اسئلة عن التفسير بشكل عام

حسن باسل

New member
إنضم
13/06/2014
المشاركات
967
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
عراقي (موصل)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على النبي محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطرح بعض الاسئلة في مجال علم التفسير لعل الخلاف بين الأخوة فيها يَقَلُّ بإذنه تعالى
1) متى يجوز للمفسر أن يتجاوز فهم صحابة وهل هو ملزم بأن يجعل عقله عقلهم ,بصورة ثانية متى يحق للمفسر أن يجتهد ولا يقلد ؟! بصورة ثالثة متى يحق للمفسر أن يستخدم عقله على نقله ؟!
2) كثير من الفئات الضالة -هدانا الله وإياهم- فمثلا المعتزلة استدلوا على خلق القرآن بالآية (الله خالق كل شيء) والقرآن شيء تعالى الله عما يقولون , السؤال متى يكون التفسير ضآل ومتى يكون صائبا ؟!
3) لماذا لم يصل لنا تفسير النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
4) اختلاف اراء الصحابة ألا يدل على كون الاجتهاد مقدم على النقل ؟!
5) هل الصحابة رضوان الله عليهم في اجتهادهم مصيبون دائما ؟!
6) كيف التوافق بمن يقول (اللغة تستخدم وتتغير معاني مفرداتها بتغير الأزمنة) ومفردات القرءآن كذلك فيختلف التفسير ويختلف على ذلك الفتاوى ؟!
اكتفي بهذه الاسئلة حاليا
وفقنا الله وإياكم الى الحق واتباعه
دمتم سالمين
 
تفسير الصحابي هو تماما كتفسير اي مسلم مجرد اجتهاد منه ويجوز مخالفته وحتى يمكن ان يكون تفسيره خطأ بين والاصل في المسلم اي مسلم ان يتدبر القران والتفسير والتدبر في القران ليس حكرا على احد والتدبر والتفسير مفتوح الى يوم الدين اما بالنسبة الى التفاسير القديمة فهي مجرد محاولات تفسير منها الصحيح ومنها الخطأ ويمكن ان يستفاد منها ولكن لا ينبغي ان نقف عندها وطبعا للمفسر ان يستخدم عقله في فهمه واستقراءه للنصوص والايات
 
تفسير الصحابي هو تماما كتفسير اي مسلم مجرد اجتهاد منه ويجوز مخالفته وحتى يمكن ان يكون تفسيره خطأ بين والاصل في المسلم اي مسلم ان يتدبر القران والتفسير والتدبر في القران ليس حكرا على احد والتدبر والتفسير مفتوح الى يوم الدين اما بالنسبة الى التفاسير القديمة فهي مجرد محاولات تفسير منها الصحيح ومنها الخطأ ويمكن ان يستفاد منها ولكن لا ينبغي ان نقف عندها وطبعا للمفسر ان يستخدم عقله في فهمه واستقراءه للنصوص والايات
اذا كان من حقهم فمن كلامك أن يكون من حق الاعجازيين أن يفسروها على العلم وليس لأحد أن ينكر عليهم ؟!
دمتم سالمين
 
ما علاقة العلم والاعجازيين بما ذكرت انا قلت ان باب التفسبر مفتوح لمن شاء لكن عن علم ومعرفة وتدبر القران واجب على المسلم والاصل ان يكون كل مسلم مفسرا للقران متدبرا به وليس لاحد ان يحجر على احد في تدبره وفهمه والله امرنا بذلك
 
تفسير القرآن بالرأي والاجتهاد:

دعا القرآن الكريم إلى تدبر معانيه والنظر في آياته بما يزيد المسلم إيمانا وتصديقا وارتقاء في مراتب عبادة ربه ؛ لكن التصدي لتفسير آيات كتاب الله خاص بمن كان مؤهلا علميا لتلك المهمة ؛ لذلك جاء في كتب السنة المشرفة من الأحاديث ما يفيد تحريم القول في القرآن بالرأي، كما ورد فيها أيضا ما يفهم منه جوازه.
ولا اختلاف في ذلك، فكل الأحاديث التي حرمت الرأي إنما بها الرأي المجرد الذي لا يعضده علم شرعي، وجميع الأحاديث التي رخص فيها بالاجتهاد وإعمال النظر في فهم القرآن إنما تخص من كان مؤهلا علميا جامعا للأدوات التي يدرك بها معنى القرآن.
ثم إن من آيات كتاب الله ما تولى الله تعالى بيانه وتفسيره في القرآن نفسه ومن القرآن ما أوكل بيانه للرسول صلى لله عليه وسلم بسنته الجامعة، وهو ما ورد مجملا، فتوقف تفسيره على الوحي كذلك...، ولم تختم الرسالة بوفاته عليه الصلاة والسلام حتى اكتمل بيان السنة لمجمل القرآن.
وبعد ختم الرسالة استقل علماء وأئمة المسلمين منذ الصدر الأول بتفسير المشكل من آي القرآن ، وهذا القسم من كتاب الله هو الذي ترك فهمه للعلماء يجتهدون فيه.
نخلص مما سبق أن الحكمة الإلهية اقتضت توقيف ما كان مجملا ؛ وما كان مشكلا فقد ترك للمخاطبين يجتهد فيه علماؤهم مقتفين في ذلك هدي النبوة قال صاحب الكتاب : "المباني لنظم المعاني" :
"قلنا : ما علم الله تعالى أن الأصلح فيه ذلك، فقد نص عليه ووقفه من الأحكام المنصوصة في الكتاب والسنة، وما علم أن تكليف الآراء فيه واستخراج المعاني أروض لطباعهم، وأدعى لهم إلى التنافس في العلم والاشتغال فيه واجتهاداتهم...".

المبحث الأول
المصادر العقليــة لتفسيــر القــرآن
إذا تعذر على المفسر لكتاب الله تعالى الوصول إلى مراده الذي هو بيان معنى آية اعتمادا على المصادر النقلية الصحيحة جاز له الاجتهاد وإعمال العقل والنظر إن كان مؤهلا لذلك.

المطلب الأول : الأخذ بمطلق اللغة ؛ الدعامة الأولى للتفسير بالاجتهاد :
ويعني ذلك الرجوع إلى اللسان الذي أنزل به القرآن في زمن النبوة، وتفسيره بالمعاني المعروفة على عهد الصدر الأول من الصحابة رضوان الله عليهم.
فلم يحتج السلف ولا الذين أدركوا وحيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسألوا عن معانيه، لأنهم كانوا عرب الألسن، فاستغنوا بعلمهم عن المسألة عن معانيه، وعما فيه مما في كلام العرب مثله من الوجوه والتلخيص، وفي القرآن مثل ما في الكلام العربي من وجوه الإعراب ومن الغريب والمعاني.
ويقتضي الرجوع إلى اللسان العربي فهم ألفاظ القرآن مفردة وجملة مجتمعة في ضوء قواعد اللغة التي لا يجوز أن يحكم فيها المفسر أي فهم أو قواعد أو اصطلاحات طارئة بعد عصر التنزيل.
ولا يطلب منه الإلمام باللسان العربي كله فذلك لن يكون في امكانه، لأن العربية التي نزل بها القرآن من أوسع اللغات من حيث المفردات:
أ – فيهتم المفسر بمعرفة الغريب أو مفردات القرآن،
- فقد يكون اللفظ معروفا عند قوم من العرب دون غيرهم.
- وقد تتضمن آيات القرآن ألفاظا مشكلة لا تفهم إلا بعد البحث والتتبع والتنقيب.
ومعرفة غريب اللغة لا بد لطالبه من النظر فيما نقل عن العرب من أشعارهم وآدابهم، ثم بعد تحقيق ذلك يكون للرأي والاجتهاد مجال.
ومثل ما نُقل عن ابن عباس رضي الله عنهما : كنت ما أدري ما (فاطر السماوات والأرض) حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما : أنا فطرتها، والآخر يقول : أنا ابتدأتها.
ب – كما يهم المفسر لكتاب الله عز وجل العلم بالنحو، أي إعراب القرآن،
قال الزركشي :
"وعلى الناظر في كتاب الله، الكاشف عن أسراره، النظر في هيئة الكلمة وصيغتها ومحلها، ككونها مبتدأ أو خبرا، أو فاعله أو مفعوله، أو في مبادئ الكلام أو في جواب، إلى غير ذلك من تعريف أو تنكير أو جمع قلة أو كثرة إلى غير ذلك".
فلو أن قارئا قرأ (فلا يحزنك قولُهم، إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون) يس 76 ، وترك الابتداء بـ ( إنا ) وأعمل ( قولَهم ) فيها بالنصب... لقلب المعنى عن جهته وأزاله عن طريقه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم محزونا لقولهم : إن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، وهذا كفر ممن تعمده، وضرب اللحن لا تجوز الصلاة به..."
ج – ومما ينبغي للمفسر أن يعرفه علم التصريف لأن به تعرف الأبنية والصيغ، قال الزركشي : "وفائدة التصريف حصول المعاني المختلفة المتشعبة عن معنى واحد، فالعلم به أهم من معرفة النحو في تعرف اللغة، لأن التصريف نظر في ذات الكلمة، والنحو نظر في عوارضها، وهو من العلوم التي يحتاج إليها المفسر".
د – ومما يقتضيه الأخذ بمطلق اللغة تحصيل المفسر ما يكفيه من علم الاشتقاق.
والاشتقاق أن يوجد بين لفظين تناسب في المعنى والتركيب فيرد أحدهما إلى الآخر.


والمفسر المعاصر يكفيه أن يراجع مصنفات المتقدمين من أعلام المفسرين، وكتب اللغة خاصة المعاجم الموسوعية المشهورة لأن الإلمام باللغة العربية من قبيل المستحيل.

المطلب الثاني : التفسير بالمقتضى من معنى الكلام : الدعامة الثانية للتفسير بالاجتهاد :
قد لا يصل الأخذ بمطلق اللغة إلى معرفة الله تعالى، مما يوجب على المفسر أن يبحث عن مقتضى معنى الكلام، ويسعفه في ذلك الرجوع إلى علوم البلاغة، خاصة وأن القرآن نزل آية بينة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وسط قوم فتنوا بأساليب البيان، وجاء القرآن لتحديهم وإعجازهم...
وأهمية علوم البلاغة تظهر إذا علمنا أنها هي التي تمكن المفسر من معرفة كون اللفظ والتركيب أحسن وأفصح...
وحاجة المفسر إلى معرفة علوم البلاغة الثلاثة وهي :
- كيفية التركيب، ويفيده في ذلك علم المعاني.
- طرق تأدية المقصود بحسب وضوح الدلالة وحقائقها ومراتبها، ويفيده هنا علم البيان.
- الفصاحة اللفظية والمعنوية ، ويفيد المفسر في ذلك علم البديع.
قال الزركشي : "وهذا العلم أعظم أركان المفسر، فإنه لا بد من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز من الحقيقة والمجاز، وتآليف النظم، وأن يواخى بين الموارد، ويعتمد ما سيق له الكلام حتى لا يتنافر وغير ذلك...".

المطلب الثالث : ضوابط التفسير بالرأي والاجتهاد :
فقد يكون للمتصدي لتفسير القرآن، تصور أو معتقد يجنح إليه هواه، فيحرص على حمل القرآن على مقتضاه، وقد وقع هذا مع العديد من الطوائف كالمعتزلة والرافضة وغيرهم، اعتبارا لذلك احتاط العلماء، فوضعوا ضوابط تقي آيات القرآن من الشطط والتمحل...

قال ابن العربي : "والضابط لهذا كله، أن يكون الناظر في القرآن يلحظه بعين التقوى، ولا يميل به إلى رأي أحد للهوى، وإنما ينظر إليه من ذاته ابتغاء علم الله ومرضاته...".
وقال الشاطبي : "والقرآن كلام الله، فهو يقول بلسان بيانه : هذا مراد الله من هذا الكلام، فليتثبت أن يسأله الله تعالى : من أين قلت عني هذا ؟ فلا يصح له ذلك إلا ببيان الشواهد".

المبحث الثاني
بــدع التفسيــر بالــرأي والاجتهــاد
إذا كان القرآن قد دعا إلى الاجتهاد وإعمال الرأي في استنباط معانيه وتحقيق دلالاته، فإن ذلك لا يعني جواز التفسير بالرأي لأي كان، بل هذه مهمة طائفة من المسلمين اصطلح عليهم القرآن نفسه "بأهل الاستنباط"،الاية "لعلمه اللذين يستنبطونه منهم "
قال الشاطبي : "... والقول فيه أن الرأي ضربان :
أحدهما جار على موافقة كلام العرب وموافقة الكتاب والسنة، فهذا لا يمكن إهمال مثله لعالم بهما...
وأما الرأي غير الجاري على موافقة العربية أو غير الجاري على الأدلة الشرعية، فهذا هو الرأي المذموم من غير إشكال، لأنه تقول على الله بغير برهان، فيرجع إلى الكذب على الله تعالى...".


وعموما يرجع منشأ بدع التفسير بالرأي والاجتهاد إلى :
- طلب الآية على معنى لا يتفق مع سياقها.
- طلب الوجوه البعيدة في الإعراب.
- تفسير الألفاظ بما لم يكن معروفا وقت نزول القرآن.

والله تعالى أعلم وأحكم.
وللتوضيح:
دعوة الحق - تفسير القرآن بالرأي والاجتهاد

وكذلك للدكتور الطيار
التفسير بالرأي مفهومه.. حكمه.. أنواعه
 
وبعد ختم الرسالة استقل علماء وأئمة المسلمين منذ الصدر الأول بتفسير المشكل من آي القرآن ، وهذا القسم من كتاب الله هو الذي ترك فهمه للعلماء يجتهدون فيه.
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ولكن تعليق على هذه الفقرة حسب ما فهمته من منهجية الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه
كان يقول "أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهله" فإن قيل "علمه" فقال "أبلغه أم لم يبلغه" فإن قيل بلغه فقال "ما حجة رأيكم إذا" وإن قيل "لا لم يبلغه" قال "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته" وقال أيضا "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" فقال كيف يُكْمَل ولم يبلغ ؟!
فكيف نوافق بين الأمرين اخي الكريم ؟!
دمتم سالمين
 
[FONT=&quot]نهجية الإمام أحمد بن حنبل [/FONT]رضي الله عنه[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]كان يقول "أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهله" فإن قيل "علمه" فقال "أبلغه أم لم يبلغه" فإن قيل بلغه فقال "ما حجة رأيكم إذا" وإن قيل "لا لم يبلغه" قال "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته" وقال أيضا "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" فقال كيف يُكْمَل ولم يبلغ ؟![/FONT]
دعنا نطبق المنهجية على النسخ وإبطال أحكام القرآن الكريم باسم النسخ:

أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهله ؟؟
فإن قيل علمه فقال ابلغه أم لم يبلغه ؟؟
فإن قيل بلغه قلنا اين بلاغ النبي في النسخ ؟؟ لا يوجد حديث واحد يقرر معنى النسخ؟؟
وإن قيل لم يبلغه فكيف كمل الدين ولم يبلغ عن النسخ على أهميته وهو الذي أخبرنا كيف نستبرئ من البول ؟؟ افلا يبلغنا عن امر هام كالنسخ ؟؟.
 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم
أخي الكريم سائد كيف توصلت إلى أن تفسير الصحابي هو كتفسير أي مسلم ؟
ألم يحز الصحابة بمرتبة عظيمة ألا وهي مصاحبة الرسول الكريم وأن القرآن نزل بلغتهم وأنهم كانوا يسألونه عما أنزل فيفسره لهم وان أخطأوا بتفسير فيصححه لهم من من المسلمين حاز مثل هذه المنزلة؟
ان تفسير الصحابة هو من المصادر الاساسية للتفسير بالمأثور وان تفسيرهم على الرأس والعين وارجو من حضرتكم تصحيح ما ذهبت إليه وفقنا الله تعالى وإياكم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن الإجابة عن السؤال رقم (3) بحديث إِمِّنا أُمِّ المؤمنين السيدة عائشة عليها السلام في وصف النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حيث قالت "كان قرآنا يمشي على الأرض" أي أن أفعال النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هي تفسير للقرآن ؟! ولذلك لم يصل إلينا من قال بالتفسير بينما السنة وصلت ولله الحمد
دمتم سالمين
 
دعنا نطبق المنهجية على النسخ وإبطال أحكام القرآن الكريم باسم النسخ:

أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهله ؟؟
فإن قيل علمه فقال ابلغه أم لم يبلغه ؟؟
فإن قيل بلغه قلنا اين بلاغ النبي في النسخ ؟؟ لا يوجد حديث واحد يقرر معنى النسخ؟؟
وإن قيل لم يبلغه فكيف كمل الدين ولم يبلغ عن النسخ على أهميته وهو الذي أخبرنا كيف نستبرئ من البول ؟؟ افلا يبلغنا عن امر هام كالنسخ ؟؟.
أوليست قراءة (ما ننسخ من آية أو تَنسَأْهَا) وقراءة (ما نُنسِكَ من آية أو ننسخها) كافية بالقول بالنسخ ؟! فلا داعي لحديث بل القرآن قد تكفل بذلك والعجيب أنه تكفل بذلك ولم يتكفل بالعقيدة وهو أهم شيء في الدين فهل تقول أن العقيدة ضرب خيال ؟! -بسمة-
ما زِلْتُ على عهدي أن أجيبك لكن حتى أُكْمِلَ عملي وفقكم الله تعالى
دمتم سالمين
 
[FONT=&quot]فلا داعي لحديث بل القرآن قد تكفل بذلك[/FONT]
هل ترى أن نسخ 290 آية من كتاب الله بواسطة هذا الفهم كافٍ ؟؟
ويسكت عنها النبي صلى الله عليه وسلم ولا يبين ماذا نسخ وماذا اثبت ؟؟؟
فقط تقبل الآية وتفرط كتاب الله نسخا وشطباً لأحكامه بدون قول معصوم ؟؟
احذر أخي حسن
احذر فلن يسال عنك السيوطي ولا الزركشي بل انا وأنت من سيسال عن تغيير هذا المنكر من القول .
 
هل ترى أن نسخ 290 آية من كتاب الله بواسطة هذا الفهم كافٍ ؟؟
ويسكت عنها النبي صلى الله عليه وسلم ولا يبين ماذا نسخ وماذا اثبت ؟؟؟
فقط تقبل الآية وتفرط كتاب الله نسخا وشطباً لأحكامه بدون قول معصوم ؟؟
احذر أخي حسن
احذر فلن يسال عنك السيوطي ولا الزركشي بل انا وأنت من سيسال عن تغيير هذا المنكر من القول .
كلامك جميل جدا اخي وعلى راسي وببطن عيني ولكن الله سبحانه وتعالى أعطاك شرط النسخ
خير منها أو مثلها
أما القول بعدد الآيات المنسوخة فإني لا اظن في مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه إلا بعض الايات المنسأة أي المؤخرة الحكم لا المنسوخة -انتبه للفرق رحمك الله بمعنى تقديم حكم على آخر إذا وقعا حكمان مختلفان على قضية واحدة وليس حذفه البتة وإلا لكان ذكره في القرآن لا داعي له أصلا- وإنما النسخ وقع على المصاحف الأخرى كمصحف أبيِّ بن كعب ومصحف بن مسعود ومصحف أم المؤمنين عائشة عليها السلام ومصحف ام المؤمنين حفصة عليها السلام ومصحف أبي موسى الأشعري رضي الله عنهم جميعا كنسخ سورتا الحفد والخلع ونسخ سورة العصر على ما في مصحف سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (والعصر ونوآئب الدهر إن الإنسان لفي خسر وإنه في ذلك إلى آخر الدهر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) والنسخ أما أن يكون نسخ حكم أو نسخ لفظ
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
تحياتي لك
دمتم سالمين
 
فإني لا اظن

وهل هذا موضع ظن وتخرص ام موقع يقين وتأكد ؟؟
أم يتم العبث وزيادة الآيات وانقاصها بدون حديث نبوي

أما القول بأن النسخ وقع في مصاحف ولم يقع في أخرى فكارثة جديدة
بل إن نسخ القرآن أمر لم يخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وآية النسخ كانت تتحدث في سياق محاجة بني اسرائيل وكيف أن القرآن نسخ التوراة وليس نسخ القرآن بعضها ببعض
فلو قلت لي :
لا يا اخ عدنان فهذا الفهم هو عن النبي صاحب الوحي وقد حدد ما يبطل من القرآن وما يبقى لقلت حباً وكرامة ، أما يأتي شخص بعد موت النبي بمائتي سنة ليقرر كارثة وباقعة كهذه فابرأ الله ممن يقول بها وأخوفكم الله أن يعبث باحكامه ، الا هل بلغت ؟ اللهم اشهد.
وعد إلى مبحث النسخ ودعاويه وستجد ان كل القول بالنسخ قول باطل نسخ مالا ينبغي نسخه وادعى ذلك في غير موضعه وحسبنا الله ونعم الوكيل.
 
أما القول بأن النسخ وقع في مصاحف ولم يقع في أخرى فكارثة جديدة
.
لعلك اخي لم تصل الى مرادي هل قرأت كيف قرأ سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه سورة العصر ؟ هل قرأت أن مصحف سيدنا أبيِّ بن كعب فيه 115 سورة ؟! هل اتْلُ عليك كيف قرأت أمنا أم المؤمنين عائشة وحفصة عليهما السلام آية (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) ؟! هل تعلم أن سورة الاحزاب كانت تضاهي سورة البقرة بل كانت اطول منها ؟! ومثل هذه الكثير فيما صَحَّ نقله وصَحَّ نسبته ومدار كلامي كله على النسخ (اللفظي) وليس النسخ (الحكمي) ففرق رحمك الله
وأما قولك (نسخ التوراة والانجيل) فهذا يراد به منك دليل فالمعلوم أن الشريعة الجديدة تنسخ القديمة منذ الأزل فلا داع لذكره ها هنا وركز على قوله (من آية) ولم يقل (من توراة أو أنجيل) , قد صح أن أبيَّا بن كعب رضي الله عنه قرأها (ما ننسخ من آية أو نُنسِكْ) فكيف يُنَسِّي اللهُ تعالى النبيَّ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (التوراة والانجيل) وهي لم تنزل عليه ؟!
وأما قولك هو موضع (ظن وتخرص أم شك ويقين) فإنما قلتُ لا أظن حتى لا أتجاوز على من قال به من السلف والصحابة رضي الله عنهم
وأما قولك بعد موت النبي بمائتي سنة ليقرر كارثة وباقعة كهذه ,فأنا اتفق معك اتفاق لا يختلف عليه اثنان ومثله عندي (تشذيذ قراءة شيبة وأبي بحرية ورواية قتيبة عن الكسائي وطريق الأعشى عن شعبة عن عاصم) مما وافق الشروط الثلاثة للتلاوة وقد شذت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بـ 800 سنة تقريبا فهذه كتلك
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
الم يصلي النبي إلى بيت المقدس قبلة اهل الكتاب التي اقرت في شريعة قبله ثم انساها الله وابدله قبلة اليهود بالكعبة ؟؟
فشرع من قبلنا شرع لنا حتى يأتي الله بحكمه فيمحو ما شاء وينسخ (اي يكرر) ما شاء
فالنسخ تكرار وليس محو

يقول تعالى : ما ننسخ من آية أو ننسها
فالعطف يفيد المغايرة حتماً فطالما كان الانساء طرفاً فالطرف الآخر هو النسخ بمعنى التكرار وليس النسخ بمعنى المحو.
عودوا لكتاب الله وافهموا قول الله ولا تحطبون اقوالا بدون تحقق ، فمن يعرف النسخ يقول النسخ الازالة والنسخ في اصله التكرار وليس الازالة
وقوله نسخت الشمس الظل بمعنى ازالته قول باطل لأن الشمس لا تزيل الظل بل تنشؤه وتظهره وتكرر صورة الشيء فيكون نسخاً بمعنى التكرار ولكن الأعاجم افسدوا وعبثوا بديننا فحسبنا الله ونعم الوكيل
 
الم يصلي النبي إلى بيت المقدس قبلة اهل الكتاب التي اقرت في شريعة قبله ثم انساها الله وابدله قبلة اليهود بالكعبة ؟؟
فشرع من قبلنا شرع لنا حتى يأتي الله بحكمه فيمحو ما شاء وينسخ (اي يكرر) ما شاء
فالنسخ تكرار وليس محو
هذا مثال جميل على معنى النسخ بأنه كان على قبلة ثم أصبح على قبلة أخرى والنسخ هنا تكرار لا محو !!
أما كلمة نسخ فلها عدة معاني المعنى الاول يعني نقل قال (نسخت الكتاب) أي نقلته
ومعناه التكرار مثلما أشرت في قولك (نسخت الشمس الظل)
ومنه التغيير مثل نسخ القبلة
وأما قولك الأعاجم أفيه إشارة إلى البخاري ومسلم وأصحاب السنن فهم الأعاجم ؟!
أما صح نسخ شرب الخمر ؟!
أما صح نسخ حكم الزان من الإمساك إلى الإيذاء ؟!
أما صح تخفيف القتال على المؤمنين ؟!
أما صح سماح الجماع للصائم بعد الإفطار ؟! وقد كان قبل الآية محرم عليهم ؟!
فهل هذه من تغير حكم بآخر أم لا ؟!
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
[FONT=&quot]هذا مثال جميل على معنى النسخ بأنه كان على قبلة ثم أصبح على قبلة أخرى والنسخ هنا تكرار لا محو !![/FONT]

وأين الحكم المنسوخ (المبطل) في كتاب الله ؟؟
 
هل كان موجودا وحذف ؟؟

احنا بنقول ايه من الصبح يارجل؟؟؟


عموما ارجع لسلسلة ابطال النسخ حتى تجد المقصود بوضوح وفقك الله
 
هل كان موجودا وحذف ؟؟

احنا بنقول ايه من الصبح يارجل؟؟؟


عموما ارجع لسلسلة ابطال النسخ حتى تجد المقصود بوضوح وفقك الله
حاضر اخي الكريم وحقيقة وجهة النظر في هذا الموضوع يجب الحتم فيه كالحتم في القرآءات التي شذت بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بـ 800 سنة وهي صحيحة في شروطها الثلاثة ويجب إعادة النظر في ذلك واستقصاء الصواب
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل واحكم واعظم
جزاكم الله خيرا
دمتم سالمين
 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الأخوان الكريمان ارجو ان ترجعوا الى مناقشة أسئلة أخرى لان النقاش حول موضوع النسخ اصبح يستحوذ على مساحة واسعة من مواضيع الملتقى مع خالص تحياتي وتقديري لكما على ما تكتبانه وفقنا الله وإياكم.
 
اذا لم يعتني ملتقى القرآن الكريم بمسألة النسخ كأخطر فرية تستخدم ضد كتاب الله فمن يعتني بها ؟
ولكني اتفق مع اخي البهيجي بضرورة اعطاء بقية الاسئلة حقها .
 
كان يقول "أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم جهله" فإن قيل "علمه" فقال "أبلغه أم لم يبلغه" فإن قيل بلغه فقال "ما حجة رأيكم إذا" وإن قيل "لا لم يبلغه" قال "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته" وقال أيضا "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" فقال كيف يُكْمَل ولم يبلغ ؟!
فكيف نوافق بين الأمرين اخي الكريم ؟!



  • ما بين الدفتين بلّغَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حرفاً حرفاً ويشهد له الله عز وجل وملائكته عليهم السلام.
قال تعالى : " لَّٰكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ ۖ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا " (166)النساء
وليس هذا القرآن كتاب تم تجميعه وانفض الامر ،
بل هو دين وأحكام نزلت تباعا واكتملت قبل موته صلى الله عليه وسلم ، فما بلّغَه لأمته شهد عليه الصحابة رضي الله عنهم وهم بلّغوه لمن بعدهم ... وهكذا ، حفظه من حفظه ودوّنه من دوّنه ونسيه من نسيه ، وما لم يكن يومئذ دينا فليس اليوم دينا.
قال تعالى : "وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (64) النحل
قال الطبري : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أنـزلنا عليك كتابنا وبعثناك رسولا إلى خلقنا إلا لتبين لهم ما اختلفوا فيه من دين الله ، فتعرّفهم الصواب منه ، والحقّ من الباطل، وتقيم عليهم بالصواب منه حجة الله الذي بعثك بها.
وقال تعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" (44)النحل
وقال تعالى : "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ " (67(المائدة
قال القرطبي : قوله تعالى : "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" قيل : معناه أظْهِر التبليغ ; لأنه كان في أول الإسلام يخفيه خوفا من المشركين ، ثم أمر بإظهاره في هذه الآية ، وأعلمه الله أنه يعصمه من الناس ، وكان عمر رضي الله عنه أول من أظهر إسلامه وقال : لا نعبد الله سرا ; وفي ذلك نزلت : "يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين" فدلت الآية على رد قول من قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من أمر الدين تقية ، وعلى بطلانه ، وهم الرافضة ، ودلت على أنه صلى الله عليه وسلم لم يُسِر إلى أحد شيئا من أمر الدين ; لأن المعنى بلغ جميع ما أنزل إليك ظاهرا ، ولولا هذا ما كان في قوله عز وجل : "وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" فائدة ...

  • أكمل الله عز وجل الدين واستمر الوحي الى ان قبضت روحه صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى : "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (3)المائدة
قال الطبري:
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله عز وجل أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به , أنه أكمل لهم يوم أنزل هذه الآية على نبيه دينهم , بإفرادهم بالبلد الحرام , وإجلائه عنه المشركين , حتى حجه المسلمون دونهم , لا يخالطونهم المشركون.
فأما الفرائض والأحكام , فإنه قد اختلف فيها , هل كانت أكملت ذلك اليوم أم لا ؟
فروي عن ابن عباس , قوله" : اليوم أكملت لكم دينكم " وهو الإسلام , قال : أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا , وقد أتمه الله عز ذكره فلا ينقصه أبدا , وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا .
وعن السدي , قوله" : اليوم أكملت لكم دينكم " هذا نزل يوم عرفة , فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام , ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات , فقالت أسماء بنت عميس : حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحجة , فبينما نحن نسير إذ تجلى له جبريل صلى الله عليه وسلم على الراحلة , فلم تطق الراحلة من ثقل ما عليها من القرآن , فبركت , فأتيته فسجيت عليه برداء كان علي.
وعن ابن جريج , قال : مكث النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما نزلت هذه الآية إحدى وثمانين ليلة.
وروي عن البراء بن عازب أن آخر آية نزلت من القرآن " : يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة "
ولا يدفع ذو علم أن الوحي لم ينقطع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض , بل كان الوحي قبل وفاته أكثر ما كان تتابعا . فإذ كان ذلك كذلك , وكان قوله" : يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " آخرها نزولا وكان ذلك من الأحكام والفرائض , كان معلوما أن معنى قوله" : اليوم أكملت لكم دينكم "على خلاف الوجه الذي تأوله من تأوله , أعني : كمال العبادات والأحكام والفرائض .
فإن قال قائل : فما جعل قول من قال : قد نزل بعد ذلك فرض أولى من قول من قال : لم ينزل ؟
قيل لأن الذي قال لم ينزل , مخبر أنه لا يعلم نزول فرض , والنفي لا يكون شهادة , والشهادة قول من قال : نزل , وغير جائز دفع خبر الصادق فيما أمكن أن يكون فيه صادقا . انتهى من "تفسير الطبري" (9/ 520)
قال ابن الجوزي رحمه الله :
" وفي معنى إكمال الدين خمسة أقوال :
أحدها : أنه إكمال فرائضه وحدوده ، ولم ينزل بعد هذه الآية تحليل ولا تحريم ، قاله السدي ، فعلى هذا يكون المعنى : اليوم أكملت لكم شرائع دينكم .
والثاني : أنه بنفي المشركين عن البيت ، فلم يحج معهم مشرك عامئذ ، قاله سعيد بن جبير ، وقتادة .
وقال الشعبي : كمال الدين هاهنا : عزه وظهوره ، وذل الشرك ودروسه ، لا تكامل الفرائض والسنن ، لأنها لم تزل تنزل إلى أن قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعلى هذا يكون المعنى : اليوم أكملت لكم نصر دينكم .
والثالث : أنه رفع النسخ عنه ، وأما الفرائض فلم تزل تنزل عليه حتى قبض ، روي عن ابن جبير أيضا .
والرابع : أنه زوال الخوف من العدو ، والظهور عليهم ، قاله الزجاج .
والخامس : أنه أمن هذه الشريعة من أن تنسخ بأخرى بعدها ، كما نسخ بها ما تقدمها "
انتهى من " زاد المسير " (1/513-514) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ ( الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ ) ظَاهِرُهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أُمُورَ الدِّينِ كَمُلَتْ عِنْدَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ ، وَهِيَ قَبْلَ مَوْتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ ثَمَانِينَ يَوْمًا ، فَعَلَى هَذَا لَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْأَحْكَامِ شَيْءٌ ، وَفِيهِ نَظَرٌ ، وَقَدْ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْإِكْمَالِ مَا يَتَعَلَّقُ بِأُصُولِ الْأَرْكَانِ لَا مَا يَتَفَرَّعُ عَنْهَا " انتهى من " فتح الباري " (13/246)



  • أحاديث " ألا هل بلغت " بلغت التواتر
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الزمانُ قد استدارَ كهيئتِه يوم خلق اللهُ السماواتِ والأرضِ ، السَّنةُ اثنا عشرَ شهرًا ، منها أربعةُ حُرُمٌ ، ثلاثٌ متوالياتٍ : ذو القعدةِ وذو الحجةِ والمُحرمُ ، ورجبُ مُضَرَ الذي بين جمادى وشعبانَ ، أيُّ شهرٍ هذا" . قلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ ، فسكت حتى ظننا أنَّهُ يُسمِّيهِ بغيرِ اسمِه ، قال : "أليس ذا الحجةِ ". قلنا : بلى ، قال : "أيُّ بلدٍ هذا ". قلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ ، فسكت حتى ظننا أنَّهُ سيُسمِّيهِ بغيرِ اسمِه ، قال : "أليس البلدةُ ". قلنا : بلى ، قال : "فأيُّ يومٍ هذا ". قلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ ، فسكت حتى ظننا أنَّهُ سيُسمِّيهِ بغيرِ اسمِه ، قال : "أليس يومَ النحرِ" . قلنا : بلى ، قال : "فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ ، كحُرمةِ يومِكم هذا ، في بلدِكم هذا ، في شهرِكم هذا ، وستلقَوْنَ ربَّكم فيسألُكم عن أعمالِكم ، ألا فلا ترجعوا بعدي ضُلَّالًا يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ ، ألا ليُبلِّغِ الشاهدُ الغائبَ ، فلعلَّ بعضَ من يبلغُه أن يكون أوعى له من بعضِ من سمعَه ، ألا هل بلَّغتُ، ألا هل بلَّغتُ".
الراوي : نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنَّها ستكونُ فتنٌ . ألا ثمَّ تكونُ فتنةٌ القاعدُ فيها خيرٌ مِنَ الماشي فيها . والماشي فيها خيرٌ مِنَ الساعي إليها . ألا ، فإذا نزلتْ أوْ وقعتْ ، فمَنْ كان لهُ إبلٌ فليلحقْ بإبلِهِ . ومَنْ كانتْ لهُ غنمٌ فليلحقْ بغنمِهِ . ومَنْ كانتْ لهُ أرضٌ فليلحقْ بأرضِهِ ". قال فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ! أرأيتَ مَنْ لمْ يكنْ لهُ إبلٌ ولا غنمٌ ولا أرضٌ ؟ قال : "يَعمدُ إلى سيفِهِ فيدُقُّ على حدِّهِ بحجرٍ . ثم لينجُ إنْ استطاعَ النجاءَ . اللهمَّ !هلْ بلغْتُ ؟ اللهمَّ ! هلْ بلغتُ ؟ اللهمَّ ! هلْ بلغتُ ؟ " قال فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ! أرأيتَ إنْ أُكرهتُ حتى ينطلقَ بي إلى أحدِ الصفينِ ، أو إحدَى الفئتينِ ، فضربَني رجلٌ بسيفِهِ ، أوْ يجئُ سهمٌ فيقتلُني ؟ قال : "يبوءُ بإثمِهِ وإثمِكَ . ويكونُ مِنْ أصحابِ النارِ".
الراوي : نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم استعمل ابنَ الأتبية على صَدَقاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، فلما جاء إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وحاسبه قال : هذا الذي لكم، وهذه هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : " فهَلَّا جَلَسْتَ في بيتِ أَبِيكَ وبيتِ أُمِّكَ حتى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إن كنتَ صادقًا " . ثم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فخطب الناسَ، وحَمِدَ اللهَ وأَثْنَى عليه، ثم قال : " أَمَّا بَعْدُ، فإني أستعملُ رجالًا منكم على أمورٍ مما وَلَّانِي اللهُ، فيأتي أحدُكم فيقولُ : هذا لكم وهذه هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لي، فهَلَّا جلس في بيتِ أَبِيهِ وبيتِ أُمِّهِ حتى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إن كان صادقًا، فواللهِ، لا يأخذُ أحدُكم منها شيئًا بغيرِ حَقِّهِ، إلا جاء اللهُ يَحْمِلُهُ يومَ القيامةِ، أَلَا فلَأَعْرِفَنَّ ما جاء اللهَ رجلٌ ببعيرٍ له رُغاءٌ، أو ببقرةٍ لها خُوَارٌ، أو شاةٍ تَيْعَرُ " . ثم رفع يَدَيْه حتى رأيتُ بياضَ إِبْطَيْهِ : " أَلَا هل بَلَّغْتُ "
الراوي : أبو حميد الساعدي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

بعد صلاة الخسوف ... انصرف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقد تجلَّتِ الشمسُ . فخطب الناسَ فحمد اللهَ وأثنى عليه . ثم قال : " إنَّ الشمسَ والقمرَ من آيات اللهِ . وإنهما لا يَنخسفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه . فإذا رأيتُموهما فكبِّروا . وادعو اللهَ وصلُّوا وتصدَّقوا . يا أُمةَ محمدٍ ! إنَّ من أحدٍ أغْيرُ من اللهِ أن يزنيَ عبدُه أو تزنيَ أمَتُه . يا أُمةَ محمدٍ ! واللهِ ! لو تعلمون ما أعلم لبكيتُم كثيرًا ولضحكتُم قليلًا ". ثم رفع يدَيه فقال : " اللهمَّ ! هل بلغتُ " .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

كنا نتحدثُ بحجَّةِ الوداعِ، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ أظهُرِنا، ولا ندري ما حجَّةُ الوداعِ، فحمد اللهَ وأثنى عليهِ، ثم ذكر المسيحَ الدجَّالَ فأطنبَ في ذكرهِ، وقال : " ما بعث اللهُ من نبي إلا أنذر أُمتهُ، أنذرهُ نوحٌ والنبيونَ من بعدهِ، وإنهُ يخرجُ فيكم، فما خفِيَ عليكمْ من شأنهِ فليس يخفى عليكمْ : أنَّ ربَّكم ليس على ما يخفى عليكمْ - ثلاثًا - إنَّ ربَّكم ليس بأعورَ، وإنهُ أعورُ العينِ اليُمنى، كأنَّ عينهَ عنبةً طافيةً، ألا إنَّ اللهَ حرمَ عليكمْ دماءَكم وأموالَكمْ، كحُرمةِ يومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا، ألا هلْ بلَّغتُ " ، قالوا نعمْ، قال : " اللهمَّ اشهدْ " - ثلاثًا – "ويلَكم، أو ويحَكمْ، انظُروا، لا ترجِعوا بعدي كُفارًا، يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ " .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

خطبنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأسند ظهرَهُ إلى قبُةِ أَدَمٍ . فقال: " ألا ، لا يدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمةٌ . اللهمَّ ! هل بلغتُ ؟ اللهمَّ ! اشهدْ ! أتحبونَ أنكمْ رُبُعُ أهلِ الجنةِ ؟" فقلنا : نَعَمْ . يا رسولَ الله ! فقال "أتحبونُ أن تكونوا ثُلُثَ أهلِ الجنةِ ؟" قالوا : نَعَمْ . يا رسولَ اللهِ ! قال "إني لأرجُو أن تكونُوا شَطْرَ أهلِ الجنةِ . ما أنتُم في سواكُمْ منَ الأُممِ إلا كالشَّعْرةِ السوداءِ في الثورِ الأبيضِ . أو كالشَّعْرةِ البيضاءِ في الثورِ الأسْوَدِ ".
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

حجَجْتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حجَّةَ الوداعِ فرأَيْتُ أسامةَ أو بلالًا يقودُ بخِطامِ ناقةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والآخَرُ رافعٌ ثوبَه يستُرُه به مِن الحرِّ حتَّى رمى جمرةَ العَقبةِ ثمَّ انصرَف فوقَف النَّاسُ وقد جعَل ثوبَه مِن تحتِ إِبْطِه الأيمنِ على عاتقِه الأيسرِ قال: فرأَيْتُ تحتَ غُضروفِه الأيمنِ كهيئةِ جُمْعٍ ثمَّ ذكَر قولًا كثيرًا وكان فيما يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " إنْ أُمِّر عليكم عبدٌ مُجدَّعٌ أسودُ يقودُكم بكتابِ اللهِ فاسمَعوا وأطيعوا " ثمَّ قال: "هل بلَّغْتُ "
الراوي : أم الحصين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 4564 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

كشَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم السِّترَ . ورأسُه مَعصوبٌ في مَرَضِه الذي مات فيه . فقال: "اللهم ! هل بلَّغتُ ؟ ثلاثَ مراتٍ إنه لم يَبقَ من مُبَشِّراتِ النُّبُوَّةِ إلا الرُّؤيا . يَراها العبدُ الصالحُ أو تُرَى له".
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

"ألا هل بلغت" ؟ قالوا : نعم ، قال : "فليبلغْ الشاهدُ الغائبَ ، فربَّ مبلَّغٍ أوعى من سامعٍ"
الراوي : - | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان
الصفحة أو الرقم: 1/190 | خلاصة حكم المحدث : قد بلغت التواتر

وفي الحديث الشريف : قلتُ: واللهِ يا رسولَ اللهِ، ما أتيتُك حتى حلَفتُ عددَ هؤلاء - وجمَعَ بينَ أصابعِ يدَيْه - ألَّا آتيَك ولا آتيَ دِينَك، وقد جئتُك امْرَأً لا أَعقِلُ شيئًا إلَّا ما علَّمَني اللهُ ورسولُه، وإنِّي أسألُك بوجهِ اللهِ: بمَ بعَثَك إلينا ربُّنا عزَّ وجلَّ؟ قال: بالإسلامِ، قُلتُ: وما آيةُ الإسلامِ؟ قال: أنْ تقولَ: أسلَمتُ وَجْهي للهِ وتَخَلَّيْتُ، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتيَ الزكاةَ، كلُّ مسلمٍ على مسلمٍ مُحرَّمٌ، أخوانِ نَصِيرَانِ، لا يَقبَلُ اللهُ مِن مُشرِكٍ أشرَكَ بعدَما أسلَمَ عملًا، أو يُفارِقَ المشرِكينَ إلى المسلمينَ، ما لي أُمسِكُ بحُجَزِكُم عن النَّارِ؟ ألَا إنَّ ربِّي داعِيَّ -أو راعِيَّ. شكَّ ابنُ مرزوقٍ، فيقولُ: هل بلَّغتَ عبادِي؟ فأقولُ: يا ربِّ، قد بلَّغتُهم، فلْيُبلِّغْ شاهدُكم غائبَكم، ثمَّ إنَّكم تُدْعَوْنَ مُفَدَّمَةً أفواهُكم بالفِدَامِ، ثمَّ إنَّ أوَّلَ ما يَبِينُ عن أحدِكم فَخِذُه وكَفُّه، ثمَّ نظَرتُ إلى نبيِّ اللهِ حينَ ضرَب بيدِه فَخِذَه، قال: قُلتُ: يا نبيَّ اللهِ، هذا دِينُنا؟ قال: هذا دِيني.
الراوي : جد بهز بن حكيم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم: 4160 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ، وصححه الالباني في السلسلة الصحيحة.
و الفدام : ما يشد على الإبريق و الكوز من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه ، أي أنهم يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم ، فشبه ذلك بالفدام . " نهاية ابن الأثير " ( 3 / 421 ) .

وَقال الامام مالك : مَنْ أَحْدَثَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَلَفُهَا فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَانَ الدِّينَ وَفِي رِوَايَةٍ : الرِّسَالَةَ ؛ لِأَنَّ اللهَ يَقُولُ : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا لَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا اهـ .

يتبع
 
هل بلغ صلى الله عليه وسلم أن حكم عدة الارملة نسخ بحكم آخر ؟؟

هل بلغ صلى الله عليه وسلم أن فريضة قيام الليل نسخت ؟؟

هل بلغ صلى الله عليه وسلم أن قوله تعالى ( لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ...الآية ) نسخت بقوله تعالى (لا يكلف الله نفسا الا وسعها ... الآية).

و قس على ذلك نحو ثلاثمائة سؤال كالاسئلة اعلاه لثلاثمائة موضع يدعى ابطالها عدوانا وجرأة على كتاب الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
 
  • إكتمال الدين لا يعني قفل باب الاجتهاد:
قال الشاطبي رحمه الله - في بيان معنى الآية "أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ" - :
المراد: كلياتها ، فلم يبقَ للدّين قاعدة يحتاج إليها في الضروريات ، والحاجيات ، أو التكميليات ، إلا وقد بُينت غاية البيان.
نعم ، يبقى تنزيل الجزئيات على تلك الكليات موكولاً إلى نظر المجتهد ؛ فإن قاعدة الاجتهاد أيضاً ثابتة في الكتاب والسنّة ، فلا بد من إعمالها ، ولا يسع الناس تركها ... ولا يوجد ذلك إلا فيما لا نص فيه ، ولو كان المراد بالآية الكمال بحسب تحصيل الجزئيات بالفعل : فالجزئيات لا نهاية لها ، فلا تنحصر بمرسوم ، وقد نص العلماء على هذا المعنى ، فإنما المراد : الكمال بحسب ما يحتاج إليه من القواعد ، التي يجري عليها ما لا نهاية له من النوازل" انتهى . الاعتصام
وقال ابن القيم رحمه الله :
"فقد بيَّن الله سبحانه على لسان رسوله بكلامه ، وكلام رسوله: جميع ما أمره به ، وجميع ما نهى عنه ، وجميع ما أحله ، وجميع ما حرمه ، وجميع ما عفا عنه, وبهذا يكون دينُه كاملا كما قال تعالى: (اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُم دينَكُم وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُم نعْمَتي) ، ثم قال : ولكن قد يقصر فَهم أكثر الناس عن فَهم ما دلّت عليه النصوص ، وعن وجه الدلالة ، وموقعها ، وتفاوت الأمّة في مراتب الفهم عن الله ورسوله : لا يحصيه إلا الله ، ولو كانت الأفهام متساوية : لتساوت أقدام العلماء في العلم ، ولما خص سبحانه سليمان بفهم الحكومة في الحرث ، وقد أثنى عليه ، وعلى داود بالعلم ، والحكم ،
وقد قال عمر لأبي موسى في كتابه إليه " الفهم ، الفهم فيما أدلي إليك " ،
وقال علي : " إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه " ،
وقال أبو سعيد : " كان أبو بكر أعلمَنا برسول الله صلى الله عليه وسلم " ،
ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس أن (يفقهه في الدّين ويعلمه التأويل)" انتهى .
إعلام الموقعين (1/332)
فقد روى البخاري وغيره عن أبي جحيفة أنه قال لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي غير ما في كتاب الله؟ قال لا، والذي فلق الحب وبرأ النسمة لا أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن..


  • ما بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الدين الذي اكتمل في الآية " أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ"
قال تعالى : "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. (7)الحشر

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته، يأتيه الأمر من أمري، يقول: لا ندري؟ ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه" رواه الأمام أحمد، والترمذي وابن ماجه.

وفي الحديث الصحيح : وعظَنا رَسولُ اللهِ مَوعظةً وجِلَت مِنها القُلوبُ ، و ذرِفَت مِنها العُيونُ ، فقُلنا : يا رسولَ اللهِ ! كأنَّها موعِظةُ مودِّعٍ فأوصِنَا قال :" أُوصِيكُم بتَقوى اللهِ ، و السَّمعِ و الطَّاعةِ ، و إن تَأَمَّرَ عليكُم عبدٌ ، و أنَّهُ من يَعِش منكُم فسيَرى اختلافًا كثيرًا ، فعليكُم بسُنَّتِي ، و سُنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدين المهديِّين ، عَضُّوا علَيها بالنَّواجذِ ، و إيَّاكُم و مُحدَثاتِ الأمورِ ، فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ".
الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 37 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
التخريج : أخرجه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، وأحمد باختلاف يسير

قال في موقع الاسلام سؤال وجواب:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين للصحابة الكرام ما كان يحتاج إلى بيان من كتاب الله تعالى كالأحكام المجملة مثل الزكاة والصلاة وغيرها ، ولم يفسر كل آية وكل كلمة لأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يفهمون ذلك بسليقتهم ، فلم يقل أحد من أهل العلم أنه فسر كل كلمة ، قال الطبري: فأما ما لا بد للعباد من علم تأويله فقد بينه لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ببيان الله ذلك له )
وما نقل من أسباب بالنزول محصور ، وأيضا فليست كل آية او كل سورة لها سبب نزول ، وقد ألف العلماء في ذلك كتبا وأفردوه بأبواب خاصة ضمن كتبهم ، كما نقلوا تفسيره صلى الله عليه وسلم وبيانه لما فسر من الآيات وبين ، وممن عني بذلك الإمام محمد بن جرير الطبري ، وابن كثير ، والسيوطي ، وغيرهم ممن عنوا بالتفسير بالمأثور ، ولهذا وغيره اختلف المفسرون في تأويل بعض الآيات لعدم صحة الأخبار الواردة فيها أو لكثرتها وتناقضها ، أو لعدم وقوفهم على أثر في بيانها وهكذا.
الحاصل أن الصلاة كغيرها من العبادات من الزكاة والحج وغير ذلك قد وجد في القرآن نوع بيان لبعض أحكامها، كالقبلة ومواقيت الصلاة، وصلاة الخوف، والقيام في الصلاة، وغير ذلك من أحكام.
وبينت السنة باقي الأحكام، وتفاصيل الأقوال والأفعال، وذلك لأن السنة حجة، إذ أنها وحي من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [لنجم:3-4]. وقال سبحانه: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل:44]. ومن هنا أوجب الله تعالى طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وجعلها من طاعته سبحانه، فقال: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً [النساء:80]. انتهى
وقال ابن كثير: فالواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله وتفسير ذلك وطلبه في مظانه وتعلمه وتعليمه، كما قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ. وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذون عشر آيات ولا يأخذون العشر الأخرى حتى يأخذوا ما في هذه من العمل والعلم، كما روى أصحاب السنن عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود وغيره.
ومن تأمل أسباب اختلاف العلماء : لم يجد فيها سبباً واحداً مرجعه إلى الشرع ذاته ، فالتعارض بين الأدلة ليس موجوداً على الحقيقة في نصوص الشرع ، بل فقط في نظر المجتهد ، وخفاء الأدلة ، وعدم العلم بها ، أو عدم فهمهما على وجهها : وكل ذلك يؤكد ما قلناه من أن الشريعة كاملة تامّة وإنما يبحث كل مجتهد بما وهبه الله من علم وفهم : لمعرفة الحكم المطابق لمراد الله تعالى في نصوص الوحي .
ومن ثم يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد نفذ الأمر الإلــهي الذي هو التبليغ والبيان، القائل:(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) [النحل:44]، وقولـه: [وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه) [النحل:64]، وقولـه: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة) [النحل:89].
ولهذا لو كان لسان العرب كافيا في فهم المراد من كتاب الله عز وجل ، لما أمر الله عز وجل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالتبليغ والبيان.
قال ابن قتيبة : والعرب لا تستوي في المعرفة بجميع ما في القرآن من الغريب، والمتشابـه، لبعضها الفضل في ذلك على بعـض، والدليل عليـه قول الله جل وعز: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ...)
فقوله تعالى في سورة آل عمران : هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُواْ الْأَلْبَابِ (7)
يدل ان بعض الآيات لا يعلم تأويلها الا الله بنص الآية وهذا يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسرها .

يتضح مما سبق
ليس هناك تعارض بين كمال الدين وما لم يبلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من ادعى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبلغ قواعد الشريعة فقد خان الرسالة .
ما لم يبلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم من اي نوع من المسائل تركه للخلفاء المهديين من بعده ولورثته من العلماء.
أما المسائل الجزئية فهي متجددة ولا نهاية لها ، ولهذا لم يأت النص من الشرع على حكمها ، وإنما يجتهد العلماء في إدخالها في تلك القواعد العامة ، أو الاستدلال لها بمختلف الأدلة من الاجماع او القياس وغيره .
وفي الحديث الشريف :
" إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، إنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا و لا درهمًا ، إنما ورَّثوا العلمَ ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ"
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 70 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره | انظر شرح الحديث رقم 60555
التخريج : أخرجه أبو داود (3641)، والترمذي (2682)، وابن ماجه (223)، وأحمد (21715) باختلاف يسير

والله أعلم وأحكم.
 
عودة
أعلى