اختصار شرح مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير للطيار.

إنضم
3 سبتمبر 2008
المشاركات
389
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .

أما بعد :

اختصار شرح مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير للطيار.

الدرس الأول :

المقدمة التعريفية :

1- المراد بأصول التفسير:
أولا : أصل مادة الأصول في اللغة :
الأصول جمع أصل ، وفي اللغة أسفل الشيء أو أساس الشيء .
قال تعالى :
{ كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } (إبراهيم:24)
ففارق بين الأصل والفرع .
قال تعالى :
{ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا } (الحشر:5)
وكلمة الأساس والقاعدة مقاربتان لمعنى الأصل في اللغة :
قال ابن فارس في مقاييس اللغة :
الهمزة والسين أي : ( أس ) يدل على الأصل والشيء الوطيد الثابت .
قال تعالى :
{ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ }(التوبة:109)
أما لفظ (القاعدة ) فسنجد عند رجوعنا لمقاييس اللغة أنه يدل على ثبوت الشيء على الشيء ومنه قواعد البيت ، وهي أسسه التي يبنى عليها ، فالبناء يرفع على القواعد .
قال تعالى :
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ }(البقرة:127).

ثانيا : أصل مادة التفسير في اللغة :
التفسير مأخوذ من مادة فسر ، فالتفسير تفعيل من الفسر . ففسر أصل مادتها ثلاثي ، وفسر أصل مادتها ثلاثي ، وفسر لفظة تدور حول :
الكشف – والإيضاح – والبيان .

*الفرق بين التفسير والتأويل :
أن التأويل إذا أتى بمعنى تبيين معاني الكلام فهو تفسير .
فالتأويل له معنيان :
الأول : التفسير .
الثاني : ما تؤول إليه حقائق الأشياء ، يعني ما تصير إليه المآلات .
مثال:
تأويل الرؤى ، إذا عبر المؤول رؤيا من الرؤى ثم وقعت في الحقيقة فنقول : هذا تأويل الرؤيا ، يعني ما صارت إليه ، وهذا مثل ما قال يوسف عليه السلام :
{ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً } (يوسف:100)
وكل ما ذكره العلماء في الفرق بين التأويل والتفسير يدخل تحت ما ذُُكر .

2- التفسير في الاصطلاح :

المقصود بتفسير القرآن :
هو بيان معاني القرآن ، أو الكشف عن معاني القرآن ، أو إيضاح معاني القرآن .
ويمكن أن نصنف معلومات كتب التفسير إلى 3 أقسام :
1- صلب التفسير .
2- علوم القرآن .
3- علوم أخرى .

* وصلب التفسير يدخل فيه :
1- بيان معنى المفردة .
2- سبب النزول .
لأن أسباب النزول الأصل فيها أنها تعين على فهم المعنى ؛ لأنها أشبه بالسياقات الحالية للكلام ، فالنص قد يحتمل أكثر من معنى من جهة اللغة ، لكن يأتي سبب النزول ويحدد المعنى .
3- الناسخ والمنسوخ :
والمقصود الناسخ والمنسوخ بمصطلح السلف سواء كان نسخ للأحكام الشرعية أو كان تقييد مطلق أو كان تخصيص عام ، أو بيان مجمل ، أو استثناء سنرى أن كل هذا يدخل في صلب التفسير ، وذلك لأنه يبنى عليه فهم المعنى ، والحكم المنصوص عليه في الآية ، وليس المستنبط الذي بعد النص .

* أما علوم القرآن فيمكن أن نقسمها 3 أقسام :
1- علوم السورة : هي التي يقدم بها المفسرون تعريفا عن السورة كــ:
اسم السورة – فضل السورة – مكان نزول السورة –
وعلوم السورة لا تؤثر في صلب التفسير ، فكون سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن لا يؤثر في فهم معنى السورة .
2- علوم الآية :
علوم الآية المرتبطة بعلوم القرآن مثل :
ما هي أطول آية – ما هي أفضل آية .

3- علم الاستنباط من علوم القرآن :
و الاستنباط من القرآن له مقدمات ، أن تعلم علوما تسمى بعلوم الآلة ، وهي العلوم المساعدة على الاستنباط :
أ- علوم إسلامية :
النحو – اللغة – البلاغة – أصول الفقه – الفقه .
ب- علوم أخرى :
قد تكون علوم كونية – أو علم الأنساب – الفلسفة – المنطق...وغير ذلك .

3- تعريف " أصول التفسير " :

التعريف باختصار :
" هي أصول فهم المعنى "
لكن هذا لا يكفي في بيان معنى أصول التفسير ، بل نقول :
" هي الأسس العلمية التي يرجع إليها المفسر حال الاختلاف في التفسير وحال بيانه للمعاني "
وذلك لأنه لدينا جانبان :
الجانب الأول : أن نعرف التفسير الصحيح في حال الاختلاف .
الجانب الثاني : والأصول التي يحتكم إليها مؤكد ستكون هناك أصول معتبرة وغير معتبرة .

مثال الأصول غير المعتبرة :
مثل التفسير الباطن ، فلا يلزم أن يكون لكل آية باطن لا يعلمه إلا القليل من الناس ، وهذا من أصول تفاسير الباطنية . أهــ /د/ الأول .
 
الدرس الثاني:
أولا : موضوعات أصول التفسير :
تقسيمات هذا العلم تختلف باختلاف المؤلف ، ولا شك أنهم يتفقون على أمور معينة أنها داخلة في علم التفسير تعتبر موضوعات كلية ، وهي :
أولاً: التعريفات والمقدمات.
وثانياً: الطرق والمصادر.
وثالثاً: اختلاف المفسرين.
ورابعاً: كيفية التعامل مع اختلاف المفسرين.

1- التعريفات والمقدمات :
يختلف أهل العلم في ما يضعونه في هذا القسم .
أ- تقسيم ابن عباس :
1- ما تعرفه العامة.
2- ما تعرفه العرب من كلامها .
3- ما يعلمه العلماء .
4- ما لا يعلمه إلا الله ، ومن ادعى علمه فقد كذب .
ب- وبعضهم يقسم كالتالي :
1- التفسير بالمأثور
2- التفسير بالرأي.
ج – وبعضهم يقسم بحسب الاتجاهات العلمية :
1- التفسير النحوي .
2- التفسير اللغوي .

2- الطرق والمصادر :

* بالنسبة لطرق التفسير :
وطرق التفسير : هو طريقة الوصول للتفسير .
1- التفسيرعن طريق النقل :
أ‌- فننقل التفسير عن طريق السماع من العالم نفسه .
ب‌- أو عن طريق الوجادة كأن ننقل من كتابه .

2- التفسير عن طريق الرأي :
وهو الاجتهاد للوصول إلى معنى من المعاني .

* والنقل لأجل التفسير قد يكون:
أ- نقلا بحتا .
ب- أو نقلاً نسباً.

أولا - النقل البحت : وهو الذي لا دخل للمفسر فيه البتة .
1- كأسباب النزول .
2- التفسير النبوي المباشر ، مثال :
قال تعالى :
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ ﴾ [الأنفال: 60]، قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن القوة الرمي).
3- الغيبيات ، مثل أخبار أهل الجنة والنار .
4- قصص الأنبياء بتفاصيلها .

* وهناك نوع يمكن أن يندرج تحت هذه الأنواع ، وإن لم يكن من المنقول البحت ، ولكنه يوافقها في كون لا يمكن للمفر أن يتصرف فيه، وهو ما يكون له وجه واحد في التفسير .
مثال ذلك إذا كانت الآية لا تحتمل إلا معنى واحد نجد أن المفسر لا يستطيع أن يأتي بمعنى جديد، فنقول أن هذه بمرتبة التفسير بالمنقول نقلا بحتا .

ثانيا : النقل النسبي :
مثال ذلك :
قال تعالى-: ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴾ [العاديات: 1] ذكر أن ابن عباس - رضي الله عنه- فسر الآية بأن المراد بها: الخيل.
فعلم علي رضي الله عنه فبين له أنه ليس المراد بها الخيل، واحتج علي بالواقع، واقع المسلمين أن الآية نزلت في مكة، وأيضاً لما بدأ الجهاد لم يكن معهم إلا فرسان، فقال علي -رضي الله عنه-: إنما المراد بها إبل الحجيج،، فالآن اختلف التفسير، بين علي وبين ابن عباس، يقول ابن عباس فرجعت إلى قول علي - رضي الله عنه.
في المثال السابق اعتمد الصحابة رضي الله عنهم على الرأي ، وكان تفسيرهم مبني على علم ومعرفة بلغة العرب ، فهم يطلقون العاديات على الإبل والخيل ، لكن علي رضي الله عنه دعم رأيه بتاريخ وواقع المسلمين عند نزول هذه الأية.

س- لكن متى بدأ التفسير بالرأي ؟

أولا: التفسير بالرأي المحمود :
التفسير بالرأي بدأ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالرسول أقر الصحابة على المنهج الذي ظهر في المثال السابق ، وهو أن يفهموا القرآن بما عندهم من اللغة وغيرها من المصادر التي يعتمدون عليها ، ومن خلال بعض الآثار ظهر جليا أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يرجعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن يفهموا الآية بآرائهم وعقولهم ، فلما رجعوا للنبي صلى الله عليه وسلم صحح لهم في حال كان فهمهم غير صائب .

مثال ذلك :
قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه :
لَمَّا نَزَلَتْ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ: لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ
{ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
بِشِرْكٍ أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }" ( صحيح البخاري )

ثانيا: التفسير بالرأي المذموم :
والتفسير المذموم بدأ لما بدأت البدع بالظهور ، فالتفسير المذموم إما أن يكون عن جهل أو عن هوىً ، وسيأتي تفصيل ذلك بإذن الله تعالى .

* أما مصادر التفسير :
ومصدر التفسير : هو ما نأخذ التفسير منه .
- الطرق والمصادر الكلية للتفسير :
1- القرآن الكريم :
تفسير القرآن بالقرآن تفسير نقلي ، ولا يلزم أن يكون نقليا ، أي أن المفسر يمكنه أن يجتهد في تفسير آية بآية .
2- السنة المشرفة :
أن يبين النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه .
3- تفسير السلف :
الصحابة رضي الله عنهم – التابعين – وأتباع التابعين .
4- اللغة :
واللغة اعتمد عليها الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وأتباعهم .
3- اختلاف المفسرين:
وهو من أهم موضوعات أصول التفسير .
وهناك 3 نقاط مهمة تندرج تحت هذه النقطة:
1- اسباب الاختلاف . 2- أنواع الاختلاف . 3- عبارات التفسير ، ويمكن أن تلحق بها المصطلحات أيضا .

أ- اسباب الاختلاف :
1- الاشتراك اللغوي:
يعني أن تكون اللفظة قد تكلمت بها العرب على أكثر من معنى مثالاً لذلك في قوله: ﴿ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ﴾ [المدثر: 51]، أي: فرت من الأسد أو فرت من الرامي الذين هم رجال القنص، وبعضهم أيضاً قال: فرت من النبل، ، يعني العرب أطلقت على ما سبق هذه اللفظة.
2- الحذف أو الإضمار :
مثال ذلك:
قال تعالى :﴿ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ ﴾ [النساء: 127]، هل ترغبون؟ مراد ترغبون بهن؟ أو ترغبون عنهن؟ الآية تحتمل هذا وتحتمل هذا، فبسبب حذف هذا الجار والمجرور وقع خلاف هل المراد الرغبة بالنكاح، أو الرغبة عن النكاح، وكل واحد من المعنيين له حكمه المستقل.
3- مرجع الضمير :
يعني مرجع الضمير من أسباب الاختلاف إذا صار يحتمل أكثر من مذكور، مثل ما ذكر في مثل قوله -سبحانه وتعالى-: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ [الفتح: 9]، يعني أجمع المفسرون على أن الضمير في "تسبحوه" يعود إلى من؟ لأن التسبيح من حق الله، وليس من حق أحد فهذا واضح، لكن ﴿ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾ هل هو يعود إلى الله؟ أو يعود إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ هناك قولان في التفسير.

4- الوصف المحتمل لأكثر من موصوف:
فقد يكون الوصف الذي ورد في الآية وصفا مطلقا ، أي أن الوصف يمكن أن يحتمل أكثر من موصوف ، نثال ذلك :
قال تعالى : ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾ [النازعات: 1]، عند الطبري ذكر أكثر من أربعة أقوال، فبعضهم قال: "النازعات" الملائكة ، فإذن الآن الموصوف بالنزع من هو؟ فكأن الملائكة النازعات، وبعضهم قال: النازعات هي النجوم، تنزع من أفق إلى أفق ، و الذي سبب الاختلاف هو أن قوله: "والنازعات" وصف، واحتمل الموصوف الآخر.
5- النسخ والإحكام :
الحديث هنا عن النسخ الكلي ، والنسخ من أسباب الاختلاف ؛ لأن بعض العلماء يرى أن الآية منسوخة وبعضهم لا يرى ذلك .
6- النظر للعموم والخصوص :
مثال ذلك :
قال تعالى:
﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ﴾ [الشورى: 5] وفي الآية الأخرى: ﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [غافر: 7]، في الآية الأخرى فمن حمل آية ﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ على آية ﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ﴾ قال الاستغفار لا يكون إلا للمؤمنين، فجعل آية ﴿ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ﴾ مخصوصة بتلك الآية، ومن جعل هذه الآية مستقلة، وهذه الآية مستقلة قال: الاستغفار يكون للمؤمنين وكذلك يكون للكافرين على رجاء ماذا؟ أن يسلموا على رجاء أن يسلموا، قل يستغفر لهم رجاء أن يسلموا.
7- اختلاف المصدر الذي يعتمد عليه المفسر.
المصادر هي القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وأتباعهم، واللغة.
أحياناً يجهل المفسر حديثا نبويا فيفسر الآية بمعنىً لغوي، فيقع اختلاف بينه وبين المفسر الذي اعتمد على الحديث النبوي في تفسيره .
مثال :
في قوله -سبحانه وتعالى-: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ﴾ [القلم: 42]، قوله: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ﴾ نلاحظ الآن أن الآية لما ذكرت الساق ذكرته نكرة، ولم تحدد هذا الساق ساق من، فإذا رجعنا إلى ابن عباس وتلاميذه سنجد أنهم فسروا الساق بأنها الكربة والشدة، اعتماداً على قول العرب: كشفت الحرب عن ساقها، أي كشفت عن هول شديد.
أما بعض المفسرين فقد قال: المراد ساق الرب - سبحانه وتعالى-، ويستدلون بحديث: (يكشف ربنا عن ساقه)، من فسر الآن الساق بالهول والشدة والكرب مصدره اللغة، والذي فسر الساق بأنها ساق الرب - سبحانه وتعالى- مصدره السنة، إذن اختلف المصدر فاختلف التفسير.

8- اختلاف التعبير عن اللفظ بما يطابقه أو الخروج عن ما يطابق معنى اللفظ:
وهذا كثير في تفسير السلف. قد يفسر بعض السلف اللفظة بالمعنى المعروف لها من جهة اللغة، ويفسر آخر بمعنىً هو من لوازمها وليس معناها المعروف من جهة اللغة، مثل ما فسر ابن جريج قول -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴾ [البقرة: 49] بأن المراد بها ماذا؟ يسترقون نساءكم يجعلونها رقيق، فهذا ليس تفسيراً للاستحياء من جهة اللغة، وإنما تفسير للازم الاستحياء في هذا السياق، فجمهور المفسرين فسروا ﴿ وَيَسْتَحْيُونَ ﴾ معنى يستبقون أحياء، وهذا هو المعنى اللغوي للاستحياء.

* وهناك أسباب للاختلاف ظهرت بعد جيل السلف يمكن أن تدخل تحت أسباب الاختلاف منها :
أ- الاختلاف العقدي .
ب- الاختلاف الفقهي .
ج- الاختلاف النحوي .
...
أهــ / د/ 2.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرا وتقبل الله منكم صالح الأعمال.

مادمت اعتمدت بحول الله الكتابة في موضوع التلخيص والاختصار
تحت عنوان اختصار شرح مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير للشيخ الطيار حفظه الله تعالى.
فإن أمكنك اعتماد تقنية التشجير فستكون إضافة نوعية لموضوع البحث. والله تعالى أعلم. وتقبل الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزاكم الله خيرا وتقبل الله منكم صالح الأعمال.

مادمت اعتمدت بحول الله الكتابة في موضوع التلخيص والاختصار
تحت عنوان اختصار شرح مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير للشيخ الطيار حفظه الله تعالى.
فإن أمكنك اعتماد تقنية التشجير فستكون إضافة نوعية لموضوع البحث. والله تعالى أعلم. وتقبل الله

أخي الكريم جزاك الله خيرا أسأل الله تعالى القبول
وفي الحقيقة منذ مدة وأنا أحاول أن أجد فرصة للاستماع لهذه الدروس ، ولكن الانشغال بالدراسة كان عائقا ، وقد بدأت بتلخيص الدرس لنفسي منذ مدة وبعد ذلك قررت أن أضيفه للملتقيات ، وقد أضيف دروسا أخرى لمشايخ آخرين في فرصة أخرى ، وجزا الله الشيخ الكريم مساعد الطيار كل خير على هذه الدروس ، فعند التدقيق في المعلومات يظهر الإتقان ، ولا نزكيه على الله تعالى .
أما التشجير فأختك لا تتقن التعامل مع الحاسب لهذه المهمة وأيضا أعتقد أن التخطيط الذهني للمادة فن بحد ذاته لم أتقنه بعد . والله أعلم
 
فإن أمكنك اعتماد تقنية التشجير فستكون إضافة نوعية لموضوع البحث. والله تعالى أعلم. وتقبل الله

كنتُ أبحث عن البرامج التي تفيدني في هذا فلم أعثر على برنامج عربي، فلو تدلّونا مشكورين

وبارك الله جهد الفاضلة أم عبد الله
 
الدرس الثاني:

مثال ذلك :
قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه :
لَمَّا نَزَلَتْ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ: لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ
{ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
بِشِرْكٍ أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }" ( صحيح البخاري )
.[/FONT][/COLOR]
أهــ / د/ 2.

عفوا الراوي هنا هو ابن مسعود رضي الله عنه.
 
[align=center]كتب الله ذلك في ميزان حسناتك[/align]
اللهم آمين، وجزاكم الله خيرا.
ـــــــــــــــ
الدرس الثالث:

الموضوع الأول: كتب أصول التفسير.
هذه الكتب لا يلزم أن تكون كلها في أصول التفسير، أو صلب أصول التفسير خصوصاً، إذا سميت بأصول التفسير أو قواعد التفسير، لكن قطعاً سيكون فيه شيئاً منها أو جزء من هذه الكتب مرتبط بهذا العلم.

1- التيسير في قواعد التفسير ، للطوفي ( ت:716هــ) ، هذا الكتاب بناه الطوفي على المسائل البلاغية، وهذا الكتاب هو في الحقيقة نظرة في البلاغة القرآنية .
2- مقدمة في أصول التفسير ، لابن تيمية ( ت: 728هــ) ، وسيأتي الحديث عنه لاحقا بإذن الله تعالى.
3- التيسير في قواعد علم التفسير، للكافيجي (ت:879 هــ)وهذا الكتاب هو في الحقيقة بعض موضوعاته مرتبطة بعلوم القرآن، وهي أكثر منها ارتباطاً بأصول التفسير.
4- الفوز الكبير في أصول التفسير لولي الله الدهلوي، وهو من الكتب المهمة والنفيسة، وهذا الكتاب أيضاً بناه مؤلفه على مسائل أو على العلوم الخمسة، وطرح هذه العلوم علماً علماً، مثل علم الجدل وبسط فيه، ثم ذكر بعدها جملة من العلوم، وختم الكتاب بطبقات المفسرين وبغريب القرآن، ولكنه جعله كتاباً آخر لاحقاً لهذا الكتاب ،هذا الكتاب تأتي أهميته إلى أن فيه مسائل مهمة جداً في أصول التفسير، وفيه نظرات خاصة للمؤلف، وهي نظرات موفقه، وهذا الكتاب في الحقيقة أعده من الكتب التي يحسن أن تدرس كما يدرس كتاب شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-.
5- القواعد الحسان" للشيخ عبد الرحمن بن السعدي (ت: 1376) وهذا الكتاب في حقيقته فيه شيء من القواعد المرتبطة بالتفسير، وكيف نفسر؟ وفيه قضايا كثيرة مرتبطة بأساليب القرآن في التعبير، وهي نظرة استقرائية من الشيخ - رحمه الله تعالى- للقرآن ، وهذا الكتاب أيضاً من الكتب المهمة والنفيسة التي يحسن تدريسها ومدارسة هذا الكتاب مهمة جداً.
6- "مقدمة التفسير" وكذلك "حاشية المقدمة"، للشيخ عبد الرحمن بن قاسم - رحمه الله تعالى- (ت:1392) ، هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ- قسم يتعلق بقضايا في علوم القرآن. وهذا أخذها غالباً من الإتقان.
ب- قسم يتعلق بأصول التفسير. وهذه أخذها من مقدمة شيخ الإسلام.
ج- قسم يتعلق بالتلاوة وآداب التلاوة.
7- "أصول في التفسير" هو للشيخ محمد بن عثيمين ، وإذا نظرت إليه ستجد أنه في حقيقته كتاب في علوم القرآن؛ لأن المباحث التي فيه أغلبها في علوم القرآن، والذي يتعلق بأصول التفسير منها قليل، فقد يراد بعلوم القرآن أصول التفسير أحياناً عند العلماء.
8- بحوث في أصول التفسير، محمد لطفي الصباغ، وهذا أيضاً كتاب مفيد ونافع، وقد عمد المؤلف إلى مجموعة من مقدمات التفاسير وذكر القضايا التي ذكروها وهي أشبه بالتحليل ووصف لمقدمات المفسرين، وذكر ما يتعلق بأصول التفسير من هذه المقدمات .
9- أصول التفسير وقواعده، لخالد العك، والكتاب يشمل جملة من أصول التفسير المتعلقة بالأصول، ويشمل جملة متعلقة بعلوم القرآن.
10- دراسات في أصول التفسير، لمحسن عبد الحميد، وهذا الكتاب تطبيقات علمية على مسائل أصول الفقه من خلال القرآن، يعني مثلاً بعد الأمر والنهي، العام والخاص، المحكم والمتشابه إلى آخره، فالمؤلف بنى كتابه على أن يكون تطبيقات قرآنية لمسائل أصول الفقه، وليس في أصول التفسير التي نتحدث عنها.
11- قواعد التدبر الأمثل، لعبد الرحمن حبنكة، وهو من الكتب المهمة أيضاً وهذا الكتاب فيه فوائد نفيسة.
12- بحوث في أصول التفسير ومناهجه، للأستاذ الدكتور فهد الرومي، وهذا الكتاب كما تلاحظون في علمين: في علم الأصول، وفي علم المناهج، وقد ذكر فيه ما يتعلق بتعريف التفسير، وتاريخ التفسير ثم أسباب الاختلاف، وأنواع الاختلاف، وشيء من قواعد الترجيح، ثم انتقل إلى ما يتعلق بمناهج التفسير.
13- فصول في أصول التفسير هذا الكتاب للشيخ الدتور مساعد الطيار، وقد ذكرت لكم الفكرة فيه، في أنه مبني على المقدمات العلمية والطرق والاختلاف والقواعد و كيفية التعامل مع الاختلاف.
14- التفسير أصوله وضوابطه ، وهذا الكتاب أيضاً فيه فوائد نفيسة جداً، ويحسن أيضاً مراجعته، ذكر فيه المؤلف قضايا كثيرة مرتبطة بأصول التفسير.
15- اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره، للأستاذ الدكتور سعود الفنيسان، وقد اعتنى كثيراً بالخلاف الفقهي والخلاف العقدي.
16- أسباب اختلاف المفسرين، للأستاذ الدكتور محمد الشايب وهذا خاص بأسباب اختلاف المفسرين، وهو أيضاً مفيد جداً مع كتاب الشيخ سعود الفنيسان، ، فيما يتعلق بأسباب اختلاف المفسرين.
17- قواعد الترجيح، للدكتور حسين الحربي، وهو كتاب نفيس جداً، ومن أراد أن يقرأ في التفسير خصوصاً في الاختلاف وكيفية التعامل مع الاختلاف فإنه لزاماً عليه أن يقرأ هذا الكتاب.
18- قواعد التفسير، للدكتور خالد السبت.
وكثيراً ما يقع السؤال: ما الفرق بين كتاب الدكتور خالد، وكتاب الدكتور حسين الحربي؟
كتاب الدكتور حسين الحربي "قواعد الترجيح عند المفسرين" اعتنى بالتفسير حال الاختلاف، فهو مرتبط بالتفسير حال الاختلاف.
والدكتور خالد ذكر شيئاً من قواعد الترجيح، ولكن أغلب الكتاب في القواعد التي يمكن أن يستخدمها المفسر حال تفسيره ابتداءً لكلام الله -سبحانه وتعالى-، فالكتابين لا يغني أحدهما عن الآخر.

الموضوع الثاني: نظرة عامة في مقدمة شيخ الإسلام.

1- أهم طبعات المقدمة :
في نظري أن أفضل طبعة هي طبعة الدكتور عدنان زرزور، وطبعت طبعات لنفس التحقيق الذي هو تحقيق الدكتور عدنان زرزور، وقد اعتنى د. عدنان بهذه المقدمة وبسط الحديث عنها وبين ما فيها من الموضوعات، وإخراجها أيضاً من جهة الإخراج الفني من أحسن الإخراج.
2- الذي سمى هذه المقدمة بأصول التفسير:
قاضي الحنابلة بدمشق الذي وهو محمد جميل الشطي نشر رسالة عام 1355هــ وكانت قد نشرت قبله، ثم نشرها هو، وسماها "مقدمة في أصول التفسير" واستمر هذا الاسم إلى وقتنا هذا باسم "مقدمة في أصول التفسير"، وإلا فالشيخ - رحمه الله تعالى- لم يسم هذه الرسالة، ولم يعنون لها، كعادته في كثير من كتبه تأتيه رسائل ويرد عليها ثم تسمى بعده.
و نلاحظ أن الشطي -رحمه الله تعالى- أخذ العنوان من عبارة شيخ الإسلام لما قال: إن السائل سأل أن أكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعينه على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه.
3- الوقت الذي كتب فيه شيخ الإسلام هذه المقدمة :
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى- وهو من كبار تلاميذ الشيخ :
" وبعث إلي في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه " الموجود عندنا الآن من تراث شيخ الإسلام المتعلق بقواعد التفسير لا يوجد إلا هذه المقدمة، فنحن نقول الآن: إن القاعدة التي ذكرها ابن القيم يحتمل أن تكون المقدمة نفسها التي نعرفها.
ويظهر أن شيخ الإسلام كتب هذه المقدمة متأخراً؛ لأن فيها اطلاعاً على كثير من كتب التفسير سواءً كتب التفسير التي اعتنت بالمأثور عن السلف، أو كتب التفسير التي اعتنت بنقل كلام أهل البدع، أو حتى بكتب أهل البدع أنفسها في التفسير؛ فمعنى ذلك أن هذه المقدمة كتبها، وهي محررة من جهة القضايا العلمية بعد فترة كبيرة جداً من القراءة في كتب التفسير وليست من الكتب المتقدمة له - رحمه الله تعالى-.
4- وممن استفاد من هذه المقدمة من العلماء :
1- تلميذ الشيخ ابن كثير الدمشقي في مقدمة تفسيره .
2- والزركشي في كتابه البرهان .
3- والسيوطي في كتابه الإتقان .
4- والقاسمي في مقدمة تفسيره محاسن التأويل .
أما العلماء المعاصرون فكثير جدا.
وهذه المقدمة يمكن أن نقسمها إلى خمسة موضوعات:
الأول: مقدمة الكتاب التي بدأ بها المؤلف، وهذه المقدمة، ذكر فيها :
1- سبب التأليف.
2- وذكر فيها الطرق الموصلة إلى العلم وطريق العلم.
3- وذكر فيها حاجة الأمة إلى فهم القرآن.
4- وذكر فيها أن هذه المقدمة ألفها اختصاراً وإملاءً.
الثاني: بيان النبي - صلى الله عليه وسلم- للقرآن، فقال: فصل في البيان النبوي للقرآن.
1- ذكر دلائل البيان النبوي. يعني الأدلة الدالة على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بين معاني القرآن للصحابة.
2- ذكر اعتناء الصحابة بتعلم معاني القرآن.
3- ذكر قلة نزاع الصحابة في التفسير.
4- ذكر أن التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة.
5- ذكر أن بعض التابعين قد يتكلم أيضاً بالاجتهاد في التفسير، يعني يجتهد في التفسير.
الثالث: ثم بعد ذكر اختلاف السلف في التفسير، وقد أطال فيما يتعلق باختلاف السلف في التفسير، وذكر له أمثلة.
وذكر الاختلاف على النوعين: اختلاف تضاد، واختلاف تنوع، لكنه لم يعتني -رحمه الله تعالى- بتعريف اختلاف التضاد.
الرابع : بعد ذلك انتقل إلى سبب الاختلاف الواقع في كتب التفسير ، وقسم كتب التفسير إلى قسمين :
القسم الأول: الكتب التي تعتمد النقل:
سواءً كان لأصحابها آراء مثل ابن جرير الطبري، أو لم يكن لأصحابها آراء مثل تفسير ابن أبي حاتم أو تفسير عبد الرزاق الصنعاني أو تفسير الإمام أحمد، أو تفسير دحيم، وهذه التفاسير إن وقع فيها خلل فإنه يقع في المنقول، وليس في الرأي، والذي يقع فيه خلل في المنقول ثلاث قضايا عندهم:
القضية الأولى: الإسرائيليات.
القضية الثانية: المراسيل.
القضية الثالثة: الموضوعات.
والموضوعات قليلة جدا في هذه الكتب لكنها قد تقع.
القسم الثاني: الكتب التي تعتمد الاستدلال.
كتب الاستدلال؛ لأن أصحابها ليسوا من أهل الحديث يقع فيها من الموضوعات شيء كثير.
وقسم شيخ الإسلام أصحاب الاستدلال إلى قسمين:
الأول: من اعتقدوا معاني ثم حملوا ألفاظ القرآن عليها، وهؤلاء أيضاً جعلهم إلى قسمين:
1- من يستدل بلفظ القرآن وما دل عليه وأريد به.
2- من يحملون لفظ القرآن على ما لم يدل عليه ولم يراد به.
القسم الثاني: من فسر القرآن بمجرد اللغة دون النظر إلى الملابسات المرتبطة بالآية.
الخامس : أحسن طرق التفسير.
وذكر الطرق الأربعة المشهورة:
1- القرآن بالقرآن.
2- القرآن بالسنة.
3- القرآن بأقوال الصحابة.
4- القرآن بأقوال التابعين.
وقد ختم شيخ الإسلام الرسالة بأثر ابن عباس في تقسيم التفسير.أهـ/د/3
 
الدرس الرابع :

الموضوع الأول : اعتناء المفسرين بأصول التفسير التي تعين على التمييز بين صحيح التفسير وضعيفه :

في مقدمة التفسير ورد أن السائل طلب من شيخ الإسلام أن يبين له كيفية التمييز بين صحيح التفسير وضعيفه ، وهذا لا يتأتى إلا بمعرفة أصول التفسير.

* ومن المفسرين الذين اعتنوا بهذه القضية :
1- ابن جزي الكلبي ، فقد أشار إلى أن من أراد أن يقرأ كتب التفسير لابد أن يميز بين صحيح التفسير وضعيفه في كتابه ، وقد ذكر أنه سيذكر وجوه التفسير التي تعين الطالب على التمييز .
2- الثعلبي في مقدمة تفسيره ، فقد ذكر جملة من أهل الأهواء من المصنفين في علم التفسير ، وأشار إلى أنهم لم يوفقوا لأن علم التفسير لم يكن حرفتهم ولا التأويل صنعتهم ، وقد صنف ردا على هؤلاء .
3- الكرماني في كتابه غرائب التفسير وغرائب التأويل ، وكتابه خص بالضعيف والباطل من التفسر، وأراد بذلك أن يتضمن هذا الكتاب ما يستغرب وقد يحتمل ، وما يتعجب منه ولا يحتمل ، وهو يفرق بين النوعين بقوله في كتابه ، ومن الغريب ومن العجيب .
4- النقاش في مقدمة تفسيره أشار إلى ما يتعلق بشواذ التفاسير ، وذكر بعض الأقوال الضعيفه في كتابه ( شفاء الصدور ) ، وقد أسماء بعض العلماء ( شقاء الصدور ) بسبب الأباطيل الكثيرة التي أوردها في كتابه .

الموضوع الثاني : طرق تحصيل العلم :

بين شيخ الإسلام أن تحصيل العلم له طريقان :
1- منقول عن معصوم.
* والأدله المعصومة عندنا في الشريعة :
- القرآن
– السنة
– إجماع السلف .
2- قول عليه دليل معلوم .
والقول الذي عليه دليل معلوم يكون في الأمور الاجتهادية ، وشيخ الإسلام يرى أن الله تعالى نصب للحق دليلا ، فقطعا الحق سيكون مع أحد المجتهدين عند الاختلاف ، والأقوال الأخرى غير القول الذي عليه دليل معلوم والتي ليس لها أثر علمي ولا أثر عملي من المسائل الأصولية يرى شيخ الإسلام أن هذه لا تخلو إما أن تكون قولا باطلا ليس عليه دليل ، وإما أن تكون قولا متوقفا فيه ؛ لعدم ظهور ما يدل على قبوله أو عدم قبوله .

الموضوع الثالث : البيان النبوي للقرآن الكريم .

أولا :في مسألة بيان النبي صلى الله عليه وسلم القرآن لأصحابه رضي الله عنهم ذكر شيخ الإسلام خمس قضايا :
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم بين القرآن للصحابة رضي الله عنهم .
2- أشار إلى عناية الصحابة رضي الله عنهم بتعلم معاني القرآن .
3- قلة النزاع بين الصحابة في التفسير .
4- تلقي التابعين التفسير عن الصحابة .
5- أن التابعين تكلموا في التفسير بالاستلال.

ثانيا : ما قصده شيخ الإسلام من أشارته إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بين للصحابة رضي الله عنهم معاني القرآن كما بين ألفاظه .
هذه العبارة من شيخ الإسلام جعلت البعض يعتقد أنه قصد أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه جميع معاني القرآن آية بعد آية ، ولكن شيخ الإسلام لم يقصد ما فهموه ، ودل على ذلك أن شيخ الإسلام:
1- أشار إلى تنازع الصحابة في رسالته .
2- وأشار إلى وجوه الاستدلال عند التابعين .
3- وكذلك أنه رتب أربع طرق من طرق التفسير وجعل السنة أحد هذه الطرق .
4- وقد ذكر في آخر الرسالة حديث ابن عباس الذي قسم فيه التفسير إلى أربعة أقسام ،فقال : - ماتعرفه العامة - وما تعرفه العرب من كلامها – وما يعلمه العلماء – وما لا يعلم تأويله إلا الله – ومن ادعى علمه فقد كذب .

ولذلك فشيخ الإسلام لم يقصد ما فهموه ، والمراد من إشارته السابقة هو:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين للصحابة رضي الله عنهم المعاني التي يحتاج إلى بيانها .
والتفسير النبوي للصحابة :
1- إما أن يكون مباشرا ، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد أن يفسر الآية أو اللفظة .
2- والتفسير النبوي غير المباشر ، وهذا يدخل في عموم سنته صلى الله عليه وسلم ، وهي التي عبر عنها الشافعي بقوله " إن السنة شارحة للقرآن ومبينة له " ، ويظهر أن هذا الذي أراده شيخ الإسلام .

الموضوع الرابع : بعض الملحوظات حول التفسير في عصر النبوة .

1- لابد أن نعلم جيدا أنه لا يوجد في القرآن ما لا يعلم معناه،وهذا يعني أن لا يمكن أن يقع المتشابه الكلي الذي قال عنه ابن عباس " لا يعلمه إلا الله " في باب معاني القرآن ، لكن يوجد ما لا يدرك من جهة غير جهة المعنى على سبيل المثال قال تعالى :
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ...}(النمل:82) ، فمعنى "دابة" عند العرب حيوان يدب على الأرض ، لكن ما لون هذه الدابة؟ ما شكلها ؟ من أي أجناس الدواب هي؟ وهذه الأسئلة لا توجد إجابة عليها وهي غير مرتبطة بعلم المعاني وإنما هي مرتبطة بالكيفيات .
2- أن عدم كلام الصحابة في بعض الأمور لا يعني جهلهم بها أو تفويضهم لها ، لأنه قد يقول قائل لا نجد للصحابة كلاما في معاني أسماء الله الحسنى على سبيل المثال ، نقول لا يلزم أنهم تكلموا في كل شيء فالمعلوم عندهم لا يلزمهم التكلم في معناه ، ولا يقال أنهم فوضوا أو أولوا إلا بدليل، فالمفوض يقول "لها معنى لكني لا أعلمه" ، والمؤول يقول "هذا المعني ليس بصحيح وإنما المعنى الثاني هو الصحيح" ، والصحابة لم يقع منهم ما سبق.
3- لا يوجد في معاني القرآن ما أخفاه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصحابة ، وهذا فيه رد على الباطنية الذين زعموا أن عند الرسول علما لم يخبر به أحدا ، وأنه انتقل إلى شيوخهم أو إلى الأولياء، أو الأوصياء ، وبناء عليه نقول أنه لا يوجد ما خفي على الصحابة خفاء تاما من جهة المعاني ، وعلمه من بعدهم ، فلا يمكن أن يقال أن الصحابة لم يفهموا معنى آية وفهمها المتأخرون .
4- أن الصحابة رضي الله عنهم كان لهم اجتهاد في فهم القرآن وتفسيره .
 
شكر الله سعيك يا أم عبد الله ، وأسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى ، وأن يجزيك عني خير الجزاء لما تقومين به من هذا التلخيص ، ولست أدري هل ذكرت المادة التي تلخصينها هل هي مادة صوتية أم مادة كتابية ؟
 
شكر الله سعيك يا أم عبد الله ، وأسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى ، وأن يجزيك عني خير الجزاء لما تقومين به من هذا التلخيص ، ولست أدري هل ذكرت المادة التي تلخصينها هل هي مادة صوتية أم مادة كتابية ؟

بالنسبة للدعاء: اللهم آمين ، وأسأله تعالى أن يتقبل ما كتبت.
وأشكر فضيلتكم ، أما عن التلخيص فهو مستفاد من المادة الصوتية ، وقد تنكر الترتيب وبعض الاختلاف في السياق ، ولكني أدرس وحاولت أن أشارك الطلبة والطالبات بما فهمت ، وبارك الله في جهودكم.
 
الدرس الخامس:

الموضوع الأول : الاختلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في التفسير :

بما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان المصدر الوحيد للتفسير بالنسبة للصحابة رضي الله عنهم ، وجدنا أن النزاع بينهم كان قليلا ، وهذا ما أشار إليه شيخ الإسلام في مقدمته .
وقد لوحظ أن الخلاف كان أكثر في عهد التابعين ، وقد ذكر بهذه المناسبة شيخ الإسلام قاعدة وهي أنه كلما كان العصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقرب كان الاختلاف فيه أقل ، والعلم والبيان فيه أكثر ، وهذه قاعدة مهمة تلاحظ في كل العلوم .

الموضوع الثاني : تلقي التابعين التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم :

وضح شيخ الإسلام في مقدمته أن التابعين أخذوا التفسير عن الصحابة كما أن الصحابة أخذوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذكر مثالا ، وهو "مجاهد بن جبر " في عبارته التي قال فيها :
" عرضت المصحف على ابن عباس أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها " ، وسفيان الثوري امتدح تفسير مجاهد وقال : " إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به " ، ولهذا يعدون مجاهدا إمام التابعين في التفسير ، وذكر شيخ الإسلام علمين من أعلام الإسلام اعتمدوا على كلام مجاهد في التفسير وهما الشافعي والبخاري ، وكذلك اعتمد غيرهم كالإمام أحمد ، والطبري في تفسيره .
ولم يكن مجاهد وحده الذي برع في علم التفسير من التابعين ، بل هناك عكرمة والذي اعتنى به ابن عباس أيما اعتناء وحرص على تلقينه العلم لما رأى من نباهته .

الموضوع الثالث : اجتهاد التابعين في علم التفسير :

أشار شيخ الإسلام إلى نقطة وهي أن بعض التابعين اجتهد في التفسير ، وكان اجتهادهم واستنباطهم واستدلالهم عن علم ، سواء كان علما يقينيا أو غلبة ظن ، ولم يتكلم أحدهم عن جهل أبدا ، ولذلك قتادة لما سئل عن مسألة قالها " هل هذا الشيء قلته برأيك " يعني الرأي المجرد المطلق ، فذكر للسائل أنه لم يقل مسألة إلا وعنده فيها نقل ، فقد كانوا يعتمدون على المصادر التي اعتمد عليها الصحابة ، ويعتمدون على قول الصحابي كمصدر لهم أيضا.

الموضوع الرابع : حقيقة الاختلاف في التفسير في عصر السلف :

أكد شيخ الإسلام أن الاختلاف بين السلف في التفسير قليل وكانت هذه المعلومة نتيجة لعلم واستقراء للخلاف من قبله ، وهو أهل لهذا الحكم لسعة علمه واطلاعه ، ولاحظ شيخ الإسلام أن أكثر اختلاف السلف هو اختلاف تنوع في التفسير لا تضاد ، وإذا تأملنا كلام شيخ الإسلام عن اختلاف التنوع سنجد أنه لا يخرج عن نوعين :
الأول : الخلاف الذي يرجع لمعنى واحد .
الثاني : الخلاف الذي يرجع لأكثر من معنى .
ولم يعرج شيخ الإسلام لاختلاف التضاد ولم يمثل له ، ومثاله :
قال تعالى :
{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ }(البقرة:228)
فبعضهم قال القرء : الطهر ، وبعضهم قال : الحيض ، فإما أن تتربص المرأة ثلاث أطهر أو ثلاثة حيضات ، وهذا اختلاف التضاد فلا يمكن حمل الآية على المعنيين في نفس الوقت .
أما اختلاف التنوع فمثاله :
قال تعالى :
{ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ }(هود:114)
بعض السلف قال "الحسنات " الصلوات ؛ لأنها تكفر ما بينها ، وبعضه قال " ذكر الله " ، وهذا كله صحيح ، وحتى لو جاء أحد ما وقال الحسنات " كبر الوالدين " سيكون تفسيره تفسير صحيح ، لأن لفظ الحسنات عام وله أمثلة متعددة ، وكل الأمثلة ترجع لمعنى واحد وهي " الحسنة ".
 
شكر الله سعيك أختي الكريمة, وأثابك على ما قدمتيه خير الثواب وأجزله .
 
عودة
أعلى