إمام التفسير في زمانه

إنضم
08/08/2007
المشاركات
29
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[align=justify]هو طالب في في العقد الثاني من حياته أو أقل بقليل ..
أعرفه وأعرف همته وذكاءه .. قريباً تخرج من الثانوية العامة .. هل تعرف ما طموحه؟[/align]

[align=center]إمام التفسير في زمانه[/align]

[align=justify]بدأ لوحده أول الطريق منذ أشهر مضت تقارب السنة .. ألححت عليه بأن يرتبط مع أحد المشائخ لا سيما أن مدينتنا ولله الحمد مليئة بهم .. وافق وحضر مع أحدهم دروسه في المسجد .. وبعدفترة بدأ بدروس خاصة مع شيخ فاضل آخر ..

لم تقل همته بل تزيد

أسأله مراراً هل وضعت لك خطة ؟ فيقول لا
ألم يضع لك شيخك خطه ؟ فيقول لا

لا يخفاكم طبعاً أهمية رسم الخطة وأنا أريد أن أساعده .. عندها فكرت أن تشاركوني في مساعدته يا أهل التخصص فأنتم أهل ذلك .. ولكم جزيل الشكر.

من أراد المساعدة أرجوا أن يهتم بأركان الخطة وعناصرها. وألا يهملها.
بوركتم..
[/align]
 
لا شك أن هذا مطلب الكثيرين من طلبة العلم المعنيين بتفسير القرآن ، وفي الحق إن هذا الموضوع جدير بكتابة رسالة أو كتاب قائم برأسه لشرح خطة علمية مدروسة لطالب العلم الذي يرغب الترقي في مدارج التفسير حتى يبلغ نهايته على وجه يقارب الكمال فيه ليكون للناس إماماً في هذا العلم الذي ركدت في هذا الزمان رِيحُهُ ، وخَبَتْ مصابيحه ، ولم يعد يقوم به في الناس إلا القليل . وإني قد سمت همتي للكتابة في هذا لكثرة السائلين فكتبت ما يقارب الأربعين صفحة ، ثم فترت عن إتمامه طلباً للكمال أو ما يقاربه ، وعسى الله أن يوفق الله لإكماله وطرحه بين يدي طلبة العلم لتتميم نقصه ، وإقامة اعوجاجه ، مع تباين أنظار طلبة العلم في هذا الأمر.
أسأل الله أن يهيء لصاحبك الرشد ، وأن يوفقه للسداد وكل من يريد لهذه الأمة الخير والسؤدد .
 
هلم يا شيخنا فلو طرحته قبل إتمامه لانتفع به الجميع ثم يكون تنقيحه بعد مرور الأعضاء عليه ، وأظن هذا أفضل لك ولنا
حفظك الله ونفعنا بك
 
أسأل الله أن يحقق أمنية هذا الشاب الطموح ، وأن ييسر له سبل النجاح ، فإن مثل هذه الأماني في مثل هذه المرحلة تدعو إلى السرور ، إذ إن تفكير شاب في مقتبل العمر بهذه الفكرة لهو خير كبير إن شاء الله ، فأسأل الله أن يجنبه العجب والرياء وأن يجنبه أهل التحطيم الذين لايرون في غيرهم إلا ما يرونه من أنفسهم من فتور الهمة ، والعجز عن الوصول إلى القمة .
وإني لابانتظار لطرح أبي عبد الله في هذا الجانب ، لكن من باب المشاركة في ذلك أقول :
أولاً : يحسن بمن يطلب علم التفسير أن يعتمد متنًا مختصرًا سهلاً يجعله له أصلاً يبني عليه ما بعده من قراءاته في التفسير أو الفوائد التي يراها في غيره مما هي منه .
ثانيًا : يحسن به ـ أيضًا ـ أن يختار كتابًا في غريب القرآن يجعله أصلاً له في هذا العلم ، ويضيف معاني الألفاظ على التفسير الذي اعتمده ـ إذا لم تكن في هذا التفسير ـ ليكون معه التفسير اللفظي والتفسير الجملي سواء .
ثالثًا : إن مما يلزم من نزول القرآن بلغة العرب أن يكون المفسر عارفًا بهذه اللغة . والحاجة إلى علومها على أقسام ، ومن أهمها هاهنا علم دلالة الألفاظ ؛ لذا لابدَّ من القراءة في معاجم اللغة ، وتتبع المفردات القرآنية فيها ، وجمع الشواهد لها ، ومن اخص الكتب التي يستفيد منها طالب علم التفسير كتاب ( مقاييس اللغة ) لابن فارس ، لأنه يدله على المعنى الكلي الذي تعود إلى الألفاظ المستخدمة في لغة العرب ، وهذا سيفيده كثيرًا في معرفة معاني المفردات .
رابعًا : من أهم ما يجب على طالب علم التفسير العناية بعلم السلف في التفسير ، ويكون ذلك من وجوه :
الوجه الأول : احترام أقوالهم ، والحرص على فقهها وتعلم ما فيها من دقيق العلم . وهذا لا يعني العصمة للواحد منهم ، كما يفهم بعض من يطلع على مثل هذه العبارة ، لكن الاستقراء دلَّ على أن لهم فقهًا وفهمًا أعمق وأعلى من فهم المتأخرين ، ومن لم يتربَّ على احترام قولهم فإنه لا يكاد يُعنى بأقوالهم فضلاً عن أن يتفهَّمها ويستفيد منها .
الوجه الثاني : معرفة أسباب الاختلاف بينهم .
الوجه الثالث : معرفة أنواع الاختلاف .
الوجه الرابع : معرفة طريقتهم في التعبير عن التفسير .
الوجه الخامس : معرفة القواعد التي يمكن الترجيح بها بين أقوالهم .
خامسًا : إن ترتيب المعلومات ذهنيًا أمر مهم جدًا ، والذي أريده في هذا المقام أن يميز طالب علم التفسير بين المعلومات المطروحة في كتب التفسير ، فليس كل ما طرحه المفسرون هو من علم التفسير ، ولا كل ما طرحوه هو مما يفيد القارئ على الدوام ، بل هناك الغث والسمين ؛ خصوصًا في كتب المتاخرين عن السلف .
وإن مما جعل علم التفسير صعبًا كثرة الزيادات عليه في كتب المتأخرين ، حتى زعم بعضهم أن من لم يعرف علم البلاغة فإنه لا يعد مفسرًا ، وشاهد خطأ هذا الزعم كتب التفسير من غابر الدهر ، إذ لا يدخل في شرطه إلا القليل من كتب التفسير ، وإنما الذي يحتاج علم البلاغة من أراد بيان إعجاز القرىن لا بيان معانيه .
ومما يلاحظ في بعض دروس التفسير التي طُرحت مكتوبة أو مسموعة أن مادة التفسير فيها غير واضحة ، بل يغلب عليها العناية بمسائل التفسير أكثر من العناية بصلب التفسير ، فترى الذي يفسر القرآن يشقق المسائل ، ويذهب به في كل وادٍ حتى يضيع المعنى المراد بالآية في خضم هذه المسائل المحشودة ، وإذا رحت تبحث عن المعنى من خلال هذا الحشد يكاد يخفى عليك .
وأقول : إن هذا المنهج ليس خطأً ، بل هو مطلوب مرغوب ، لكنه لا يصلح لتعليم التفسير ، بل هو من الدروس الموسوعية التي يستفيد منها من درج في طلب العلم ، لكن المؤسف أن بعض من يريد علم التفسير تراه يُعنى بمسائله ولا يُعنى بصلبه ، فلا يكاد يوصل المعنى إذا هو شرح للناس ، والحديث في هذه الملحوظة ذو شجون ، ولعل فيما سيطرحه الإخوة من أفكار ما يفيد أيضًا ، والحمد لله رب العالمين .
صبيحة 9 : 8 : 1428
 
ما شاء الله تبارك الله..
مطلب نبيل، وهمة قعساء...زاده الله توفيقا.

الإمامة في شيءٍ هي أن يقصدك الناس، ولا يقصد الناس إلا من يرونه أفضلهم، فهي بهذا قمة سامقة تحتاج إلى مزيد علم وعمل مع توفيق الله تبارك وتعالى، وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين.

أما إذا كان المراد هو مشاركة الروّاد، ومسايرة العارفين، والالتحاق بركب العلماء فحينئذ يختلف الحديث.

وقد أشار الشيخ مساعد -حفظه الله- إلى جملة مما تنال به هذه المنزلة، كما أن له في هذا الملتقى مشاركات في هذا الباب يفاد منها كثيرا.

ومن أحسن ما قرأت في هذا أيضا: رسالة كتبها الشيخ عصام العويّد بعنوان: (المراحل الثمان لطالب فهم القرآن)، حيث ذكر أن من أراد تفسير كتاب الله تعالى تفسيرا يتضح معه المعنى العظيم للآية فإنه يحتاج إلى تجاوز مراحل ثمانية:

"المرحلة الأولى : الوقوف على الآثار الواردة عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ثم الصحابة وأئمة التابعين في الآيات ، سواءً ما كان يتعلق بفضائل السور أو أسباب النزول أو التفسير .
المرحلة الثانية : إدراك المعنى اللغوي للكلمات الواردة في الآية ومقارنته بما جاء عن السلف ، ثم الجمع بينهما لتحديد المعنى الكامل والصَّحيح للكلمة نفسها .
المرحلة الثالثة : معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات .
المرحلة الرابعة : معرفة دلالة الجملة وما يتعلق بها . (كدلالة الجملة الاسمية والفعلية، وأثر التقديم والتأخير ونحو ذلك)
المرحلة الخامسة : فهم دلالة السِّياق . (السباق واللحاق)
المرحلة السادسة : الإحاطة بالمقصود العام للسورة .
المرحلة السابعة : جمع الآيات الأخرى التي تنزَّلت في الموضوع نفسه من القرآن كلِّه ، ليكتمل المعنى المراد للآية .
المرحلة الثامنة : العناية بتدوين أخبار وقَصص الأئمة سلفاً وخلفاً مع القرآن ، ثم الاستشهاد بها في محلِّها من التفسير . (وهذا مع عظيم فائدته إلا أنه من ملح التفسير لا من متينه) "

وقد قام الشيخ بشرح هذه المراحل وتبيينها والتمثيل عليها، وفيها فوائد جمّة ونصائح فريدة يُنصح بها.
 
لقد درّست التفسير مراراً في المرحلة المتوسطة والثانوية وأنا من المحبين جداً لتدريسه وقد استفدت من طرحكم ، لكن أعتبر أن لكل مفسر طريقة خاصة ، وهناك أسس يجتمعون فيها فمن لم يعرفها لن يكون يوماً مفسراً ، وفي ظني أنه ما ترك الأول للآخر شيئاً في هذا العلم فما على المتأخرين إلا البحث في كتب المتقدمين والاختيار من أقوالهم فحسب وهذا بحد ذاته شيء عظيم ، ومما يؤيد هذا الذي قلته أن التفسير يعتمد على القرآن نفسه والسنة النبوية وأقوال السلف من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ثم لغة العرب - وكم نحن بعيدون عنها- وقد سبقنا بما كتبه المتقدمون رحمهم الله.
لا يعني هذا أن يُغلق باب التفسير ؛ لكن ما هي إلا تأملات في كلام الله على وفق ما جاء عن المتقدمين جمعاًواختياراً
ونحو ذلك ، هذا ما أراه وقد يخالفني من هم أعلم مني .
لقد أفادنا الشيخ مساعد ، ونرجو من الشيخ عبد الرحمن أن يتحفنا بما لديه فنحن في شوق كبير لمعرفة حصيلة بحث مشايخنا المتخصصين وفقنا الله وإياهم ، واقترح أن يكون موضوعاً مستقلاً ويثبت.
 
"المرحلة الأولى : الوقوف على الآثار الواردة عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ثم الصحابة وأئمة التابعين في الآيات ، سواءً ما كان يتعلق بفضائل السور أو أسباب النزول أو التفسير .
المرحلة الثانية : إدراك المعنى اللغوي للكلمات الواردة في الآية ومقارنته بما جاء عن السلف ، ثم الجمع بينهما لتحديد المعنى الكامل والصَّحيح للكلمة نفسها .
المرحلة الثالثة : معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات .
المرحلة الرابعة : معرفة دلالة الجملة وما يتعلق بها . (كدلالة الجملة الاسمية والفعلية، وأثر التقديم والتأخير ونحو ذلك)
المرحلة الخامسة : فهم دلالة السِّياق . (السباق واللحاق)
المرحلة السادسة : الإحاطة بالمقصود العام للسورة .
المرحلة السابعة : جمع الآيات الأخرى التي تنزَّلت في الموضوع نفسه من القرآن كلِّه ، ليكتمل المعنى المراد للآية .
المرحلة الثامنة : العناية بتدوين أخبار وقَصص الأئمة سلفاً وخلفاً مع القرآن ، ثم الاستشهاد بها في محلِّها من التفسير . (وهذا مع عظيم فائدته إلا أنه من ملح التفسير لا من متينه) "

وقد قام الشيخ بشرح هذه المراحل وتبيينها والتمثيل عليها، وفيها فوائد جمّة ونصائح فريدة يُنصح بها.

كأنه قدم المرحلة الأولى وبعض الثانية وحقهما أن يتأخرا إلى ما بعد المرحلة الخامسة مثلا، فحق فهم كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على وجهه، أن يكون بعد تعلم اللغة العربية نفسها.
 
[frame="4 80"]
فحق فهم كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على وجهه، أن يكون بعد تعلم اللغة العربية نفسها
[/frame].
صدقت أخي د/ أنمار .
ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله :
"لا أوتى برجل يتكلم في كتاب الله تعالى غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالاً ".
وقال مجاهد رحمه الله :
" لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله تعالى إذا لم يكن عالماً بكلام العرب" .اهـ
والعجب ممن يتصدر لتفسير كتاب الله تعالى وهو لا يفرق بين الاستعارة والكناية والمجاز وغيرها من أساليب العرب ومناهجها في كلامها ؛فضلاً عن الالمام الواسع بالمفردات والتراكيب .
 
أشكر الأخوين الفاضلين د. أنمار و د. السالم على تعقيبهما وملحظهما المهم.

لكن الذي يُفهم من رسالة الشيخ أنه يقصد المراحل التي يتبعها من أراد تفسير القرآن وتفهّمه، ولا يقصد الطريقة والسلّم الذي يسلكه طالب العلم لبناء نفسه علمياً، ولا أدل على هذا من أنه إنما كتب هذه الرسالة للمتخصصين-كما أشار في المقدمة- وهم الذين يجدر بهم أنهم قد أصّلوا في العربية وغيرها من العلوم المساعدة، فهو يوجه الخطاب لهم ويبين لهم طريقة منهجية في تفسير القرآن الكريم، وقد أشرتُ لهذا في مشاركتي إذ قلت:

حيث ذكر أن من أراد تفسير كتاب الله تعالى تفسيرا يتضح معه المعنى العظيم للآية فإنه يحتاج إلى تجاوز مراحل ثمانية

لذا قد تكون هذه المراحل الثمان غير مناسبة لطلب الأخ صاحب المشاركة الأصلية، لكني قصدت من إيرادها الإشارة إلى أن تفسير القرآن لا يتوصل إلى درجة عالية فيه إلا بعد أن يكون عند الإنسان ملكة ومهارةعاليتين، وهذا ما يحتاج إلى بذل الغاية من الجهد في سلوك السبل الموصلة إلى هذه الغاية النبيلة، وهو ما نوصي به الأخ -وفقه وسدده-.
 
سمعت بعض علمائنا المعاصرين يقول :
العلم الوحيد الذي لا يحتاج فيه الى شيخ هو علم التفسير
لا اريد ان اتقدم بين يدي هذا العالم الفاضل
لكن اليس يقصد حفظه الله المعنى العام لللآية
أو الاطلاع العام
و فمن ارد الغوص في علم التفسير فلابد له من علوم موصلة اليه و لابد من شيخ على الاقل في هذه العلوم
أم اني جانب ت الصواب في فهم كلام هذا العالم
 
أشكر كل من شارك .. وأتمنى من أبي عبدالله أن يتحفنا بما في جعبته

وإني قد سمت همتي للكتابة في هذا لكثرة السائلين فكتبت ما يقارب الأربعين صفحة

وكان الشكر متأخر لأني كنت في سفر وكنت بعيدا عن جهازي وعن الإتصال بالشبكة العنكبوتية

لا حرمتم الأجر
 
يا شيخ عبد الرحمن كثر إلحاح المشاركين في هذا الموضوع عليك حتى تضع تصورك الذي أشرت إليه ومرت الأيام والشهور ومشاغلك تزداد وما عهدنا منك إلا تلبية طلب إخوانك
فجد يا ابن الكرام علينا بما عندك عسى أن يكون سببا في نضرة وجهك وغفران ذنبك
 
عودة
أعلى