إلى المختصين في التجويد .. إشكال في حديث أنس رضي الله عنه

عمر المقبل

New member
إنضم
06/07/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
إلى المختصين في التجويد .. إشكال في حديث أنس رضي الله عنه
روى البخاري في صحيحه في كتاب فضائل القرآن باب مد القراءة من طريق قتادة قال : سئل أنس كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كانت مداً ، ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم ، يمد ببسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم.

والإشكال الذي حصل عندي :

ما مراده بمد لفظ الجلالة ؟
وكيف يمكن مدّ (الرحمن) ؟ فإن القراءة المتصلة بكلمة (الرحمن ) مع (الرحيم) تقتضي أن يكون المدّ طبيعياً ، والقول بأن مرادَ أنسٍ رضي الله عنه هو الحديث عن المد الطبيعي تحصيل حاصل ، وإن كان المراد مداً زائداً عن الطبيعي فهذا موضع الإشكال عندي ، فمن يحرره ؟!
لأنه إن صح التوجيه بأن هذه زيادة عن المد الطبيعي ،صار ذلك حجةً للذين يزيدون في المدّ أحياناً تأثراً وتفاعلاً مع الآيات ..
 
جزاك الله خيراً .
فقد كنت أتأمل هذا الحديث قبل ليالٍ ، وتوقفت عند ما توقفتم عنده ، ولم أتوقف عند مسألة مد بعض القراء في القراءة كثيراً لحسم موضوع القراءة والتجويد وظهور هذه المسألة ، غير أني ذهبت أجمع بينه وبين موضوع التنغيم والتطريب في الأذان وجوازه من عدمه ، والمقصود بالترسل فيه . وهل يمكن القول بأن المد في بسم الله من هذا القبيل ، من قبيل إطالة الصوت بها وبالرحمن خاصة ، لأن المد في الرحيم مد عارض لا إشكال فيه . وكان هناك نقاش حول هذا سابقاً في موضوع تجده هنا .
وبدا لي أن المد الذي يعنيه أنس ليس المد الزائد على الطبيعي الذي يقيسه أهل التجويد بالحركات الاصطلاحية ، وإنما هو القراءة ببطء يشعر السامع لها كأنها مد للكلام ، كما في قراءة كثير من القراء المصريين كعبدالباسط وغيره . وهي ليست إلا المرور بالحركة البطيئة على الحروف . وتقدير مثل هذا المد الذي ذكره أنس رضي الله عنه في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فيه مجال واسع للاختلاف لعدم تحديده في الرواية . وهو موضوع جدير النقاش وفقكم الله وبارك فيكم ، ولعله يظهر من تعقيبات الإخوة ما يفتح لنا باباً من العلم في هذا الموضوع إن شاء الله.
 
ملحظ هام

ملحظ هام

كنت قبلا أربط بين معنى المد هنا وبين الترجيع الوارد في الحديث الذي يليه في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن مغفل ، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الفتح قراءة لينة يقرأ وهو يرجّع .
ولما تأملت شروح حديث أنس استوقفتني رواية سردها ابن حجر في شرحه ، ونصها : ( ويمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم ...) فأردت عقد صلة بين المعنى المراد من المد وبين الروايتين : يمد ببسم الله ، ويمد بسم الله ولا أزال أراها ذات صلة بالترجيع ، وهذا يؤيد وجهة نظر أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري وتنظيره بقراءة القارئ عبد الباسط عبد الصمد - رحمه الله - وللحديث بقية إن شاء الله عسى الله أن يفتح بابا للفهم وبه الالاستعانة ومنه العون .
 
لو سمعتم بعض المذيعين في الإذاعة المصرية على سبيل المثال لا على سبيل الحصر لأدركتم معنى الحديث، فهذا البعض ممن ليس له حظ وافر في علم التجويد ولم يتلق القرآن على أيدي القراء المتقنين في مصر حرسها الله من كل سوء قد يفتتح حديثه بالبسملة، ولسمعت بعضهم يقرأ البسملة كالتالي

بسم الَهِ الرحمَنِ الرحيم.

فتسمعه يخطف الألفات في لفظ الجلالة ولفظ الرحمن خطفا حتى كأنك تظنها فتحة فقط وليست ممدودة المد الطبيعي الذي ألفته الأذن العربية.

وهذه لهجة محلية توجد اليوم في بعض مناطق من الدول العربية ويبدو أنها كانت كذلك في الجزيرة العربية فأراد سيدنا أنس رضي الله عنه أن ينفي هذه اللهجة القبيحة عن أن تنسب لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال كانت عامة قراءته المد يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم

والراوي عنه أقصد قتادة قال بلغنا أن عامة قراءة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت المد.

هذا ظاهر الحديث عندي، وسمعت الشيخ أيمن سويد بعد ذلك يقول كلاما قريبا منه حفظه الله تعالى.

ويفتقر لتعضيد عن أحد الباحثيين في اللهجات العربية القديمة فصيحها وقبيحها.
 
سئل الشيخ إبراهيم الأخضر بحضرتي هذا السؤال,فأجاب بقريب من جواب الدكتور/أنمار , وقال إن المراد بالمد في الحديث هو المد الطبيعي...
 
أثاب الله الجميع خيراً ،وبانتظار المزيد ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم المقبل:
تجد في حديث أنس إشارة إلى المد في الله والرحمن والرحيم.
ألا تفهم معي أن المقصود إطالة الصوت بحرف المد(بمقدار حركتين) في الألف في الله والرحمن،والياء في الرحيم.
ثم إن الزيادة لوقصدها الحديث لكانت من الروايات التي جاءت بعد نزول الأحرف السبعة،وبقاء جزء منها ألا وهو القراءات،والقراءات العشر المتواترة خاصة.
أرجوا أن تراجع كتابا قريبا منك في التجويد لتجد أن المد يطلق على الطبيعي أولا، ولايختلف في ذلك اثنان مثاله قال،يقول قيل،لايمكن لأي أحد أن يقصرهذه الحروف الثلاثة في هذه الأمثلة،وإلا فطن له الناس حتى العامة،وعلموا خطأه.
أرجوا أن يكون قد زال عنك هذا الإشكال.
 
ألم يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال : { ورتّل القرآن ترتيلا} (سورة المزمل ، آية رقم : 4)
وكذلك كانت قراءته صلى الله عليه وسلم...وقد ورد في الحديث الصحيح الذي روته أم المؤمنين حفصة - رضي الله عنها - أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان : ( يقرأ بالسورة فيرتّلها ، حتى تكون أطول من أطول منها ) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب جواز النفل قائما وقاعدا وفعل بعض الركعة قائما وبعضها قاعدا.
ولعل حديث أنس فيه تأكيد على أن قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت قراءة متأنية مترسلة...لأنّ ذلك أدعى إلى الفهم والتدبر.
والمقصود من المد هنا هو إعطاء هذه الحروف حقها من المد كلٌ بمقداره المطلوب من غير إفراط ولا تفريط.
قال أبو عمرو الداني معلقا على هذا الحديث " أعني حديث أنس - رضي الله عنه - " ( التحديد ، ص 78) :
" وهذا حديث مخرج من الصحيح ، وهو أصل في تحقيق القراءة ، وتجويد الألفاظ ، وإخراج الحروف من مواضعها ، والنطق بها على مراتبها ، وإيفائها صيغتها ، وكل حق هو لها ، من تلخيص وتبيين ومد وتمكين وإطباق وتفش وصفير وغنة وتكرير واستطالة وغير ذلك ، على مقدار الصيغة وطبع الخلقة ، من غير زيادة ولا نقصان " اهـ

والله أعلم.
 
أمين الشنقيطي قال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم المقبل:
تجد في حديث أنس إشارة إلى المد في الله والرحمن والرحيم.
ألا تفهم معي أن المقصود إطالة الصوت بحرف المد(بمقدار حركتين) في الألف في الله والرحمن،والياء في الرحيم.
ثم إن الزيادة لوقصدها الحديث لكانت من الروايات التي جاءت بعد نزول الأحرف السبعة،وبقاء جزء منها ألا وهو القراءات،والقراءات العشر المتواترة خاصة.
أرجوا أن تراجع كتابا قريبا منك في التجويد لتجد أن المد يطلق على الطبيعي أولا، ولايختلف في ذلك اثنان مثاله قال،يقول قيل،لايمكن لأي أحد أن يقصرهذه الحروف الثلاثة في هذه الأمثلة،وإلا فطن له الناس حتى العامة،وعلموا خطأه.
أرجوا أن يكون قد زال عنك هذا الإشكال.

الشيخ الكريم لقائل أن يقول: ( الحديث صريح في إطالة المد لا إطالة الصوت ) ..

ولقائل أن يقول: ( ألا يمكن تخريج هذا الحديث على مد الرحمن كالرحيم وقصرها في هذا الموطن من القرآن لصراحة الحديث، وتبقى أصول المد على ما تلقته الأمة بالسماع ووضعه علماء التجويد؟) .
 
بارك الله فيكم
أبو إبراهيم الحائلي قال:
الشيخ الكريم لقائل أن يقول: ( الحديث صريح في إطالة المد لا إطالة الصوت ) ..
لا فرق إذ المراد إطالة الصوت بحرف المد .

أبو إبراهيم الحائلي قال:
ولقائل أن يقول: ( ألا يمكن تخريج هذا الحديث على مد الرحمن كالرحيم وقصرها في هذا الموطن من القرآن لصراحة الحديث، وتبقى أصول المد على ما تلقته الأمة بالسماع ووضعه علماء التجويد؟) .
هذا الحديث كما ترى اختلف في المراد منه ، والقراءة توقيفية فإذا لم ترد زيادة مدها في أسانيد القراءة فلا تمد .

والله أعلم .

وكلام الدكتور عبد الرحمن وجيه جدا ، وكان أورده أحد الفضلاء على موضوعي في غلط المؤذنين فأجبته :

وأما الحديث الذي تفضلت بذكره فلا بد من معرفة معنى المد الذي أراده الصحابي ، ولا يمكن أن يكون خلاف ما عمل بها القراء الذين رووا القراءة عنه .


والله أعلم .
 
عبدالرحمن الشهري قال:
وبدا لي أن المد الذي يعنيه أنس ليس المد الزائد على الطبيعي الذي يقيسه أهل التجويد بالحركات الاصطلاحية ، وإنما هو القراءة ببطء يشعر السامع لها كأنها مد للكلام ، كما في قراءة كثير من القراء المصريين كعبدالباسط وغيره . وهي ليست إلا المرور بالحركة البطيئة على الحروف .
.

والراجح في تقدير المد بالحركات هو ليس حركات الإصبع حتى تكون ثابتة لكل الناس، بل هو حركات قراءتك أنت حسب سرعتها.

فمثلا قد تكون الحركتان للطبيعي عند شخص يقرأ بالتحقيق تساوي أربع عند من يقرأ بالحدر.

فالحركات إذن لا ينبغي ربط تقديرها بمقياس خارجي ثابت أو بأجزاء من الثانية مثلا، بل هو مقياس مرن يتغير طولا وقصرا على حسب سرعة القراءة نفسها.

فمد الألف من الضالين بست حركات مثلا هو بمقدار طول الزمن من قولك ( سمع سمع ) على قدر سرعة قراءتك وبالتالي سرعة أو بطء النطق بالكلمات

والله أعلم
 
عودة
أعلى