استشكال في كتاب البرهان للزركشي,أرجو المساعدة..

إنضم
18/04/2014
المشاركات
270
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
الإقامة
القصيم
أعضاء الملتقى المبارك: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أختكم في الله طويلبة علم , مزجاة البضاعة, وقد عرضت لي استكشالات في كتاب البرهان للزركشي , قصر عنه فهمي رغم أني أطلت التأمل ,وسألت بعض طلبة العلم وفقهم الله تعالى ولكن لم أجد جواباً حتى الآن ,فأرجو ممن لديه علم حول ما سأعرضه ألا يبخل علي بإزالة هذه الاستشكالات مأجوراً.

الأول: ذكر الزركشي في -النوع الرابع عشر: تقسيمه وترتيب السور والآيات وعددها-
قول الداني -رحمه الله تعالى-: "لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله تعالى: {مدهامتان} " .
س1/ لم خص هذه الكلمة دون غيرها ,كقوله تعالى: (الحاقة) أو (يس) أو (الرحمن) ؟!
أو أن السبب اختلاف مذاهب عدّ الآي؟

كذلك يستوقفني دائما عند ذكر أقصر آية في القرآن أن تذكر ((مدهامتان)) أو (الحاقة) ولا تذكر الحروف المقطعة (يس – طه) ,طبعاً وجدت تعليل للزركشي بأن بعضهم يعتبرها فواتح لا آيات!! ولكن غريب هذا التعليل ولعلي لم أفهم المراد جيدا, فهل من توضيح أكثر؟

الثاني: في النوع الخامس عشر:معرفة أسمائه واشتقاقها.
لا حظت أن فيه دمج بين ماهو اسم و ماهو صفة, ومعلوم أن بعض الأسماء تصلح أن تكون صفة و لكن ليست كل صفة تصلح أن تكون اسماً كما هو الحال في أسماء الله تعالى وصفاته ,فعلى سبيل المثال ذكر أن من أسماء القرآن:
1-سمي بالكتاب المبين فقال تعالى: (حم * والكتاب المبين)
2-سمي كلاما ...(حتى يسمع كلام الله )
3-سمي صدقا... (والذي جاء بالصدق )
وهذه الأسماء ربما لا إشكال فيها لأن الله تبارك وتعالى عبر بها عن القرآن , ولكن الإشكال كما في قوله –رحمه الله-:
1-سماه عربيا فقال تعالى: (قرآنا عربيا)
2-سماه عجبا...(قرآنا عجبا)
3-سماه قصص...(أحسن القصص)
فنلاحظ أن الله تعالى هنا وصف القرآن بخلاف الأمثلة السابقة, كذلك وصفه بالقصص يبدو لي أنه ليس على إطلاقه كباقي الصفات فليس كل القرآن قصصا, ولم تأت لفظة ((قصص)) إلا في سياق الآيات التي فيها قصص و هذا ربما مما يؤكد أن الوصف ليس على إطلاقه والله أعلم فضلا عن أن يسمى بذلك. فلم لم يفرق الزركشي –رحمه الله تعالى- بينها..حاولت أن أتأمل كثيرا ولكن قصر فهمي عن مراده رحمه الله!! فهل من توضيح بارك الله فيكم ونفع بعلمكم؟












 
تعتبر كلمة " مدهامتان " كلمة واحدة لاستيفائها شروط الكلمة
أما الحروف المقطعة أولا فيها خلاف ثانيا لا نعرف معناها و قد تكون مركبة أي معها تقدير مثلا كونها قسم أو معنى تلك الحروف جملة كتفسير بعضهم لكل حرف بكلمة ثم إن هذا مما فيه الخلاف و لذا لابد من تحرير محل النزاع و الكلام على ما هو متفق عليه ثالثا قد تلحق بالبسملة فتكون أطول و مثلها " الحاقة " كما أن الحاقة لابد فيها من تقدير فتكون جملة و ليست كلمة بخلاف مدهامتان فإنها صفة ل " جنتان "
 
و بالنسبة للاسم و الصفة يظهر لي أن القاضي أبا المعالي تجوز فقط و لا يقصد أن تلك الصفات أسماء فبدأ بذكر الأسماء سماه "كتابا", "قرآنا" ... و جرى بنفس اللفظ يعني لا يقصد أنها أسماء لا صفات
ملاحظة كتب المتقدمين لها اصطلاحات قد تختلف عن اصطلاح من بعدهم
كما أن العلوم التي ضبطت بعد المتقدمين لا نحمل كلام المتقدمين عليها
كما أن العالم قد يصطلح اصطلاحا خاصا به
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زادك الله علمًا وفضلًا ..

أما المسألة الأولى = فالمنقول عن أبي عمرٍو الداني رحمه الله مُشكلٌ بالفعل، وغفر الله للإمام القرطبي رحمه الله - أو بعض ورّاقيه - إذ أتعبوا من بعدهم!!
وحقيقة الأمر أن أبا عمرٍو رحمه الله لم يقل هذا الكلام أصلًا، وإنما نقل عنه القرطبي - فيما يبدو لي - هذا الفصل بأكمله تقريبًا في مقدمة تفسيره الجامع، إلا أنه قد زج باسم أبي عمروٍ في موضعٍ أفسد المعنى إفسادًا عظيمًا، وغيّر مقالته رحمه الله.
ثم تلقّف الإمام ابن كثير ومن بعده الزركشي هذا النقلَ المشّوه من مقدمة جامع الإمام القرطبي رحم الله الجميع، فصار عند الناس قولًا مشهورًا، حتى إن الإمام السيوطي رحمه الله قد أثبت في الإتقان لغير الداني عليه ردًا!!
وأما الإمام أبو عمرٍو رحمه الله فقد قال [البيان في عد آي القرآن، ص126، تحقيق: غانم قدوري الحمد] : "وقد تكون الكلمة وحدها آية تامة نحو قوله تعالى (والفجر، والضحى، والعصر)، وكذلك (ألم، وألمص، وطه، ويس، وحم) في قول الكوفيين، وذلك في فواتح السور، فأما في حشوهن فلا أعلم كلمة هي وحدها آية في ذلك إلا قوله تعالى في الرحمن (مدهامتان) لا غير" انتهى كلامه وانتهى الإشكال كذلك.
___​
وأما المسألة الثانية = فإن ذلك من طرائق العرب، فإذا وصف الرجل رجلًا بالكرم، فيقولون: لقد سمّاه كريمًا، ولا ينحصر في باب الأعلام، ومن أمثلة ذلك قول الشافعي رحمه الله تعالى في أحكام القرآن: "وَسَمَّاهُمْ بِالنِّفَاقِ؛ إذْ أَظْهَرُوا الْإِيمَانَ وَكَانُوا عَلَى غَيْرِهِ"، وقوله رحمه الله تعالى: "وَسَمَّاهُ فَاسِقًا ثُمَّ اسْتَثْنَى إلَّا أَنْ يَتُوبَ"، وهكذا.
أما باب الأسماء والصفات في العقائد = فله خصوصيته الاصطلاحية.

وفقكِ الله وسددكِ
 
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.


جزاكما الله خيرا , وزادكما علما نافعا , وعملا صالح.
 
ماذا قال الإمام الداني؟

ماذا قال الإمام الداني؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

قال الإمام الداني في معرض كلامه على تعريف الآية: (وَأَقْصَرُ آيَةٍ فِيْهِ: ﴿مُدْهَامَّتَـ»ـنِ﴾ [الرحمن: 64]، وَهِيَ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَسَبْعَةُأَحْرُفٍ فِي الرَّسْمِ،) البيان في عد آي القرآن ص 127.

ثم قال الإمام الدني بعده بفقرات بعد أن ذكر معنى (الفاصلة) ثم معنى (الكلمة) قال: (وَقَدْ تَكُونُ الكَلِمَةُ وَحَدْهَا: آيَةٌ تَامَّةٌ، نَحْوُقُوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَالفَجْرِ﴾، وَ﴿وَالضُّحَى﴾، وَ﴿وَالعَصْرِ﴾، وَكَذَلِكَ:﴿الم﴾ وَ﴿الَمِصَ﴾ وَ﴿طَهَ﴾ وَ﴿يَسِ﴾ وَ﴿حَمِ﴾ فِي قَوْلِ: الكُوْفِيِّينَ، وَذَلِكَ فِي فَوَاتِحِ السُّوَرِ، وَأمَّا فِي حَشْوِهِنَّ فَلَا أَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ وَحْدَهَا آيَةٌ فِي ذَلِكَ بِإِجْمَاعٍ إِلَّا قَوْلَهُ تَعَالَى فِي الرَّحْمَنِ: ﴿مَدْهَامَّتَانِ﴾[الرحمن: 64] لَا غَيْرَ، وَكَذَلِكَ: ﴿الخَنَّاسِ﴾ [الناس: 4] فِي قَوْلِ: المَكِّيِّوَالشَّامِيِّ خَاصَّةً، لِأَنَّهُمَا يَعُدَّانِ: ﴿الوَسْوَاسِ﴾ [الناس: 4] آيَةً،ثُمَّ يَعُدُّ: ﴿الخَنَّاسَ﴾ كَالجَمَاعَةِ، وَقَدْ أَتَتْ كَلِمَتَانِ مُتَّصِلَتَانِ،وَهُمَا آيَتَانِ وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿حَمَ﴾ ﴿عَسِقَ﴾: عَلَى قَوْلِ الكُوفِيِّينَ لَا غَيْرَ)
وعليه فإن الإمام الداني قد أوضح مقصده غاية الإيضاح، فحين ذكر (الآية) ذكر أطول آية، وأقصر آية باتفاق علماء العدد.
وحين ذكر (الكلمة) ذكر الكلام الخلاف فيها موسعا للحاجة إليه في بيان حد الكلمة، فيكون كلامه صحيحا في الجهتين.
والحمد لله رب العالمين.
 
السؤال الأول لعله راجع إلى اختلاف العدّ كما أشرتي، أو لأن الحروف المقطّعة تحسب بأسمائها ونطقها وليس برسمها، فـ(يــس) ستة حروف.
وأما ما يتعلق بأسماء القرآن فكثير من أهل العلم يُدرج أو يطلق على الأوصاف أسماء.

ويُنصح مَن أراد قراءة البرهان أو الإتقان باقتناء (علوم القرآن بين البرهان والإتقان) للدكتور حازم حيدر، ففيه تنبيهات نفيسه لما يُشكل فيهما.
 
عودة
أعلى