{إِنّا سَمِعنا كِتابًا أُنزِلَ مِن بَعدِ موسىٰ} ... وأين الإنجيل ؟

منيب عرابي

New member
إنضم
07/06/2010
المشاركات
143
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
وَإِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَستَمِعونَ القُرآنَ فَلَمّا حَضَروهُ قالوا أَنصِتوا ۖ فَلَمّا قُضِيَ وَلَّوا إِلىٰ قَومِهِم مُنذِرينَ ﴿٢٩﴾
قالوا يا قَومَنا إِنّا سَمِعنا كِتابًا أُنزِلَ مِن بَعدِ موسىٰ مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيهِ يَهدي إِلَى الحَقِّ وَإِلىٰ طَريقٍ مُستَقيمٍ ﴿٣٠﴾ - الأحقاف

لماذا تكلموا عن التوراة ولم يذكروا الإنجيل وقد نزل بعد التوراة وقبل القرآن ؟
 
قال ابن عطية في تفسيره لهذه الآية: وخصصوا { موسى } عليه السلام لأحد أمرين : إما لأن هذه الطائفة كانت تدين بدين اليهود ، وإما لأنهم كانوا يعرفون أن موسى قد ذكر محمداً وبشر به ، فأشاروا إلى موسى من حيث كان هذا الأمر مذكوراً في توراته . قال ابن عباس في كتاب الثعلبي : لم يكونوا علموا أمر عيسى عليه السلام ، فلذلك قالوا { من بعد موسى } . وقولهم : { مصدقاً لما بين يديه } يؤيد هذا ونقل قريبا منه أبو حيان والقرطبي والرازي.

ووجه ابن عاشور تخصيص موسى عليه السلام بقوله: ووصف الكتاب بأنه {أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} دون: أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لأن التوراة آخر كتاب من كتب الشرائع نزل قبل القرآن، وأما ما جاء بعده فكتب مكملة للتوراة ومبينة لها مثل زبور داود وإنجيل عيسى، فكأنه لم ينزل شيء جديد بعد التوراة فلما نزل القرآن جاء بهدي مستقل غير مقصود منه بيان التوراة ولكنه مصدق للتوراة وهاد إلى أزيد مما هدت إليه التوراة.
 
جزاك الله خيراً.
إذا كانت تلك الطائفة تدين باليهودية عندئذ التفسير واضح... كما أكد ابن عباس.

أما أن كتاب موسى بشر بمحمد عليهما السلام... فالإنجيل بشر بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً.
وأما وجه ابن عاشور أن التوراة آخر كتب الشرائع ... فإن الإنجيل له مكانة عالية جداً بين الكتب السماوية أيضاً... فلا أظن - وهذا ظن فقط - أنه سبب وجيه لئلا تذكر الجن الإنجيل.... إلا إذا كانت لا تعرفه ... وهنا نعود إلى الرأي الأول.
 
هذه الآية يستدل بها بعض المفسرين على أن الجنَّ الذين قالوا هذا كانوا يَجهلونَ رسالة عيسى عليه الصلاة والسلام، وأَنَّهم كانوا لا يعرفون إلا موسى ورسالته، وهذا دليلٌ على نقص معرفة أولئك الجن، وهذا كافٍ في توجيه هذه الآية الكريمة.
ويؤيدون هذا الفهم بقول الله تعالى عن قصة الجن مع سليمان لما توفي ولم يعلموا وفاته إلا بسقوطه بعد أن أكلت دآبَّةُ الأرض منسأَتَهُ:(فلما خرَّ تبيَّنت الجنُّ أَنْ لو كانوا يعلمون الغيبَ ما لبثوا في العذاب المهين [سبأ 14] . وقد تحدث المفسرون عن معرفة علم الغيب الذي يعرف الجنُّ بعضه عندما كانوا يسترقون السمع قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والمقصود باستراق السمع ويمكن مراجعة ذلك عند كلام المفسرين على آيات سورة الجن .
 
وجه آخر ذكره بعض المفسرين بأنه خص التوراة بالذكر لأنه متفق عليها عند أهل الكتابين ...
فاليهود لا يعترفون برسالة عيسى عليه السلام بخلاف النصارى فهم يقرون برسالة موسى عليه السلام
لذا فإن ورقة بن نوفل حين ذكر له حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع الوحي قال: هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى, مع أن ورقة نصراني ولكن ذكر الكتاب المتفق عليه بينهم ... والله أعلم
 
وجه آخر ذكره بعض المفسرين بأنه خص التوراة بالذكر لأنه متفق عليها عند أهل الكتابين ...
فاليهود لا يعترفون برسالة عيسى عليه السلام بخلاف النصارى فهم يقرون برسالة موسى عليه السلام
لذا فإن ورقة بن نوفل حين ذكر له حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع الوحي قال: هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى, مع أن ورقة نصراني ولكن ذكر الكتاب المتفق عليه بينهم ... والله أعلم

تعني أنه كان هناك جن يهود وجن نصارى في الجالسين.... فذكر ذلك الجني التوراة لأن الفريقين يؤمنون به..... مممم.... احتمال ولو أنه بعيد بنظري.

شكراً على معرفة احتمال آخر ذكره المفسرون بكل حال.

الاحتمال الأقرب بوجهة نظري هو ما ذكره الشيخ عبد الرحمن الشهري والله أعلم.
 
سئل هذا السؤال في برنامج لمسات بيانية فأجاب الدكتور حسام النعيمي في حلقة والدكتور فاضل السامرائي في حلقة أخرى بهذه الإجابة:
السؤال: لماذا لم يذكر الإنجيل بعد موسى في قوله تعالى (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) الأحقاف)؟
د.حسام النعيمي :
الآية الكريمة في سورة الأحقاف. والمخاطبة للرسول صلى الله عليه وسلم (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) الأحقاف) أولاً النفر من 3 إلى 10، الجماعة الإثنان جماعة أول الجمع إثنان في اللغة أول الجمع إثنان لأنه معنى الجمع أن تضم شيئاً إلى شيء وأول الجمع إثنين لأنك تجمع هذا إلى هذا وأنت تصلي جماعة ومعك شخص واحد. الفِرقة أكبر. المهم النفر، إن الذين إستمعوا كانوا عدداً قليلاً من الجنّ ومن جِنّ جزيرة العرب لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن في مكة فهؤلاء إستمعوا. الدين الذي كان سائداً قبل الإسلام في جزيرة العرب هو اليهودية وليس النصرانية. اليهود كانوا قبائل في جزيرة العرب. علماؤنا يتكلمون في هذه القضية كلاماً بما قد لا يكون مقنعاً وما أختاره أنا وأراه مقنعاً أن هؤلاء الجنّ كانوا قد عرفوا عبادات اليهود أو آمنوا بموسى عليه السلام. اليهودية الآن أي يهودي لو سألته ما قولك بعيسى عليه السلام؟ لا يقول هو نبي وأُنزل عليه كتاب، هو لا يؤمن بعيسى عليه السلام ولا بكتابه كما أنه لا يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا بكتابه. اليهودي هذه عقيدته ولذلك بقي يهودياً وإلا كان يصبح نصرانياً أو مسلماً. اليهود من بعد موسى عليه السلام لا يؤمنون به. هؤلاء الجنّ لا يبعد أنهم كانوا من اليهود والدليل على إنتشار اليهودية أنه حتى ورقة بن نوفل لما ذهب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقصّ عليه ما وقع له في الغار قال له: إن الناموس الذي أُنزِل على موسى. الذي في السيرة أن ورقة بن نوفل كان مؤمناً بدين يهود لأنه كان منتشراً في الجزيرة. لاحظ في المدينة كم قبيلة يهودية كانت: بنو قينقاع، بنوالنضير، بنو قريظة، سكان خيبر. أما النصارى فجاءوا من نجران ليحاوروا الرسول صلى الله عليه وسلم. ما كان هناك نصارى في الجزيرة. عيسى عليه السلام ليس نبيّاً عندهم. عند اليهودي عيسى عليه السلام إنسان يستحق القتل. هو بُعث إليهم، إلى بني إسرائيل وحوّلوا بعثته إلى عالمية وصاروا يدعون الناس للدخول في دينهم وهو بُعث إلى بني إسرائيل والإسلام هو الدين العالمي ما قال بعثت إلى العرب (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). ظاهر النص في الآية أن الجنّ يؤمنون لأنه دعاهم إلى الإيمان ولذلك بعض العلماء يقول الجنّ لا يكون منهم رسول وبعضهم يقول (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) وإنما قالوا هؤلاء منذرون وليسوا رسلاً لأن الرسل من البشر لأنه قال:(وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) فإذن هم يتبعون أنبياء البشر. عيسى وموسى عليهما السلام لم يُبعثا للناس كافة، رسالة موسى عليه السلام أن أرسل معنا بني إسرائيل، هذه رسالته فقط. الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الدين لأنه الدين الخاتم ختم الله تعالى به الأديان كان للثقلين بكل ما وُجد منهم هذا الدين عاماً عالمياً. هذه الآيات تشير إلى أن الجنّ كانوا من أتباع موسى عليه السلام ولم يكونوا يعرفون عيسى عليه السلام أو يعرفونه ولم يعترفوا به لأنهم كانوا باقين على ديانتهم. نحن لا نرفض أن يدخل يهودي الإسلام ولا نقول له أدخل في النصرانية أولاً ثم تعال إلى الإسلام. إذا أراد اليهودي أن يدخل في الإسلام يدخل. هؤلاء الجن كانوا من الجن الذين يعرفون دين موسى عليه السلام والذي يعرف دين موسى فقط إذا كان يهودياً لا يعترف بعيسى لأنهم حاولوا قتله. لو إعترفوا به نبيّاً ما صلبوا هذا المشبّه وقتلوه على أنه عيسى عليه السلام وقتلوا من وراءه (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة) لذا قالوا (من بعد موسى) كانوا يهوداً ودخل الإسلام في قلوبهم فإذن من موسى إلى محمد صلى الله عليه وسلم ينتقلون. بعد أن دخلوا في الإسلام وعندما يقرأون القرآن عند ذلك يجب أن يؤمنوا بأن عيسى عليه السلام كان نبيّاً لأنه حتى يكتمل إيمان المسلم ينبغي أن يؤمن بما ورد في كتاب الله عز وجل وفي كتاب الله إثبات نبوة عيسى عليه السلام.
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ) حضروه بمعنى حضروا القراءة . كان صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن فقالوا أنصتوا فلما إنتهت القراءة ولّوا إلى قومهم منذرين. لما ننظر في مسؤولية المؤمن، من يؤمن بهذا الدين سمعوا آيات فانطلقوا بها ونحن نسأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما أدخل أول خمسة في الإسلام (أول من أقام الصلاة ثمانية جباه تسجد لله خمسة منها جاء بها أبو بكر وجبهة أبو بكر وجبهة علي وجبهة زيد بن حارثة ) ماذا كان عند أبي بكر من معلومات إسلامية؟ آيتين أو ثلاث لكن إنطلق بها كذلك الجن ولهذا بعض الناس لما تقول له إنصح جارك يقول لك ليس عندي علم. هذا العلم الذي عندك أن الصلاة واجبة وأنالصوم واجب وأن الربا حرام هذا يكفي وأكثر مما كان عند أبي بكر. (فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) أي لما دخل الإيمان في قلوبهم إنطلقوا إلى قومهم يدعونهم إلى الإسلام.
************************************************
د.فاضل السامرائي :
هذا كلام الجن ويقال هؤلاء من اليهود الذين لا يعترفون بالإنجيل أصلاً. هنالك من آمن به وإن لم يُرسل إليهم. هناك جن يهود ونصارى أتباع عيسى وموسى قالوا هؤلاء من اليهود، لم يعترفوا بعيسى شأن البشر. (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا (130) الأنعام) هم كلهم مكلفين (الثقلان). قالوا هؤلاء من اليهود فلم يعترفوا بعيسى. ثم هنالك أمر آخر النصارى يعترفون بالتوراة ويعتبرون أنهم مكلفون بما جاء فيه لأن عيسى عليه السلام قال ما جئت لأنقض الناموس والنصارى يعتقدون بصحة ما جاء في التوراة ويعتبرون نفسهم مكلفين بما هو فيه. إذن هؤلاء الجن من اليهود الذين لا يعترفون بعيسى.
 
الظاهر أن الحكم بأن هؤلاء الجن كانوا يهودا يحتاج إلى دليل يمكن الاستناد إليه ؛ وهو معدوم هنا حتى الآن .
والقول بأنهم كانوا يجهلون مجيء عيسى عليه الصلاة والسلام أيضا يحتاج إلى صحة الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما فإن صح فبها ونعمت وإلا فهو أمر بعيد جدا .
وأقرب الأقوال في نظري إلى الحق ما ذهب إليه ابن كثير رحمه الله تعالى وتبعه فيه من بعده من المفسرين كابن عاشور وغيره وهو أن الإنجيل كالمكمل للتوراة وأنه لا يحوي تشريعا كثيرا ؛ وغالب ما فيه مواعظ وترقيقات ولذلك أغفلوا ذكره لأنه لا يساوي المذكورين "التوراة والقرآن" من حيث كثرة التشريعات وتشعبها ونحو ذلك .
والله تعالى أعلم.
 
سمعت قولا في هذا الصدد لأحد علماء الأزهر قال فيه : لأن رساله عيسي عليه السلام كانت متممه لرساله موسي عليه السلام ، ولم ينسب قوله لأحد المفسرين ، وقال بأن الجن تكلم مميزا بين الرسالتين ، فهل أجد إحاله من أحد من إخواني لهذا القول أم أنه خالف في ذلك ، أفيدوني جزاكم الله خيرا ؟
 
يظهر ـ والله أعلم ـ أن الآية تحدثت عن موسى عليه السلام وليس عن التوراة أو الإنجيل لأسباب منها:
- أن موسى عليه الصلاة والسلام هو أعظم أنبياء بني إسرائيل، وشريعته هي الأصل عند من جاء بعده، لذا فإن علةَ الحديث عن موسى عليه الصلاة والسلام لا عن غيره تكون لتلك المكانة له عليه الصلاة والسلام.
- أن يكون هؤلاء الجن وأقوامهم أتباعاً لشريعته عليه الصلاة والسلام كما ذكر ذلك بعض المفسرين، وهو قويٌّ جداً.
- أن الجن قد قالوا : (مصدقاً لما بين يديه) ولم يخصصوا التوراة دون غيرها، فكلامهم يعمُّ جميع ما نزل من الكتب قبل القرآن الكريم؛ لذلك يبعد ـ والله أعلم ـ أن يجهل الجنُّ شريعةَ عيسى عليه الصلاة والسلام، وقد كانت ظاهرة جداً في ذلك الوقت.
والله أعلم،،،​
 
يظهر ـ والله أعلم ـ أن الآية تحدثت عن موسى عليه السلام وليس عن التوراة أو الإنجيل لأسباب منها:
- أن موسى عليه الصلاة والسلام هو أعظم أنبياء بني إسرائيل، وشريعته هي الأصل عند من جاء بعده، لذا فإن علةَ الحديث عن موسى عليه الصلاة والسلام لا عن غيره تكون لتلك المكانة له عليه الصلاة والسلام.
- أن يكون هؤلاء الجن وأقوامهم أتباعاً لشريعته عليه الصلاة والسلام كما ذكر ذلك بعض المفسرين، وهو قويٌّ جداً.
- أن الجن قد قالوا : (مصدقاً لما بين يديه) ولم يخصصوا التوراة دون غيرها، فكلامهم يعمُّ جميع ما نزل من الكتب قبل القرآن الكريم؛ لذلك يبعد ـ والله أعلم ـ أن يجهل الجنُّ شريعةَ عيسى عليه الصلاة والسلام، وقد كانت ظاهرة جداً في ذلك الوقت.

والله أعلم،،،​
جزاكم الله خيرا فضيله الشيخ الدكتور ، نسأل الله أن يزيد النفع بكم .
 
الأحبة الأكاريم؛
لا حرم الله فضل اجتهاد مجتهد لكل من سبق؛ ولكنني أرى الأمر من زاوية قرآنية أن تقول الجن قولتها أمر فيه نظر أما أن يؤكده الله جل جلاله مرتين في كتابه فمسألة لا تبقي شكا ولا تذر ريبة:
يقول جل وعلا:
{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ [هود : 17]

{وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ } [الأحقاف : 12].
وما علينا إلا بحث العلة على ضوء ما جاء به كلام الله.
 
الظاهر أن الحكم بأن هؤلاء الجن كانوا يهودا يحتاج إلى دليل يمكن الاستناد إليه ؛ وهو معدوم هنا حتى الآن .
والقول بأنهم كانوا يجهلون مجيء عيسى عليه الصلاة والسلام أيضا يحتاج إلى صحة الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما فإن صح فبها ونعمت وإلا فهو أمر بعيد جدا .
وأقرب الأقوال في نظري إلى الحق ما ذهب إليه ابن كثير رحمه الله تعالى وتبعه فيه من بعده من المفسرين كابن عاشور وغيره وهو أن الإنجيل كالمكمل للتوراة وأنه لا يحوي تشريعا كثيرا ؛ وغالب ما فيه مواعظ وترقيقات ولذلك أغفلوا ذكره لأنه لا يساوي المذكورين "التوراة والقرآن" من حيث كثرة التشريعات وتشعبها ونحو ذلك .
والله تعالى أعلم.

توجيه قوي .... حسناً ... ما هي الآيات التي استمع إليها الجن ؟
فلننظر هل كانت مليئة بالتشريعات حتى تكون أقرب إلى التوراة منها إلى الإنجيل ؟
 
حتى لا يتوه القارئ، التفسيران اللذان على الطاولة حتى الآن هما باختصار:

- ذلك النفر من الجن كانوا يهوداً فلم يعترفوا بـ أو لم يعرفوا عن الإنجيل.
- التوارة (مع التشريعات التي فيها والتفصيلات) أكثر قرباً إلى القرآن من (الإنجيل أو الزبور) فذكرها الجن.

إن كان هناك تفسير آخر غاب عني فليتفضل صاحبه بالإيضاح.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
التفسيران اللذان على الطاولة غير منطقيان وهما من الظن الذي لن يصح الا بدليل واين الدليل؟

الكلام المنطقي هو ماذكرة الاخ الجابري وهو منطلق الاجابه .

قال تعالى :( وَإِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَستَمِعونَ القُرآنَ فَلَمّا حَضَروهُ قالوا أَنصِتوا ۖ فَلَمّا قُضِيَ وَلَّوا إِلىٰ قَومِهِم مُنذِرينَ ﴿٢٩﴾
قالوا يا قَومَنا إِنّا سَمِعنا كِتابًا أُنزِلَ مِن بَعدِ موسىٰ مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيهِ يَهدي إِلَى الحَقِّ وَإِلىٰ طَريقٍ مُستَقيمٍ ﴿٣٠﴾ - الأحقاف

التوجية القوي الى ماذا استمع الجن كما قال الاخ منيب ولكن ليس للتشريعات علاقة .
فالاجابة تكون من خلال سورة الحاقة بداياتها الى الاية 28 . وسورة الجن . فالجن استمعوا الى ايات .
لو افترضنا انهم سمعوا قولة تعالى :( {وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ } [الأحقاف : 12].
وافترضنا انهم مشركين ليسوا يهود واعتبرنا الدليل قولة تعالى : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
وسمعوا من قبله كتاب موسى فماذا سيقولون كتابا من بعد موسى .
الكلام السابق من خلال قرائة لسورة الحاقة من بداياتها الىالايه 28 وكانها هي التي استمعوا لها . وسورة الجن
قد يطلب دليل الان لادليل ( ابتسامه ) سوى الفهم من خلال التدبر .
لو كانوا يهود فالرسول صلى الله عليه وسلم مذكور عندهم من هنا سيكون قولهم مختلف .
قال تعالى :( وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7)

باختصار كما استمعوا واهتدوا قالوا . هذا ليس تفسير انما فهم يطرح للتصويب
والله اعلم
 
تفسير ابن كثير :
ثم إنه تعالى فسر إنذار الجن لقومهم فقال مخبرا عنهم " قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى " ولم يذكروا عيسى لأن عيسى عليه السلام أنزل عليه الإنجيل فيه مواعظ وترقيقات وقليل من التحليل والتحريم وهو في الحقيقة كالمتمم لشريعة التوراة فالعمدة هو التوراة فلهذا قالوا أنزل من بعد موسى وهكذا قال ورقة بن نوفل حين أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بقصة نزول جبريل عليه عليه الصلاة والسلام أول مرة فقال بخ بخ هذا الناموس الذي كان يأتي موسى يا ليتني أكون فيها جذعا " مصدقا لما بين يديه " أي من الكتب المنزلة على الأنبياء قبله.
فتاوي ابن تيمية:
مسألة: الجزء السادس عشر [ ص: 43 ] سُورَةُ الْأَحْقَافِ سَأَلَ رَجُلٌ آخَرُ عَنْ قَوْله تَعَالَى ((( وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إمَامًا وَرَحْمَةً ))) فَقَالَ : مَا سَمِعْنَا بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ أَنَّ مَا قَبْلَ كِتَابِنَا إلَّا الْإِنْجِيلَ فَقَالَ الْآخَرُ : عِيسَى إنَّمَا كَانَ تَبَعًا لِمُوسَى وَالْإِنْجِيلُ إنَّمَا فِيهِ تَوَسُّعٌ فِي الْأَحْكَامِ تَيْسِيرٌ مِمَّا فِي التَّوْرَاةِ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ رَجُلٌ وَقَالَ : كَانَ لِعِيسَى شَرْعٌ غَيْرُ شَرْعِ مُوسَى وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ :((( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا )))قَالَ : فَمَا الْحُكْمُ فِي قَوْلِهِ : ((( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إسْرَائِيلَ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ )))؟ فَقَالَ : لَيْسَتْ هَذِهِ حُجَّةً .

الحاشية رقم: 1فأجاب شيخ الإسلام رحمه الله قد أخبر الله في القرآن أن عيسى قال لهم : ((( ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم )))فعلم أنه أحل البعض دون الجميع وأخبر عن المسيح أنه علمه التوراة والإنجيل بقوله : ((( ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ))) ومن المعلوم أنه لولا أنه متبع لبعض ما في التوراة لم يكن تعلمها [ ص: 44 ] له منة ألا ترى أنا نحن لم نؤمر بحفظ التوراة والإنجيل وإن كان كثير من شرائع الكتابين يوافق شريعة القرآن فهذا وغيره يبين ما ذكره علماء المسلمين من أن الإنجيل ليس فيه إلا أحكام قليلة وأكثر الأحكام يتبع فيها ما في التوراة ; وبهذا يحصل التغاير بين الشرعتين .
ولهذا كان النصارى متفقين على حفظ التوراة وتلاوتها كما يحفظون الإنجيل ; ولهذا لما سمع النجاشي القرآن قال : إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة وكذلك ورقة بن نوفل قال للنبي صلى الله عليه وسلم - لما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم ما يأتيه قال هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى .
وكذلك قالت الجن : ((( إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى )))وقال تعالى : ((( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ))) قالوا ساحران تظاهرا أي موسى ومحمد وفي القراءة الأخرى : ((( سحران تظاهرا ))) أي التوراة والقرآن .
وكذلك قال :((( وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس )))إلى قوله : ((( وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه )))فهذا وما أشبهه مما فيه اقتران التوراة بالقرآن وتخصيصها بالذكر يبين ما ذكروه من أن التوراة هي الأصل والإنجيل تبع لها في كثير من الأحكام وإن كان مغايرا لبعضها .
فلهذا يذكر الإنجيل مع التوراة والقرآن في مثل قوله :((( نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل ))) ((( من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان )))وقال : ((( وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن)))فيذكر الثلاثة تارة ويذكر القرآن مع التوراة وحدها تارة لسر : [ وهو ] أن الإنجيل من وجه أصل ومن وجه تبع ; بخلاف القرآن مع التوراة فإنه أصل من كل وجه بل هو مهيمن على ما بين يديه من الكتاب وإن كان موافقا للتوراة في أصول الدين وكتبه من الشرائع والله أعلم .

وهذا الرأي أن التوراة هي الأصل والإنجيل تبع لها في كثير من الأحكام وإن كان مغايرا لبعضها هو ما أميل إليه
ومن المعلوم أن كتابهم يتكون من العهد القديم والعهد الجديد وهما لا ينفصلان بالنسبة لهم بخلاف اليهود غير المؤمنين بعيسي أو الانجيل فيعتمدون عليه فقط
والله أعلم
 
سمعت قولا في هذا الصدد لأحد علماء الأزهر قال فيه : لأن رساله عيسي عليه السلام كانت متممه لرساله موسي عليه السلام ، ولم ينسب قوله لأحد المفسرين ، وقال بأن الجن تكلم مميزا بين الرسالتين ، فهل أجد إحاله من أحد من إخواني لهذا القول أم أنه خالف في ذلك ، أفيدوني جزاكم الله خيرا ؟

تفسير ابن كثير :

ثم إنه تعالى فسر إنذار الجن لقومهم فقال مخبرا عنهم " قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى " ولم يذكروا عيسى لأن عيسى عليه السلام أنزل عليه الإنجيل فيه مواعظ وترقيقات وقليل من التحليل والتحريم وهو في الحقيقة كالمتمم لشريعة التوراة فالعمدة هو التوراة فلهذا قالوا أنزل من بعد موسى وهكذا قال ورقة بن نوفل حين أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بقصة نزول جبريل عليه عليه الصلاة والسلام أول مرة فقال بخ بخ هذا الناموس الذي كان يأتي موسى يا ليتني أكون فيها جذعا " مصدقا لما بين يديه " أي من الكتب المنزلة على الأنبياء قبله.
فتاوي ابن تيمية:
مسألة: الجزء السادس عشر [ ص: 43 ] سُورَةُ الْأَحْقَافِ سَأَلَ رَجُلٌ آخَرُ عَنْ قَوْله تَعَالَى ((( وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إمَامًا وَرَحْمَةً ))) فَقَالَ : مَا سَمِعْنَا بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ أَنَّ مَا قَبْلَ كِتَابِنَا إلَّا الْإِنْجِيلَ فَقَالَ الْآخَرُ : عِيسَى إنَّمَا كَانَ تَبَعًا لِمُوسَى وَالْإِنْجِيلُ إنَّمَا فِيهِ تَوَسُّعٌ فِي الْأَحْكَامِ تَيْسِيرٌ مِمَّا فِي التَّوْرَاةِ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ رَجُلٌ وَقَالَ : كَانَ لِعِيسَى شَرْعٌ غَيْرُ شَرْعِ مُوسَى وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ :((( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا )))قَالَ : فَمَا الْحُكْمُ فِي قَوْلِهِ : ((( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إسْرَائِيلَ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ )))؟ فَقَالَ : لَيْسَتْ هَذِهِ حُجَّةً .

الحاشية رقم: 1فأجاب شيخ الإسلام رحمه الله قد أخبر الله في القرآن أن عيسى قال لهم : ((( ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم )))فعلم أنه أحل البعض دون الجميع وأخبر عن المسيح أنه علمه التوراة والإنجيل بقوله : ((( ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ))) ومن المعلوم أنه لولا أنه متبع لبعض ما في التوراة لم يكن تعلمها [ ص: 44 ] له منة ألا ترى أنا نحن لم نؤمر بحفظ التوراة والإنجيل وإن كان كثير من شرائع الكتابين يوافق شريعة القرآن فهذا وغيره يبين ما ذكره علماء المسلمين من أن الإنجيل ليس فيه إلا أحكام قليلة وأكثر الأحكام يتبع فيها ما في التوراة ; وبهذا يحصل التغاير بين الشرعتين .
ولهذا كان النصارى متفقين على حفظ التوراة وتلاوتها كما يحفظون الإنجيل ; ولهذا لما سمع النجاشي القرآن قال : إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة وكذلك ورقة بن نوفل قال للنبي صلى الله عليه وسلم - لما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم ما يأتيه قال هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى .
وكذلك قالت الجن : ((( إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى )))وقال تعالى : ((( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ))) قالوا ساحران تظاهرا أي موسى ومحمد وفي القراءة الأخرى : ((( سحران تظاهرا ))) أي التوراة والقرآن .
وكذلك قال :((( وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس )))إلى قوله : ((( وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه )))فهذا وما أشبهه مما فيه اقتران التوراة بالقرآن وتخصيصها بالذكر يبين ما ذكروه من أن التوراة هي الأصل والإنجيل تبع لها في كثير من الأحكام وإن كان مغايرا لبعضها .
فلهذا يذكر الإنجيل مع التوراة والقرآن في مثل قوله :((( نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل ))) ((( من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان )))وقال : ((( وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن)))فيذكر الثلاثة تارة ويذكر القرآن مع التوراة وحدها تارة لسر : [ وهو ] أن الإنجيل من وجه أصل ومن وجه تبع ; بخلاف القرآن مع التوراة فإنه أصل من كل وجه بل هو مهيمن على ما بين يديه من الكتاب وإن كان موافقا للتوراة في أصول الدين وكتبه من الشرائع والله أعلم .

وهذا الرأي أن التوراة هي الأصل والإنجيل تبع لها في كثير من الأحكام وإن كان مغايرا لبعضها هو ما أميل إليه
ومن المعلوم أن كتابهم يتكون من العهد القديم والعهد الجديد وهما لا ينفصلان بالنسبة لهم بخلاف اليهود غير المؤمنين بعيسي أو الانجيل فيعتمدون عليه فقط
والله أعلم
 
توجيه قوي .... حسناً ... ما هي الآيات التي استمع إليها الجن ؟
فلننظر هل كانت مليئة بالتشريعات حتى تكون أقرب إلى التوراة منها إلى الإنجيل ؟

الجن لم يسمعوا آيات ؛ بل سمعوا القرآن ؛ كما هو ظاهر اللفظ في الآيات التي تتكلم عنهم كقوله تعالى : "وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما..... إنا سمعنا كتابا" وكقوله تعالى : "قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا.."
هذا أولا .
وثانيا : لا يهم أن يكون ما سمعوه مليئا بالتشريعات ؛ بل المهم ما تكلموا عنه ، وهم تكلموا عن القرآن جملة ؛ فقالوا "... أنزل من بعد موسى .." والآيات السابقة .
فليتبه لهذا .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
 
الأحبة الأكاريم؛

تطلب الأمر بعد تأكيد الله جل جلاله في آيتين لقولة الجن، لم يبق لنا إلا التنقيب عن مهمة رسالة سيدنا عيسى عليه السلام. والقرآن الكريم يوضح رسالته ببيان شاف:
{قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [آل عمران : 47]وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [آل عمران : 48]وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران : 49]وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ [آل عمران : 50]إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ [آل عمران : 51]}
وبهذا البيان تكتمل الإجابة لكون سيدنا عيسى كان رسولا لبني إسرائيل واقتضت مهمته تحليل عليهم بعض ما حرم عليهم، ورفعا للحرج. فرسالته جاءت مكملة لما كان بين يدي بني إسرائيل.
 
لطيفة !

يذكر بعضهم أن امرأة عمران (أم مريم) حين دعت الله تعالى قالت : ( وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) ، قالوا : فأعاذهما الله تعالى من الشيطان الرجيم .
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة : ( ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً من مسّ الشيطان ، غير مريم وابنها ) .
قالوا : وعليه ، لم تستطع الجِنّة أن تذكر اسم عيسى .
أعاذني الله تعالى وإياكم من الشيطان الرجيم ، بفضله ومنه !
 
لقد تحمل الجن مسؤولية تبليغ الدين كمافعل ذلك غلام نجران ومن قبله هدهد سليمان عليه السلام وكذلك فعل مؤمن آل يس ...الخ ..
السؤال / هل هذه رسائل من الرب الكريم لهذه الأمة لكي تحذو حذو مافعله هؤلاء من تحمل المسؤولية والدعوة إلى الله ..؟؟؟
لقد بذل الجن جهدهم حينما علموا برسالة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ورجعوا إلى قومهم دعاة إلى الله .. وهذا ماينقصنا فهمه في هذا الزمن .
شريعة موسى عليه السلام شريعة جلال ، وشريعة عيسى عليه السلام شريعة جمال ، وشريعة نبينا الكريم شريعة كمال ..!!!
 
لما أخبروا بأنه منزل ، أتبعوا مايشهد له بالصحة فقالوا " مصدقا لما بين يديه " أي من جميع كتب بني إسرائيل الإنجيل وماقبله ...
والله تعالى أعلم ..،،،
 
عودة
أعلى