د عبدالله الهتاري
New member
- إنضم
- 17/03/2006
- المشاركات
- 159
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
ا ما أعظم هذا القرآن وما أبلغه !! " وقالت اخرج عليهن " فالفعل (خرج ) يتعدى إلى مفعوله بأكثر من حرف فمن ذلك ( خرج إلى ) و ( خرج عن ) و ( خرج على ) ف(خرج إلى ) خروج مقابلة ولقاء، نحو( خرجت إلى الضيف )، و(خرج عن ) خروج مخالفة في الآراء ، نحو( خرجت عن رأيه )، و( خرج على ) خروج مغالبة واستعلاء ، ومنه الخروج على الحاكم .
وكان المتوقع من النظم القرآني أن يرد على نحو (اخرج إليهن ) لأنه خروج مقابلة ولقاء ، لكن العجيب الغريب في بديع النظم والتنزيل أنه فاجأ المتلقي بقوله:- (اخرج عليهن )، وهنا المحز من البلاغة في فن القول والبيان من موافقة الكلام لمقتضى الحال؛ ذلك أن النظم قد عبر عما عزمت عليه امرأة العزيز وما قصدته وقد كان ، وهو أنها لاتريد من يوسف أن يخرج إلى النسوة خروج مقابلة بالأبدان فحسب، إنما تريد من وراء خروجه أن يكون خروج فتنة واستعلاء، تسلب له القلوب ،وتؤسرله الأرواح، وتسيل له الدماء ، وهو ماحصل وكان؛ لذا عبر عنه القرآن بأبلغ بيان ، وليس إلا (على ) دون غيرها من حروف المعاني، لايسد مسدها حرف آخر مهما كان .
وكان المتوقع من النظم القرآني أن يرد على نحو (اخرج إليهن ) لأنه خروج مقابلة ولقاء ، لكن العجيب الغريب في بديع النظم والتنزيل أنه فاجأ المتلقي بقوله:- (اخرج عليهن )، وهنا المحز من البلاغة في فن القول والبيان من موافقة الكلام لمقتضى الحال؛ ذلك أن النظم قد عبر عما عزمت عليه امرأة العزيز وما قصدته وقد كان ، وهو أنها لاتريد من يوسف أن يخرج إلى النسوة خروج مقابلة بالأبدان فحسب، إنما تريد من وراء خروجه أن يكون خروج فتنة واستعلاء، تسلب له القلوب ،وتؤسرله الأرواح، وتسيل له الدماء ، وهو ماحصل وكان؛ لذا عبر عنه القرآن بأبلغ بيان ، وليس إلا (على ) دون غيرها من حروف المعاني، لايسد مسدها حرف آخر مهما كان .