إشهاد الله على كذب

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
*ما حكم إشهاد الله على كذب؟*
تواصل معي أحد معارفي يرجوني ويسألني الدعاء لابنته المريضة مرضا عُضَالا، فقلت له: أرجو الله أن يجعلني عند حسن ظنك بي.
ثم قلت له: عندي لك علاج ناجع، ودواء شاف.
فقال: أدركني به.
فقلت وأنا أعلم فيه الحرص حَدَّ البخل: عليك بالصدقات، قال صلى الله عليه وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقة".
فقال: (ربنا إل يعلم).
فقلت له: شفى الله ابنتك، وأذهب عنها كل باس، ولن أنساها من دعائي.
وانتهيتُ منه لكن قوله (ربنا ال يعلم) وقع في صدري وقع السكين.
إنه يُشْهِدُ الله!
يشهد الله على أنه يتصدق! ولعله صادق.

والسؤال: ما الحكم إن كان كاذبا؟
!
للأسف كثير من الناس يستعمل هذه الكلمة (والله يعلم) يذيل بها كلامه بداع وبغير داع دون أن يستشعر خطرها.
قد يريد بها التصديق على قوله.
وقد يريد بها الإيحاء إلى السامع أنه صادق.

ونعود إلى السؤال: ما الحكم إن كان كاذبا؟
!

لا شك إن الذنب عظيم لو تعلمون!
إنه يُخْرِج المسلم من دينه، ويرمي به في الكفر، لدى الكثير من العلماء.

قال النووي رحمه الله:
(لو قال: يعلم الله أو يشهد الله، فإن كان صادقا فلا بأس، وإن كان كاذبا فحرام، بل إن قصد أن الله يعلم ذلك, وهو كاذب فيه كفر)

قال ابن عثيمين: (هذه مسألة خطيرة، حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شيء : يعلم الله والأمر بخلافه صار كافرا خارجا عن الملة).

وبعض العلماء عَدَّ من يقول (الله يعلم)، (الله يشهد) وهو كاذب عَدَّه يمين غموس يغمس صاحبه في النار.

إن بعض الكتاب يذيل بها (والله أعلم) فكرته رادا العلم والمعرفة إلى الله بعدما اجتهد، وقد أنكر ذلك البعض، وأجازه البعض.

وللأسف بعض الناس، يُكْثِر من قوله: (الله يعلم)، (الله يشهد) من غير تقدير لخطورته وعاقبته.
نسأل الله عز وجل صدق النية، وسداد اللسان، وصحة العمل وخَلاصه لله.
اللهم آمين
د. محمد الجبالي.
 
كل عام وانتم بخير يادكتور محمد
المسألة متعلقة بنيته ، فقد يقول " ربنا اللي يعلم" ويضمر في نفسه (ضيق ذات اليد وإلا كنت فعلت)
أو يضمر في نفسه ( ربنا اللي يعلم أني سأفعل) ، أو (ربنا اللي يعلم أني لم أدرك ذلك) ، وهو يضمر في نفسه أمراً لم يصرح به حفظاً لسره وعدم رغبة في اطلاع أحد بشأنه سواء كان انفاقاً أو امساكاً لأي سبب
فأنت فهمت أمراً لن يحاسبه الله على فهمك بل على نيته فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (إنما الأعمال بالنيات ).
فهو لم يُشْهِد على أمر صريح كما فعل المنافقين حين قالوا:

{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } [المنافقون:1]
والله أعلم
 
أهلا وسهلا بك أخي الكريم الفاضل [عدنان الغامدي]
المقال يرمي إلى من يشهد الله على كذب عامدا.
ولعلك تقصد ما بدر من أخينا الذي دفعني إلى كتابة المقال بسبب رده [ربنا ال يعلم]
وأنا لا أنكر ما تقول، لكن النية لا تعفيه مما رمى به قوله في ذهن السامع؛
فكما تعلم: إن أداء الكلام صوتا وإيحاء بحسب الحال والمقال يلعب دورا بالغا في المعنى، هذا هو ماقصدته بأن يقول قولا يدفع السامع إلى فهم شيء ما هو كذب وتدليس.
وتقبلوا عظيم تقديري
 
عودة
أعلى