استفسار بخصوص النطق بالبسملة في سورة الفاتحة

إنضم
12/04/2007
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعاً وبارك في علمكم و جهودكم

لدى استفسار بخصوص النطق بالبسملة في بداية سورة الفاتحة في الصلاة

الواضح من المصاحف ( طبعة الملك فهد وغيرها ) أنه تشير أن (( بسم الله الرحمن الرحيم)) برقم (1) أي أنها الآية الأولى :)

سؤالي لماذا لا ينطق بها أئمة المساجد في صلاتهم جهراً أم أن لها حكماً خاصاً في المذهب الحنبلي أرجو إفادتي بارك الله فيكم .
 
أخي الكريم:تـركي
حيّاك الله وبياك بين إخوتك في ملتقى أهل التفسير , وبالنسبة لما سألتَ عنه فإنَّ كتابة البسملة في أول مصحف مجمع الملك فهد راجعٌ إلى الرواية التي كتب به هذا المصحف وهي رواية حفص عن عاصم رحمهما الله.
والبسملة ثابتة لدى القراء متفقٌ عليها في أول الفاتحة,وخلافهم في أوائل السور غير الفاتحة,هل تثبت بها البسملة أم لا؟
علما أن الاتفاق عليها عند الفاتحة لا يلزم منه عدُّها آية منها,فإن من يعدها آية من الفاتحة هم جمهور القراء من الكوفيين والمكي,وغيرهم من البصريين والشاميين والمدنيين,لا يرونها آية

فمثبتوها أول الفاتحة مشوا على ما تراه في مصحف المجمع من عد الآيات , والذين لم يعدوها آيةً جعلوا (الحمد لله رب العالمين) هي الآية الأولى , وجعلوا قول الله (صراط الذين أنعمت عليهم) رأس آية فصارت بذلك الفاتحة عندهم سبع آيات.

بقيت قضية النطق بالبسملة جهراً وهي معتمدة على إثباتها آيةً من الفاتحة وهذا محلّ خلافٍ بين أهل العلم رحمهم الله وخلافهم فيه على قولين:
1- وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأولاء مختلفون هل يجهر بالبسملةِ في الفاتحة وحدها أو فيها وفي بقية السور. وهذا مذهب الشافعية رحمهم الله

2- عدم وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم لا في الفاتحة ولا في غيرها
وهذا هو مذهب جمهور العلماء-رحمهم الله- ومنهم الإمام أحمد بنُ حنبل رحمه الله.

ولمزيد الفائدة ستجد هذا المبحث مفصلاً في أول تفسيري القرطبي وابن كثير رحمهما الله عند بداية الفاتحة وفي الفتاوى لابن تيمية رحمه الله جـ22.
 
أخي الكريم:تـركي
حيّاك الله وبياك بين إخوتك في ملتقى أهل التفسير , وبالنسبة لما سألتَ عنه فإنَّ كتابة البسملة في أول مصحف مجمع الملك فهد راجعٌ إلى الرواية التي كتب به هذا المصحف وهي رواية حفص عن عاصم رحمهما الله.
والبسملة ثابتة لدى القراء متفقٌ عليها في أول الفاتحة,وخلافهم في أوائل السور غير الفاتحة,هل تثبت بها البسملة أم لا؟
علما أن الاتفاق عليها عند الفاتحة لا يلزم منه عدُّها آية منها,فإن من يعدها آية من الفاتحة هم جمهور القراء من الكوفيين والمكي,وغيرهم من البصريين والشاميين والمدنيين,لا يرونها آية

فمثبتوها أول الفاتحة مشوا على ما تراه في مصحف المجمع من عد الآيات , والذين لم يعدوها آيةً جعلوا (الحمد لله رب العالمين) هي الآية الأولى , وجعلوا قول الله (صراط الذين أنعمت عليهم) رأس آية فصارت بذلك الفاتحة عندهم سبع آيات.

بقيت قضية النطق بالبسملة جهراً وهي معتمدة على إثباتها آيةً من الفاتحة وهذا محلّ خلافٍ بين أهل العلم رحمهم الله وخلافهم فيه على قولين:
1- وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأولاء مختلفون هل يجهر بالبسملةِ في الفاتحة وحدها أو فيها وفي بقية السور. وهذا مذهب الشافعية رحمهم الله

2- عدم وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم لا في الفاتحة ولا في غيرها
وهذا هو مذهب جمهور العلماء-رحمهم الله- ومنهم الإمام أحمد بنُ حنبل رحمه الله.

ولمزيد الفائدة ستجد هذا المبحث مفصلاً في أول تفسيري القرطبي وابن كثير رحمهما الله عند بداية الفاتحة وفي الفتاوى لابن تيمية رحمه الله جـ22.

الاختلاف في البسملة هو أهون الاختلافات في أعداد الآيات في سور القرآن ، والتي طالت سبعين سورة ..
ومن الواضح أن أدنى اختلاف في رقم آية واحدة يترتب عليه اختلاف أكبر في مواقع آيات السورة .
السؤال هنا : هل كان هذا الاختلاف موجودا زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ؟ ألم يكونوا على بينة من اعتبار البسملة هكذا أو هكذا ؟ هل كانوا منقسمين فريقين ؟ هل أباح لهم الرسول مثلا هذا الاختلاف ؟ إذا كان ذلك فهو حجة لتبرير تضارب الآراء في عدد آيات القرآن وفي أعداد الآيات في أكثر سوره ..وربما يفهم منه جواز ترتيب آيات القرآن بطرق مختلفة ..
وإذا لم يكن هذا الاختلاف موجودا ، فمتى جاء ؟ ولماذا ؟ وهل هو جائز ؟ أليس خروجا على الحالة الأولى التي كانت زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
قد يقول قائل : لا يترتب على الاختلاف في أرقام الآيات زيادة أو نقصان في كتاب الله ، وكتاب الله محفوظ .. ونحن نؤمن بهذا أيضا ، ولكن من حقنا أن نصل إلى إجابة يقينية في هذه المسألة .. إذا لم يكن رقم آية البسملة واحد ، باعتبار أن الرقم واحد هو رقم الآية ( الحمد لله رب العالمين ) فماذا يكون رقم البسملة ؟ أيكون صفرا ؟ أم أنها تكون آية منفصلة عن القرآن ؟

أتمنى أن نتوقف عن ترديد كل ما قاله القدماء ، القرآن بين أيدينا ، ولا بد أن نجد فيه الإجابة الصحيحة الشافية لكل تساؤلاتنا ..
 
الاختلاف في البسملة هو أهون الاختلافات في أعداد الآيات في سور القرآن ، والتي طالت سبعين سورة ..
ومن الواضح أن أدنى اختلاف في رقم آية واحدة يترتب عليه اختلاف أكبر في مواقع آيات السورة .
السؤال هنا : هل كان هذا الاختلاف موجودا زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ؟ ألم يكونوا على بينة من اعتبار البسملة هكذا أو هكذا ؟ هل كانوا منقسمين فريقين ؟ هل أباح لهم الرسول مثلا هذا الاختلاف ؟ إذا كان ذلك فهو حجة لتبرير تضارب الآراء في عدد آيات القرآن وفي أعداد الآيات في أكثر سوره ..وربما يفهم منه جواز ترتيب آيات القرآن بطرق مختلفة ..
وإذا لم يكن هذا الاختلاف موجودا ، فمتى جاء ؟ ولماذا ؟ وهل هو جائز ؟ أليس خروجا على الحالة الأولى التي كانت زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
قد يقول قائل : لا يترتب على الاختلاف في أرقام الآيات زيادة أو نقصان في كتاب الله ، وكتاب الله محفوظ .. ونحن نؤمن بهذا أيضا ، ولكن من حقنا أن نصل إلى إجابة يقينية في هذه المسألة .. إذا لم يكن رقم آية البسملة واحد ، باعتبار أن الرقم واحد هو رقم الآية ( الحمد لله رب العالمين ) فماذا يكون رقم البسملة ؟ أيكون صفرا ؟ أم أنها تكون آية منفصلة عن القرآن ؟

أتمنى أن نتوقف عن ترديد كل ما قاله القدماء ، القرآن بين أيدينا ، ولا بد أن نجد فيه الإجابة الصحيحة الشافية لكل تساؤلاتنا ..

لا يمنعني من تحقيق أمنيتكم بالتوقف عن ترديد ما قاله الأوائلُ إلا ما أعلمه من أنَّ الله قد قضى أن لا يأتي على الأنام زمنٌ إلا والذي بعده شرٌ منه حتى تقوم الساعةُ , قال صلى الله عليه وسلم في الصحيح عنه (لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم) , ولا أشكّ في أنّ هذا الشر ليس متعلقاً بالوقت وطلوع الشمس وغروبها وتقارب الوقت ونزع البركة بقدر ما يتعلق بعُـمَّار الزمنِ من الأحياء, وهذا أصلٌ عظيمٌ جداً للباحثين الذيت تأخرت عصورهم وبعدت أمصارهم , ينبغي لمن خُيِّلَ إليه خرقُ العادة له في الغنى عن ما قاله الأوائلُ أن يستصحبه معه دائماً لينصفَ نفسه من الأوائل رضي الله عنهم.
 
لا يمنعني من تحقيق أمنيتكم بالتوقف عن ترديد ما قاله الأوائلُ ينبغي لمن خُيِّلَ إليه خرقُ العادة له في الغنى عن ما قاله الأوائلُ أن يستصحبه معه دائماً لينصفَ نفسه من الأوائل رضي الله عنهم.

يا أخي الكريم
أنت تعلم أنني مثلك تماما أحترم القدماء وأجلهم وأقر أننا مدينون لهم بالكثير الكثير ، وحينما أقول أتمنى التوقف عن ترديد ما قاله القدماء فهذا يعني أن لا نتوقف عند النقطة التي انتهوا اليها ..
أين نحن ؟ أين دورنا ؟
أنت في إجابتك على سؤال الأخ تركي ذكرت له اختلاف القدماء في البسملة .. فهل زدت على ذلك ؟ أين رأيك أنت .. هل تعتقد أنك أجبت على سؤاله ؟
وأنا سألتك [ فماذا يكون رقم البسملة ؟ أيكون صفرا ؟ أم أنها تكون آية منفصلة عن القرآن ؟ ] ... المطلوب الإجابة على السؤال ..
هكذا يكون زماننا فعلا كما أسلفت ، نحن عاجزون عن الوصول إلى إجابة منطقية معقولة .. ولهذا فنحن نكتفي بتكرار ما قيل دون أن يكون لنا رأي واضح .
 
الآن فهمت سر تعلق الأستاذ عبد الله جلغوم وشغفه بما يسمى بـ(الإعجاز العددي).

حبذا أخي الكريم أن تذكر ما الذي فهمته بوضوح حتى نطلع عليه ، فإن كنت مصيبا شكرناك وإن كنت مخطئا صوبناك ، وذكرنا لك الحقيقة . ولا أرى ضرورة لنخمن ما في نفسك . ننتظر توضيحا مع الشكر ، ولا أظن أنك تعرف سر شغفي بالاعجاز العددي أكثر مني ...
 
يا أخي الكريم
أنت تعلم أنني مثلك تماما أحترم القدماء وأجلهم وأقر أننا مدينون لهم بالكثير الكثير ، وحينما أقول أتمنى التوقف عن ترديد ما قاله القدماء فهذا يعني أن لا نتوقف عند النقطة التي انتهوا اليها ..
أين نحن ؟ أين دورنا ؟
أنت في إجابتك على سؤال الأخ تركي ذكرت له اختلاف القدماء في البسملة .. فهل زدت على ذلك ؟ أين رأيك أنت .. هل تعتقد أنك أجبت على سؤاله ؟
وأنا سألتك [ فماذا يكون رقم البسملة ؟ أيكون صفرا ؟ أم أنها تكون آية منفصلة عن القرآن ؟ ] ... المطلوب الإجابة على السؤال ..
هكذا يكون زماننا فعلا كما أسلفت ، نحن عاجزون عن الوصول إلى إجابة منطقية معقولة .. ولهذا فنحن نكتفي بتكرار ما قيل دون أن يكون لنا رأي واضح .

وما الذي أدراك أني أعلمُ أنّك تحترمُ القدماء وتُجلهم قبل هذا التصريح منك الآن.؟

وكيف يكون ذلك وأنت تتمنى تجاوز ما أقروه ليصبح لنا رأي واضحٌ بمعزلٍ عن ما قرروه.

ثمّ إنّ الأخَ تركي الذي تشفق عليه من إجابتي وتسألني أزدتُّ على ذكر خلاف المتقدمين له؟
لم يطلبْ ما يتوصّل إليه عقلي وعقلكَ - أستاذي الكريم - ولعلك أن تعيد قراءة سؤاله لتعرفَ عمَّ سأل تحديداً.

سأل عن سر عدم نطق الأئمة بها مع أنها الآية رقم (1), ونصّ على السؤال عن مذهب الحنابلة في الموضوع الذين يصلي خلف أئمتهم ولا يراهم ينطقون بها.

وأحيلَ لمن أطال النفس في المسألة من المتقدمين.

ولا يخفاك يا أستاذنا الكريم أنّ هذه المسألة لا يتعلقُ الخلافُ فيها بفن واحدٍ من فنون العلم فهي تتعلق بالرسم والقراءات والفقه والحديث والأصول ولا يمكنا تجاوز قواعد هذه العلوم وخلاف الصحابة ومن بعدهم الذي انبنى عليه الخلاف في هذه المسألة لنقول فيها بمحض عقولنا ونغرّ أنفسنا حينئذٍ بأننا وصلنا إلى إجابة منطقيةٍ معقولةٍ.!!

والخلاف في البسملة عائدٌ إلى أمرين ينبغي للمتكلم فيها عدمُ الخلط بينهما:
الأولُ: كون البسملة آية من القرآن أو ليست بآية.
الثاني: حكم الجهر بالبسملة في الصلاة.

وكلاهما منذ عهد الصحابة حتى السّاعة لا يزال قائماً , فهل لنا أن ننصب أنفسنا حُكّاماً بين أبي هريرة ومعاوية وابن عباس ومالك وأبي حنيفة رضي الله عن الجميع وأرضاهم

لكنّك فيما أحسب شكّل لك الخلاف في عدِّها وعدمُه معضلةً لما سينبني عليه من خلخلة بنيانٍ العدد المعجز في الحروف والآيات , كما هو الحال بالنسبة للقراءات التي ينقص ببعضها عدد حروف القرآن ويزيد في آخر كإثبات (هو) في قوله (فإن الله هو الغني الحميد) ونفيه في القراءة الأخرى , وإثبات (من) في قوله (تجري من تحتها الأنهار) ونفيه في القراءة الأخرى, مع تواتر الجميع وصحته, وأرجو أن تفيدنا يا أستاذُ بما توصلتَ أنت إليه في كونها آيةً أو غير آية,وأن تجيبنا بما يترتب على عدها من عدمه من الإعجاز العددي.

أمّا أسئلتك التي قلت فيها:

هل كان هذا الاختلاف موجودا زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ؟
ألم يكونوا على بينة من اعتبار البسملة هكذا أو هكذا ؟
هل كانوا منقسمين فريقين ؟
هل أباح لهم الرسول مثلا هذا الاختلاف ؟

فلم ير السابقون من الأقدمين المتكلمين في البسملة بأسأً من القول بما تستنكره من أنّ الصحابة اختلفوا فيها وانقسموا إلى فريقين كل منهما على بينة من أمره بناءاً على وقائعَ نبوية شاهدوها وكانت مختلفةً أيضاً في الإثبات وعدمه ,ورجعوا بعد ذلك إلى قواعد العلم الشرعي الأصيل التي يتبيّنُ بها المخرجُ عند حدوث أمرٍ كهذا الخلاف الذي تسميه تضارباً.!

وانقسم أتباعهم فيها فريقين بل زادوا ثالثاً , فذهب فريق إلى أنها آية , ونفى ذلك فريقٌ , وتوسط بينهما فريقٌ بالقول: إن البسملة في بعض القراءات كقراءة ابن كثير آية من القرآن وفي بعض القرآن ليست آية، ولا غرابة في هذا.
ولا أدري ما المشكل عندك في ذلك ؟
والله يوفق الجميع لمراضيه.
 
الكلام بين القوسين للأخ الفاضل الشنقيطي :

[ وما الذي أدراك أني أعلمُ أنّك تحترمُ القدماء وتُجلهم قبل هذا التصريح منك الآن.؟ ]
لقد سبق أن أعلنت ذلك في مشاركات سابقة وظننت أنك قد اطلعت عليه .

[ وكيف يكون ذلك وأنت تتمنى تجاوز ما أقروه ليصبح لنا رأي واضحٌ بمعزلٍ عن ما قرروه] .
وماذا قرروا ؟ ثلاثة آراء في البسملة ، وتريدني أن آخذ بها كلها وبنفس الدرجة ؟ كيف يمكنك أن تقنع الآخرين بأن الآراء الثلاثة صحيحة ؟ كيف يمكن أن تكون البسملة آية ، وفي نفس الوقت ليست آية ؟ الشيء ونقيضه . أليس هذا تضاربا في الرأي ؟ وتقول لي أن الصحابة كانوا على ذلك ؟ أمعقول هذا ..
أليس للقدماء ثلاثة آراء في ترتيب سور القرآن ؟ بالتأكيد أنت تعرفها . هل كانت تلك الآراء موجودة زمن الصحابة أيضا ؟
هل من المعقول أن الصحابة لم يكونوا يعرفون إن كان ترتيب سور القرآن توقيفيا أم لا ؟
هذه الأسئلة وأمثالها : من المؤكد أن الصحابة كانوا يعرفون إجابتها الصحيحة ، فلا يعقل مثلا أن يطرح الصحابة على أنفسهم التساؤل : هل تم ترتيب سور القرآن بالوحي أم باجتهاد الصحابة ؟ هل البسملة آية أو ليست آية ؟
هذه الأسئلة طرحت فيما بعد ...

[ ثمّ إنّ الأخَ تركي الذي تشفق عليه من إجابتي وتسألني أزدتُّ على ذكر خلاف المتقدمين له؟
لم يطلبْ ما يتوصّل إليه عقلي وعقلكَ - أستاذي الكريم - ولعلك أن تعيد قراءة سؤاله لتعرفَ عمَّ سأل تحديداً.

سأل عن سر عدم نطق الأئمة بها مع أنها الآية رقم (1),]
من الواضح استغرابه مما يحدث !!
السبب هو الاختلاف الذي نتحدث عنه ، فمن يعتبر البسملة آية يقرأها وما لا يعتبرها لا يقرأها ..



[ والخلاف في البسملة عائدٌ إلى أمرين ينبغي للمتكلم فيها عدمُ الخلط بينهما:
الأولُ: كون البسملة آية من القرآن أو ليست بآية.
الثاني: حكم الجهر بالبسملة في الصلاة.

وكلاهما منذ عهد الصحابة حتى السّاعة لا يزال قائماً ]
أنا لا أفهم كيف يكون هذا الاختلاف موجودا زمن الصحابة !! كما لا أفهم كيف يمكن أن تكون البسملة آية وأن لا تكون آية في نفس الوقت .. طيب ، إذا لم تكن البسملة آية ، فماذا تكون ؟ ولماذا اعتبرت في مصحف المدينة الآية رقم 1 ؟ إذا لم نكن متأكدين من أنها آية ؟ فلماذا نثبتها في طبعات المصحف ؟

[ فهل لنا أن ننصب أنفسنا حُكّاماً بين أبي هريرة ومعاوية وابن عباس ومالك وأبي حنيفة رضي الله عن الجميع وأرضاهم ]
نحتكم إلى القرآن . هل تقبل ؟ أليس القرآن أصدق من أبي هريرة ؟
وهل يعقل أن ابن عباس لم يكن يعرف إن كانت البسملة آية أو ليست آية ؟ وهل يعقل أن يحفظ أبو هريرة الأحاديث الكثيرة ويعجز عن تذكر إن كانت البسملة آية أم لا ؟
[, وأرجو أن تفيدنا يا أستاذُ بما توصلتَ أنت إليه في كونها آيةً أو غير آية,وأن تجيبنا بما يترتب على عدها من عدمه من الإعجاز العددي].
إن شاء الله ..... " أنا على موعد مع عملية قلب مفتوح في 18/9 فإن سلمني الله فأبشر خيرا "

[ وانقسم أتباعهم فيها فريقين بل زادوا ثالثاً , فذهب فريق إلى أنها آية , ونفى ذلك فريقٌ , وتوسط بينهما فريقٌ بالقول: إن البسملة في بعض القراءات كقراءة ابن كثير آية من القرآن وفي بعض القرآن ليست آية، ولا غرابة في هذا.
ولا أدري ما المشكل عندك في ذلك ؟]
كل هذا ، ولا غرابة !!!
ألا ترى إذا كانت البسملة آية ، فمن لا يعتبرها يكون قد أنقص آية من القرآن . وإذا لم تكن آية فمن يعتبرها يكون قد زاد آية في القرآن ..

جملة القول :
أريد رأيا أطمئن إليه وأقتنع به ، حتى أستطيع أن أنقله إلى غيري وأدافع عنه .
أم تريدني أن أقول : مازال المسلمون مختلفين في البسملة ، هل هي آية أم لا ، وبما أن هذا الاختلاف وصلنا عن القدماء ، فلا يجوز تجاوزهم ، إن من الأمانة المحافظة على كل ما قالوه في هذه المسألة ، ومن الحكمة أن نورث تلك الأقوال للأجيال القادمة ، ونحذرهم من محاولة المساس بها . ثم يا أخي الكريم : إن ما ننتهي إليه يوافق أحد تلك الآراء ، ويريحنا من قال وقيل ، فما الذي يغضبك ؟
 
الكلامُ المُلَوّن لأستاذنا الكريم :عبد الله جلغوم شفاه الله ووفقه لكل خير.

أستاذنا الفاضل الكريم:
أسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يكتب لكم الشفاء العاجل وأن يزيدكم قوةً إلى قوةٍ ولا تخرجوا بعد العملية إلا وأنتم على أحسن حالٍ وأتمّ عافيةٍ إنه قريب مجيب الدعاء.

وأنا لستُ غضباناً أستاذنا الفاضل , وما دمت -سلمك الله- قلت في آخر المطاف سنصل إلى أحد الآراء فنحن متفقان إذاً على أنْ لا جديد ولا نتيجةَ منطقيةً - أورثنا إياها محضُ العقل - فيما توصلنا إليه وهذا هو الحاصلُ اليوم والحمد لله.

إذاً كان الأولى أن نقول أعلاه أنّ الراجح هو كذا وكذا بدليل كذا , دون الدعوة إلى ترك ترديد ما قاله الأوائلُ , لأنّ ترجيح أحد الأقوالِ ليس إلا ترديداً وتشبثاً ببعض ما قالوه ويسعنا ما وسع الأولين والحمد لله رب العالمين.

وبالنسبة للأسئلة التي قلت فيها:

ثلاثة آراء في البسملة ، وتريدني أن آخذ بها كلها وبنفس الدرجة ؟
كيف يمكنك أن تقنع الآخرين بأن الآراء الثلاثة صحيحة ؟
كيف يمكن أن تكون البسملة آية ، وفي نفس الوقت ليست آية ؟ الشيء ونقيضه . أليس هذا تضاربا في الرأي ؟ وتقول لي أن الصحابة كانوا على ذلك ؟ أمعقول هذا ؟

فأقول:
لا أريدك أن تأخذ بها كلها وبنفس الدرجة , لكني أريدك في مسألة كونها آية تبطل صلاةُ تاركها في الفاتحة أن تنظر إلى أدلة جاعليها آيةً من الفاتحة وأدلة غيرهم ممن لا يراها آيةً ولا شيء على من ترك القراءة بها عمداً أو سهواً وتأخذ بما ترجح لديك عندئذ.

وبالنسبة لجانب القراءة ينبغي أن تتبع الرواية التي تقرأ بها وتعلم يقيناً أنّ إثبات ذلك الراوي الذي تقرأ له أو نفيه للبسملة في روايته جاء متواتراً متصلَ السند إلى منتهاه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولا إشكالَ أن تقرأ لابن كثير وأنت تعتقدها آيةً ثمّ تقرأ لابن عامرٍ وتعتقدها ليست بآية , كما ساغ لك أن تعتقد جواز حذف حرفين في قراءة (تجري تحتَـها الأنهار) وزيادتهما في قراءة ( تجري من تحتها الأنهار) فكيف ارتضيتَ التسليم بالقرائتين واعتقاد صحتهما بنفس الدرجة , واقتنعتَ وأقنعْت غيرك بأنّ كل ذلك صحيحٌ ثابتٌ من عند الله تعالى.

مع العلم أنّ المعترضَ على القراءات إذا اعتمد إعمال العقل المجرد دون العلم المؤصَّل فلن يجد حرجاً في تسمية هذا الخلاف - المُجمَع على صحته واعتقاد تواتره - تضارباً وتحريفاً وشيئا غير معقولٍ أبداً , إذ كيف نسلم مرةً أنّ حرف (من) من القرآن , ونسلم أخرى أنه ليس من القرآن , ونفعل ذلك في قوله (فإن الله الغني الحميد ) ونضيف له الضمير (هو) ونحن معتقدين صحة الجميع وتواتره.

ولا يلزم أستاذنا الكريم من خلاف الصحابة في المسألة أن نتوصل إلى نتيجة تفيد بأن حبر الأمة وترجمان القرآن كان يجهل هل البسملة آية أو غير آية , أو أنّ ديوان السنة وحافظها أبا هريرة رضي الله عنه مع استيعابه للدين ونقله حكَمَه وأحكامَـه عجز عن اليقين بأنها آية أو ليست بآية.

ونظائر هذه المسألة (إثباتاً ونفياً) في الفقه والتفسير وغيرهما لا تحصر بعدد.

فلم يكن أحدهم في شك من ذلك كما قلتُ سابقاً , فمن عدَّها آيةً فهو على بينة من أمره يبنيها على ما حفظ ووعى وشاهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن لم يثبتها فهو كذلك على بينة من أمره يبنيها على ما حفظ ووعى وشاهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولا عجب من إثبات مصحف المدينة لها ,فالمثبت لها فيه لم يكن ينظر لها نظرتنا نحن الموحية لنا بأنّ هذا تناقضٌ وتضاربٌ , بل أثبتها معتقداً أنها آيةٌ من كتاب الله تعالى تواتر الخبرُ عنده بذلك , ولا يرِدُ عليه قولكم (إذا لم تكن البسملة آية ، فماذا تكون ؟ ولماذا اعتبرت في مصحف المدينة الآية رقم 1 ؟ إذا لم نكن متأكدين من أنها آية ؟ فلماذا نثبتها في طبعات المصحف ؟)
فما أثبتت إلا بيقينٍ تامٍ أنها آية.

كما لا يلزمُ من الخلاف أيها الأستاذ الفاضلُ:
أن نرى - إذا كانت البسملة آية - من لا يعتبرها آيةً قد أنقص آية من القرآن , ونرى - إذا لم تكن آية - من يعتبرها آيةً زاد آية في القرآن .

لأنّ الكل زاد في القرآن ونقص بدليلٍ قطعي الثبوت والدلالة , كحال الزيادة والنقص في كلمات الخلافات الفرشية بين القراء في القرآن الكريم.

وختاماً :
أسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يكتب لكم الشفاء العاجل وأن يزيدكم قوةً إلى قوةٍ ولا تخرجوا بعد العملية إلا وأنتم على أحسن حالٍ وأتمّ عافيةٍ إنه قريب مجيب الدعاء.

اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البأسَ اشْفِ أنْتَ الشَّافِي لا شِفاءَ إِلاَّ شِفاؤُكَ شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَماً.
امْسَحِ الباسَ رَبَّ النَّاسِ بِيَدِكَ الشِّفاءُ لا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ أَنْتَ.
 
أسأل الله بمنه وكرمه ورحمته أن ييسر لكم العملية يا أستاذ عبد الله وأن يكتب لكم الشفاء العاجل.
وشكرا لكم يا شيخ محمود على تعليقاتكم النافعة.
وأما وجهة نظري في مسألة عناية الأستاذ عبد الله بالإعجاز العددي فلأن فيه خروجا عن نصوص(القدماء) التي تقيدنا وتحد من ابداعنا وتجديدنا ـ كما يراه الأستاذ الفاضل ـ
والله أعلم.
 
الأخ الفاضل محمود
الأخ الفاضل ضيف الله
أرجو أن تتقبلا مني كل الود والاحترام والتقدير
بارك الله فيكما .
 
جزاكم الله خيراً و يعلم الله أني استفدت من نقاشكم هذا

وأسأل الله أن يزيدنا علماً يا رب العالمين
 
عودة
أعلى