ابن فارس اللغوي الورع

ابن الشجري

New member
إنضم
18/12/2003
المشاركات
101
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم عبدالرحمن حرس الله مهجته

أحمد اليك الله الذي لا إله إلاهو ، وأثني عليه بما هو له أهل ، كما أحمده على نعمة هذه الوسيلة من الاتصال ، لطلب العلم ومذاكرته مع أمثالكم دون عناء ، وأعتقد أن كثيرا من طلاب العلم لم يوفقوا لها بعد ، فنسأله المزيد من فضله لنا ولكم .

بالنسبة لشيخك ابن فارس رحمه الله , فهو ممن رزقه الله قبولا وسعادة في كتبه ، خاصة كتابه الأستاذ ـ المقاييس ـ وأنا أسميه الأستاذ لموقعه بين كتب اللغة ، مع عدم استيعابه لها أو على الأقل عدم مساماة غيره من المعاجم الأخرى في عد جذورها ومفرداتها ، فلم يشترط ذلك رحمه الله ، بل اختط خطة قام بها خير قيام ، إنما أسميه لذلك لأنه معلم لها ، وقل من أدمن النظر فيه وكان ذا فطنة ورغبة شديدة في تعلم اللغة وكشف معانيها , إلا ورزق ملكة لغوية وقدرة على معرفة كثير من مفرداتها واشتقاقها ، دون الرجوع لأي من المعاجم الاخرى .

فكما أنه كتاب لغة فهو كذلك كتاب أدب ونقد، فقد حوى في تضاعيف ثناياه ومخبؤ كلامه , لفتات أدبية رائقة , تسري الى الروح دون عناء , فتراه يُنشئ مرةً ، ومرة يحقق ، وأخرى يبدع ، كل هذا في كلام موجز بليغ مقتضب
, ولاتتمالك نفسك أحيانا وأنت تقرأ له الا أن ترفع أكف الضراعة بأن ينزل الله على قبره شآبيب الرحمه ، لماتلمسه من ورع وصدق وتحرس من الانزلاق في مهاوي القلم وشطحاته .
وهذه واحدة منها أوردها بتمامها لنفاستها ، قال رحمه الله في مادة القاف والباء والراء مانصه : ( القاف والباء والراء أصل صحيح يدل على غموض في شئ وتطامن ، من ذلك القبر قبر الميت ، يقال : قبرته أقبره ، قال الاعشى : لو اسندت ميتا الى نحرها***عاش ولم ينقل الى قابر ، فإن جعلت له مكانا يقبر فيه قلت أقبرته ، قال الله تعالى (ثم أماته فأقبره ) ، قلنا : ولولا أن العلماء تجوزوا في هذا لماراينا أن يجمع بين قول الله وبين الشعر في كتاب ، فكيف في ورقة أو صفحة , ولكنا أقتدينا بهم ، والله تعالى يغفر لنا ، ويعفوعنا وعنهم ).

فانظر يارعاك الله الى هذا الورع ، وهذا الاجلال لكلام الله . فلعمري لقد تعب من حيث استراح كثير من الكتبه ـ :ككذبه وزنا ومعنى ـ والادباء ـ أدباء الزندقة والحداثة ـ فهو يريد اكرام كلام الله عن أن يقرن بشعر في كتاب ،وهم أرادو اكرام شعرهم أونثرهم عن كلام الله ـ سخم الله وجوههم ـ فهذا ماجناه الادب الحر من أنسلاخ من كل معالم الدين ، فهل الادب أن يتنكر المرء لخالقه ورازقه حتى يرى الانتساب الى كتاب الله عارا لايليق بدين الادب ، حتى اصبحوا يسبحون ويمجدون بحمد من ابدع لهم ( والدين عن الشعر بمعزل ) ـ غفر الله له عثرته ؟ وليت ابداعهم في الادب كان كابداعهم في الكذب ، لكنا قد قلنا لناماغنموا , وعليهم ماغرموا ، ولا تزر وازرة وزر اخرى ، لكن هيهات فوالله ماللأدب كانوا ولا بالدين دانو ، ويأبى الله الا أن يذل من عصاه وعاداه ، واذا سمعت احدهم وهو يتحدث ظننت أنه ممن طن شعره ورن ، وأن كتبه أنست كتب الجاحظ ، يوم أن كان يكتب الرسالة وتتبادلها أقلام النساخ شرقا وغربا في أيام حتى مايمكنه تدارك زلل عبارة فيها، كمافي ترجمته عند الحموي ! وماهي الاهنيهة حتى يتكشف لك عوره ، فإذاهو أهون من تبنة في لبنة أو شعرة في بعره ، أعزكم الله .

وأعتذر منكم ، ومن شيخكم - رحمه الله - لتعريجناعلى ماسبق ، لكن أحيانا يكون المرء تابعاً لقلمه ـ أعني أباخسه ـ ولا يستطيع كبت جماحه ( نفثة مصدور) .

ولولا خشية السآمة والملل ، وعلمي أني أحمل بضاعة إلى من لايجهلها ولايفتقدها، وقد يكون أعلم مني بها ، لفسحت لهذا الخاطر المكدود ، ونزعت عنه لجامه المنشوط ، وجعلته في أودية النقد والأدب عند ابن فارس تنقب وتدور ، حتى تنزع من كل جذر مشدود ، مامثله في عداد الأدب نادر مفقود ، ولكن نرجئ ذاك حتى ييسر الواحد المعبود ، وهو خير من التجأ اليه كل من خشي ان تقترب خطاه نحو السفود .

وكم أوصي من توسمت فيه ملكة أدبيةً من إخواني بكتابه المقاييس ، فلي منه نسختان نسخة للإقامة وأخرى للترحال لايطيب لي السفردونها مع مافيها من سقط وخلل فاضح ، الا أنها خفيفة المحمل ، ط / دار الفكر مجلد واحد ( مقرمطه) , لاتضاهي طبعة هارون رحمه الله ، ولا أعلم هل هناك طبعة أخرى مضغوطة ـ مقرمطة ـ غير طبعة دار الفكر ، فهل لديكم علم عن طبعة أتقن .
ولازلت اتعجب من كثرة كتبه رحمه الله مع قلة المطبوع منها , فلي هنا أسئلة أرجوا أن تبينوها لأخيكم مشكورين غير مامورين .
1ـ هل تعلمون وجوداً لكتابه في التفسير، جامع التأويل ؟
2ـ كذلك هل طبع شئ من كتبه هذه : اختلاف النحويين ، أخلاق النبي ، أصول الفقه ، الأمالي ، الانتصار لثعلب ، أمثلة الاسجاع ، التاج ، الحجر ، الحماسة المحدثة ، خضارة ، دارات العرب ، ذخائر الكلمات ، ذم الغيبة ، شرح رسالة الزهري ، الشيات والحلى ، العم والخال ، غريب إعراب القرآن ، الفريدة والخريده ، الليل والنهار ، متخير الالفاظ ، النيروز ، اليشكريات ، مقدمة الفرائض.
3ـ بحثت عن كتابه المطبوع في السيرة فلم أظفر به فهل تدلون مكاناً لبيعه ، كذلك كتاب الثلاثة له ، فقد ذكر محقق كتاب الديباج لأبي عبيدة التيمي في مقدمته أنه طبع بتحقيق رمضان عبد التواب لكن لم أهتد لمكانه . ولازلت ممتناً لكم أخي الكريم بدلالتكم على مكان كتاب أدب الفقهاء لكنون رحمه الله ، فقد اشتد طلبي له مايقارب من العامين ، فجزاك الله عن أخيك خيراً.

رحم الله أبن فارس الاديب اللغوي الفقيه المفسر ونفعنا بعلمه . وأعتذر منكم مرة أخرى اخي الكريم لتطفلنا على علم شيخكم رحمه الله , الا أنا نضرب معكم فيه بسهم وإن كان أهزعا.
وظني أن سعادته في طلابه ومحبيه وتلامذته أمثالكم ، لاتقل عن سعادته في مؤلفاته ، فبارك الله لكم في شيخكم كما بارك له فيكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

ـــــــــــــــــــــــــ
أصل هذا المقال كان رسالة خاصة لأخي عبد الرحمن ثم آثرت وضعهاهنا لتعم الفائده.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 أخي الأديب الأريب ابن الشجري أسعده الله بطاعته آمين ومعذرة للتأخر لأشغال أخذت بأكظامي أخذاً شديداً ، لم استطع معها الجلوس للكتابة كما ينبغي ، فمعذرة في البدء .
لقد غلب علينا البحث في التخصص في الملتقى وفي غيره حتى جفت القرائح أو كادت ، ولقد جاء علينا زمن كنا نجري فيه عنان القلم فما يتوقف ولا يتلعثم ، واليوم حسبك من الكتابة أن توصل الفكرة التي تريد ، ثم لا تزيد. وإني وأمثالي من رواد هذا الملتقى العلمي لفي أشد الشوق إلى مثل هذه القطع الأدبية البديعة ، التي هي الشعر وإن لم توزن بميزان الخليل !
فهي تلامس في نفوسنا حاجة لا تجدها في كتب التخصص وأنى لك بها ؟ وقديماً كان العلماء يحمضون في مجالسهم ودروسهم وكتبهم ، واليوم لو فعلت ذلك لعدك الناس من العاطفيين ، وربما كان هذا مطعناً يفضي إلى رد بحثك ، والإزراء عليه. فجزاك الله خيراً على كتابتك وفوائدك ، ودونك هذا الملتقى المفتوح أمتعنا بما فتح الله به عليك ، فإننا من المحبين لأدبك وأمثالك ، وإن بني عمك فيهم رماح ! فلا تبخل علينا جاد الله عليك .

وأما ما ذكرته عن العلامة أحمد بن فارس فهو خليق بكل ثناء ، وكتبه –كما أشرتَ - أكبر شاهد على فضله ، وهو من القلائل الذين تفوقوا في القدرة على التصنيف البديع ، مع نقاء وخلق ظاهر في عباراتهم ، وتحرٍ للصحيح من اللغة ، حتى عول أكثر المتأخرين على كتابه المقاييس فقل أن يخلو بحث من البحوث الجامعية من ذكره في مراجعه ومصادره. ولا أعلم من طبعاته إلا ما ذكرته أنت في كلامك وفقك الله. وأنت تعلم أنه لم يعثر حتى الآن إلا على نسخة خطية فريدة ، أخرجه بناء عليها عبدالسلام هاورن رحمه الله. وأتفق معك فيما ذكرته من أن إدمان النظر في مقاييسه يعين على اكتساب الملكة اللغوية التي ذكرتها ، وكأني بك قد بلغت ذلك إن شاء الله.
وأما سؤالكم عن كتابه جامع التأويل في التفسير ، فلم يعثر عليه حتى الآن حسب علمي ، وقد بحثت عن هذا الكتاب في أغلب فهارس المخطوطات التي وقعت عليها يدي في كل مكان ولم أرجع بطائل ، وسألت عنه ، وأوصيت من يبحث عنه ، ولا زال البحث جارياً ، فإن التراث الإسلامي لم يزل أكثره مخطوطاً ، ولم يبق إلا أن أصنع كما صنع أحد العلماء ، عندما أقام من ينادي في منى في موسم الحج عمن وجد كتاباً من كتب الجاحظ  فله كذا وكذا ، من ولعه بكتب الجاحظ ، ومعرفته بقيمتها. ولعل الله ييسره فهو الكريم سبحانه.
وقد ذكره ابن فارس في كتاب «المُجملِ» عند مادة «عقب»2/620. وذكره ياقوتُ في «معجم الأدباء» باسم :جامع التأويل في تفسير القرآن، وسَمَّاهُ البغداديُّ في «هدية العارفين» باسم:جامع التأويل في تفسير التنزيل. ومن الكتب التي ذكرته «التدوين في أخبار قزوين» للرافعي2/215، وقد نقل عنه الرافعيُّ نَقْلاً مِمَّا يدلُّ على أَنَّهُ كانَ قد تداولَهُ الناسُ ، فقال في ترجَمةِ الغضبان تلميذِ ابنِ فارسٍ 2/248:«وردَ قزوينَ وسُمِعَ منه «جامعُ التأويلِ» لأحْمد بنِ فارسٍ بها في الجامع ، سنة ثَمانِ عشرةَ وأربعمائة ، بسمَاعهِ مِن أحْمدَ بن فارس ...وفي «جامع التأويل»: ثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم القطان ، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن أحْمد بن مهران الرازي ، ثنا إسحاق بن سليمان ، ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيعِ بنِ أَنَسٍ في قوله تعالى:(يومَ نحشرُ المتقين إلى الرَّحْمَنِ وَفْدَاً)[مريم:85] يُعْطَونَ ، ويُحَيَّون ، ويُكرمُونَ ، ويُشَفَّعُون، وفيهم سَلمانُ رضي الله عنه». وهذا الكتاب من أَهمِّ كتبِ ابن فارسٍ في معرفةِ منهجهِ في التفسيرِ ، ولكنَّهُ للأسفِ مِن تُراثِ ابنِ فارسٍ المفقودِ يَسَّرَ اللهُ العثورَ عليه.
 
وأما آثارُ ابن فارس وكتبه التي سألت عنها حفظك الله ، فقد حاولَ المُحققونَ الذين عُنُوا بتحقيقِ كتبِ ابنِ فارسٍ رحِمه الله أَن يَتَتبعُوا آثارَهُ ومؤلفاتهِ وإحصائَهَا ، فأَحصى لَه المُحققُ عبدُالسلامِ هارون رحِمه الله خَمسةً وأربعين كِتاباً ، تحدث عنها في مقدمة تحقيقه لكتاب ابن فارس«معجم مقاييس اللغة». وأحصى له الدكتورُ هادي حسن حَمُّودي في كتابه عن ابنِ فارسٍ ، الذي نالَ به شهادةَ الدكتوراه مِن السُّوربونَ سبعةً وخَمسينَ كِتاباً ورسالَةً.
 وأحصى له هلالُ نَاجي في كتابهِ خَمسةً وخَمسينَ كتاباً ، وقد عَدَّ كثيراً من كتبِ ابنِ فارسٍ المطبوعةِ مِن قَبيلِ المَفقودِ مِن تُراثِ ابن فارسٍ ، إذ ربَّمَا أنها لم تطبع إلا بعد كتابته أو أنها لم تصل إليه. وأَحصى له الدكتورُ رمضانُ عبدالتواب سِتةً وخمسينَ كتاباً ،  ذكرها في مقدمة تَحقيقه لِكتابِ «الفَرْق» لابن فارسٍ ، الذي حققه ونشره عام 1982م. وأَحصى له الدكتورُ غَازي مُختار طُليمات مِائةَ عُنوانٍ تتفاوتُ ما بينَ كتابٍ في مُجلداتٍ ، ورسالةٍ في بضعِ صَفَحَات. وهذا الإحصاءُ الذي ذكرهُ طُليمات لايَعني أَنَّ كلَّ هذهِ المؤلفاتِ هي كتبٌ لابن فارس ،  فقد قالَ :«ونحنُ على يَقينٍ أَنَّ مائةَ العنوانِ التي أَحصينَاهَا لاتَعدِلُ مِائةَ كتابٍ ؛ لأنَّ طائفةً من العنوانات أَصابَهَا التصحيفُ على أَيدي النَّقَلةِ حتى خُيّلَ إلينا أنها كتبٌ مختلفةٌ ، وهي في حقيقةِ الأَمر أَسْماءُ مختلفةٌ ، ومُحتوىً واحدٌ. ونحنُ على يقينٍ كذلكَ أَنَّ مَا جَمعنَا مِنْ كتبٍ ، وأَسْمَاءِ كُتُبٍ لايحيطُ بِمَا أَلَّفَ ابنُ فارس. فما أكثرَ الكنوزَ الضائعةَ التي سافرت في الآفاقِ ، أو رَقَدتْ على الرفوفِ في المكتبات الخاصةِ ، ولم تبلغها أَيدي الباحثينَ».
والحقيقةُ أَن ابنَ فارسٍ رحِمه الله كان من المُكثرينَ مِن التصنيفِ ، لِدرجةٍ لم يستطعْ أحدٌ أَن يُحصيهَا إحصاءً دقيقاً. ولذلكَ يقول القزوينيُّ في ترجَمتهِ:«وصنَّفَ مِن المُختصراتِ مَا لايُحْصَى». وقال ابن النَّجارِ :«يقالُ إِن أَبا الحسين بنُ فارسٍ كان بقزوينَ يصنفُ في كلِّ ليلةِ جُمُعةٍ كتاباً ، ويبيعهُ يوم الجمعةِ قبل الصلاةِ ، ويتصدق بثمنهِ. فكانَ هذا دأبهُ».
فكيف يُمكنُ إحصاءُ كتبِ مثلِ هذا الرجلِ ، الذي يكتبُ كُلَّ جُمُعةٍ كِتَابَاً ، أو رسالةً ويبيعهَا على حَدِّ قَولِ ابنِ النجَّارِ؟
وهذا الإحصاءُ الذي ذكرهُ طُليمات لايَسْلَمُ لَهُ ؛ فقد كررَ بعضَ الكتبِ والرسائلِ بِمسمياتٍ مختلفةٍ ، وسـتأتي عندَ ذكرها في المصنفاتِ. وقد ظفرتُ ببعض الكتبِ التي لم يذكرها أَحَدٌ مِمَّن تَرجَمُوا لابن فارسٍ من المعاصرينَ ، وقد ضمنتها بحثي عنه وعن مؤلفاته ، وقد صنعت له معجماً وافياً ، وأرجو أن ييسر الله طباعته ، وسأذكر لك ما يتعلق بالكتب التي سألت عنها أخي الحبيب ، وأرجو أن لا أغفل منها شيئاً ، لضيق الوقت ، فأعتذر سلفاً ، وربما ذكرت ما لم تسأل عنه غفلة مني فمعذرة.ً
 
- اختلاف النحويين: ذكر هذا الكتاب ياقوت في «معجم الأدباء» 1/536، وذكره السيوطيُّ في «بغيةِ الوعاةِ»1/352،وذكر في «مفتاح السعادة» لطاش كبري زاده 1/109، وفي مقدمة «مقاييس اللغة»1/26. ولم يعثر عليه بعد.

 - أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. هذا الكتاب ذكره كثير ممن ترجم لابن فارس. فقد ذكره ياقوت في «معجم الأدباء» 1/536، والصفديُّ في «الوافي بالوفيات» 7/279، والداووديُّ في «طبقاتِ المفسرين» 1/61، وابن قاضي شهبة في «طبقات الشافعية» 1/231، وبروكلمان في «تاريخ الأدب العربي» 2/267 ، ولم يعثر عليه بعد.

 - استعارة أعضاء الإنسان:
وهو رسالة من رسائل ابن فارس الصغيرة. وقد نشرها في «مجلةِ المَوردِ» العراقية مجلة المورد العراقية المجلد 12 العدد 2 ص 83 سنة 1983 الدكتورُ أحْمد خان ، عضو مجلس البحوث الإسلامية بإسلام آباد في الباكستان ، عن مخطوطةٍ ظفرَ بها في مكتبة بودلين بأكسفورد.
 وترجع نفاسةُ المخطوطة إلى كونها النسخة الوحيدة ، وأنها كتبت بخطٍّ جيدٍ، وهو خط شرف الدين عبدالمؤمن بن خلفٍ الدمياطيِّ(ت705هـ) ، وقد نسخها عَن نسخةٍ لشيخهِ الحسنِ بن محمد بن الحسن الصغَّانيِّ (ت650هـ ) ، صاحبِ كتابِ «العُبابِ الزَّاخرِ واللبُابِ الفَاخِر». وقد صنع الصغانيُّ في هذه النسخة فهرساً لأسْماءِ واحدٍ وخَمسينَ كتاباً لابن فارس ، وأكثرُ هذه الكتب لم يذكر في كتب التراجم ، ولم يُعثر عليه حتى اليوم. وتقع المطبوعة في «مجلة المورد» في ثلاث وعشرين صفحة. وتضم مائةَ كلمةٍ من أسماءِ أعضاءِ الإنسان التي استعارتها العربُ ، واستعملوها استعمالاً مَجَازياً في غَيرِ معانيها الحقيقية ، مع شواهدَ بلغت ثَمانيةً وستينَ بَيتاً من الشعرِ الذي يحتج بهِ ، وأربعةَ أحاديث ، وآيةً كريمةً واحدةً ، ومثلاً واحداً من أمثال العربِ.
وقد أغفل ابن فارس كثيراً من أَسْماءِ الأعضاء التي استعارت منها العربُ ، وحسبكَ أن تنظر في أعضاءِ الرأسِ ، وتقارنَ ما ذكره ابنُ فارسٍ  بِمَا ذكرهُ الزمخشريُّ في «أساسِ البَلاغةِ» لتقفَ على ما أغفلهُ ابنُ فارس من ألفاظٍ استعملتها العربُ استعمالاً مَجازياً ، كالضفيرةِ ، والشَّعبِ ، والحِجَاجِ.

 - الأسجاع: ذكر هذا الكتاب في الفهرس الذي صنعه الصغاني لكتب ابن فارس في نهاية كتاب«استعارة أعضاء الإنسان».

 - أسماء النبي  صلى الله عليه وسلم ومعانيها: يقول ابن الجوزي في كتابه«صفة الصفوة» في سيرة الرسول  صلى الله عليه وسلم عند ذكر أسماء الرسول  صلى الله عليه وسلم:«وقد ذكر أبو الحسين بن فارس اللغوي أن لنبينا  صلى الله عليه وسلم ثلاثة وعشرين اسماً...الخ» فكأنه يشير إلى هذا الكتاب.
وقد حققه ماجد الذهبي مدير دار الكتب الظاهرية ، وطُبعَ بقسم التحقيق والبحث العلمي التابع لمركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت سنة1409هـ.
ويقع في المطبوع في عشر صفحات. وقد شرح فيه ابن فارس معاني أسماء رسول الله  صلى الله عليه وسلم، شرحاً رائعاً. ابتدأ فيه باسم محمد فقال:«فأول أسمائه وأشهرها محمد  صلى الله عليه وسلم. قال جل ثناؤه:\محمدٌّ رسولُ اللهِ\ وقال:\وآَمِنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ\ وهو اسم مأخوذٌ من الحمد ،..الخ». وانتهى فيه إلى اسم الخاتم فقال:«ومن أسمائه  صلى الله عليه وسلم الخاتم، قال الله جل ثناؤه:\ما كان محمدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم ولكِنْ رَسُولَ اللهِ وخَاتَمَ النَّبِيَّينَ\ وهو من قولك:ختمت الشيء إذا أَتممتَهُ وبلغت آخره...الخ» . وقد ذكر هذا الكتاب في الفهرس الذي صنعه الصغاني لكتب ابن فارس في نهاية كتاب«استعارة أعضاء الإنسان» الذي سبق ذكره.

 - أصول الفقه: ذكر هذا الكتاب لابن فارس في «معجم الأدباء» 1/536، وفي «الوافي بالوفيات» 7/279، وفي مقدمة «مقاييس اللغة» 26، وفي مقدمة كتاب «الفَرق» 24، وفي مقدمة «المُجمل» 1/22 ، ولم يعثر عليه بعد.

 - الأضداد: أشار إليه ابن فارس نفسه في كتابه «الصاحبي»فقال :« ومِن سُننِ العَربِ في الأسْماءِ أَن يُسَمُّوا المتضادينِ باسمٍ واحدٍ ، نحو «الجَوْن» للأسودِ ، و«الجَوْنِ» للأَبيضِ . وأنكرَ ناسٌ هذا المذهبَ ، وأَنَّ العَرَبَ تأتي باسمٍ واحدٍ لشئٍ وضدهِ. وهذا ليس بشئٍ ، وذلك أنَّ الذين رَوَوا أَنَّ العربَ تُسمي السَّيفَ مُهنَّداً ، والفَرَسَ طِرْفَاً همُ الذين رَوَوا أَنَّ العربَ تُسمِّي المتضادين باسمٍ واحدٍ. وقد جَرَّدنَا في هَذا كِتَاباً ذكرنَا فيه ما احتجوا به ، وذكرنَا رَدَّ ذلك ونَقضهُ ، فلذلك لم نُكررهُ».
 
- كتاب الأفراد: يقول الزركشي في كتابه «البرهان في علوم القرآن»:«وقال ابن فارس في كتاب «الأفراد»:كل ما في كتاب الله من ذِكر الأسف...الخ». وسوف أنقل ما ذكره ابن فارس في قسم علوم القرآن من الرسالة إن شاء الله. ولم أجد من أشار إليه قبل الزركشي.
ثم نقل عنه السيوطيُّ في «الإتقان».وقد سَمَّاهُ بعضهم:«الوجوه والنظائر» وجعله كتاباً مستقلاً لابن فارس. قال محققُ «المُجمل»:« الأفرادُ:وقد ذكره بدرُ الدينِ محمدُ بن عبدالله الزركشيُّ ، في أثناء ذكره مَن صَنفوا  في الوجوهِ والنظائرِ. وقد وَهِمَ الدكتور رمضان عبدالتواب ، والأستاذُ هلال ناجي حين عّدَّا الوجوه والنظائرَ على أنهُ كتابٌ آخرٌ مستقلٌّ ، غير كتاب الأفراد. وليس الأمر كذلك ؛ لأنَّ الإمام الزركشيَّ قد نَصَّ على أن ابن فارس قد صنفَ في الوجوه والنظائرِ كتاباً سَمَّاهُ «الأفرادَ». ولعلهما اعتمدا في ذلك على ما ذكره إِسْماعيلُ البغدادي في «هدية العارفين» 1/69 ، دون النظر إلى ما أورده الزركشي». وذكره من المعَاصرينَ مصطفى الرافعيُّ .
وقد نشر هذا الكتاب في مجلة الدراسات الإسلامية بإسلام آباد في يونيو 1983م بتحقيق الدكتور أحمد خان . وقبل مدة ظهر الكتاب محققاً في مجلة الحكمة ، في العدد الثاني والعشرين من ص127 - 141 تحت عنوان :(أفراد كلمات القرآن) ولم أعرف المحقق لعدم ذكر اسمه في المجلة ، وقد سالتهم فلم يخبروني بشيء حتى الساعة.

- الأمالي: ذكره ياقوت في «معجم الأدباء» فقال:« وقرأتُ في أَمَالي ابنِ فارسٍ قَال:سَمعتُ أبا الحسن القطان بعدما علت سنه وضعف...» ، وفي «معجم البلدان»  عند ذكر بلدةِ أَوطَاسٍ قال:«وقال أبو الحسين بن فارس في أماليه: أنشدني أبي رحِمه الله:
يادارُ أَقْـوَتْ بِأَوْطَـــاسٍ وغَيَّرَها*** مِنْ بَعْــدِ مَأْهُولِهَا الأَمطارُ والمُورُ
كَمْ ذا لأَهلكِ مِنْ دَهرٍ ومِنْ حِجَجٍ*** وأينَ حَـلَّ الدُّمَى والكُنَّسُ الحُورُ
ردِّي الجَوابَ على حَــرَّانَ مُكتئبٍ *** سُهادهُ مُطلقٌ، والنَّومُ مَأْسُورُ
فَلم تُبِينْ لنَـا الأَطْـــلالُ مِنْ خَـــبرٍ *** وقَدْ تُجَلِّي العَمَايَاتِ الأَخَابِيرُ
وقد ذُكِرَ كذلك في مقدمة «مقاييس اللغة» 26، وفي مقدمة «الفَرْق» 25، ومقدمة «المُجملِ» 22 ، ولم يعثر عليه بعد.

 - الإمتاع: ذكره جرجي زيدان في كتابه «تاريخ آداب اللغة العربية» 1/619، وذكر أنه طبع في غيسن سنة 1906م. وذكره طليمات في رسالته عن ابن فارس وقال:«ولعله كتابُ «الإتباعِ والمزاوجةِ» مصحفاً ؛ لأنَّ الإتباعَ والمزاوجةَ نشر في مدينة غيسن بألمانيا سنة 1906م ، وعني بنشره رودلف برونو». وهو كما ذكر.

- أمثلة الأسجاع: قال ابن فارس في كتاب «الإتباع والمزاوجة» :«قد ذكرت ما انتهى إليَّ من هذا الباب ، وتحريت ما كان منه كالمقفى ، وتركت ما اختلف رويه ، وسترى ما جاء من كلامهم في الأمثال وما أشبه الأمثال من حكمهم على السجع في كتاب «أمثلة الأسجاع».

- الانتصار لثعلب: ذكره الداوودي في «طبقات المفسرين» 1/60، والسيوطيُّ في «بغيةِ الوُعَاةِ» 1/352، وطاش كبري زاده في «مفتاح السعادة» 1/109. ويبدو من عنوانه أنه دفاع عن ثعلب شيخ العربية وانتصار لمذهبه الكوفي في النحو.ولم يعثر عليه بعد.

 - الأنواء: ذكرها طليمات وقال:«لم يذكر أحدٌ من الذين ترجَموا حياةَ ابن فارس أنه أَلَّفَ في علم الأنواء كتاباً أو رسالةً ، ولذلك حِرْتُ حينما ظفرتُ في المكتبة الظاهرية بِمَخطوطةٍ تَتناولُ هذا العلم وتُنْسَبُ إلى ابنِ فارس».جاء في مقدمة المخطوطة:«قال أحْمد بن فارس:هذا كتابٌ جَمعتُ فيه أَسْماءَ الأيامِ ، والسَّاعاتِ ،  والشهورِ ...».
وقد شكك طليمات في نسبةِ هذه الرسالة إلى ابن فارس وقال:«وبعدُ: فإننا بعد كلِّ المزاعم التي زعمناها ، لانثقُ ثقةً تامَّةً بانتماء الرسالة إلى ابن فارس ، ولو سلَّمنا بصحة هذه المزاعم لحققنا الرسالةَ ، وعددناها ظفراً بضآلةٍ ، أو عثوراً على كَنْزٍ»

 - أوجز السير لخير البشر: وهو رسالة صغيرة ، ذكرتها كتب التراجم بأسماء مختلفة فقد سميت باسم: سيرةِ النبي صلى الله عليه وسلم ، في «معجم الأدباء» لياقوت 1/536، وفي «طبقات ابن قاضي شهبة» 1/231، وفي «الوافي بالوفيات» 7/278، وقال عنه ياقوتُ:«كتابٌ صغيرُ الحجمِ». وذكر بروكلمانَ مخطوطاتٍ كثيرةً لهذه الرسالةِ2/266، وتحملُ عنواناتٍ كثيرةً، وذهب إلى أنها نسخٌ متعددةٌ لكتابٍ واحدٍ.
وقد طبعت هذه الرسالة عدة طبعات. أوَّلُهَا في الجزائرِ سنة 1301هـ ، وطبعةُ هلال ناجي في «مَجلَّةِ المورد العراقية» 2/4 1973م. وتقع المطبوعةُ الأخيرةُ في سبع صفحاتٍ ، تبدأ بذكر الرواة الذين رووا نصَّ السيرة عن ابن فارس ، ثم بعد ذلك يقول ابن فارس:«هذا ذكر ما يحق على المرء المسلم حفظه ، ويجب على ذي الدين معرفته مِنْ نَسَبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولده ومنشئه ومبعثه وذكر أحواله في مغازيه ، ومعرفة أسماء ولده وعمومته وأزواجه...» وآخر الطبعات بتحقيق محمد محمود حَمدان وطباعة دار الرشاد سنة 1413هـ.و هي متوفرة في المكتبات في الرياض فيما رايت كالرشد وغيرها.

 - التاج: ذكره ابنُ خَير الإشبيليُّ في «فهرسه»374 ، وعَزَا روايتَهُ إِلى كلٍّ مِن القاضي أبي زرعةَ ، وأبي الفتح سليم بن أيوب الرازي الفقيه تلميذي ابن فارس.ولم يعثر عليه بعد.

 - الثلاثة: وهي رسالة صغيرة .لم يذكرها أحدٌ من المتقدمين الذين ترجَموا لابن فارسٍ ، وذكرها لابن فارس من المتأخرينَ جُرجي زَيدان في «تاريخ آداب اللغة العربية»1/619 ، وبروكلمان في «تاريخ الأدب العربي»2/266 ، والزِّرِكْلِيُّ في «الأعلام»1/184.
وقد حققها الدكتور رمضان عبدالتواب ، وتقع المطبوعة في عشرين صفحة. وموضوع الرسالة أساسه أن يَجمعَ ابن فارس في مكانٍ واحدٍ كلَّ ثلاثةِ ألفاظٍ ، تشتركُ في ثلاثةِ أحرفها الأُصُولِ ، وتختلفُ في ترتيب هذه الأحرفِ ، وأَن يشرحَ معاني هذه الألفاظ شَرحاً مَشفُوعَاً بالشواهدِ. من هذه الألفاظِ على سبيلِ المثالِ قولهُ:«فمن ذلك الحَلِيمُ والحَمِيلُ واللَّحيمُ:
فالحليمُ:الرَّجلُ ذُو الأَنَاةِ والرِّفْقِ. قالَ قيسُ بنُ زُهيرٍ:
أَرَى حِلْمِي يُدِلُّ عَليَّ قَومِي          وقَدْ يُسْتَجْهَلُ الرَّجُلُ الحَلِيْمُ
والحَمِيْلُ: الرَّجلُ الدَّعِيُّ. قال الكُمَيتُ:
عَلاَمَ نَزَلْتُمُ مِنْ غَيرِ فَـقْرٍ       وَلا ضَرَّاءَ مِنْزلةَ الحَمِيلِ
واللحيمُ:القتيلُ. قال الهذلي ، وهو سَاعِدةُ:
وقَالُوا:عَهِدْنَا القَومَ قَدْ حَصِرُوا بِهِ       فَلا رَيْبَ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيْمُ
أو «السَّلَعُ واللَّعَسُ والعَسَلُ» .
 فمن الخطأِ - والحالُ هذهِ - قولُ بروكلمان عن هذا الكتابِ:«كتاب الثلاثةِ في الألفاظ الثلاثةِ المترادفةِ»، والصحيحُ قولُ الزِّرِكْلِيِّ:«وكتاب الثلاثةِ في الكلماتِ المكونةِ من ثلاثةِ حروفٍ متماثلةٍ».

 - الثياب والحلي: ذكره ياقوتُ في «معجم الأدباء» 1/536 ، وذكره الصفديُّ 7/278 باسمِ الشياتِ والحُلي.ولم يعثر عليه بعد.

 - جزءٌ في السِّواكِ: ذكره الرافعيُّ في ترجَمتهِ ، ونَقَلَ منه نقلاً ، فقال:«قال أحْمدُ بن فارس في جُزءٍ جَمَعهُ في السِّواكِ: أخبرني أبو بكر أحْمد بن محمد بن إسحاق السني ، ثنا الحسين بن مسبح ، ثنا أبوحنيفة أحْمد بن داؤد في كتاب النبات :يقال مِسْوَاكٌ ، وسِوَاكٌ ، ويُجمَعُ مَسَاويكَ ، وسُوكاً . وأَشهرُ الشجرِ الذي يُستعملُ منه المسَاويك الأَرَاكُ ، يؤخذُ ذلك مِن فُروعِهِ ، وعُرُوقهِ ، وصرعهِ. والصرعُ جَمْعُ صَريعٍ ، وهو القضيبُ ينهصرُ إلى الأرض فيسقطُ عليهَا.» ولم يذكره أحدٌ مِمَّن تَرجَمُوا لابنِ فارسٍ.

 - الجوابات: وهذا الكتاب يتعلق بتفسير القرآنِ. فهو ضَرْبٌ مِن تفسير القرآن بالقرآن ، سار فيه ابنُ فارس رحِمه الله على منهاجِ مَن سبقهُ من أهلِ العلمِ. وأشارَ إليه في «الصاحبي» فقال تحت بابِ:«باب ما يكونُ بيانه منفصلاً منه ، ويجيء في السورة معها أو في غيرها» وفي هذا الباب ثمانية عشر جَواباً من الجواباتِ التي ذكر ابن فارس أنهُ جَمعها في كتابٍ .
وهذا الكتابُ يعد من الكتبِ المفقودةِ ، غَيرَ أَنَّ ابن فارس أشارَ إليه إشارةٌ في الصاحبي فقال في نهاية الفصل السابق:«وهذا في القرآن كثير أفردنا له كتاباً وهو الذي يسمَّى:الجوابات».

 - الحَبِيْرُ المُذْهَبُ: ذكره ابن فارس نفسه في كتابه «متخَيَّرُ الأَلفاظ»  فقال:«وقد تحرَّيتُ في هذا الكتاب الإيْمَاءَ إلى طُرقِ الخَطَابةِ ، وآثرتُ فيه الاختصارَ وتنكبتُ الإِطالةَ. فمنْ سَمَتْ به همته إلى كتاب أَجْمَعَ منه قرأَ كتابي الذي أسميتُهُ «الحَبيرَ المُذْهَب» فإنه يوفي على سائر ما تركتُ ذكرَهُ ههنا من مَحَاسن كلامِ العربِ إِنْ شاءَ الله».

- الحَجَر: وقد نسبه لابن فارسٍ القفطيُّ فقال:«وكانَ - أي ابنُ فارسٍ - شديدَ التعصب لآلِ العميدِ ، وكان الصاحبُ بن عبَّادٍ يكرهه لأجلِ ذلك. ولما صنفَ للصاحبِ كتابَ «الحجر». وسيره إليه في وِزَارته قال: رُدُّوا الحَجَر مِن حيث جاء ، وأمر له بجائزةٍ ليست سنيَّةً».
وقال ياقوتُ:«كان الصاحبُ مُنصرفاً عن أبي الحسين بنِ فارسٍ ؛ لانتسابهِ إلى خدمة آل العميد ، وتعصبهِ لَهُم. فأنفذ إليه مِن هَمَذانَ كتابَ «الحَجَر» مِن تأليفهِ. فقال الصاحبُ:رُدَّ الحجرَ مِن حيث جاءك. ثم لم تَطِبْ نَفْسُهُ بتركه ، وأمرَ لَهُ بِصِلةٍ».

 - الحماسة المُحْدَثة: قال الدكتور رمضان عبدالتواب في مقدمة تحقيق كتاب «الفَرق» لابن فارس وهو يتحدث عن كتاب الحماسةِ المُحدَثةِ:«وقد بقي لنا الجزء الأول من هذه الحماسةِ مخطوطاً ، في مكتبة لاله لي رقم 1716 باستنبول وعنوانه: الحماسة بتفسير ابن فارس، لخزانة الملك الظاهر. وهو في 135 ورقة.وفي كل صفحة من 13 سطراً.  ذكر ذلك الميمنيُّ في مذكراته عن نوادر المخطوطات في تركيا».
وذكره ياقوت الحموي، وابن النديم في «الفهرست» ، واقتصر عليه فقط من بين مؤلفات ابن فارس وهذا دليل على شهرته. وقد ذكره العبيديُّ في كتابه التذكرةِ السعديةِ وعده واحداً من مَصَادرهِ المهمةِ في كتابهِ. وقد حققه هادي حسن حَمُودي ، وطبع بمطبعة عالم الكتب عام 1415هـ. وهو متوفر في المكتبات وليس كبيراً في حجمه. 192 صفحة فقط.

 - خُضَارَةُ: ذكرهُ ابن فارسٍ في «الصاحبي» فقال:«وما سوى هذا مما ذكرت الرواةُ أن الشعراءَ غلطوا فيه فقد ذكرناه في كتابِ: «خُضَارة»، وهو كتابُ نَعْتِ الشِّعْرِ». ويبدو أن عبارة «نعت الشعر» التي وردت في الصاحبي تحريف، وأن صوابها «نقد الشعر»كما في «المُزهِر». وقد ذكره بعض من ترجَموا لابن فارس باسمِ نَعتِ الشِّعْرِ ، أو نَقدِ الشِّعْرِ على أنه كتابٌ مستقلٌّ غير خُضَارة ، والصحيحُ أَنَّهُ هوَ ؛ لأَنَّ ابن فار س نصَّ على أنه هو بقوله المتقدمِ: «وهو كتابُ نعتِ الشعرِ»  أو نقد الشعرِ.

 - دارات العرب: ذكره ابن فارس في كتاب «المُجملِ» عند مادة (دار) فقال:« وقد ذكرنَا دارات العرب في كتابٍ مُفْرَدٍ». وقال ياقوتُ الحمويُّ في «معجم البلدان» عند:«ولم أَرَ أحداً مِن الأئمة القدماء زاد على العشرين دارةً ، إِلاَّ ما كان من أَبي الحسينِ بن فارسٍ فإنه أَفردَ لهُ كِتَاباً ، فذكرَ نحو الأربعين ، فزدتُ أَنَا عليهِ بِحولِ اللهِ وقوتهِ نَحوَهَا». وذكره ياقوتُ في «معجم الأدباء»،والقفطيُّ ،والصفديُّ في «الوافي بالوفيات»7/278 ، وغيرهم. ولم يعثر عليه بعد.

 - ذخائر الكلمات: ذكره ياقوت الحموي ، والصفدي ، وغيرهما.ولم يعثر عليه بعد.

 - ذم الغِيْبَة: ذكره في في «كشف الظنون» 828 ، و«هدية العارفين» 1/68، و«المعجم المؤسس» 87 برقم 248، وذكره عمرُبن فهد المكيُّ في «معجم الشيوخ » في عدة تراجم على أنه كان من الكتبِ المرويةِ بالأسانيدِ في القَرنِ التاسعِ. ولم يعثر عليه بعد.

 - شرح رسالة الزهري إلى عبدالملك بن مروان: نسبها لابن فارس ياقوت، والصفدي، وغيرهما.ولم يعثر عليه بعد.

- العم والخال: ذكره ياقوت الحموي، والصفدي، و«هدية العارفين»، و«طبقات المفسرين» للداوودي، والصغاني في فهرسه ، وغيرهم.ولم يعثر عليه بعد.

- غريب إعراب القرآن: ورد ذكرُ هذا الكتابِ بين آثار ابن فارسٍ في كثير من كتب التراجم. فقد ذكرهُ ابن النجار، وياقوت، والصفدي، والأنباري، الداوودي ، والسيوطي، وغيرهم.ولم يعثر عليه بعد.

- الفريدة والخريدة: تفرد السبكيُّ في «طبقات الشافعية» بنسبة هذا الكتاب إلى ابن فارس ، وعن السبكيِّ نقلَ مَن بعدَه مِن المُحدَثين. فذكره عبدالسلام هارون في مقدمة «المقاييس» 33 ، ورمضان عبدالتواب في مقدمة «الفرق»27، وزهير عبدالمُحسن سلطان في مقدمة «المُجمل»1/27. قال السبكي:«وقال الذهبي أَيضاً:وكان - أي أبو حيَّان التوحيدي - سيءَ الاعتقادِ ، ثم نقلَ قَولَ ابنِ فَارسٍ في كتاب «الفريدة والخريدة»:كان أبو حيان كَذَّاباً ، قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان ، تعرَّضَ لأُمورٍ جِسَامٍ: مِن القدح في الشريعة ، والقول بالتعطيل ، ولقد وقف سيدُنا الصاحبُ كافي الكفاة على بعضِ ما كان يدغله ويخفيه ، من سوء الاعتقاد ، فطلبه ليقتله فهرب والتجأ إلى أعدائه ، ونفق عليهم بزخرفه وإفكه ، ثم عثروا منه على قبيح دخلته ، وسوء عقيدته، وما يبطنه من الإلحاد ، ويرومه في الإسلام من الفساد ، فطلبه الوزير المهلبي، فاستتر منه ومات في الاستتار ، وأراح الله منه ، ولم يؤثر عنه إلا مثلبةٌ أومُخْزيةٌ». [طبقات الشافعية الكبرى5/287.
قال عبدالرحمن الشهري:  وهذا الكلام الذي قاله ابن فارس - مع حبي له  - عن التوحيدي مردود من وجوه كثيرة منها:
- أن ابن فارس من معاصري أبي حيان ، وهو عالم لغوي أديب غير مجهول المكانة ، فمن المستبعد أن يقع في الأخطاء التاريخية الفادحة التي وردت في هذا النص المنسوب إليه. فمن هذه الأخطاء أن النص يقرر أن الصاحب بن عباد طلب التوحيدي ليقتله ففر منه ، وبعد ذلك تعقبه الوزير المهلبي فاستتر منه حتى مات. ومن المعروف أن أبا حيان غادر ابن عباد سنة 370هـ كما صرح أبو حيان -في «أخلاق الوزيرين» ، والوزير المهلبي توفي سنة 352هـ بإجماع المؤرخين. أي أن أبا حيان ترك الصاحب بن عباد بعد وفاة المهلبي بثمانية عشر عاماً، فمن أين طلبه ليقتله؟!
 - كذلك يقرر النص المنسوب لابن فارس أن أبا حيان مات في الاستتار فأيهما أسبق في الوفاة؟ فابن فارس مات سنة 395هـ على أصح الأقوال ، وأبو حيان مات ما بين سنتي 400-414هـ أي أن ابن  فارس قد مات قبل أبي حيان بكثير، فكيف يمكن قبول هذا النص على ما فيه من تناقض ؟ وكيف يخبر الميت عن الحي؟
للتوسع يراجع: أبو حيان التوحيدي:رأيه في الإعجاز ، وأثره في الأدب والنقد لمحمد عبدالغني الشيخ2/614-623]

 -الفوائد: ذكره ياقوت الحمويُّ في ترجَمةِ أبي سعيد أحْمد بن أبي خالد الضرير ، فقال:«رأيتُ في فَوائدِ أبي الحسين أحْمد بن فارسِ بن زكريا اللغويِّ صاحبِ كتابِ «المُجمل» ما صورته...».وقد اعترض محقق المُجمل على أن يكون هذا كتاباً لابن فارس لمُجردِ ما قاله ياقوتُ وقال :«نحن لانراه كتاباً لأنَّ لكلِّ عالمٍ فوائد يدونها في أثناء قراءاته ، ويرجع إليها إذا احتاج إلى شيءٍ مِنها». ولا مانع في حقيقة الأمرِ من أن يكون ابنُ فارس قد جَمع هذه الفوائدَ في كتاب ، كما فعل كثير من العلماء كابنِ القيمِ وغيره.

- قصصُ النَّهار وسَمَرُ الليل: ذكره بروكلمان، وقال:«إنه مَخطوطٌ في مَجموعٍ بِمَكتبةِ ليبزغ 780رقم 4، ومنه قصيدة الأعشى في النبي صلى الله عليه وسلم  التي نشرها توربيكه في مجلة أَبْحاثِ شرقية». وعن بروكلمان نقل الدكتور رمضان عبدالتواب في مقدمة «الفرق»34 ، وعبدالسلام هارون في مقدمة «المقاييس»34.
 
- كتاب اللامات: وهذا الكتاب أشار إليه حبيبُ الزيات في حديثهِ عن المَجَاميع في المَجموع ذي الرقم71، فكانت إشارتهُ باعثاً للمستشرق برغشتراسر على تصويرهِ ، ونشرهِ في مجلة إسلاميكا ، الصادرة في ليبزيغ ، فصدر في المُجلد الأول منها عام 1925م ، وشَغَلَ المطبوعُ الصفحات 81-88 ، ثم نظر الدكتور شاكر الفحام في الكتاب المطبوع وعارضَهُ على الأصل المخطوطِ ، فأَحسَّ داعياً مُلِحَّاً يُهيبُ به لإعادةِ نشرِ الكتابِ بعد تجديد التحقيقِ ، وتكملةِ النص المُحققِ بِمُقدمةٍ ضَافيةٍ ،  دَرَسَ فيها تاريخ المخطوطة ، وحياةَ ابن فارس وشيوخه ، وفهرس الكتاب وخرج شواهده ، وكل غايته كما قال:«أن يبرز الكتاب محققاً ، قد خلص مما شاب الطبعة الأولى من خطأ وإن قلَّ ، وأن تتداوله جمهرة قراء العربية بعد أن ندر وجوده ، فلا يظفر طالب بنسخة منه على طول البحث والتنقير».
يقول ابن فارس في المقدمة:«أهل العربية مختلفون في عدد اللامات ، فمنهم من كثر حتى بلغ بها ثلاثين وما زاد ، ومنهم من يزعم أنها بضع عشرة لاماً. وذكر ناس أنها ثمان...وأنا أفسرها إن شاء الله ، ورُبَّمَا لَبَّستُ بين المذهبين ؛ لأن شغلي اليوم بغير هَذَا الجَنَى مِنْ العِلْمِ».

- الليل والنهار: ذكر هذا الكتاب بين كتب ابن فارس ياقوت في «معجم الأدباء» 1/536 ، والصفدي في «الوافي بالوفيات» 7/278، والسيوطي في «بغية الوعاة»1/352، وغيرهم. وهو كتابٌ فيه مفاضلة بين الليل والنهار كما يظهر مِن نَقْلِ السيوطي منه في «الحَاوي للفتاوي» إذ قال رحِمه الله:«وقد وقفتُ على تأليفٍ في التفضيلِ بين الليلِ والنهار لأبي الحسينِ بن فارسٍ اللغويِّ صَاحبِ «المُجمل». فذكر فيه وجوهاً في تفضيل هذا، ووجوهاً في تفضيل هذا.»
 
- متخيَّرُ الألفاظِ: ورد ذكرُ هذا الكتابِ كثيراً في كتبِ التَّرَاجمِ التي ترجَمت لابن فارس ، كـ«معجم الأدباء» ، و«نزهة الألباء» للأنباري، و«الوافي بالوفيات» للصفدي ، وقد عثر هلالُ ناجي على مخطوطتين لهذا الكتاب فحققه ، ونشره في بغدادَ سنةَ 1970م. ويعد هذا الكتاب من معجمات المعاني ، ككتابِ جَواهرِ الألفاظِ لقدامةَ بنِ جعفر. ويشغل المتنُ المطبوعُ مائتي صفحةٍ ، والمقدمة والفهارس مائة أخرى.

 - الموازنة: ذكر في مقدمة «الفرق» 37 نقلاً عن كتابي الصغاني «التكملة» 1/8 و«العباب» حرف الألف30، وفي مقدمة «المُجمل» 28 وفي فهرس الصغاني في مجلة «المورد» المُجلد 12 العدد82 سنة 1983م.

- النيروز: وهي رسالةٌ صغيرةٌ. نشرها المُحققُ العلاَّمَةُ عبدالسلامِ هَارون عَن مخطوطتها النادرةِ المَحفوظةِ في المكتبة التيمورية برقم 402لغة. ومطبوعته تقع في ثَمانِ صفحات من كتاب:«نوادر المخطوطات».
يقول ابن فارس في مقدمة الرسالة:«سألت - أعزك الله - عن قولِ الناسِ يومَ نيروزٍ ، وهل هذه الكلمةُ عربيةٌ؟ وبأَيِّ شيءٍ وَزنُهَا؟
واعلم أَنَّ هذاالاسم مُعرَّبٌ ، ومعناه أَنَّهُ اليومُ الجَديدُ. وهو قولُهُم:نُوروزٌ، إِلاَّ أَنَّ النَّيْرُوزَ أشبهَ بأَبنيةِ العَربِ ؛ لأَنَّهُ على مثالِ «فَيعول» وكان الفراءُ يقولُ: يُبْنَى الاسمُ أَيَّ بناءٍ كانَ ، إذا لَمْ يَخْرُجْ عَن أَبنيةِ العَرَبِ».

- اليشكريات: ذكره بروكلمان وقال إنه يوجد مخطوطاً في مجموع برقم 11.29 في المكتبة الظاهرية بدمشق. و ذكره تبعاً له عبدالسلام هارون في مقدمة «المقاييس» ، ورمضان عبدالتواب في مقدمة «الفرق».ولم يعثر عليه بعد.
 
 
هذا ما تيسر لي أخي ابن الشجري نقله من بحثي مع استبعاد الحواشي لصعوبة تنسيقها في الملتقى ، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بالعلم ، وأن يكتب لك الأجر والثواب على مطارحاتك العلمية الممتعة ، وأرجو أن لا ترهقني في السير معك على طريقتك في البيان ، فإني ضعيف السير ، ولا يغرنك ما أكتبه ، فإنني لا أصلح لسباق المسافات الطويلة ! وحسبنا ما تمتعنا به ، فلا تحرمنا من أدبك وفقك الله. 
 
 
 
آخر ما طبع

آخر ما طبع

الأخ عبدالرحمن
السلام عليكم ورحمة الله
من آخر ما طبع للعلامة ابن فارس كتاب مأخذ العلم تحقيق محمد بن ناصر العجمي، طبعته دار البشائر بيروت
لكن ماذا تعرف عن كتابه حلية الفقهاء يكمن تفيدنا في ذلك ؟
 
حياكم الله أخي الكريم الحاكم
كتاب حلية الفقهاء لابن فارس رحمه الله
نسبه لابن فارس ياقوت الحمويُّ في معجم الأدباء ، والصفديُّ في الوافي بالوفيات 7/278، والإشبيليُّ في «فهرسه» وغيرهم كثيرٌ. وعده هلال ناجي من كتبِ ابن فارسٍ المفقودةِ.
وقد حققهُ الدكتورُ عبدالله بن عبدالمُحسن التركيُّ وفقه الله سنة 1403هـ ، عن مخطوطةٍ وحيدةٍ ، وُجدَت بمكتبةِ إسْماعيل صَائب بجامعةِ أنقرةَ ، برقم 1713. ويقع المطبوع في(189) مائة وتسعٍ وثَمانين صفحةً.
والكتابُ شرحٌ لألفاظ الإمامِ أبي عبدالله محمدِ بن إدريس الشافعيِّ التي وردت في مختصرِ أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزنيِّ ، أشهرِ تلامذةِ الشافعيِّ.
وقد نهج ابنُ فارس نهجاً جَيِّداً في الشرحِ ، حيث كشفَ إلى جانب المعنى اللغويِّ عَن مُرادِ الشافعيِّ رحِمَه الله ، واحتجَّ لهُ ، وبَيَّنَ منزلته في العربيَّةِ.

وأما كتاب مأخذ العلم ، فكما تفضلت تم تحقيقه ونشره أخيراً في مجموعة لقاءات العشر الأواخر.
 
مع إنشغالك بكل شاردة في الملتقى ووارده , فقد آثرت أن تجيب على ماسألتك عنه وزيادة , فلعمر الحق إن مثلك لتعقد على أخوته الخناصر ، وقد علمت أن للكلام طي ونشر ولايعرف طيه الا بنشره ، وأجدني الساعة عاجزا عن نشره ، فكيف لو تحسن سباق المسافات الطويله ؟َ! لكأن القائل قد عناك بقوله:
من لي بمثل سيرك المدلل *** تمشي رويدا وتجئ في ألاول
فشكر الله لك حسن تفهيمك , وإن كلت أناملي عن الكتابة , فسألهج لك بالدعاء جزاء مابينته لأخيك ، ولعلك تعلم أخي الحبيب سبب تأخري عن الكتابة ، فمثلك يحملني على واسع العذر, فللرد على المكتوب حق قل من أداه ، فلاعدمتك من اخ يتخير أطيب الكلمات كما يتخير أطايب التمر والثمر ثم يدفعها مع اعتذار بين يدي أخوانه , وهل بقي من الدنيا ما يتعلل به سوى مثل هذا , أسأل الله أن يسبغ علينا وعليك من وافر نعمه العظيمه ,وان يفتح على قلوبنا جميعا بالعلم النافع والعمل الصالح .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أشكر أخوي الكريمين أبا مجاهد العبيدي وأبا أسامة الظفيري على إحالتهم على هذا البحث القيم للدكتور هادي حسن حمودي وفقه الله .
وقد قمتُ منذ عام 1417هـ بجمع كلام ابن فارس في التفسير من خلال كتبه المطبوعة ، ورتبته بحسب ترتيب السور ، وجمعت كلامه كذلك في علوم القرآن . ولعله يكون للحديث بقية إن شاء الله ، ولا يزال الأملُ قائماً في العثور على كتابه (جامع التأويل) في تفسير القرآن الكريمُ فهو الذي يظهر منهجه في التفسير على وجه دقيق .
 
[align=justify]استمعت قبل ليلتين إلى اللقاء الممتع مع الدكتور محمد رشاد حمزاوي الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية مناصفة في قسم الأدب ـ وكان مما ورد وهو يتحدث عن حلم مشروعه الكبير والعجيب معجم تاريخ العربية ـ المفردة معناها ومتى نشأت وكيف تطورت في معناها ـ إلى أن وقف في حديثه عند كتاب المقاييس لابن فارس فقال :

بأن هذا الكتاب بقي مغبونا طيلة قرون حتى نبه هو على مكانته وأهميته في حل المشكلة المصطلحية في عام 1979 م !، وأشار إلى ما نبه عليه ابن فارس رحمه الله حول هذه المسألة بالذات ، وإلى أسبقيته في محاولة علاج هذه المشكلة والإشارة إلى بعض حلولها كتناوله لقضية النحت والإبدال ، في كلام مهم حول هذا الكتاب .

إلا أن أخي فهد سامحه الله يستضيف مع الضيف الحاضر عشرة من الغائبين ـ وإن كانوا شاركوا بالمفيد ـ إلا أني وددت لو أنه ترك الدكتور يتحدث قليلا حول هذه المسألة ، وغيرها من المسائل المهمة التي كان يريد أو من المفيد تناولها والتفصيل فيها قليلا ، وهو موضوع كبير وقديم قدم العربية نفسها ، وتناوله يستوجب تناول كل قضايا اللغة وعلومها من نحت وإبدال وترادف واشتراك وتضاد ومعرب ودخيل ...

وكأن الدكتور يود أن يقول بأننا بهذه الآلات نستطيع خلق ألف ألف كلمة وكلمة ، بل اثنى عشر ألف ألف كلمة كما قال الخليل رحمه الله فيما نقله عنه ، وفي الحقيقة أنه موضوع خصب جبار ثري لأي شخص يريد خوض غماره والبحث فيه ، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع صاحب هذه الهمة الفذة في النتيجة التي سيصل إليها ، أو في بعض وجوهها على الأقل .


ولفت انتباهي المعجم الذي مولته عدة دول عربية على رأسها السعودية ، والذي أشرف على جمعه في نخبة من الباحثين أربعة أعوام ـ ليجمع فيه مصطلحات الفضاء ـ والذي توصل فيه إلى رقم قياسي (350000) ثلاثمائة وخمسين ألف مصطلح فضائي ، والأشد عجبا ماذكره منوها فيه بعظمة القرآن الكريم ومبينا بعض وجوه إعجازه ، حيث كان أغلب تلك المصطلحات إما من القرآن الكريم ، أو مردها للقرآن الكريم ؟! ، ومع انشراح صدري لهذه الإفادة وحجم قائلها ، إلا أني شخصيا لم يتبين لي وجهها إلا بشئ من التكلف .

وكان له في هذا اللقاء نفثة روح بها عن صدره ، وزفرة بكى بها أمسه ، على تراث الأمة الضائع في كل العلوم ، والمنسي على أرفف المكتبات في شرق الأرض وغربها ، وناشد الباحث أن ينظر فقط إلى ما تحويه خزائن تركيا من مخطوطات ، ثم نادى ـ طبعا لاحياة لمن تنادي ـ القيادات الإسلامية والعربية بدعم مراكز البحث وإلى أن تدفع لهم فقط ربع ما تنفقه على لعب الكرة والله المستعان .

وقال : انظروا إلى معجم الحديث النبوي ـ المعجم المفهرس ـ من الذي موله ودعم الباحثين المستشرقين في إخراجه ؟ إنها الدول الغربية الكافرة ، لا العربية المسلمة ، ومن بين تلك الدول الــــــــــــــــــــدنمارك ! .


في الحقيقة كان لقاءا جيدا مع شخصية لا تملك إلا الإعجاب بما تملكه من همة ونشاط ، وتخرج منها إلى معرفة ما تملكه هذه الأمة من طاقات وذخيرة لو أحسنت دعمها والأخذ بيدها ، فالرجل مع تمكنه من علوم العربية وتصدره لإخراج معاجم فيها جديدة ، يتقن إلى جوار ذلك ثمان لغات عالمية حية ، لم تؤثر على اهتمامه بالعربية والإشادة بها ، وحلها لكثير من المصطلحات العصرية وعلومه التطبيقية ، لا أشك أن لهمته الشخصية دور بعد عون الله تعالى في هذا التحصيل ، إلا أن لمنهجية التعليم الذي تلقاه دور أكبر .

وللأسف الشديد فإن مدارسنا وجامعاتنا تخرج الكثير ممن لا يحسن التفريق بين الفعل والفاعل ، فضلا عن( الاسبلنق والقرمر ) للغة واحدة ، وليس هذا منى دعوة لتعلم هذه اللغة بقدر ماهو إشادة بجمال المعرفة وهيبة العلم ، حتى في أدق فنون الحياة ، وفي الحقيقة أن كل لسان يمثل لك إنسان كماقال الحلي ، وإن كان يقول شيخنا الجاحظ : أن كل لغة تدخل بقدر من الضيم على المزاحمة لها .

ليس هذا موضع الحديث عن هذه المسألة أوهذا الهم الذي كله أسف وأسى ، فكما أن رقي الفرد يحسب بتحصيله العلمي عند عقلاء البشر ، فكذلك المجتمعات والأمم ، فالله المستعان على ماوصل إليه حال التعليم في يومنا هذا ، فمع كثرة المدارس والجامعات والذي لا يحصى كثرة من يروح عليها ويغدو، إلا أن العلم يشكو شدة الجفوة وصدق الطلب .

وقد حاول الضيف أن يعرج على العلاقة بين الشرق والغرب الإسلاميين ، فأشار إشارة عابرة في آخر حديثه ، لم يسعفه الوقت لطرح وتناول هذه القضية بما لديه ، وإلا فهي قضية قد كتبت فيها مصنفات واسعة ، وتناولتها بالفصل تارة والوصل تارات ، وأظن أنه أشير في هذا الموقع إلى شئ من طرفها.


قبيل الفجر من صبيحة يوم الخميس 12/3/1429[/align]
 
عودة
أعلى