الأجوبة التيمية للنصارى في إنزال القرآن باللغة العربية

إنضم
30/04/2011
المشاركات
111
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا قال اليهودي أو النصراني: "كيف تقوم الحجة علينا بكتاب لم نفهمه"؟
أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ذلك بما يأتي، فقال:
"وأما كون القرآن أنزل باللسان العربي وحده فعنه أجوبة:
أحدها: أن يقال والتوراة إنما أنزلت باللسان العبري وحده وموسى عليه السلام لم يكن يتكلم إلا بالعبرية وكذلك المسيح لم يكن يتكلم بالتوراة والإنجيل وغيرهما إلا بالعبرية وكذلك سائر الكتب لا ينزلها الله إلا بلسان واحد بلسان الذي أنزلت عليه ولسان قومه الذين يخاطبهم أولا، ثم بعد ذلك تبلغ الكتب وكلام الأنبياء لسائر الأمم إما بأن يترجم لمن لا يعرف لسان ذلك الكتاب، وإما بأن يتعلم الناس لسان ذلك الكتاب فيعرفون معانيه، وإما بأن يبين للمرسل إليه معاني ما أرسل به الرسول إليه بلسانه، وإن لم يعرف سائر ما أرسل به...
الوجه الثاني:أن المسيح عليه السلام كان لسانه عبريا، وكذلك ألسنة الحواريين الذين اتبعوه أولا، ثم إنه أرسلهم إلى الأمم يخاطبونهم ويترجمون لهم ما قاله المسيح عليه السلام فإن قالوا: إن رسل المسيح حولت ألسنتهم إلى ألسنة من أرسل إليهم؟
قيل: هذا منقول في رسل المسيح، وفي رسل محمد الذين أرسلهم إلى الأمم، ولا ريب أن رسل رسل الله كرسل محمد والمسيح عليه السلام إلى الأمم لا بد أن يعرفوا لسان من أرسلهم الرسول إليهم، أو أن يكون عند أولئك من يفهم لسانهم، ولسان الرسول ليترجم لهم فإذا لم يكن عند من أرسل المسيح إليهم من يعرف بالعربية فلا بد أن يكون رسوله ينطق بلسانهم
وكذلك رسل النبي الذين أرسلهم إلى الأمم، فإن النبي لما رجع من الحديبية أرسل رسله إلى أهل الأرض فبعث إلى ملوك العرب باليمن والحجاز والشام والعراق، وأرسل إلى ملوك النصارى بالشام ومصر قبطهم ورومهم وعربهم وغيرهم، وأرسل إلى الفرس المجوس ملوك العراق وخراسان...
الوجه الثالث: أن النصارى فيهم عرب كثير من زمن النبي وكل من يفهم اللسان العربي؛ فإنه يمكن فهمه للقرآن وإن كان أصل لسانه فارسيا أو روميا أو تركيا أو هنديا أو قبطيا وهؤلاء الذين أرسلوا هذا الكتاب من علماء النصارى قد قرأوا المصحف وفهموا منه ما فهموا وهم يفهمونه بالعربية واحتجوا بآيات من القرآن فكيف يسوغ لهم مع هذا أن يقولوا: كيف تقوم الحجة علينا بكتاب لم نفهمه؟
الوجه الرابع: أن حكم أهل الكتاب في ذلك حكم المشركين ومعلوم أن المشركين فيهم عرب وفيهم عجم ترك وهند وغيرهما، فكما أن جميع المشركين كمشركي العرب وكذلك جميع أهل الكتاب كأهل الكتاب من العرب، وفي اليهود والنصارى ممن يعرف بلسان العرب من لا يحصيه إلا الله عز و جل.
الوجه الخامس: أنه ليس فهم كل آية من القرآن فرضا على كل مسلم؛ وإنما يجب على المسلم أن يعلم ما أمره الله به وما نهاه عنه بأي عبارة كانت، وهذا ممكن لجميع الأمم، ولهذا دخل في الإسلام جميع أصناف العجم من الفرس والترك والهند والصقالبة والبربر، ومن هؤلاء من يعلم اللسان العربي، ومنهم من يعلم ما فرض الله عليه الترجمة، وقد قدمنا أنه يجوز ترجمة القرآن في غير الصلاة والتعبير كما يجوز تفسيره باتفاق المسلمين...".
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (2/ 52-68) باختصار.
 
إلى جميع من طالع هذا الموضوع، وشرفوا كاتبه بالشكر، وفي مقدمتهم مدير إشراف ملتقى الانتصار للقرآن أزف أسمى آيات الشكر، وهذا السؤال، وهو:
هذه الأوجه الخمسة التي سردها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هل يمكن الزيادة عليها، أم لا هجرة بعد الفتح؟
 
جزاكم الله تعالى خيراً أخي موسى على هذه الفائدة النفيسة
ولو أن الشخص تتبع الكتابات الرادة على النصارى في مواقفهم من القرآن الكريم فإنه حينئذ قد يستطيع تحديد هل هناك إمكان للزيادة عليها بناء على تتبع، أما الجواب بنعم أو لا فهو عسير دون تتبع
وربما كان عند مشايخنا في الملتقى إضافة نستفيد منها جميعاً
شكر الله لكم أخي الكريم وبارك فيكم.
 
عودة
أعلى