اصحاب الكهف وتباطؤ جريان الزمان

إنضم
16/04/2016
المشاركات
124
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
59
الإقامة
الأردن
جاءت قصة أصحاب الكهف لتعرض نموذجا للإيمان في النفوس المؤمنة. كيف تطمئن به، وتؤثره على زينة الأرض ومتاعها، وتلجأ به إلى الكهف حين يعز عليها أن تعيش به مع الناس. وكيف يرعى الله هذه النفوس المؤمنة، ويقيها الفتنة، ويشملها بالرحمة، وفي هذه القصة روايات وأقاويل كثيرة وردت في بعض الكتب القديمة وفي الأساطير بصور متعددة، إلا أن القرآن الكريم هو المصدر الوحيد الحق، وسوف نقف في قصة أهل الكهف عند حد ما جاء في القرآن الكريم، محاولا تفسير بعض مما ووري بين آياتها من تفسير منطقي لأحداث القصة وما فيها من آيات وإعجاز علمي.
إن طريقة عرض هذه القصة من الناحية الفنية هي طريقة التلخيص الإجمالي أولا، ثم العرض التفصيلي أخيرا. وهي تعرض في مشاهد وتترك بين المشاهد فجوات يعرف ما فيها من السياق، وإذا ما تدبرنا في آياتها نستنتج أن تفاصيل ومجريات قصة أصحاب الكهف تقسم الى ثلاثة أقسام من حيث العلم بها:
1-قسم كان معلوم لأهل الكتاب من يهود يثرب (المدينة المنورة) وهذه المعلومات التي أراد اليهود إحراج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها عندما طلبوا من النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن فتية ذهبوا في الدهر الأول قد كانت لهم قصة عجب)؟
يستدل من طبيعة هذا السؤال أن ما يعلمه اليهود من قصة الفتية كان محصورا بأن هؤلاء الفتية الذين فروا الى الله من ذلك الملك المشرك قد أوحى اليهم الله أن يأووا الى الكهف. فأرقدهم الله فيه سنين طويلة مات خلالها ذلك الملك الظالم ومن تبعه من ملوك على تلك المدينة. إلى أن بعث الله جل جلاله الفتية من رقودهم في زمن آخر من المستقبل كان يحكم فيه ملك صالح.
2-قسم لم يكن معلوما لأحد من الناس خارج الكهف، إلا أن الله عز وجل قد بينه في آيات هذه السورة العظيمة مثل تقليبهم أثناء رقودهم في الكهف ذات اليمين وذات الشمال، وبعض الحديث الذي دار بينهم بعدما بعثهم الله من مرقدهم وميل وانحراف الشمس بأشعتها عن كهفهم باتجاه اليمين عندما تطلع ...الخ.
3-قسم لم يكن معلوما لأحد من الناس، إلا أن الله عز وجل قد أشار إليه إشارات ضمنية ليتدبر الناس آيات القصة وفهم الإعجاز فيها، فمن يهديه الله إليه فقد اهتدى لعجائب هذه القصة.
وإذا ما أردنا التوسع قليلاً في فهم القصة وكشف بعض مما ووري في آياتها من حقائق علمية ومنطقيه يكون لزاما علينا توضيح وشرح بعض المعطيات التي ذكرها الله تعالى في هذه السورة الكريمة والإجابة عن بعض التساؤلات التي تتبادر إلى ذهن قارئ قصة فتية الكهف، ومن هذه التساؤلات:
1-من هما الحزبان اللذان ذكرا في القصة؟
2-ما الهدف الأساسي من بعث الفتية من مرقدهم؟
3-كيف تقرض الشمس الفتية بعد غروبها ذات الشمال؟
4-ما علاقة الشمس وميلانها عن الكهف عند طلوعها باتجاه اليمين؟
5-لم تحسبهم أيقاظا بينما هم رقود؟
6-لماذا تقليبهم في الكهف ذات اليمين وذات الشمال؟
7-لماذا كان كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد
8-معنى لو اطلعت عليهم؟
9-لماذا الفرار ولماذا الرعب؟
10-ما هي النتائج الإحصائية للحزبين؟
11-التكوين الداخلي للكهف وموقع الفجوة منه؟
12-ما هي الآية في حركة الشمس؟
13-ما هي النتائج الإحصائية للحزبين؟

يتبع.......


ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
لنبدأ بقوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}[الكهف:9]
يقول الطبري رحمه الله في (تفسير جامع البيان في تفسير القرآن) (ت310 هـ) في تفسير هذه الآية:
(يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: أم حسبت يا مـحمد أن أصحاب الكهف والرقـيـم كانوا من آياتنا عَجَبـا، فإن ما خـلقت من السموات والأرض، وما فـيهنّ من العجائب أعجب من أمر أصحاب الكهف، وحجتـي بكل ذلك ثابتة علـى هؤلاء الـمشركين من قومك، وغيرهم من سائر عبـادي. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: حدثنا الـحسن قال: حدثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد { أمْ حَسِبْتَ أنَّ أصحَابَ الكَهْفِ والرَّقِـيـمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَبـاً } قال مـحمد بن عمرو فـي حديثه، قال: لـيسوا عجبـاً بأعجب آياتنا. وقال الـحارث فـي حديثه بقولهم: أعجب آياتنا: لـيسوا أعجب آياتنا.

حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { أمْ حَسِبْتَ أنَّ أصحَابَ الكَهْفِ والرَّقِـيـمِ كانْوا مِنْ آياتِنا عَجَبـاً } يقول: قد كان من آياتنا ما هو أعجب من ذلك.

* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ(
قوله: { أَمْ حَسِبْتَ } " أم ": هي المنقطعة المقدّرة ببل والهمزة عند الجمهور، وببل وحدها عند بعضهم والتقدير: بل أحسبت، أو بل حسبت، ومعناها: الانتقال من حديث إلى حديث آخر، لا لإبطال الأول والإضراب عنه كما هو معنى بل في الأصل. والمعنى: أن القوم لما تعجبوا من قصة أصحاب الكهف وسألوا عنها الرسول على سبيل الامتحان، قال سبحانه: بل أظننت يا محمد أنهم كانوا عجباً من آياتنا فقط؟ لا تحسب ذلك فإن آياتنا كلها عجب، فإن من كان قادراً على جعل ما على الأرض زينة لها للابتلاء، ثم جعل ما عليها صعيداً جرزاً كأن لم تغن بالأمس، لا تستبعد قدرته وحفظه ورحمته بالنسبة إلى طائفة مخصوصة، وإن كانت قصتهم خارقة للعادة، فإن آيات الله سبحانه كذلك وفوق ذلك. و { عَجَبًا } منتصبة على أنه خبر كان أي: ذات عجب، أو موصوفة بالعجب مبالغة، و { من آياتنا } في محل نصب على الحال.

وهذا ما يفهم من الآية الكريمة {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}[الكهف:9]، أي أن الله سبحانه وتعالى يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم وعامّة الناس (لا تحسبوا بأن ما يعرفه اليهود والناس عن قصة فتية الكهف برقودهم فيه هذه الفترة الزمنية وبعثهم في زمن آخر هو الإعجاز الوحيد في هذه القصة، بل في قصتهم ما هو أعجب وأغرب من ذلك). فما هو الأعجب والأغرب من ذلك؟؟

يتبع......



ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
للإجابة على هذا السؤال لا بد من تفسير وتوضيح بعض ما ووري بين آيات هذه القصة وتسلسل أحداثها، سائلا الله العلي القدير أن يوفقني، فإن أصبت فبتوفيق من الله عز وجل، وإن أخطأت فمن نفسي.
1-من هما الحزبان اللذان ذكرا في القصة؟
يقول تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا}[الكهف:12]
إن قصة أهل الكهف تتحدث عن فتية مؤمنين فروا إلى الله هربا من ملك وثني مشرك ظالم، داعين الله عز وجل أن ينجيهم منه، فأوحى إليهم الله عز وجل بأن يتركوا القرية وأهلها وأن يأووا إلى الكهف، هذا الكهف الذي في ظاهره الخشونة والضيق، إلا أن الله عز وجل سينشر لهم من رحمته فيه وينقذهم من هذا الملك الظالم ويخلصهم من ظلمه. وكلمة (الحزبين) في الآية معرفة، فهل سبق تعريف الحزبين لنا في آيات القصة؟؟ إذا ما عدنا إلى الآية {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}[الكهف:9] وهي أول آية في القصة، نجد أن آراء المفسرين قد تعددت واختلفت بمعنى الرقيم، فمنهم من قال أنه اسم الجبل الموجود فيه الكهف ومنهم من قال أنه حجر كتبت عليه أسماؤهم ...الخ، لكننا إذا ما عدنا لقوله تعالى (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ)، يكون عندها معنى (الرقيم) أصحاب منطقة الرقيم، أي سكان المنطقة التي بعث الله الفتية في عصرهم والمسماة (الرقيم)، وبذلك يكون تأويل الآية أم حسبت أن أصحاب الكهف وأصحاب الرقيم كانوا من آياتنا عجبا!
وقد لخص لنا الإمام القرطبي رحمه الله أقوال الجمهور في تفسير هذه الآية فيقول:
((والحزبان الفريقان. والظاهر من الآية أن الحزب الواحد هم الفتية إذ ظنوا لبثهم قليلاً. والحزب الثاني أهل المدينة الذين بعث الفتية على عهدهم، حين كان عندهم التاريخ لأمر الفتية. وهذا قول الجمهور من المفسرين.ثم قال: (أي أيّ الحزبين أحصى للبثهم في الأمد، والأمد الغاية. وقال مجاهد: «أمدا» معناه عددا))
فالحزبان حسب تفسير القرطبي، وهو ما عليه الجمهور أيضاً، أن الحزب الأول هم الناس خارج الكهف حيث يشمل أهل المدينة آنذاك إضافة لكل الناس خارج الكهف وحتى يومنا هذا، أما الحزب الثاني فهم أصحاب الكهف أي الفتية داخل الكهف.


إذاً الحزبان هما:
•الحزب الأول هم أهل مدينة الرقيم الذين بعث الله الفتية في عصرهم وأعثرهم عليهم والناس كافة حتى يومنا هذا. (خارج الكهف)
•أما الحزب الثاني فهم الفتية أنفسهم (داخل الكهف) الذين فروا إلى الله فأوحى إليهم أن يأووا إلى الكهف بدلالة الآية {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا}[الكهف:16]

يتبع.........


ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
2- الهدف الأساسي من بعث الفتية:
يقول الطبري رحمه الله: ((وقوله: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا}[الكهف:12] يقول: ثم بعثنا هؤلاء الفتـية الذين أوَوْا إلـى الكهف بعد ما ضربنا علـى آذانهم فـيه سنـين عدداً من رقدتهم، لـينظر عبـادي فـيعلـموا بـالبحث، أيُّ الطائفتـين اللتـين اختلفتا فـي قدر مبلغ مُكْث الفتـية فـي كهفهم رقودا { أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا } يقول: أصوب لقدر لبثهم فـيه أمداً ويعنـي بـالأمد: الغاية، كما قال النابغة:
إلاَّ لـمِثْلِكَ أوْ مَنْ أنْتَ سابِقُهُ سَبْقَ الـجَوَادِ إذا اسْتَوْلَـى علـى الأمَدِ

فهذه الآية الكريمة توضح لنا دون لبس الهدف الأساسي من وراء بعث هؤلاء الفتية، فكلمة ((لنعلم)) في الآية الكريمة -وهو عالم الغيب والشهادة-، ما هي إلا إشارة لحث الناس على التدبر والبحث في فترة لبث الفتية داخل الكهف بالنسبة للحزبين، وتفسير الطبري رحمه الله يشرح ذلك بصورة واضحة وبينة أيضاً، فإن الهدف من وراء بعث أصحاب الكهف من جديد، هو حث الناس على التدبر والبحث لمعرفة تقدير الحزبين لمدة المكوث داخل الكهف بالنسبة لمن هم خارج الكهف ومن هم داخله، كما ويستدل من هذه الآية الكريمة أيضا أن نتيجة إحصاء طول هذه الفترة من قبل الحزب الأول لن تكون مساوية لنتيجة إحصاء نفس الفترة من قبل الحزب الثاني؟؟؟ (أي من هم خارج الكهف ومن هم داخله).
أما قوله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}[الكهف:13] فرغم أن الخطاب في هذه الآية موجه لشخص النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه عموماً موجه لجميع الناس، وبعبارة أدق إلى من هم خارج الكهف. فاستحضار هذا المعنى دائماً حين التدبر في آيات قصة أصحاب الكهف يمكن من استيعاب مرام وأهداف القصة بسهولة.

يتبع..........






ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
سنعود لاحقا لإحصائيات الحزبين . وتنتقل الآن للإجابة على السؤال التالي:


3.ما هو الإعجاز العجيب والغريب علاوة على مئات السنين التي لبثها الفتية في الكهف؟؟؟

لقد بين الله جل جلاله الإجابة على هذا السؤال بوضوح في الآية الكريمة:
{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا}[الكهف:17]
إن كلمة (وترى) موجهة لأي شخص خارج الكهف (مراقب) يريد مراقبة ومقارنة مسار الشمس وأثرها العجيب على الكهف أثناء طلوعها بالنسبة له (المراقب)، وعلى الفتية أنفسهم بعد غروبها بالنسبة له (المراقب) خلال فترة رقودهم في الكهف، وقوله سبحانه وتعالى (ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ) يدل دون أدنى شك بأن الإعجاز الغريب والعجيب كان في مسار الشمس وموقعها أثناء طلوعها (شروقها) وبعد غروبها بالنسبة للمراقب الذي يقف خارج الكهف مقارنة بموقعها ومسارها بالنسبة للكهف ذاته والفتية داخل فجوته، وأسم الإشارة (ذلك) يعود على مسار الشمس وموقعها بالنسبة للمراقب في هاتين الفترتين الزمنيتين مقارنة بمسارها وموقعها الغريب والعجيب بالنسبة للكهف والفتية، ولو كانت حركة الشمس ومسارها وموقعها طبيعيا بالنسبة للكهف والمراقب كما عرفها الناس وحسب النواميس الكونية التي خلقها الله عز وجل، لما قال عز وجل (ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ).
فما العجيب والإعجاز إذاً في مسار الشمس وموقعها بالنسبة للكهف والفتية مقارنة بمن هم خارجه؟
لكي نتمكن أخي العزيز من فهم الإعجاز في الآية الكريمة دعونا أولاً نقرأ تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله لهذه الآية الكريمة:
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير هذه الآية:
((بعد أنْ ضرب الله على آذانهم فعصمهم من الأصوات التي تُزعجهم وتُقلِق نومهم عصمهم أيضاً من ضوء الشمس، وقد أثبتت الأبحاث خطر الأشعة خاصة على النائم، وأن للظُّلمة مهمةً، فبها تهدأ الأعصاب وترتاح الأعضاء، والشمس خَلْق من خَلْق الله، لها مَدارٌ ثابت وقانون لا يتخلّف، كما قال تعالى:
{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [الأنبياء: 33]
ولكن الخالق سبحانه وتعالى خرق لهم نظام الشمس حتى لا يزعجهم ضوؤها فجعلها { تَّزَاوَرُ } أي: تميل عند طلوعها عن الكهف، ومنه الزُّور: أي الميل عن الحق، وازورّ عن الشيء أي: مال عنه، فكانت الشمس إذا طلعتْ تميل عن الكهف جهة اليمين.
{ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ.. } [الكهف: 17] والقرْض - كما هو معلوم - أنْ تعطي غيرك شيئاً يحتاج إليه، فكأن الشمس تقرضهم وتسلفهم، كونها لا تدخل عليهم عند غروبها، وهذا أمر ليس من حقهم، فكأنها تقرضهم إياه. ولا شَكَّ أن هذه العملية مظهرٌ من مظاهر قدرة الله التي تصنع الشيء وضده.
ونلحظ أن الحق - سبحانه وتعالى - جعل الفعل للشمس في تزاور وتقرضهم، وكأنها تفعل ذلك من نفسها بعد أنْ ضبط الله تعالى حركتها على هذه الأفعال كما تضبط الآلة اليوم.
وقوله: { وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ.. } [الكهف: 17] أي: في الكهف { ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ.. } [الكهف: 17] وما دامت هذه الأفعال للشمس آيةً من آيات الله، ومعجزة من معجزاته تعالى، فإياك أنْ تعترضَ: كيف تميل الشمس؟ وكيف تُغيِّر اتجاهها؟ لأن الخالق سبحانه خلق الخَلْق، وأعطى لكل مخلوق قانونه الذي يسير به، ومع ذلك لم يترك لكل مخلوق أنْ يفعل بقانونه ما يريد، بل له سبحانه وتعالى قيُّومية على القانون، تبطله إنْ شاء، وتحركه إنْ شاء.))

* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ )مصنف و مدقق

ولا بد من الإشارة هنا أن ذات اليمين وذات الشمال في الآية المقصود منها يمين وشمال المراقب، فليس للكهف يمين أو شمال، كما أن يمين وشمال الفتية غير ثابت بسبب تقليبهم من الله عز وجل.
إذا على المراقب أن يقف في مكان يرى فيه العناصر الأربعة الأساسية في الآية الكريمة:
1-الفتية أنفسهم وهم رقود داخل الفجوة (لرؤية تأثير الشمس عليهم بعد غروبها).
2-مطلع الشمس (لرؤية أثر الشمس على الكهف أثناء طلوعها).
3-الكهف نفسه.
4-مغرب الشمس (لرؤية تأثيرها على الفتية بعد غروبها) .
وحتى يتمكن المراقب من رؤية العناصر الأربعة هذه لا بد له من الوقوف أمام الكهف مواجها لبابه حتى يتمكن من رؤية الفتية داخله وأثر الشمس عليهم عند طلوعها وبعد غروبها، وبذلك يكون مطلع الشمس على يمين المراقب ومغرب الشمس على شماله والكهف والفتية أمامه، على اعتبار أن الكهف هو الموجود في الأردن في منطقة الرجيب وباب الكهف باتجاه الجنوب.

يتبع..........


ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
تخيل نفسك اخي العزيز واقفا خارج الكهف مواجها لبابه الجنوبي تراقب مسار الشمس أثناء طلوعها وغروبها واثر ذلك على الكهف والفتية. سيكون المشرق عن يمينك والمغرب عن شمالك. ومن الطبيعي عند طلوع الشمس بالنسبة لك عن يمينك ان تتجه بمسارها واشعتها عن الكهف باتجاه شمالك. واذا غربت الشمس عن الشمال بالنسبة لك تنقطع اشعتها عنك وعن الكهف.

إلا أن ما كان يحدث أثناء رقود الفتية داخل الكهف عكس ذلك تماما حسب ما جاء في الآية الكريمة:

{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا}[الكهف:17]

أي أن الشمس كانت تميل وتتزاور عن الكهف باتجاه اليمين عند طلوعها بالنسبة للمراقب. وإذا غربت الشمس بالنسبة للمراقب كانت تستمر بمد الفتية بأشعتها وهم داخل الفجوة باتجاه الشمال. (أي أن حركة ومسار الشمس وأشعتها كانت معكوسة بالنسبة للكهف والفتيةمقارنة بحركتها الطبيعية حسب الناموس الكوني الخاص بها.

ولمزيد من التوضيح سنذهب الآن لمعاجم اللغة العربية لشرح مفردات الآية ودلالاتها اللغوية، فاللغة العربية هي مفتاح مهم لاستيعاب مضمون آيات القرآن.
ونبدأ بقوله تعالى (تَّزَاوَرُ) فقد جاء في لسان العرب:
زور (لسان العرب)
الزَّوْرُ: الصَّدْرُ، وقيل: وسط الصدر، وقيل: أَعلى الصدر، وقيل: مُلْتَقَى أَطراف عظام الصدر حيث اجتمعت، وقيل: هو جماعة الصَّدْرِ من الخُفِّ، والجمع أَزوار.
والزَّوَرُ عِوَجُ الزَّوْرِ وقيل: هو إِشراف أَحد جانبيه على الآخر، زَوِرَ زَورَاً، فهو أَزْوَرُ.
وكلب أَزْوَرُ: قد اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه وخرج كَلْكَلُه كأَنه قد عُصِرَ جانباه، وهو في غير الكلاب مَيَلٌ مَّا لاً يكون مُعْتَدِلَ التربيع نحو الكِرْكِرَةِ واللِّبْدَةِ، ويستحب في الفرس أَن يكون في زَوْرِه ضِيقٌ وأَن يكون رَحْبَ اللَّبَانِ، كما قال عبدالله بن سليمة (* قوله: «عبدالله بن سليمة» وقيل ابن سليم، وقبله: ولقد غدوت على القبيص بشيظم * كالجذع وسط الجنة المفروس كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأَصل). مُتَقَارِب الثَّفِناتِ، ضَيْق زَوْرُه، رَحْب اللَّبَانِ، شَدِيد طَيِّ ضَريسِ قال الجوهري: وقد فرق بين الزَّوْرِ واللَّبانِ كما ترى.
والزَّوَرُ في صدر الفرس: دخولُ إِحدى الفَهْدَتَيْنِ وخروجُ الأُخرى؛ وفي قصيد كعب ابن زهير: في خَلْقِها عن بناتِ الزَّوْرِ تفضيلُ الزَّوْرُ: الصدر.
وبناته: ما حواليه من الأَضلاع وغيرها.
)زَوِرَ يَزْوَرُ إِذا مال. والزَّوْرَةُ البُعْدُ، وهو من الازْوِرارِ؛ قال الشاعر: وماءٍ وردتُ على زَوْرَةٍ وفي حديث أُم سلمة: أَرسلتُ إِلى عثمان، رضي الله عنه: يا بُنَيَّ ما لي أَرى رَعِيَّتَكَ عنك مُزْوَرِّينَ أَي معرضين منحرفين؛ يقال: ازْوَرَّ عنه وازْوَارَّ بمعنًى؛ ومنه شعر عمر: بالخيل عابسةً زُوراً مناكِبُها الزُّورُ: جمع أَزْوَرَ من الزَّوَرِ الميل).
وفى معجم مقاييس اللغة لابن فارس:
(الزاي والواو والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على المَيْل والعدول. من ذلك الزُّور: الكذب؛ لأنه مائلٌ عن طريقَةِ الحق. ويقال زوَّرَ فلانٌ الشَّيءَ تزويراً. حتَّى يقولون زوَّر الشيءَ في نفْسه: هيّأَهُ، لأنَّهُ يَعدِل به ِعن طريقةٍ تكون أقربَ إلى قَبولِ السامعِ. فأمَّا قولهم للصَّنم زُور فهو القياس الصحيح. قال:والزَّوَر: الميل. يقال ازورَّ عن كذا، أي مالَ عنه.ومن الباب: الزائر، لأنّه إذا زارَك فقد عدَلَ عن غيرك.) وعليه يصبح معنى تزاور عن كهفهم بمعنى تميل عنه.

أما قوله تعالى: (وَإِذَا غَرَبَتْ):
قال تعالى:
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}[طه:130]
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوب}[ق:39]
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا}[الكهف:86]
غرب (لسان العرب)
الغَرْبُ والـمَغْرِبُ: بمعنى واحد. ابن سيده: الغَرْبُ خِلافُ الشَّرْق، وهو الـمَغْرِبُ.
وقوله تعالى: رَبُّ الـمَشْرِقَيْن ورَبُّ الـمَغْرِبَيْنِ؛ أَحدُ الـمَغْرِبين: أَقْصَى ما تَنْتَهي إِليه الشمسُ في الصيف، والآخَرُ: أَقْصَى ما تَنْتَهِي إِليه في الشتاءِ؛ وأَحدُ الـمَشْرقين: أَقْصى ما تُشرِقُ منه الشمسُ في الصيف، وأَقْصَى ما تُشْرِقُ منه في الشتاءِ؛ وبين المغرب الأَقْصَى والـمَغْربِ الأَدْنى مائةٌ وثمانون مَغْرباً، وكذلك بين الـمَشْرقين. التهذيب: للشمس مَشْرِقانِ ومَغْرِبانِ: فأَحدُ مشرقيها أَقْصَى الـمَطالع في الشتاءِ، والآخَرُ أَقصى مَطالعها في القَيْظ، وكذلك أَحدُ مَغْرِبَيْها أَقصى الـمَغارب في الشِّتاءِ، وكذلك في الجانب الآخر.
وقوله جَلَّ ثناؤُه: فلا أُقْسِمُ برَبِّ الـمَشارق والـمَغارِب؛ جَمعَ، لأَنه أُريد أَنها تُشْرِقُ كلَّ يومٍ من موضع، وتَغْرُبُ في موضع، إِلى انتهاءِ السنة.
وفي التهذيب: أَرادَ مَشْرِقَ كلِّ يوم ومَغْرِبَه، فهي مائة وثمانون مَشْرقاً، ومائة وثمانون مغْرِباً. والغُرُوبُ: غُيوبُ الشمس. غَرَبَتِ الشمسُ تَغْرُبُ غُروباً ومُغَيْرِباناً: غابَتْ في الـمَغْرِبِ؛ وكذلك غَرَبَ النجمُ، وغَرَّبَ.
يتبين لنا من الآيات الكريمات ومعجم لسان العرب بأن فعل ((غَرَبَتْ)) فعل ماضي يدل على فترة زمنية تبدأ بعد غياب الشمس واختفاءها عن الأنظار، أما مرحلة ما قبل غياب الشمس واختفاءها (مرحلة الغروب) فقد بينها سبحانه وتعالى بقوله (قبل غروبها، وقبل الغروب)

وقوله تعالى: (تَّقْرِضُهُمْ) فقد جاء في لسان العرب:
(والقَرْضُ والقِرْضُ: ما يَتَجازَى به الناسُ بينهم ويَتَقاضَوْنَه، وجمعه قرُوضٌ، وهو ما أَسْلَفَه من إِحسانٍ ومن إِساءة، وهو على التشبيه؛ قال أُمية بن أَبي الصلت:
كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرْضَه حَسَناً، أَو سَيِّئاً، أَو مَدِيناً مِثْلَ ما دانا
وقال تعالى: وأَقْرِضُوا اللّه قَرْضاً حَسَناً. ويقال: أَقْرَضْتُ فلاناً وهو ما تُعْطِيهِ لِيَقْضِيَكَه. وكلُّ أَمْرٍ يَتَجازَى به الناسُ فيما بينهم، فهو من القُروضِ. الجوهري: والقَرْضُ ما يُعْطِيه من المالِ لِيُقْضاه، والقِرْضُ، بالكسر، لغة فيه؛ حكاها الكسائي.)
وجاء في معجم المقاييس:
(القاف والراء والضاد أصلٌ صحيحٌ، وهو يدلُّ على القطع. يقال: قَرَضت الشيءَ بالمقراض. والقَرْض ما تُعطيه الإنسانَ من مالك لتُقْضَاه،وكأنَّه شيء قد قطعتَه من مالك. والقِراض في التِّجارة، هو من هذا، وكأنَّ صاحب المال قد قَطَع من ماله طائفةً وأعطاها مُقارِضَهُ ليتّجر فيها.) وعليه يصبح معنى تقرضهم أي تعطيهم جزءاً من شعاعها.

سنبدأ هنا بتوضيح حركة الشمس واتجاه أشعتها بالنسبة للكهف والفتية داخل فجوته بعد غروب الشمس بالنسبة للمراقب وبقية الناس أولاً، فقوله تعالى (وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ) تعني أن الشمس تمد الفتية وتقطعهم بأشعتها أثناء وجودهم في فجوة الكهف بعد غروبها بالنسبة للناس خارج الكهف، فلا شك أنّ (غربت) فعل ماضي، أي بعد غروب الشمس عن الأنظار بالنسبة للمراقب والناس خارج الكهف وحلول الليل في هذا الجزء من الكرة الأرضية، تبدأ أشعة الشمس المائلة للشمال (شمال المراقب) بالوصول للفتية داخل الفجوة ومدّهم بطاقتها؟؟؟. ففعل (تقرضهم) يعني أن الشمس تسلفهم جزء من أشعتها أثناء الليل وهذا ليس من حقهم، حيث تقطعهم حزمة أشعتها ليلاً بالنسبة لنا. من هنا يتضح معنى تفسير الشعراوي رحمه الله الذي قال في تفسيره الرائع:
{ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ.. } [الكهف: 17] وما دامت هذه الأفعال للشمس آيةً من آيات الله، ومعجزة من معجزاته تعالى، فإياك أنْ تعترضَ: كيف تميل الشمس؟ وكيف تُغيِّر اتجاهها؟ لأن الخالق سبحانه خلق الخَلْق، وأعطى لكل مخلوق قانونه الذي يسير به، ومع ذلك لم يترك لكل مخلوق أنْ يفعل بقانونه ما يريد، بل له سبحانه وتعالى قيُّومية على القانون، تبطله إنْ شاء، وتحركه إنْ شاء.))
يتضح لنا مما سبق أن هناك نسبية في هذه الآية الكريمة، وهذه النسبية والمقارنة بلا شك بين مسار الشمس وموقعها بالنسبة لمن هم خارج الكهف مقارنة بمسارها وموقعها بالنسبة للكهف نفسه والفتية داخله، فعند طلوع الشمس بالنسبة للمراقب والناس خارج الكهف تكون اشعتها مائلة عن الكهف باتجاه يمين المراقب علما بأن الشمس تطلع عن يمينه ويجب أن تكون مائلة عن الكهف باتجاه شماله!!،
أما بعد غروب الشمس بالنسبة للمراقب خارج الكهف يبدأ شروقها بالنسبة للكهف والفتية داخل فجوته، فتبدأ بمدّ الفتية بأشعتها على شكل حزمة من الأشعة تدخل من فتحة التهوية الموجودة في سقف الفجوة وتتحرك هذه الحزمة على الفتية بشكل عرضي وهم رقود في فيها وكأنها تقطعهم (تقرضهم)!!!

((ذلك من آيات الله))

يتبع........


ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
بعد هذا التفصيل يبرز السؤال التالي:

هل هناك علاقة ما بين تغيير الناموس الكوني للشمس وحركتها بالنسبة الكهف والفتية داخل فجوته على سرعة جريان الزمان داخل الكهف وعلى الفتية داخل فجوته؟؟؟؟؟

للإجابة على هذا التساؤل ينبغي الرجوع للمشاركة رقم (4)

2. الهدف من بعث الفتية؟

اتضح لنا سابقا من خلال هذه المشاركة أن الحزبين ( الفتية داخل الكهف والناس خارجه) سيحصون فترة لبث الفتية داخل الكهف.

إلا أن الله عز وجل قد بين لنا بأن نتيجة إحصاء الحزب الأول (من هم خارج الكهف) ستكون بالسنين لقوله تعالى (فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11 )، وبما أن الله عز وجل يقص نبأهم على رسوله صلى الله عليه وسلم فلا بد أن تكون هذه السنوات سنوات أرضية تحسب وتحصى كما هو معلوم عند رسوله صلى الله عليه وسلم وعند البشر. وكلمة عددا هنا تعني الدقة والضبط، فهي سنوات كاملة مضبوطة لا تقبل الكسر أو التجزئة.

وهنا تبرز الأسئلة المهمة التالية:
1-هل هذه السنوات سنوات شمسية أم قمرية؟
2-كم عدد هذه السنوات بالضبط؟؟
إجابة التساؤل الأول:
يقول تعالى في سورة التوبة: (إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ) سورة التوبة - آية 36
ويقول تعالى في سورة يونس: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) يونس آية (5)
فهذه الآيات الكريمات تجيب على السؤال الأول، ولا تدع مجالا للشك بأن السنوات هي سنوات قمرية وليست شمسية، فالأشهر الحرم هي أشهر قمرية وليست شمسية. وقدر سبحانه القمر منازل لنعلم عدد السنين والحساب. فأساس حساب السنين عند الله تعالى هو حركة القمر ومنازله كما بينه جل جلاله وليست شمسية. بينما حساب الأيام هو الذي يعتمد على الشمس.
وقول الله تعالى (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) سورة الكهف - آية 25
الآية لا تجيب على السؤال الثاني فقط وإنما فيها تصريح وبيان من الله عز وجل بمدة لبث الفتية في الكهف بالنسبة للحزبين. فهي ثلاثمائة سنة بالنسبة لمن هم خارج الكهف (الحزب الأول) بدلالة كلمة (سنين) المعتمدة في التقويم الإسلامي لعامة الناس، أما التسع فهي المدة التي لبث فيها الفتية رقود بالنسبة للفتية أنفسهم أي الحزب الثاني (الفتية داخل الكهف)، أي أن جريان الزمان داخل الكهف وأساس حسابه كان يختلف عن جريانه خارج الكهف، ولم يبينها عز وجل في هذه الآية بأنها سنوات أو أشهر أو أيام كون أساس حساب سرعة جريان الزمان داخل الكهف يختلف عن خارجه. وكما هو معلوم للناس بأن أساس حساب سرعة جريان الزمان على الكرة الأرضية(خارج الكهف) مرتبط بنظام وحركة الكون الذي خلقه الله عز وجل ومنه الأرض والقمر والشمس...الخ مكونا الأيام والأشهر والسنين،إلا أن هذه القاعدة الكونية المعروفة للبشر قد تم خرقها من قبل خالقها عز وجل ليجري الزمان داخل الكهف جريانا بنظام وأساس آخر يختلف عن جريانه على سائر الكرة الأرضية.
وفي الحديث: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ» قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالُوا: أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالُوا: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَبَيْتُ، «ثُمَّ يُنْزِلُ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ، كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ» قَالَ: «وَلَيْسَ مِنَ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا، وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».(صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن النسائي، سنن أبي داوود، مسند أحمد)
فلم يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأربعون ما هي بالضبط أيضا، كون أساس حساب جريان الزمان مبني على نظام وحركة الكون الدقيقة والمنظمة كما ذكرنا من قبل، بما في ذلك حركة الأرض والقمر والشمس... الخ، وبما أن هذا الكون سيدمر من النفخة الأولى، فالأربعون المذكورة في الحديث تبقى في علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل.
وهنا يبرز السؤال المهم: ما هي هذه التسع؟؟؟؟ أهي سنوات أم أشهر أم أيام أم غير ذلك؟؟؟

ولكي نتمكن من الإجابة على هذا السؤال علينا تخيل وفهم الإعجاز في قوله تعالى:

•{وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا}[الكهف:19]

من خلال هذه الآية الكريمة يبين الله عز وجل لنا أن فترة لبثهم في الكهف (بالنسبة لمن هم داخله) هي يوم أو بعض يوم وذلك حسب تقدير وإجماع الفتية أنفسهم داخل الكهف، فلم يلحظ أو يرى الفتية أي تغير على أنفسهم مثل أجسادهم أو شعرهم أو حتى أظافرهم بحيث يقاس هذا التغير بفترة زمنية تتجاوز اليوم، وبالرجوع للآية (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) سورة الكهف - آية 25، يمكننا القول أن هذه التسعة هي تسع ساعات فقط؟؟؟؟؟ كونها أقل من يوم. ومن غير المنطقي القول بأنها تسع ثوان أو تسع دقائق، كون الفترة التي مرت عليهم (بالنسبة لهم) وهم رقود كانت طويلة نسبيا بحيث يشعر المرء بالجوع بعد فترة الرقود هذه، آخذين بعين الاعتبار أن المحادثة والاستفهام عن الفترة الزمنية التي دارت بين الفتية كما هو موضح بالآية الكريمة قد تمت داخل فجوة الكهف قبل إرسال أحدهم لإحضار الطعام من القرية، فإن الزمان داخل الكهف قد سار تسع ساعات فقط استنادا على ما تبينه الآية الكريمة وتقدير الفتية أنفسهم داخل الكهف لهذه الفترة .
مما سبق يتبين لنا أن جريان الزمان داخل الكهف قد تباطأ ليمضي تسع ساعات فقط داخله، أما خارج الكهف فقد مضى بالضبط ثلاثمائة سنة قمرية كاملة وذلك بقدرة الله عز وجل خالق المكان والزمان، فهذه معجزة وآية من آيات الله عز وجل لم تكن معلومة لأحد من البشر قبل إنزال هذه السورة.

هل هذا التفسير صحيح؟ وهل حدث أن جعل الله تعالى إعجازا مشابها –عدا قصة فتية الكهف- بأن أبطأ جريان الزمان على شيء محدد دون ما يجاوره على الأرض؟

لنتدبر معا الآيات 258 و 259 من سورة البقرة:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( البقرة (258)

نفهم من هذه الآية بأن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد حاج النمرود بمسألتين لا يستطيع أي مخلوق فعلهما أو الإتيان بها، إلا الله جل جلاله أو بإذنه:
1-إن الله يحيي ويميت
2-إن الله يأتي بالشمس من المشرق وقادر أن يأتي بها من المغرب متى شاء جل جلاله.
إلا أن النمرود قد تحايل في الأمر الأول -الإحياء والإماتة- بحيلة واهية، وبهت من الأمر الثاني بأن يأتي بالشمس من المغرب.
يقول الشيخ محمد متولي شعراوي: (إن الخصم الذي حاجّ إبراهيم عليه السلام أراد أن ينقل المحاجة بقضية الإحياء والإماتة نقلة سفسطائية. والسفسطة كما نعلم هي الكلام الذي يطيل الجدل بلا نهاية.
وقال الرجل الذي يحاج إبراهيم عليه السلام: إذا كان ربك الذي يحيي ويميت فأنا أحيي وأميت.
فسأله إبراهيم عليه السلام؛ كيف تحيي أنت وتميت؟
قال الرجل: أنا أقدر أن أقتل ما عندي من مساجين وأقدر ألا أقتلهم، فالذي لم أقتله كأنني أحييته، والذي قتلته فقد أمته. ولم يقل سيدنا إبراهيم لنتفق أولاً ما الحياة؟ وما الموت؟ ذلك أن إبراهيم خليل الرحمن لم يشأ أن يطيل هذه المجادلة، فجاء له بأمر يُلجمه من البداية وينتهي الجدل، فقال له: { فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِي بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ } [البقرة: 258]. وهكذا أنهى سيدنا إبراهيم هذا الجدل.)
أي أن إبراهيم عليه السلام قد طلب من الخصم أن يخرق نظام الحركة في الكون، هذا النظام الذي خلقه الله ليشكل الزمان في المكان وسرعة جريانه بدقة متناهية، حيث طلب من الخصم أن يجعل الشمس تطلع من جهة المغرب بدلا من المشرق، أي عكس نظام دورانها الذي ينتج عنه تكون الأيام وجريان الزمان وسرعته. فبهت الخصم الكافر لضعفه وعدم قدرته على ذلك.
وقد يتبادر إلى ذهن من يقرأ هذه الآية الكريمة: ماذا لو استمر الخصم بالجدل والسفسطة وطلب من سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يأتي الله بالشمس من المغرب بدلا من المشرق، وخرق هذا النظام الشمسي ونظام جريان الزمان الكوني؟؟؟
في الآية التي تليها يجلي الله تعالى قدرته بأنه يحيي ويميت، وقدرته على خرق النظام الزمني على من يشاء وأينما يشاء ومتى شاء وكيفما يشاء، واستبداله بنظام زمني آخر كما يشاء سبحانه، فقد فعل ذلك سبحانه وتعالى في قصة العزير:
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة (259)

وعندما ننظر إلى بداية الآية نجدها تبدأ بـ " أو " ، وما بعد " أو " يكون معطوفاً على ما قبلها، فكأن الحق يريد أن يقول لنا: أو (ألم تر) إلى مثل الذي مر على قرية.
ويقول القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: { أَوْ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا { «(أو) للعطف حملا على المعنى والتقدير عند الكسائي والفرّاء: هل رأيت كالذي حاجّ إبراهيم في ربِّه، أو كالذي مر على قرية. وقال المبرد: المعنى ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه، ألم تر من هو! كالذي مرّ على قرية. فأضمر في الكلام من هو. وقرأ أبو سفيان بن حسين «أَوَ كَالَّذِي مَرّ» بفتح الواو، وهي واو العطف دخل عليها ألف الاستفهام الذي معناه التقرير. * تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)
والتشبيه والتمثيل هنا ليس بين الشخصيتين أي بين العزير عليه السلام وبين النمرود، فالعزير عليه السلام كما هو معروف بأنه مؤمن، بينما النمرود كافر، وقول العزير (قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا) ما هو إلا تعجب من الكيفية والمدة التي بها سيعيد الله جل جلاله إحياء القرية وليس إنكارا لقدرة الله عز وجل على الإحياء، بينما كان النمرود منكرا لذلك بل يدعي الربوبية وأنه يستطيع القيام بذلك، فالتشبيه والتمثيل كان إذا في مسألتين أساسيتين في الآيتين هما:
1-إن الله يحيي ويميت
2-إن الله جل جلاله كما خلق هذا الكون بنظامه الشمسي المتكامل وحركة دورانه وجريانه بحيث يأتي بالشمس من المشرق ويخلق الزمان في المكان، فإنه يستطيع عكس هذا النظام وخرقه كما شاء سبحانه ويقبض الزمان في مكان ويبسطه في آخر كما يشاء سبحانه.
فما عجز النمرود عن فعله في محاجته مع سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام كما هو واضح في الآية الأولى، يبين الله تعالى للناس بأنه قادر على فعله بل وقد حصل هذا بالفعل مع العزير عليه السلام وطعامه وحماره وملابسه أيضا، وهذا ما يبينه ربنا سبحانه وتعالى في الآية الثانية، كيف لا والله سبحانه وتعالى خالق الزمان والمكان وأمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
( فقد أمات الله العزير وحماره مائة عام ثم بعث العزير عليه السلام بالصورة التي أماته عليها وبلباسه أيضا الذي لا بد أنه تلف بمرور هذه السنين، كما وأعاد خلق الحمار أمام عينيه، أما طعام العزير فقد قبض الله الزمان عليه وأبطأه ولم يتغير كون الزمان لم يجري عليه)، وهذه العناصر الأساسية للقرية (الناس والحيوانات والطعام والشراب والجمادات)
ولا بد من التوضيح هنا بأن (لم يتسنه) في الآية تعني: لم تمر عليه السنوات فتغيره، ولا تعني بأنه لم يتغير بالرغم من مرور السنوات عليه، فلو كان المعنى الثاني هو المقصود لقال الله جل جلاله (لم يتأسن) من أسن الماء إذا تغير.
يقول الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره ل (لَمْ يَتَسَنَّهْ)
تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)

وأما قوله { لَمْ يَتَسَنَّهْ } ففـيه وجهان من القراءة: أحدهما: «لـم يتسنّ» بحذف الهاء فـي الوصل وإثبـاتها فـي الوقـف. ومن قرأه كذلك فإنه يجعل الهاء فـي يتسنه زائدة صلة كقوله: { فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ } وجعل فعلت منه: تسنـيت تسنـياً، واعتلّ فـي ذلك بأن السنة تـجمع سنوات، فـيكون تفعلت علـى نهجه. ومن قال فـي السنة سنـينة فجائز علـى ذلك وإن كان قلـيلاً أن يكون تسننت تفعلت، بدلت النون ياء لـما كثرت النونات كما قالوا: تظنـيت وأصله الظن؛ وقد قال قوم: هو مأخوذ من قوله: { مّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } وهو الـمتغير. وذلك أيضاً إذا كان كذلك، فهو أيضاً مـما بدلت نونه ياء، وهو قراءة عامة قرّاء الكوفة. والآخر منهما: إثبـات الهاء فـي الوصل والوقـف، ومن قرأه كذلك فإنه يجعل الهاء فـي يتسنه لام الفعل ويجعلها مـجزومة بلـم، ويجعل فعلت منه تسنّهت، ويفعل: أتسنّه تسنُّها، وقال فـي تصغير السنة: سُنَـيْهة، ومنه: أسنهت عند القوم، وتسنهت عندهم: إذا أقمت سنة، هذه قراءة عامة قراء أهل الـمدينة والـحجاز.

والصواب من القراءة عندي فـي ذلك، إثبـات الهاء فـي الوصل والوقـف، لأنها مثبتة فـي القران الكريم، ولإثبـاتها وجه صحيح فـي كلتا الـحالتـين فـي ذلك
ومعنى قوله: { لَمْ يَتَسَنَّهْ } لـم يأت علـيه السنون فـيتغير، علـى لغة من قال: أسنهتُ عندكم أَسْنِهُ: إذا أقام سنة، وكما قال الشاعر:
ولَـيْسَتْ بِسَنْهاءٍ وَلا رُجَّبِـيَّةٍ ولكنْ عَرايا فـي السِّنِـينَ الـجوائِح
فجعل الهاء فـي السنة أصلاً، وهي اللغة الفصحى، وغير جائز حذف حرف من كتاب الله فـي حال وقـف أو وصل لإثبـاته وجه معروف فـي كلامها... انتهى كلامه رحمه الله.
وهذا الإعجاز الزمني في قصة العزير، فقد لبث في موته مائة عام وكذلك حماره، أما طعامه وشرابه فقد قبض الله الزمان عليه وأبطأه أو أوقفه.
وفي لسان العرب:
سنة:
وأَرضُ بني فلان سَنَةٌ أَي مُجْدِبة. أَبو زيد: طعام سَنِةٌ وسَنٍ إذا أَتتْ عليه السِّنُونَ.
وسَنِهَ الطعامُ والشرابُ سَنَهاً وتَسَنَّه: تغير، وعليه وَجَّهَ بعضهم قوله تعالى: فانْظُرْ إلى طعامك وشرابك لم يَتَسَنَّهْ؛ والتَّسَنُّهُ: التَّكَرُّجُ الذي يقع على الخُبْزِ والشراب وغيره، تقول منه: خبز مُتَسَنِّهٌ.
وفي القرآن: لم يَتَسَنَّه؛ لم تغيره السِّنُونَ، ومن جعل حذف السنة واواً قرأَ لم يَتَسنَّ، وقال سانَيته مُساناة، وإِثبات الهاء أَصوب.
وقال الفراء في قوله تعالى: لم يتسنه؛ لم يتغير بمرور السنين عليه، مأْخوذ من السنة، وتكون الهاء أَصلية من قولك بعته مُسانهة، تثبت وصلاً ووقفاً، ومن وصله بغير هاء جعله من المُساناة لأَن لام سنة تعتقب عليها الهاء والواو، وتكون زائدة صلة بمنزلة قوله تعالى: فبِهُداهم اقْتَدِهْ؛ فمن جعل الهاء زائدة جعل فعلت منه تسنيت، أَلا ترى أَنك تجمع السنة سنوات فيكون تفعلت على صحة؟ ومن قال في تصغير السنة سُنينة، وإن كان ذلك قليلاً، جاز أَن يقول تَسَنَّيْتُ تَفَعَّلْتُ، أُبدلت النون ياء لما كثرت النونات، كما قالوا تَظَنَّيْتُ وأَصله الظَّنُّ، وقد قالوا هو مأْخوذ من قوله عز وجل: من حَمَإٍ مَسْنُون؛ يريد متغيراً، فإن يكن كذلك فهو أَيضاً مما بُدِّلتْ نونه ياء، ونُرَى، والله أَعلم، أَن معناه مأْخوذ من السَّنَة أَي لم تغيره السِّنُون.
سن (لسان العرب)
الآسِنُ من الماء: مثلُ الآجِن. أَسَنَ الماءُ يأْسِنُ ويأْسُنُ أَسْناً وأُسوناً وأَسِنَ، بالكسر، يأْسَنُ أَسَناً: تغيَّر غير أَنه شروبٌ، وفي نسخة: تغيَّرت ريحُه، ومياهٌ آسانٌ؛ قال عوْفُ بن الخَرِع: وتشْربُ آسانَ الحِياضِ تَسوفُها، ولوْ ورَدَتْ ماءَ المُرَيرةِ آجِما أَرادَ آجِناً، فقلبَ وأَبدلَ. التهذيب: أَسَنَ الماءُ يأْسِنُ أَسْناً وأُسوناً، وهو الذي لا يشربه أَحدٌ من نَتْنِه. قال الله تعالى: من ماءٍ غيرِ آسِنٍ؛ قال الفراء: غير متغيّرٍ وآجِنٍ، وروى الأَعمش عن شَقِيق قال: قال رجل يقال له نَهيك بن سنان: يا أَبا عبد الرحمن، أَياءً تجدُ هذه الآية أَم أَلفاً من ماءٍ غيرِ آسِنٍ؟ قال عبد الله: وقد علمتُ القرآنُ كله غير هذه، قال: إني أَقرأُ المفصَّل في ركعة واحدة، فقال عبد الله: كهذِّ الشِّعْر، قال الشيخ: أَراد غيرَ آسِنٍ أَم ياسِنٍ، وهي لغة لبعض العرب.
وفي حديث عمر: أَن قَبيصةَ بن جابر أَتاه فقال: إنِّي دَمَّيْتُ ظَبياً وأَنا مُحْرِم فأَصَبْتُ خُشَشَاءَه فأَسِنَ فمات؛ قال أَبو عبيد: قوله فأَسِنَ فمات يعني دِيرَ به فأَخذه دُوارٌ، وهو الغَشْيُ، ولهذا قيل للرجل إذا دخل بِئراً فاشتدَّت عليه ريحُها حتى يُصيبَه دُوارٌ فيسقط: قد أَسِنَ؛ وقال زهير: يُغادِرُ القِرْنَ مُصْفرَّا أَنامِلُه، يميدُ في الرُّمْحِ مَيْدَ المائحِ الأَسِنِ قال أَبو منصور: هو اليَسِنُ والآَسِنُ؛ قال: سمعته من غير واحد من العرب مثلَ اليَزَنِيِّ والأَزَنِيّ، واليَلَنْدَدِ والأَلَنْدَدِ، ويروى الوَسِن. قال ابن بري: أَسِنَ الرجلُ من ريح البئر، بالكسر، لا غير. قال: والذي في شعره يميل في الرمح مثلَ المائح، وأَورده الجوهري: قد أَترك القرن، وصوابه يغادر القرن، وكذا في شعره لأَنه من صفة الممدوح؛ وقبله: أَلَمْ ترَ ابنَ سِنانٍ كيفَ فَضَّلَه، ما يُشْتَرى فيه حَمْدُ الناسِ بالثَّمن؟ قال: وإنّما غلَّط الجوهريّ قولُ الآخر: قد أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، كأَنَّ أَثوابَه مُجَّت بفِرْصاد وأَسِنَ الرجلُ أَسَناً، فهو أَسِنٌ، وأَسِنَ يأْسَنُ ووَسِنَ: غُشِيَ عليه من خُبْث ريحِ البئر.
وأَسِنَ لا غير: استدارَ رأْسُه من ريح تُصيبه. أَبو زيد: ركيّة مُوسِنةٌ يَوْسَنُ فيها الإنسانُ وَسَناً، وهو غَشْيٌ يأْخذه، وبعضهم يهمز فيقول أَسِن. الجوهري: أَسِنَ الرجلُ إذا دخل البئر فأَصابته ريحٌ مُنْتِنة من ريح البئر أَو غير ذلك فغُشِيَ عليه أَو دار رأْسُه، وأَنشد بيت زهير أَيضاً.
وتأَسَّنَ الماءُ: تغيّر.
وتأَّسَّنَ عليّ فلانٌ تأَسناً: اعْتَلَّ وأَبْطَأَ، ويروى تأَسَّرَ، بالراء.
وتأَسَّنَ عَهْدُ فلان ووُدُّه إذا تغيَّر؛ قال رؤبة: راجَعَه عهداً عن التأّسُّن التهذيب: والأَسينةُ سَيْرٌ واحد من سُيور تُضْفَر جميعُها فتُجعل نِسعاً أَو عِناناً، وكلُّ قُوَّة من قُوَى الوَتَر أَسِينةٌ، والجمع أَسائِنُ.
والأُسونُ: وهي الآسانُ (* قوله «والأسون وهي الآسان أيضاً» هذه الجملة ليست من عبارة التهذيب وهما جمعان لآسن كحمل لا لأسينة). أَيضاً. الجوهري: الأُسُن جمع الآسان، وهي طاقات النِّسْع والحَبْل؛ عن أَبي عمرو؛ وأَنشد الفراء لسعد بن زيد مناة: لقد كنتُ أَهْوَى الناقِميَّة حِقْبةً، وقد جعلَتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطَّعُ قال ابن بري: جعل قُوَى الوصْلِ بمنزلة قُوى الحبْل، وصواب قول الجوهري أَن يقول: والآسان جمع الأُسُن، والأُسُنُ جمع أَسينة، وتجمع أَسينة أَيضاً على أَسائنَ فتصير مثل سفينة وسُفُن وسَفائنَ، وقيل: الواحد إسْنٌ، والجمع أُسُونٌ وآسانٌ؛ قال: وكذا فسر بيت الطرماح: كحلْقومِ القَطاة أُمِرَّ شَزْراً، كإمْرارِ المُحَدْرَجِ ذي الأُسونِ ويقال: أَعطِني إسْناً من عَقَبٍ.
والإسْنُ: العَقَبةُ، والجمعُ أُسونٌ؛ ومنه قوله: ولا أَخا طريدةٍ وإسْنِ وأَسَنَ الرجلُ لأَخيه يأْسِنُه ويأْسُنُه إذا كسَعَه برجلِه. أَبو عمرو: الأََسْنُ لُعْبة لهم يسمونها الضَّبْطَة والمَسَّة.
وآسانُ الرجل: مَذاهبُه وأَخلاقُه؛ قال ضابئٌ البُرْجُمِيّ في الآسانِ الأَخلاق: وقائلةٍ لا يُبْعِدُ اللهُ ضابئاً، ولا تبْعَدَنْ آسانه وشمائله والآسانُ والإسانُ: الآثار القديمةُ.
والأُسُن: بقيَّة الشحم القديم.
وسَمِنت على أُسُنٍ أَي على أَثارةَ شحم قديم كان قبل ذلك.
وقال يعقوب: الأُسُنُ الشحمُ القديم والجمع آسانٌ. الفراء: إذا أَبقيتَ من شحم الناقة ولحمها بقيةً فاسمُها الأُسُنُ والعُسُنُ، وجمعها آسانٌ وأَعْسانٌ. يقال: سَمِنَت ناقتُه عن أُسُنٍ أَي عن شحمٍ قديم.
وآسانُ الثّيابِ: ما تقطَّع منها وبَلِيَ. يقال: ما بقي من الثوب إلا آسانٌ أَي بقايا، والواحد أُسُنٌ؛ قال الشاعر: يا أَخَوَيْنا من تَميمٍ، عَرِّجا نَسْتَخْبِر الرَّبْعَ كآسانِ الخَلَقْ.
وهو على آسانٍ من أَبيه أَي مَشابِهَ، واحدُها أُسُنٌ كعُسُنٍ.
وقد تأَسَّنَ أَباه إذا تَقَيّله. أَبو عمرو: تأَسَّنَ الرجلُ أَباه إذا أَخذ أَخْلاقَه؛ قال اللحياني: إذا نزَعَ إليه في الشَّبَه. يقال: هو على آسانٍ من أَبيه أَي على شَمائلَ من أَبيه وأَخْلاقٍ من أَبيه، واحدُها أُسُنٌ مثل خُلُقٍ وأَخلاق؛ قال ابن بري: شاهد تأَسَّنَ الرجلُ أَباه قول بشير الفريري: تأَسَّنَ زيدٌ فِعْلَ عَمْرو وخالدٍ، أُبُوّة صِدْقٍ من فريرٍ وبُحْتُر.
وقال ابن الأَعرابي: الأُسُنُ الشبَهُ، وجمعُه آسانٌ؛ وأَنشد: تعْرِفُ، في أَوْجُهِها البَشائِرِ، آسانَ كلِّ أَفِقٍ مُشاجِرِ.
وفي حديث العباس في موت النبي، صلى الله عليه وسلم: قال لعُمَرَ خَلِّ بيننا وبين صاحبنا فإنه يأْسَنُ كما يأْسَنُ الناسُ أَي يتغيَّر، وذلك أَن عمر كان قد قال: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم يَمُتْ ولكنه صَعِقَ كما صَعِقَ موسى، ومنعهم عن دَفْنِه.
مما سبق هل نستطيع القول بأن الله جل جلاله قد قبض الزمان وأبطأ جريانه على طعام وشراب العزير كما قبض الزمان وأبطأ جريانه على الفتية في الكهف أثناء رقودهم؟ وهل كانت حركة الشمس معكوسة عليهم أيضا؟ أي هل كانت تطلع من الغرب؟ وتغرب في الشرق على طعام وشراب العزير والكهف دون غيرهم من الكرة الأرضية؟؟؟


يتبع...........


ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان ملاحظات وتعليقات الاخوة ستكون موضع شكري واهتمامي.

راجيا من الله تعالى أن يوفقنا للصواب

ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
بارك الله فيكم ..عندي سؤال .. لو كان تقدير الزمن المنقضي داخل الكهف هو تسع ساعات فقط لما احتاج الأمر لتقليبهم ذات اليمين وذات الشمال سلامة لأبدانهم ؟
 
بارك الله فيكم ..عندي سؤال .. لو كان تقدير الزمن المنقضي داخل الكهف هو تسع ساعات فقط لما احتاج الأمر لتقليبهم ذات اليمين وذات الشمال سلامة لأبدانهم ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي العزيز احمد

اشكركم على الملاحظة ... إلا أنني لم أتطرق بعد لموضوع تقليبهم والفرار والرعب منهم ومعنى الضرب على الأذان والسر في وضعية الكلب والوعد الحق.....الخ

ارجو منكم التكرم بالمتابعة شاكرا لكم ملاحظاتكم على ما يتم طرحه.

تقبل الله منا ومنكم

ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتضح لنا من خلال ما سبق طرحه ما يلي:
1.أن الله جل جلاله قد بشر ووعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالمكوث الأبدي في الأجر الحسن. (قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا) (3)
2.ان ما كان يعرفه اليهود عن اصحاب الكهف وأرادوا إحراج النبي صلى الله عليه وسلم به ليس العجب الوحيد بقصتهم، بل هناك ما هو أعجب وأغرب من ذلك ولا يعرفه أحد من الناس. ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا) (9)
3.ان الحزبين المذكورين في القصة هم الفتية داخل الكهف حزب، وبقية الناس خارج الكهف الحزب الآخر. ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا) (9)
4.أن الحزبان سيحصون فترة لبث الفتية وهم رقود داخل فجوة الكهف. (إحصائية وتقدير من هم خارج الكهف + إحصائية وتقدير الفتية أنفسهم وهم داخل الكهف) (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)
5.أن الله جل جلاله قد بعث الفتية من رقودهم ليحث الناس للبحث والتفكر في فترة لبث الفتية داخل الكهف وهم رقود. (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)
6.أن الآية العجيبة الأكبر من فترة لبث الفتية داخل الكهف والفرق الزمني الكبير بين إحصائيات الحزبين، بل وربما تكون السبب في هذا الفارق الكبير، هي اتجاه مسار الشمس بالنسبة للكهف والفتية داخل فجوته مقارنة باتجاه الشمس بالنسبة لمن هم خارج الكهف. فقد كان اتجاه مسار الشمس بالنسبة للكهف بعكس الناموس الكوني لها. ( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَه ُوَلِيًّا مُرْشِدًا (17)
7.يجب ان يكون باب الكهف الذي رقد فيه الفتية باتجاه الجنوب، وفتحة التهوية الموجودة في سقفه في الجهة الشرقية من الفجوة، وبعكس ذلك لا يكون اتجاه مسار الشمس أية من آيات الله، وهذه المواصفات تنطبق على الكهف الموجود في الاردن في منطقة الرقم (الرجيب) ( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَه ُوَلِيًّا مُرْشِدًا )
8.بما انه يوجد حزبان ولكل حزب إحصائية مستقلة عن الحزب الآخر فلا بد من وجود نتيجتين لزمن لبث الفتية داخل الكهف.
9.لقد بين الله جل جلاله لنا الفترة الزمنية التي قضاها الفتية رقودا داخل الكهف بالنسبة للحزبين، فقد كانت ثلاثمائة سنة قمرية بالنسبة لمن هم خارج الكهف، وتسع ساعات فقط بالنسبة للفتية أنفسهم داخل الكهف، حيث تباطأ جريان الزمان داخل الكهف ليزداد الفتية تسع ساعات فقط بينما جرى الزمان بطبيعته خارج الكهف ثلاثمائة سنة. ( وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25).
10.لقد بعث الله الفتية بعد مرور ثلاثمائة سنة واعثر الناس خارج الكهف عليهم في زمن اخر، ليعلموا ان هناك مكوث ابدي حيث يتوقف الزمان، فالقادر على إبطاء جريان الزمان، قادر على ايقافه وبالتالي المكوث الأبدي. وليعلموا ان ما يعد به الله حق. ((قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا) (3)
وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)

يتبع بإذن الله ......



ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) الكهف.

هناك شبه إجماع من علمائنا الأفاضل ان الله جل جلاله قد عطل حاسة السمع عند الفتية أثناء رقودهم كون هذه الحاسة تبقى تعمل أثناء الرقود. فحتى لا يستيقظ الفتية من الأصوات الخارجية عطل جل جلاله هذه الحاسة!!!!

وإذا ما عدنا لكتاب الله نجد أن معنى (أذن) يختلف بحسب الآية التي وردت فيها:

1. بمعنى الإعلام والتبليغ: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) [الحج: 27]

2. العلم والارادة: (قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين)
سورة البقرة- آية 97.

3. العلم والارادة: (فان لم تفعلوافاذنوابحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) سورة البقرة- آية 279.

4. الآذان: (وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون) سورة المائدة - آية 45.

5. العلم والمشيئة والإرادة: (الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الاباذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم) سورة البقرة- آية 255.

والكثير من الآيات وردت (أذن) بمعنى العلم والمشيئة والإرادة.

بناءا عليه أرى أن معنى(فضربنا على آذانهم) أي عطلنا جميع حواسهم لكي لا يعلموا أو يحسوا بما يحدث لهم أثناء رقودهم في الكهف. وبالتالي تعطيل إرادتهم وردود افعالهم، ولا يقتصر المعنى على تعطيل حاسة السمع لديهم.

يتبع بإذن الله......


ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) الكهف

الكثير من علمائنا الأفاضل فسروا هذه الآية الكريمة بأن الفتية قد لبثوا في الكهف ثلاثمائة سنة شمسية وهي تعدل ثلاثمائة وتسع سنين قمرية.

إذا كان من الثابت علميا أن السنة الشمسية 365.2425 يوما.
وأن السنة القمرية 354.367056 يوما. وأردنا تحويل السنوات الشمسية الثلاثمائة إلى سنوات قمرية يكون هناك فارق يقارب الشهرين ونصف، وهذا مخالف لقوله تعالى:

(فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) الكهف.

فكلمة عددا تعني الضبط والدقة في المعدود.

يتبع بإذن الله ......



ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
السلام عليكم،
بالتأكيد لذكر حركة الشمس أهمية فى حالة أهل الكهف، وحتى الآن لم يعرف سرها، فإذا كان التأثير هو تباطؤ الزمن وأنهم مكثوا تسع ساعات فقط
فسؤالى مشابه لسؤال الأخ أبوعبيدة كيف مكثوا تسع ساعات فقط وتم تقليبهم فيها يمينا وشمالا وإذا نظر الناظر إليهم يحسبهم أيقاظا؟ ما الجدوى من ذكر ذلك؟
تسع ساعات يمكن أن يقضوها فى السمر أو النوم بصورة عادية، وإذا خرجوا من الكهف يجدوا أنهم قضوا ثلاثمائة سنين .
 
بسم الله الرحمن الرحيم​
أخي الفاضل خالد النجار.
أولا : أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يثيبك على تدبرك أجزل الثواب ويوفقنا وإياك لفهم كلام ربنا جل شأنه على الوجه الذي يرضيه.
ثانياً : لا يخفى عليك بأن الاتفاق على دقة الفكرة التي تفضلت به لا يلزم والمهم هو رؤيتها من أكثر من بعد ومن زوايا عديدة ، وتحديها على ضوء القرآن الكريم وإيراد وجه قوتها وضعفها وهذا ما نسعى له جميعا.


تساؤلات حول بعض ما جاء في ما ورد في الدراسة
  1. قلنا أن الله عطل كل حواسهم لسنين عديدة (309) سنة قمرية فهذا يعني أن السنين جرت عليهم بأعيانهم وعلى أجسادهم وليست جارية على من هم خارج الكهف بينما تجري بالساعات لمن هم داخل الكهف وهذا إشكال يرد الفكرة بوجود هذا النص:
{ فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } [الكهف:11]


  1. الشمسي والقمري : تفضلت بالقول
إذا كان من الثابت علميا أن السنة الشمسية 365.2425 يوما.
وأن السنة القمرية 354.367056 يوما. وأردنا تحويل السنوات الشمسية الثلاثمائة إلى سنوات قمرية يكون هناك فارق يقارب الشهرين ونصف، وهذا مخالف لقوله تعالى:
بهذه النقطة يمكن أن ترد على من ادعى أن السنين الثلاثمائة كانت شمسية وأنها بالتحويل قمرية تصبح 309 ، ونقول بأن تعذر تحقق ذلك الرأي يعني أنهم لبثوا 309 سنين ، ولكن ذلك لا يرد كون التسع التي ازدادوها كانت سنين تضاف للثلاث مائة سنة لأن تمييز العدد المضاف يرد لتمييز العدد المضاف إليه كقولنا :
"سافرت ساعتين وزدت واحدة " فنستدل بأن الواحدة هي ساعة من جنس مدة السفر الاصلية ولو كانت دقيقة لبينت الجملة تمييز الزيادة وماهيتها.


  1. شروق الشمس وغروبها :
يصف الله تعالى منظر الشمس وهي تشرق وعلى كهف بابه يطل على الجهة الجنوبية بالتزاور ، لأن الشمس تسير في مسار لا يمكن معه أن يدخل شعاعها لداخل الكهف أياً كان موضعها في فترة الشروق حتى ليخيل إليك أيها الرائي أنها تبتعد عن فوهة الكهف ومدخله ، ثم عندما تغرب يتسلل قبل الغروب شيئا من شعاعها لداخل الكهف لوجود فجوة أو فرضة في حافة مدخل الكهف من الجهة الغربية فإن مالت للغروب نالهم من نورها شيء من خلال هذه الفرضة أو عدم الانتظام في حافة بوابة الكهف الغربية.


  1. الوفاة والنوم :
نعلم أن النوم صورة من صور الوفاة تخرج النفس فيه لربها وتبقى في بُعدٍ لا يجري عليه الزمن ولا وجود فيه للماضي والحاضر والمستقبل ، والدليل أن النائم يرى من الرؤى ما يتعلق بحاضره وماضيه ومستقبله لأن نفسه في بعد لا يجري عليه قانون الزمن الأرضي ، فإن عادت نفسه في جسده وفاق من نومه فإنه يبقى لبرهة من الزمن لا يعلم كم من الوقت نام حتى يستدل بساعة او بنهار وليل على فترة بقاءه ، وقد يمر معنا حالات لأناس نام غفوةً وصحا قبل غروب الشمس وقام يتهيأ لصلاة الفجر ويرتدي ملابس العمل ثم يكتشف بأن الوقت هو المغرب وإنما كان سبب ذلك أن النفس عندما عادت للبدن من بعد لا يجري عليه مجرى الزمن لم تتبين وتُوائِم بين الزمن الذي تعتقده وبين الواقع.

وأهل الكهف بقيت أنفسهم خارج أبدانهم 309 سنين كالنائمين وحفظ الله أبدانهم على حالها حتى شاءت قدرته فأعاد الأنفس للأبدان فلم يستدلوا على أي تغيير حتى وصلوا إلى المدينة ، فيمكن أن نقول : نعم ، البعد الذي غابت فيه أنفسهم عن أبدانهم لم يكن خاضعاً لقانون الزمن وهذا ما يحدث مع كل الناس عندما تتوفى أنفسهم بفعل النوم ويرفع القلم وتستوفى أعمالهم وتوفى اليهم اجورهم ثم يفيقون ويعود القلم يدون أعمالهم ويعودون يتحكمون في أجسادهم
.
وحال الوفاة بالنوم حالة يرى فيها ابن آدم الملائكة والأنبياء والشياطين والأموات وكل الكائنات المتواجدة في عالم البرزخ أو في العوالم والأبعاد الغير دنيوية ولها أحكام تختلف تماما عن الحياة الدنيا.

فنستطيع القول بأن ما حصل للفتية هو حالة نوم وحفظ للأنفس في بعدها البرزخي وللأبدان في بعدها الدنيوي ولفترة من الزمن كانت أنفسهم خارج تلك الأبدان وضرب الله على آذانهم بأن عزل تلك الأبدان عن إيصال الأصوات الواصلة للأذن عن النفاذ للنفس التي هي محرك البدن وأبقى أنفسهم محفوظة من التنبيه الذي يرد إليها عادة عن طريق البدن.
وقد مر معنا حالات استيفاء أخرى كأناس وقعوا في غيبوبة استمرت لعشر سنوات أو اكثر وعندما اراد الله لهم الشفاء ووعادت أنفسهم لأبدانهم أصبحوا يسألون عن الحادث الذي وقع معهم ويعتقدون أن غيبوبتهم لم تدم الا لساعات.
وقد يوضح المسألة أكثر ما سبق أن بحثته في الرابط التالي :
https://vb.tafsir.net/tafsir38994/#.XH0M9YgzZEY
وكذلك المقال بصورة مركزة ومحدثة
الفَرْقُ بَيْنَ الْمَوْتِ وَالْوَفَاة وبَيْنَ الرُّوح وَ النَّفْس
على المدونة : https://goo.gl/Eau8dz

ملخص الرأي فيما حدث :
أن الله استوفى أنفس أصحاب الكهف وابقى على أجسادهم ، كما استوفى نفس عيسى عليه السلام ولكنه رفع جسده إليه ، أما أصحاب الكهف فقد حفظ أجسادهم وعزلها عن أنفسهم فلا تستجيب للمؤثرات الخارجية فتفزع وتصحو من نومها كما يحصل مع الانسان العادي فيما يشبه الغيبوبة التي تنفصل فيها النفس عن البدن فلا يشعر الغائب عن وعيه بما يحدث حوله ولا يسمع ما يتردد حوله من أصوات ولا يحس بمن يهز بدنه أو يحدث ما يؤلمه ليصحو ، وهذا هو الضرب المشار إليه في السورة.
وهنا نقول أن الأثر لم يكن أثراً كونياً يتعدى الأشخاص ذاتهم ولم يكن الأمر يتطلب قلب سنة كونية على مستوى الشمس والأرض حتى تتحقق الآية ، ولم يجري تباطؤ للزمن أو تغير في الناموس الكوني لكون مسألة الزمن مسألة نسبية أصلا تقع على من يقع تأثيره عليهم ولا يتعدى لمن خرج خارج هذا التأثير وهذا مقتضى قانون النسبية العامة ، بل أوقع الله أمره على أنفس أهل الكهف وأبدانهم حتى شاء فأعاد أنفسهم لأبدانهم كما تعود نفس النائم لبدنه ، وجرى عليهم ما يجري على النائم من استدراك وجهل مؤقت بمحيطه وظروفه.

هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرسومات أعلاه تبين مسار الشمس في الانقلابات المختلفة وأوجاع اشعتها بالنسبة للكهف وفتحة التهوية....

يتبع بإذن الله......
 
أحسن الله إليك
الله تعالى قال ولبثوا وقال وازدادوا
فالزيادة هي على شيء سابق ما هو هذا الشيء؟ هو الثلاثمائة
إذا كان التسع في حساب الفتية والثلاثمئة في حساب قومهم
فكيف يتم الجمع وكيف يكون التسع زيادة على الثلاثمئة؟
أيضا ما لم أفهمه هو قصدك من تباطؤ جريان الزمن هل تقصد
عدم تغير أجسادهم فهذا واضح وصحيح أو تقصد شيئا آخر؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل عدنان الغامدي .... حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثيبك أحسن الثواب على المواضيع والمداخلات التي تطرحها في هذا المنتدى وغيره سائلا الله العلي العظيم أن يرزقنا أحسن الفهم لكلامه جل جلاله وعلى الوجه الذي يرضيه.
أرى أخي عدنان من خلال مداخلتك الكريمة اننا متفقان في أمرين:
1.أن معنى الضرب على الآذان لا ينحصر بتعطيل حاسة السمع لديهم، بل كافة حواسهم وتعطيل إرادتهم وردود افعالهم أثناء رقودهم.
2.ان القول بأن الثلاثمائة سنة شمسية تعدل ثلاثمائة وتسع سنوات قمرية مردود على قائله.

كما نعلم اخي الفاضل أنه وبالرغم من الإختلاف الظاهري لمدلول كلمة (آية) في القرآن الكريم، إلا أن مدلولها واحد وهي (العلامة الظاهرة الدالة التي توصل إلى المقصود)

وإذا ما عدنا للآية الكريمة ( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَه ُوَلِيًّا مُرْشِدًا)
يتبادر للذهن الاستفسارات التالية:
1.ما المقصود ب (ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ)؟؟ أليس إتجاه مسار الشمس؟؟؟
2.يمين من وشمال من؟؟
3.ألا يصف لنا ربنا جل جلاله اتجاه مسار الشمس بالنسبة لرائيها لو كان موجودا عند الكهف، واثر اشعتها على الكهف والفتية أنفسهم داخل الكهف؟؟
4.هل اتجاه باب الكهف جنوبا وعدم دخول أشعة الشمس داخل الكهف أثناء طلوعها بينما يدخل جزء من اشعتها من باب الكهف أثناء غروبها (اية من آيات الله). ونحن نعلم أن اي كهف في هذه المنطقة بهذه المواصفات سيكون نفس تأثير أشعة الشمس عليه.
5.هل الكهف ذاته هو المقصود بالآية؟؟؟
6.إلا تعني كلمة (تزاور) تغيير المسار والاتجاه والانحراف عن العادة؟ فشهادة الزور عكس شهادة الصدق، ويقال زور في طعامه.....الخ

وكما تفضلت في مداخلتك الكريمة بأن الاتفاق على دقة الفكرة لا يلزم، المهم رؤيتها من أكثر من بعد ومن زوايا عديدة، لذلك سأقوم بطرح ما تبقى من هذه الدراسة راجيا منكم التكرم بالمتابعة عسى الله أن يرزقنا أحسن الفهم لكلامه جل جلاله.



ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
سرعة الضوء، الجاذبية والزمن


قد يتبادر لذهن القارئ أن السطر أعلاه ليس له علاقة بقصة أصحاب الكهف، ولكن دعونا نتوقف لنتدبر بعض الآيات الواردة في القصة:

1.( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَه ُوَلِيًّا مُرْشِدًا)
لقد ذكرنا سابقا أن الله جل جلاله يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم والناس كافة بقوله جل جلاله (وترى)، ومعنى الآية انك لو كنت امام الكهف أثناء رقود الفتية داخل فجوته لتراقب اتجاه مسار الشمس اثناء طلوعها وبعد غروبها، فإنك ستلاحظ أن مسار الشمس وأشعتها فوق الكهف يكون باتجاه يمينك اذا ما وقفت مواجها لباب الكهف (اي عكس الناموس الكوني)، وبعد غروبها بالنسبة للمراقب تدخل اشعتها لفجوة الكهف من خلال فتحة التهوية الموجودة داخل الكهف باتجاه الشمال (شمال المراقب) أي أن ما تراه كان بعكس الناموس الكوني.
وهنأ يبرز الاستفسار التالي:
1.كيف يحدث هذا وهناك شمس واحدة فقط، كيف تطلع الشمس من على شمال المراقب متجهة من فوق الكهف هي واشعتها باتجاه اليمين بينما وفي نفس الوقت تطلع على بقية الناس من الجهة الأخرى متجهة إلى الشمال؟؟؟

يقول علماؤنا الأفاضل أن المعجزات لا تفسر ولا تعلل، ولن احاول هنا تفسير هذه المعجزة، إلا أن التدبر في هذه الآية الكريمة قد يفتح لنا آفاقا جديدة في فهم كلام ربنا جل جلاله.

اول كلمة في هذه الآية الكريمة (وترى)، نحن نعلم بأن الرؤيا تعتمد على الضوء وسرعته وبعد المرئي عن الرائي (المسافة)، ومن الثابت أيضا أن سرعة الضوء في الفراغ (الثابت الكوني) هو (299792.458) كيلومترا في الثانية. وأن ما نراه من نجوم في السماء الآن لا يعدو عن صورة من الماضي الزمكاني (زمانا ومكانا)، والصورة الزمكانية لكل نجم نراه تختلف عن غيره زمانا ومكانا حسب المسافة لكل نجم، فالشمس مثلا لا نرى صورتها الفعلية في الوقت الحالي، بل ما نراه الان هو صورة الشمس في الموقع الذي كانت فيه قبل 8 دقائق و 18 ثانية تقريبا، فكما هو معلوم لك اخي العزيز بأن أشعة الشمس تحتاج لهذا الزمن حتى تقطع المسافة من الشمس إلى الأرض بسرعة الضوء (299792.458) كيلومترا في الثانية، تكون الارض قد استدارت حول محورها خلال هذه المدة وقطعت مسافة أيضا في رحلتها السنوية حول الشمس..... الخ.

(ما أردت أن أقوله من خلال ما سبق، ان حقيقة ما نراه زمكانيا يعتمد على المسافة وسرعة الضوء الثابته).

اذا افترضنا اخي العزيز ان سرعة الضوء البالغة 300.0000 كيلو متر بالثانية تقريبا قد تباطأت إلى النصف، اي 150.000 كيلو متر بالثانية، سيحتاج الضوء عندها لضعف المدة للوصول للكرة الارضية اي بعد 16 دقيقة و 36 ثانية، تكون الارض قد استدارت حول محورها وحول الشمس مسافة اكبر، ونتيجة لذلك ستكون صورة الشمس التي نراها عمرها الزمكاني 16 دقيقة و 36 ثانية، وهذا يعني أن المسافة بين صورة الشمس التي نراها وموقع الشمس الفعلي بالنسبة لنا قد زادت، وهكذا كلما تباطأت سرعة الضوء زادت المسافة بين صورة الشمس المرئية لنا وموقع الشمس الفعلي في تلك اللحظة.

لنفترض الآن ان سرعة الضوء قد تباطأت كثيرا بحيث تصل أشعة الشمس للكرة الارضية بعد 12 ساعة!!!! وكان الليل والنهار متساويان في المدة، ما الذي سنراه عندئذ؟؟؟؟

(أثناء غروب الشمس سنرى صورتها وهي تشرق، وأثناء شروقها سنرى صورتها وهي تغرب)

يتبع ان شاء الله .....


ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
المسافة بين الارض والشمس
يقول تعالى:
سَيَقُولُونَ ثَلَٰثَةٞ رَّابِعُهُمۡ كَلۡبُهُمۡ وَيَقُولُونَ خَمۡسَةٞ سَادِسُهُمۡ كَلۡبُهُمۡ رَجۡمَۢا بِٱلۡغَيۡبِۖ وَيَقُولُونَ سَبۡعَةٞ وَثَامِنُهُمۡ كَلۡبُهُمۡۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا قَلِيلٞۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمۡ إِلَّا مِرَآءٗ ظَٰهِرٗا وَلَا تَسۡتَفۡتِ فِيهِم مِّنۡهُمۡ أَحَدٗا (22)

من المعلوم أن نصف الكرة الأرضية المقابل للشمس يكون نهارا بينما الآخر ليلا، وإذا ما قسمنا عدد ساعات اليوم بينهما يكون الناتج 12 ساعة لكل جزء، أي 720 دقيقة، أي (43200) ثانية. (60*60*12)

وإذا ما أخذنا الارقام المذكورة في الآية الكريمة ورتبناها بحسب ترتيبها نستخرج الرقم التالي: (3456.78)
وإذا ما ضربنا هذا الرقم بعدد الثواني الذي استخرجناه سابقا يكون الناتج كالتالي:
(43200*3456.78)= 149,332,896
وهذا الناتج هو معدل المسافة بين الارض والشمس بالكيلومتر ،وإذا ما قسمناه على سرعة الضوء (299792.458) كم بالثانية تكون النتيجة بالثواني 498.1209233756
أي 8 دقائق و 18 ثانية ضوئية.

(وإذا ما عدنا للمشاركة السابقة بافتراض ان أشعة الشمس ستصل للارض بعد 12 ساعة، تكون سرعة الضوء عندها الرقم المأخوذ من الآية الكريمة وهو (3456.78) كم/ث)

يتبع بإذن الله.....



ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
قولك : (( [FONT=&quot]أي 8 دقائق و 18 ثانية ضوئية. ))
أرى لا يصلح ثانية ضوئية ، بل ثانية فقط
ثم ماذا بعد ؟
[/FONT]
 
ان ملاحظات وتعليقات الاخوة ستكون موضع شكري واهتمامي.

اخي خالد ان الزمن الذي تصورته مشكل من جهات، ولكن عليك ان تفترض أميتي في هذه المادة، أي أنا في حاجة إلى مقدمة (بكسر الدال وفتحها)، قبل الخوض في البحث أو المباحثة، والمقدمة السند الذي تسند إليه لتخريج متنك الذي هو البحث، ومنها المقاصد بعد الكلام عن طبيعة البحث والباعث والغاية والمنهجية المتبعة في التأويل، وقبل الخلاصة، تأتي المقاصد فايشْ ها المصطلحات مثل تباطؤ الزمن ولماذا قلت تباطؤ جريان الزمان؟ أنا أمي في ها التشغيلات وتباطؤ الزمن عندي بمعنى أشعر بنسبية الزمن حسب الظروف والحال فمره أشعر أنه يمر بسرعة ومرة العكس وهكذا، لكن لا أفهم ايش الزمن وما الفرق بين الزمن والزمان وهكذا تشغيلات اللغويين، كما لا افهم ايش الزمن في الطبيعيات النظرية، فما الزمن؟ وليش هو بعد؟ وما التباطؤ وكيف يحسب التأخير؟
وأخيرا ما تباطؤ الزمن؟
خلينا نتفق على فهم مشترك لبيان علماء تفسير الطبيعة للنسبية حتى لا نقع في خلط ونبني على الخلط هذا خلطا أكبر منه، بعد ان نتفق على فهم مشترك لبيان علماء تفسير القرآن لآيات الكهف تلك حتى لا نقع في خلط ونبني على الخلط هذا خلطا أخطر منه، ولعل الأخير هو الأهم فكيف فهم المتلقي الأول هذه الآيات، وما كانت وظيفة هذه الآيات، وهل سيغير التأويل شيئا يؤدي إلى التعارض أم سيؤدي إلى تنوع أم ماذا؟
 
قولك : (( [FONT=&quot]أي 8 دقائق و 18 ثانية ضوئية. ))
أرى لا يصلح ثانية ضوئية ، بل ثانية فقط
ثم ماذا بعد ؟
[/FONT]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقترح عليك اخي احمد ان تبحث في الكتب والمواقع العلمية لتجد ان الشمس تبعد عنا (عن الارض) ثمان دقائق و 18 ثانية ضوئية. هذا أفضل من التهكم والاستهزاء.

وأن كنت غير مقتنع بما تم طرحه فلا أحد يلزمك بالمتابعة

بارك الله بكم وفتح عليكم


ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
أعتذر غفر الله لي ولك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي احمد

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يرزقنا احسن الفهم لكتابه العزيز على الوجه الذي يرضاه.

اخي احمد هدفي الأساسي من طرح هذا الموضوع في هذا الملتقى الكريم هو اطلاع الاخوة الأفاضل عليه وأخذ رأيهم فيه وانت منهم، فإن جانبت الصواب وجهتموني، وإن أصبت بهذه الدراسة أو حتى جزء منها شجعتموني للوصول للغاية، وهي التوسع في فهم قصة اهل الكهف دون الوقوع في الخطأ.

وقد كان لبعض الاخوة مداخلات رائعة استفدت منها كثيرا في تصويب بعض النقاط، وخاصة مداخلة الاخ عدنان الغامدي مشكورا.

اعتذر منك اخي الحبيب، غفر الله لنا ولكم.



ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
أخونا الفاضل:
أرجو ان تطّلع على هذه الدراسة لعلها تفيدك في بحثك :
دراسة ميدانية وشمسية لكهف الفتية بالأردن

دراسة ميدانية وشمسية لكهف الفتية بالأردن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي احمد

بارك الله بكم ورضي عنكم

ارجو ان تكون قد اطلعت على ما جاء في دراستي لقصة اصحاب الكهف، علما بأنني قد توقفت عن نشر بقية الدراسة بعد بيان خطأي من قبل الاخوة الأفاضل في بيان قوله تعالى (وازدادوا تسعا). علما بأن هذا الخطأ لا ينفي أن يكون الزمن قد تباطأ داخل الكهف لتسع سنوات لتعدل ثلاثمائة سنة خارج الكهف.

اذا ما عدنا للنظرية النسبية التي تربط تمدد الزمن -Time dilation- (تباطؤ الزمن) بالسرعة وسرعة الضوء الثابتة حسب الناموس الكوني للضوء، أقول بأن هذا الناموس الكوني لا يتغير الا بمشيئة الله جل جلاله، فلو افترضنا أن سرعة الضوء الواقعة على الكهف دون غيره من الكرة الارضية قد تم ابطاؤها كثيرا من قبل الخالق جل جلالة، يتبادر لأذهاننا التساؤلات التالية:
أليس لذلك علاقة بتمدد الزمن داخل الكهف؟؟؟
هل سنرى أجسام الفتية على طبيعتها عند حركتها وتقليبها اذا ما نظرنا إليها من خارج الكهف؟؟؟
أليس لذلك تأثير على قوة الجاذبية داخل الكهف؟؟؟

بالإضافة للكثير من التساؤلات التي لا يفسرها إلا اختلاف سرعة الضوء داخل الكهف عن خارجه، وهذا ما يفسر قوله تعالى (لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا)، فإن الصورة التي يراها الرائي لا تعكس واقع ما نراه، فلم يكونوا من الجن كما يقول أحد الأعضاء في هذا المنتدى الكريم!!!!

اخي احمد، اعتقد ان نسبية الزمن الصحيحة قد علمنا اياها جل جلاله من خلال هذه القصة الحقيقية، وهي إثبات بأن هناك بعث بعد الموت وأن هناك مكوث ابدي لا يوجد زمن فيه.

وهذا وعد وبشرى للمؤمنين الذين يعملون الصالحات بالمكوث الأبدي بالأجر الحسن، وقد أورد جل جلاله آية مستقلة بذاتها بقوله (ماكثين فيه ابدا).

بالعودة للدراسة التي ارفقت رابطها مشكورا، يقول ابن كثير (رحمه الله ) بأن باب الكهف يجب أن يكون متجها شمالا، وهذا يتعارض مع قوله تعالى (.....ذلك من آيات الله) فكلمة تزاور تعني تغيير المسار (كما فسرها الشعراوي رحمه الله)، كما يتعارض مع نتائج دراسات الباحثين الذين يقولون بعد أن كهف الرقيم الموجود في الاردن هو المعني بالسورة الكريمة، كون باب الكهف يتجه الجنوب الشرقي وليس كما قال ابن كثير رحمه الله.

بارك الله بكم ووفقنا لفهم آياته

هذا والله تعالى أعلم.

با








ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
أخي الكريم : خالد النجار

مسار الشمس أية ، بمطالعة تراث الفراعنة ترى معبد للشمس له 365 فتحة تدخل الشمس كل يوم من فتحة غير الاخرى وتغرب في التي تقابلها وهذه دقة بالغة للفراعنة لانهم كانوا يعبدون الشمس فبنوا مثل هذا الهيكل .
ومثله ايضا معبد ابي سنبل يدخل ضوء الشمس الى داخل المعبد في غرفة قدس الاقداس حيث تماثيل فراعنتهم ( عليهم اللعائن) فتضئ وجوههم يومين محددين في السنة 21 فبراير و21 اكتوبر من كل عام . وغيرها من المعابد ...
وهذه المعابد من الاف السنين على نفس هذا الوصف ،، نعم تدل على براعة القدماء الفراعنة وفتن بها الناس فعبدوها ، فأرسل الله عز وجل الرسل ليبينوا ان هذه الشمس مخلوقة يُسيّرها خالقها بحسبان فائق الدقة لايتغير لأفعال أحد من الخلق .

فمسار الشمس اذا طلعت تميل عن كهفهم من جهة اليمين ، واذا غربت تعطيهم من ضوئها او دفئها من جهة الشمال ،فإنه سبحانه وتعالى زوى هذا الكهف بوضع معين ومحدد يسمح بدخول أشعتها بقدر معين سواء مباشرة او منكسرة بعدة انعكاسات الى الداخل لتصير غرفة مُكيفة تكييف رباني تحفظهم وكلبهم كليا ، فإذا استيقظوا رضي الله عنهم ( كما يقول البشر عندما نُكثِر من النوم - راحت علينا نومة - وقد تضوروا من الجوع فطلبوا أحسن طعام... ) الى أخر القصة .

رب قائل يقول : قوله تعالى " ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ " ظاهرها يدل على الشمس ؟!
وهو ما وقع فيه البعض من ظنهم أن الشمس هي التي تدور حول الأرض لقولنا : الشمس طلعت ، غربت ، تزاور ، تقرضهم
فيدل على أن الشمس هي التي تتحرك والارض ثابتة بمافيها الكهف الذي تتزاور عليه الشمس!!!! . وهذا موضوع لا لزوم للخوض فيه للإجماع على دوران الارض حول الشمس.
فإذا قلت ان الله قادر على أن يسخر الشمس في حركتها ويسخر سرعة ضوئها ليحفظ أهل الكهف ، أقول نعم صحيح أن الله عز وجل قادر على ذلك ولكن انتبه فإن أفعال الله تبارك وتقدس لا يقدرها او يتخيلها او يفترضها لا إنس ولا جن ولا ملاك فتفكرنا وتدبرنا وتعقلنا يكون في خلقه فقط وليس في فعله سبحانه وتعالى.

وأما القول بنسبية الزمن خارج وداخل الكهف،فلا أراه صائبا لقوله تعالى" وَازْدَادُوا ".

كذلك لهذا الاعجاز الرقمي في الايات القرآنية المقدسة ، من كلمة " لبثوا " الأولى الى كلمة " لبثوا " الأخيرة 309 كلمة ،(مع عد واو العطف كلمة)، في قوله تعالى :
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿9﴾ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿10﴾ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴿11﴾ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ﴿12﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿13﴾ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿14﴾ هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴿15﴾ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا ﴿16﴾ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ﴿17﴾ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿18﴾
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿19﴾ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿20﴾ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَال الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ﴿21﴾ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿22﴾ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ﴿23﴾ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ﴿24﴾ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴿25﴾ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿26﴾ الكهف

صدق الله العظيم

يتبع
 
أَحْصَى لِمَا
لَبِثُوا - أَمَدًا – نَحْنُ - نَقُصُّ - عَلَيْكَ - نَبَأَهُم - بِالْحَقِّ - إِنَّهُمْ - فِتْيَةٌ - آمَنُوا- 10
بِرَبِّهِمْ - وَ – زِدْنَاهُمْ – هُدًى – وَ – رَبَطْنَا – عَلَى – قُلُوبِهِمْ – إِذْ – قَامُوا – 20
فَقَالُوا – رَبُّنَا - رَبُّ - السَّمَاوَاتِ – وَ - الْأَرْضِ - لَن - نَّدْعُوَ - مِن - دُونِهِ - 30
إِلَهًا - لَقَدْ - قُلْنَا - إِذًا - شَطَطًا - هَؤُلَاء - قَوْمُنَا - اتَّخَذُوا - مِن - دُونِهِ - 40
آلِهَةً - لَّوْلَا - يَأْتُونَ -عَلَيْهِم - بِسُلْطَانٍ - بَيِّنٍ - فَمَنْ - أَظْلَمُ - مِمَّنِ - افْتَرَى - 50
عَلَى - اللَّهِ - كَذِبًا - وَ- إِذِ - اعْتَزَلْتُمُوهُمْ - وَ - مَا - يَعْبُدُونَ - إِلَّا - 60
اللَّهَ - فَأْوُوا - إِلَى - الْكَهْفِ - يَنشُرْ - لَكُمْ - رَبُّكُم - مِّن - رَّحمته – و - 70
يُهَيِّئْ - لَكُم - مِّنْ - أَمْرِكُم - مِّرْفَقًا – وَ - تَرَى - الشَّمْسَ - إِذَا - طَلَعَت - 80
تَّزَاوَرُ - عَن - كَهْفِهِمْ - ذَاتَ - الْيَمِينِ – وَ - إِذَا - غَرَبَت - تَّقْرِضُهُمْ - ذَاتَ - 90
الشِّمَالِ – وَ – هُمْ – فِي - فَجْوَةٍ - مِّنْهُ - ذَلِكَ - مِنْ - آيَاتِ - اللَّهِ - 100
مَن - يَهْدِ - اللَّهُ - فَهُوَ - الْمُهْتَدِي – وَ - مَن - يُضْلِلْ - فَلَن – تَجِدَ - 110
لَهُ - وَلِيًّا - مُّرْشِدًا – وَ - تَحْسَبُهُمْ - أَيْقَاظًا – وَ - هُمْ - رُقُودٌ – وَ - 120
نُقَلِّبُهُمْ - ذَاتَ – الْيَمِينِ - وَ- ذَاتَ - الشِّمَالِ - وَ - كَلْبُهُم - بَاسِطٌ - ذِرَاعَيْهِ - 130
بِالْوَصِيدِ – لَوِ- اطَّلَعْتَ - عَلَيْهِمْ - لَوَلَّيْتَ - مِنْهُمْ - فِرَارًا – وَ - لَمُلِئْتَ - مِنْهُمْ - 140
رُعْبًا – وَ - كَذَلِكَ - بَعَثْنَاهُمْ – لِيَتَسَاءلُوا- بَيْنَهُمْ- قَالَ- قَائِلٌ- مِّنْهُمْ- كَمْ - 150
لَبِثْتُمْ - قَالُوا – لَبِثْنَا- يَوْمًا- أَوْ- بَعْضَ- يَوْمٍ- قَالُوا- رَبُّكُمْ- أَعْلَمُ- 160
بِمَا- لَبِثْتُمْ- فَابْعَثُوا- أَحَدَكُم- بِوَرِقِكُمْ- هَذِهِ- إِلَى- الْمَدِينَةِ- فَلْيَنظُرْ- أَيُّهَا- 170
أَزْكَى- طَعَامًا- فَلْيَأْتِكُم- بِرِزْقٍ- مِّنْهُ - وَ- لْيَتَلَطَّفْ- وَ- لَا- يُشْعِرَنَّ- 180
بِكُمْ- أَحَدًا- إِنَّهُمْ- إِن- يَظْهَرُوا- عَلَيْكُمْ- يَرْجُمُوكُمْ- أَوْ- يُعِيدُوكُمْ- فِي- 190
مِلَّتِهِمْ- وَ- لَن- تُفْلِحُوا- إِذًا- أَبَدًا- وَ- كَذَلِكَ – أَعْثَرْنَا- عَلَيْهِمْ- 200
لِيَعْلَمُوا- أَنَّ- وَعْدَ- اللَّهِ- حَقٌّ- وَ- أَنَّ- السَّاعَةَ- لَا- رَيْبَ- 210
فِيهَا- إِذْ – يَتَنَازَعُونَ- بَيْنَهُمْ- أَمْرَهُمْ- فَقَالُوا- ابْنُوا- عَلَيْهِم- بُنْيَانًا- رَّبُّهُمْ- 220
أَعْلَمُ- بِهِمْ- قَال- الَّذِينَ- غَلَبُوا- عَلَى- أَمْرِهِمْ- لَنَتَّخِذَنَّ- عَلَيْهِم- مَّسْجِدًا- 230
سَيَقُولُونَ- ثَلَاثَةٌ- رَّابِعُهُمْ- كَلْبُهُمْ- وَ- يَقُولُونَ- خَمْسَةٌ- سَادِسُهُمْ- كَلْبُهُمْ- رَجْمًا- 240
بِالْغَيْبِ- وَ – يَقُولُونَ- سَبْعَةٌ- وَ- ثَامِنُهُمْ- كَلْبُهُمْ- قُل – رَّبِّي- أَعْلَمُ - 250
بِعِدَّتِهِم- مَّا- يَعْلَمُهُمْ- إِلَّا – قَلِيلٌ- فَلَا- تُمَارِ- فِيهِمْ- إِلَّا- مِرَاء - 260
ظَاهِرًا- وَ- لَا- تَسْتَفْتِ – فِيهِم- مِّنْهُمْ- أَحَدًا- وَ- لَا- تَقُولَنَّ - 270
لِشَيْءٍ- إِنِّي- فَاعِلٌ- ذَلِكَ- غَدًا- إِلَّا – أَن- يَشَاء- اللَّهُ- وَ- 280
اذْكُر- رَّبَّكَ- إِذَا- نَسِيتَ- وَ- قُلْ- عَسَى- أَن- يَهْدِيَنِ- رَبِّي- 290
لِأَقْرَبَ - مِنْ- هَذَا- رَشَدًا- وَ- لَبِثُوا- فِي- كَهْفِهِمْ- ثَلَاثَ- مِائَةٍ - 300
سِنِينَ- وَ- ازْدَادُوا- تِسْعًا - قُلِ - اللَّهُ – أَعْلَمُ- بِمَا- لَبِثُوا - 309
 
أخي الكريم : خالد النجار

مسار الشمس أية ، بمطالعة تراث الفراعنة ترى معبد للشمس له 365 فتحة تدخل الشمس كل يوم من فتحة غير الاخرى وتغرب في التي تقابلها وهذه دقة بالغة للفراعنة لانهم كانوا يعبدون الشمس فبنوا مثل هذا الهيكل .
ومثله ايضا معبد ابي سنبل يدخل ضوء الشمس الى داخل المعبد في غرفة قدس الاقداس حيث تماثيل فراعنتهم ( عليهم اللعائن) فتضئ وجوههم يومين محددين في السنة 21 فبراير و21 اكتوبر من كل عام . وغيرها من المعابد ...
وهذه المعابد من الاف السنين على نفس هذا الوصف ،، نعم تدل على براعة القدماء الفراعنة وفتن بها الناس فعبدوها ، فأرسل الله عز وجل الرسل ليبينوا ان هذه الشمس مخلوقة يُسيّرها خالقها بحسبان فائق الدقة لايتغير لأفعال أحد من الخلق .

فمسار الشمس اذا طلعت تميل عن كهفهم من جهة اليمين ، واذا غربت تعطيهم من ضوئها او دفئها من جهة الشمال ،فإنه سبحانه وتعالى زوى هذا الكهف بوضع معين ومحدد يسمح بدخول أشعتها بقدر معين سواء مباشرة او منكسرة بعدة انعكاسات الى الداخل لتصير غرفة مُكيفة تكييف رباني تحفظهم وكلبهم كليا ، فإذا استيقظوا رضي الله عنهم ( كما يقول البشر عندما نُكثِر من النوم - راحت علينا نومة - وقد تضوروا من الجوع فطلبوا أحسن طعام... ) الى أخر القصة .

رب قائل يقول : قوله تعالى " ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ " ظاهرها يدل على الشمس ؟!
وهو ما وقع فيه البعض من ظنهم أن الشمس هي التي تدور حول الأرض لقولنا : الشمس طلعت ، غربت ، تزاور ، تقرضهم
فيدل على أن الشمس هي التي تتحرك والارض ثابتة بمافيها الكهف الذي تتزاور عليه الشمس!!!! . وهذا موضوع لا لزوم للخوض فيه للإجماع على دوران الارض حول الشمس.
فإذا قلت ان الله قادر على أن يسخر الشمس في حركتها ويسخر سرعة ضوئها ليحفظ أهل الكهف ، أقول نعم صحيح أن الله عز وجل قادر على ذلك ولكن انتبه فإن أفعال الله تبارك وتقدس لا يقدرها او يتخيلها او يفترضها لا إنس ولا جن ولا ملاك فتفكرنا وتدبرنا وتعقلنا يكون في خلقه فقط وليس في فعله سبحانه وتعالى.

وأما القول بنسبية الزمن خارج وداخل الكهف،فلا أراه صائبا لقوله تعالى" وَازْدَادُوا ".

كذلك لهذا الاعجاز الرقمي في الايات القرآنية المقدسة ، من كلمة " لبثوا " الأولى الى كلمة " لبثوا " الأخيرة 309 كلمة ،(مع عد واو العطف كلمة)، في قوله تعالى :
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿9﴾ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿10﴾ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴿11﴾ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ﴿12﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿13﴾ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿14﴾ هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴿15﴾ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا ﴿16﴾ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ﴿17﴾ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿18﴾
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿19﴾ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿20﴾ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَال الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ﴿21﴾ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿22﴾ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ﴿23﴾ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ﴿24﴾ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴿25﴾ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿26﴾ الكهف

صدق الله العظيم

يتبع


السلام عليكم اخي احمد

ما ذكرته أعلاه ورد في العديد من التفاسير التي اطلعت عليها جميعا

لم أقل في دراستي بأن الشمس تدور حول الارض، ولم اقل أيضا بأن الشمس كانت تشرق من الغرب وتغرب في الشرق.

ما قلته في الدراسة لو ان سرعة ضوء الشمس الواقعة على الكهف فقط قد تم ابطاؤها، فمن الطبيعي علميا لمن يراقب مسار الشمس من امام الكهف ان يرى مسارها معكوسا، فلا يراها في موقعها الفعلي.

ورد في لسان العرب ما يلي:

ويقال للقَوْسِ:زَوْراءُلميْلِها، وللجيش:أَزْوَرُ. عن الشيء: العدولُ عنه.
وقدازْوَرَّعنهازوِراراً،وازوارَّ ازْويراراً، وتَزاوَرَ عنه تَزاوُراً، كلُّه بمعنى عَدَلَ عنه وانحرف.

والازورار عن الشيء: العدول عنه، وقد ازور عنه ازورارا وازوار عنه ازويرارا وتزاور عنه تزاورا، كله بمعنى: عدل عنه وانحرف. وقرئ: تزاور عن كهفهم.
،
ويقول الشعراوي رحمه الله ما يلي:

https://youtu.be/VDfxvBigiIU

ولو كان مسار الشمس طبيعيا لرائيها (من امام الكهف) بحسب الناموس الكوني الذي وضعه الله جل جلاله لها أثناء رقود الفتية داخل الكهف، فما الحكمة من قوله تعالى (وترى الشمس)، ولكانت المقصود ب (ذلك من آيات الله) موقع الكهف بالنسبة للشمس ومسارها.

ولا يخفى عليك اخي احمد بأن قوله تعالى في الآية (ذلك) تعود على رؤية الشمس ومسارها واثر ضوءها على الفتية (وترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم .....). فهذا وصف كامل لمن يذهب ويقف امام الكهف أثناء رقود الفتية داخل فجوته لمراقبة حركة الشمس وأثرها على الكهف والفتية من طلوعها الى غروبها. (ف (تزاور) تعني تغيير المسار المعتاد.

ولا يخفى عليك معنى (تقرضهم) في الآية الكريمة، والتي اوجزها الشعراوي رحمه الله بأن الشمس كانت تمنحهم اشعتها عند الغروب دون أن يكون لهم حق فيها (اي وبحسب الناموس الكوني الذي نعرفه عند غروب الشمس لا يفترض أن تصل اشعتها إلى الفتية) إلا أنه وبحسب الآية كانت تصلهم اشعتها دون أن يكون لهم حق بها (قرض) (ذلك من آيات الله)

باختصار، أثناء رقود الفتية داخل الكهف لن يرى المراقب الذي يقف أمام الكهف صورة حقيقية للشمس حسب الناموس الكوني ولن يرى الفتية على حقيقتهم أيضا نتيجة لاختلاف سرعة الضوء أثناء رقودهم وتقليبهم، وهذا ما يدعو الفرار والرعب.

والله تعالى أعلم

اللهم ارزقنا فهم كتابك على الشكل الذي ترضاه لنا

بارك الله بكم









ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
أَحْصَى لِمَا
لَبِثُوا - أَمَدًا – نَحْنُ - نَقُصُّ - عَلَيْكَ - نَبَأَهُم - بِالْحَقِّ - إِنَّهُمْ - فِتْيَةٌ - آمَنُوا- 10
بِرَبِّهِمْ - وَ – زِدْنَاهُمْ – هُدًى – وَ – رَبَطْنَا – عَلَى – قُلُوبِهِمْ – إِذْ – قَامُوا – 20
فَقَالُوا – رَبُّنَا - رَبُّ - السَّمَاوَاتِ – وَ - الْأَرْضِ - لَن - نَّدْعُوَ - مِن - دُونِهِ - 30
إِلَهًا - لَقَدْ - قُلْنَا - إِذًا - شَطَطًا - هَؤُلَاء - قَوْمُنَا - اتَّخَذُوا - مِن - دُونِهِ - 40
آلِهَةً - لَّوْلَا - يَأْتُونَ -عَلَيْهِم - بِسُلْطَانٍ - بَيِّنٍ - فَمَنْ - أَظْلَمُ - مِمَّنِ - افْتَرَى - 50
عَلَى - اللَّهِ - كَذِبًا - وَ- إِذِ - اعْتَزَلْتُمُوهُمْ - وَ - مَا - يَعْبُدُونَ - إِلَّا - 60
اللَّهَ - فَأْوُوا - إِلَى - الْكَهْفِ - يَنشُرْ - لَكُمْ - رَبُّكُم - مِّن - رَّحمته – و - 70
يُهَيِّئْ - لَكُم - مِّنْ - أَمْرِكُم - مِّرْفَقًا – وَ - تَرَى - الشَّمْسَ - إِذَا - طَلَعَت - 80
تَّزَاوَرُ - عَن - كَهْفِهِمْ - ذَاتَ - الْيَمِينِ – وَ - إِذَا - غَرَبَت - تَّقْرِضُهُمْ - ذَاتَ - 90
الشِّمَالِ – وَ – هُمْ – فِي - فَجْوَةٍ - مِّنْهُ - ذَلِكَ - مِنْ - آيَاتِ - اللَّهِ - 100
مَن - يَهْدِ - اللَّهُ - فَهُوَ - الْمُهْتَدِي – وَ - مَن - يُضْلِلْ - فَلَن – تَجِدَ - 110
لَهُ - وَلِيًّا - مُّرْشِدًا – وَ - تَحْسَبُهُمْ - أَيْقَاظًا – وَ - هُمْ - رُقُودٌ – وَ - 120
نُقَلِّبُهُمْ - ذَاتَ – الْيَمِينِ - وَ- ذَاتَ - الشِّمَالِ - وَ - كَلْبُهُم - بَاسِطٌ - ذِرَاعَيْهِ - 130
بِالْوَصِيدِ – لَوِ- اطَّلَعْتَ - عَلَيْهِمْ - لَوَلَّيْتَ - مِنْهُمْ - فِرَارًا – وَ - لَمُلِئْتَ - مِنْهُمْ - 140
رُعْبًا – وَ - كَذَلِكَ - بَعَثْنَاهُمْ – لِيَتَسَاءلُوا- بَيْنَهُمْ- قَالَ- قَائِلٌ- مِّنْهُمْ- كَمْ - 150
لَبِثْتُمْ - قَالُوا – لَبِثْنَا- يَوْمًا- أَوْ- بَعْضَ- يَوْمٍ- قَالُوا- رَبُّكُمْ- أَعْلَمُ- 160
بِمَا- لَبِثْتُمْ- فَابْعَثُوا- أَحَدَكُم- بِوَرِقِكُمْ- هَذِهِ- إِلَى- الْمَدِينَةِ- فَلْيَنظُرْ- أَيُّهَا- 170
أَزْكَى- طَعَامًا- فَلْيَأْتِكُم- بِرِزْقٍ- مِّنْهُ - وَ- لْيَتَلَطَّفْ- وَ- لَا- يُشْعِرَنَّ- 180
بِكُمْ- أَحَدًا- إِنَّهُمْ- إِن- يَظْهَرُوا- عَلَيْكُمْ- يَرْجُمُوكُمْ- أَوْ- يُعِيدُوكُمْ- فِي- 190
مِلَّتِهِمْ- وَ- لَن- تُفْلِحُوا- إِذًا- أَبَدًا- وَ- كَذَلِكَ – أَعْثَرْنَا- عَلَيْهِمْ- 200
لِيَعْلَمُوا- أَنَّ- وَعْدَ- اللَّهِ- حَقٌّ- وَ- أَنَّ- السَّاعَةَ- لَا- رَيْبَ- 210
فِيهَا- إِذْ – يَتَنَازَعُونَ- بَيْنَهُمْ- أَمْرَهُمْ- فَقَالُوا- ابْنُوا- عَلَيْهِم- بُنْيَانًا- رَّبُّهُمْ- 220
أَعْلَمُ- بِهِمْ- قَال- الَّذِينَ- غَلَبُوا- عَلَى- أَمْرِهِمْ- لَنَتَّخِذَنَّ- عَلَيْهِم- مَّسْجِدًا- 230
سَيَقُولُونَ- ثَلَاثَةٌ- رَّابِعُهُمْ- كَلْبُهُمْ- وَ- يَقُولُونَ- خَمْسَةٌ- سَادِسُهُمْ- كَلْبُهُمْ- رَجْمًا- 240
بِالْغَيْبِ- وَ – يَقُولُونَ- سَبْعَةٌ- وَ- ثَامِنُهُمْ- كَلْبُهُمْ- قُل – رَّبِّي- أَعْلَمُ - 250
بِعِدَّتِهِم- مَّا- يَعْلَمُهُمْ- إِلَّا – قَلِيلٌ- فَلَا- تُمَارِ- فِيهِمْ- إِلَّا- مِرَاء - 260
ظَاهِرًا- وَ- لَا- تَسْتَفْتِ – فِيهِم- مِّنْهُمْ- أَحَدًا- وَ- لَا- تَقُولَنَّ - 270
لِشَيْءٍ- إِنِّي- فَاعِلٌ- ذَلِكَ- غَدًا- إِلَّا – أَن- يَشَاء- اللَّهُ- وَ- 280
اذْكُر- رَّبَّكَ- إِذَا- نَسِيتَ- وَ- قُلْ- عَسَى- أَن- يَهْدِيَنِ- رَبِّي- 290
لِأَقْرَبَ - مِنْ- هَذَا- رَشَدًا- وَ- لَبِثُوا- فِي- كَهْفِهِمْ- ثَلَاثَ- مِائَةٍ - 300
سِنِينَ- وَ- ازْدَادُوا- تِسْعًا - قُلِ - اللَّهُ – أَعْلَمُ- بِمَا- لَبِثُوا - 309



كل ما ذكرت اخي احمد قرأته واعلمه، وقد شرحه بالتفصيل الكحيل جزاه الله خيرا وجزاكم خيرا

ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
اصحاب الكهف والرقيم فيها احتمالات كثيرة
ولا يمكن ان ترجح احتمال دون دليل
فيحتمل قوله الكهف والرقيم هي وصف لاصحاب الكهف بأنهم كانوا يقضون اوقاتهم في هذا الكهف فيسجلون وقت مكوثهم فيه
لان كلمة الرقيم مأخوذة من الرقم او الترقيم
فهم اصحاب الكهف وهم اصحاب الرقيم
وكلمة الكهف بلام العهد اي هو كهف معروف لديهم بلام العهد

ومن الملاحظ ان هذه الايات من السورة قد اخبر النبي انها تعصم من الدجال
ومفهوم ان المقصد بذلك تطبيقها والعمل بها وليس قراءتها ونفخها بوجه الدجال
فمقصد الاية حين ينتشر الفساد في الارض ونرى الكثير قد اطاع جيوش الدجال
فنصيحة للمؤمنين البعيدين عن جيش المهدي ان يهربوا الى الجبال وخذوا معكم طعامكم واجتمعوا هناك هربا من فساد الدجال وابدؤوا باحصاء الوقت مثل اصحاب الرقيم لان النبي قد اخبرنا بزمن مكوث الدجال وهو سنة وشهرين واسبوع

ومن الملاحظ اختلاف الزمن في وقت الدجال
فيقول يوم كسنة ويوم كشهر
ومعنى يوم كسنة اي ستة شهور نهار وستة شهور ليل
وهذا امر عجيب باختلاف التوقيت
فلعل فيه اشارة تغير الوقت كما ذكرت
والله اعلم
 
اصحاب الكهف والرقيم فيها احتمالات كثيرة
ولا يمكن ان ترجح احتمال دون دليل
فيحتمل قوله الكهف والرقيم هي وصف لاصحاب الكهف بأنهم كانوا يقضون اوقاتهم في هذا الكهف فيسجلون وقت مكوثهم فيه
لان كلمة الرقيم مأخوذة من الرقم او الترقيم
فهم اصحاب الكهف وهم اصحاب الرقيم
وكلمة الكهف بلام العهد اي هو كهف معروف لديهم بلام العهد

ومن الملاحظ ان هذه الايات من السورة قد اخبر النبي انها تعصم من الدجال
ومفهوم ان المقصد بذلك تطبيقها والعمل بها وليس قراءتها ونفخها بوجه الدجال
فمقصد الاية حين ينتشر الفساد في الارض ونرى الكثير قد اطاع جيوش الدجال
فنصيحة للمؤمنين البعيدين عن جيش المهدي ان يهربوا الى الجبال وخذوا معكم طعامكم واجتمعوا هناك هربا من فساد الدجال وابدؤوا باحصاء الوقت مثل اصحاب الرقيم لان النبي قد اخبرنا بزمن مكوث الدجال وهو سنة وشهرين واسبوع

ومن الملاحظ اختلاف الزمن في وقت الدجال
فيقول يوم كسنة ويوم كشهر
ومعنى يوم كسنة اي ستة شهور نهار وستة شهور ليل
وهذا امر عجيب باختلاف التوقيت
فلعل فيه اشارة تغير الوقت كما ذكرت
والله اعلم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي محمد،

1. كيف كانوا يسجلون وقت مكوثهم في الكهف بينما هم رقود (وتحسبهم ايقاظا وهم رقود....).
2. قال تعالى (ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا). يعني اصحاب الكهف وأصحاب الرقيم، اي الذين مكثوا في الكهف والذين يمكثون في منطقة الرقيم، (لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا )

هذا والله تعالى اعلم




ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
هم كانوا يسجلون وقت مكوثهم قبل أن تحدث حالة نومهم
لأن الكهف كما قلت كان معروفا لهم، وكأنهم كانوا يذهبون له باستمرار ويكتبون على الرقيم أحداث معينة أو أشياء حدثت معهم، أو لعله يكتبون آيات لأحد الكتب السماوية
-----------------
ثم بعد أن حدثت معهم آية النوم
قال الله لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا
وهنا عند تساؤلهم تبين أن ما أحصوه من لبثهم يوم أو بعض يوم
أي لم يشعروا بهذه المدة الطويلة حتى يكتبوها في الرقيم

والله اعلم
 
1. هم كانوا يسجلون وقت مكوثهم قبل أن تحدث حالة نومهم لأن الكهف كما قلت كان معروفا لهم

2. وكأنهم كانوا يذهبون له باستمرار ويكتبون على الرقيم أحداث معينة أو أشياء حدثت معهم، أو لعله يكتبون آيات لأحد الكتب السماوية

3. ثم بعد أن حدثت معهم آية النوم قال الله لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا

وهنا عند تساؤلهم تبين أن ما أحصوه من لبثهم يوم أو بعض يوم, أي لم يشعروا بهذه المدة الطويلة حتى يكتبوها في الرقيم.


والله اعلم


بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الحبيب محمد

1. بالنسبة للنقطة الاولى: ما هو دليلك انهم كانوا يسجلون على الرقيم في الفترة التي سبقت رقودهم!!!!! وما دليلك ان الكهف كان معروفا لديهم مسبقا، هل (ال) تعريف الكهف تجزم انهم كانوا يعرفون الكهف مسبقا!!!! . ألا يحتمل المعنى انهم أثناء هروبهم من من تلك المدينة مروا بكهف صدفة في الوقت الذي أوحى إليهم جل جلاله ان يأووا إليه؟؟

2. أين هذا (الرقيم) الذي كانوا يسجلون عليه؟؟؟!!!

3. بالنسبة للنقطة الثالثة، من هم الحزبين؟؟؟

واقبلوا احترامي




ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
عودة
أعلى