د محمد الجبالي
Well-known member
إلى الباحثين في تأويل اختلافات رسم الكلمات في المصحف:
لمحتُ هذه الأيام بعض الناس على مواقع التواصل وغيرها يخوضون في تأويل اختلافات رسم المفردات في المصحف تبعا للمعاني.
فيبحثون لماذا رسمت (نعمة) بتاء مربوطة في موضع وفي غيرها (نعمت) بتاء مفتوحة؟
ولماذا رسمت شجرة بتاء مربوطة (شجرة) في موضع وفي غيره بتاء مفتوحة (شجرت)؟
ولماذا رسمت (واخشوني) بالياء في موضع وفي غيره من دون ياء (واخشون)؟
وغير ذلك من اختلافات رسم الكلمات في المصحف.
إن المصحف العثماني يتناوله المسلمون برسمه القائم منذ زمن عثمان رضي الله عنه إلى يومنا هذا، وقد مر الصحابة على الرسم، ومر على التابعين، ومر على علماء الأمة منذ أول أمره حتى يومنا هذا، مر رسم المصحف على كل هؤلاء ولم يلتفتوا إليه، ولم يقفوا عنده، ولم يتأولوه.
ولا شك أنهم قد رَأَوْه، وأدركوه، بل وحرموا نسخ المصحف على غير هيئته ورسمه الوارد منذ عهد الصحابة.
*وهذا الرسم توقيفي لدى جمهور العلماء.*
فما بال أقوام لبسوا ثياب العلم قد تجشموا الخوض في تأويل اختلافات رسم المصحف، وربطها بالمعاني؟
وكل يأخذه الهوى ويظن نفسه أنه قد فتح الفتوح!
لقد رأيت اجتهادات فيسبوكية، وتوجيهات واتسابية، لا سند لها، ولا عقل يقوم عنها، ويؤسس لها، ولا أجد لها في قلبي ما يقبله.
إنما هو الهوى قد أخذهم، وفراغ العقل قبل فراغ الوقت.
إن توجيه رسم المصحف من القضايا الشائكة خاصة مع الاختلاف القائم في هذا الرسم أهو توقيفي أم لا؟
وإني ومع ميلي لكون رسم المصحف توقيفيا إلا أني أرى أن الخوض في توجيه اختلاف الرسم تبعا للمعاني سيوقع الأمة في بلبلة عظيمة، واضطراب خطير، وسيشغل الناس شغلا، وقد يقع نزاع فكري وفلسفي في الأمة هي في غنى عنه.
فدعووووه يرحمكم الله
فقد تركه الذين من قبلكم، وهم أعلى كعبا، وأنقى فطرة، وأعظم علما وفهما
قد تركوه
فاتركوووووه يرحمكم الله.
والله أعلم
د. محمد رجائي الجبالي
لمحتُ هذه الأيام بعض الناس على مواقع التواصل وغيرها يخوضون في تأويل اختلافات رسم المفردات في المصحف تبعا للمعاني.
فيبحثون لماذا رسمت (نعمة) بتاء مربوطة في موضع وفي غيرها (نعمت) بتاء مفتوحة؟
ولماذا رسمت شجرة بتاء مربوطة (شجرة) في موضع وفي غيره بتاء مفتوحة (شجرت)؟
ولماذا رسمت (واخشوني) بالياء في موضع وفي غيره من دون ياء (واخشون)؟
وغير ذلك من اختلافات رسم الكلمات في المصحف.
إن المصحف العثماني يتناوله المسلمون برسمه القائم منذ زمن عثمان رضي الله عنه إلى يومنا هذا، وقد مر الصحابة على الرسم، ومر على التابعين، ومر على علماء الأمة منذ أول أمره حتى يومنا هذا، مر رسم المصحف على كل هؤلاء ولم يلتفتوا إليه، ولم يقفوا عنده، ولم يتأولوه.
ولا شك أنهم قد رَأَوْه، وأدركوه، بل وحرموا نسخ المصحف على غير هيئته ورسمه الوارد منذ عهد الصحابة.
*وهذا الرسم توقيفي لدى جمهور العلماء.*
فما بال أقوام لبسوا ثياب العلم قد تجشموا الخوض في تأويل اختلافات رسم المصحف، وربطها بالمعاني؟
وكل يأخذه الهوى ويظن نفسه أنه قد فتح الفتوح!
لقد رأيت اجتهادات فيسبوكية، وتوجيهات واتسابية، لا سند لها، ولا عقل يقوم عنها، ويؤسس لها، ولا أجد لها في قلبي ما يقبله.
إنما هو الهوى قد أخذهم، وفراغ العقل قبل فراغ الوقت.
إن توجيه رسم المصحف من القضايا الشائكة خاصة مع الاختلاف القائم في هذا الرسم أهو توقيفي أم لا؟
وإني ومع ميلي لكون رسم المصحف توقيفيا إلا أني أرى أن الخوض في توجيه اختلاف الرسم تبعا للمعاني سيوقع الأمة في بلبلة عظيمة، واضطراب خطير، وسيشغل الناس شغلا، وقد يقع نزاع فكري وفلسفي في الأمة هي في غنى عنه.
فدعووووه يرحمكم الله
فقد تركه الذين من قبلكم، وهم أعلى كعبا، وأنقى فطرة، وأعظم علما وفهما
قد تركوه
فاتركوووووه يرحمكم الله.
والله أعلم
د. محمد رجائي الجبالي