الجكني
مشارك نشيط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الدكتور/ السالم محمد الجكني :
كانت هذه هي مشاركتي الأولى في منتداكم المبارك بتاريخ : ( 12-13-2009, 11:39 pm ) ، وهذا بعض ما جاء فيها ، رداً على كلام لفضيلتكم في وصف هذا الكتاب : مخطوطة بعنوان : " كتاب في الوقف والابتدا " ، مكتوب على طرته : (( هذا كتاب " الاهتدا في الوقف والابتدا " لابن الجزري رحمه الله )).
وقد ترجح لديكم أنه ليس للحافظ ابن الجزري ، ولعله لبرهان الدين الجعبري ، فقلت :
(( ... وإن صح ما ذكرتموه ؛ من أن مؤلف هذا الكتاب كثير الاستدراكات على من سبقوه ، وخاصة أبي الفضل الرازي ( ت 454 هـ ) فلا يبعد أن يكون مؤلفه هو الباقولي الأصفهاني ( من علماء القرن السادس الهجري ) ؛ حيث أكثر من الطعن عليه والنقد له في كتابه " كشف المشكلات وإيضاح المعضلات " )).
وقد وعدتكم بأن أول من سيقف على اجتهادي في معرفة مؤلف هذا الكتاب هو فضيلتكم ومنتداكم المبارك ، وها أنا ذا أوفي بما وعدت.
لقد وصلني المخطوط عصر أمس عن طريق الأخ الفاضل/ مبروك يونس الدرعمي – جزاه الله خير الجزاء - ، أرسله إلي مقسماً أربعة عشر قسماً ، وبعد أن استقبلته متلهفاً قمت بتجميع أجزائه ، ثم قراءته ، ولم أكد أتجاوز اللوحة العاشرة حتى تأكد لدي أن مصنف هذا الكتاب هو :
نور الدين وعماد المفسرين أبو الحسن علي بن الحسين بن علي الباقولي الأصفهاني الضرير النحوي البصري المذهب ، اللغوي المقرئ المفسر ، الفقيه الحنفي الأديب ، عماد المفسرين ، الملقب بـ ( جامع العلوم ). كانت وفاته سنة ( 543 هـ/ 1148 م ).
من مصنفاته المطبوعة : " الاستدراك على أبي علي مما وقع في كتاب " الحجة " " ، و" جواهر القرآن ونتائج الصنعة " ، و" شرح اللمع لابن جني " ، و" ما تلحن فيه العامة من التنزيل " ، و" مسائل في علم العربية والتفسير ، أو أمالي جامع العلوم ".
أولاً : وصف النسخة الخطية.
النسخة محفوظة ضمن مجموع في دار الكتب الوطنية بتونس ، تحت رقم : (3983/ 3537 ) ، وعدد أوراق المجموع : ( 243 ) ورقة ، وبه نظام التعقيبة ، و" كتاب الوقف والابتداء " هذا يقع في ( 218 ) ورقة ، من ورقة ( 1 أ – 218 أ ) ، مسطرتها : ( 11 ) سطراً ، متوسط عدد الكلمات في كل سطر : ست كلمات ، كتبت أسماء السور وأسماء بعض الأعلام بالحمرة ، كتبها بخط نسخ واضح ، مضبوط بالحركات ، بنظام التعقيبة : محمد علي الوفاوي [ كذا ] الشافعي القادري في ثاني عشر جمادى الأولى سنة ( 796 هـ ) ، ولا تخلو النسخة من بعض أخطاء ، وسقط لبعض العبارات في بعض المواضع.
والذي يبدو للبحث أن الذي سقط من هذا الكتاب هو : صفحة العنوان ، ووجه الورقة الأولى فقط ، وفيها مقدمة المؤلف القصيرة ؛ جرياً على عادة جامع العلوم الباقولي مصنف الكتاب – كما سيأتي - في سائر تصانيفه التي وصلت إلينا : " الاستدراك على أبي علي في الحجة " ، و" جواهر القرآن " ، و" شرح اللمع " ، و" كشف المشكلات ".
جاء على وجه الورقة الأولى : تمليك في سطر واحد ، لم أتمكن من قراءته.
ثم جاء على يمين الصفحة ما قراءته : (( ذهبت بعض أوراق هاتين الرسالتين )).
وفي منتصف الصفحة باللون الأسود الغامق في سطرين : (( كتاب في الوقف والابتداء )).
وفي أسفل ذلك بيانات النسخة هكذا : (( المكتبة : د – كـ - و. [ أي : دار الكتب الوطنية ].
الرقم : 3983 03537
مسطرة : 21
أوراق : 220 )).
وجاء بأعلى ظهر الورقة الأولى بخط مغربي ، مخالف لخط الناسخ في سطرين : (( هاذا كتاب الاهتدا في الوقف والابتدا لابن الجزري رضي الله تعالى عنه ونفع به آمين )).
وبجوار ذلك أرقام بالإنجليزية ، لعلها رقم حفظ الكتاب في مكتبته الأصليه ، وفي يسار الصفحة رقم حفظ الكتاب في دار الكتب الوطنية بتونس باللغتين الإنجليزية ثم العربية.
وأول الموجود : (( نملي من هذا الكتاب ما يسهل مأخذه ، ولا يعف بحفظه ، والمراجعة إليه عند الحاجة والله أسأل التوفيق.
ولابد [ أن : ساقطة من الأصل ] نعرّف هذه الجملة ، وهو أنه لايجوز قطع التابع من المتبوع ، والتوابع خمسة : بدل ، وصفة ، وتأكيد ، وعطف بيان ، وعطف نسق ، لا يجوز أن يقف على قوله : بسم الله ، ثم يبتدئ : الرحمن ؛ لأنه صفته ، يتبعه في إعرابه .........
إلى أن يقول ل 3 أ : (( ولا على ( ظننت ) وأخواتها من دون ما يتعلق بهن.
فافهم هذا ، وتأمل فيه ، يتضح به المقاطع من المبادئ ، وهذا أوان فرش السور.
سورة فاتحة الكتاب :
الدِّينِ : ه. نَسْتَعِينُ : ه. الضالين : ه.
سورة البقرة :
الم : ه. لا رَيْبَ : ه ، نافع ، ويبتدئ : فِيهِ هُدىً ، وهذا على قراءة من أشبع ، أو اختلس أحسن ؛ لأنه إذا وقف عليه لم يجز الإشباع ولا الاختلاس. فِيهِ : ه ، ويراقب : لا رَيْبَ .
ومعنى المراقبة : هو أنك إذا وقفت على : لا رَيْبَ ، لا تقف على : فِيهِ ، وإذا وقفت على : [ فِيهِ ، لا تقف على ] : لا رَيْبَ . لِلْمُتَّقِينَ : ه ..... )).
آخرها ل 218 أ : (( سورة الناس : الخَنَّاسِ : ه ، وتضمر ( هو ) ، وإن جعلته تابعاً فالوقف آخرها.
تم الكتاب المبارك بحمد الله تعالى.
وافق الفراغ من تعليقه في ثاني عشر جمادى الأول [ كذا ] سنة ستة [ كذا ] وتسعين وسبعمائة من الهجرة النبوية - على صاحبها أفضل الصلاة والسلام - ، بقلم الفقير لله تعالى محمد علي الوفاوي الشافعي القادري - غفر الله تعالى له ، ولمن قرأ خطه ، ودعا له بالمغفرة ، ولجميع المسلمين -.
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين. حسبنا الله ونعم الوكيل.
حسبنا الله ونعم الوكيل ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفي ل 218 ب : (( وصية سيدنا وشيخنا الشيخ العادل العالم العامل العارف لله السيد الشريف الحسيب النسيب ذي البحر المورود والوقت المشهود والنفس الممدود عبد القادر الكيلاني ( 471 – 561 هـ ) - قدس الله روحه ، ونور ضريحه -.
قال - رحمه الله - : أوصيك بتقوى الله ، وحفظ طاعته ...........
وآخرها ل 221 أ : (( وعليك بالحياء من الله ، واجعل صحبتك مع الله. تمت الوصية بحمد الله. الحمد لله )).
ثم مطالعة جاء فيها :
(( بسم الله الرحمن الرحيم
طالع في هذا الكتاب الشريف ، سائلاً من الله تعالى ، متوسلاً بنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - أن ينفعنا بما في هذا الكتاب ، المشتمل على ( بيان ما نقف ونبتدي من كلام الله العظيم ) ، المنزل على نبيه الذي نفعنا الله به دنيا وأخرى ، ورزقنا حفظه ، وجعله حجة لنا ، لا حجة علينا ، وجعله آخر رزقنا من الدنيا ولقائنا عليه ...... ورضي الله عن مصنفه ، وأسكنه الفردوس ... لوجه الله الكريم ، ورحم كاتبه ، وأعاد من بركته علي ......... )).
وأما اللوحة رقم ( 222 ) فهي ملفقة من أربعة كتب ، وكأنها قد لصقت بطريقة سيئة على ظهر الكتاب الأول.
ثم جاءت اللوحة رقم ( 223 ) بيضاء ، فوضع عليها خاتم ، جاء فيه : (( الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد مكتبة الرياض السعودية العامة. رقم التصنيف ...
الرقم العام : 878 )).
ثم يأتي الكتاب الثالث ، ويقع في تسع عشرة لوحة ، من لوحة رقم ( 224 أ – 242 أ ) ، كتب بخط مخالف لخط ناسخ " كتاب الوقف والابتداء " ، و" وصية الشيخ عبد القادر الكيلاني " ، وهو عبارة عن : " مسائل في القراءات وأجوبتها " ، وهي واحد وأربعون مسألة سألها الحافظ طاهر بن عرب الأصفهاني ( ت 853 هـ ) ، تلميذ الحافظ ابن الجزري لشيخه ، وطلبه الإجازة منه له ولغيره ، ثم أجوبة الحافظ ابن الجزري عنها ، وإجازته له ولغيره.
جاء في آخرها : (( ... وقد أجزت لك – وفقك الله تعالى لمراضيه – أن تروي غير [ لعلها : عني ] هذه " المسائل وأجوبتها " ، وسائر تصانيفي في هذا العلم وغيره ، وجميع ما يجوز لي روايته ، وكذلك أجزت لصاحبك المولى العالم الفاضل المقرئ الكامل جمال القراء عبيد الله الفراء نفعه ونفع به.
قاله وكتبه محمد بن محمد بن محمد الجزري في ليلة يسفر صباحها عن الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة عشرين وثمانمائة بمدينة شيراز المحروسة ، يسر الله بخروجه منها على الجميل .... )).
ويبدو أنه قد سقط منها أيضاً ظهر الورقة الأخيرة ؛ حيث إن الكتاب به نظام التعقيبة ، وقد وضع في أسفل وجه الورقة كلمة ( عنهم ) ؛ دلالة على أول كلمة من ظهر الورقة.
وعن هذه النسخة مصورة ميكرو فيلمية في :
مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى ، تحت رقم : ( 885 ). فهرس علوم القرآن 2/ 33.
وأخرى في جامعة الكويت مكتبة جابر الأحمد الصباح المركزية ، تحت رقم : ( 1343 ).
منهج مؤلفه فيه :
بدأ المؤلف كتابه بمقدمة مختصرة ، تحدث فيها عن ( ما لا يجوز الوقف عليه ) ، ثم شرع في فرش حروف القرآن الكريم سورة سورة ؛ من الفاتحة وحتى آخر سورة الناس ، مقتصراً على ذكر الكلمة القرآنية موضع الوقف ، متبعاً ذلك بعلامة رسمها الناسخ على شكل دائرة في وسطها نقطة سوداء ، ولعلها كانت علامة الوقف ورمزه ، أو أن المؤلف اقتصر على ذكر موضع الوقف فقط ، دون أن ينص على نوعه من التمام والكفاية والحسن ، وإن كان قد خالف ذلك في كثير من الأحيان بالتصريح بنوع الوقف.
ـــ أنواع الوقوف عنده ثلاثة ، وهي : التمام ، والكفاية ، والحسن. كما يذكر وقف البيان ، والمراقبة.
وكأني بمصنف هذا الكتاب قد صنف كتابه هذا لما رأى بعض معاصريه ، ولعلهم من تلاميذ أبي الفضل الرازي ، أو تلاميذهم معجباً بكتابه " جامع الوقوف " ، فأراد من خلال تصنيفه لهذا الكتاب أن يستدرك عليه ، ويظهر للمعجب به وبكتابه أنه لم يكن ذاك الرجل ؛ حيث نجد هذه العبارات تتردد في كتابه :
(( ولم يوضح لك الرازي هذا الإيضاح )) كتاب الوقف والابتداء ل 6 ب.
وقوله : (( ولم يذكر الرازي ما ذكرناه من الأوقف الخمسة )) السابق ل 8 أ.
وقوله : (( ولم يذكر الرازي إلا الأخيرة )) السابق ل 35 ب.
وقوله : (( ولم يذكر الرازي هذه العلة )) السابق ل 40 أ.
وقوله : (( ولم يذكر الرازي فيه شيئاً )) السابق ل 102 أ - ب.
وقوله : (( ولم يذكر لك الرازي هذا ، إنما ذكر قبح الوقف )) السابق ل 117 ب.
وقوله : (( ولا يلتفت إلى تطويل الرزي .... ولولا التطويل لأريناك مقعد الضُّرَباء من العَيُّوق )) السابق ل 156 أ.
وقوله : (( لم يذكره الرازي ، وظن أن ... )) السابق ل 157 أ.
وقوله : (( ولا التفات إلى تعسف الرازي ؛ من إجازته ... )) السابق ل 164 ب.
وقوله : (( وحكاه الرازي ، ولم يتكلم فيه )) السابق ل 176 ب.
وقوله : (( وهذا التطويل الذي تراه عن [ لعلها : عند ] ( صاحب التصنيف ) في قوله : إِرَمَ إنما هو ليبين أن إِرَمَ لقب ، لزيد بعلة [ كذا ، ولعلها : وليس بلدة ] ، ولولا أني أتجنب التطويل لأريتك غفلة هذا الرجل عن " كتاب أبي إسحاق " كيف.
وقد أعلمتك سهوه في قوله : مَن كَفَرَ بِاللهِ [ النحل/ 106 ] ، وقوله : وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدِيهِ [ الأحقاف/ 17 ] ، وقوله تعالى : مَن خَشِي الرَّحْمَنَ [ ق/ 33 ] ، وقوله تعالى : لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ [ الممتحنة/ 1 ] ، وقوله تعالى : الَّذِينَ آمَنُواْ قَدْ أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً [ الطلاق/ 10 ] ، وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا [ الجن/ 3 ] ، ودونك قصيراً عن التطويل ، لا طائل تحته )) السابق ل 214 أ – ب.
فضيلة الدكتور/ السالم محمد الجكني :
كانت هذه هي مشاركتي الأولى في منتداكم المبارك بتاريخ : ( 12-13-2009, 11:39 pm ) ، وهذا بعض ما جاء فيها ، رداً على كلام لفضيلتكم في وصف هذا الكتاب : مخطوطة بعنوان : " كتاب في الوقف والابتدا " ، مكتوب على طرته : (( هذا كتاب " الاهتدا في الوقف والابتدا " لابن الجزري رحمه الله )).
وقد ترجح لديكم أنه ليس للحافظ ابن الجزري ، ولعله لبرهان الدين الجعبري ، فقلت :
(( ... وإن صح ما ذكرتموه ؛ من أن مؤلف هذا الكتاب كثير الاستدراكات على من سبقوه ، وخاصة أبي الفضل الرازي ( ت 454 هـ ) فلا يبعد أن يكون مؤلفه هو الباقولي الأصفهاني ( من علماء القرن السادس الهجري ) ؛ حيث أكثر من الطعن عليه والنقد له في كتابه " كشف المشكلات وإيضاح المعضلات " )).
وقد وعدتكم بأن أول من سيقف على اجتهادي في معرفة مؤلف هذا الكتاب هو فضيلتكم ومنتداكم المبارك ، وها أنا ذا أوفي بما وعدت.
لقد وصلني المخطوط عصر أمس عن طريق الأخ الفاضل/ مبروك يونس الدرعمي – جزاه الله خير الجزاء - ، أرسله إلي مقسماً أربعة عشر قسماً ، وبعد أن استقبلته متلهفاً قمت بتجميع أجزائه ، ثم قراءته ، ولم أكد أتجاوز اللوحة العاشرة حتى تأكد لدي أن مصنف هذا الكتاب هو :
نور الدين وعماد المفسرين أبو الحسن علي بن الحسين بن علي الباقولي الأصفهاني الضرير النحوي البصري المذهب ، اللغوي المقرئ المفسر ، الفقيه الحنفي الأديب ، عماد المفسرين ، الملقب بـ ( جامع العلوم ). كانت وفاته سنة ( 543 هـ/ 1148 م ).
من مصنفاته المطبوعة : " الاستدراك على أبي علي مما وقع في كتاب " الحجة " " ، و" جواهر القرآن ونتائج الصنعة " ، و" شرح اللمع لابن جني " ، و" ما تلحن فيه العامة من التنزيل " ، و" مسائل في علم العربية والتفسير ، أو أمالي جامع العلوم ".
أولاً : وصف النسخة الخطية.
النسخة محفوظة ضمن مجموع في دار الكتب الوطنية بتونس ، تحت رقم : (3983/ 3537 ) ، وعدد أوراق المجموع : ( 243 ) ورقة ، وبه نظام التعقيبة ، و" كتاب الوقف والابتداء " هذا يقع في ( 218 ) ورقة ، من ورقة ( 1 أ – 218 أ ) ، مسطرتها : ( 11 ) سطراً ، متوسط عدد الكلمات في كل سطر : ست كلمات ، كتبت أسماء السور وأسماء بعض الأعلام بالحمرة ، كتبها بخط نسخ واضح ، مضبوط بالحركات ، بنظام التعقيبة : محمد علي الوفاوي [ كذا ] الشافعي القادري في ثاني عشر جمادى الأولى سنة ( 796 هـ ) ، ولا تخلو النسخة من بعض أخطاء ، وسقط لبعض العبارات في بعض المواضع.
والذي يبدو للبحث أن الذي سقط من هذا الكتاب هو : صفحة العنوان ، ووجه الورقة الأولى فقط ، وفيها مقدمة المؤلف القصيرة ؛ جرياً على عادة جامع العلوم الباقولي مصنف الكتاب – كما سيأتي - في سائر تصانيفه التي وصلت إلينا : " الاستدراك على أبي علي في الحجة " ، و" جواهر القرآن " ، و" شرح اللمع " ، و" كشف المشكلات ".
جاء على وجه الورقة الأولى : تمليك في سطر واحد ، لم أتمكن من قراءته.
ثم جاء على يمين الصفحة ما قراءته : (( ذهبت بعض أوراق هاتين الرسالتين )).
وفي منتصف الصفحة باللون الأسود الغامق في سطرين : (( كتاب في الوقف والابتداء )).
وفي أسفل ذلك بيانات النسخة هكذا : (( المكتبة : د – كـ - و. [ أي : دار الكتب الوطنية ].
الرقم : 3983 03537
مسطرة : 21
أوراق : 220 )).
وجاء بأعلى ظهر الورقة الأولى بخط مغربي ، مخالف لخط الناسخ في سطرين : (( هاذا كتاب الاهتدا في الوقف والابتدا لابن الجزري رضي الله تعالى عنه ونفع به آمين )).
وبجوار ذلك أرقام بالإنجليزية ، لعلها رقم حفظ الكتاب في مكتبته الأصليه ، وفي يسار الصفحة رقم حفظ الكتاب في دار الكتب الوطنية بتونس باللغتين الإنجليزية ثم العربية.
وأول الموجود : (( نملي من هذا الكتاب ما يسهل مأخذه ، ولا يعف بحفظه ، والمراجعة إليه عند الحاجة والله أسأل التوفيق.
ولابد [ أن : ساقطة من الأصل ] نعرّف هذه الجملة ، وهو أنه لايجوز قطع التابع من المتبوع ، والتوابع خمسة : بدل ، وصفة ، وتأكيد ، وعطف بيان ، وعطف نسق ، لا يجوز أن يقف على قوله : بسم الله ، ثم يبتدئ : الرحمن ؛ لأنه صفته ، يتبعه في إعرابه .........
إلى أن يقول ل 3 أ : (( ولا على ( ظننت ) وأخواتها من دون ما يتعلق بهن.
فافهم هذا ، وتأمل فيه ، يتضح به المقاطع من المبادئ ، وهذا أوان فرش السور.
سورة فاتحة الكتاب :
الدِّينِ : ه. نَسْتَعِينُ : ه. الضالين : ه.
سورة البقرة :
الم : ه. لا رَيْبَ : ه ، نافع ، ويبتدئ : فِيهِ هُدىً ، وهذا على قراءة من أشبع ، أو اختلس أحسن ؛ لأنه إذا وقف عليه لم يجز الإشباع ولا الاختلاس. فِيهِ : ه ، ويراقب : لا رَيْبَ .
ومعنى المراقبة : هو أنك إذا وقفت على : لا رَيْبَ ، لا تقف على : فِيهِ ، وإذا وقفت على : [ فِيهِ ، لا تقف على ] : لا رَيْبَ . لِلْمُتَّقِينَ : ه ..... )).
آخرها ل 218 أ : (( سورة الناس : الخَنَّاسِ : ه ، وتضمر ( هو ) ، وإن جعلته تابعاً فالوقف آخرها.
تم الكتاب المبارك بحمد الله تعالى.
وافق الفراغ من تعليقه في ثاني عشر جمادى الأول [ كذا ] سنة ستة [ كذا ] وتسعين وسبعمائة من الهجرة النبوية - على صاحبها أفضل الصلاة والسلام - ، بقلم الفقير لله تعالى محمد علي الوفاوي الشافعي القادري - غفر الله تعالى له ، ولمن قرأ خطه ، ودعا له بالمغفرة ، ولجميع المسلمين -.
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين. حسبنا الله ونعم الوكيل.
حسبنا الله ونعم الوكيل ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفي ل 218 ب : (( وصية سيدنا وشيخنا الشيخ العادل العالم العامل العارف لله السيد الشريف الحسيب النسيب ذي البحر المورود والوقت المشهود والنفس الممدود عبد القادر الكيلاني ( 471 – 561 هـ ) - قدس الله روحه ، ونور ضريحه -.
قال - رحمه الله - : أوصيك بتقوى الله ، وحفظ طاعته ...........
وآخرها ل 221 أ : (( وعليك بالحياء من الله ، واجعل صحبتك مع الله. تمت الوصية بحمد الله. الحمد لله )).
ثم مطالعة جاء فيها :
(( بسم الله الرحمن الرحيم
طالع في هذا الكتاب الشريف ، سائلاً من الله تعالى ، متوسلاً بنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - أن ينفعنا بما في هذا الكتاب ، المشتمل على ( بيان ما نقف ونبتدي من كلام الله العظيم ) ، المنزل على نبيه الذي نفعنا الله به دنيا وأخرى ، ورزقنا حفظه ، وجعله حجة لنا ، لا حجة علينا ، وجعله آخر رزقنا من الدنيا ولقائنا عليه ...... ورضي الله عن مصنفه ، وأسكنه الفردوس ... لوجه الله الكريم ، ورحم كاتبه ، وأعاد من بركته علي ......... )).
وأما اللوحة رقم ( 222 ) فهي ملفقة من أربعة كتب ، وكأنها قد لصقت بطريقة سيئة على ظهر الكتاب الأول.
ثم جاءت اللوحة رقم ( 223 ) بيضاء ، فوضع عليها خاتم ، جاء فيه : (( الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد مكتبة الرياض السعودية العامة. رقم التصنيف ...
الرقم العام : 878 )).
ثم يأتي الكتاب الثالث ، ويقع في تسع عشرة لوحة ، من لوحة رقم ( 224 أ – 242 أ ) ، كتب بخط مخالف لخط ناسخ " كتاب الوقف والابتداء " ، و" وصية الشيخ عبد القادر الكيلاني " ، وهو عبارة عن : " مسائل في القراءات وأجوبتها " ، وهي واحد وأربعون مسألة سألها الحافظ طاهر بن عرب الأصفهاني ( ت 853 هـ ) ، تلميذ الحافظ ابن الجزري لشيخه ، وطلبه الإجازة منه له ولغيره ، ثم أجوبة الحافظ ابن الجزري عنها ، وإجازته له ولغيره.
جاء في آخرها : (( ... وقد أجزت لك – وفقك الله تعالى لمراضيه – أن تروي غير [ لعلها : عني ] هذه " المسائل وأجوبتها " ، وسائر تصانيفي في هذا العلم وغيره ، وجميع ما يجوز لي روايته ، وكذلك أجزت لصاحبك المولى العالم الفاضل المقرئ الكامل جمال القراء عبيد الله الفراء نفعه ونفع به.
قاله وكتبه محمد بن محمد بن محمد الجزري في ليلة يسفر صباحها عن الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة عشرين وثمانمائة بمدينة شيراز المحروسة ، يسر الله بخروجه منها على الجميل .... )).
ويبدو أنه قد سقط منها أيضاً ظهر الورقة الأخيرة ؛ حيث إن الكتاب به نظام التعقيبة ، وقد وضع في أسفل وجه الورقة كلمة ( عنهم ) ؛ دلالة على أول كلمة من ظهر الورقة.
وعن هذه النسخة مصورة ميكرو فيلمية في :
مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى ، تحت رقم : ( 885 ). فهرس علوم القرآن 2/ 33.
وأخرى في جامعة الكويت مكتبة جابر الأحمد الصباح المركزية ، تحت رقم : ( 1343 ).
منهج مؤلفه فيه :
بدأ المؤلف كتابه بمقدمة مختصرة ، تحدث فيها عن ( ما لا يجوز الوقف عليه ) ، ثم شرع في فرش حروف القرآن الكريم سورة سورة ؛ من الفاتحة وحتى آخر سورة الناس ، مقتصراً على ذكر الكلمة القرآنية موضع الوقف ، متبعاً ذلك بعلامة رسمها الناسخ على شكل دائرة في وسطها نقطة سوداء ، ولعلها كانت علامة الوقف ورمزه ، أو أن المؤلف اقتصر على ذكر موضع الوقف فقط ، دون أن ينص على نوعه من التمام والكفاية والحسن ، وإن كان قد خالف ذلك في كثير من الأحيان بالتصريح بنوع الوقف.
ـــ أنواع الوقوف عنده ثلاثة ، وهي : التمام ، والكفاية ، والحسن. كما يذكر وقف البيان ، والمراقبة.
وكأني بمصنف هذا الكتاب قد صنف كتابه هذا لما رأى بعض معاصريه ، ولعلهم من تلاميذ أبي الفضل الرازي ، أو تلاميذهم معجباً بكتابه " جامع الوقوف " ، فأراد من خلال تصنيفه لهذا الكتاب أن يستدرك عليه ، ويظهر للمعجب به وبكتابه أنه لم يكن ذاك الرجل ؛ حيث نجد هذه العبارات تتردد في كتابه :
(( ولم يوضح لك الرازي هذا الإيضاح )) كتاب الوقف والابتداء ل 6 ب.
وقوله : (( ولم يذكر الرازي ما ذكرناه من الأوقف الخمسة )) السابق ل 8 أ.
وقوله : (( ولم يذكر الرازي إلا الأخيرة )) السابق ل 35 ب.
وقوله : (( ولم يذكر الرازي هذه العلة )) السابق ل 40 أ.
وقوله : (( ولم يذكر الرازي فيه شيئاً )) السابق ل 102 أ - ب.
وقوله : (( ولم يذكر لك الرازي هذا ، إنما ذكر قبح الوقف )) السابق ل 117 ب.
وقوله : (( ولا يلتفت إلى تطويل الرزي .... ولولا التطويل لأريناك مقعد الضُّرَباء من العَيُّوق )) السابق ل 156 أ.
وقوله : (( لم يذكره الرازي ، وظن أن ... )) السابق ل 157 أ.
وقوله : (( ولا التفات إلى تعسف الرازي ؛ من إجازته ... )) السابق ل 164 ب.
وقوله : (( وحكاه الرازي ، ولم يتكلم فيه )) السابق ل 176 ب.
وقوله : (( وهذا التطويل الذي تراه عن [ لعلها : عند ] ( صاحب التصنيف ) في قوله : إِرَمَ إنما هو ليبين أن إِرَمَ لقب ، لزيد بعلة [ كذا ، ولعلها : وليس بلدة ] ، ولولا أني أتجنب التطويل لأريتك غفلة هذا الرجل عن " كتاب أبي إسحاق " كيف.
وقد أعلمتك سهوه في قوله : مَن كَفَرَ بِاللهِ [ النحل/ 106 ] ، وقوله : وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدِيهِ [ الأحقاف/ 17 ] ، وقوله تعالى : مَن خَشِي الرَّحْمَنَ [ ق/ 33 ] ، وقوله تعالى : لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ [ الممتحنة/ 1 ] ، وقوله تعالى : الَّذِينَ آمَنُواْ قَدْ أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً [ الطلاق/ 10 ] ، وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا [ الجن/ 3 ] ، ودونك قصيراً عن التطويل ، لا طائل تحته )) السابق ل 214 أ – ب.