استفسار: هل يلزم حفظ المتون الأساسية لطلب فهم الآيات القرآنية غير المرتبطة بالأحكام

إنضم
02/04/2019
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
المملكة العربية
بسم1

إلى شيوخنا الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

سجلت في أكاديمية تفسير مستعينا بالله ، وبدأت بها ، لكن يطرأ علي تساؤل وهو :
هل يلزم مني الانتهاء من المتون المعروفة والمتداولة بين طلبة العلم الشرعي حتى أكون مستعدا لفهم القرآن ؟

بمعنى آخر :
توجد متون معلومة لدى الغالب إن لم يكن الجميع من طلبة العلم ، وهذه المتون مرتبة حسب المستويات ، مثال:
متون المحققة على يد الشيخ القاسم ( المستوى الأول، المستوى الثاني، المستوى الثالث،....)
وهي متون معروفة :
1. الأصول الثلاثة
2. الأربعون النووية
3. الآجرومية
4. منظومة الآداب للإلبيري
5. الأذكار
6. البيقونية أو نخبة الفكر

إلى غيرها من المتون ..
اقول: هل يلزم مني الانتهاء من جميع هذه المتون إلى نهاية المستوى الأخير لها ( كألفية ابن مالك ، وبلوغ المرام،..) حتى أكون جاهزا لفهم كلام الله سبحانه وتعالى ، علما أن الغرض الأساسي لفهم كلام الله بالنسبة لي :
1. تطبيق ما أمر الله به ( فإذا كانت هناك أحكام فقهية أعود إلى إجماع العلماء مباشرة أو آخذ الحكم من المفتين دون الغوص في كلام الأصوليين واختلافات الفقهاء).
2. التلذذ بكلام الله والخشوع وتدبره أثناء تلاوته.
3. الفهم البياني والبلاغي لكلام الله ( دون الخوض في اختلافات البلاغيين والنحويين ) ؟

أرجو إرشادي إلى الصواب بإجابة وافية ، وتحديد المنهج السليم أو إحالتي إليه إن كان كتابا أو موقعا لقراءته .

والسلام عليكم،،

فيصل
 
برأي أخيك المتواضع ، المطلوب "فهم" تلك المتون عدا الأصول الثلاثة التي لا أنصحك لا بقراءتها ولا فهمها
 
لا يلزم!
من قال أنها لازمة؟!
اللازم هو: فهم كلام المفسرين، وأساليبهم في الكتابة، وما استخدموه من مصطلحات بلاغية ونحوية.. وهذا ينال بالخبرة وبحب النصوص العربية وممارسة قراءة الكتب "التراثية" (حتى الأدبية منها)

(هذا فيما يخص مجرد الفهم، لا من يريد التوسع حتى يصل لمرتبة المفسر. فذاك شيء وهذا شيء آخر)

من ينتظر أن "ينتهي" من كل تلك المتون، حفظا وفهما، قبل أن يبدأ في فتح التفاسير، فربما فتر عزمه وترك المسألة كلها بعد سنتين أو ثلاث.. لا سيما في عصرنا.

مثال عملي:
"اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ"
تمر على القارئ في المصحف. فهل سينتظر أن يكمل الأجرومية كلها وغيرها كي يفهمها؟!
أم أن التصرف الصحيح هو أن يقرأ ما تيسر له من أقوال المفسرين، فيعرف منهم هذه النقطة النحوية المحددة المرتبطة بصرف الممنوع من الصرف إن كان ساكن الوسط؟
هل يستحيل فهم كلام المفسرين إلا بعد حفظ الأجرومية؟!
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كما قال الأخ محمد سلامة فلا يلزم أخي، أنت تسأل عن فهم القرآن الكريم وهذا منه ما يتأتى بمجرد القراءة بتأمل و منه وهو الأكثر ما يحتاج إلى الاطلاع على كتب التفسير.

وأخذ التفسير وطلبه من مظانه ليس هو أن يصير الطالب مفسرا، فالبون شاسع، الأمر الثاني أصعب وأقعد، وقد ذكر العلماء كالإمام السيوطي وقبله الإمام الزركشي رحمها الله تعالى ما يتعلق بهذه المسألة وما يحتاجه المفسر من علوم وأدوات، وكذا ما يجب أن يتوفر عليه من شروط إذا أراد ولوج باب التفسير بالرأي...

أما بالنسبة لمجرد الفهم فالأمر أيسر بكثير، ولا يلزم ختم كل ما ذكرت من المتون، بل الواجب بعد إخلاص القصد اختيار التفسير المناسب والتدرج في كتب التفسير أو الجمع بينها إن استطعت ذلك، وتذكر أخي قول الله جل في علاه:" وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ".
ولا بأس أخي أن أنقل هنا قول علامة الحجاز السعدي رحمه الله تعالى:"أي: ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم، ألفاظه للحفظ والأداء، ومعانيه للفهم والعلم، لأنه أحسن الكلام لفظا، وأصدقه معنى، وأبينه تفسيرا، فكل من أقبل عليه يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير، وسهله عليه، والذكر شامل لكل ما يتذكر به العاملون من الحلال والحرام، وأحكام الأمر والنهي، وأحكام الجزاء والمواعظ والعبر، والعقائد النافعة والأخبار الصادقة، ولهذا كان علم القرآن حفظا وتفسيرا، أسهل العلوم، وأجلها على الإطلاق، وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه، قال بعض السلف عند هذه الآية: هل من طالب علم فيعان [عليه]؟ ولهذا يدعو الله عباده إلى الإقبال عليه والتذكر بقوله: { فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }"اهـــ.-تيسير الرحمن:825-.

ولا ريب أن طالب التفسير مطلوب منه الإلمام بشيء من اللغة والنحو وغيرها مما يعينه على فهم كلام المفسرين.
أما بالنسبة لمتون العقيدة فإنما تحتاج إليها إذا كنت مضطرا للاطلاع على كتب المخالفين لعقيدة السلف كالكشاف أو الجلالين وغيرهما.

هذا بالنسبة لعلاقة ما ذكرت من المتون بفهم كتاب الله العزيز.
أما استقلالا فأقبل أخي على تلك المتون وشروحها فإنها نعم الزاد لطالب العلم.

وما ذكره الأخ عدنان الغامدي بخصوص الأصول الثلاث ونصيحته إياك بالابتعاد عنها، فأرجو أخي ألا تأخذ بقوله فإن صادر عن هوى في نفسه هداه الله.

وكلامي موجه لك أخي عدنان الغامدي: كيف تزهد الناس في مثل الأصول الثلاث التي ينصح بها كبار العلماء في بداية الطلب بل منهم من خصها بشروح ماتعة كالعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى؟
أحقد دفين هو عندك نحو صاحبها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مجدد الدعوة رغم أنف المبغضين؟
أم أنك ذو عقيدة مخالفة لتلك الأصول؟

سبحان الله، أستغرب كيف نجد في مثل هذا الملتقى الكريم من يفتي بمثل هذه الفتاوى ويحذر الأعضاء من مثل الأصول الثلاث أو كتاب التوحيد وغيرهما من الكتب النافعة التي كتب الله لها ولأصحابها القبول وانتفع الناس بها انتفاعا عظيما في مشارق الأرض ومغربها؟
 
عودة
أعلى