أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 637
- مستوى التفاعل
- 26
- النقاط
- 28
بسم الله الرحمن الرحيم.....وصلى الله وسلم على النبي الكريم .....وعلى آله وصحبه أولي المنهج القويم...
وبعد ،فهذا سؤال:
الآية القرآنية و"الحقيقة" العلمية.هل الجمع ممكن؟
سأركز البحث عن "الحقيقة" العلمية لإظهار خصائصها ومن ثم ينظر بعد ذلك لمدى التوافق بينها وخصائص الآية...
العلم هنا يراد به العلم الطبيعي فقط أو قل العلم الحق كما يسمى عند فقهاء العلم أعني ذلك العلم" المكمم" القابل للاختبار مثل الكيمياء والفزياء وعلوم الحياة وعلوم الفضاء...
ولا يراد به العلوم الانسانية المشكوك في علميتها أعني العلم" المكيف" غير القابل للتحقق التجريبي الاصطناعي....مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الإنسان...
هذه وأمثالها –عند المحققين-أشباه علوم، أو علوم تبريرية، أو اديولوجيات.....ولا يجوزللمفسرأن يقحمها داخل حمى القرآن منخدعا بتسميتها علوما....
الحقيقة -إن وجدت-ففي دائرة العلوم الموضوعية الحقة......والجمع مع الآية- إن جاز -فمعها لا مع العلوم الاخرى.....ولك أن تتعجب من بعض المتحمسين كيف تجرأوا وزعموا أن التقسيم الفرويدي المثلث للنفس صادق عليه القرآن الكريم باصطلاحه الخاص عن النفس اللوامة والنفس الأمارة والنفس ....
لكن هل تحمس هؤلاء لنقد هذه النظرية واختبارها قبل توظيفها في التفسير؟وهل ادركوا أن فرويد لم يستطع أن يقنع بها حتى أخص تلاميذه؟ وكيف يرهن الاصطلاح القرآني بمثل تخيلات لرجل يهودي لا يعتبرها الغربيون أنفسهم علما؟
ثم –وهذه باقعة-هل نأخذ التقسيم الثلاثي فقط أم نأخذ معها نظرية الليبيدو وعقدة أوديب وأسطورة الأب الأول الذي قتله أبناؤه بسبب احتكاره لكل نساء القبيلة؟!!!
أكاد أقول –وأنا مطمئن-أن هؤلاء لا يعرفون القرآن ولا علم النفس......بسبب الذهنية التجزيئية التي يتميزون بها:بضع آيات من القرآن....وشذرات من نظرية غربية وهاهو الإعجاز العلمي!!!
قلنا إن مدار البحث هو العلم الحق...وأضيف وصفا آخر:القادم من الغرب.
ذلك لأن المتحمسين للتفسير العلمي للقرآن يستندون كلية إلى الانجازات العلمية والتقنية الغربية....وجل الاسماء المذكورة عندهم أروبية أو أمريكية أو يابانية.....ولا يقصدون بالعلم مثلا العلم التقليدي الصيني ولا يخطر ببالهم ربط آية أو حديث بعلم وخز الإبر أو علم الكي.....!!!
تلكم هي المركزية الغربية التي سعى الغربيون لترسيخها في نفوس الأمم....فكانت أمة الإسلام أطوعها وأسهلها عليهم.
الآن ....نعيد السؤال:
الآية القرآنية والحقيقة العلمية الموضوعية الغربية هل تلتقيان؟
من عجيب المفارقات أن يكون المسلمون هنا "ملكيين أكثر من الملك نفسه" فتراهم يتهافتون على بريق زائف.....فما أن يصدر عن عالم غربي خاطر أو فرضية حتى يتلقفها المفسر ويبحث لها عن آية ويتخيل لهما تطابقا....ثم يستدعى صاحب الخاطرة لمؤتمر على نفقة أموال المسلمين.....سبحان الله!! ألا يملك المصحف أن يصل إلى الناس إلا بتوصية: دمغة أينشتاين أو شهادة ايزنبرغ أو إسلام ياباني!!!!
وما يقوله ذلك العالم في مؤتمر الإعجاز تحت تصفيق المشدوهين قد لا يجرؤ على طرحه في المؤتمرات العلمية الغريية نفسها....وإن زعم –عندهم- أنه توصل إلى الحقيقة المطلقة فسيطرد من المجلس لا محالة وينسب إلى الهرطقة والتجديف ......لأنه قد تقرر عندهم أن العلم –الحقيقي الموضوعي- لا يمكن أن يكون إلا ديناميا نسبيا....والنزعة الوثوقية-الدوغمائية- عندهم من شيم رجال الدين والاديولوجيين ولا شأن لها برجال العلم....
فنقول:
أنتم تجعلون للتفسير العلمي شرطين-ولا بد من الشرطين-
-أن تكون لغة الآية تقبل المعنى العلمي.
-أن يكون المعنى حقيقة علمية ثابتة.
يهمنا هنا الشرط الثاني......
ما رأيكم أن من أخذتم عنهم المعنى العلمي يعترفون سرا وعلانية أن الحقائق العلمية كلها نسبية.....
قال فقهاؤهم في العلم:
-تاريخ العلم هو تاريخ أخطاء العلم...
قال فقهاؤهم :
تاريخ العلم مشكل من قطيعات ابستملوجية....ناتجة عن أزمات في العلم.
يعنون بذلك أن علما من العلوم-الفزياء مثلا- يقترح تفسيرا معينا للظواهر الطبيعية فيستمر يحقق نجاحات ظاهرة وباهرة حتى إذا فشل جزئيا في التفسير المقنع وبدأت المشاكل تتراكم والظواهر الجديدة تبقى بدون تفسير اضطر العلماء إلى هجر مسلمات ومنطلقات علمهم القديم واستحدثوا مفاهيم ومنطلقات جديدة هذه هي القطيعة الابستملوجية....ومثالها قطيعة كوبرنيك مع فزياء أرسطو وقطيعة اينشتاين مع نيوتن....
لكن المصيبة أن العلم القديم المقطوع عنه لا يعني فقدان المصداقية مطلقا والتخلي عنه نهائيا.....(تذكر دائما أن المطلق لا معنى له عند العلماء)
فقد يظهر العلم الفاشل بمظهر آخر فيزيح العلم الجديد.....ومن مشهور مفردات علم الفزياء تخبط الفزياويين في طبيعة الضوء:
قيل إنه مويجات......وأثبتوا ذلك بتجارب.
وقيل إنه حبيبات.....واثبتوا ذلك بتجارب مضادة حتى قيل ماتت النظرية السابقة...
لكنها لم تمت وعادت من جديد....
وقيل الضوء يجمع بين الطبيعتين أخذا بمنطق التجارب.....لكن المنطق الأرسطي يرفض ذلك حسب مبدأ الثالث المرفوع.....توشك المسألة أن تخلق أزمة وقد تكون النتيجة قطيعة أخرى...
وعلى كل حال لا بد من قطيعة في المستقبل سواء بسبب طبيعة الكهرباء أو بسبب أمر آخر لان العلم عندهم هو الدينامي المتغير فإذا ثبت أصبح دينا ....وموقف الغربيين من الدين معروف.
الآن جل العلم الطبيعي يتوزع إلى مجالين:
-مجال الأصغر.
-مجال الأبعد.
أعني بالأول عالم الذرة فما تحتها.
واعني بالثاني عالم المجرة فما فوقها.
والقاسم الابستملوجي بين المجالين هو الاحتمال وارتفاع التجريب....(أذكر هنا أن الشاعر الفرنسي سان جون بيرس عندما تسلم جائزة نوبل للآداب ألقى في المجمع خطابا عقد فيه مقارنة بين الشعر والفزياء!!!)
نعم،التجريب الذي كان فخر العلم الوضعي أصبح غير ممكن....وحتى لو أمكن فهو مشكوك في مصداقيته.....ومن يطلع على هجاء برتراند راسل للتجريب يدرك حجم فقدان التجربة للمعانها القديم.....
وفقهاء العلم من أمثال كارل بوبر ولا كتوش وغيرهما يصرون على أن العلم ينبغي أن يستند إلى "نماذج" لا على تجارب......لأن التجربة –عمليا- محال في المتناهي في الصغر...وهي اشد استحالة في ماوراء السماء الدنيا.....فليس في وسع العالم إلا أن يتخيل نموذجا منطقيا رياضيا لتفسير الظواهر (تذكروا مثلا ان نيل بور تخيل النواة على شكل المنظومة الشمسية)....ثم يحاول غيره تدمير ذلك النموذج بالكشف عن عيوبه ....وفي الوقت ذاته يقوم صاحب النموذج بالدفاع والتصحيح ....إلى أن يتسع الخرق على الراقع .....فينصرف عن نموذجه إلى نموذج آخر لن يكون مصيره أحسن.....
ولعل مفهوم "تخيل نموذج" هو الذي جرأ الشاعر الفرنسي على مقارنته الشعر بالفزياء....فعالم الفزيائي القائم على مفردات : انفجار عظيم وأوتار صوتية وثقوب سوداء وبيضاء كثقوب الدودة وتوسع او انكماش شبيه بآلة العزف الاكورديون....
ليست أكثر مصداقية من عالم ابن الرومي الذي يرى الأرض امراة متبرجة بعد خفر تتعرض للمطر تعرض الأنثى للذكر.....
الخلاصة....ليس العلم الحديث إلا نماذج.....
والنمذجة افتراض عقلي مشروط بالانسجام الداخلي والقدرة على التفسير الخارجي....
ليس ثمة نموذج واحد أو دائم.......لأن العلم لا يقف......
وقوف العلم معناه كهنوت...
فلينظر المسلمون بعد هذا إلى الشرط الثاني في التفسير العلمي للقرآن.....
من يضمن لنا الحقيقة العلمية وهي نسبية عند أهلها بإجماعهم...
وكيف نجمعها مع الآية القرآنية وهي حقيقة مطلقة لا يأتيها الباطل من أي جهة من الجهات عند المسلمين بإجماعهم-إلا من لا يعتد به-
ونرجو ممن يسير في نهج التفسير العلمي أن يدخل في متاهة العلم الغربي ويدرك نظريات أصحابها وتقييمهم ويطلع على مذاهبهم الابستملوجية.....لعل التفكر يقوم مقام الانبهار......ولعلهم يقدرون القرآن كما ينبغي:صدق محض لا اختلاف فيه وكلام غيره فيه اختلاف وفيه باطل -ولو سمي علما –واعتبروا ببعض المفسرين الذين سبقوكم عندما انبهروا بأرسطو وفلك بطليموس.....فتحدثوا في تفاسيرهم عن الفلك أطلس وعن الفلكات العشر وعن عالم الكون والفساد....وظنوا انهم ينصرون القرآن....
فهل تدرون ما موقف العلماء المعاصرين من الفلك أطلس؟
وما يدريكم أن نظرية الانفجار العظيم التي فسرتم بها آية الفتق والرتق......قد يضحك منها أحفاد الأحفاد...؟
وبعد ،فهذا سؤال:
الآية القرآنية و"الحقيقة" العلمية.هل الجمع ممكن؟
سأركز البحث عن "الحقيقة" العلمية لإظهار خصائصها ومن ثم ينظر بعد ذلك لمدى التوافق بينها وخصائص الآية...
العلم هنا يراد به العلم الطبيعي فقط أو قل العلم الحق كما يسمى عند فقهاء العلم أعني ذلك العلم" المكمم" القابل للاختبار مثل الكيمياء والفزياء وعلوم الحياة وعلوم الفضاء...
ولا يراد به العلوم الانسانية المشكوك في علميتها أعني العلم" المكيف" غير القابل للتحقق التجريبي الاصطناعي....مثل علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الإنسان...
هذه وأمثالها –عند المحققين-أشباه علوم، أو علوم تبريرية، أو اديولوجيات.....ولا يجوزللمفسرأن يقحمها داخل حمى القرآن منخدعا بتسميتها علوما....
الحقيقة -إن وجدت-ففي دائرة العلوم الموضوعية الحقة......والجمع مع الآية- إن جاز -فمعها لا مع العلوم الاخرى.....ولك أن تتعجب من بعض المتحمسين كيف تجرأوا وزعموا أن التقسيم الفرويدي المثلث للنفس صادق عليه القرآن الكريم باصطلاحه الخاص عن النفس اللوامة والنفس الأمارة والنفس ....
لكن هل تحمس هؤلاء لنقد هذه النظرية واختبارها قبل توظيفها في التفسير؟وهل ادركوا أن فرويد لم يستطع أن يقنع بها حتى أخص تلاميذه؟ وكيف يرهن الاصطلاح القرآني بمثل تخيلات لرجل يهودي لا يعتبرها الغربيون أنفسهم علما؟
ثم –وهذه باقعة-هل نأخذ التقسيم الثلاثي فقط أم نأخذ معها نظرية الليبيدو وعقدة أوديب وأسطورة الأب الأول الذي قتله أبناؤه بسبب احتكاره لكل نساء القبيلة؟!!!
أكاد أقول –وأنا مطمئن-أن هؤلاء لا يعرفون القرآن ولا علم النفس......بسبب الذهنية التجزيئية التي يتميزون بها:بضع آيات من القرآن....وشذرات من نظرية غربية وهاهو الإعجاز العلمي!!!
قلنا إن مدار البحث هو العلم الحق...وأضيف وصفا آخر:القادم من الغرب.
ذلك لأن المتحمسين للتفسير العلمي للقرآن يستندون كلية إلى الانجازات العلمية والتقنية الغربية....وجل الاسماء المذكورة عندهم أروبية أو أمريكية أو يابانية.....ولا يقصدون بالعلم مثلا العلم التقليدي الصيني ولا يخطر ببالهم ربط آية أو حديث بعلم وخز الإبر أو علم الكي.....!!!
تلكم هي المركزية الغربية التي سعى الغربيون لترسيخها في نفوس الأمم....فكانت أمة الإسلام أطوعها وأسهلها عليهم.
الآن ....نعيد السؤال:
الآية القرآنية والحقيقة العلمية الموضوعية الغربية هل تلتقيان؟
من عجيب المفارقات أن يكون المسلمون هنا "ملكيين أكثر من الملك نفسه" فتراهم يتهافتون على بريق زائف.....فما أن يصدر عن عالم غربي خاطر أو فرضية حتى يتلقفها المفسر ويبحث لها عن آية ويتخيل لهما تطابقا....ثم يستدعى صاحب الخاطرة لمؤتمر على نفقة أموال المسلمين.....سبحان الله!! ألا يملك المصحف أن يصل إلى الناس إلا بتوصية: دمغة أينشتاين أو شهادة ايزنبرغ أو إسلام ياباني!!!!
وما يقوله ذلك العالم في مؤتمر الإعجاز تحت تصفيق المشدوهين قد لا يجرؤ على طرحه في المؤتمرات العلمية الغريية نفسها....وإن زعم –عندهم- أنه توصل إلى الحقيقة المطلقة فسيطرد من المجلس لا محالة وينسب إلى الهرطقة والتجديف ......لأنه قد تقرر عندهم أن العلم –الحقيقي الموضوعي- لا يمكن أن يكون إلا ديناميا نسبيا....والنزعة الوثوقية-الدوغمائية- عندهم من شيم رجال الدين والاديولوجيين ولا شأن لها برجال العلم....
فنقول:
أنتم تجعلون للتفسير العلمي شرطين-ولا بد من الشرطين-
-أن تكون لغة الآية تقبل المعنى العلمي.
-أن يكون المعنى حقيقة علمية ثابتة.
يهمنا هنا الشرط الثاني......
ما رأيكم أن من أخذتم عنهم المعنى العلمي يعترفون سرا وعلانية أن الحقائق العلمية كلها نسبية.....
قال فقهاؤهم في العلم:
-تاريخ العلم هو تاريخ أخطاء العلم...
قال فقهاؤهم :
تاريخ العلم مشكل من قطيعات ابستملوجية....ناتجة عن أزمات في العلم.
يعنون بذلك أن علما من العلوم-الفزياء مثلا- يقترح تفسيرا معينا للظواهر الطبيعية فيستمر يحقق نجاحات ظاهرة وباهرة حتى إذا فشل جزئيا في التفسير المقنع وبدأت المشاكل تتراكم والظواهر الجديدة تبقى بدون تفسير اضطر العلماء إلى هجر مسلمات ومنطلقات علمهم القديم واستحدثوا مفاهيم ومنطلقات جديدة هذه هي القطيعة الابستملوجية....ومثالها قطيعة كوبرنيك مع فزياء أرسطو وقطيعة اينشتاين مع نيوتن....
لكن المصيبة أن العلم القديم المقطوع عنه لا يعني فقدان المصداقية مطلقا والتخلي عنه نهائيا.....(تذكر دائما أن المطلق لا معنى له عند العلماء)
فقد يظهر العلم الفاشل بمظهر آخر فيزيح العلم الجديد.....ومن مشهور مفردات علم الفزياء تخبط الفزياويين في طبيعة الضوء:
قيل إنه مويجات......وأثبتوا ذلك بتجارب.
وقيل إنه حبيبات.....واثبتوا ذلك بتجارب مضادة حتى قيل ماتت النظرية السابقة...
لكنها لم تمت وعادت من جديد....
وقيل الضوء يجمع بين الطبيعتين أخذا بمنطق التجارب.....لكن المنطق الأرسطي يرفض ذلك حسب مبدأ الثالث المرفوع.....توشك المسألة أن تخلق أزمة وقد تكون النتيجة قطيعة أخرى...
وعلى كل حال لا بد من قطيعة في المستقبل سواء بسبب طبيعة الكهرباء أو بسبب أمر آخر لان العلم عندهم هو الدينامي المتغير فإذا ثبت أصبح دينا ....وموقف الغربيين من الدين معروف.
الآن جل العلم الطبيعي يتوزع إلى مجالين:
-مجال الأصغر.
-مجال الأبعد.
أعني بالأول عالم الذرة فما تحتها.
واعني بالثاني عالم المجرة فما فوقها.
والقاسم الابستملوجي بين المجالين هو الاحتمال وارتفاع التجريب....(أذكر هنا أن الشاعر الفرنسي سان جون بيرس عندما تسلم جائزة نوبل للآداب ألقى في المجمع خطابا عقد فيه مقارنة بين الشعر والفزياء!!!)
نعم،التجريب الذي كان فخر العلم الوضعي أصبح غير ممكن....وحتى لو أمكن فهو مشكوك في مصداقيته.....ومن يطلع على هجاء برتراند راسل للتجريب يدرك حجم فقدان التجربة للمعانها القديم.....
وفقهاء العلم من أمثال كارل بوبر ولا كتوش وغيرهما يصرون على أن العلم ينبغي أن يستند إلى "نماذج" لا على تجارب......لأن التجربة –عمليا- محال في المتناهي في الصغر...وهي اشد استحالة في ماوراء السماء الدنيا.....فليس في وسع العالم إلا أن يتخيل نموذجا منطقيا رياضيا لتفسير الظواهر (تذكروا مثلا ان نيل بور تخيل النواة على شكل المنظومة الشمسية)....ثم يحاول غيره تدمير ذلك النموذج بالكشف عن عيوبه ....وفي الوقت ذاته يقوم صاحب النموذج بالدفاع والتصحيح ....إلى أن يتسع الخرق على الراقع .....فينصرف عن نموذجه إلى نموذج آخر لن يكون مصيره أحسن.....
ولعل مفهوم "تخيل نموذج" هو الذي جرأ الشاعر الفرنسي على مقارنته الشعر بالفزياء....فعالم الفزيائي القائم على مفردات : انفجار عظيم وأوتار صوتية وثقوب سوداء وبيضاء كثقوب الدودة وتوسع او انكماش شبيه بآلة العزف الاكورديون....
ليست أكثر مصداقية من عالم ابن الرومي الذي يرى الأرض امراة متبرجة بعد خفر تتعرض للمطر تعرض الأنثى للذكر.....
الخلاصة....ليس العلم الحديث إلا نماذج.....
والنمذجة افتراض عقلي مشروط بالانسجام الداخلي والقدرة على التفسير الخارجي....
ليس ثمة نموذج واحد أو دائم.......لأن العلم لا يقف......
وقوف العلم معناه كهنوت...
فلينظر المسلمون بعد هذا إلى الشرط الثاني في التفسير العلمي للقرآن.....
من يضمن لنا الحقيقة العلمية وهي نسبية عند أهلها بإجماعهم...
وكيف نجمعها مع الآية القرآنية وهي حقيقة مطلقة لا يأتيها الباطل من أي جهة من الجهات عند المسلمين بإجماعهم-إلا من لا يعتد به-
ونرجو ممن يسير في نهج التفسير العلمي أن يدخل في متاهة العلم الغربي ويدرك نظريات أصحابها وتقييمهم ويطلع على مذاهبهم الابستملوجية.....لعل التفكر يقوم مقام الانبهار......ولعلهم يقدرون القرآن كما ينبغي:صدق محض لا اختلاف فيه وكلام غيره فيه اختلاف وفيه باطل -ولو سمي علما –واعتبروا ببعض المفسرين الذين سبقوكم عندما انبهروا بأرسطو وفلك بطليموس.....فتحدثوا في تفاسيرهم عن الفلك أطلس وعن الفلكات العشر وعن عالم الكون والفساد....وظنوا انهم ينصرون القرآن....
فهل تدرون ما موقف العلماء المعاصرين من الفلك أطلس؟
وما يدريكم أن نظرية الانفجار العظيم التي فسرتم بها آية الفتق والرتق......قد يضحك منها أحفاد الأحفاد...؟