إعجاز الرسم العثماني

إنضم
30/12/2005
المشاركات
393
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الجزائر
يرى بعض اهل العلم أن الرسم العثماني توقيفي ، و منهم من ألف في إعجاز هذا الرسم و أن فيه لطائف لا يمكن إلا أن يكون توقيفيا ، فهل لكم في أن تدلوني على روابط هذه الكتب .
 
[بسم الله الرحمن الرحيم
لفت نظري عنوان مشاركة الأخ زكرياء توناني ( إعجاز الرسم العثماني ) ، لكن أحداً لم يعلق على الموضوع ، وغاب عن الصفحة الأولى من الملتقى العلمي ، ووجدت أن بالإمكان الإشارة إلى بعض الجوانب المتعلقة به ، فقد سبق لي تناول موضوع " رسم المصحف " بالدراسة . ويبدو أن إدراج كلمة ( الإعجاز ) في عنوان المشاركة ينبني على القول بأن رسم المصحف توقيفي ، وهو قول ذهب إليه بعض الدارسين ، لكن الراجح في هذه المسألة هو أن كُتَّاب المصاحف – رضي الله عنهم – استخدموا الرسم الذي كان يصطلح عليه أهل زمانهم ، وقد أظهروا براعة في استخدامه في تدوين القرآن ، وحمل ذلك الرسم بعض خصائص الكتابة من تلك الحقبة ، مثل حذف بعض الحروف أو رسمها بغير رموزها ، ونحو ذلك من ظواهر الرسم التي تكفلت ببيانها كتب رسم المصحف .
وبحث العلماء عن تفسير لتلك الظواهر ، واستند أكثرهم إلى العلل اللغوية والكتابية في تفسيرها ، لكن البعض منهم لم يجد في تلك العلل كفاية ، فنحا منحى آخر في تفسير ظواهر الرسم ، وربط بين الدلالة والرسم ، وأشهر محاولة في هذا الصدد محاولة أبي العباس أحمد بن البناء المراكشي المتوفى سنة 721هـ في كتابه : (عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل ) ، وتتلخص فكرته في أن الرسوم اختلفت في الخط بحسب اختلاف معاني كلماتها ، وأن الصحابة لم يكن ذلك منهم كيف اتفق ، بل على أمر عندهم قد تحقق ، وقد طُبِعَ الكتاب بدار الغرب الإسلامي بتحقيق الدكتورة هند شلبي سنة 1990 ، ويقع في 156 صفحة .
ونقل الزركشي ( ت794هـ ) في كتابه البرهان (1/380-430) معظم ما جاء في كتاب ابن البناء المراكشي ، وأشار السيوطي ( ت911هـ) في الإتقان (4/145و150) إلى مواضع منه ، ونقل منه أيضاً القسطلاني ( ت923هـ) في كتابه لطائف الإشارات (1/285-288) .
وليس من اليسير استيعاب نظرية ابن البناء وتطبيقاتها في تفسير ظواهر الرسم في هذه العجالة ، ويمكن الاطلاع عليها في كتابه أو في المصادر التي نقلت عنه ، ولعل من المفيد الإشارة إلى أن الأخ الدكتور محمد الزوبعي ( التدريسي في كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد ) يعمل منذ مدة على دراسة نظرية ابن البناء هذه ، بعد أن فرغ من أطروحته للدكتوراه ( تحقيق : جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد للجعبري ) وأرجو أن ينتهي منها قريباً .
وخلاصة القول : إن من الصعب من الناحية العلمية الحديث عن وجوه الإعجاز في رسم المصحف بالمعنى الاصطلاحي لكلمة الإعجاز ، لكن ذلك لا يمنع من البحث في أسرار ظواهر الرسم ، والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد فإن موضوع رسم القرآن وإعجازه لم يأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الباحثين في هذا الزمن. ولو لم يكن لهذا الرسم إلا أنه كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكفى.
لكن يشاء الله أن يقيض لكتابه من شاء لما شاء.
وقد اطلعت مؤخرا على بحثين في هذا الموضوع
أحدهما:
رسم القرآن معجز كلفظه ولا يمكن تغييره

للدكتور محمد سامر النص القارئ على العشر الكبرى والمتفرغ لتعليم القرآن وعلومه والفقه والحديث في المعاهد الشرعية في دمشق الشام.
والرسالة تقع في 45 صفحة تتضمن على صغر حجمها فصولا شتى عن الكتابة في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأدلة على توقيفية الرسم من الأدلة الصريحة في الكتاب والسنة ثم ما ذكره الأصوليون والفقهاء وما ينبني على ذلك.
والرسالة موجودة في مكتبة الرشد بشتى فروعها على ما أذكر.

وإني أدعو الدكتور غانم قدوري وغيره من الباحثين إلى الاطلاع على تلك الرسالة التأصيلية القيمة.
 
أما البحث الثاني
إعجاز رسم القرآن وإعجاز التلاوة

فقد صدر لمحمد شملول وقدم له فضيلة مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة
ويقع الكتاب في 237 صفحة من القطع الصغير،
طباعة دار السلام، الطبعة الأولى 1427 هجرية الموافق 2006 م
وبالنسبة لأهل مكة المكرمة فيجدونه في مكتبة الفيصلية.

ويمتاز عن سابقه بتتبعه للأمثلة وضمه قسما لإعجاز التلاوة ويقصد بها المؤلف إعجاز الصوتيات التي تنتج عن النطق بالحروف مجودة.

ما يتعلق بالقسم الأول وهو إعجاز الرسم :
فقد قدم له المؤلف بمقدمة عن تاريخ كتابة المصحف
ثم ثني بوقواعد رسم حروفه
وقاعدة الحذف والزيادة والهمز والبدل ثم الفصل والوصل ثم ما فيه قراءاتان
ثم تأملات في كتابة المصحف،
ودلل على أن رسم المصحف ليس متبعا فيه ما اشتهر من قواعد الإملاء التي كانت في ذلك العهد كما ذهب البعض ودلل على قوله. من ذلك مخالف رسم الكلمات في رسائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم رسم كلمات المصحف الشريف
مما يؤكد أنه ليس للصحابة في رسم المصحف إلا النقل مما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم

ثم عطف بقضايا فقه اللغة ثم كرس 130 صفحة عن إعجاز كتابة الكلمة القرآنية والأمثلة على ذلك
فتتبع أمثلة حذف الألف
ثم حذف الياء فالواو فالتاء فالنون فاللام
ثم زيادة الألف فالياء فالواو
ثم أمثلة قاعدة الهمز فالبدل
ثم أمثلة رسم هاءات التأنيث ثم رسم النون
ثم أمثلة قاعدة الفصل والوصل
ثم ما فيه قراءاتان
ثم ختم بلفتات قرآنية

وعلى سبيل المثال تتبع المؤلف للكلمات القرآنية التي كتبت برسم ما ثم خالفت القاعدة الرسمية في مكان آخر والحكمة من ذلك. فضمن ذكره للأمثلة الكثيرة على ذلك أورد ص 84 كلمة الميعاد فقال بإنها وردت بألف صريحة في وسطها في 5 مواضع تتكلم عن الميعاد الذي وعد الله به لذلك جاء هذا الميعاد واضحا وصريحا
مثل قوله تعالى إن الله لا يخلف الميعاد وإنك لا تخلف الميعاد ...
غير أن هذه الكلمة وردت مرة واحدة فقط برسم يختلف بدون ألف صريحة على شكل الميعد وذلك حين نسب هذا الميعاد إلى البشر حيث قال تعالى : ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعد (الأنفال:42)
وهكذا في سراج، وأسماء وكذابا وفصالا
ومعظمه فيه ما يبهر من الروعة والإمتاع ما يسر قلوب الموحدين

وكذلك في ضربه للأمثلة على الأحرف الناقصة والأحرف المدغمة والأحرف المتصلة والأحرف المنفصلة

ثم ذيل بحثه بالقسم الثاني المتعلق بالإعجاز التجويد وهذا لم يزد فيه على 30 صفحة في آخر الكتاب.

ورأيت فيه من الفوائد الجديدة والماتعة الشيء الكثير.

وعموما أترككم لقراءة الرسالتين والاستمتاع بما فيهما من العلم والجديد كما حصل معي الله ولي التوفيق.
 
بسم الله
لقد اطلعت على ما كتبه شملول في طبعته القديمة ولي ملاحظات على بعض اقواله وبالجملة له آراء جميلة
وايضا وقفت على ما كتبه ابن البناء وكذلك بعض أطاريح الدكتوراة في هذا الموضوع وقد عنيت بهذا الموضوع كثيرا وجمعت مادة وفيرة فيه
وتوصلت الى أن الرسم معجز وهو ما اشرت اليه في مبحث كبير من مباحث اطروحتي للدكتوراة
 
هل انتهى الدكتور محمد الزوبعي من بحثه حول نظرية ابن البناء

هل انتهى الدكتور محمد الزوبعي من بحثه حول نظرية ابن البناء

[بسم الله الرحمن الرحيم
ولعل من المفيد الإشارة إلى أن الأخ الدكتور محمد الزوبعي ( التدريسي في كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد ) يعمل منذ مدة على دراسة نظرية ابن البناء هذه ، بعد أن فرغ من أطروحته للدكتوراه ( تحقيق : جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد للجعبري ) وأرجو أن ينتهي منها قريباً .
.
الدكتور غانم قدوري هل انتهى الدكتور محمد الزوبعي من بحثه حول ابن البناء
 
( إعجاز الرسم ) حديث خرافة !!

أقول هذا في وقت كثر فيه الحديث عن الرسم وخرج عن حد المعقول إلى مايشبه العبث ، حتى بلغ الأمر ببعضهم أن يتحدث عما يسمى بإعجاز الرسم القرآني !! وعقدت فيه ندوات وألفت فيه كتب أكثرها متكلف بارد !! ونقول لو كان الذي كتب القرآن هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه بيده وخطه بيمينه لم يكن معجزا !! فكيف وليس له في كتابته حرف واحد إنما كتبه أصحابه رضي الله عنهم على ما كانت تكتب العرب وتعرف !!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

أخي الحبيب أسامة، قلت :

( إعجاز الرسم ) حديث خرافة !!

أقول هذا في وقت كثر فيه الحديث عن الرسم وخرج عن حد المعقول إلى مايشبه العبث ، حتى بلغ الأمر ببعضهم أن يتحدث عما يسمى بإعجاز الرسم القرآني !! وعقدت فيه ندوات وألفت فيه كتب أكثرها متكلف بارد !! ونقول لو كان الذي كتب القرآن هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه بيده وخطه بيمينه لم يكن معجزا !! فكيف وليس له في كتابته حرف واحد إنما كتبه أصحابه رضي الله عنهم على ما كانت تكتب العرب وتعرف !!

وأنا لا أنكر أن أكثر ما كتب لم يقصد به وجه الله، فظهر فيه التكلف والتبلد والبرودة، ولكن لا يعني هذا أن ننكر الحق وندعي الباطل.
ثم تقول لو خط القرآن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده لم يكن معجزا.. أتضحك على نفسك أم على الآخرين.
ثم تستمر في كلامك فتذكر أنه من خط الصحابة على ما كانت تكتب العرب.. وأنا سائلك : كيف كانت تكتب العرب ؟ مرة يثبتون ألفا ومرة يحذفونها ومرة يزيدون حرفا ومرة يكتبون الكلمة بدون زيادة.. أذكر لي كيف طريقتهم ؟ أم هي هكذا طريقتهم أن تكتب الكلمة برسمين مختلفين ؟
ولعلك تنظر في حال القوم اليوم. أترى لو ذهبت المصاحف كلها، هل يستطيع حملة القرآن إعادة كتابته على النحو الذي هو عليه الآن ؟
طبيعي أن يكون الجواب نعم، فهناك من الحفظة من يحفظ الكلمات حرفا حرفا لا يغادر منها كلمة.
وأنا سائلك : إذا كان هذا أمر حفظة الكتاب اليوم. أيكونون أوعى من رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب الله ؟
طبعا، ستقول لا..
فهل يحفظون الكلمات حرفا حرفا ولا يحفظها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وهل يستجب حفظ حروف الكلمة إتقان الكتابة ؟ طبعا لا.
ثم لعلي أعطيك مثالا عن رسم القرآن فانظر فيه : كلمة عباد: ذكرت في القرآن عديد المرات، وكتبت في كلها بالألف، إلا مرة واحدة بدون ألف. هذه المرة بدون الألف هي قوله تعالى في سورة الزخرف، الآية 19: وجعلوا الملائكة الذين هم عبد الرحمن اناثا اشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسالون.
فكتبت: عبد الرحمن بدون ألف.
ولعلي أحيلك إلى أمر متعلق بكلمة عباد هنا في هذه الآية خاصة. فإنها قرئت : عباد، وقرئت عند.
فاستوجب أن لو رسمتها عباد بالألف، أن ترد قراءتها: عند، وهي قراءة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها خالفت خط المصحف. ووقتها ما حفظ القرآن !
ولكن وعد الله بحفظ القرآن وافقه رسمه المصحف. فخطت الكلمة في القرآن جميعا دون غيرها، بدون ألف. فتبين أن رسم القرآن من الأمور التي حفظت القرآن من التلف. وهذا لا يصح أن ينسب إلى العباد، لأن أمر الحفظ والجمع والتلاوة نسبه الله تعالى إلى نفسه. ومن ثم عُلِم توقيفه، وتبيَّن إعجازه.
والله تعالى أعلم

يغفر الله لي ولكم

د. عمارة سعد شندول
(السنة الثانية من مرحلة الماجستير في العلوم الإسلامية)
 
عودة
أعلى