ابن الشجري
New member
- إنضم
- 18/12/2003
- المشاركات
- 101
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم عبدالرحمن حرس الله مهجته
أحمد اليك الله الذي لا إله إلاهو ، وأثني عليه بما هو له أهل ، كما أحمده على نعمة هذه الوسيلة من الاتصال ، لطلب العلم ومذاكرته مع أمثالكم دون عناء ، وأعتقد أن كثيرا من طلاب العلم لم يوفقوا لها بعد ، فنسأله المزيد من فضله لنا ولكم .
بالنسبة لشيخك ابن فارس رحمه الله , فهو ممن رزقه الله قبولا وسعادة في كتبه ، خاصة كتابه الأستاذ ـ المقاييس ـ وأنا أسميه الأستاذ لموقعه بين كتب اللغة ، مع عدم استيعابه لها أو على الأقل عدم مساماة غيره من المعاجم الأخرى في عد جذورها ومفرداتها ، فلم يشترط ذلك رحمه الله ، بل اختط خطة قام بها خير قيام ، إنما أسميه لذلك لأنه معلم لها ، وقل من أدمن النظر فيه وكان ذا فطنة ورغبة شديدة في تعلم اللغة وكشف معانيها , إلا ورزق ملكة لغوية وقدرة على معرفة كثير من مفرداتها واشتقاقها ، دون الرجوع لأي من المعاجم الاخرى .
فكما أنه كتاب لغة فهو كذلك كتاب أدب ونقد، فقد حوى في تضاعيف ثناياه ومخبؤ كلامه , لفتات أدبية رائقة , تسري الى الروح دون عناء , فتراه يُنشئ مرةً ، ومرة يحقق ، وأخرى يبدع ، كل هذا في كلام موجز بليغ مقتضب
, ولاتتمالك نفسك أحيانا وأنت تقرأ له الا أن ترفع أكف الضراعة بأن ينزل الله على قبره شآبيب الرحمه ، لماتلمسه من ورع وصدق وتحرس من الانزلاق في مهاوي القلم وشطحاته .
وهذه واحدة منها أوردها بتمامها لنفاستها ، قال رحمه الله في مادة القاف والباء والراء مانصه : ( القاف والباء والراء أصل صحيح يدل على غموض في شئ وتطامن ، من ذلك القبر قبر الميت ، يقال : قبرته أقبره ، قال الاعشى : لو اسندت ميتا الى نحرها***عاش ولم ينقل الى قابر ، فإن جعلت له مكانا يقبر فيه قلت أقبرته ، قال الله تعالى (ثم أماته فأقبره ) ، قلنا : ولولا أن العلماء تجوزوا في هذا لماراينا أن يجمع بين قول الله وبين الشعر في كتاب ، فكيف في ورقة أو صفحة , ولكنا أقتدينا بهم ، والله تعالى يغفر لنا ، ويعفوعنا وعنهم ).
فانظر يارعاك الله الى هذا الورع ، وهذا الاجلال لكلام الله . فلعمري لقد تعب من حيث استراح كثير من الكتبه ـ :ككذبه وزنا ومعنى ـ والادباء ـ أدباء الزندقة والحداثة ـ فهو يريد اكرام كلام الله عن أن يقرن بشعر في كتاب ،وهم أرادو اكرام شعرهم أونثرهم عن كلام الله ـ سخم الله وجوههم ـ فهذا ماجناه الادب الحر من أنسلاخ من كل معالم الدين ، فهل الادب أن يتنكر المرء لخالقه ورازقه حتى يرى الانتساب الى كتاب الله عارا لايليق بدين الادب ، حتى اصبحوا يسبحون ويمجدون بحمد من ابدع لهم ( والدين عن الشعر بمعزل ) ـ غفر الله له عثرته ؟ وليت ابداعهم في الادب كان كابداعهم في الكذب ، لكنا قد قلنا لناماغنموا , وعليهم ماغرموا ، ولا تزر وازرة وزر اخرى ، لكن هيهات فوالله ماللأدب كانوا ولا بالدين دانو ، ويأبى الله الا أن يذل من عصاه وعاداه ، واذا سمعت احدهم وهو يتحدث ظننت أنه ممن طن شعره ورن ، وأن كتبه أنست كتب الجاحظ ، يوم أن كان يكتب الرسالة وتتبادلها أقلام النساخ شرقا وغربا في أيام حتى مايمكنه تدارك زلل عبارة فيها، كمافي ترجمته عند الحموي ! وماهي الاهنيهة حتى يتكشف لك عوره ، فإذاهو أهون من تبنة في لبنة أو شعرة في بعره ، أعزكم الله .
وأعتذر منكم ، ومن شيخكم - رحمه الله - لتعريجناعلى ماسبق ، لكن أحيانا يكون المرء تابعاً لقلمه ـ أعني أباخسه ـ ولا يستطيع كبت جماحه ( نفثة مصدور) .
ولولا خشية السآمة والملل ، وعلمي أني أحمل بضاعة إلى من لايجهلها ولايفتقدها، وقد يكون أعلم مني بها ، لفسحت لهذا الخاطر المكدود ، ونزعت عنه لجامه المنشوط ، وجعلته في أودية النقد والأدب عند ابن فارس تنقب وتدور ، حتى تنزع من كل جذر مشدود ، مامثله في عداد الأدب نادر مفقود ، ولكن نرجئ ذاك حتى ييسر الواحد المعبود ، وهو خير من التجأ اليه كل من خشي ان تقترب خطاه نحو السفود .
وكم أوصي من توسمت فيه ملكة أدبيةً من إخواني بكتابه المقاييس ، فلي منه نسختان نسخة للإقامة وأخرى للترحال لايطيب لي السفردونها مع مافيها من سقط وخلل فاضح ، الا أنها خفيفة المحمل ، ط / دار الفكر مجلد واحد ( مقرمطه) , لاتضاهي طبعة هارون رحمه الله ، ولا أعلم هل هناك طبعة أخرى مضغوطة ـ مقرمطة ـ غير طبعة دار الفكر ، فهل لديكم علم عن طبعة أتقن .
ولازلت اتعجب من كثرة كتبه رحمه الله مع قلة المطبوع منها , فلي هنا أسئلة أرجوا أن تبينوها لأخيكم مشكورين غير مامورين .
1ـ هل تعلمون وجوداً لكتابه في التفسير، جامع التأويل ؟
2ـ كذلك هل طبع شئ من كتبه هذه : اختلاف النحويين ، أخلاق النبي ، أصول الفقه ، الأمالي ، الانتصار لثعلب ، أمثلة الاسجاع ، التاج ، الحجر ، الحماسة المحدثة ، خضارة ، دارات العرب ، ذخائر الكلمات ، ذم الغيبة ، شرح رسالة الزهري ، الشيات والحلى ، العم والخال ، غريب إعراب القرآن ، الفريدة والخريده ، الليل والنهار ، متخير الالفاظ ، النيروز ، اليشكريات ، مقدمة الفرائض.
3ـ بحثت عن كتابه المطبوع في السيرة فلم أظفر به فهل تدلون مكاناً لبيعه ، كذلك كتاب الثلاثة له ، فقد ذكر محقق كتاب الديباج لأبي عبيدة التيمي في مقدمته أنه طبع بتحقيق رمضان عبد التواب لكن لم أهتد لمكانه . ولازلت ممتناً لكم أخي الكريم بدلالتكم على مكان كتاب أدب الفقهاء لكنون رحمه الله ، فقد اشتد طلبي له مايقارب من العامين ، فجزاك الله عن أخيك خيراً.
رحم الله أبن فارس الاديب اللغوي الفقيه المفسر ونفعنا بعلمه . وأعتذر منكم مرة أخرى اخي الكريم لتطفلنا على علم شيخكم رحمه الله , الا أنا نضرب معكم فيه بسهم وإن كان أهزعا.
وظني أن سعادته في طلابه ومحبيه وتلامذته أمثالكم ، لاتقل عن سعادته في مؤلفاته ، فبارك الله لكم في شيخكم كما بارك له فيكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
ـــــــــــــــــــــــــ
أصل هذا المقال كان رسالة خاصة لأخي عبد الرحمن ثم آثرت وضعهاهنا لتعم الفائده.
أخي الكريم عبدالرحمن حرس الله مهجته
أحمد اليك الله الذي لا إله إلاهو ، وأثني عليه بما هو له أهل ، كما أحمده على نعمة هذه الوسيلة من الاتصال ، لطلب العلم ومذاكرته مع أمثالكم دون عناء ، وأعتقد أن كثيرا من طلاب العلم لم يوفقوا لها بعد ، فنسأله المزيد من فضله لنا ولكم .
بالنسبة لشيخك ابن فارس رحمه الله , فهو ممن رزقه الله قبولا وسعادة في كتبه ، خاصة كتابه الأستاذ ـ المقاييس ـ وأنا أسميه الأستاذ لموقعه بين كتب اللغة ، مع عدم استيعابه لها أو على الأقل عدم مساماة غيره من المعاجم الأخرى في عد جذورها ومفرداتها ، فلم يشترط ذلك رحمه الله ، بل اختط خطة قام بها خير قيام ، إنما أسميه لذلك لأنه معلم لها ، وقل من أدمن النظر فيه وكان ذا فطنة ورغبة شديدة في تعلم اللغة وكشف معانيها , إلا ورزق ملكة لغوية وقدرة على معرفة كثير من مفرداتها واشتقاقها ، دون الرجوع لأي من المعاجم الاخرى .
فكما أنه كتاب لغة فهو كذلك كتاب أدب ونقد، فقد حوى في تضاعيف ثناياه ومخبؤ كلامه , لفتات أدبية رائقة , تسري الى الروح دون عناء , فتراه يُنشئ مرةً ، ومرة يحقق ، وأخرى يبدع ، كل هذا في كلام موجز بليغ مقتضب
, ولاتتمالك نفسك أحيانا وأنت تقرأ له الا أن ترفع أكف الضراعة بأن ينزل الله على قبره شآبيب الرحمه ، لماتلمسه من ورع وصدق وتحرس من الانزلاق في مهاوي القلم وشطحاته .
وهذه واحدة منها أوردها بتمامها لنفاستها ، قال رحمه الله في مادة القاف والباء والراء مانصه : ( القاف والباء والراء أصل صحيح يدل على غموض في شئ وتطامن ، من ذلك القبر قبر الميت ، يقال : قبرته أقبره ، قال الاعشى : لو اسندت ميتا الى نحرها***عاش ولم ينقل الى قابر ، فإن جعلت له مكانا يقبر فيه قلت أقبرته ، قال الله تعالى (ثم أماته فأقبره ) ، قلنا : ولولا أن العلماء تجوزوا في هذا لماراينا أن يجمع بين قول الله وبين الشعر في كتاب ، فكيف في ورقة أو صفحة , ولكنا أقتدينا بهم ، والله تعالى يغفر لنا ، ويعفوعنا وعنهم ).
فانظر يارعاك الله الى هذا الورع ، وهذا الاجلال لكلام الله . فلعمري لقد تعب من حيث استراح كثير من الكتبه ـ :ككذبه وزنا ومعنى ـ والادباء ـ أدباء الزندقة والحداثة ـ فهو يريد اكرام كلام الله عن أن يقرن بشعر في كتاب ،وهم أرادو اكرام شعرهم أونثرهم عن كلام الله ـ سخم الله وجوههم ـ فهذا ماجناه الادب الحر من أنسلاخ من كل معالم الدين ، فهل الادب أن يتنكر المرء لخالقه ورازقه حتى يرى الانتساب الى كتاب الله عارا لايليق بدين الادب ، حتى اصبحوا يسبحون ويمجدون بحمد من ابدع لهم ( والدين عن الشعر بمعزل ) ـ غفر الله له عثرته ؟ وليت ابداعهم في الادب كان كابداعهم في الكذب ، لكنا قد قلنا لناماغنموا , وعليهم ماغرموا ، ولا تزر وازرة وزر اخرى ، لكن هيهات فوالله ماللأدب كانوا ولا بالدين دانو ، ويأبى الله الا أن يذل من عصاه وعاداه ، واذا سمعت احدهم وهو يتحدث ظننت أنه ممن طن شعره ورن ، وأن كتبه أنست كتب الجاحظ ، يوم أن كان يكتب الرسالة وتتبادلها أقلام النساخ شرقا وغربا في أيام حتى مايمكنه تدارك زلل عبارة فيها، كمافي ترجمته عند الحموي ! وماهي الاهنيهة حتى يتكشف لك عوره ، فإذاهو أهون من تبنة في لبنة أو شعرة في بعره ، أعزكم الله .
وأعتذر منكم ، ومن شيخكم - رحمه الله - لتعريجناعلى ماسبق ، لكن أحيانا يكون المرء تابعاً لقلمه ـ أعني أباخسه ـ ولا يستطيع كبت جماحه ( نفثة مصدور) .
ولولا خشية السآمة والملل ، وعلمي أني أحمل بضاعة إلى من لايجهلها ولايفتقدها، وقد يكون أعلم مني بها ، لفسحت لهذا الخاطر المكدود ، ونزعت عنه لجامه المنشوط ، وجعلته في أودية النقد والأدب عند ابن فارس تنقب وتدور ، حتى تنزع من كل جذر مشدود ، مامثله في عداد الأدب نادر مفقود ، ولكن نرجئ ذاك حتى ييسر الواحد المعبود ، وهو خير من التجأ اليه كل من خشي ان تقترب خطاه نحو السفود .
وكم أوصي من توسمت فيه ملكة أدبيةً من إخواني بكتابه المقاييس ، فلي منه نسختان نسخة للإقامة وأخرى للترحال لايطيب لي السفردونها مع مافيها من سقط وخلل فاضح ، الا أنها خفيفة المحمل ، ط / دار الفكر مجلد واحد ( مقرمطه) , لاتضاهي طبعة هارون رحمه الله ، ولا أعلم هل هناك طبعة أخرى مضغوطة ـ مقرمطة ـ غير طبعة دار الفكر ، فهل لديكم علم عن طبعة أتقن .
ولازلت اتعجب من كثرة كتبه رحمه الله مع قلة المطبوع منها , فلي هنا أسئلة أرجوا أن تبينوها لأخيكم مشكورين غير مامورين .
1ـ هل تعلمون وجوداً لكتابه في التفسير، جامع التأويل ؟
2ـ كذلك هل طبع شئ من كتبه هذه : اختلاف النحويين ، أخلاق النبي ، أصول الفقه ، الأمالي ، الانتصار لثعلب ، أمثلة الاسجاع ، التاج ، الحجر ، الحماسة المحدثة ، خضارة ، دارات العرب ، ذخائر الكلمات ، ذم الغيبة ، شرح رسالة الزهري ، الشيات والحلى ، العم والخال ، غريب إعراب القرآن ، الفريدة والخريده ، الليل والنهار ، متخير الالفاظ ، النيروز ، اليشكريات ، مقدمة الفرائض.
3ـ بحثت عن كتابه المطبوع في السيرة فلم أظفر به فهل تدلون مكاناً لبيعه ، كذلك كتاب الثلاثة له ، فقد ذكر محقق كتاب الديباج لأبي عبيدة التيمي في مقدمته أنه طبع بتحقيق رمضان عبد التواب لكن لم أهتد لمكانه . ولازلت ممتناً لكم أخي الكريم بدلالتكم على مكان كتاب أدب الفقهاء لكنون رحمه الله ، فقد اشتد طلبي له مايقارب من العامين ، فجزاك الله عن أخيك خيراً.
رحم الله أبن فارس الاديب اللغوي الفقيه المفسر ونفعنا بعلمه . وأعتذر منكم مرة أخرى اخي الكريم لتطفلنا على علم شيخكم رحمه الله , الا أنا نضرب معكم فيه بسهم وإن كان أهزعا.
وظني أن سعادته في طلابه ومحبيه وتلامذته أمثالكم ، لاتقل عن سعادته في مؤلفاته ، فبارك الله لكم في شيخكم كما بارك له فيكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
ـــــــــــــــــــــــــ
أصل هذا المقال كان رسالة خاصة لأخي عبد الرحمن ثم آثرت وضعهاهنا لتعم الفائده.