السلام عليكم
لدي اشكالية و اتمنى من خبير ان يساعدني
الحديثان:-
في الإنسان عظمًا لا تأكله الأرض أبدا، فيه يركب يوم القيامة. قالوا: أي عظم هو يا رسول الله ؟ قال: عجب الذنب"، و لفظ ثالث لمسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ما بين النفختين أربعون" قالوا: يا أبا هريرة أربعون يومًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت قال: ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون، كما ينبت البقل" قال: قال: "وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة".
بحثت في مصادر انجليزية و كلها تقول بأن عظام الانسان يتعفن في الارض لكن بعضهم يحتاج لمدة اطول كي يفنى ..
هل يمكن للنبي (صلى الله عليه وسلم )ان يخطأ في كذا اشياء؟
..........
اعتذر عن اي خطأ في الكتابة ايا كانت فلست عربية اصلا..
حياك الله اختنا دانية
اولا : لو فحصتي المراجع الانجليزية لوجدتي ان مسألة البعث غير واردة علميا لأنها عملية خارج قوانين الأرض التي جمعت في تاريخ البشرية ، ولكن في نفس الوقت هناك قانون طبيعي يقول بأن المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم ولكنها تتحول من شكل لآخر ، والقانون اذا طبقناه على القوانين الكونية فإنه لا ينطبق ابداً فالمادة بقوة الله تفنى ، وبقوة الله تستحدث من العدم .
ثانيا : برغم عدم علمنا بالكيفية التي تحدث بها عملية الإحياء والبعث ولكننا نؤمن بها بدون ان نخضعها للتجربة والتحقق لأنها خارج نطاقنا الدنيوي المحدود ولكننا سنرى ذلك التحقق عياناً.
ثالثا : تأسيسا علي ما تفضلتي به من ان العظم يفنى ، فأقول ان قانونهم القائل المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم فإن العظم يتحلل ويتفتت ولكنه لا يفنى ، فالله تعالى اعلم بأي صورة وحجم يكون عجب الذنب ولكن علينا أن نؤمن ولا بأس أن نخضع تلك المواد لاختبارات لمكونات الجسم البشري والتحقق من اسرار بقايا جسم الانسان ولكن لا ينبغي أن نخضع القوانين الواقعة في البعد الأخروي لقوانيننا الدنيوية ، كالخلود مثلا ، أهل الجنة خالدين فيها وكذلك النار وهذا يتناقض مع قانون الدنيا الذي يحكم بالفناء الحتمي على كل الاحياء ، هنا نعلم أن الانتقال لبعد الآخرة يعني وجود منظومة قوانين جديدة تختلف عن هذا البعد.
ما ورد في الآية الكريمة هو جدال قوم نوح واستهزائهم بدعوة نبيهم التي يحذرهم فيها بأن هناك بعث بعد الموت ، فيقولون لبعضهم البعض إن هذا النبي يتوعدكم بأن الله سيبعث أبدانكم بعد ان تبلى وتتلف وتتحلل وتصير تراباً وعظاماً وهيهات لذلك أن يحدث أي مستحيل أن يتحقق ما يقول ، وهذا هو ذات قول الملحدين اليوم فهم يعترضون على مسائل البعث لأنه في رأيهم أن عودة التراب ليصبح لحما وعظاما حية أمر مستحيل الحدوث ، ولم يذكروا بأن الإنسان برمته خلق من العدم ونشأ من لا شيء.
فكذب قوم نوح بذلك الحدث ، ولن يستوعبون ما حدث لهم إلا عندما يتحقق وعد الله فيجمع ما تفتت من لحومهم وعظامهم فيضمها بقدرته الى بعضها البعض ويعيد أرواحهم في ابدانهم ويسكن انفسهم في اجسامهم فيتفقدون انفسهم ويجدون بأن ما كانوا يستبعدونه وقع ، وما كان في نظرهم مستحيلاً لقصور عقولهم عن استيعابه حصل.
لو أن نوح اخبرهم عن اسطوانات معدنية ضخمة ستأخذ الناس الى القمر (المكوك الفضائي) لسخروا منه وكذبوه بأشد من تكذيبهم لمسألة البعث ، ولو أخبرهم بأن قطعة صغيرة من الحديد سترى من خلالها وتتحدث الى ابعد الناس عنك في هذه الأرض ، أو ان مركبة تسير بسرعة كبيرة تنقل الناس واغراضهم من مكان لآخر لوجدت أن السخرية تزداد والتكذيب يشتد.
وهذا هو واقع كل من يكذب بشيء لقصور عقله عن تقبل هذا الشيء ، فهذا القصور والمحدودية لا يمكن أن تكون حاكما عادلا أو فاصلا حاسماً للحق من الباطل ، فنرفض قول الله لمجرد أن عقولنا لا تستوعب ما يقال.
عند قيام الساعة يختلف الناس في أحوالهم فمنهم من مات من آلاف السنين واستحالت عظامه نفسها الى تراب ، ومنهم من تبقى شيء من عظامه ومنهم من لا يزال حديث عهد بالحياة ، ومنهم (كالهندوس) قد حرقت أجسادهم وصارت رمادا وكل أولئك الناس سيعيد الله أجسادهم للحال التي تقبل عودة الروح إليها وتعود وظائف الجسم الحيوية الى العمل، وبالتالي البعث ، وإنما أتى الله بالعظام وجمعها كناية عن مجمل البعث بكل أنواعه لأن حجة الكافرين تتركز في إنكار البعث لتفتت العظام فأراد الله أن يبرز عملية تخليق العظام واعادتها وجمعها بين كل بقية المراحل لمقابلة استشكال الكافرين تحديدا.
فالحديث لا يناقض الآية ، ولو قلنا أن الله ينبت الجلد ويخلق اللحم فهل هذا سيتعارض مع الآية ؟ قطعا لا فهذه مراحل فرعية من عملية البعث برمتها.
أختي الكريمة، هذا الحديث موجود في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد ورد بأكثر من طريق عنه ( أي أبو هريرة ) ، ومعناه موجود عند الحاكم وأبي يعلى من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
قال ابن حجر رحمه الله شارحاً للحديث
"قال : ابن الجوزي قال : ابن عقيل : لله في هذا سر لا يعلمه إلا الله ، لأن من يظهر الوجود من العدم لا يحتاج إلى شيء يبني عليه . ويحتمل أن يكون ذلك جعل علامة للملائكة على إحياء كل إنسان بجوهره ، ولا يحصل العلم للملائكة بذلك إلا بإبقاء عظم كل شخص ليعلم أنه إنما أراد بذلك إعادة الأرواح إلى تلك الأعيان التي هي جزء منها ، ولولا إبقاء شيء منها لجوزت الملائكة أن الإعادة إلى أمثال الأجساد لا إلى نفس الأجساد . وقوله في الحديث " ويبلى كل شيء من الإنسان " يحتمل أن يريد به يفنى أي تعدم أجزاؤه بالكلية ، ويحتمل أن يراد به يستحيل فتزول صورته المعهودة فيصير على صفة جسم التراب ، ثم يعاد إذا ركبت إلى ما عهد . وزعم بعض الشراح أن المراد أنه لا يبلى أي يطول بقاؤه ، لا أنه لا يفنى أصلا . والحكمة فيه أنه قاعدة بدء الإنسان وأسه الذي ينبني عليه فهو أصلب من الجميع كقاعدة الجدار ، وإذا كان أصلب كان أدوم بقاء ، وهذا مردود لأنه خلاف الظاهر بغير دليل . وقال : العلماء : هذا عام يخص منه الأنبياء ، لأن الأرض لا تأكل أجسادهم . وألحق ابن عبد البر بهم الشهداء والقرطبي المؤذن المحتسب . قال : عياض فتأويل الخبر وهو كل ابن آدم يأكله التراب أي : كل ابن آدم مما يأكله التراب وإن كان التراب لا يأكل أجسادا كثيرة كالأنبياء . قوله : إلا عجب ذنبه أخذ بظاهره الجمهور فقالوا : لا يبلى عجب الذنب ولا يأكله التراب ، وخالف المزني فقال : " إلا " هنا بمعنى الواو ، أي وعجب الذنب أيضا يبلى . وقد أثبت هذا المعنى الفراء والأخفش فقالوا : ترد " إلا " بمعنى الواو . ويرد ما انفرد به المزني التصريح بأن الأرض لا تأكله أبدا كما ذكرته من رواية همام ، وقوله في رواية الأعرج " منه خلق " يقتضي أنه أول كل شيء يخلق من الآدمي ، ولا يعارضه حديث سلمان " أن أول ما خلق من آدم رأسه " لأنه يجمع بينهما بأن هذا في حق آدم وذاك في حق بنيه ، أو المراد بقول سلمان نفخ الروح في آدم لا خلق جسده" ا.هـ
الأمر الآخر ، في بعض الأبحاث- والله أعلم بصحتها - قيل أن عجب الذنب يحتوي على خلايا أولية والتي يمكن زراعتها في جسم مستقبل. هذه الخلايا الأولية لا تفقد فاعليتها حتى بعد سحقها. والله أعلم.
تجربة العالم الألماني Hans Spemann كانت رائدة. إلا أنه أخذ هذه الخلايا الأولية من جنين -أظنه للسلماندر- وزرعها في جنين آخر. هذه الخلايا فعلت فعلاً عجيباً وهو أن قامت ببناء جنين آخر في أنسجة الجنين المستضيف.