستان؛ وكما يقول فاردنبرج (ولو بإيجاز شديد) فقد اشترك الباحثون الخمسة يوماً ما في وضع رؤية محددة واضحة للإسلام كان لها تأثيرها الكبير في الدوائر الحكومية في شتى أرجاء العالم الغربي"(الإستشراق لإدوارد سعيد ص 329)
وهكذا بين سعيد المسار من مرحلة الدراسة الاستشراقية الى مرحلة الاستعانة بالمستشرق كأداة في الواقع العملي انظر ص 381 من الاستشراق)
 
تكلم اخونا عبد الرحمن أبو المجد عن خبراء الشرق الأوسط ممن لايدخلون عند البعض تحت عنوان الإستشراق الكلاسيكي، و يُسدون المشورة إلى راسمي السياسات ، وعلى كل، فإدوارد سعيد يقول عنهم في الإستشراق:" وخبراء الشرق الأوسط الذين يُسدون المشورة إلى راسمي السياسات قد تشربوا روح الاستشراق دون استثناء تقريباً. ولكن معظم هذا الاستثمار مبني على أسس من الرمال... معظمها لايزيد عن أنماط ثابتة قديمة من صنع الاستشراق، وإن كانت اليوم تكتسي رداء الرطانة السياسية"(الإستشراق لإدوارد سعيد ص 488)
ولإقامة الدليل على جملة سعيد هنا يمكن للقارئ أن يرجع لكامل إبداعية سعيد المسماة(تغطية الإسلام)، وربما يأتي وقت ونعرضه هنا في الملتقى إن شاء الله.
 
وفي حوار ادوارد سعيد في تعقيبه على كتابه ( الإستشراق) في نهاية الكتاب، يسأل سعيد برنالد لويس:" لماذا قام ويقوم الكثيرون، مثلا، من المتخصصين في الإسلام بإسداء المشورة، بصفة منتظمة، بل وبالعمل النشط لدى حكومات تتمثل خططها في العالم الإسلامي في الاستغلال الاقتصادي أو السيطرة، أو العدوان الصريح"(الإستشراق ص 522)
وان انكار الاستشراق تواطئه مع سلطة الدولة قد عجز الى عهد قريب عن تقديم بحث نقدي "داخلي"!(نفس الصفحة)
 
في كتابه عن هابرماس مقدمة قصيرة قال جيمس جوردن فينليسون:" درس هابرماس الفلسفة في شبابه في جوتنجن وزيوريخ وبون، ولم يكن راديكالياً، في الفترة بين عامي 1949و1953 انغمس في دراسة أعمال مارتن هيدجر. ولكن سرعان مانفض عنه أفكاره،؛ ليس بسبب عضويته في الحزب النازي ومناصرته للنازيين على الملأ بقدر ماكان بسبب تملصه من الحقيقة لاحقا ورفضه الاعتذار عن أفعاله، والإقرار بها، وتجاوزها"(يورجن هابرماس مقدمة قصيرة جدا، جيمس جوردن فينليسون، ترجمة أحمد محمد الروبي،مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، الطبعة الأولى 2015م، ص11)
وقد تبرأ هابرماس من النازية بعد ان كان شأنه شأن كثير من المراهقين الألمان الذين انضموا إلى حركة شباب هتلر، لكنه بعد الحرب ، عندما شاهد الأفلام التسجيلية عن محرقة اليهود وتتبع وقائع محاكمات نورمبرج تفتحت عيناه على الحقيقة المروعة لمعسكر اعتقال أوشفيتس"(انظر نفس المرجع ، نفس الصفحة)
 
أستاذ طارق هذا مشروع كبير نتمنى أن تتفرغ له لتخرجه في كتاب ..... هناك نقص فاضح في المكتبة العربية بهذا الشأن ...نتمنى لك التوفيق..وستجد كثير من دور النشر المحترمة تشجعك على طباعته بإذن الله
 
وجزاكم افضل منه اخي رضا الحملاوي
نتمنى ان يكون ياشيخ عبد الرحمن
 
[h=1]بيولوجية الرايخ الثاني (الداروينية الاجتماعية وأصول الحرب العالمية الأولى)[/h]https://www.youtube.com/watch?t=18&v=erL1_aQIzDE
 
بارك الله فيك وزادك الله علماً.
بالفعل أرى أن هذه زاوية مظلمة لم يسلط عليها الضوء بشكل كاف لتتجلى بوضوح للقاريء المسلم.
 
ونفعنا الله بعلمك وزادك سدادا وتسديدا وبصيرة اخي عبد الله الاحمد
 
اطلب من احدى الأخوات أو الأخوة الكرام ن ينقلوا-كتابة- النص الموجود في الفيديو السابق الى هنا ليستفيد الجميع.
وا
طلب ذلك فضلا لا أمرا وجزاكم الله خيرا
 
من الفلاسفة العلمانيين الذين صبت فلسفتهم في دعم النازية
الالماني كارل شميث
فتحت عنوان (كارل شميث بين مفهومي «الصديق» و«العدو» في السياسة) كتب مصطفى الحسناوي
أثارت شخصية كارل شميث (1985- 1888) الكثير من الجدل حولها، بل إن مجرد ذكر اسمه كان يقود إلى الرفض في الأوساط الجامعية، تماما كما أثارت أعماله الفكرية الكثير من النقاش والسجال، لأنه صاحب نظرية العدو في السياسة. كان شميث موضوعا للجدل والرفض أحيانا، لأنه حاول القيام بتحليل ظاهراتي للسياسة، في استقلال تام عن كل مسبق أخلاقي، وكان عليه، تبعا لذلك، أن يجابه أيضا رفض وشكوك المدافعين عن سياسة مثالية أو إيديولوجية. انضاف إلى وضعه الحرج هذا موقفه من النظام النازي في مراحله الأولى وبعض المقالات التي كتبها في نقد اليهود في تلك الفترة.
ويقول محمود هدهود في مقاله المعنون ب (
الدين والدولة: الحاكمية أم السيادة) :"لم يكن كارل شميت، وهو أستاذ القانون الألماني الذي عاش بين 1888 و 1985 وصار الفيلسوف السياسي والقانوني الأبرز في القرن العشرين، هو أول من طرح تلك الأفكار إذن، لكنه مثل في حقله (السياسة والقانون) -على أكمل وجه- خلاصة أفكار الفلسفة الألمانية عبر تاريخها الممتد. كان الهاجس الذي يسيطر على الفلسفة الألمانية هو محاولة علمنة البروتستانتية لإطلاق الإنسان من قيود الإله. بدأت تلك المسيرة مع كانط الذي جعل الدين تابعا للأخلاق النابعة من داخل الإنسان لا من الإله ووحيه، ثم بلغت ذروتها في محاولات هيجل وشلينج إعادة صياغة الميثولوجيا (الأسطورة) المسيحية والتي تقوم على تجسد الإله في الإنسان بحسب العقيدة المسيحية، حيث يتحول ذلك التجسد في فلسفاتهم إلى رمز لتنصيب الإنسان إلها. لم يكن شميت مع ذلك حريصا على مداراة الدين أو تأويله كما كان الآباء الكبار للفلسفة الألمانية والذين عرفوا بالمثاليين، فقد كان ينتمي إلى المرحلة الثانية الأكثر واقعية، والتي افتتحها نيتشه بنقده الثوري لكل القيم الدينية والأخلاقية بل والعقلية، وهو الانقلاب الذي ألّه القوة ووجد من بعده ماكس فيبر، وهو أستاذ شميت الذي رأى في نيتشه مثله الأعلى، من يهذّب ذلك الانقلاب النيتشوي في أطروحاته العقلانية. كان من الطبيعي أن ينتهي ذلك التاريخ الطويل للعقل الألماني بنازية هتلر التي كان شميت أحد المنمين المتحمسين إليها بقوة.
 
كذلك فقد هاجم جوليان بندا بعد طباعة كتابه (خيانة المثقفين)، مرة أخرى، بعد الحرب العالمية الثانية، المثقفين المتعاونين مع النازية.
قال ادوارد سعيد لقد تبلورت حياة بندا روحياً نتيجة قضية درايفوس والحرب العالمية الأولى... وأعاد بندا طباعة كتابه بعد الحرب العالمية الثانية ، مضيفاً إليه، هذه المرة، سلسلة الهجمات على المثقفين الذين تعاونوا مع النازيين"(صور المثقف لإدوارد سعيد ص 25)
 
اعتمد هتلر على كتابات ارنست هايكل عن " الدراوينية الإجتماعية" وكان هايكل يرى أن البشر يجب أن يحكموا بقوالنين النشوء والتطور ، أي بمبدأ البقاء للأقوى، وأن العنصر الآري حاز تفوقه على قمة التراتبية ، أما هيوستن ستيورات تشابلن الإنجليزي الذي تجنس بالجنسية الألمانية المتزوج من ابنة ريتشارد فاغنر وهو صاحب (الوطنية الألمانية) فقد ردد الأفكار العنصرية مختلطة بخرافات فاغنر .. وقد اتُهم ايام هتلر بالخيانة وفي سجنه قرأ المزيد من كتب فاغنر وغيرها من الكتب لشوبنهاور ونيتشه "
وتشامبرلين ابن لادميرال في الأسطول البريطاني تزوج من ابنة ريتشارد فاغنر، وعليه كرّس حياته في ترديد الأفكار العنصرية المختلطة بالخرافات الفاغنرية. وإنه عندما سجن هتلر بعد اتهامه بالخيانة في سجن لندسبيرغ بإقليم بافاريا، في عام 1924 قضى معظم العام في قراءة أعمال تشبرلين بشغف، بالإضافة إلى مقالات مختلفة لتشيللر، واوزولد، وشبنغلر وشوبنهاور ونيتشه وفاغنر.
مبادئ القيادة
"(انظر جريدة القبس 12 مارس 2013، العدد 14289، ص27، مقال بعنوان" فلاسفة هتلر، حين يرتدي المفكر فكر النازي" ، وتورد المؤلفة إيفون شيرات في كتابها (فلاسفة هتلر) قائمة من أولئك الفلاسفة الذين صاغوا ايديولوجية الفلسفة النازية ، وننقل عن مقال صحيفة القبس التالي:" منذ عام 1933 كان المدير «الفلسفي» الذي اختاره هتلر هو الفريد روز نبيرغ، الذي أوكلت اليه مهمة الدفاع عن ايديولوجية سوف تقضي على الديموقراطية والتعددية، والتسامح، والحريات الشخصية، بل ان روز نبيرغ استعان بأعمال هومر وافلاطون لدعم نظرياته حول مبدأ القيادة، وقال ان هؤلاء الاغريق القدامى كانوا «النموذج النازي الأولي»، وقد انتقد فكرة هيغيل حول الدولة القوية، محتجاً بان الأولوية للشعب أو العنصر، ووفقاً للمؤلفة فان روز نبيرغ صاغ أفكاره النازية القائمة على الدارونية الاجتماعية مستوحياً كتاب ويلهيلم مار «انتصار اليهودية على الجرمانية» الصادر في عام 1873.
فساد وتواطؤ
الفصل الذي خصصته المؤلفة في الكتاب للفيلسوف مارتن هايدغر صاحب فلسفة الظاهراتية أو الفينومينولوجيا، يعد مثالاً واضحاً للتواطؤ والفساد في أفضل الأحوال، فقد وافق على طرد ادموند هوسرل الذي رعاه من عمله الاكاديمي في عام 1933، بل ان هايدغر ألغى اهداءه الى هوسرل في الطبعات اللاحقة لعمله الأساسي «الوجود والزمن»، كما كان يقدم محاضراته وهو يرتدي الزي النازي، والى وقت متأخر يعود الى عام 1942، ظل يواصل اشادته بالايديولوجية الاشتراكية الوطنية التي اعتبرها تمثل «وضعاً تاريخياً فريداً»، ودافع عن نظام هتلر، وأهداف الحرب، وذلك حتى عام 1944. ووفقا للمؤلفة فان المشروع الثقافي لهايدغر يمكن قراءته على انه يقوم على «مبدأ راديكالي للتضحية بالذات حيث يسمح للفردية فقط بفرض البطولة في حالة الحرب».
عطايا الدكتاتور
وتشير المؤلفة بايجاز الى تأثير من يسايرون الأوضاع وهم الفلاسفة الاكاديميون ممن جرت ترقيتهم من دون ابداء اعتراض من قبلهم الى المناصب التي خلت جراء طرد زملائهم، ومن استفادوا من عطايا الدكتاتور بينما ظلوا بعيدين عن ايديولوجية النازية وترفعوا عنها. وتقول بعض الروايات والدراسات في مجال تاريخ النازية ان من سايروا الأوضاع أحدثوا من الضرر أكثر من الاكاديميين من أعضاء الحزب النازي، فقد قدموا تبريرات للنظام وظلوا يبثون إشاعات حول الشباب ويحبطون الروح المعنوية للمعارضة.
أما بالنسبة للضحايا، فان المؤلفة تقدم لنا صوراً قلمية للفلاسفة المنفيين مثل حنة آرنيدت، التي وقع في حبها في السابق هايدغر، كما قدمت روايات تشبه النميمة حول حياة ثيودور ادورنو استاذ علم الموسيقى الكبير، وتعطي المؤلفة أيضاً حيزاً كبيراً لوالتر بنجامين الناقد والمترجم، والصحافي الفذ، الذي لم يستطيع الفرار من الغستابو، شرطة النازي السرية، وانتحر في منطقة تقع على الحدود الفرنسية مع اسبانيا في عام 1940.
منسيون
وأثارت المؤلفة في ختام دراستها قضية اساسية وهي مدى تأثر الفلسفة في الغرب على المدى البعيد بالفترة النازية. وتشير في هذا الصدد الى ان غوتلوب فريجا، أحد المعجبين بالدكتاتور هتلر يعد الأب المؤسس للفلسفة التحليلية التي طغت في الدراسات الأكاديمية في الجامعات الغربية، وكذلك بتأثير ويتغنشتاين وبيرتراند رسل أيضاً، وقالت انه تم التغاضي عن آراء فيرجا المثيرة للاشمئزاز أخلاقياً. وباتت الفلسفة بذلك تخون التزاماتها الأخلاقية. وذكرت انه على الرغم من ان جزءاً من التقاليد الفلسفية في القرن العشرين تم «تهميشها» وان بنجامين واريندت، وادورنو، قد طردوا من ألمانيا النازية، الا انه لم «يتم قبولهم ضمن الأعمال الكبرى الفلسفية في العالم المتحدث باللغة الانكليزية»، وذلك رغم ان هؤلاء المفكرين، وفق المؤلفة، يشكلون قوة كبرى في انتقاد التسلطية، وهو امر ورثوه عن «مدرسة فرانكفورت»
المؤلف: إيفون شيرات-دار النشر: ييل"
وهتلر: الفوهرر الفيلسوف-إيفون شيريت- ترجمة نيڤين عبد الرؤوف
 
[h=1]هتلر: الفوهرر الفيلسوف[/h][h=2]إيفون شيريت[/h][h=2]ترجمة نيڤين عبد الرؤوف[/h][h=3]٧ أكتوبر ٢٠١٣[/h]
...يذكر الصحفي وليام شايرر (١٩٠٤–١٩٩٣) أن هتلر بعدما ترك السجن كان «كثيرًا ما يزور متحف نيتشه في مدينة فايمر، معلنًا عن تبجيله لهذا الفيلسوف عبر التقاط صور له وهو يحدق مسرورًا في التمثال النصفي لهذا الرجل العظيم». وبعد عقد من إطلاق سراحه — تحديدًا في أغسطس عام ١٩٣٤ الذي يوافق الذكرى التسعين لميلاد نيتشه — زار هتلر أرشيف نيتشه في فايمر، وتذكر أحد أصدقائه ذلك قائلًا:


تذكرت منذ بضعة أشهر الزيارة التي قام بها هتلر أثناء إحدى حملاته الانتخابية — أثناء سفره من فايمر إلى برلين — إلى فيلا زلبربليك، حيث توفي نيتشه وحيث تعيش أخته الأرملة التي تبلغ من العمر ٨٦ عامًا. انتظرت باقي المجموعة خارج المنزل لما يقرب من ساعة ونصف الساعة، ودخل هتلر حاملًا السوط الخاص به، لكن ما أثار دهشتي أنه خرج بخطًى رشيقة حاملًا عصًا صغيرة رفيعة ترجع إلى أوائل القرن تتدلى من بين أصابعه قائلًا لي: «يا لها من عجوز رائعة! ما هذا الذكاء والحيوية؟! إنها حقًّا لشخصية مميزة. انظرْ، لقد أعطتني العصا التي كان يستخدمها أخاها في آخر أيامه كتذكارٍ …»
منذ تلك اللحظة، بدأت شعارات نيتشه الفلسفية تظهر في خطبه على نحو ملحوظ؛ مثل: إرادة القوة، والجنس المسيطر، وأخلاقيات العبيد، والكفاح من أجل حياة البطولة؛ ضد عبء التعليم الرسمي، وضد أخلاق المسيحية التي تحض على التعاطف. إلا أن العديد من الباحثين — من ضمنهم ماكدونف — أرجعوا بداية تقدير هتلر لنيتشه إلى الوقت الذي قضاه في سجن لاندسبرج؛ إذ ينتشر مصطلح نيتشه «سادة الأرض» على نحو منتظم في «كفاحي». ويوضح المؤرخ جيمس جيبلن هذا قائلًا إن نيتشه «تنبأ بأن المجتمع الحديث سيترتب عليه «موت الإله» … وعمومًا كان ما أعجب هتلر في كتابات نيتشه [ما اعتبره] نقده المحتدم لأشكال الحكم الديمقراطي، وتمجيده للعنف والحرب، وتنبُّؤه بقدوم «جنس مسيطر» يقوده «الإنسان الأمثل» ذو القوة المطلقة … الذي سيحكم العالم».


في يوم ١١ ديسمبر عام ١٩٤١، ألقى هتلر خطابًا من مبنى الرايخستاج بعد بضعة أيام من الهجوم على بيرل هاربر، استخدم فيه الأفكار التي استقاها في لاندسبرج. وأثناء إعلانه الحرب على الولايات المتحدة، استشهد بمفهوم «قربان الدم» الأسطوري، والذي استوحاه مباشرةً من قراءته لنيتشه؛ إذ صرح قائلًا: «أنتم يا نوابي أفضل من يستطيع قياس حجم قربان الدم.» وفي نفس الخطاب، برر هتلر غزو أوروبا مستخدمًا فكرة «النشوء» التاريخية التي ترجع لهيجل، معلنًا أن «طوال تاريخ نشوء البشرية بأكمله … سيشن الرايخ الألماني … الحرب التي فرضتها عليه الولايات المتحدة.» وهكذا، يتضح أنه خلال السنة التي قضاها هتلر في التأمل داخل السجن اكتشف أفكارًا استخدمها في سنواتٍ لاحقة لتبرير الحرب على العالم.


فيما بعد، فكر هانفشتينجل مليًّا في «التعديل الفظ» الذي أضفاه هتلر على أفكار نيتشه: «كرر هتلر والجستابو (البوليس السري الألماني) التحريف الكلي ذاته الذي أدخله روبسبير على تعاليم جان جاك روسو، عبر تبسيطهم السياسي لنظريات نيتشه المتناقضة.»


التقى هتلر بعائلة بطله الأعظم ريتشارد فاجنر — المؤلف الموسيقي الألماني الذي عاش في القرن التاسع عشر في مدينة بايرويت — قبل زهاء عام من اعتقاله في لاندسبرج؛ إذ وصل إلى منزل فانفريد مرتديًا زي ولاية بافاريا التقليدي المُكوَّن من بنطلون جلدي قصير، وشراب صوفي ثقيل، وقميص كاروهات أحمر في أزرق، حيث تجول في حجرة الموسيقى والمكتبة مستعرضًا في إعجاب المقتنيات السابقة لفاجنر وهو يهمس إجلالًا له واحترامًا: «وكأنه يستعرض آثارًا مقدسة في كاتدرائية».


كان إعجاب هتلر بفاجنر لا حدود له، وهو ما يظهر في تعليقات مثل: «كان فاجنر هو رجل عصر النهضة»، و«كان فاجنر أميرًا بمعنى الكلمة» وغيرها من التعليقات. وكان يشير في خطبه العامة إلى «عبقرية ريتشارد فاجنر»، ومن بين عظماء التاريخ كان دومًا ينتقي فاجنر. وبعيدًا عن موسيقى فاجنر، تحول تبجيل هتلر له إلى درجة محاكاته، فمثلًا شاهد هتلر أوبرا تريستان وأيزولد من ٣٠ إلى ٤٠ مرة، واستخدم ديكور «المسرح والاحتفالات» في العروض العسكرية للرايخ الثالث. يسجل هانفشتينجل ذلك قائلًا:


بدأت ألاحظ … تماثلًا صريحًا بين تصميم [عروض أوبرا فاجنر] … وتصميم خطبه [خطب هتلر]، فالتضافر بين التيمات المتكررة والزخارف الموسيقية والطباق والتباين والحوار الموسيقي انعكس بحذافيره في النمط الذي اتبعه هتلر في خطبه، والتي كانت ذات بنية سيمفونية وتنتهي بتصاعد رائع في الأداء يصل للذروة، مثلها مثل دوي آلات النفخ النحاسية في ألحان فاجنر.
كذلك وصف هتلر فاجنر في «كفاحي» باعتباره أحد المفكرين المبشرين بالاشتراكية الوطنية؛ إذ لم تمسَّ موسيقاه فحسب وترًا حساسًا في نفس هتلر، بل كذلك معاداته للسامية؛ إذ كتب قائلًا: «لفهم النازية على المرء معرفة فاجنر أولًا.»


في سبتمبر عام ١٩٢٤، قدم مراقب سجن لاندسبرج تقريرًا مُرْضيًا من كافة النواحي عن هتلر إلى وزارة العدل في ولاية بافاريا، ونصَّ التقرير على أن أدولف هتلر «متعاون، ومتواضع، ومهذب طوال الوقت مع الجميع لا سيما مع المسئولين بالسجن … ولا شك أنه أصبح أهدأ بمراحل، وأكثر نضجًا وعمقًا في التفكير خلال فترة سجنه عن ذي قبل، ولا يفكر في معاداة السلطة القائمة». فردَّ هتلر على ذلك قائلًا: «عندما تركت لاندسبرج … بكى الجميع (مراقب السجن وباقي أفراد طاقم العمل)، لكني لم أبكِ! فسوف نضمهم جميعًا إلى قضيتنا.» يبدو إذن أنهم أطلقوا سراح هتلر آخر مُفعَم بالسعادة والبهجة، فدخل السجن رجل مواقف وأفعال، وخرج — كما خيل له — «قائدًا فيلسوفًا».


ووفقًا لتعبير صديقه هانفشتينجل: «لم يكن [هتلر] صانعًا للعبقرية قدر ما كان مستغلًّا لعبقرية غيره؛ إذ جمع جميع العناصر التي وفَّرها له [التراث] الألماني، وخلطها معًا بطريقته الخاصة؛ ليخرج مزيجًا فكريًّا رغب الألمان في اعتناقه.» لكن عندما يتعلق الأمر برجل كانت جميع مقومات حياته وهمًا، فإن إعجابه المزعوم بالفلسفة لا يقل أهمية عن أي سمة أخرى لديه.

صفحات - هتلر: الفوهرر الفيلسوف
 
يقول المسيري ان الفكرة العلمانية المادية ذاتها، وفي غياب أية معايير متجاوزة للإنسان، فإن موضع الحلول، بعد أن كانت في المرحلة العلمانية بأن الإنسان عامة أن الإنسانية هي مركز الكون ومرجعية ذاتها، يصبح المركز أمة أو عرقاً ما، فتظهر الإمبريالية والعنصرية والصهيونية. وقد يكون موضع الحلول قائداً أو زعيماً ، فتظهر النازية والفاشية . وقد يكون فرداً عادياً ، فتظهر نزعة نفعية شخصية مادية حادة وتوجه لايقل حدة نحو اللذة، ويؤكد الإنسان نفسه في مواجهة الطبيعة والآخرين(العلمانية الشاملة للمسيري ج1 ص 223..
قبل ذلك كانت النزعة الإنسانية أ، الإنسان هو مركز الطون ومرجعية ذاته(نفس الصفحة)
ولاشك أن تلك العلمانية هي رؤية شاملة للعالم ذات بُعد معرفي (كلي ونهائي) ، تنطلق من الفكرة المادية، وترى العالم بأسره-كما يقول المسيري- مكون أساساً من مادة واحدة، لاقداسة لها ولا تحوي أية أسرار، وفي حركة دائمة لاغاية لها ولا هدف ، ولاتكترث بالخصوصيات أو التفرد أو المطلقات أو الثوابت. هذه المادة-بحسب هذه الرؤية- تشكل كلاً من الإنسان والطبيعة ، فهي رؤية واحدة طبيعية مادية. ...تتفرع عنها رؤية أخلاقية(المعرفة المادية المصدر الوحيد للأخلاق)" العلمانية الشاملة للمسيري ج1 ص 220.
 
فالمطلق النهائي للعلمانية ونسقها المادي يُخلق نماذج وتنويعات تنبع من أصل الفكرة المادية، يقول المسيري :" فكان هوبز يشير إلى الدولة| التنين، وإلأى الإخلاقيات الذئبية للإنسان باعتبارها تعبيراً عن الطبيعة| المادة. كما تحدث لوك عن عقل الإنسان والصفحة البيضاء التي لاتختلف عن الطبيعة| المادة في أي شئ. وقام كثير من فلاسفة الإستنارة بمحاولة رؤية الإنسان بإعتباره آلة وحسب، وقد بسط بنتام المنظومة الأخلاقية وجعلها تدور حول المنفعة واللذة بشكل آلي. وييمكن أن نضم إلى هؤلاء دعاة النظرية العرقية الغربية التي زودت الإمبريالية الغربية بإطار نظري لإبادة الملايين، غذ ترى هذه النظرية أن مايميز البشر ومرجعيتهم النهائية(المادية الكامنة) هو انتماءهم العرقي(الطبيعي| المادي) ، ومن ثم، تفسير تفاوتهم بالعودة إلأى القوانين البيولوجية (الطبيعي> المادية)"العلمانية الشاملة للمسيري ج1 ص 238.
 
ولذلك كانت أوضح اللحظات وأكثرها مادية هي اللحظة النازية(والصهيونية) كما يقول المسيري:" لأنها تعبير مباشر عن الإنسان الطبيعي|المادي. الإنسان كمادة محض، وكقوة إمبريالية مادية كاسحة. فالمجتمع النازي كانيعتبر الإنسان كائناً طبيعياً، مرجعيته النهائية الطبيعة| المادة، ومرجعيتهالأخلاقية المادية إرادة القوة، ولهذا نظر إلى البشر جميعاً باعتبارهم مادةاستعمالية يمكن توظيفها، ويقوم الأقوى والأصلح (من الناحية الطبيعية| المادية)بهذه العملية لصالحه، . ومن هنا، تم تقسيم البشر ، من منظور مادي مرشد ، إلى أشخاصنافعين وأشخاص غير نافعين، وتقرر إبادة بعض غير النافعين منهم ممكن لايمكن إصلاحهموتحويلهم إلى عناصر منتجة، وذلك بعد دراسة علمية تمت من منظور مادي علميمرشد"العلمانية الشاملة للمسيري ج1 ص 247.ويقصد بالترشيد أي تلك العمليةالمادية التي لا تأبه بالإنسان إلا كشئ ووسيلة يمكن توظيفها لصالح النموذج المادينفسه.
 
" ولدت الهولوكوست من علم الأعراق الحديث، لتكون الخطوة الأخيرة في مشروع الهندية الاجتماعية...تُظهر الهولوكوست لنا مال الذي يمكن أن يحدث حين تغيب فكرة قداسة الحياة الإنسانية لكل فرد. هذه الفكرة التي كانت حاضرة في قلب كل الأديان التقليدية، والتي لاتستطيع الأنظمة القومية شبه الدينية ، أو ترفض، أن تعيد بعثها من جديد"
كارين آرمسترونج: حقول الدم ص 511.
 
"مابين 1914 و1945م ، مات سبعون مليون إنسان في أوروبا والإتحاد السوفيتي بسبب العنف. وارتكب الألمان بعض أسوأ الفظائع في التاريخ، وهم يعيشون في أكثر المجتمعات تطوراً في أوروبا . لقد صدمت الهولوكست التنوير المتفائل بأن التعليم سيمحو البربرية ، ذلك أن الهولوكوست أظهرت أن معسرات الإعتقال يمكن أن توجد بالقرب من أعظم الجامعات"
كارين آرمسترونج : حقول الدم ص 510.
قلت : بل إنها وجدت من داخل الفلسفة الغربية ، ومن فلاسفة دعموا هتلر والهتلرية
 
:" وقد فك هتلر " شفرة" الخطاب الفلسفي الغربي الذي يستند إلى فكرة " الطبيعة/المادة " ، وذلك بكفاءة غير عادية حين قال:" يجب أن نكون مثل الطبيعة، والطبيعة لاتعرف الرحمة أو الشفقة"، وهو في ذلك متبع لكل من داروين ونيتشه ومتبع لواحد من أهم التقاليد الأساسية في الفلسفة الغربية"
العلمانية الشاملة للمسيري ج2 ص 459،460.
 
:طبق نيتشه فرضية دارون وبنى عليها اجتماعيا ،كما طبقها فلاسفة ألمان آخرون في ظل الهتلرية ، فالإنسان وأخلاقه في ظل نظرية دارون هو إنسان أخلاقي أناني ،وهو في حدود الفكر الطبيعي أو الطبيعة بدون سمو متجاوز لها، :" ليس إنساناً ، بل هو في أحسن الفروض حيوان ذو عقل" كما يقول علي عزت بيجوفيتش (الإسلام بين الشرق والغرب ص194)

ويقول بيجوفيتش:" فإنسان دارون قد يصل إلى أعلى درجات الكمال البيولوجي (السوبرمان) أو الإنسان الأعلى ، ولكنه يظل محروما من الصفات الإنسانية، ومن ثم محروما من السمو الإنساني. فالسمو الإنساني لايكون إلا هبة من الله"( الإسلام بين الشرق والغرب ص195.

الأخلاق تتصادم مع هذا النموذج المادي، الذي مثله نيتشه بقوله:" تخلص من الضمير ومن الشفقة والرحمة.. تلك المشاعر التي تطغى على حياة الإنسان الباطنية.. اقهر الضعفاء واصعد فوق جثثهم..."(والنص سرده علي عزت بيجوفيتش في ص 195 من الإسلام بين الشرق والغرب)، وعلق عليه بقوله:" الاختلاف عن الأخلاق هنا واضح وتام: حطم الضعفاء بدلاً من إحم الضعفاء.. هاتان الدعوتان المتعارضتان تفصلان البيولوجي عن الروحي، الحيواني عن الإنساني، الطبيعة عن الثقافة، والعلم عن الدين. وكل مافعله " نيتشه" أنه طبق بثبات قوانين علم البيولوجيا ونتائجها على المجتمع الإنساني. وكانت النتيجة نبذ الحب والرحمة وتبرير العنف والكراهية .."(الإسلام بين الشرق والغرب ص196.
 
ومعلوم أن هايدجر تبوأ رئاسة جامعة فرايبورج ، بعد وصول هتلر إلى السلطة مباشرة ، ومدح النازي والنازية، وإلغاء الحرية الأكاديمية ، وذلك في خطاب مشهور فاضح، وبقي كرئيس للجامعة عشرة أشهر (انظر كلام هيجل نفسه فيي مجلة Social Scienccs الصادرة عن أكاديمية الاتحاد السوفيتي(Vol.4N 1(11).1973.p.179.(نقلت هذه المعلومة بتصرف من مقدمة كتاب نظرية الوجود عند هيجل أساس الفلسفة التاريخية،لهربرت ماركيوز، ص24، وهي للمترجم إبراهيم فتحي)،دار التنوير ، بيروت، الطبعة الأولى، 1984، ص24. وهناك قال ان هيجل لم يرتبط اسمه بعد الجامعة بأي نشاط سياسي، وبعد الحرب قام بعمل سياسي واحد هو توقيعه مع مجموعة من علماء ألمانيا الغربية على نداء ضد تسليح الجيش الألماني بالأسلحة النووية عام 1957.
 
إن موضوع " هايدغر والنازية":" عولج كثيراً في ألمانيا ابتداء من لوكوش وكارل لوفيت ومروراً ببول هونرفلد وكريستيان فون كرروكوف وتيودور ف. أدورنو والكساندر شفان ووصولاً الى هوغو أت." الحداثة وخطابه الحداثي يورجن هابرماس، ترجمة جورج تامر، دار النهار، بيروت، الطبعة الأولى 2002، ص62.
يؤكد هابرماس في كتابه الحداثة وخطابها السيسي على أنه لايجوز وضع الفكر الفلسفي أو الخطابي السياسي لفلاسفة ،(ومنه التزام هايدغر السياسي) ، تحت الحماية، ومن ذلك خطاب الفيلسوف الألماني هايدجر، الذي دعم النازية، يقول هايدجر:" لايجوز أن يوضع بأي شكل من أشكال العقل الموضوعي ، معقد، هو في أصل التقليد البالغ، بكامله تحت الحماية، وأن يُحصن ضد السؤل عما اذا كانت قد اختلطت فيه دوافع موضوعية مع دوافع تتناول النظرة إلى العالم. وماحق لدينا دوماً بالنسبة إلى الستالينية، يجب أن يصح أيضاً بالنسبة إلى لفاشية" الحداثة وخطابه الحداثي يورجن هابرماس، ص41.
فالتقييم السياسي عند هبرماس، لما أطلق عليه" التزام هايدجر الفاشي"(ص40) ، من الأهمية بمكان، وهو لم يُرد أن يرل عمل هايدجر الفلسفي لأجل السياسي الذي مهده بقوله " الحق ليس لأي كان، بل للقوي فقط"(انظر ص 65).!
وقد أثبت فارياس لرتباط الدلالي بين نصوص فلسفة هايدغر العميقة والجمل السطحية للدعاية النازية (انظر ص 65)
وعلى الرغم من قول هابرماس أنه قد سحرته الماركسية الهايدغرية لدى ماركوزه الشاب (يقصد هربرت ماكوز) (انظر ص65).
فالسياسي" علينا أن نستطلع ماكتبه وبرره وحرفه حتى موته"(ص41)، ،" من ناحية أخرى، يحتاج كل تقليد في المانيا، أعمى العيون عن النظام النازي، إلى أن يُتخ اتخااً نقدياً ومرتاباً. وكم ينطبق ها بالأحرى على فلسفة، تشربت النبضات الناظرة إلى العالم في زمانها، ولك حتى في وسائلها التعبيرية الخطابية"(ص41).
إن الفصل الذي أدرجه هابرماس في كتابه عن نازية هايدجر، كان قد كتبه كمقدمة لكتاب(هايدغر والنازية) ل فيكتور فارياس، تحت عنوان ماترين هيدغر-عمله ونظرته إلى العالم مقدمة لكتاب ألفه ف. فارياس.
يقول هابرماس:" يفتتح ف. فرانتسن المقطع الي يحمل عنوان " هايدغر والنازية" من الببليوغرافيا الممتازة التي أعدها لمؤلفات هايدغر بالكلمات التالية" صدرت في هذه الأثناء في جمهورية المانيا الاتحادية مجموعة لابأس بها من المساهمات القيمة التي تتناول" سقطة هايدغر[...] ولكن مناقشة صريحة وغير متشنجة فعلاً كادت تغيب حتى اليوم، خاصة في معسكر مدرسة هايدغر نفسها." هذا كان عام 1976، ولكن الوضع قد تغير منذ ذلك الحين، فمن بين الأمور التي دفعت إلى إحياء مناقشة أمر هايدجر كانت الملاحظات التي نُشرت عام 1934, وكانت بالدرجة الأولى ، أعمال المؤرخ الفرايبورغي هوغو أُت، والفيلسوف المقرب من هايدغر منذ عقود، أُتو بغلر ، وأيضا رواية لوفيت (التي كتبها عام 1940). إضافة إلى المجموعة الكاملة لكتابات هايدغر التي مازالت تصدر تباعً، تسمح الآن بالإطلاع على محاضراته وكتابته التي تعود إلى الثلاثينيات والأربعينيات، ولم تكن قد نُشرت بعد. رغم ذلك، كان لابد من جهود زميل تشيلي، يضع بين أيدينا ، سيرة سياسية لهايدغر، عن طريق استعمال ترجمة اسبانية لأعماله(مستعينً بالترجمة الفرنسية)... يهم لقارئ الألماني المعاصر من البداية ألا يؤدي الكشف عن تصرف مارتن هايدجر السياسي الى الحط العشوائي من قيمته، أو بالأحرى ألا يُسمح ببلوغ ها الحد. يخضع هايدجر كشخصية من شخصيات التاريخ إلى حكم المؤلف كأي شخص آخر. كما تنكشف في ها الكتاب تصرفات واشكال سلوك توعز بتقدير على مسافة ما من شخصية الفيلسوف. ولكننا بحكم أننا وُلدنا لاحقاً، فليس باستطاعتنا أن نعرف كيف كنا تصرفنا تحت شروط الدكتاتورية السياسية، يحسن بنا أن نتريث في تقييمنا الأخلاقي لتصرفات وإهمالات تمت أثناء الحقبة النازية. كان كارل ياسبرز صديق هايدجر ومعاصره ، كاان في موقع آخر. في تقييم كتبه للجنة " التطهير السياسي في جامعة فرايبورغ في نهاية عام 1945، يحكم ياسبر على عقلية هايدجر كما يلي" إنها تبدو له" في ماهيتها غير حرة تمماً ، ديكتتورية، غير تواصلية". وينطبق ها الحكم ، لعمري، على ياسبر نفسه أيضاً" الحداثة وخطابه الحداثي يورجن هابرماس، ص37،38.
" ممارسته الدؤوبة للإنكار"(ص41)، يقول هابرماس:" عرض أوتو بوغلر عام 1963 " مسيرة فكر مارتن هايدغر" في صياغة أقرها هايدغر نفسه، فعكست بذلك فهمه الذاتي. وهاهو الشك يتسرب ، بعد عشرين سنة، إلى هذا الرفيق الأمين نفسه:" ألم يكن الاتجاه المحدد لفكر هايدغر بالذات هو مدفعه-ليس من قبيل المصادفة فقط- إلى الإقتراب من النازية وعدم الابتعاد عنها فعلاً في وقت لاحق"(ص42).
خلفيات ثقافة هتلر وهايدغر
:" فتذمر النخبة من " طغيان الرأي العام" كان سائداً بين الماندرين الألمانية في العشرينات، ويمكننا أن نجد له مثيلاً لدى كارل ياسبر،إ. ر. كورتيوس وأخرين. وقد طبعت الايديولوجيا التي تضمنها برنامج التعليم الخفي في الثانويات الألمانية اجيالاً بكاملها-يساراً ويميناً- ضمت هذه الأيديولوجيا فهم الأكاديميين لأنفسهم كنخبة المجتمع ، وعبادة الروح، وتصنيم اللغة الأم، واحتقار كل ماهو اجتماعي، وغياب رؤية سوسيولوجية، كانت قد طُورت منذ فترة في فرنسا والولايات المتحدة، وتقاطب العلوم الإنسانية ، إلخ. كل هذه الدوافع موجودة، غير ممحصة، لدى هايدغر. أما التضمينات الملفتة للنظر ، التي عبأ بها هايدغر آنذاك مفاهيم مثل" القدر" و" المصير" فهي على قدر أكبر من التحديد. ويجمع هوى العدمية البطولية بين هايدغر ومشابهين له ثوريين – محافظين مثل شبنغلر والأخوين يوغنر وكارل شميث ومجموعة العمل. ولكن بوغلر على حق حين يعتبر أن هذه الدوافع المتعلقة بالنظرة إلأى العالم قد دخلت الى فهم هايدغر لنفسه كفيلسوف ، وحتى الى ألإكاره الفلسفية الجوهرية، عام 1929، أي مع الازمة الاقتصادية العالمية وتداعي جمهورية فايمر" ص44.
ولم " تهيئ فلسفة الكينونة والزمن لا لهايدغر ولا لسلسلة من زملائه المقربين وتلاميذه ، أي قدرة نقدية ضد لفاشية. بهذا يصل ف. فرنتس إلى الحكم " أن كثيراً مما قاله هايدغر وكتبه في 1933|1934 نتج على الأقل بلا إكره عما كان في الكينونة والزمن، هذا إن لم يكن نتج عنه حتماً"(ص44).
ويصف هابرماس تحول النظرية عند هايدغر الى نظرة الى العالم منذ حوالي عام 1929 والى حالة هايدغر بأن منذ ذلك الحين " اقتحمت دوافع تشخيص للزمن غير واضح، محافظ متطرف، حجرات فلسفته الداخلية نفسها. عندئذ ينفتح هايدغر تماماً على الفكر المعادي للديمقراطية الذي وجد له في جمهورية فايمر مناصرين بارزين بين اليمينيين وجذب اليه مفكرين أصليين"(ص44).
" ينوه بوغلر بحق بالفاصل الذي طرأ عم 1929 في حياة هايدغر، إذ تلاقت أمور ثلاثة. فقد برز حينه هلدرلين ونيتشه كمؤلفين سيهيمنان في العقود اللاحقة...بوغز يطرح على نفسه السؤال التالي:" ألم يكن الطريق معبداً من نيتشه إلى هتلر؟ ألم يجرب هايدغر منذ 1929 ، مستعيناً بنيتشه، أن يعود إلى عالم الخبرة المأساوي وإلى العظمة التاريخية بواسطة إيجاد خلاقين عظام، لكي يستعيد بذلك لدى الألأمان بدء التاريخ اليوناني وأفقاً تحيط به الأساطير، بعد أن قام بتحويلهما؟" (ص45).
يقول هابرماس أن هايدغر من عام 1929 انفتح على " تشخيصات للحاضر ذات اصل محافظ متطرف... ويدرس هايدغر في لسنوات التالية كتابات أرنست يونغر الحرب والمحاربون(1930) والعامل (1932)." (ص46).
وعن العودة إلى الذات والكينونة ومواجهة القدر التاريخي المشترك ، يقول هبرماس :" وهكذا يمكن لهايدغر ، الذي قرر قبل 1933 مناصرة الحزب النازي، أن يُحضر " استيلاء النازية على السلطة" بواسطة المفاهيم الاساسية التي احتفظ بها في تحليل الكينونة الهنا. يضاف إلى ذلك التميز القومي للقدر الألماني ، واشغال مقولة " الكينونة الهنا" المعدل تفسيرها جماعياً بوجود الشعب الألماني"، سينهون الضيق ويؤسسون الجديد، إن أطاعهم أتباعهم فقط. هكذا يصبح القواد هم الخلاقون لعظام الذين يجسدون الحقيقة فعلاً... وفي تحريض هايدغر الناس لإتباع الزعيم " ولقلب كلي لوجودنا الالماني"، يمكن التعرف على دلالة الكينونة والزمن، وقد أصبحت خليعة التلون. واليكم مثلاُ من الكلمة التي ألقاها هايدغر في " الحفلة الانتخابية للعلماء الألمان التي أُقيمت في لايبتزغ في 11 تشرين الثاني 1933: انطلاقاً من " التبعية الموحدة تجاه طلب المسؤولية الذاتية غير المشروط، يمكن للا مكانية أن تنمو، التي تدعو إلأى جدية متبادلة وقبول جماعة واحدة(...) ماهذا الحدث إذن؟ إن الشعب يستعيد حقيقة ارادة وجودة ، لأن الحقيقة هي امكانية كشف مجعل شعباً في علمه وعمله مطمئناً ، واضحاً، قوياً. ومن حقيقة كهذه تخرج ارادة العلم الاصيلة.(...). هذه هي هي خلفية تولي هايغر لرئاسة الجامعة وكلمته التي القاها في تلك المناسبة. ولم يتم ذلك طوعاً، بل قسراً، نتيجة ترك هايدغر للفلسفة الأكاديمية " الخادمة للفكر الذي لاقرار له ولاقوة" وهذا نابع من فهمه النخبوي للجامعة الالمانية الذي يتبع تقليد الماندرين، ومن تصنيم الروح بلا حدود والتقدير الذاتي الرسالي الذي سمح برؤية دور التفلسف الخاص في اطار علائق مصير أخروي للعالم فقط. إنه، لعمري الجنون الخاص باستاذ جامعة الماني، ماوحى لهايدغر بفكرة أن يريد قيادة القائد. وهذه الأحداث لم تعد اليوم قابلة للجدل"(ص48،49).
علاقة هايدجر بنيتشه.
يقول هابرماس:" لم تُنشر ، بعد، كل المحاضرات والكتابات التي تصف تطور هايدغر الفلسفي في زمن النازية. رغم ذلك، يمكننا عبر قراءة دقيقة للجزئين اللذين خصصهما لنيتشه أن نطلع على أن هايدغر لم ينعتق حتى نهاية الحرب من خياره السياسي الأول. تؤكد أ‘مال فرانتسن (1975|1988) الانطباع " بأن هايدغر نفسه قد وضع في الثلاثينات القرار حول حقيقة الوجود ، كما فتش عنها، في سياق سياسي". وقد أعاقه اتجاه فكره الذي دفع به إلى الإنزلاق " إلى قرب النازية" " من الخروج فعلياً عن هذه القربى في وقت ما". (ص49،50).
فالتقيين القومي للألمان انهم " قلب الشعوب" لم يتبدل جوهرياً-يقول هابرماس- وأن نيتشه كن هو "المرجع لفلسفة النازيين الرسمية"(ص50).
"تبقى القومية الفظة التي اعتنقها هايدغر علانية منذ عام 1933 احدى ثوابت فكره، متخذة عبر هُلدرلين اشكالاً، على شئ من السمو. لقد تثبتت خطة التفسير ابتداء من عام 1935. في المقدمة للميتافيزيقا يوصف الشعب الالماني بأنه الشعب الميتافيزيقي، خليفة اليونان، الذي منه يُرجى التحول الذي يدرأ الوبال الشامل عن الأرض. ..فهايدغر لايتوقع أن " يلجم خطر إظلام العالم " إلا إذا تولى شعبنا ، الذي في الوسط، رسالته التاريخية"..." إن التأمل الذي يتناول تاريخ العالم يمكن أن يصدر فقط عن الالمان"، هذا إذا وجدوا "الألماني" وحفظوه"(ص51،52.)
" يخيب أمل هايدغر بعد استقالته من رئاسة الجامعة في نيسان 1934. هو مقتنع بأن هذه اللحظة التاريخية مقدرة له ولفلسفته. ولكنه يبقى، حتى النهاية المرة، مقتنعاً بأهمية النازية في تاريخ العالم وقيمتها الميتافيزيقية. هكذا يتحدث في صيف 1942 في سلسلة محاضرات عن هلدرلين بلا التباس عن " الفرادة التاريخية النازية". وكأن النازية تمتاز بعلاقة حميمية بعدمية العصر- وهذا الموققف لايتبدل، حتى حين يتعلم هايدغر ، تحت ضغط عنف احداث الحرب العنيفة كما يبدو، أن يقيم النازية في الوجود بشكل مختلف.
يشي الكلام عن " الحقيقة الداخلية وعظمة" الحركة النازية عام 1935 بتنصل من ممارسات وظهورات معينة، لاعلاقة لها إطلاقاً بروح القضية... يتذكر فالتر بروكر الذي سمع المحاضرة ، أن هايدغر تكلم آنذاك عن الحقيقة الداخلية وعظمة الحركة، وليس كما نقرأ اليوم في النص" هذه الحركة" :" لقد وصف النازيون وحدهم الحكم النازي بكلمة" الحركة" . ولذلك لم أنس تعبير هايدغر. وإن صح ذلك ، فإن التماهي لم يكن قد انقطع تماماً عام 1935. " (ص52.)
لقد تفوه هايدغر بكلمات عسكرية لدعم النازية(انظر ص57).
قال هابرماس:" لكن ماصدمني اكثر من ذلك، هو أن هايدغر نشر عام 1953 محاضرات ألقاها عام 1935، من دون أي تعديل أو تعليق. حتى المقدمة لم تضمن جملة واحدة عما حدث أثناء ذلك. ولهذا وجهت إلى هايدغر السؤال: هل يمكن فهم القتل المخطط له لملاييين الناس، وقد بتنا على علم به اليوم، هل يمكن فهمه في اطار تاريخ الكينونة على أنه خطأ قدري؟ أليس هو بالأحرى الجريمة الفعلية لأولئك الذين ارتكبوه ، وهم في وضع يجبرهم على تحمل المسؤولية كاملة-أليس هو الضمير الشرير للشعب كله؟"(ص58).
" تورط هايدغر مع النازية أمر باستطاعتنا أن ندعه براحة للحكم التاريخي المتعفف أخلاقياً الذي يجوز لنا أن نترك اصداره للاحقين؛ أما تصرف هايدغر الاعتذاري بعد الحرب، فهو أمر آخر. وكذلك تلميحاته، وتحريفاته، وامتناعه عن أن يتملص علنا من النظام الذي اعترف به علناًز وهذا يعنينا كمعاصرين. طالما أننا نتقاسم التاريخ وسياق الحياة مع آخرين، يحق لنا أن يحاسب بعضنا بعضاً. ولم تكن تلك الرسالة التي قدمها هايدغر نموذجاً عن تقديم الحساب، مازال منتشراً حتى اليوم في الأوساط الأكاديمية، إلا جواباً على حث مركوزه، وهو تلميذ سابق له:" لقد انتظر الكثيرون كلمةة منكم ، كلمة تحرركم بوضوح، وبشكل نهائي، من هذا التماهي، كلمة تعبر عن موقفكم الفعلي الراهن مما حدث. ولم تنطقوا بمثل هذه الكلمة- أو على الأقل لم يخرج شئ مثل ذلك عن نطاقكم الخاص"(ص60)
وموضوع " هايدجر والنازية"-يقول هابرماس- عولج كثيراً في المانيا ابتداء من جورج لوكاش وكارل لوفيت وتيودوروف. أدورنو والكسندر شفان ووصولاً إلى هوغو أُت، فيما نُزعت الوصمة النازية عن هايدغر في فرنسا بسرعة، وأُعلن مُقاوماً للنازية" (ص62).
 
عودة
أعلى