إلى جنان الفردوس يا أبي الحبيب

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع نعيمان
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

نعيمان

New member
إنضم
31/12/2005
المشاركات
351
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
ملاحظة ابتدائيّة:عنوان القصيدة دعاء له بأن يكون من أهل جنان الفردوس؛ لا قطع له بها؛ وإنّي لأرجو الحنّان المنّان أن يكون من أهلها؛ لما نعلم عن حاله. والله أعلم بحاله ومآله.

كنت مسافراً بعيداً بعد زمان وبعد مكان عندما جاءني نعيك يا أبي ، في عاشوراء ، فطرت إليك مسرعاً وحنيني لك يكوي أعظمي أسابق الريح على متن طائرة كنت أحس الساعات قروناً طوالاً ، والثواني جمرات في دمي !
وقلبي يتمزق في داخلي ، ودمعي يتفجر من مآقي ، والدنيا مظلمة في عيني ، حتى وصلت إليك والناس قد صلوا عليك في المسجد ، ووضعوا جسدك المعطّر بانتظار قدومي لأصلي عليه في المقبرة ، ثم نضعك في أحشاء الأرض – ويح قلبي – فوقفت عليك أرثيك وأخاطبك ، وأشهد لك أمام الله تعالى شهادة الحق ، وأردت أن أكشف وجهك لأرى النور فيه - كما وصفه لي مغسلك ومن كان معه ، وأنك نائم مبتسم جسدك كالحرير - فلم أستطع ، فتركتك لأنشغل بقبلات الناس الحرى التي كانت تلفح وجهي ، ودموعهم تنساب من أعينهم ، فبدل أن يواسوني فيك واسيتهم ، وبدل أن يعزوني عزيتهم ! فأي قلب قاسٍ يملكه ابنك المسكين في أحشائه يا حبيبي ؟!!
وهاأنذا أهديك يا أبي وحبيبي بعد مماتك هذه النفثات الحرى ، ، وهيهات أن توفيك بعض حقك هيهات !!!! لكنها جاءت خربشات على غير هدى مني وترتيب ، عفو الخاطر فسامحني وأنت الشاعر المُجيد ، والأديب الرفيع ، والمربي الكبير !!!
يا ربّ إن والدي اليوم ضيفك ، وطالما أكرم ضيوفك على الدنيا ، فأكرم مثواه في الآخرة .

[poem=font="Simplified Arabic,6,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا ليلة العشر مـن مُحَـرّمِ الحُـرُمِ = زادت على غيرها في الفضل والشّمَمِ
موسى نجا من أذى فرعـون ليلتهـا = كما نجا نوح من طوفان ذي العَـرِمِ
وصام فيها رسولُ الله يـومَ رضـىً = فضلاً على منهـج اليهـود والعجـم
جاءت بهـا كربـلاء الـدّمِ معلنـةً = من مجرمين استباحوا حرمة الذمـمِ
وها علـى إثرهـا "جميـلُ" فاجأنـا = بفقـده صاعـداً فـي أمّـةِ القِمَـمِِ
أبٌ حبيبٌ بـه القلـوب قـد تُيّمـت = يا لهف نفسـي علـى أبنائـه اليُتّـمِ
لقد طواه الرّدى في روضةٍ عطرت = بيـن أحبتـه مـن أمّــة الخـيـمِ
وكم بكته عيـونُ القلـبِ مخضلّـة = حزناً ووجداً علـى حبيبهـا الهيّـمِ
وكم قلـوبٍ عليـه نزفـت حسـرةً = على الذي كان وصّالاً إلـى الرّحـمِ
يا ليلة العشرِ مـن محـرّمِ الحُـرُمِ = ابكِ على العاشـق المتيّـم الصائـمِ
القائـمِ الليـلَ ذكـراً شاكـراً ربّـه = وقارئـاً فـي كتـاب ربِّـه المنعـمِ
والمنفـقِ المـالَ إحسانـاً وتكرمـةً = من فجرِ عهد الصِّبا في دوحة الكرمِ
والقـارضِ الشّعـرَ يهدينـا بدائعَـه = والثغـرُ ينشِـده مـن قلبـه الكلـمِ
شِعْرٌ يفيضُ تقـىً وطاعـةً وهـدىً = يجلو لنا من دُجانـا حالـكَ الظُّلـمِ
شِعرٌ له في كتاب الشّـوقِ أجنحـةٌ = لأرضِ أهلٍ دهتها قبضـةُ المجـرمِ
مستنهضاً هممَ الأبطـالِ فـي أمّـةٍ = كانت زمانَ العلى من خيـرة الأمـمِ
وهو المربّي لجيلٍ طـاب مَغْرِسُـهُ = ثقافة طـاب فيهـا مغـرسُ الأنْعُـمِ
شمائـلٌ حلـوةٌ مـكـارمٌ جـمّـةٌ = جـوارحٌ عَفَّـةٌ زَكَـتْ مِـنَ القِـدمِ
جموعُ أهلِ العُـلا جـاءت معزّيـةً = بموتِ شيـخٍ شريـفٍ طاهـرٍ عَلَـمِ
جـاءت تسابـقُ أشواقـاً مؤجَّجـةً = ترجو بها رؤيةَ البَدْرِ الذي قد رُمـي
يا والدي لو رأيـتَ اليـوم جمعَهـم = معزيـاً فلـذاتِ الكَبِـدِ المُـضْـرَمِ
لأثلجَ الصّدرَ حُسْنُ سيرةٍ قد مَضَـتْ = لوالـدٍ فـاضـلٍ مُـقَـدَّرٍ مُـكْـرَمِ
العينُ تدمعُ ، والقلبُ بكـى حسـرةً = والنّفسُ ترجو لك الفلاحَ في الموسمِ
أمّاه صبراً على موت الحبيـبِ فقـد = عَـلا هنـاك علـوَّ البَـدْرِ بالأنجُـمِ
بين جهادٍ وتعذيبٍ وسجـنٍ مَضَـتْ = منه ثلاثـونَ عامـاً تستحـلّ دمـي
فعاشَ بين شعابِ الصّبـرِ مُحتسبـاً = وصابراً مثلَ أيوبِ النبـيِّ المُكْـرَمِ
أَنْعِـمْ بزوجَتِـهِ بِــرّاً وتضحـيـةً = تحنو عليه حنـوَّ العاشـقِ المُغْـرَمِ
وأختُه تُطلِقُ الصَّبْرَ الجميلَ رضـىً = تُرضي بهِ قَدَراً أسمـى مـن النّـدمِ
فقد توارى "جميلٌ" ، "أحمدٌ" ، ولهـا = "مُحمَّدٌ" ، في رياضِ النورِ لا الظُّلَـمِ
هذا "جميلٌ" ، ونِعمَ الشّيخُ ، يَفجَعُنـا = به الزّمـانُ إذا امتـدّتْ يَـدُ العَـدَمِ
يا والــدي كم همومٍ كُنتَ تَحْمِلُهـا = عنّا ، وكنـتَ لنـا خيـرَ أبٍ قيِّـمِ
يا والدي سوفَ أبكيكَ الزّمانَ ، وكم = حُبّي لعينيكَ يَسْري في حنايـا دمـي
يا والـدي ذِكْـرُكَ الفـوّاحُ يأسِرُنـا = بمـا لأنْعُمِـهِ مـن طاعـةِ المُنْعِـمِ
أرجو الإلهَ بأنْ يرعاكَ فـي رحمـةٍ = تحنو على والـدي المُكَـرَّمِ المسلـمِ
يا ربّ أدْخِلْهُ جنّاتِ الخلــودِ ولا = تحْرِمْهُ من حُورِها ، والخيْرِ والأنْعُمِ
أعِذْهُ من حَـرِّ نيـرانِ القبـورِ ولا = تحْرِمْهُ من عفوِ ذي منٍّ وذي كَـرَمِ
ثُمَّ الصّلاةُ على خيْـرِ الأنـامِ فقـد = أهـدى لنـا سُنّـةً وضّـاءَةَ النُّظُـمِ[/poem]

توفّي الوالد الحبيب فجر السّبت :10/المحرّم/1426هـ- الموافق 19/2/2005م
وما يزال محفوراً في القلب وفي الذّاكرة، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون أن أراه في منامي رحمه الله تعالى.
ومن باب البرّ بالوالد الحبيب أنشرها هنا في هذا الملتقى المبارك. ولست أطلب تعقيباً عليها؛ ومن عقّب فله جزاءً الحسنى؛ إنّما نتذكّر بها أحبابنا الّذين نفقدهم فإنّ الشّجى يبعث الشّجى، وكلّه قبر والدي. مع الاعتذار لمتمّم بن نويرة -رحمه الله تعالى-
ورحم الله من فقدنا من أحبّائنا جميعاً.
 
[align=center]أخي نعيمان
نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يوسع مدخله وأن يخلفكم بصبركم واحتسابكم خير الجزاء
كما نسأله عز وجل أن يرحم أمواتنا وجميع أموات المسلمين
[/align]
 
أعظم الله أجركم، وجبر مصابكم، وغفر لميتكم، وأخلفكم خيرا.

[ وإنّي لأرجو الحنّان .
(الحنان) ليس من أسماء الله الحسنى، وأنكره شيخ الإسلام، والشيخ ابن عثيمين، وقال الألباني عن حديث(يمكث رجل في النار فينادي ألف عام: يا حنان يا منان ) ضعيف جدا، الضعيفة(1249) فتاوى ابن عثيمين(1/48)
 
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ..
 
اللهمّ آمين، واستجاب الله أدعيتكم، وجزاكم خيرا،ً وبارك فيكم جميعاً الأساتذة الأكارم: طارق عبد الله، وقطرة مسك، والهياج.

وبورك فيك يا أخت قطرة مسك، وما غابت عنّي هذه الصّفة: الحنّان.
والحديث الذي أوردته ضعيف كما نقلت؛ لكن لا يعني تضعيف هذا السّند بذاته تضعيف لما ورد فيه. وأقصى ما يمكن أن يقال في هذه الصّفة الفعليّة الخبريّة بعد الرّجوع إلى أقوال أهل العلم: إنّ فيها نظراً.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى ثبوتها كتاباً وسنّة.
قال تعالى: ((يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيَّاً وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيَّاً)) [مريم: 12-13]
 
رحم الله والدكم وأسكنه فسيح جناته إنه جواد كريم
 
قراءة في القصيدة :

لبعض القصائد جاذبية تشدك إليك شدا ، تكلمك بلغتها ، وتقول لك : اقرأني ..
لا تذهب بعيدا ، فأنت بحاجة إلي .
وقصيدة الحبيب نعيمان من هذا النوع ..

منذ مطلع القصيدة يشعر القارئ بأنه أمام شاعر مبدع ، مالكٍ لأدوات الشعر ، يذهلك منذ الكلمة الأولى ، فإذا ما ولجت إلى رواقه ، دلف بك من فكرة إلى أخرى ، ومن صورة إلى أخرى ، ومن مشهد إلى آخر ، في تسلسل محكم ، دون أن يبدو عليه التعب ، أو تخذله الكلمات ، وتتركه حائرا تائها جادا في مطاردتها . نفس شعري متدفق لا يفتر ولا يتأرجح ، لازم الشاعر في رحلة الحزن من البداية إلى النهاية .

منذ البداية تشعر أنك أمام شاعر من العصور الأولى ، حيث كان الشعر في عنفوانه ، قويا جزلا ، لا تكلف فيه ولا إسفاف ، متدثرا بالصدق والعواطف والمعاناة والأحاسيس المرهفة ، والمشاعر الرقيقة . أترى هو الحزن الكبير الذي وقف وراء هذا الإبداع ؟ أم هي الموهبة ؟ أم هو الصدق والتجربة ؟ أم أنه كل ذلك ؟
لا شك أن مصاب الشاعر كبير ،وحب الشاعر للأب الفقيد الذي ملأ عليه جوانحه ، قد ساهم في إنتاج هذه المرثية الرائعة ، ولا أبالغ إن جعلتها من بين روائع ما قيل في هذا الفن الشعري ، وأصحابه قليلون . والقصيدة – كما هو واضح – من البحر البسيط ، تعيدك إلى فخامة الشعر وأصالته ، في زمن فقد الشعر أجمل ما فيه ، وبات كلاما كأي كلام .

ولعل ما يجعل من هذه القصيدة ، مثالا سليما للشعر الإسلامي الملتزم ، ما تزخر به من المعاني الإسلامية الجليلة ، والمواقف النبيلة . فلا يكاد بيت من أبياتها يخلو من صورة نبيلة للمجتمع المسلم ،الذي يسوده الإخاء والتعاون والمحبة والتكافل ، وهو ما يتجلى في مشهد العزاء ،والمشاركة في مؤاساة أهل المصاب ، ابتداء من الصلاة عليه ، وحتى لحظة مواراته التراب .
هذه السمة تلاحظ من البيت الأول ..

لقد شاءت الأقدار أن تكون ليلة العاشر من محرم ، التاريخ الذي فقد الشاعر فيه أباه ،ليلة لها في ذاكرته ما لها ، حيث أعادت إليه ذكرى أحداث جسام عظيمة ، وها هي تشهد حدثا جسيما آخر، حفرته بقوة في الذاكرة فما عاد نسيانه ممكنا . هذا الحدث هو الفجيعة بفقد الأب .
هكذا بدأ الشاعر مرثيته ، خمسة أبيات رائعة ، أرّخت لوفاة الأب ،بيوم ليس يُنسى . وقد أحسن الشاعر استغلاله هذا التاريخ ، حينما ابتدأ القصيدة به ، فصاغه بلغة شعرية مؤثرة ، تشعرك بالحدث الكبير ، وفداحة الخطب ، والمصاب الجلل .

وفي أربعة أبيات أخرى ، نقل للقارئ مشهدا حيّا عما جرى في البيت الذي ودعّ الفقيد إلى غير رجعة ،فالعيون باكية ، والقلوب نازفة ، والإحساس المؤلم بالغياب قد طغى في المكان ، كما على الملامح وفي العيون .
وفي البيت الخامس يصعد الشاعر نعيمان بقصيدته إلى القمة ، حيث يدعو ليلة العشر من محرم إلى البكاء على فقيدها هي أيضا :
يا ليلة العشر من محرم الحرم
ابكي على العاشق المتيم الصائم
( ورد اللفظ في القصيدة : ابك ، ولعله خطا طباعة ، والصواب : ابكي )
ويبدع الشاعر حينما يجعل من ذلك البيت مدخلا للحديث عن مناقب الميت ، حيث ينتقل بالقارئ بهدوء وخفة ، إلى مشهد آخر مليء بالصور والذكريات التي تتحدث عن الفقيد ،فهو من القائمين الليل ، والشاكرين ، والذاكرين ، والمتصدقين ، والصائمين ،والمنفقين ، والراكعين الساجدين ، الذين نشأوا على طاعة الله . وهل هناك ما هو أجل وأسمى وأحسن ؟
لكأني بالشاعر مازال يخاطب ليلة العشر من محرم ، فيعددّ لها مناقب الرجل الذي فقدته ، ويبرر لها دعوته بأن تبكي عليه ، وتحزن .

وفي أربعة أبيات أخرى، يتوقف الشاعر عند محطة من حياة الفقيد ، فقد كان شاعرا مجيدا،ملتزما، يعيش آلام الأمة وآمالها ، وينبض شعره بهمومها وقضاياها ، به يستنهض الهمم والعزائم ، ويحارب الظلم ،ويهدي إلى الخير والتصويب ؛ ولعل هذا الالتزام الديني هو ما أدى إلى ضياع سنين عديدة من حياة الفقيد في السجن ، كما أفصح عن ذلك في قوله ( بين جهاد وتعذيب وسجن مضت ) .
وبعد ذلك يتوقف عند محطة أخرى ، فقد كان الفقيد مربيا فاضلا ، أحسن تربية أبنائه فشبوا على ما كان عليه الأب من الشمائل ومكارم الأخلاق ، وكان ذلك هو منهجه خارج البيت في تربية جيل من الشباب المسلم ،وغرس قيم الخير والفضيلة في نفوسهم .

وبعد كل هذا ، ما العجب أن تحتشد هذه الجموع مودعة ومعزية ومؤاسية بالفقيد الكبير ؟
مشهد آخر ينقله الشاعر لنا ، مشهد الوداع ،والجماهير التي خرجت مودعة فقيدها الراحل ،تريد أن يكون لها نصيب في عزاء أبناء الفقيد ، ولتكون شاهدة على سيرته العطرة ، وحياته الحافلة بأطيب الأعمال .
ومن مشهد الجموع والوقوف عند قبر الميت ،وعودة المعزين إلى أعمالهم ، ينقلنا الشاعر إلى بيت الفقيد ، حيث يتولى بنفسه عزاء الأم المفجوعة بزوجها ، فيدعوها إلى الصبر ،والرضى بقضاء الله ، ويذكرها بابنيها أحمد ومحمد ، ففيهما ستجد العون والأمان .

ويختم الشاعر مرثيته، بالبوح عما تركه الفقيد في نفسه من الحزن الذي لن يفارقه أبدا،بل ويذهب إلى أن القبور كلها قد أصبحت لديه قبر أبيه ، وكلها تبعث الشجى في نفسه ، وتذكره بالوالد الحبيب ، وهو في ذلك يشير إلى حالة الشاعر المسلم " متمم بن نويرة " الذي أوقف كل شعره على رثاء أخيه مالك ، وفي ذلك يقول :
فقلت لهم إن الشجى يبعث على الشجى
دعوني فهذا كله قبر مالك
وبعد ، يدعو له بالرحمة ، وجنات الخلد . ويحمد الله على نعمة الإسلام ، ويجعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم آخر كلامه .

أخي الحبيب نعيمان ،
هل فات الأوان على قبول التعازي ؟ لا أظن ذلك ، فإذا كانت القبور كلها قبر والدك ،وكل منها يعيدك إلى الحزن والوجع ، وموقف الوداع المحفور في القلب والذاكرة .. فالأوان لم يفت بعد ، أرجو أن تتقبل عزائي بالوالد العظيم ، لقد جعلتنا نحبه ونبكيه رغم أن عيوننا لم تكتحل برؤيته . نسأل الله أن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء .
 
يا ليلة العشرِ مـن محـرّمِ الحُـرُمِابكِ على العاشـق المتيّـم الصائـمِ​
القائمِ الليـلَ ذكـراً شاكـراً ربّـهوقارئـاً فـي كتـاب ربِّـه المنعـمِ​
والمنفـقِ المـالَ إحسانـاً وتكرمـةًمن فجرِ عهد الصِّبا في دوحة الكرمِ​

ويبدع الأبن حينما يجعل من ذلك البيت مدخلا للحديث عن مناقب الميت ، حيث ينتقل بالقارئ بهدوء وخفة ، إلى مشهد آخر مليء بالصور والذكريات التي تتحدث عن الفقيد ،فهو من القائمين الليل ، والشاكرين ، والذاكرين ، والمتصدقين ، والصائمين ،والمنفقين ، والراكعين الساجدين ، الذين نشأوا على طاعة الله . وهل هناك ما هو أجل وأسمى وأحسن


وحق للدنيا أن تبكي بما فيها لفقد رجل صالح لكن عزاؤنا بأن الدنيا دار ممر وليست للخلود وإنما الخلود بأذن الله في جنة الفردوس
 
رحم الله والدكم وأسكنه فسيح جناته إنه جواد كريم
اللهمّ آمين
وشكر الله لكم تعزيتكم فضيلة الدّكتور إلياس ورحم أمواتنا جميعاً وغفر لهم، وأكرم نزلهم، وآنس وحشتهم، ونوّر تربتهم، وجعلها روضة من رياض الجنّة، وأعلى منزلتهم في الآخرة. وألحقنا بهم في الصّالحين.
 
يا ليلة العشرِ مـن محـرّمِ الحُـرُمِ * ابكي على العاشـق المتيّـم الصائـمِ​

القائمِ الليـلَ ذكـراً شاكـراً ربّـه * وقارئـاً فـي كتـاب ربِّـه المنعـمِ
والمنفـقِ المـالَ إحسانـاً وتكرمـةً * من فجرِ عهد الصِّبا في دوحة الكرمِ

ويبدع الأبن حينما يجعل من ذلك البيت مدخلا للحديث عن مناقب الميت ، حيث ينتقل بالقارئ بهدوء وخفة ، إلى مشهد آخر مليء بالصور والذكريات التي تتحدث عن الفقيد ،فهو من القائمين الليل ، والشاكرين ، والذاكرين ، والمتصدقين ، والصائمين ،والمنفقين ، والراكعين الساجدين ، الذين نشأوا على طاعة الله . وهل هناك ما هو أجل وأسمى وأحسن


وحق للدنيا أن تبكي بما فيها لفقد رجل صالح لكن عزاؤنا بأن الدنيا دار ممر وليست للخلود وإنما الخلود بأذن الله في جنة الفردوس
صدقت يا أختاه، وجعل الله تعالى الفردوس مأوانا جميعاً ومأواه، وأحسن إليك، وحقّق لك أمنياتك في رضاه.
 
ولو كانت متأخرة أخي الحبيب نعيمان ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا:
إن لله ما أخذ ولله ما أعطى فاصبر واحتسب
ووالله إن حسرة موت والدتي ما زال يوجع قلبي ويصدعه رغم مرور سنتين على وفاتها يرحمها الله تعالى . وعظم الله أجر الجميع
 
أخي الحبيب نعيمان ،
هل فات الأوان على قبول التعازي ؟ لا أظن ذلك ، فإذا كانت القبور كلها قبر والدك ،وكل منها يعيدك إلى الحزن والوجع ، وموقف الوداع المحفور في القلب والذاكرة .. فالأوان لم يفت بعد ، أرجو أن تتقبل عزائي بالوالد العظيم ، لقد جعلتنا نحبه ونبكيه رغم أن عيوننا لم تكتحل برؤيته . نسأل الله أن يكون مع النبيين والصديقين والشهداء .
أخي الحبيب عبد الله
كلّما جاء موعد ليلة عاشوراء تراسلت مع إخوتي الأحبّة جميعاً (التّسعة) نتذاكر الوالد الحبيب ونتواصى بالدّعاء له.
وهل نسيناه؟! معاذ الله.
فإنّ الله تعالى أكرمنا إضافة إلى كثرة نعمه علينا برؤانا إيّاه في مناماتنا الّتي لا تنقطع.
وكذا لا يلتقينا أحد إلا عزّانا به قائلاً: رحم الله أباكم كان وكان وكان. والتّعزية به يا حبيبنا أبا محمّد كلّ حين فلا عليك.
ولقد قلت له ذات مرّة يا أبت الحبيب؛ قد كتبتَ في ألوان الشّعر جميعها، وكتبت في شخصيّات تاريخيّة؛ تنشر أريجها وتنثر عبقها، واختيرت لك قصيدة من أجمل 100 قصيدة في القرن؛ فَلِمَ لَمْ تكتب عن كربلاء الأليمة؟
قال يا ولدي: والله ما قرأت قصّتها إلا بكيت بدل الدّمع دماً. وأظلّ أئنّ حزناً وألماً حتّى يرأف الله تعالى بحالي فأسلو -قد كان والله أسيفاً حزيناً أليماً رحمه الله رحمة واسعة- فلا يطاوعني القلم، ولا تطيقه النّفس، فأفرّ منها إليه سبحانه ليثبّت قلبي.
ففاجأني ذات صباح جميل كاسمه العطر الجميل برسالة تتهادى عبر البريد؛ فإذا بها قصيدة شعريّة رثائيّة حزينة بعنوان: (سبط الرّسول)
في اثنين وأربعين بيتاً؛ قال في آخرها:
[poem=font=",6,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
قلبي تقطّع من حُزْنٍ ومن حُرقٍ = من كربلاء ومن قتلٍ ومن حَرَبِ
يا قلب فابك دماً في حرقة وأسىً = يا عين جودي بدمعٍ منك منسكبِ
على الحسين وأصحابٍ له قُتلوا = في كربلاء على أيدي بني لهبِ
ويا شهيداً على الأيّام نذكره = عش حول جدّك عن قُربٍ وعن كَثَبِ
[/poem]
ثمّ يا أخاه كلّما مررت على قصيدتي هذه، وقرأتُ تعليقك عليها بكيت وأبكيت، فلم أستطع التّعقيب على تعقيبك إلا الآن.
وحاولت يوم عاشوراء أن أكتب فلم أستطع، والقلم قد كسرته هنا منذ فترة حتّى يأذن الله لي أو يحكم لي وهو خير الحاكمين.
رحمك الله تعالى يا أبتاه وعظّم الله أجركم يا إخواتاه، وألحقنا به وبأحبّائنا في الصّالحين بغير حساب، وبرفقة حبيبنا وجدّنا صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم.
شكراً لك أخي الحبيب أبا محمّد؛ عدد ورود الأرض، ونجوم السّماء، وتسبيحات الخلائق.
سبحانك اللهمّ وبحمدك .. أشهد ألا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك ..
 
ولو كانت متأخرة أخي الحبيب نعيمان ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا:
إن لله ما أخذ ولله ما أعطى فاصبر واحتسب
ووالله إن حسرة موت والدتي ما زال يوجع قلبي ويصدعه رغم مرور سنتين على وفاتها يرحمها الله تعالى . وعظم الله أجر الجميع
لا تأخير الحبيب أبا أنس! فوقت التّعزية عند ذكرها ومعرفتها.
وأصبتَ فيما ذكرتَ؛ فمن يحبّ والديه حبّاً ذاتيّاً يتألّم لفراقهما ألماً لا يُطاق ولا يُنسى؛ بخلاف الحبّ الواجب فهو أشبه بحُبّ المُكرَه.
رضي الله عنك وأرضاك وأنعم عليك ببرّ أولادك جميعاً وحبّهم الحبّ الذّاتيّ والواجب كليهما.​
 
نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يوسع مدخله وأن يخلفكم بصبركم واحتسابكم خير الجزاء
كما نسأله عز وجل أن يرحم أمواتنا وجميع أموات المسلمين
 
رطب الله قلوبا ثكلى تئنّ لفقد أيّ حبيب ...
رطب الله قلوبا لم يزل جُرحها نازفا رغم سرعة تعاقب الأيام العجيب ...
رطب الله قلوب عباده المُبتلين , إنه سميع قريب مجيب .
 
رحم الله والدكم أخي الفاضل نعيمان ووالدي وموتى المسلمين جميعًا وجمعنا بهم في مستقر رحمته ووزفقنا للبر بهم أحياء وأمواتًا. لقد نكأت جراحًا كانت تحاول يائسة أن تندمل!
 
رحم الله تعالى أباك أخي نعيمان , وجعل خير خلف له.
ومشاعرك في قصيدتك الأليمة تنبض بالألم والمرارة , ولا عجب فهكذا هما الوالدان لا تكاد تُعلمُ مرارةٌ تضاهي مرارة فقدهما في الوقْـع والتأثير.
نسأل الله أن يبلغ أباك من الرحمة ما لا يخطر لك ولا له ببال , وينزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين , وجميع موتانا وموتى المسلمين.
 
نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يوسع مدخله وأن يخلفكم بصبركم واحتسابكم خير الجزاء
كما نسأله عز وجل أن يرحم أمواتنا وجميع أموات المسلمين

رطب الله قلوبا ثكلى تئنّ لفقد أيّ حبيب ...
رطب الله قلوبا لم يزل جُرحها نازفا رغم سرعة تعاقب الأيام العجيب ...
رطب الله قلوب عباده المُبتلين , إنه سميع قريب مجيب .

رحم الله والدكم أخي الفاضل نعيمان ووالدي وموتى المسلمين جميعًا وجمعنا بهم في مستقر رحمته ووزفقنا للبر بهم أحياء وأمواتًا. لقد نكأت جراحًا كانت تحاول يائسة أن تندمل!

رحم الله تعالى أباك أخي نعيمان , وجعل خير خلف له.
ومشاعرك في قصيدتك الأليمة تنبض بالألم والمرارة , ولا عجب فهكذا هما الوالدان لا تكاد تُعلمُ مرارةٌ تضاهي مرارة فقدهما في الوقْـع والتأثير.
نسأل الله أن يبلغ أباك من الرحمة ما لا يخطر لك ولا له ببال , وينزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين , وجميع موتانا وموتى المسلمين.
اللهمّ آمين آمين آمين.
قد عزّيتم فأحسنتم العزاء.
رضي الله عنكم وأرضاكم.​
 
عودة
أعلى