استمع الآن لمحاضرة (أسانيد التفسير ومنهجية الحكم عليها) للدكتور حاتم الشريف العوني

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,318
مستوى التفاعل
127
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

تعقد الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه اللقاء الدوري لأعضاء الجمعية يوم الأحد 15/3/1429هـ بعد صلاة المغرب مباشرة بقاعة المقصورة بالرياض ، طريق الملك عبدالله . وسيطرح للنقاش في هذا اللقاء العلمي الذي يضم عدداً كبيراً من أهل التخصص في الدراسات القرآنية والحديثية موضوع :
[align=center]أسانيد التفسير ومنهجية الحكم عليها[/align]

وسيكون ضيف اللقاء هو فضيلة الشيخ الدكتور حاتم بن عارف الشريف العوني وفقه الله ، أستاذ الحديث المشارك بجامعة أم القرى وعضو مجلس الشورى السعودي . وللدكتور حاتم الشريف عدد من الكتب والأبحاث المطبوعة المتعلقة بالحديث الشريف وعلومه .له اكثر من 20 مؤلفاً مطبوعاً منها كتاب (المنهج المقترح لفهم المصطلح) وكتاب (إجماع المحدثين على عدم اشتراط العلم بالسماع للحديث) و (خلاصة التأصيل لعلم الجرح والتعديل) ، و(العنوان الصحيح للكتاب) و (نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية) وغيرها من المؤلفات والبحوث . ويمكن الاطلاع على ترجمته هنا ، والاستماع لبعض دروسه هنا .

وقد دعت الجمعية عدداً من المتخصصين في السنة النبوية أيضاً لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المتخصصين في الدراسات القرآنية والحديثية لمناقشة هذا الموضوع الحيوي والإدلاء بما لديهم حوله . ونرجو أن يكون هذا اللقاء موفقاً مثمراً . ويتوقع أن يبدأ اللقاء بعد صلاة المغرب ويستمر حتى الساعة التاسعة مساء بتوقيت مكة المكرمة .

الأربعاء 11/3/1429هـ
 
نشكر الإخوة في الجمعية السعودية على هذا النشاط المتميز ، وأحب أن يستفيد الإخوة من المقالات ذات الصلة بالموضوع الذي سيطرحه الشيخ حاتم :
المقال الأول : للدكتور مساعد الطيار :
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=244&highlight=%C3%D3%C7%E4%ED%CF+%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1
مالقال الثاني : تعليق الدكتور عبد الله الجديع على مقال الدكتور مساعد :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3577
وإذا كانت هناك مقالات متعلقة بالموضوع فلعل الإخوة يفيدوننا فيها .
 
بارك الله الجهود، وسدد الخطى. آمين.
هل يمكن للأخوات الحضور؟.
 
دكتور عبد الرحمن : بارك الله فيك وجعلك إماما في الخير وداعيا إليه ، ألا يمكن الاتفاق مع إحدى الفضائيات لنقل هذا اللقاء- ولو مسجلا - الذي يتمنى كثير من طلاب العلم حضوره ، أنا أعرف أن هذا أمر صعب ولكنه اقتراح ، فإن لم يكن فأقترح أن يتم تصوير اللقاء بكامله بالفيديو حتى نستفيد من مداخلات المشايخ المشاركين واستفساراتهم
جزاكم الله خيرا وسدد على الخير خطاكم
وهذا رابط لمقال ثالث على الملتقى جرى النقاش فيه حول هذه القضية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10712
 
دكتور عبد الرحمن : بارك الله فيك وجعلك إماما في الخير وداعيا إليه ، ألا يمكن الاتفاق مع إحدى الفضائيات لنقل هذا اللقاء- ولو مسجلا - الذي يتمنى كثير من طلاب العلم حضوره ، أنا أعرف أن هذا أمر صعب ولكنه اقتراح

أحسنتَ ، بل هو سهل جداً ، وسأطلب الآن من قناة المجد تسجيله بإذن الله وتوثيقه وأشكرك على اقتراحك ، وكنت أنوي تسجيله صوتياً فحسبُ ، لكن لا بأس من توثيقه صورة أيضاً .
 
(( طلب آمل تحقيقه ))

(( طلب آمل تحقيقه ))

إلى سعادة الدكتور : عبدالرحمن الشهري سدده الله
جزاك الله خيراً على إفادتنا بموعد هذا اللقاء العلمي المفيد ....
ونحن معشر العضوات المنتسبات لهذه الجميعة المباركة حينما يعلن عن مثل هذه المجالس العلمية فإننا نترقب بشغف حضور هذه الرياض العطرة ، ويأسرنا الحزن والضيق إذا عرفنا أن الدعوة محصورة ومقصورة على الأعضاء فحسب
ففضلاً لا أمراً آمل منكم بارك الله فيكم أن تتيحوا المجال لنا للحضور ، وفتح باب المشاركة والمداخلة من قبل عضوات الجميعة إذا لم يكن في ذلك مشقة أو حرج عليكم .
وإذا كان ذلك كذلك وهو ذلك فنتمنى أن تنقل الندوة مباشرة في نفس وقت البث ليتسنى لنا متابعتها والإستفادة منها
أسأل الله أن يجزل لكم الأجر والمثوبة على ما تقومون به من خدمة لكتاب الله العظيم .......ويرفع درجاتكم في الدنيا والآخرة ........
 
تم الاتفاق مع قناة المجد العلمية على توثيق اللقاء وتصويره والحمد لله .
أما طلب أختي الكريمة مدهامتان فليتنا نستطيع تحقيقه ، لكن قاعة المقصورة ليست فيها التقنية التي تتيح نقل اللقاء لقاعة خاصة بالنساء للأسف كما أخبرني القائم على إدارتها الآن ، ونحن نعاني أيضاً من ضعف الحضور من الجانب النسائي ، فيكون من الأنسب توثيق اللقاء وتوزيعه عليكم بإذن الله فيتحقق جزء من المقصود . وسأنظر في أمر نقل الندوة على الأقل بواسطة البث الإسلامي المباشر ، وإن كنت على يقين أنني لن أجد خط هاتف في القاعة ، ولكن سنحاول .
 
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل سرعة إجابتك لطلبنا ، وأسأل الله أن يجعلكم مباركين أينما كنتم .....
 
جزاك الله خيرا ، وبارك فيك يا أبا عبد الله
هل ستنقل قناة المجد العلمية اللقاء مباشرة أم ستعرضه بعد ذلك في وقت آخر ؟
 
بل تسجله وتنقله في وقت آخر ، وتقوم بإنتاج نسخة DVD من اللقاء نوزعها على أعضاء الجمعية وأحاول رفع نسخة منها على الموقع بإذن الله .
 
نذكر بموعد اللقاء غداً الأحد بإذن الله ، وقد بحثنا عن قاعة أوسع ضمن قاعات المقصورة لكي تستوعب الجميع فحيا الله كل من رغب في الحضور من الأعضاء وغيرهم .
وقد حصلنا على بطاقة اتصال بالانترنت لنتمكن من نقل اللقاء عبر الموقع هنا وعبر موقع البث الإسلامي لمن أراد المتابعة مباشرة .
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى ،،

ليلة الأحد 15/3/1429هـ
 


كم تمنيناها الثلاثاء لنتمكن من الحضور !!

عموماً .. لا يسعنا إلا ندعو الله تعالى للشيخ د.حاتم أن يسدده الله في قوله وعمله ،وسائر الإخوة الحاضرين والمتابعين .

كلي أمل أن لا يتأخر تفريغها كتابياً ليسهل تأملها والاستفادة منها .
 
نفع الله بالشيخ حاتم وبأخي الشيخ عبدالرحمن

لم يكتب لي أن أستمع يوما ما لإحدى المحاضرات بطريقة مباشرة، وذلك لعدم معرفة التوقيت الحقيقي للبث المباشر.

وحبذا لو وجدتم في المستقبل طريقة لوضع سكريبت للتوقيت بجانب الرابط، مثل أن يقال:
تبدأ المحاضرة في الوقت الفلاني، والساعة الآن هي كذا.

ونفس الملاحظة أسوقها لموقع البث الإسلامي المباشر.

مع الدعاء لكم بالتوفيق.
 
الحمد لله ، لقد كان اللقاء ماتعًا ، وكانت للشيخ الأستاذ الدكتور حكمت بشير مداخلة مُعدَّة ، حيث حضر من جدَّة لأجل هذا اللقاء ، وقد استمتعنا بتنوع الطرح في هذا الموضوع ، ولعلنا نجتهد في لقاءات قادمة في طرح موضوعات مهمة في موضوع الدراسات القرآنية ؛ كالأحرف السبعة ، وأسانيد القراءات ، الإسرائيليات في التفسير ، وغيرها من الموضوعات التي تحتاج إلى مناقشات بين أهل التخصص .
أسأل الله أن يبارك لنا في الجهود .
 
كان اللقاء رائعاً جداً , تطرق الشيخ حاتم حفظه الله إلى أصول وأحوال في التعامل مع المرويات في التفسير , وبيَّن منهج الأئمة - حتى المحدثين- في التفريق في الحكم على المرويات بحسب أحوالها مع تدعيم قوله بالأمثلة , وكذا بالتصوير الواقعي لأحوال المرويات من خلال حياتنا المعاصرة تقريباً لفهم المسائل .
فهو بالفعل من أروع اللقاءات التي وفقت لحضورها
أطلب طلباً ملحاً من الشيخ د/ حاتم الشريف بطباعة البحث أو إنزاله في أحد المواقع . فهو بحث قيم ,,,
وجزاك الله عن المشايخ والإخوة خير الجزاء .
 
متى ستذيع المجد العلمية هذا اللقاء فنحن بشوق إلى رؤيته وسماعه
 
التسجيل غير واضح إذا كان بالإماكان تنزيل تسجيل آخر ......
 
حبذا لو يكون البحث ملفاً مكتوباً للتوثيق لمن أراد جزاكم الله خيرا
 
أعانك الله يا أبا عبد الله وسدد خطاك
هل تحدد موعد إذاعة اللقاء على المجد العلمية
وأرجو أن يعينك الله على رفع اللقاء هنا على الملتقى حتى يأذن الله بإذاعته
 
بانتظار رفع اللقاء أبا عبدالله ... أعانك الله وسددك .
 
استمع الآن للمحاضرة ...

استمع الآن للمحاضرة ...

يمكن الآن الاستماع للمحاضرة ، بعد أن قمت باستخلاص الصوت من خلال DVD مصور عن طريق قناة المجد جزاهم الله خيراً. وقد أخبرني مدير القناة أن القناة قد أذاعت اللقاء في الأيام الماضية ولم أعلم به ولم أره .
وليت أحد الفضلاء يتكرم بتلخيص المحاضرة كتابة من خلال استماعه لها والله يوفقكم جميعاً لكل خير .

[align=center][rams]http://www.tafsir.net/audio/sound/asaneed_tafsir_hatem.mp3[/rams][/align]
 
قلتُ لأخي الدكتور حاتم الشريف بعد نهاية محاضرته مازحاً : محاضرتك هذه مركزة المعلومات مثل حليب (نستلة) :)
وعندما أعدت مشاهدتها مرة أخرى تيقنت أنها كانت محاضرة رائعة ومركزة فعلاً ، وبالرغم أن المقدم الدكتور ناصر الماجد قد أعطاه بدل 30 دقيقة كان قد وعده بها 72 دقيقة دون مقاطعة ، وبالرغم من ذلك فقد كانت مجرد إشارات لحقائق علمية مهمة جداً في بحث هذا الموضوع لم يسبقه إلى تحريرها - فيما أعلم - أحد . فجزاه الله خيراً عن إخوانه وطلبة العلم . وأنا أقدر كثيراً منهجية الدكتور حاتم الشريف في البحث والتحرير للمباحث العلمية زاده الله توفيقاً وفقهاً وهدى ، ومتع به . وقد رغبت إليه أن يرسل لي البحث المكتوب الذي كان بين يديه فأخبرني أنه ينوي إكماله هذه الأيام ونشره في مجلة علمية محكمة ونشره ربما يفسد عليه مسألة النشر هذه ، فقدرت له ذلك وقبلت عذره وفقه الله ، ولو تصدى أحدنا لتفريغ المحاضرة لكان فيها خير كثير ريثما يطبع البحث وينشر بإذن الله حتى تتضح هذه المسألة أكثر لدى طلبة العلم فهي من أهم المسائل .
 
فضيلة الدكتور حاتم الشريف ـ حفظه الله ـ من المحررين في علوم الحديث ومصطلحه ، وأطروحاته وأبحاثه لا تجد فيها مكانا للتقليد أو التبعية دون دليل ، بل هي على العكس تماما ، تعتمد على الاستقراء التام ، وتحرير الأقوال وتمحيصها ،
وطول التأمل ، ودقة النظر ، واحترام عقل المتلقي .
و لا بد أن تجد في كل فن باحثين على هذا النسق المتميز ، فمثلا في التفسير وأصوله وعلوم القرآن تجد فضيلة الدكتور مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ .
وفي التجويد والقراءات (دراية) تجد فضيلة الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ـ حفظه الله ـ
وفي القراءات (رواية) تجد الدكتور إيهاب فكري ـ حفظه الله ـ
وفي الرسم والضبط تجد الدكتور أحمد شرشال ـ حفظه الله ـ
أسأل الله تعالى أن يجزيهم خير الجزاء ، وأن يبارك في جهودهم ، وأن يوفقهم إلى مزيد من العطاء المتميز .
 
جزاك الله خيرا على رفعك للمحاضرة
وكم أحزنني خبر إذاعتها على المجد دون أن نعلم ذلك ، ولذا فإنه يتعين عليك يا أبا عبد الله أن تتفاوض مع القناة في إذاعتها مرة أخرى أو تعدني بنسخة من DVDحتى نسامحك ونقبل عذرك
 
استمعت إلى المحاضرة بشوق ولهف وقد كانت محاضرة ماتعة دسمة وليسمح لي المشرف العام بأن المحاضرة لم تكن دسمة كحليب نستلة بل هي دسمة دسامة لحم الضأن ، وعلى أية حال فالاختلاف بيني وبينك في هذا يمكن أن نجعله اختلاف تنوع لكونها لك كحليب نستلة وكونها لي كلحم الضأن إذ المحل المتنزل عليه الكلام في الحالتين مختلف
وهذا ملخص المحاضرة وقد لخصت نقاطها فيما يلي وغالبها بنص كلام الدكتور حاتم وقد أتصرف في بعض العبارات عند الحاجة وسأرفق بهذه المشاركة أيضا التفريغ الكامل للمحاضرة لمن أراد تحميله :
1) وتبدأ أهمية هذا الموضوع من عبارة مشكلة يعرفها الجميع وهي عبارة الإمام أحمد التي يقول فيها " ثلاثة كتب ليس لها أصول : المغازي والملاحم والتفسير "
البدء بنفي فهمين باطلين لهذه العبارة:
الفهم الأول : أن الإمام أحمد يعني بهذه العبارة أن كل ما ورد في التفسير لا يصح
الفهم الثاني : ما وصل إلينا من مرويات التفسير لا يقوم ببيان الفهم النبوي الذي بلغه النبي للصحابة ، (فهم النبي للقرآن وتبليغه للصحابة)
إذن نتفق بعد هذا التقرير على أن الروايات التفسيرية الموجودة كافية في بيان المراد الذي أراد الله من كتابه والذي فهمه النبي 
2) هناك خلل كبير في فهم حقيقة القبول ، وهذا الخلل بعضه قديم وأكثره معاصر ؛ لأن بعض الناس صار يظن أن قبول الخبر يعني تحقق شروط قبول الخبر الموجودة في علم من العلوم ، فمثلا يريد أن يطبق منهج نقد السنة النبوية على القراءات فيقع في خلل كبير، يريد أن يطبق منهج نقد السنة النبوية على الأدب والشعر فيدخل في نفق طويل ومظلم ويشكك في الشعر الجاهلي أكثر مما شكك فيه طه حسين
لم حدث هذا الخلل ؟ لأن البعض صار يظن أن القبول هو تحقق شروط القبول وفق منهج معين ، مع أن حقيقة القبول لا علاقة لها بهذه الشروط التي ترسخت في الذهن وظننا أنها هي فقط حقيقة القبول .
وكان المحدثون يفرقون بين شروط قبول الحديث النبوي وبين تحقق القبول سواء في الحديث النبوي أو في غيره من العلوم الشرعية.
وأضرب لكم أمثلة على ذلك :
مثلا الإمام الأوزاعي سئل عن المناولة – أن يناول الشيخ الطالب الكتاب – فقال : أتدين بها ولا أحدث بها .
إذن فكرة القبول عندنا يجب أن تكون أوسع من فكرة شروط الحديث الصحيح التي اعتبرها المحدثون شرطا لقبول الحديث عن النبي  ، فالقبول ليس هو شروط القبول ، ولذلك ينبغي علينا عند دراسة هذه المسألة أن نلاحظ هذه القضية
3) العلوم متباينة في شرو ط قبولها وهي وإن اتفقت من حيث كونها منقولة لكن وسائل نقدها مختلفة ، ويدل على ذلك أشياء لو لم يكن منها إلا أن المحدثين - الذين نود ان نتحاكم إليهم – كانوا يرجعون في اللغة إلى أئمة اللغة ، وفي التاريخ إلى أئمة التاريخ ، فلو كان منهج المحدثين في نقد السنة النبوية في نقد العلوم يصلح أن يطبق في كل العلوم لأصبح المحدثون هم أعلم الناس باللغة وأعلم الناس بالتاريخ وأعلم الناس بكل المنقولات ، والواقع أن هذا غير صحيح .
ومما يدل على ذلك أيضا أن المحدثين الذين جمعوا بين فنون عديدة ، من كان إذا ألف كتابا في الحديث طبق عليه قواعد نقد الحديث ، وإذا ألف كتابا في اللغة طبق عليه قواعد اللغة
من الأشياء التي أدت للخلل في هذا الباب أن المنقولات في التراث الإسلامي اصطبغت بصبغة واحدة وهي الإسناد ، فيظن كثير من الناس أن مجرد ذكر الإسناد يلزم منه أن يكون منهج القبول منهجا موحدا لأنها فيها إسناد ، وهذا غير صحيح ؛ لأن الغرض من ذكر الإسناد لم يكن دائما من أجل أن يكون هو مجال النقد للأخبار ، وإنما كان أهم سبب لذكر الإسناد أنه كان وسيلة العزو والأمانة العلمية ، يعني مثل ما نعزو نحن الآن للكتب ، فكان الواحد منهم إذا أراد أن يعزو كانت وسيلة العزو هي الإسناد ، فليس المقصود من ذكر الإسناد هو أن يكون دائما هو وسيلة نقد المنقول ، وإنما هو وسيلة العزو والإحالة وبيان المصدر
لماذا يختلف منهج نقد المنقولات والأخبار مع أنها جميعا أخبار ؟
هذا يرجع إلى أربعة أصول أساسية :
الأصل الأول : عظم أثر الخبر على مُتلَقِّيه أو ضعف أثره عليه مما يُكسِبُه قدره من الأهمية عند المتلقي بقدر أثره ، فالخبر كلما كان أثره كبيرا عليك وله أهمية كبيرة كلما استوجب من التحري ما لا يستوجبه ما هو أقل منه ، وهذا أمر واضح وندركه في انفسنا ، وهذا منطبق تماما على المنقولات
الأصل الثاني : اختلاف المقصد من نقل الخبر ، فإن كان المقصود من نقل الخبر إثبات نسبته إلى قائله فهذا يختلف عما إذا كان المقصود من نقل الخبر هو بيان منهج كلي مثلا
قال شيخ الإسلام " والأئمة كانوا يروون ما في الباب من الأحاديث التي لم يُعلم أنها كذب من المرفوع والمسند والموقوف وآثار الصحابة والتابعين لأن ذلك يقوي بعضه بعضا كما تُذكر المسألة من أصول الدين ويذكر فيها مذاهب الأئمة والسلف ، فثَمَّ أمور تُذكر للاعتماد ، وأمور تذكر للاعتضاد ، وأمور تُذكر لأنها لم يُعلَم أنها من نوع الفساد "
الأصل الثالث : اختلاف خاصية الخبر مما يؤدي إلى اختلاف أدلة ثبوته ، فالخبر الذي تتوافر الدواعي على نقله ينبغي أن ينقله العامة عن العامة كحدوث حدث عظيم ككسوف الشمس ، ما نقبل فيه أن يقول شخص واحد : كسفت الشمس والناس كلهم لا يعرفون هذا الخبر ، فالناس كلهم يعرفون مثل هذا ويقبلونه ، حتى لو كان الشخص الناقل لمثل هذا ثقة فأقل ما يتهم به في مثل هذا الخطأ ، لأن خبرا كهذا تتوافر الدواعي على نقله
و أيضا : الخبر الذي يصعب فيه الكذب أو يبعد فيه الوهم غير الخبر الذي لا يصعب فيه الكذب ولا يستبعد فيه الوهم
الأصل الرابع : توفر وسائل النقد والتشديد أو عدم توفرها ففي بعض الأحيان يكون توفر وسائل النقد متيحا للإنسان أن يتشدد ، وعدم توفر وسائل النقد لا تتيح له هذا التشدد ، لكن لا تعني أنه سيقبل ما لا يستحق القبول ، فتوفر وسائل النقد والتشديد فيها هذا يجعلك لا تطمئن حتى تطبق هذه القواعد الصعبة ، وعدم توفرها يجعلك تكتفي بالقواعد الدالة على القبول لكنها أخف في التثبت والتحري

4) متى يطبق منهج نقد السنة النبوية على روايات التفسير؟
في أربعة حالات :
1) الأحاديث المرفوعة إلى النبي صراحة ؛ لأنها أحاديث نبوية فلا بد من التثبت لها وتطبيق منهج نقد السنة النبوية عليها .
2) ما له حكم الرفع كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ ، وما خرج عن القراءات العشر المقروء بها ، فإذا أردت أن أثبت قراءة شاذة فلا بد من تطبيق منهج المحدثين عليها .
3) ما كان له حكم الرفع من آثار التابعين ، فالمرفوع لا يشترط فيه الاتصال ، فلا تناقض بين أن يجمع الحديث بين وصف الإرسال وبين وصفه بأنه مرفوع ، فالرفع لا يشترط له إلا مجرد نسبة الكلام إلى النبي  ، أو أن ينتهي السند إلى النبي 
4) إذا أردت أن أثبت نسبة القول إلى قائله بلا شك ( بغلبة الظن أو اليقين )
وأما ما سوى ذلك فلا يطبق عليه منهج المحدثين
5) هناك خلل في فهم منهج المحدثين حتى في نقد السنة النبوية ، فهناك من حاول أن ينقد الأحاديث المرفوعة بمناهج غير صحيحة ، ووضع قواعد غير صحيحة في نقد السنة النبوية ، يعني الخلل الذي وقع في هذا الباب ليس هو فقط في تطبيق منهج قبول على علم لا يستحقه هذا العلم ، بل حتى لو أردنا أن نطبق منهج المحدثين على الأحاديث المرفوعة فهناك خلل في هذا التطبيق
6) من الخلل في ذلك الباب تطبيق منهج نقد السنة الصارم على نقد الآثار التي ليس لها حكم الرفع
7) من الخلل أيضا : عدم مراعاة أسانيد نسخ التفسير ، فهذا الكتاب الذي كتبه مجاهد مثلا ثم أصبح يرويه عنه تلامذته ، هذا كتاب فلا يحتاج إلى ضبط ونحوه فالإسناد مجرد زينة له ، ولذلك تساهلوا ورووه بالوجادة ، فلا يصح أن آتي وأطبق عليه منهج نقد السنة النبوية الذي يُغفِل جانب أن هذه وجادات وأضرب مثالا : ففي تاريخ الطبري وتفسيره ينقل الطبري مرويات كثيرة عن ابن اسحاق في التفسير وفي السير من روايته عن محمد بن حميد الرازي عن سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق ، فيأتي المعاصر ويقول : محمد بن حميد الرازي ضعيف ، وسلمة بن الأبرش فيه كلام يعني صدوق ، فيقول هذا إسناد إما ضعيف أو شديد الضعف ، والواقع أنه يا - ابن الحلال - ينقل من سيرة ابن إسحاق ، يعني لو قال لك ابن جرير : قال ابن إسحاق في سيرته ستقبل ، فهل تكون مشكلته أنه ذكر لك الإسناد ، صار لما يذكر الإسناد يصير عقوبة له أنك تضعف الرواية
8) هنا سؤال مهم جدا : ما هو سبب إيراد المرويات التفسيرية التي لن نطبق عليها منهج نقد السنة النبوية ؟
نقول : هناك أربعة أسباب لذلك :
أولها : إثبات أن هذا القول قول للسلف ، فإذا كان لا يصح القول عن الصحابي لكن يصح عن التابعي ، أنا أريد أن أعرف أن هذا القول في التفسير قول معروف في زمن السلف
ثانيها : معرفة المنهج العام للسلف في التفسير ، فلو جئت لأي مسألة قد لا تجد فيها أثرا صحيحا بعينه على المنهج الحديثي لكن مجمل هذه المرويات التي تملأ التفسير تعطيني يقين بأن هناك منهج معين في طريقة فهم كلام الله عز وجل ، ولو لم يكن في هذه المرويات إلا هذه الفائدة لكفت فهذا أهم شيء أن يعرف القارئ منهج السلف في فهم كلام الله
ثالثها : أن يكون مما تغني استفاضته ووجود أدلة نقده من خارج الأسانيد كاللغة المستفيضة وهذا نص عليه البيهقي في سبب ذكر رواية الكلبي في التفسير ، قال : لأنه ينقل لغة واللغة معروفة ومستفيضة يعني كأني أنسبها إلى رجل جاهلي ، فهل يكون الجاهلي أحسن من الكلبي المسلم
رابعها : الأمور التي لا علاقة لها بفهم الآية مثل تسمية صاحب قصة أو قوم معينين أخذا من الإسرائيليات أو غيرها التي لا تؤثر في فهم الآية ولذلك ابن جرير كان كثيرا جدا لما يورد هذه المرويات يقول : سواء قلنا بهذا أو قلنا بهذا أو قلنا بهذا يعني أن تفسير الآية لا يتأثر بتغير المسميات هذه أو تحديد القرون أو ما أشبه ذلك ، كل هذه أمور لا علاقة لها بفهم الآية ولذلك ليس هناك داع أصلا لتطبيق منهج نقد السنة عليها
9) الفرق بين النسخ المكذوبة التي كذبها كاتبها مثل نافع بن الأزرق ، فلم نتساهل في نسخة نافع بن الأزرق لأن الذي كتب هذه النسخة وهو عيسى بن يزيد هو الكذاب هو نفسه الكاتب لكن لما يكون مجاهد نفسه هو الذي كتب والتفسير انتشر بين الطلبة فالصورة تصير مختلفة ، لأن التفسير ثابت عن مجاهد ، وذلك مثل البخاري الآن هل يستطيع أحد لو أنه كذاب يكذب على صحيح البخاري ؟ لو فعل يفتضح عند الناس كلهم ، فهذا كتاب موجود ما يهم الأسانيد ، ولذلك أسانيد هذه الكتب حتى المتأخرة منها نتساهل فيها ونص على هذا العلماء كابن الصلاح والبيهقي ، فالبيهقي نص على أنه يتساهل في أسانيد المتأخرين بعد القرن الثالث الهجري إذ أصبحت مجرد زينة للكتب ، ولذلك تجد بعض الكتب المشهورة جدا الأسانيد إليها فيها كلام ، لو أردت أن أنتقد مسند أحمد بدراسة الأسانيد لأصبح مسند أحمد كله ضعيف لأن ابن الحصين فيه ضعف والقطيعي فيه كلام ويقال أنه ما سمع بعض الأجزاء ، سنن ابن ماجة الراوي عن ابن ماجة فيه جهالة
 
وفقك الله يا أبا صفوت وغفر ذنبك وأحسن إليك كما أحسنت إلى إخوانك بتفريغ هذه المحاضرة .
 
جزاكم الله خيرا.
استمعت للمحاضرة واستفدت منها كثيرا. وكعادة المحاضرات الجيدة/ فقد فتحت لي باب التساؤلات العلمية أكثر مما أغلقت :)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد قرات ماكتبه الأستاذ الفاضل أبو صفوت عن هذا اللقاء القيم، ونأمل أن ترعى الجمعية لقاء آخر حول المنهجية في الأسانيد في علم القراءات...
مع اقتراح أن يكون اللقاء حواريا مع مجموعة من القراء المتخصصين بعد أن يقدم الدكتور المحاضر محاضرته.
والله الموفق.
 
أضم صوتي لصوت أستاذي الدكتور أمين الشنقيطي في اقتراحه إقامة لقاء حول :
(المنهجية في دراسة أسانيد علم القراءات)
على أن تكون ندوة يشارك فيها اثنان أو ثلاثة من المختصين ، وأقترح هذه الأسماء :
فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سيدي الأمين
فضيلة الدكتور إيهاب فكري
فضيلة الدكتور حازم حيدر
وآمل أن نسمع بإقامة هذه الندوة قريبا .
 
فكرة موفقة ، ومنذ مدة وأنا أرى أن عقد هذه اللقاءات العلمية بالصورة الموجودة يحتاج إلى تطوير ، فكون المحاضر واحدا مسألة لا تخرج باللقاء كما ينبغي ، وكذا تحديد وقت المحاضر بنصف ساعة ، وتنظيم اللقاء على هذه الصورة لا يخرج به كما ينبغي ، ومما يلاحظ على مثل هذا :
1) اضطرار المحاضر إلى اجتزاء كثير من الأفكار واختصار كثير من عناصر الموضوع مما يكون له أثر في عدم وضوح موضوع اللقاء أو بعض جوانبة بالصورة المطلوبة خصوصا عند صاحب الفكرة المعارضة
2) عدم السماح لأصحاب الفكرة المقابلة كليا أو جزئيا بتوضيح فكرتهم بالصورة المطلوبة إذ وقت مداخلتهم يسير
ولذا فإني أقترح ما يلي :
1) اختيار اثنين أو ثلاثة من المحاضرين ومراعاة كون أفكارهم حول الموضوع متقابلة كليا أو جزئيا وكذا مراعاة كونهم من أبرز من له دراسات أو اهتمام بموضوع اللقاء
2) جعل مدة اللقاء لا تقل عن أربع ساعات ولو بتقسيمها على فترتين صباحية ومسائية ويحدد لكل محاضر ساعة ، بحيث يكون هناك ساعة في نهاية اللقاء لاستفسارات الحاضرين
3)) اختيار أبرز المتخصصين أو من لهم عناية بموضوع اللقاء ودعوتهم لحضوره
4) تحديد محاور اللقاء الرئيسة حتى يتسنى للحاضرين إعداد ما لديهم من استفسارات وإشكالات
5) تكرار النقاش حول الموضوع في لقاء آخر إن كانت بعض جوانبه بحاجة لذلك
هذه بعض الأفكار التي أرى أنها ترقى بمثل هذه اللقاءات ، فليس المقصود من عقدها هو المقصود من عقد المحاضرات العامة ، وإنما المقصود منها المناقشات وتبادل الأفكار وعرض الإشكالات والاستفسارات
وأخيرا فأرجو أن لا يظن أحد أني اعترض على الصورة الموجودة ولكني أطمح في الرقي بها وفي دوام استمرارها
وفق الله من يرعى هذه اللقاءات ويساهم فيها ويدعو إليها
 
أؤيد عقد هذه الندوة عن أسانيد القراءات ، ولعلها تعقد في المدينة المنورة ما دام الضيوف المقترحون كلهم منها .
ولعل الزملاء في اللجنة الفرعية بالمدينة المنورة يسعون لتنظيم هذه الندوة بالطريقة التي يرونها ولو في الفترة الصباحية فهي أوسع (من الثامنة صباحاً إلى الثانية عشرة) في رحاب الجامعة الإسلامية أو جامعة طيبة .
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الشهري
قلتُ لأخي الدكتور حاتم الشريف بعد نهاية محاضرته مازحاً : محاضرتك هذه مركزة المعلومات مثل حليب (نستلة) .



اخي الحبيب هل يمكن التكرم بارسال بريد الدكتور حاتم الشريف وتلفونه ان امكن على الخاص وذلك انني اكتب بموضوع الاعلال بما ليس بقادح عند المحدثين واود ان استشير الدكتور - حفظه الله -
مع جزيل الشكر والامتنان
 
للرفع والتذكير بهذه المحاضرة القيمة بعد مدة طويلة من عقدها ، والموضوع ما يزال بحاجة إلى النقاش للخروج بأكبر قدر من الفوائد .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
 
هل أكمل فضيلة الدكتور الشريف حاتم العوني هذا البحث؟ وهل نشر أم لا، وإن كان فأين أجده؟ بارك الله فيكم
 
أحسن الله إليكم أيها الكرام هل نشر بحث الدكتور حاتم عونى بعد أم لا؟وهل هناك أبحاث أخرى أو نقاشات بهذه القوة فى المسألة؟؟
 
استمعت إلى محاضرة فضيلة الشيخ الدكتور حاتم العوني، وتملكني العجب الشديد حين قرأت لأسد رستم المؤرخ المعروف - وقد كان نصرانيا - حيث طالب بالعمل بضوابط منهج المحدثين في نقل الرواية في كتب تاريخ البشرية وأنه لا يمكن الوثوق في كتب التاريخ مالم يتم إعمال منهج المحدثين على المرويات الواردة فيها !
ولعل فضيلته يبين لنا لاحقا هذا التباين بين ماجاء في محاضرته - جزاه الله خيرا - وماجاء في كتاب الأستاذ والمؤرخ الكبير أسد رستم (مصطلح التأريخ).
 
عودة
أعلى