استفسار

شيخنا عبد الحكيم : الألف تقبل التفخيم بلا خلاف ، والألف عبارة فتحة مشبعة ، فهل يلزم من ذلك أن يكون في الفتحة تفخيم ؟
فإن قلت : لا .
قلت : كذلك الحال مع الضمة والواو .
وإن قلت : نعم .
قلت : يلزم من ذلك أن يكون الحرف المستفل المفتوح مصحوبا بجزء من التفخيم .
وحل انت الإشكال يا سيدنا .
والحقيقة أنه لا إشكال .
 
شيخنا عبد الحكيم : الألف تقبل التفخيم بلا خلاف ، والألف عبارة فتحة مشبعة ، فهل يلزم من ذلك أن يكون في الفتحة تفخيم ؟
فإن قلت : لا .
قلت : كذلك الحال مع الضمة والواو .
وإن قلت : نعم .
قلت : يلزم من ذلك أن يكون الحرف المستفل المفتوح مصحوبا بجزء من التفخيم .
وحل انت الإشكال يا سيدنا .
والحقيقة أنه لا إشكال .
السلام عليكم
شيخنا ..الفتحة جزء من الألف فيسري عليها ما يسري على الألف ، والدليل على ذلك في الإمالة تقرب الفتحة من الكس والألف من الياء ، ولا تمال الألف بمفردها .
أما حل الإشكال :
الفتحة تخرج بعد الحرف وعليه الحرف المحرك يخرج من مخرجين : مخرج الحرف ومخرج الحركة وعلى ذلك لا لإشكال سواء كان الحرف مفخما أو مرققا .ويخرج من ذلك الألف فقط للنص عليه أو لطبيعة الفتحة أي قبولها للصفتين بخلاف الواو والياء .والله أعلم .
والسلام عليكم
 
وعليكم السلام
سيدنا ؛ أخشى أن يتشعب بنا الحوار .
هل الفتحة تخرج بعد الحرف ، أم تخرج متزامنة مع خروج الحرف ؟
فإن كان ففضيلتكم لم يحل إشكالا ، هذا على أساس وجوده .
 
هل الفتحة تخرج بعد الحرف ، أم تخرج متزامنة مع خروج الحرف ؟ .
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...

فهذا بحث في الحركات جعلته علي هيئة أسئلة وأجوبة ن لعل إخواني يستفيدوا بما فيه من مادة علمية .
* الحركة لغة :

) ح ر ك: الحَرَكَةُ ضد السكون وحَرّكَهُ فتَحَرَّك وما به حَرَاكٌ أي حركة وغلام حَرِكٌ أي خفيف ذكي والحَارِكُ من الفرس فروع الكتفين وهو الكاهل ) أ.ه مختار الصحاح

)الحَرَكة: ضد السكون، حَرُك يحْرُك حَرَكةً وحَرْكاً وحَرَّكه فتَحَرَّك، قال الأَزهري: وكذلك يَتَحَرَّك، وتقول: قد أَعيا فما به حَرََاك، قال ابن سيده: وما به حَرَاك أَي حَرَكة ) ا . ه لسان العرب
* الحركة اصطلاحا:

المقصود بالحركة هنا: تحرك الحرف بأحد الحركات الثلاثة (فتح ،ضم ،كسر)
فائدة :
الضمة أثقل الحركات تليها الكسرة ثم الفتحة أخف الحركات .


* تعريف الفتحة والضمة والكسرة:
قال صاحب دليل الحيران:
الفتحة :ألف مبطوحة صغرى ( ـــ ) وجعلت مبطوحة أى مبسوطة وممدودة من اليمين إلى اليسارلئلا تلتبس بأصلها الذى هو الألف وجعلت صغيرة لتظهر مزية الأصل على الفرع . أ.هـ
محل الفتحة : توضع فوق الحرف وعليه العمل ، ومنهم من جعلها أمام الحرف وهو قول ضعيف .
وأما الضمة : هى واو صغيرة ( و ) ومنهم من أسقط رأسها . والأول أرجح
محل الضمة :منهم من جعلها فوق الحرف ، ومنهم من جعلها أمامها . والراجح الأول وعليه العمل ..... وأما وضعها فى نفس الحرف قول ضعيف .

وأما الكسرة : ياء صغيرة إلا أنها تسقط رأسها بالكلية وتسقط نقطها ، وتبقي جرتها (-- )ا.هـ
محل الكسرة : توضع تحت الحرف .
جاء في كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي أن الحركات ست :
الثلاث المشهورة : ( الفتحة والضمة والكسرة )
ــ وحركة بين الفتحة والكسرة وهي التي قبل الألف الممالة
ــ وحركة بين الفتحة والضمة وهي التي قبل الألف المفخمة في قراءة ورش نحو :الصلاة
ــ وحركة بين الكسرة والضمة وهي حركة الإشمام في نحو : قيل ــ وغيض علي قراءة الكسائي


* سؤال : - لماذا سميت هذه العلامات بالحركات ؟

الجواب : قال د/ جبل: كي ينبغي أن نعلم أن تلك الحركات سميت كذلك لأنها تغلق الحرف الذي تقترن به – أي تحركه لتجتذبه من مخرجه وموضع الاعتماد له إلى موضعها هي . فيتيسر انتقاله لمخرج الحرف التالي أ.هـ
نفس المصدر.

سؤال : ما هي أنواع الحركات ؟

جــــ : تقسم ا لحركات لأنواع :
1- حركه طويلة وهي الحركة المصاحبه لحروف المد
2- حركة قصيرة وهي الفتحة والضمة والكسرة
3- وأبعاض الحركات وهي (الاختلاس والروم والقلقلة) -- قال د/ محمدحسن جبل: " الحركات نوعان رئيسيان : حركات طويلة وهي حروف المد ـــ ألف المد ، وواو المد، وياء المد ـــ وحركات قصيرة وهي الفتحة والضمة و الكسرة ، وهناك حركات أخرى قيمتها أدائية أي ليست وحدات صوتية كاملة لها مقابل في المعنى كالإشمام في " قيل " وكحركة " الروم والقلقلة والحركة المختلسة" أ. هــــ
المختصر في أصوات اللغة العربية صــ159

* أصل الحركات :

قال مكى فى الرعاية: (اختلف النحويون فى الحركات الثلاث الفتحة والضمة والكسرة مأخوذة من حروف المد واللين الثلاث الألف والواو والياء؟ أو حروف المد واللين مأخوذة من الحركات الثلاث؟ وأيهما يسبق الآخر ؟

أدلة من قال :إن الحركات مأخوذة من الحروف.

ـــ منها أن الحرف يسكن ويخلو من الحركة ثم يتحرك بعد ذلك، فالحركة ثانية أبدا، والأول قبل الثانى بلا خلاف، والثانى أبدا مأخوذ من الأول والأول أصل له، ولا يجوز أخذ الأول من الثانى لأنه يصير مأخوذا من المعدوم00

ــــ ومنها أن الحرف يقوم بنفسه، ولا يضطر إلى حركة والحركة لا تقوم بنفسها ولا بد أن تكون على حرف، فالحركة مضطرة إلى الحرف والحرف غير مضطر إلى الحركة. فكيف يتقدم ما لا يقوم بنفسه؟

ـــ ومنها أن من الحروف ما لا يدخله حركة نحو الألف، وليس ثم حركة تنفرد بغير حرف، فدل على تقدم الحروف على الحركات0

ـــ ومنها أن العرب لم تعرب أشياء من الكلام بالحركات التى هى أصل الإعراب أعربته بالحروف التى أخذت الحركات منها، وذلك نحو التثنية والجمع المسلم قالوا ألا ترى أنهم لما لم يعربوا هذا بالحركات ،أعربوه بالحروف التى أخذت الحركات منها00

وأدلة من قال حروف المد واللين الثلاثة مأخوذة من الحركات:

ـــ منها: أن الحركات إذا أشبعت حدثت منها هذه الحروف الثلاثة
وقد ضُعِّفَ هذا القول بأن الحركات لاتنفرد بنفسها ولا بد أن تكون على حروف فكيف تسبق الحروف وهى لا تنفرد من الحروف ؟!!00

ـــ ومنها أن العرب قد استغنت فى بعض كلامها بالضمة عن الواو وبالكسرة عن الياء وبالفتحة عن الألف فيكتفون بالأصل عن الفرع0
وأنشدواْ : فلو أن الأطباء كانُ حولى * وكان مع الأطباء الشفاء0
فحذف الواو من (كانواْ) وأبقى الضمة تدل عليها 0
وقال آخر: دارُُُُُُ ُ لسلمى إذه ِ من هواكا ...
فحذف الياء من (هى) بعد ان أسكنها لدلالة الكسرة عليها 0
ويقولون: ( إنَ فى الدار) فيحذفون الألف من (أنا) لدلالة الفتحة عليها وهذا كثير فى كلام العرب0

أدلة من قالواْ:ليست الحروف مأخوذ ة من الحركات ولا الحركات مأخوذ ة من الحروف00
ـــ منها الحروف والحركات لم يسبق أحدهما الآخر فى الاستعمال بل استعملا معا كالجسم والعرض اللذ ين لم يسبق أحدهما الآخر0

ـــ وأن الكلام جئ به للإفهام مبنى من الحروف إن لم تكن فى أول أمرها متحركة فهى ساكنة، والساكن لايمكن أن يبتدأ به ولا يمكن أن يتصل به ساكن آخر فى سرد الكلام لا فاصل بينهما فلا بد ضرورة من كون حركة مع الحرف لا يتقدم أحدهما الآخر، إذ لا يمكن وجود حركة على غير حرف0

ـــ ومنها أن الكلام إنما جئ به لتفهم المعانى التى فى نفس المتكلم وبالحركات واختلافها تفهم المعانى فهى منوطة بالكلام مرتبطة به ونيطت به، إذ بها نفرق بين المعانى التى من أجلها جئ بالكلام0
ثم قال مكى "وهذ ا القول أولى من غيره "ا0هـ الرعاية بتصرف0

وقال أبو شامة: "وهذه مسألة اختلف الناس فيها، وهي أن الحركات الثلاثة أصول حروف العلة، أو حروف العلة أصول الحركات ثم ذكر قول الحصرى القيرواني:
وأشمم ورم ما لم تقف بعد ضمة *** ولا كسرة أو بعد أميهما فادر .أ.هـ ابراز المعاني صـ 273
وقال ابن الجزرى:" ومنهم من قال: إن الفتحة من الألف والضمة من الواو والكسرة من الياء فالحروف على هذا عندهم قبل الحركات، وقيل عكس ذلك،ـــ أي الألف من الفتحة .....الخ - فالحركات عندهم قبل الحروف، وقيل ليست الحركات مأخوذة من الحروف ولا الحروف مأخوذة من الحركات وصححه بعضهم."أ.هـ من النشر بزيادة بيان، والقول الأول قول جمهور العلماء كما قال ابن الجزرى
قلت : والذى رجحه ابن الجزرى تبع فيه الخليل وسيبويه :"في كتاب سيبويه 4/441 عن الخليل " فالفتحة من الألف والكسرة من الياء والضمة من الواو " وفيه 4/101 " وإنما الحركات ( يعنى القصار الفتحة والضمة والكسرة ) من الألف والياء والواو " وفيه 4/318 ومنهن (يعني من حروف المد كل حركة " وفي 3/544 "وبعضها ( الضمير لحروف المد الثلاثة ) حركاتها .ا.هـ
وفي مقتضب المبرد ط3 جـ 1/194 لأن الفتحة من الألف والضمة من الواو والكسرة من الياء "ا.هـ
وعبارة ابن جني ــ في سر الصناعة ــ 1/19 " اعلم أن الحركات أبعاض حروف المد واللين : الألف والياء والواو .. فالفتحة بعض الألف ، والكسرة بعض الياء ، والضمة بعض الواو " ا.هـ
ماهي الحركات الفرعية :
الحركات الأصلية ( الفتحة ــ الضمة ــ الكسرة ) وتقدم الحديث عنها ، أما الحركات الفرعية : هي الحركات التي تتردد بين حركتين ، وهي متمثلة في نوعين : الفتحة التي قبل الألف الممالة ، لأن الإمالة : أن تنحو بالألف نحو الياء ، وبالفتحة نحو الكسرة .... أى الفتحة : أصبحت تتردد بين حركتين ،
والحركة الفرعية الثانية : هي حركة القاف في " قيل " وبابه
قال أبو شامة :" و المراد بالإشمام في هذه الأفعال : أن ينحى بكسر أوائلها نحو الضمة ، و بالياء بعدها نحو الواو ، فهي حركة مركبة من حركتين كسر و ضم " أ .هـ إبراز المعانى صـ32
قال المالقى "اعلم أن حقيقة هذا الإشمام أن تضم شفتيك حال النطق بكسرة القاف من " قيل" والغين من "غيض" والجيم من "جائ" فيخرج صوت الكسرة مشوبا بشيء من لفظ الضمة من غير أن ينتهي إلى الضم الخالص ، ويصحب الياء التي بعد هذه الكسرة شيء من صوت الواو من غير أن ينته إلى الواو الخالصة بل لا بد ظن أن يكون الغالب في النطق لفظ الكسرة ولفظ الياء ،ونظير ذلك الإمالة فإنك إذا أملت الفتحة والألف سرى مع الفتحة شوب من لفظ الكسرة ،ومع الألف شوب من صوت الياء من غير انتهاء إلي الكسرالخالص والياءالخالصة )ا0هـ
قال أحمد إبن محمد بن الجزرى في شرحه لمتن والده " طيبة النشر" : " والمراد بالإشمام هنا خلط الحركة بالحركة والحرف بالحرف فينحنى بالكسر نحو الضمة و بالياء بعدها نحو الوا و " أ. هـ صـ 168

تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا ــ جزء من الضم وهو الأقل ويليه جزء من الكسر و هو الأكثر ــ و لذا تمحضت الياء بعده. " أ . هـ صـ 148
قال الطيبي : والحركات وردت أصلية ***** وهي الثلاث ، وأتت فرعية
وهي التي قبل الذى أميلا ***** وكسرة كضمة كـ : قيــــلَ
• سؤال: هل للحركات مخرج؟

اختلفوا في مخرج الحركات حسب اختلافهم في المخارج العامة فمن قال بمخرج الجوف قال : الحركات تخرج من الجوف لأنها تعد أجزاء منها.
ومن لم يقل بمخرج الجوف جعل الفتحة من مخرج الألف -أقصى الحلق- والكسرة من مخرج الياء -وسط اللسان- والضمة من مخرج الواو -الشفتين-

سؤال : هل هناك فرق بين من قال بمخرج الجوف ومن لم يقل به؟
فقد قرَب الإمام بن الجزرى المسألة بأن من قال بالجوف نظر إلى نهاية حروف المد- وهو الخليل- ومن قال بعدمه نظر إلى بداية حروف المد -وهو سيبويه - وهؤلاء محجوجون بالزيادة التي في حروف المد أين تكون .؟ فالمعلوم أن الحروف لها مقطع واحد إلا حروف المد لها مقطعين، مقطع الحرف ومقطع مدة الحرف فهذه الزيادة هي التي ترجح وجود مخرج الجوف. والله أعلم.

قال الدكتور محمد حسن جبل في كتابه (المختصر في أصوات اللغة ) "والضمة والفتحة والكسرة أبعاض لواو المد وألف المد و ياء المد إلا أن الضمة وأختيها أقصر من ا لواو وأختيها امتدادا وزمنا ولكن للضمة مخرج واو المد وسائر صفاتها ، وللفتحة مخرج ألف المد وسائر صفاتها ، وللكسرة مخرج ياء المد وسائر صفاتها ،هذا وقد اكتفى القدماء بوصف الحركات الطويلة بأنها جوفية أو هوائية ـــ أي تخرج وتجري في جوف جهاز النطق وهوائه ، يريدون أنه ليس لها مخرج خاص يعتمد لها فيه أي يضيق لها أو يغلق كسائر الحروف ----- أ . هـ صـــــــ162

* سؤال :- هل للحركات صفات ؟

قال د/ جبل "الحركات كلها مجهورة ورخوة وقد وصفت بالخفاء أيضا لا بمعنى عدم الوضوح فهن أوضح أصوات اللغة ولكن بمعنى لطف تميز كل منهن أي ضعف حدودها كصوت مستقل لا تساع مخرجها وعدم حصر الصوت أو تضييقه ضيقا كبيرا في أداء أي منهن ." أ.هــــ

سؤال : متى ننطق بالحركة ؟

الجواب : اختلفوا في توقيت خروج الحركة هل تخرج مع الحرف ؟ أم قبله ؟ أم بعده ؟

قال ابن جني: أما مذهب سيبويه فإن الحركة تحدث بعد الحرف ، وقال غيره تحدث معه ، وذهب غيرهما إلى أنها تحدث قبله . ثم قال ابن جني : فما يشهد لسيبويه بأن الحركة حادثة بعد الحرف وجودنا إياها فاصلة بين المثلين مانعة من إدغام الأول في الآخر ، نحو : الملل ، والضفف ــ من معاينه كثرة العيال – كما تفصل الألف بينهما نحو : الملال ، الضفاف ، وهذا مفهوم ، وكذلك شددت ومددت ، فلن تخلو حركة الأول من أن تكون قبله أو بعده أو معه ، فلو كانت في الرتبة قبله لما حجزت من الإدغام ألا ترى أن الحرف المحرك بها كان يكون على ذلك بعدها حاجزا بينهما وبين ما بعده من الحرف الآخر أ .هــــ

فأبطل بهذا الدليل حجة من جعلها قبل الحرف ثم أورد شبهة لأبي علي الفارسي في القول بأن الحركة تخرج مع الحرف حيث قال أبو على :" يقوي قول من قال: إن الحركة تحدث مع الحرف أن النون الساكنة مخرجها مع حروف الفم من الأنف ، والمتحركة مخرجها من الفم ، فلو كانت حركة ا لحرف تحدث من بعده لوجب أن تكون النون المتحركة أيضا من الأنف وذلك أن الحركة إنما تحدث بعدها ، فكان ينبغي ألا تغني عنها شيئا ، لسبقها هي لحركتها أ . هـــــ
ثم تعقبه ابن جني قائلا : وذلك أنه لا ينكر أن يؤثر الشيء فيما قبله من قبل وجوده ، لأنه قد علم أن سيرد فيما بعد ، وذلك كثير فمنه أن " النون الساكنة " إذا وقعت بعدها الباء قلبت النون ميما في ا للفظ ، وذلك نحو" عمبر" في "عنبر" فكما لا يشك في أن الباء في ذلك بعد النون وقد قلبت النون قبلها ، فكذلك لا ينكر أن تكون حركة النون الحادثة بعدها تزيلها من الأنف إلى الفم ، بل إذا كانت الباء أبعد من النون قبلها من حركة النون فيها وقد أثرت على بعدها ما أثرته ، كانت حركة النون التي هي أقرب إليها أشد التباسا بها ، أولى بأن تجذبها وتنقلها من الأنف إلى الفم ، وهذا كما تراه واضح أ.هـــــــــ

* سؤال:- ما مقدار الحركة ؟

قال د/ جبل :" الألف يمتد امتداد حركتين على الأقل أي 0.32 من الثانية وقد يزيد إلى مقدار ست حركات أ. هـــــ

قلت : وبالتالي فإن زمن الحركة يكون نصف ما تقدم ( أي 0.16 من الثانية ) لأن هذا الرقم نصف زمن الحركتين وهذا بحث بالأجهزة الحديثة وهذا من باب الاستئناس، والمشافهة فيصل في مثل هذه الأمور
تفريع :
وقد جاء بعض الناس واعترضوا على قول علمائنا فى لفظ حر كة ويعتر ضون على تفسيرهم للحر كة بأ ن مقدارها بسط الأصبع أو قبضه دون إسراع أو إبطا ء، ثم يقو لون إنها بالمشافهة .
أقول : لم ينكر أحد المشافهة وإنماهي من باب التقريب،و هم يعلمون ذلك فلست أدرى لم يعقبوا طالما أن المسألة للتقريب؟!! فالقدامى مثلا يقولون فى الإمالة: أن تنحو بالألف نحو الياء،و بالفتحة نحو الكسرة دون أن تكون ياء خالصة أوكسرة خالصةــ أى بين الفتحة والكسرة وبين الألف والياء .

هل المبتدئ يستطيع نطق الإمالة بمجرد حفظ هذ ا التعريف؟بالطبع لا000فلا بد أن يأخذ عن متقن يلقنه الإمالة الصحيحة 0 والسؤال هنا طالماأن الإمالة لا تتحقق إلا بالمشافهة فلم أجهدوا أنفسهم وكتبوا هذ ا التعريف؟ الجواب : إنما هو من باب التقريب فلعل معرفة التعريف يسرع بالطالب فى حصول المقصود 0

وإن عدنا إلى عهدالصحابة لم يصطلحوا لاعلى مقدار ألف وألفين ، ولاعلى حركة وحركتين ، وحديث ابن مسعود خير شاهد وقد قرأها عمليا ومد "للفقراء" كما لم يردعنه ولاعن غيره من الصحابة أ ى شي في هذا الباب – ثم بدأ عصر التدوين فهذا من لوازم التأليف والكتابة 0

حتى فى باب المدود فى النشر ذكر اختلافهم فى التقدير وكلهم مجمعون على عدم المد المفرط ولا القصر المخل0

ولكن لكل عصر أهله ، فلربما مصطلح قديم لا يفهم لأهل هذا العصر إلابوضع مصطلح جديد يوضح المصطلح القديم ،وقد قال أبو شامة " لامشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق0"

وما تقدم ينطبق أيضا على "الغنة " .
قلتك وهذا الذى يقولونه ناتج عن فراغ علمي . والله أعلم

سؤال :هل هناك مساواة بين مقدار الغنة والمد؟
الجواب:لا : قد يظن البعض أن زمن الحركتين فى الغنة تعادل زمن الحركتين فى المد، بل أقول : إن حركتى المد الطبيعى شئ وأربعة المتصل شئ آخر ، فإن قرأت " قاال " بألفين بعد القاف مثلا هل يستغرقا نفس زمن المد المتصل بأربع حركات ؟ بالطبع لا، وجربها بنفسك لتعلم الفرق ، وكذلك مقدار الغنة حركتين وشبهها ابن الجزرى بحروف المد من باب التقريب وإلا فلم نجد من قرأ ب (قال) مثلا يستغرق نفس زمن من غن ( إنّ ) وأيضا من يقرأ بالحدر غنته لا يمكن أن تكون بنفس المقدار إن قرأ بالترتيل مثلا ، وكذا المد نفس حكم ما سبق ، فيتضح لك أن إطلاقهم الحركتين وما ترتب عليه من باب التقريب ، وهذا واضح وإليك نصوص الأئمة : قال الدانى في التيسير في المدود " وهذا كله على التقريب من غير إفراط وإنما هو على مقدار مذاهبهم في التحقيق والحدر " وقال المالقى فى شرح التيسير " ومذاهب القراء في ذلك لابد أن تكون موافقة كما عليه كلام العرب الذى نزل القرآن به فمن مذهبه الأخذ بالصبر والتمكين فإنه يزيد في المد ، ومن مذهبه الحدر والإسراع فإنه يمد بتلك النسبة ، ومن توسط فعلى حسب ذلك وحينئذ يتناسب المد والتحريك ، ولو أن المسرع بالحركات أطال المد والممكن للحركات قصر المد ، لأدى ذلك إلى تشتت اللفظ وتنافر الحروف . والله أعلم " ا.هـ الدر النثير 317 وقال ابن الجزرى في النشر "قال : قال في كفايته :....ويتفاوت تقدير المد فيما بينهم والمشافهة تبين ذلك " ا.هـ وقال في موضع آخر ".....يستوى في معرفة ذلك أكثر الناس ويشترط في ضبطه غالبهم وتحكم المشافهة حقيقته ، ويبين الأداء كيفيته ، ولا يكاد تخفى معرفته على أحد وهو الذى استقر عليه رأى المحققين من أئمتنا قديما وحديثا ... ثم قال وبه كان يأخذ الشاطبى ولذلك لم يذكر فى قصيدته في الضربين تفاوتا ولا نبه عليه بل جعل ذلك مما تحكمه المشافهة في الأداء .... ثم نقل عن القصاع :" وهذا الذى ينبغى أن يؤخذ به ولا يكاد يتحقق غيره ، أى المشافهة فى المدود ــ ثم قال ابن الجزرى :" وهو الذى أميل إليه وآخذ به غالبا وأعول عليه " ا.هـ 333
وهذا ما من الله به علىّ وأسأله أن يتقبله منا وأن يجعله خالصا لوجه .... آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
جزاكم الله خيرا شيخنا على هذا البحث القيم .
لا يخفى عليكم سيدنا أن المسألة دراية بحتة ، ولا علاقة لها بالتلقي ، وما استدل به ابن جني في ترجيح ما يراه هو عين ما نستدل به ، وهو أن تزامن الحركة مع خروج الحرف تمنع المثلين من الإدغام ، وإلا فبين لي مشكورا ما المانع من ذلك .
ثم يا شيخنا إذا كانت الحركة تحدث بعد الحرف فما المانع من مد الألف في ( قالوا ) مدا لازما ؛ لأن حركة اللام تحدث بعدها ، فمعنى ذلك أنك تنطق بالحرف في مبدئه ساكنا .
فإن قلت : لا يترتب على ذلك أحكام ؛ لقلة الزمن الصوتي بين خروج الحرف وخروج حركته .
قلت : قد بنى ابن جني على ذلك أحكاما ، وذلك في رده على من قال إن الحركة قبل الحرف ، فذكر أنها لو كانت كذلك لما حجزت من الإدغام ، وبمفهوم المخالفة أنها لو كانت كذلك لحصل الإدغام .
وأكتفي بهذا حاليا ، والسلام عليكم .
 
جزاكم الله خيرا شيخنا على هذا البحث القيم .
لا يخفى عليكم سيدنا أن المسألة دراية بحتة ، ولا علاقة لها بالتلقي ، وما استدل به ابن جني في ترجيح ما يراه هو عين ما نستدل به ، وهو أن تزامن الحركة مع خروج الحرف تمنع المثلين من الإدغام ، وإلا فبين لي مشكورا ما المانع من ذلك .
ثم يا شيخنا إذا كانت الحركة تحدث بعد الحرف فما المانع من مد الألف في ( قالوا ) مدا لازما ؛ لأن حركة اللام تحدث بعدها ، فمعنى ذلك أنك تنطق بالحرف في مبدئه ساكنا .
فإن قلت : لا يترتب على ذلك أحكام ؛ لقلة الزمن الصوتي بين خروج الحرف وخروج حركته .
قلت : قد بنى ابن جني على ذلك أحكاما ، وذلك في رده على من قال إن الحركة قبل الحرف ، فذكر أنها لو كانت كذلك لما حجزت من الإدغام ، وبمفهوم المخالفة أنها لو كانت كذلك لحصل الإدغام .
وأكتفي بهذا حاليا ، والسلام عليكم .
السلام عليكم
شيخنا الحبيب (أنا مش فاهم حاجة من مداخلتك هذه )
كيف نمد الألف من (قالوا) ؟
أنا لم أقصد أننا ننطق بالحرف المحرك أننا نسكن أولا ثم نأتي بالحركة ، وإلا اجتمع ضدان في آن واحد "سكون وحركة "
والتجربة العملية اليسيرة (وهذا مع استخدام أصول الفكاكة والفهلوة أيضا ) توضح لك بجلاء أنك تنطق الحرف قبل الحركة .
مثلا : حرف من حروف الشفة الميم أو الباء إن قلت ( مَ مُ مِ) ستجد الشفتين ينطبقان أولا ثم تفتح فمك لتأتي بالحركة ، فضم الشفتين (مخرج الميم ) قبل فتح الفم .
ولو رمت علي (الرحيمُِ) ستجد الميم أولا ..وهذا لا يحتاج الدليل ولذا تجد الإمام ابن جني يتمنى أن لو تبعه شيخه في هذه المسألة .
بما أنه ثبت خروج الحرف قبل الحركة صح ما ذكرته لك من التوجيه .والله أعلم
والسلام عليكم
 
( أصول الفقاقة والفهلوة ) أضحك الله سنك شيخنا ، أليس ما استدلت‏(أنا‏)‏ به هو عين ما استدل به ابن جني في رده على من زعم أن الحركة قبل الحرف ؟‏!‏
فلماذا قبلتها منه ورددتها علي ؟
ويا شيخنا فلنبعد عن حروف الشفتين ؛ لأنها من محل الحركات ، عندما تنطق ( قل ) هل تضم الشفتين بعد القاف أم متزامنا معها ؟
الأمر في غاية الوضوح يا سيدنا .
لك تحية محب ، والسلام عليكم .
 
سؤال :هل هناك مساواة بين مقدار الغنة والمد؟
الجواب:لا : قد يظن البعض أن زمن الحركتين فى الغنة تعادل زمن الحركتين فى المد، بل أقول :
إن حركتى المد الطبيعى شئ وأربعة المتصل شئ آخر ، فإن قرأت " قاال " بألفين بعد القاف مثلا هل يستغرقا نفس زمن المد المتصل بأربع حركات ؟ بالطبع لا، وجربها بنفسك لتعلم الفرق ، وكذلك مقدار الغنة حركتين وشبهها ابن الجزرى بحروف المد من باب التقريب وإلا فلم نجد من قرأ ب (قال) مثلا يستغرق نفس زمن من غن ( إنّ )
جزاك الله خيرا شيخنا عبد الحكيم فكثيرا ما تتطرق في بحوثك لمسائل نسمعها في التلقي ولا نقرأ عنها ، وأود أن أسأل : هل الحركتين في العارض للسكون غير الحركتين في المد الطبيعي ؟
 
السلام عليكم
العارض للسكون أكثر زمنا من حرف المد الطبيعي لأن الأزمنة تزاد في الوقف عن الوصل ، ولذا تجد قلقلة الموقوف عليه أقوى من القلقلة في الوصل ، وكذا في اللين .
وأذكر أني كتبت بحثا بعنوان (القول المتين في تجويد حرف اللين ) فراجعه .
والسلام عليكم
 
أما قول الإمام القيجاطي ..فهو كثيرا ما يقيس مثل هذه المسائل بما يتبين له ويكفي ما ذكره ابن الجزري من أن الإمام القيجاطي يرقق اللام من اسم الجلالة في رواية ورش في ( غيرَ الله )...
شيخنا عبد الحكيم حفظك الله:
القيجاطي المذكور هنا هو غير القيجاطي الذي ذكره ابن الجزري.
 
شيخنا عبد الحكيم حفظك الله:
القيجاطي المذكور هنا هو غير القيجاطي الذي ذكره ابن الجزري.
طيب .. هو مين ؟
أذكر أن المنتوري ذكر أن شيخه يرقق اللام بعد الراء ..فليحرر
 
طيب .. هو مين ؟
أذكر أن المنتوري ذكر أن شيخه يرقق اللام بعد الراء ..فليحرر
أقصد أن القيجاطي الذي تتكرر ذكره أكثر من مرة في النشر هو علي بن عمر القيجاطي، وليس محمد القيجاطي شيخ المنتوري، أما في مسألة ترقيق اللام بعد الراء المرققة لورش فابن الجزري لم يسمِّ أحداً بعينه، فيحتمل أن يكون هو القيجاطي شيخ المنتوري كما تفضلتم، لكنه يظلُّ احتمالاً، والله أعلم.
 
أقصد أن القيجاطي الذي تتكرر ذكره أكثر من مرة في النشر هو علي بن عمر القيجاطي، وليس محمد القيجاطي شيخ المنتوري، أما في مسألة ترقيق اللام بعد الراء المرققة لورش فابن الجزري لم يسمِّ أحداً بعينه، فيحتمل أن يكون هو القيجاطي شيخ المنتوري كما تفضلتم، لكنه يظلُّ احتمالاً، والله أعلم.
قال في غاية النهاية: محمد بن محمد بن علي بن عمر بن إبراهيم بن عبد الله, أبو عبد الله الكناني القيجاطي الأندلسي, أستاذ مقرئ عالم كامل, انتهت إليه مشيخة الإقراء في هذا الزمان بالأندلس، قرأ على جده أبي الحسن علي بن عمر، قرأ عليه صاحبنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن ميمون البلوي, وصاحبنا أبو الحسن علي بن عيسى بن محمد الفهري الأندلسي البسطي، وحدثنا عنه برسالة كتبها في تجويز ترقيق اسم الله تعالى بعد توفيق الراء لورش في نحو {لَذِكْرُ اللَّهِ} و {أَفَغَيْرَ اللَّهِ} وهي رسالة وهم فيها وقاس الترقيق على الكسر والتزم أنه هو الإمالة حقيقة مع اعترافه بأنه لم يسبقه إلى هذا القول أحد ولكنه احتج فيه بمجرد القياس, وصمم على أن هذا القياس هو الصواب الذي لا يجوز غيره وهو من القياس الممنوع لما بيناه في النشر, والله أعلم.
 
ما ذكره ابن الجزري من قراءة أبي عبد الله القيجاطي على جده أبي الحسن القيجاطي وهم، بينه اﻷستاذ عبد الهادي حميتو
 
جزى الله خيرا شيخنا محمد الحسن بوصو على هذه الإفادة، وإتماما للفائدة أسوق كلام الدكتور عبد الهادي احميتو: اختلف المترجمون له في أخذه عن جده أبي الحسن القيجاطي وروايته عنه مباشرة، فقد ذكر تلميذه أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن عبد الواحد المجاري في برنامجه أنه ولد في منتصف عام 730، وهي السنة التي توفي فيها جده أبو الحسن علي بن عمر القيجاطي، إذ توفي بغرناطة في ذي الحجة سنة 730. ومعنى هذا أنه إنما أدرك من حياة جده المذكور خمسة أشهر أو ستة، أي أنه لم يدركه في سن الرواية والتحمل، وقد نبهت على هذا هنا لأني وجدت الحافظ ابن الجزري قد قال في ترجمة أبي الحسن : "قرأ عليه حفيده محمد بن محمدبن علي بن عمر". كما أنه قال في ترجمته :"أستاذ مقرئ عالم كامل، انتهت إليه مشيخة الإقراء في هذا الزمان بالأندلس، قرأ على جده أبي الحسن علي بن عمر".وقد تتبعت رواياته في فهرسة صاحبه أبي عبد الله المنتوري فإذا هو إنما يروي عن جده بوساطة أبي سعيد فرج بن قاسم بن أحمد بن لب - كما تقدم في ترجمته - وأحيانا يروي عن أبي البركات محمد بن محمد البلفيقي عن جده أبي الحسن كما في برنامج المجاري، ولم أقف له على رواية مباشرة عن جده ولو بالإجازة، مما يدل على أن عد ابن الجزري له في الآخذين عن جده أبي الحسن من قبيل الوهم والخطإ.
 
عودة
أعلى