كاتب الرسالة الأصلية : أبو تيمية
.....
لكن بقيت كلمات قرأ بها النبي و أصحابه لم يمكن إيجاد رسم متفق لها جميعا ، مثاله ( و وصى ) و في قراءة ( و أوصى ) .
و كذا ( فلا يخاف ) و في قراءة ( و لا يخاف ) ...
فما الحل ؟
هل هو :
1- بأن يجعلوا إحداها في مصحف ، و الأخرى في مصحف آخر ؟
و معناه : توزيع تلك الكلمات على المصاحف المرسلة إلى الأمصار .
أم :
2- بأن يكتبوا الكلمتين جميعا في جميع المصاحف ، برسمين مختلفين ؟
الأول : هو ما فعله الصحابة ، وزعوا تلك الكلمات المعدودة ، فكتبوا مثلا ( ووصى ) بواوين من غير ألف كما في مصحف أهل مكة و مصحف أهل العراق .
و كتبوا ( و أوصى ) بواوين بينهما ألف كما هو حال مصحف أهل المدينة و مصحف أهل الشام .
و هكذا القياس في الباقي .
و لم يأخذوا بالرأي الثاني ؛ خشية أن يتوهم متوهم أن اللفظ المكرر في المصحف كذلك هو في القرآن - أعني مكررا - .
ولو جعلوا واحدا من الرسمين في الأصل و الآخر في الحاشية لتوهم أن الثاني الذي بالحاشية تصحيح للأول الذي بالأصل ، أو العكس .
وإذا كان الريب و الشك و الاختلاف لا مجال له في القرآن ، فإن الصحابة لجودة قرائحهم و ثاقب فهومهم اختاروا الذي ذكرنا لك .
فما أعقلهم ، و ما أفهمهم ، و ما أشد عنايتهم بهذا القرآن !
فاللهم ارض عنهم و ارحمهم .
و إني أنبه ها هنا إلى مسألة مهمة ، ألا و هي :
أن ما يجري ذكره في شروط صحة القراءة ، من كونها موافقة للرسم العثماني أو المصحف الإمام = أن المراد بالرسم العثماني لإحدى تلك المصاحف .
و أن المصحف الإمام في كلامهم هو جنسه الشامل لما اتخذه عثمان لنفسه في المدينة و لما أرسلة لمكة و الشام و العراق و غيرها كما ذكره غير واحد من أئمة القراءة .
و الله أعلم .
كلام متين
ويشبه ما سمعت الشيخ أيمن سويد يردده ويزيد عليه بتغليب ظنه أن سيدنا زيد بن ثابت كان ما كتبه في الأصل أيام الصديق بجمع القراءتين في المصحف الأول ثم لما سنحت الفرصة بتفريق ذلك على المصاحف فعل ما تقدم أعلاه.
وبقيت نقطة وهي أن الشيخ سامر النص حفظه الله القارئ على العشر الكبرى تتبع تلك المواضع فوجدها لا تزيد على حرفين ومعظمها حرف
كما في المثال أعلاه وهي مواطن محدودة عندي صورة من القائمة التي كتبها بخطه.
ولا يوجد موضع واحد فيه ثلاثة أحرف البته.
وكله متواتر، وهو يؤيد معنى الأحرف السبعة بحذف كلمة وإثباتها
وهو ما ذكره أبو الفضل الرازى وقاربه فيه كل من ابن قتيبة وابن الجزرى.
وحاصله أن الأحرف السبعة هى سبعة أوجه لا يخرج عنها الاختلاف فى القراءات وهى:
1- اختلاف الأسماء من إفراد ، وتثنية ، وجمع ، وتذكير ، وتأنيث.
2- اختلاف تصريف الأفعال من ماضى ومضارع وأمر.
3- اختلاف وجوه الإعراب.
4- الاختلاف بالنقص والزيادة.
5- الاختلاف بالتقديم والتأخير.
6- الاختلاف بالإبدال.
7- اختلاف اللغات - أى اللهجات - كالفتح والإمالة ، والتفخيم ، والترقيق ، والإظهار والإدغام
(كما سبق)
وهو الوجه الرابع وبه تكتمل السبعة
ومنه جزء خرج من التواتر ولم يوافق العرضة الأخيرة ترى بعضه في القراءات الشاذة وفي كتب التفسير
وأدخله بعض العلماء في المنسوخ
والله أعلم