كان يقول "أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهله" فإن قيل "علمه" فقال "أبلغه أم لم يبلغه" فإن قيل بلغه فقال "ما حجة رأيكم إذا" وإن قيل "لا لم يبلغه" قال "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته" وقال أيضا "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" فقال كيف يُكْمَل ولم يبلغ ؟!
فكيف نوافق بين الأمرين اخي الكريم ؟!
- ما بين الدفتين بلّغَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حرفاً حرفاً ويشهد له الله عز وجل وملائكته عليهم السلام.
قال تعالى : " لَّٰكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ ۖ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا " (166)النساء
وليس هذا القرآن كتاب تم تجميعه وانفض الامر ،
بل هو دين وأحكام نزلت تباعا واكتملت قبل موته صلى الله عليه وسلم ، فما بلّغَه لأمته شهد عليه الصحابة رضي الله عنهم وهم بلّغوه لمن بعدهم ... وهكذا ، حفظه من حفظه ودوّنه من دوّنه ونسيه من نسيه ، وما لم يكن يومئذ دينا فليس اليوم دينا.
قال تعالى : "وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (64) النحل
قال الطبري : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أنـزلنا عليك كتابنا وبعثناك رسولا إلى خلقنا إلا لتبين لهم ما اختلفوا فيه من دين الله ، فتعرّفهم الصواب منه ، والحقّ من الباطل، وتقيم عليهم بالصواب منه حجة الله الذي بعثك بها.
وقال تعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" (44)النحل
وقال تعالى : "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ " (67(المائدة
قال القرطبي : قوله تعالى :
"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" قيل : معناه أظْهِر التبليغ ; لأنه كان في أول الإسلام يخفيه خوفا من المشركين ، ثم أمر بإظهاره في هذه الآية ، وأعلمه الله أنه يعصمه من الناس ، وكان عمر رضي الله عنه أول من أظهر إسلامه وقال : لا نعبد الله سرا ; وفي ذلك نزلت :
"يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين" فدلت الآية على رد قول من قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من أمر الدين تقية ، وعلى بطلانه ، وهم الرافضة ، ودلت على أنه صلى الله عليه وسلم لم يُسِر إلى أحد شيئا من أمر الدين ; لأن المعنى بلغ جميع ما أنزل إليك ظاهرا ، ولولا هذا ما كان في قوله عز وجل : "وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" فائدة ...
- أكمل الله عز وجل الدين واستمر الوحي الى ان قبضت روحه صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى : "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (3)المائدة
قال الطبري:
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله عز وجل أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به , أنه أكمل لهم يوم أنزل هذه الآية على نبيه دينهم , بإفرادهم بالبلد الحرام , وإجلائه عنه المشركين , حتى حجه المسلمون دونهم , لا يخالطونهم المشركون.
فأما الفرائض والأحكام , فإنه قد اختلف فيها , هل كانت أكملت ذلك اليوم أم لا ؟
فروي عن ابن عباس , قوله" : اليوم أكملت لكم دينكم " وهو الإسلام , قال : أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا , وقد أتمه الله عز ذكره فلا ينقصه أبدا , وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا .
وعن السدي , قوله" : اليوم أكملت لكم دينكم " هذا نزل يوم عرفة , فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام , ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات , فقالت أسماء بنت عميس : حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة , فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل صلى الله عليه وسلم على الراحلة , فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن , فبركت , فأتيته فسجيت عليه برداء كان علي.
وعن ابن جريج , قال : مكث النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما نزلت هذه الآية إحدى وثمانين ليلة.
وروي عن البراء بن عازب أن آخر آية نزلت من القرآن " : يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة "
ولا يدفع ذو علم أن الوحي لم ينقطع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض , بل كان الوحي قبل وفاته أكثر ما كان تتابعا . فإذ كان ذلك كذلك , وكان قوله" : يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " آخرها نزولا وكان ذلك من الأحكام والفرائض , كان معلوما أن معنى قوله" : اليوم أكملت لكم دينكم "على خلاف الوجه الذي تأوله من تأوله , أعني : كمال العبادات والأحكام والفرائض .
فإن قال قائل : فما جعل قول من قال : قد نزل بعد ذلك فرض أولى من قول من قال : لم ينزل ؟
قيل لأن الذي قال لم ينزل , مخبر أنه لا يعلم نزول فرض , والنفي لا يكون شهادة , والشهادة قول من قال : نزل , وغير جائز دفع خبر الصادق فيما أمكن أن يكون فيه صادقا . انتهى من "تفسير الطبري" (9/ 520)
قال ابن الجوزي رحمه الله :
" وفي معنى إكمال الدين خمسة أقوال :
أحدها : أنه إكمال فرائضه وحدوده ، ولم ينزل بعد هذه الآية تحليل ولا تحريم ، قاله السدي ، فعلى هذا يكون المعنى : اليوم أكملت لكم شرائع دينكم .
والثاني : أنه بنفي المشركين عن البيت ، فلم يحج معهم مشرك عامئذ ، قاله سعيد بن جبير ، وقتادة .
وقال الشعبي : كمال الدين هاهنا : عزه وظهوره ، وذل الشرك ودروسه ، لا تكامل الفرائض والسنن ، لأنها لم تزل تنزل إلى أن قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعلى هذا يكون المعنى : اليوم أكملت لكم نصر دينكم .
والثالث : أنه رفع النسخ عنه ، وأما الفرائض فلم تزل تنزل عليه حتى قبض ، روي عن ابن جبير أيضا .
والرابع : أنه زوال الخوف من العدو ، والظهور عليهم ، قاله الزجاج .
والخامس : أنه أمن هذه الشريعة من أن تنسخ بأخرى بعدها ، كما نسخ بها ما تقدمها "
انتهى من " زاد المسير " (1/513-514) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ (
الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ ) ظَاهِرُهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أُمُورَ الدِّينِ كَمُلَتْ عِنْدَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ ، وَهِيَ قَبْلَ مَوْتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ ثَمَانِينَ يَوْمًا ، فَعَلَى هَذَا لَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْأَحْكَامِ شَيْءٌ ، وَفِيهِ نَظَرٌ ، وَقَدْ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْإِكْمَالِ مَا يَتَعَلَّقُ بِأُصُولِ الْأَرْكَانِ لَا مَا يَتَفَرَّعُ عَنْهَا " انتهى من " فتح الباري " (13/246)
- أحاديث " ألا هل بلغت " بلغت التواتر
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الزمانُ قد استدارَ كهيئتِه يوم خلق اللهُ السماواتِ والأرضِ ، السَّنةُ اثنا عشرَ شهرًا ، منها أربعةُ حُرُمٌ ، ثلاثٌ متوالياتٍ : ذو القعدةِ وذو الحجةِ والمُحرمُ ، ورجبُ مُضَرَ الذي بين جمادى وشعبانَ ، أيُّ شهرٍ هذا" . قلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ ، فسكت حتى ظننا أنَّهُ يُسمِّيهِ بغيرِ اسمِه ، قال : "أليس ذا الحجةِ ". قلنا : بلى ، قال : "أيُّ بلدٍ هذا ". قلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ ، فسكت حتى ظننا أنَّهُ سيُسمِّيهِ بغيرِ اسمِه ، قال : "أليس البلدةُ ". قلنا : بلى ، قال : "فأيُّ يومٍ هذا ". قلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ ، فسكت حتى ظننا أنَّهُ سيُسمِّيهِ بغيرِ اسمِه ، قال : "أليس يومَ النحرِ" . قلنا : بلى ، قال : "فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ ، كحُرمةِ يومِكم هذا ، في بلدِكم هذا ، في شهرِكم هذا ، وستلقَوْنَ ربَّكم فيسألُكم عن أعمالِكم ، ألا فلا ترجعوا بعدي ضُلَّالًا يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ ، ألا ليُبلِّغِ الشاهدُ الغائبَ ، فلعلَّ بعضَ من يبلغُه أن يكون أوعى له من بعضِ من سمعَه ، ألا هل بلَّغتُ، ألا هل بلَّغتُ".
الراوي : نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنَّها ستكونُ فتنٌ . ألا ثمَّ تكونُ فتنةٌ القاعدُ فيها خيرٌ مِنَ الماشي فيها . والماشي فيها خيرٌ مِنَ الساعي إليها . ألا ، فإذا نزلتْ أوْ وقعتْ ، فمَنْ كان لهُ إبلٌ فليلحقْ بإبلِهِ . ومَنْ كانتْ لهُ غنمٌ فليلحقْ بغنمِهِ . ومَنْ كانتْ لهُ أرضٌ فليلحقْ بأرضِهِ ". قال فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ! أرأيتَ مَنْ لمْ يكنْ لهُ إبلٌ ولا غنمٌ ولا أرضٌ ؟ قال : "يَعمدُ إلى سيفِهِ فيدُقُّ على حدِّهِ بحجرٍ . ثم لينجُ إنْ استطاعَ النجاءَ . اللهمَّ !هلْ بلغْتُ ؟ اللهمَّ ! هلْ بلغتُ ؟ اللهمَّ ! هلْ بلغتُ ؟ " قال فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ! أرأيتَ إنْ أُكرهتُ حتى ينطلقَ بي إلى أحدِ الصفينِ ، أو إحدَى الفئتينِ ، فضربَني رجلٌ بسيفِهِ ، أوْ يجئُ سهمٌ فيقتلُني ؟ قال : "يبوءُ بإثمِهِ وإثمِكَ . ويكونُ مِنْ أصحابِ النارِ".
الراوي : نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم استعمل ابنَ الأتبية على صَدَقاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، فلما جاء إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وحاسبه قال : هذا الذي لكم، وهذه هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : " فهَلَّا جَلَسْتَ في بيتِ أَبِيكَ وبيتِ أُمِّكَ حتى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إن كنتَ صادقًا " . ثم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فخطب الناسَ، وحَمِدَ اللهَ وأَثْنَى عليه، ثم قال : " أَمَّا بَعْدُ، فإني أستعملُ رجالًا منكم على أمورٍ مما وَلَّانِي اللهُ، فيأتي أحدُكم فيقولُ : هذا لكم وهذه هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لي، فهَلَّا جلس في بيتِ أَبِيهِ وبيتِ أُمِّهِ حتى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إن كان صادقًا، فواللهِ، لا يأخذُ أحدُكم منها شيئًا بغيرِ حَقِّهِ، إلا جاء اللهُ يَحْمِلُهُ يومَ القيامةِ، أَلَا فلَأَعْرِفَنَّ ما جاء اللهَ رجلٌ ببعيرٍ له رُغاءٌ، أو ببقرةٍ لها خُوَارٌ، أو شاةٍ تَيْعَرُ " . ثم رفع يَدَيْه حتى رأيتُ بياضَ إِبْطَيْهِ : " أَلَا هل بَلَّغْتُ "
الراوي : أبو حميد الساعدي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
بعد صلاة الخسوف ... انصرف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقد تجلَّتِ الشمسُ . فخطب الناسَ فحمد اللهَ وأثنى عليه . ثم قال : " إنَّ الشمسَ والقمرَ من آيات اللهِ . وإنهما لا يَنخسفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه . فإذا رأيتُموهما فكبِّروا . وادعو اللهَ وصلُّوا وتصدَّقوا . يا أُمةَ محمدٍ ! إنَّ من أحدٍ أغْيرُ من اللهِ أن يزنيَ عبدُه أو تزنيَ أمَتُه . يا أُمةَ محمدٍ ! واللهِ ! لو تعلمون ما أعلم لبكيتُم كثيرًا ولضحكتُم قليلًا ". ثم رفع يدَيه فقال : " اللهمَّ ! هل بلغتُ " .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
كنا نتحدثُ بحجَّةِ الوداعِ، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ أظهُرِنا، ولا ندري ما حجَّةُ الوداعِ، فحمد اللهَ وأثنى عليهِ، ثم ذكر المسيحَ الدجَّالَ فأطنبَ في ذكرهِ، وقال : " ما بعث اللهُ من نبي إلا أنذر أُمتهُ، أنذرهُ نوحٌ والنبيونَ من بعدهِ، وإنهُ يخرجُ فيكم، فما خفِيَ عليكمْ من شأنهِ فليس يخفى عليكمْ : أنَّ ربَّكم ليس على ما يخفى عليكمْ - ثلاثًا - إنَّ ربَّكم ليس بأعورَ، وإنهُ أعورُ العينِ اليُمنى، كأنَّ عينهَ عنبةً طافيةً، ألا إنَّ اللهَ حرمَ عليكمْ دماءَكم وأموالَكمْ، كحُرمةِ يومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا، ألا هلْ بلَّغتُ " ، قالوا نعمْ، قال : " اللهمَّ اشهدْ " - ثلاثًا – "ويلَكم، أو ويحَكمْ، انظُروا، لا ترجِعوا بعدي كُفارًا، يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ " .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
خطبنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأسند ظهرَهُ إلى قبُةِ أَدَمٍ . فقال: " ألا ، لا يدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمةٌ . اللهمَّ ! هل بلغتُ ؟ اللهمَّ ! اشهدْ ! أتحبونَ أنكمْ رُبُعُ أهلِ الجنةِ ؟" فقلنا : نَعَمْ . يا رسولَ الله ! فقال "أتحبونُ أن تكونوا ثُلُثَ أهلِ الجنةِ ؟" قالوا : نَعَمْ . يا رسولَ اللهِ ! قال "إني لأرجُو أن تكونُوا شَطْرَ أهلِ الجنةِ . ما أنتُم في سواكُمْ منَ الأُممِ إلا كالشَّعْرةِ السوداءِ في الثورِ الأبيضِ . أو كالشَّعْرةِ البيضاءِ في الثورِ الأسْوَدِ ".
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
حجَجْتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حجَّةَ الوداعِ فرأَيْتُ أسامةَ أو بلالًا يقودُ بخِطامِ ناقةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والآخَرُ رافعٌ ثوبَه يستُرُه به مِن الحرِّ حتَّى رمى جمرةَ العَقبةِ ثمَّ انصرَف فوقَف النَّاسُ وقد جعَل ثوبَه مِن تحتِ إِبْطِه الأيمنِ على عاتقِه الأيسرِ قال: فرأَيْتُ تحتَ غُضروفِه الأيمنِ كهيئةِ جُمْعٍ ثمَّ ذكَر قولًا كثيرًا وكان فيما يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " إنْ أُمِّر عليكم عبدٌ مُجدَّعٌ أسودُ يقودُكم بكتابِ اللهِ فاسمَعوا وأطيعوا " ثمَّ قال: "هل بلَّغْتُ "
الراوي : أم الحصين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 4564 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
كشَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم السِّترَ . ورأسُه مَعصوبٌ في مَرَضِه الذي مات فيه . فقال: "اللهم ! هل بلَّغتُ ؟ ثلاثَ مراتٍ إنه لم يَبقَ من مُبَشِّراتِ النُّبُوَّةِ إلا الرُّؤيا . يَراها العبدُ الصالحُ أو تُرَى له".
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
"ألا هل بلغت" ؟ قالوا : نعم ، قال : "فليبلغْ الشاهدُ الغائبَ ، فربَّ مبلَّغٍ أوعى من سامعٍ"
الراوي : - | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان
الصفحة أو الرقم: 1/190 | خلاصة حكم المحدث :
قد بلغت التواتر
وفي الحديث الشريف : قلتُ: واللهِ يا رسولَ اللهِ، ما أتيتُك حتى حلَفتُ عددَ هؤلاء - وجمَعَ بينَ أصابعِ يدَيْه - ألَّا آتيَك ولا آتيَ دِينَك، وقد جئتُك امْرَأً لا أَعقِلُ شيئًا إلَّا ما علَّمَني اللهُ ورسولُه، وإنِّي أسألُك بوجهِ اللهِ: بمَ بعَثَك إلينا ربُّنا عزَّ وجلَّ؟ قال: بالإسلامِ، قُلتُ: وما آيةُ الإسلامِ؟ قال: أنْ تقولَ: أسلَمتُ وَجْهي للهِ وتَخَلَّيْتُ، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتيَ الزكاةَ، كلُّ مسلمٍ على مسلمٍ مُحرَّمٌ، أخوانِ نَصِيرَانِ، لا يَقبَلُ اللهُ مِن مُشرِكٍ أشرَكَ بعدَما أسلَمَ عملًا، أو يُفارِقَ المشرِكينَ إلى المسلمينَ، ما لي أُمسِكُ بحُجَزِكُم عن النَّارِ؟ ألَا إنَّ ربِّي داعِيَّ -أو راعِيَّ. شكَّ ابنُ مرزوقٍ، فيقولُ: هل بلَّغتَ عبادِي؟ فأقولُ: يا ربِّ، قد بلَّغتُهم، فلْيُبلِّغْ شاهدُكم غائبَكم، ثمَّ إنَّكم تُدْعَوْنَ مُفَدَّمَةً أفواهُكم بالفِدَامِ، ثمَّ إنَّ أوَّلَ ما يَبِينُ عن أحدِكم فَخِذُه وكَفُّه، ثمَّ نظَرتُ إلى نبيِّ اللهِ حينَ ضرَب بيدِه فَخِذَه، قال: قُلتُ: يا نبيَّ اللهِ، هذا دِينُنا؟ قال: هذا دِيني.
الراوي : جد بهز بن حكيم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم: 4160 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ، وصححه الالباني في السلسلة الصحيحة.
و الفدام : ما يشد على الإبريق و الكوز من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه ، أي أنهم يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم ، فشبه ذلك بالفدام . " نهاية ابن الأثير " ( 3 / 421 ) .
وَقال الامام مالك : مَنْ أَحْدَثَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَلَفُهَا فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَانَ الدِّينَ وَفِي رِوَايَةٍ : الرِّسَالَةَ ؛ لِأَنَّ اللهَ يَقُولُ : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا لَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا اهـ .
يتبع