ابو يزيد
New member
[align=justify]الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، فأوضح به السبيل ، وأنار به الطريق ، وأحيا به قلوب غلفا ، وأنار به أعينا عميا ، وفتح به آذانا صما ، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
والصلاة والسلام على رسول الهدى والرحمة الذي بين مجملاته وأوضح آياته ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . أما بعد :
فإن كتاب ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) مرجع ضخم يعدّ مدرسة كاملة تتحدث عن نفسها ، وهو أدل آثار العلامة القرآني الفذ : محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي - رحمه الله – على استيعابه الموسوعي الذي لا يكاد يعرف له مثيل في غير القمم الشامخة من أساطير العلم الذين نقرأ عنهم ونطالع آثارهم.
ولم يقتصر هذا الكتاب على التفسير فحسب ، بل ضم بحوثا عديدة وتحقيقات سديدة في شتى أنواع العلوم الشرعية ، واللغوية والبلاغية .
فترى الشيخ – رحمه الله – قد تطرق إلى العقيدة ، والحديث وعلومه ، والفقه وأصوله ، واللغة العربية والآداب الشرعية ، والأخلاق ، والبحوث الجامعة ، فكان بحق (( أضواء البيان )) .
وقد أجدا وأفاد – رحمه الله – في بيان أحكام القرآن ، ففتح كنوز الكتاب العزيز ، وأطلع نفائسه ونشر درره ، فخرج كتابه مرجعا نفيسا في تفسير آيات الأحكام .
وعند قراءتك لأضواء البيان تلاحظ الشيخ – رحمه الله – يستنبط الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية ثم يبين اختلاف العلماء – رحمهم الله – ويوضح أدلتهم ويناقشها نقاشا دقيقا مسهبا ثم يرجح الأقوى دليلا دون تعصب لمذهب معين .
وقد بين ذلك - رحمه الله - عند بيانه للمقصود من تأليف الأضواء ، حيث قال في المقدمة : " ... والثاني : بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة بالفتح في هذا الكتاب ، فإننا نبين ما فيها من الأحكام وأدلتها من السنة وأقوال العلماء في ذلك ، ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل من غير تعصب لمذهب معين ولا قول قائل معين لأننا ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله ، لأن كل كلام فيه مقبول ومردود إلا كلامه صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أن الحق حق ولو كان قائله حقيرا .... " انظر مقدمة الأضواء ج1/3-4
ولا يكاد الشيخ – رحمه الله – يمر بسورة من سور القرآن الكريم إلا ويذكر من آياتها جملة من الأحكام الفقهية المتفرقة ، فعند قوله تعالى : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) يذكر الإمامة وأحكامها ، وهند قوله تعالى : ( الطلاق مرتان ) يذكر جملة من أحكام الطلاق ، وعند قوله تعالى : ( وأذن في الناس بالحج ) يذكر الحج وأحكامه في تفصيل منقطع النظير ، وهكذا في بقية آيات الأحكام .
وعند مناقشة الشيخ – رحمه الله – للمسائل الفقهية تجده يضمنها رأيه أو يوضح اختياره لما ترجح عنده من أقوال الفقهاء بقوله : " والأظهر عندنا ، أو : وهذا هو الظاهر الذي لا ينبغي العدول عنه ، أو التحقيق في هذه المسألة ، أو الذي يظهر عندنا ، أو أظهر أقوال أهل العلم عندي ، أو الذي يظهر لنا أنه الصواب ، أو أظهر القولين عندي ، أو الظاهر ، أو الذي يقتضي الدليل رجحانه ، أو الحق .... إلى غير ذلك من المصطلحات التي تبين اختيار الشيخ – رحمه الله .
وقد رأيت أن أجمع اختيارات الشيخ رحمه الله وأفرد لها كتابا مستقلا فيسر الله ذلك ، فله الحمد والمنة ، حيث قمت بقراءة الأحكام الفقهية التي تطرق لها الشيخ في أضواء البيان واستخلصت آراءه وما ترجح لديه من أقوال العلماء ثم نظمتها ورتبتها على أبواب الفقه ، ووسمتها بـــ ( اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان ) .
وقد أشار علي كثير من طلبة العلم الفضلاء بطباعتها وإخراجها في كتاب إلا أنني أحجمت عن ذلك لحاجة في نفسي .
وإنه لمن دواعي سروري وغبطتي أن يسر الله تعالى لنا موقعا على الشبكة العنكبوتية يقوم عليها إخوة فضلاء يهتمون بكتاب الله تعالى وتفسيره ويستخرجون أسراره ومكنوناته ، فإن أذن لنا الأخوة الفضلاء في نشر هذه الإختيارات في هذا الموقع المبارك على حلقات وتخصيصها لموقع ملتقى أهل التفسير فلهم ذلك .
والله أسأل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا وحسنات الشيخ العالم الحبر الإمام : محمد الأمين المختار الشنقيطي .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الثلاثاء 20/ربيع الثاني 1425هـ [/size][/font][/align]
والصلاة والسلام على رسول الهدى والرحمة الذي بين مجملاته وأوضح آياته ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . أما بعد :
فإن كتاب ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) مرجع ضخم يعدّ مدرسة كاملة تتحدث عن نفسها ، وهو أدل آثار العلامة القرآني الفذ : محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي - رحمه الله – على استيعابه الموسوعي الذي لا يكاد يعرف له مثيل في غير القمم الشامخة من أساطير العلم الذين نقرأ عنهم ونطالع آثارهم.
ولم يقتصر هذا الكتاب على التفسير فحسب ، بل ضم بحوثا عديدة وتحقيقات سديدة في شتى أنواع العلوم الشرعية ، واللغوية والبلاغية .
فترى الشيخ – رحمه الله – قد تطرق إلى العقيدة ، والحديث وعلومه ، والفقه وأصوله ، واللغة العربية والآداب الشرعية ، والأخلاق ، والبحوث الجامعة ، فكان بحق (( أضواء البيان )) .
وقد أجدا وأفاد – رحمه الله – في بيان أحكام القرآن ، ففتح كنوز الكتاب العزيز ، وأطلع نفائسه ونشر درره ، فخرج كتابه مرجعا نفيسا في تفسير آيات الأحكام .
وعند قراءتك لأضواء البيان تلاحظ الشيخ – رحمه الله – يستنبط الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية ثم يبين اختلاف العلماء – رحمهم الله – ويوضح أدلتهم ويناقشها نقاشا دقيقا مسهبا ثم يرجح الأقوى دليلا دون تعصب لمذهب معين .
وقد بين ذلك - رحمه الله - عند بيانه للمقصود من تأليف الأضواء ، حيث قال في المقدمة : " ... والثاني : بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة بالفتح في هذا الكتاب ، فإننا نبين ما فيها من الأحكام وأدلتها من السنة وأقوال العلماء في ذلك ، ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل من غير تعصب لمذهب معين ولا قول قائل معين لأننا ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله ، لأن كل كلام فيه مقبول ومردود إلا كلامه صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أن الحق حق ولو كان قائله حقيرا .... " انظر مقدمة الأضواء ج1/3-4
ولا يكاد الشيخ – رحمه الله – يمر بسورة من سور القرآن الكريم إلا ويذكر من آياتها جملة من الأحكام الفقهية المتفرقة ، فعند قوله تعالى : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) يذكر الإمامة وأحكامها ، وهند قوله تعالى : ( الطلاق مرتان ) يذكر جملة من أحكام الطلاق ، وعند قوله تعالى : ( وأذن في الناس بالحج ) يذكر الحج وأحكامه في تفصيل منقطع النظير ، وهكذا في بقية آيات الأحكام .
وعند مناقشة الشيخ – رحمه الله – للمسائل الفقهية تجده يضمنها رأيه أو يوضح اختياره لما ترجح عنده من أقوال الفقهاء بقوله : " والأظهر عندنا ، أو : وهذا هو الظاهر الذي لا ينبغي العدول عنه ، أو التحقيق في هذه المسألة ، أو الذي يظهر عندنا ، أو أظهر أقوال أهل العلم عندي ، أو الذي يظهر لنا أنه الصواب ، أو أظهر القولين عندي ، أو الظاهر ، أو الذي يقتضي الدليل رجحانه ، أو الحق .... إلى غير ذلك من المصطلحات التي تبين اختيار الشيخ – رحمه الله .
وقد رأيت أن أجمع اختيارات الشيخ رحمه الله وأفرد لها كتابا مستقلا فيسر الله ذلك ، فله الحمد والمنة ، حيث قمت بقراءة الأحكام الفقهية التي تطرق لها الشيخ في أضواء البيان واستخلصت آراءه وما ترجح لديه من أقوال العلماء ثم نظمتها ورتبتها على أبواب الفقه ، ووسمتها بـــ ( اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان ) .
وقد أشار علي كثير من طلبة العلم الفضلاء بطباعتها وإخراجها في كتاب إلا أنني أحجمت عن ذلك لحاجة في نفسي .
وإنه لمن دواعي سروري وغبطتي أن يسر الله تعالى لنا موقعا على الشبكة العنكبوتية يقوم عليها إخوة فضلاء يهتمون بكتاب الله تعالى وتفسيره ويستخرجون أسراره ومكنوناته ، فإن أذن لنا الأخوة الفضلاء في نشر هذه الإختيارات في هذا الموقع المبارك على حلقات وتخصيصها لموقع ملتقى أهل التفسير فلهم ذلك .
والله أسأل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا وحسنات الشيخ العالم الحبر الإمام : محمد الأمين المختار الشنقيطي .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الثلاثاء 20/ربيع الثاني 1425هـ [/size][/font][/align]