أبو سعد الغامدي
New member
- إنضم
- 26/02/2009
- المشاركات
- 1,878
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
قول الله تعالى:
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) سورة الأنعام(38)
إن المتأمل في الآية يرى وصفين وقف عندها المفسرون بحثا عن الفائدة من ذكرهما:
الأول : قوله " في الأرض"
الثاني : قوله " بجناحيه"
وهذان الوصفان ضروريان في الآية لتؤدي الآية غرضها البياني المؤثر في النفس ، وما كانت الآية لتؤدي الغرض بدونهما.
إنه التصوير القرآني البديعي الذي لا يقف بالنفس البشرية عند النص المكتوب بل ينقلها إلى تلك المشاهد الحية المتحركة على اختلاف أشكالها وألوانها في البيئات المختلفة على وجه الأرض وفي جو السماء.
وتأملوا الآية بدون هذين الوصفين : " وما من دابة ...ولا طائر إلا أمم أمثالكم" إنها جملة باردة ليس فيها حياة ولا حركة ، ليس فيها تصوير ولا خيال يحرك النفس ويشوقها ويدفعها للتفكر والتأمل ، وانظروا إلى قول الله تعالى عن الطير :
(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) سورة النحل(79)
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ) النور(41)
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ) سورة الملك(19)
تأملوا قوله:
"فِي جَوِّ السَّمَاءِ" وقوله " صَافَّاتٍ" وقوله " فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ" إنها تعطى الآية معاني زائدة مقصودة وتصوير حي رائع وتأثير في النفس ما كان له أن يكون لو لا وجوده.
ثم إن في قوله " يطير بجناحية " إشارة علمية إعجازية ـ وهذه أعلم مقدما أن هناك من سيعترض علي فيها ولكن لا يمنع ذلك من أقول ما ظهر لي في الآية.
أقول لو جاءت الآية بدون كلمة "جناحيه" لربما جاء معترض في هذا الزمن وقال : هذه السماء مملوءة بالطائرات لا تطير بجناحيها ، وإنما هي تطير بقوة دفع المحركات فهل هي أمم أمثالنا ؟
ثم إن هناك إشارة أخرى إلى أن الجناحين في الغالب ضرورة في الطيران.
هذا والله أعلى وأعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) سورة الأنعام(38)
إن المتأمل في الآية يرى وصفين وقف عندها المفسرون بحثا عن الفائدة من ذكرهما:
الأول : قوله " في الأرض"
الثاني : قوله " بجناحيه"
وهذان الوصفان ضروريان في الآية لتؤدي الآية غرضها البياني المؤثر في النفس ، وما كانت الآية لتؤدي الغرض بدونهما.
إنه التصوير القرآني البديعي الذي لا يقف بالنفس البشرية عند النص المكتوب بل ينقلها إلى تلك المشاهد الحية المتحركة على اختلاف أشكالها وألوانها في البيئات المختلفة على وجه الأرض وفي جو السماء.
وتأملوا الآية بدون هذين الوصفين : " وما من دابة ...ولا طائر إلا أمم أمثالكم" إنها جملة باردة ليس فيها حياة ولا حركة ، ليس فيها تصوير ولا خيال يحرك النفس ويشوقها ويدفعها للتفكر والتأمل ، وانظروا إلى قول الله تعالى عن الطير :
(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) سورة النحل(79)
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ) النور(41)
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ) سورة الملك(19)
تأملوا قوله:
"فِي جَوِّ السَّمَاءِ" وقوله " صَافَّاتٍ" وقوله " فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ" إنها تعطى الآية معاني زائدة مقصودة وتصوير حي رائع وتأثير في النفس ما كان له أن يكون لو لا وجوده.
ثم إن في قوله " يطير بجناحية " إشارة علمية إعجازية ـ وهذه أعلم مقدما أن هناك من سيعترض علي فيها ولكن لا يمنع ذلك من أقول ما ظهر لي في الآية.
أقول لو جاءت الآية بدون كلمة "جناحيه" لربما جاء معترض في هذا الزمن وقال : هذه السماء مملوءة بالطائرات لا تطير بجناحيها ، وإنما هي تطير بقوة دفع المحركات فهل هي أمم أمثالنا ؟
ثم إن هناك إشارة أخرى إلى أن الجناحين في الغالب ضرورة في الطيران.
هذا والله أعلى وأعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.