الأحداث الأخيرة هل ستحبط منها أم أنها ستحقق النصر

إنضم
12/01/2006
المشاركات
452
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يبتعد المسلم عن كتاب ربه وسنة نبيه ,يصبح متخبطا في حياته لا يعلم سنن الله في كونه ولا حكمته في قدره , ويزداد سوء الحال إن ابتغى العزة بغير شرع الله .

والأحداث الأخيرة في عالمنا الإسلامي بينت الكثير من الأمور , ولعل ما سيظهر أكثر مما شاهدنا من أحداث . وفي هذا الموضوع بداية أضع مشاركة وضعتها في منتدى التوحيد قبل سنوات عندما انخدع الكثير من الناس بحزب الله اللبناني لعدم معرفتهم بالفرق العقائدي بيننا وبينهم من ناحية وجهلهم بالحزب وأهدافه .
فقد سمعنا كلمات كلها تصب في بحر النصر وكأن النصر كان قاب قوسين أو أدنى ولا يعلمون أن السراب لا تطوله أيدي الناس ولا يرتون من ماءه ,وأي يد تناولت السراب .
وبعدها أضع نقلا لشرح الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله عن النصر وكونه لا محال منه لأنه وعد النبي صلى الله عليه وسلم
ثم بعد ذلك أبين ما نسيه أغلب الناس في موضوع النصر والهزيمة والعزة والذلة إن شاء الله تعالى




هذا الموضوع نقلته من منتدى التوحيد


هذه كلمات احب ان اضعها بين ايديكم كي لا تصابوا بالاحباط لاحقا ....
كثيرة هي المصائب التي تصيب المسلمين في العالم . ونحن نعرف الاسباب , ولكن الاشكال دائما في القلوب المتلهفة للنصر والتمكين ....

ولان الاحباط مر على حياتنا في مواقف عديدة احب ان ارجع بالذاكرة الى الوراء لان الحكمة تقتضي ذلك رحم الله ابو العتاهية اذ قال :
ان اختفى ما في الزمان الآتي ****فقس على الماضي من الأوقات
ولعل ما يحدث هذه الايام شبيه جدا بما حدث سابقا فاني اخاف عليكم من الاحباط القادم ... الذي سيصيب كل متفائل بما يحدث اليوم لمجرد ما يسمع من أخبار ..
نحن نعلم ان الله يغير الناس ويجري الامور بحكمة , وان الله قادر على رد كيد الكفار في نحورهم ..
ولكن كلفنا بالعمل بالمستطاع ..
اولا كيف كان الماضي ...
نرجع الى فترة الخمسينيات .... وانتشار التيارات اليسارية ذات الشعارات الطنانة الرنانة .. انها ثورة حتى النصر ...

اتسمت الفترة ببعد قياداتها عن الخالق بل اتسعت الهوة بين الناس وبين دينهم وانتشرت الماركسية ومنظريها وكانت النتيجة ضياع البلاد والعباد ودمار المال والاقتصاد .

السبب ان المسلمين ابتغوا العزة بالاشتراكية والماركسية في تلك الفترة انتشرت التنظيمات الماركسية تحت اسم نضال العدو .. ناضل بعضهم ومات منا الكثير ولكن اي دمار حققوه لنا !!!!!! ضاعت بقية فلسطين وسيناء ...
يتبع ذلك ويلات ويأس واحباط لا أحد ينظر الى سبب الهزيمة ولكن ينظر انه لم ينل النصر من الخالق ونسي ان الله عز وجل شرط نصرهم بنصرتهم لدين الله .


تواليت الايام وحدثت التغيرات .... الخميني يعتلي العرش بدلا من الشاة انخدع الكثير من الناس وساروا وراء السراب ذاك السراب صاحب الشعارات والصور ولا زالت تلك الصور معلقة حتى الان انها صورة الصخرة لربط الثورة بعمق ديني تميل اليه عاطفة الناس . لم ينخدع الجميع . انما انخدع نفس الفريق الاول الذي جرى وراء السراب الماركسي وأيده ... ظهرت حركات للتقارب مع الشيعة وكأن الذي بيننا هو مجرد خلاف على تفسير او امر فقهي .. لا يهم الا ان قوافل المنخدعين سارت وانتهى بها الأمر الى نفس المكان ....

مضت الايام ... الماركسي البعثي اصبح شيخ الاسلام بنظر الكثير من تلك القوافل .. انها نفس القوافل المخدوعة ولكن هذه المرة شاهدت صورة القائد الرمز على القمر ... وبعضهم وجد في كتاب الجفر (وهو كتاب ينسب كذبا للامام علي ) انه اي ذاك القائد سيصدمهم صدما ... لم ينتهي الامر عند ذلك الحد ... بعضهم سأل عن حديث "إن الله عز وجل يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " يقصد به ذلك القائد !!!! عجبا وكأن النصر مربوط بشخص بعينه فسروا الحديث انه ذلك القائد ..

مضت الايام ونحن اليوم على ابواب واقع جديد يقول صاحب الموقف " ان انتصرنا انتصرت الأمة وان انهزمنا انهزمت الامة " هكذا قال .. وكان الامة مرتبطة بشخص او بحزب او بجماعة ...


ماج الكثير من الناس في الاهواء.... من لا ينصر الان فلان فهو ينصر اليهود !!! على وزن كلمات بوش من لم يكن معنا فهو ضدنا ...
وآخرون لم يفهموا ولاء من براء فجعل من يقاتل اليهود كائن من كان هو الصديق وهو الذي على حق !!!!
فمثل حزب امل الذي حاصر المخيمات وجعل أهلها يأكلوا الفئران اصبح مجاهدا دون ان يتغير في داخله ..يملي الشروط على العدو ... شروط ايقاف تلك الحرب المصيرية لهذه الامة .

أخي الحبيب بالأمس تداول مجلس الامن قضية الحرب في لبنان وتم التداول بين الوزير اللبناني والممثل الصهيوني ..
هنا كانت الطامة ... عرض المندوب اللبناني مطالبهم وكانت تتحدث عن الآتي :
انتشار الجيش اللبناني في كامل لبنان .. وعدم تمليك السلاح الا للحكومة اللبنانية ..
الكلام على مزارع شبعا ...
سلام دائم ....
لم يكن الاستغراب بأن يكون هذا موقف حكومة عربية ولكن المشكلة ان يحمل هذا المشروع الاجماع اللبناني حتى ممن يخوض الحرب المصيرية لهذه الامة ....

اين تكمن مشكلتنا ؟
اولا :ان رجوعنا الى الله عز وجل شابه الكثير من الشهوات . فالنصر هو المطلوب ولو تحت راية حمراء . او عقيدة خرفاء ...
ثانيا : اقتصر كلامنا على مجرد ترديد شعارات وحمل لافتات ونصر احزاب دون النظر الى واقعها ومآلها ...
ثالثا : لم نلتزم بما امرنا الله عز وجل : فقد امر الله القوي ان يأخذ بيد الضعيف وينصره . واذ بنا نطلب من الضعفاء ان ينصروا انفسهم ... .
رابعا لم نلتزم بشرع ربنا في حياتنا العامة ولا أعمم على الجميع ولكن هذا الظاهر المنتشر ... وهو دخول العلمانية الى حياة الناس فالصلاة والصوم موجودين ولكنه يأكل الربا ... ساعة وساعة !!!!! يطبق امر الله الا بما وافق هواه فانه يبحث عن المبررات ....
هذا حالنا .. ال سير وراء السراب ... ولكن لا بد من النصر ولكنه مشروط لمن يستحق النصر كمجتمع لا كأفراد ..
اصلح نفسك واصلح مجتمعك ما استطعت ...
لا تطلب النصر الا من الله .. ولا تنخدع بمن ينادي بالشيوعية او الماركسية او الليبرالية ... انهم دخلاء ... اقصد قد يكونوا عملاء ..
انصر من ينصر الله ورسوله ويحب الصحابة .. ولا تبتغ فيمن يحب ابولؤلؤة المجوسي خيرا ..
لا تظن بمن يلعن ابو بكر وعمر وعثمان خيرا ..
من طعن بالصحابة طعن بالقران ..
ومن سب عائشة آذى نبي الله ..
ومن طاف حول قبر او تمسح بتربة او أكلها فقد ابتغى هدي غير هدي محمد .



وكي لا يظن أحد أن النصر مرتبط بفلان أم علان أضع بين أيديكم هذه الكلمات للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله:
قال رحمه الله :"1 - " لا يذهب الليل و النهار حتى تعبد اللات و العزى , فقالت عائشة :
يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله *( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون )* أن ذلك تاما , قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله " . الحديث .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 6
:المستقبل للإسلام :
------------------

قال الله عز وجل : *( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون )* .تبشرنا هذه الآية الكريمة بأن المستقبل للإسلام بسيطرته و ظهوره و حكمه على الأديان كلها , و قد يظن بعض الناس أن ذلك قد تحقق في عهده صلى الله عليه وسلم و عهد الخلفاء الراشدين و الملوك الصالحين , و ليس كذلك , فالذي تحقق إنما هو
جزء من هذا الوعد الصادق , كما أشار إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " لا يذهب الليل و النهار حتى تعبد اللات و العزى , فقالت # عائشة # : يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله *( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين
الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون )* أن ذلك تاما , قال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله " . الحديث . رواه مسلم و غيره , و قد خرجته في " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " (ص 122 ) .و قد وردت أحاديث أخرى توضح مبلغ ظهور الإسلام و مدى انتشاره , بحيث لا يدع مجالا للشك في أن المستقبل للإسلام بإذن الله و توفيقه .و ها أنا أسوق ما تيسر من هذه الأحاديث عسى أن تكون سببا لشحذ همم العاملين للإسلام , و حجة على اليائسين المتواكلين


2 - " إن الله زوى ( أي جمع و ضم ) لي الأرض ، فرأيت مشارقها و مغاربها و إن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها " . الحديث .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 7 :رواه مسلم ( 8 / 171 ) و أبو داود ( 4252 ) و الترمذي ( 2 / 27 ) و صححه .و ابن ماجه ( رقم 2952 ) و أحمد ( 5 / 278 و 284 ) من حديث ثوبان و أحمد أيضا ( 4 / 123 ) من حديث شداد بن أوس إن كان محفوظا . و أوضح منه و أعم الحديث : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار ، و لا يترك الله بيت مدر و لا وبرى إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام و ذلا يذل به الكفر " .

3 - " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار و لا يترك الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام و ذلا يذل به الكفر " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 7 :رواه جماعة ذكرتهم في " تحذير الساجد " ( ص 121 ) . و رواه ابن حبان في" صحيحه " ( 1631 و 1632 ) . و أبو عروبة في " المنتقى من الطبقات " ( 2 / 10 / 1 ) .
و مما لا شك فيه أن تحقيق هذا الانتشار يستلزم أن يعود المسلمون أقوياء في معنوياتهم و مادياتهم و سلاحهم حتى يستطيعوا أن يتغلبوا على قوى الكفر و الطغيان ، و هذا ما يبشرنا به الحديث : " عن أبي قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي و سئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق ، قال : فأخرج منه كتابا قال : فقال عبد الله : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مدينة هرقل تفتح أولا . يعني قسطنطينية " .
4 - عن أبى قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاصي و سئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق ، قال : فأخرج منه كتابا قال : فقال عبد الله : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب
، إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مدينة هرقل تفتح أولا . يعني قسطنطينية " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 8 :( عن أبي قبيل ) .رواه أحمد ( 2 / 176 ) و الدارمي ( 1 / 126 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف "( 47 / 153 / 2 ) و أبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " ( 116 / 2 )و الحاكم ( 3 / 422 و 4 / 508 ) و عبد الغني المقدسي في " كتاب العلم "( 2 / 30 / 1 ) ، و قال : " حديث حسن الإسناد " .و صححه الحاكم و وافقه الذهبي و هو كما قالا .و ( رومية ) هي روما كما في " معجم البلدان " و هي عاصمة إيطاليا اليوم .و قد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف ، و ذلك بعد
أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح ، و سيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى و لابد ، و لتعلمن نبأه بعد حين .

و لا شك أيضا أن تحقيق الفتح الثاني يستدعي أن تعود الخلافة الراشدة إلى الأمة المسلمة ، و هذا مما يبشرنا به صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث : " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت " .
5- " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة . ثم سكت " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 8 :رواه أحمد ( 4 / 273 ) حدثنا سليمان بن داود الطيالسي حدثنا داود بن إبراهيم الواسطي حدثنا حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال : كنا قعودا في المسجد ، و كان بشير رجلا يكف حديثه ، فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال :يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء ؟ فقال حذيفة : أنا أحفظ خطبته ، فجلس أبو ثعلبة ، فقال حذيفة : فذكره مرفوعا . قال حبيب : فلما قام عمر بن عبد العزيز و كان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه ، فقلت له : إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين - يعني عمر - بعد الملك العاض و الجبرية ، فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به و أعجبه . و من طريق أحمد رواه الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 17 / 2 ) و قال : " هذا حديث صحيح ، و إبراهيم بن داود الواسطي وثقه أبو داود الطيالسي و ابن حبان ، و باقي رجاله محتج بهم في الصحيح " . يعني " صحيح مسلم " ، لكن حبيبا هذا قال البخاري : فيه نظر . و قال ابن عدي : ليس في متون أحاديثه حديث منكر ، بل قد اضطرب في أسانيد ما يروي عنه ، إلا أن أبا حاتم و أبا داود و ابن حبان وثقوه ، فحديثه حسن على أقل الأحوال إن شاء الله تعالى ، و قد قال فيه الحافظ : " لا بأس به " . و الحديث في " مسند الطيالسي " ( رقم 438 ) : حدثنا داود الواسطي - و كان ثقة - قال : سمعت حبيب بن سالم به ، لكن وقع في متنه سقط فيستدرك من " مسند أحمد " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 189 ) :
" رواه أحمد و البزار أتم منه و الطبراني ببعضه في ( الأوسط ) ، و رجاله ثقات " ومن البعيد عندي حمل الحديث على عمر بن عبد العزيز ، لأن خلافته كانت قريبة العهد بالخلافة الراشدة و لم تكن بعد ملكين : ملك عاض و ملك جبرية ، و
الله أعلم . هذا و إن من المبشرات بعودة القوة إلى المسلمين و استثمارهم الأرض استثمارا يساعدهم على تحقيق الغرض ، و تنبىء عن أن لهم مستقبلا باهرا حتى من الناحية الاقتصادية و الزراعية قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا و أنهارا " .
6 - " لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا و أنهارا " . قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 10 :
رواه مسلم ( 3 / 84 ) و أحمد ( 2 / 703 و 417 ) و الحاكم ( 4 / 477 ) من حديث أبي هريرة . و قد بدأت تباشير هذا الحديث تتحقق في بعض الجهات من جزيرة العرب بما أفاض الله عليها من خيرات و بركات و آلات ناضحات تستنبط الماء الغزير من بطن أرض الصحراء و هناك فكرة بجر نهر الفرات إلى الجزيرة كنا قرأناها في بعض الجرائد
المحلية فلعلها تخرج إلى حيز الوجود ، و إن غدا لناظره قريب . هذا و مما يجب أن يعلم بهذه المناسبة أن قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يأتي عليكم زمان إلا و الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم " . رواه البخاري في " الفتن " من حديث أنس مرفوعا . فهذا الحديث ينبغي أن يفهم على ضوء الأحاديث المتقدمة و غيرها مثل أحاديث المهدي و نزول عيسى عليه السلام فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه بل هو من العام المخصوص ، فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه فيقعوا في اليأس الذي لا يصح أن يتصف به المؤمن ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين به حقا ."


الإحباط ناتج عن تحقق مالا نرغب بعد أمل كبير بتحقق ما نرغب , وأغلب من يصاب به هم أناس اتكلوا على أنفسهم ونسوا القدر ,ولم يتذكروا كلام ربهم ولا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم . ولم يشربوا في قلوبهم العلم بل أشربوا الدنيا وزخرفها ,نسوا حظا مما ذكروا به , فأصبحوا يبتغون العزة , بأي طريقة وكيفما كانت !!

وهذا الأمر سأحاول أن أذكر ما يحضرني في أهم ما غفل الناس عنه في هذا الموضوع حتى أنهم أصبحوا يتشبثون بكل حبل لعله يكون طوق النجاة .
 
أولا أريد أن أذكر بأمر يجب أن نضعه بين أعيننا هو أن النصر والهزيمة بيد الله وحده وذلك مصداقا لقوله تعالى :

{ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
(يقول تعالى : ( قل ) يا محمد ، معظما لربك ومتوكلا عليه ، وشاكرا له ومفوضا إليه : ( اللهم مالك الملك ) أي : لك الملك كله ( تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ) أي : أنت المعطي ، وأنت المانع ، وأنت الذي ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن .

وفي هذه الآية تنبيه وإرشاد إلى شكر نعمة الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الأمة ، لأن الله حول النبوة من بني إسرائيل إلى النبي العربي القرشي المكي الأمي خاتم الأنبياء على الإطلاق ، ورسول الله إلى جميع الثقلين الإنس والجن ، الذي جمع الله فيه محاسن من كان قبله ، وخصه بخصائص لم يعطها نبيا من الأنبياء ولا رسولا من الرسل ، في العلم بالله وشريعته وإطلاعه على الغيوب الماضية والآتية ، وكشفه عن حقائق الآخرة ونشر أمته في الآفاق ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وإظهار دينه وشرعه على سائر الأديان والشرائع ، فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين ، ما تعاقب الليل والنهار . ولهذا قال تعالى : ( قل اللهم مالك الملك [ تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ] ) أي : أنت المتصرف في خلقك ، الفعال لما تريد ، كما رد تبارك وتعالى على من يتحكم عليه في أمره ، حيث قال : ( وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) [ الزخرف : 31 ] .

قال الله تعالى ردا عليهم : ( أهم يقسمون رحمة ربك [ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ] ) الآية [ الزخرف : 32 ] أي : نحن نتصرف في خلقنا كما نريد ، بلا ممانع ولا مدافع ، ولنا الحكمة والحجة في ذلك ، وهكذا نعطي النبوة لمن نريد ، كما قال تعالى : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) [ الأنعام : 124 ] وقال تعالى : ( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض [ وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ] ) [ الإسراء : 21 ] وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة " إسحاق بن أحمد " من تاريخه عن المأمون الخليفة : أنه رأى في قصر ببلاد الروم مكتوبا بالحميرية ، فعرب له ، فإذا هو :

باسم الله ما اختلف الليل والنهار ، ولا دارت نجوم السماء في الفلك إلا بنقل النعيم عن ملك
قد زال سلطانه إلى ملك وملك ذي العرش دائم أبدا
ليس بفان ولا بمشترك
.
 
بارك الله بك أخي مجدي
وللأمانة فإنا لا ندري بعد أشر أريد بتلك الثورات أم أراد بها ربي خيراً . نسأل الله تعالى الخير والعافية . نحن نتربص ونرى ونراقب . والتغيير إن شاء الله فيه خير . هكذا نتفائل والله تعالى أعلم بحالنا.
 
وحال اليائسين هذه الأيام هو حال الذي لا يرى إلا الظلمة في الناس ولا يرى صلاحا فتراه يعرض بالناس وبأهل العلم ويذمهم كما فعل المعري عندما قال واصفا أهل زمانه :"رأيت الناس إثنين ذو عقل بلا دين ....وذو دين لاعقل له" واليوم نرى الكثير مكن الناس يقسمون الناس الى علماء ساكتون وجهلا ناطقون وهكذا ...وحال المعري هذا أما أن يعتبر نفسه من الصنف الأول فينفي عقله وإما أن يعتبر نفسه من الثاني فينفي دينه ولذلك قال ذو الفضل الاخسيكتي راداً عليه :
الدِّين آخذهُ وَتاركهُ ... لمْ يَخفَ رُشدُهما وَغيهما
اثْنَانِ أهْلُ الأرض قُلتَ، فَقلْ ... يا شَيخَ سُوءٍ أنْتَ أيُّهما

وهذه العبارة نرردها لكل من يقولالناس فيهم العلماء الخانعين الخاضعين لغير الله والعوام الحائرين الذين ينتظرون فتوى العلماء الخانعين ,فنقول له من أيهم أنت؟
 
بارك الله بك أخي مجدي
وللأمانة فإنا لا ندري بعد أشر أريد بتلك الثورات أم أراد بها ربي خيراً . نسأل الله تعالى الخير والعافية . نحن نتربص ونرى ونراقب . والتغيير إن شاء الله فيه خير . هكذا نتفائل والله تعالى أعلم بحالنا.
حياك الله أخي تيسير , وليس لغرض من الموضوع أن نقرر النتائج , ولكن يستحسن بنا أن لا نتجاوز الشرع لتحقيق نتائج مرجوة قد تكون بعكس تطلعاتنا .فالغاية لا تبرر الوسيلة , والله عز وجل يحاسبنا على التزام الشرع لا على النتائج ,بيده الخير والملك .
 
كل أحد يستطيع أن يكتب ويحلل ويتوقع
والبعض يظن أنه الوحيد الذي يفهم الحقيقة
ولكن أقول الذي يجمع عليه الجميع هو:
أن الأمة الإسلامية والعربية على وجه الخصوص تعبش تحت قيادات فاشلة فاسدة مفسدة لا تخدم دين الله ولا تراعي مصالح عباد الله ، لا تحيي حقا ولا تميت باطلا ، بل هي قاهرة ظالمة عابثة لا خير فيها ولا أمل أن يقوم إصلاح علي يديها ، ثم من غير سابق إنذار نرى هذه القيادات تتساقط واحدة تلوا الأخرى ، ويكشف الله سترها ويظهر عوارها ، ويزيل عن كاهل العباد والبلاد ظلمها وعبثها ، وهذا أمر نحمد الله تعالى عليه ، ونرجوا أن يعقبه بالخير والصلاح وهذا أملنا في الله.
وإذا أردنا أن نستشهد بسنن الله تعال فأقول:
إن الأمة كانت في عسر في دينها ومعاشها ، والله يقول:
"سيجعل الله بعد عسر يسرا"
وأقول:
إن الأمة تولت عن نصرة دين الله ، والله يقول:
"وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكون أمثالكم"
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
 
لله درك يا أبا سعد ، كلامك يثلج الصدور.

الخوف على الظلم من زواله بحجة الحكمة غير مقبول ، وكل الكلام الذي يصادم الواقع ، ويشكك في طرد من طُرد ومن ينتظر دوره في الطرد (عاجلا غير آجل إن شاء الله) لم يعد يجدي.

وكنت أتمنى لو نقلت كلام
ابن كثير رحمه الله
عن جنكيز خان ، الذي أجزم أنه يُعدّ عمر بن عبدالعزيز مقارنة بطواغيت العصر. فكيف لو أدركهم ، ماذا عساه أن يقول.

الغريب والعجيب أن أشد أعداء الإسلام في زماننا يدافع البعض عنهم بإسم الإسلام ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

وقد رأينا أوباشا في وقت تحرير مصر من الاحتلال ، قالوا أن زوال المحتل اللامبارك سيتبعه فوضى ، والذي حدث أن الأوضاع تحسنت كثيرا ، وظهر مشايخ كانت قوات الاحتلال تمنعهم من الكلام (أقصد مصر هنا) ، والحمد لله.

وخلاصة الكلام أنهم الآن في "طابور" ، ولن يجدي هذا النوع من الكلام ، صدقني ، فلو استغلينا وقتنا بالدعاء ، وتعلمنا العلم الصحيح ، ووضعنا الأمور في نصابها ، لكان خيرا لنا.
 
ومن بين ما يستخدمه بعض الناس هذه الأيام من عبارات تدلل عن بعدهم عن دينهم ما يستدلون به أن الإرادة هي المفقودة وأن وجود الإراد تحتم أن يحدث ما يراد , وهذا يخالف الواقع ويخالف الشرع .
فأما الواقع :فإنه من المعلوم أن كل إنسان يريد أن يكون الأفضل ,والكثير تجاوز التمني الى العمل والسعي ولكنه لا يصفوا له الحال ويزول ولهذا ذم أهل الفهم والحكمة الدنيا التي يتشابه اسمها مع وصفها .

فلذلك أكثر الشعراء من ذكر مغايرة الحال مع الجهد فمن ذلك قولهم :

اطرح الدنيا فمن عادتــــــها * * * تخفض العالي وتعلي من سفل
عيشة الراغب في تحصيلها * * * عيشة الجـــــــاهل فيها أو أقل
كم جهـــــول بات فيها مكثرا * * * وعليـــــــــم بات منها في علل
كم شجاع لم ينل فيها المنى * * * وجبـــــــــــان نال غايات الأمل
فاترك الحـــــيلة فيها واتكل * * * انما الحـــــــيلة في ترك الحيل​

وقال غيره :
قَــــطَّــــعــــتُ مِــــــنــــــكَ حَــــبــــائِـــــلَ الآمـــــــــــــالِ وَحَطَـطـتُ عَــن ظَـهــرِ الـمَـطِـيِّ رِحـالــي
وَيَـئِــســتُ أَن أَبــقـــى لِــشَـــيءٍ نِــلـــتُ مِــــــم مــــــا فـــيــــكِ يـــــــا دُنـــيــــا وَأَن يَــبــقـــى لـــــــي
وَوَجَــــدتُ بَـــــردَ الــيَـــأسِ بَــيـــنَ جَـوانِــحــي وَأَرَحــــــتُ مِـــــــن حَـــلّــــي وَمِـــــــن تَــرحــالـــي
وَلَــــئِــــن طَــمِـــعـــتُ لِــــــــرُبَّ بَــــرقَــــةِ خُــــلَّــــبٍ بَــــــرَقَــــــت لِــــــــــــذي طَــــــمَـــــــعٍ وَلَــــمــــعَـــــةِ آلِ
مــــــا كـــــــانَ أَشـــــــأَمَ إِذ رَجـــــــاؤكِ قــاتِــلـــي وَبَـــــنــــــاتُ وَعـــــــــــدِكَ يَــعــتَــلِــجـــنَ بِـــبــــالــــي
الآنَ يـــــــــــا دُنـــــيــــــا عَـــرَفــــتُــــكِ فَـــاِذهَــــبــــي يـــــــــــــــــــا دارَ كُـــــــــــــــــــلِّ تَــــــشَـــــــتُّـــــــتٍ وَزَوالِ
وَالآنَ صـــــــــارَ لـــــــــي الــــزَمـــــانُ مُــــؤَدَّبـــــاً فَـــــــــغَــــــــــدا عَــــــــــلَــــــــــيَّ وَراحَ بِــــــالأَمـــــــثـــــــالِ
وَالآنَ أَبــصَــرتُ الـسَـبـيـلَ إِلـــــى الــهُـــدى وَتَـــفَـــرَّغَـــت هِـــمَـــمـــي عَــــــــــنِ الأَشـــــغـــــالِ
وقال في موضع آخر​

فما لي لستُ أحلِـبُ منـكَ شَطـراً،فـأحْـمَــدَ مــنـــكَ عـاقِــبَــة َ الــحِـــلابِ


ومــــــا لـــــــيَ لا أُلِـــــــحّ عَــلَــيـــكَ، إلاّبَـعَـثْـتَ الـهَــمّ لـــي مِـــنْ كــــلّ بــــابِ


أراكِ وإنْ طــلِـــبْـــتِ بــــكـــــلِّ وجْـــــــــهٍكـحُـلـمِ الـنّــوْمِ، أوْ ظِــــلِّ الـسّـحــابِ


أو الأمـــــسِ الـــــذي ولَّــــــى ذهَـــابـــاًولــيــسَ يَــعــودُ، أوْ لــمــعِ الــسّـــرابِ


وهــــذا الـخـلــقُ مــنــكِ عــلــى وفــــاءِوارجـلُــهُــمْ جـمـيــعــاً فــــــي الـــرِّكـــابِ


ومــوعِــدُ كـــــلِّ ذِي عــمـــلٍ وســعـــيٍبـمَــا أســــدَى ، غــــداً دار الــثّــوَابِ


نــقــلَّـــدت الــعِـــظـــامُ مــــــــنَ الــبـــرايَـــاكــأنّــي قـــــد أمِــنْـــتُ مِـــــنَ الـعِــقــاب


ومَهمـا دُمـتُ فـي الدّنْيـا حَريـصـاً،فــإنـــي لا أفِـــيـــقُ إلــــــى الـــصـــوابِ


وقال غيره :
لا تأسفن على غدر الزمان لطالمارقصت على جثث الأسود كلاب لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادهاتبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب تموت الأسد في الغابات جوعاًولحم الضأن تأكله الكلاب وذو جهل قد ينام على حريروذو علم مفارشه التراب
وهذه لم اضعها لليأس والتدمر وإنما لبيان أن هذا حال الزمان , وأغلب أهل العلم أصابهم من البلاء ما أصابهم . ولذلك لما رأى المؤمنون زمن النبي صلى الله عليه وسلم الأحزاب وعلموا عظم البلوا تذكروا قوله تعالى :
" أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم "
ولهذا كما قال مالك يبتلى ثم يمكن
والتمحيص يسبق النصر
والله يميز الخبيث من الطيب
فكل يرى أنه سيد
وهيهات أن يكون له بفعله سؤدد
وكل يزعم الهدى
ويشهد الرب على ما في القلب
ولكن تحدث الفتن
ويقول المؤمن هذه مهلكتي
فتنجلي
ويأتي غيرها بمثلها وتنجلي
حتى يصبح الناس على قلب أبيض كالصفى وآخر أسود
مصداقا لحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم


وهذا ليس كقولهم : إذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
بل الله يحدث في أمرنا ما يشاء والضر بغير اذنه لاينجلي
والتغير في الناس محتم إذا ما في نفوسهم غيروا
فاسمع قول ربك في كتابه وقول الرسول في السنة

فإما أن تصدق وتكن مؤمنا
وإما أن تتبع الهوى فتندم
.......
 
- حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا الأعمش حدثنا زيد بن وهب سمعت عبد الله قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها ) . قالوا فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال ( أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم )
- حدثنا إسماعيل حدثني ابن وهب عن عمرو عن بكير عن بسر بن سعيد عن جنادة بن أبي أمية قال : دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض قلنا أصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي صلى الله عليه و سلم قال دعانا النبي صلى الله عليه و سلم فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان"
- حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن الجعد أبي عثمان حدثني أبو رجاء العطاردي قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية )
صحيح البخاري - كتاب الفتن - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - سترون بعدي أمورا تنكرونها.

صدق رسول الله حصلت الأثرة وحصلت أمور ننكرها لكن هل سنصبر هل سنؤدي ماعلينا ونسأل الله حقنا.

ياليت قومي يعلمون!
 
إن دين الله واضح لا لبس فيه ، ولكن اللبس في أفهام كثير من الناس.
لقد أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نؤدي الحقوق إلى أهلها ومنها حق الحاكم ، ومن حق الحاكم على المحكوم :
طاعته في المعروف وعصيانه في المعصية
ومن حق الحاكم على المحكوم النصيحة له كما هو نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن النصيحة للحاكم أن يؤمر بالمعروف إذا تركه ، وينهي عن المنكر إذا ارتكبه.
هذا إذا كان الحاكم مسلما ، يحكم شرع الله ، ويذب عنه ، ويجاهد في سبيله ، يوالي المؤمنين ، ويعادي الكافرين ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويقيم العدل بين الناس.
أما إذا نبذ الكتاب والسنة وحكم القوانين الوضعية ، وقعد عن الجهاد في سبيل الله ، وأمر بالمنكر ونهى عن المعروف ، وأشاع الفساد وقننه ، ووالى أعداء الله وحارب أولياء الله ، ولم يقم العدل بين الناس ، وأحيا البدعة وأمات السنة .... فأعتقد أن هذه الأحاديث لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد.
ثم إن الأمير الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر عليه هو ذلك الأمير المسلم الذي ربما كرهنا شيئا من شدته أو استيثاره لنفسه بشيء من حطام الدنيا ، ولم يأمرنا صلى الله عليه وسلم أن نرى الأمير ينبذ الكتاب والسنة ونصبر !
ولم يأمرنا أن نرى الأمير يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ونصبر !
ولم يأمرنا أن نرى الأمير يشيع الفاحشة بين الناس ونصبر !
ولم يأمرنا أن نرى الأمير يشرع التعامل الربوي ونصبر !
ولم يأمرنا أن نرى الأمير يوالي أعداء الله ويعادي أولياء الله ونصبر !
لا هذا لم يأمر به الله ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن واجب الرعية إذا رأت الحاكم يخرج عن شيء من شرائع الإسلام أو يرتكب شيئا من المنكرات أو يعمل بها في الناس أن تأمره وتنهاه وتغير هذا المنكر بحسب الاستطاعة باليد واللسان والقلب وهذا لا يعد خروجا على الحاكم كم يعتقده بعض الجهلة، وإن لم تفعل استحقت غضب الله ومقته.
قال تعالى:
{ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) }الأنفال
وقال تعالى:
( وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ( 164 ) فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ( 165 ) ) الأعراف
 
قال تعالى{ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ }

فكيف بالتزلف ، وتحريف الكلام عن مواضعه ، والإلحاد في آيات الله ، ليرضى ذنب الصليبيين.

ولا أدري ما الذي يريده متزلفة العصر ، ما بقي إلا السجود لهم.

الحرام أحلوه ووافقوهم ، والواجب والفرض حرموه ، ووفاقوهم.
 
ومن الأمور التي يغفل عنها كثير من الناس أن من ينادي بغير الشريعة هو صاحب دعوى جاهلية سواء أنادى بديموقراطية أو ليبرالية أو دولة مدنية , وحتى لا تلتبس الأمور أقول إن هذه المصطلحات واستخدامها هي من الخطورة بدرجة تضر المجتمع الإسلامي حتى ولو كان أصحابها يستخدمونها بغير ما يستخدمها الغرب .
والخطورة تكمن بالآتي :
أولا -قبول الناس للمصطلح عموما :وذلك أن العوام إذا وجدوا فلانا من أهل العلم أو الثقة عندهم ينادي بالديموقراطية والليبرالية والدولة المدنية قبلها ,وبالطبع ليس من السهل أن يفرق بين قصد فلان وفلان ولكنه سيقبلها ويعلم أنها حقيقة حكم الشعب لنفسه ,وحقيقة الكل يعلم أن استخدام هذه الإصطلاحات بدلا من الإصطلاح الشرعي يدلل على مغايرة الديموقراطية الغربية عن الشورى الإسلامية ,وكذا الليبرالية عن الحرية في الإسلام , ولو كانت هذه الديموقراطية تعني الشورى فما المانع من ترك اللفظ الشرعي الى اللفظ الغربي؟ ولكن هؤلاء إنما يزينون للناس القبيح ليقبله الناس .
ثانيا-مخالفة استخدامهم المصطلح لما هو معروف :فمعلوم أن المصطلح يكون له تعريفا جامعا مانعا,يجمع كل عناصره ويمنع دخول ما ليس منه فيه ,فيسمع من بعض الدعاة هذه الألفاظ فيقبلها ويظنها شرعية ,خصوصا إذو وجدا كتابا اسمه :الاشتراكية في الإسلام ,الديموقراطية في الإسلام ,الإسلام دين ليبرالي ,الإسلام دولة مدنية ....وغير هذه الأسماء التي تلبس على الناس حتى مجرد معرفة هذه الأمور على أصولها , فتجدهم يقولون :الديموقراطية مع لا نص شرعي فيه!!!!! وهذه مهزلة بمعنى الكلمة وذلك أن الديموقراطية أصلا لا تعترف بالشريعة بل تجعل الأديان سواء ولا تعترف بالسلطة الشرعية وإنما بالتشريعية من قبل الناس .

ثالثا -الإنتكاسة الفكرية :وهذه تجدها عند الكثيرين من المغرمين بالحضارة الغربية بحيث أنهم ربطوا التقدم الغربي بتلك الأمور لجهلهم بحقيقة الحضارة الغربية من ناحية , وجهلهم بالإسلاممن ناحية أخرى .
 
عودة
أعلى