إشكال في إطلاق مصطلح ( المفسِّر ) على جيل السلف

إنضم
3 سبتمبر 2008
المشاركات
291
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
المدينةالمنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
[FONT=&quot]الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وبعد؛؛؛[/FONT]
[FONT=&quot]فحياكم الله جميعاً إخواني الكرام ومشايخي الفضلاء.....[/FONT]
[FONT=&quot]فقد أشكلت عليَّ مسألةٌ بخصوص مصطلح (المفسِّر) في جيل السلف، فأرجو من إخواني ومشايخي أن يعينوني على فهمهما بما أنعم الله – تعالى – عليهم من العلم، وأسأله –سبحانه- أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم...[/FONT]
[FONT=&quot]فمصطلح (المفسِّر) – كما ذكر فضيلة الدكتور/ مساعد الطيار - [ لم يحظ من علماء القرآن والتعريف بتفسيرٍ كما عرَّفوا مصطلح التفسير ]ا.هـ (مفهوم التفسير والتأويل207).[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قال : [ ولا تكاد تجد ضابطاً في إيراد فلان من العلماء في عداد المفسرين، ولذا ترى من أصحاب التراجم إدخالاً لبعض الصحابة في المفسرين، وإن كان الوارد عنهم فيه قليلٌ؛ كزيد بن ثابت (ت:45) وعبد الله بن الزبير (ت:73) ]ا.هـ (مفهوم التفسير والتأويل209).[/FONT]
[FONT=&quot]وموطن الإشكال عندي تحديداً فيما سبق هو : ( ما ضابط هذا القليل الذي ذكره الدكتور – حفظه الله - ) والذي يجعلنا لا نعدُّ فلاناً من المفسرين؟[/FONT]
[FONT=&quot]هل الضابط هو عدد المرويات عنهم في التفسير سواء كان قولاً لأحدهم، أو مجرد رواية عن أحد؟[/FONT]
[FONT=&quot] إن كان كذلك فكم عدد المرويات أو الأقوال التي يمكن أن نطلق به على فلان - من جيل السلف - أنه مفسرٌ؟[/FONT]
[FONT=&quot]أم هناك ضابط آخر؟[/FONT]
[FONT=&quot]- هذا بخلاف من اشتهروا بالتفسير، أو لهم مرويات كثيرة جداً في التفسير، فالإشكال ليس في هذا النوع.[/FONT]
أفيدوني مشكورين، وجزاكم الله خيراً.
 
سأشارك برأيي وأستغفر الله من الخطأ .
المصطلح كان متأخراً ، والعلوم كلها مرَّت بهذه المرحلة التي لم تك شيئاً ، ثم بدأت شيئاً فشيئاً . فقبل نزول القرآن الكريم لم يكن هناك مصطلح (تفسير) ، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان هو المتولي لأمر البيان والتفسير عند الحاجة التي كانت قليلة جداً لأسباب كثيرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فإطلاق مصطلح مفسر على صحابيٍّ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيه نوعٌ من التجوز ، لعدم ظهوره أولاً حسب علمي ، ولعدم الحاجة إليه مع وجود النبي صلى الله عليه وسلم .
بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة هم الذين يقومون بتفسير القرآن بحسب علمهم الذي ورثوه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبحسب أدوات المفسِّر التي تتوافر فيهم في أكمل صورها وهي لغتهم العربية الصافية ، ومعرفتهم لأحوال النزول وأسبابه ، وصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك ، ونحن لا نملك الحكم عليهم والشهادة لهم بالعناية والمعرفة للتفسير إلا بناء على الروايات المقبولة التي وردتنا ، وبناء على هذه الروايات كثرةً وقلةً حكمنا على كون فلان يعتبر من المفسرين أو لا . والذي صنعه المؤلفون في طبقات المفسرين أنهم أدخلوا في طبقات المفسرين من الصحابة كل من حفظ له قولٌ في تفسير القرآن ، ومن كان له عنايةٌ بإقراء القرآن وتعليم تلاوته خصوصاً أكثر من عنايته بتعليم معانيه وتفسيره . وأعتقد أن محاولة تحديد عدد الأقوال التي يعتبر بها المفسر من الصحابة مفسراً فيها صعوبة لاعتماد الأمر على الروايات ومعظمها مفقود، ولضرورة العناية بأي قولٍ صح عن أحدهم ولو كانت رواية واحدة وذلك لخصوصية جيل الصحابة رضي الله عنهم ، فالاحتفاء بروايات الصحابة جميعاً في التفسير مهم لطالب العلم ، والمكثر منهم أولى وأحرى كابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم ، ويمكن استثناء جيل الصحابة من قيد الاشتهار بالتفسير والتفرغ له .
أما في عصر التابعين وأتباعهم فالأمر أصبح أكثر ظهوراً ، والمعروفون بالتفسير أصبحوا أكثر تميزاً وبروزاً .
 
أكرمكم الله شيخنا الفاضل، وبارك فيكم وفي علمكم....
وجزاكم ربي خيراً على جوابكم المختصر الدقيق، فلا زلت مذ كتبتموه أطالعه وأعيد النظر فيه، لكن في كل مرةٍ تزيد عندي بعض الإشكالات، ومن ذلك قولكم - حفظكم الله -: ( ولذلك فإطلاق مصطلح مفسر على صحابيٍّ في عهد النبيصلى الله عليه وسلم فيه نوعٌ من التجوز ، لعدم ظهوره أولاً حسب علمي ، ولعدم الحاجة إليه مع وجود النبيصلى الله عليه وسلم )
والذي أشكل علي هو الأثر المعروف في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس ( اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ) مما يشير إلى وجود شيءٍ زائدٍ سيتميز به ابن عباس رضي الله عنه في فهم القرآن، وهو ما اصطلح عليه بعد ذلك بمصطلح (المفسر)، وكذلك أثر [FONT=&quot]أنس رضي الله عنه مرفوعاً: ( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها حياءً عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأعلمها بالفرائض زيد، ولكل أمةٍ أمين، أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح )،،، ومعلومٌ أن براعةَ وتقدمَ كل واحدٍ مما ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في تخصصه كان زمن وجود النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فما المانع إذن من إطلاقنا لهذا المصطلح على من اشتهر منهم بهذا الفنِّ تعلماً أوتعليماً - مع وجود النبي-؟
الإشكال الثاني: في قولكم - حفظكم الله -: ( [/FONT]وأعتقد أن محاولة تحديد عدد الأقوال التي يعتبر بها المفسر من الصحابة مفسراً فيها صعوبة لاعتماد الأمر على الروايات ومعظمها مفقود، ولضرورة العناية بأي قولٍ صح عن أحدهم ولو كانت رواية واحدة وذلك لخصوصية جيل الصحابة )
فلا شك في ضرورة العناية بكل ما ورد عن هذا الجيل المبارك للأسباب المعروفة في ذلك، لكن هل هذا يمنع من البحث عن من كانت عنايته بهذا الأمر أكثر فيكون على مصطلحنا (مفسراً)، وذلك من خلال المرويات التي بين أيدينا - قلةً وكثرةً -، إضافة إلى ما يُذكر عنهم في كتب التراجم من عبارات تشير أو يفهم منها - أحياناً - اهتمام بعضهم بهذا الفنّ.
وأذكر من ذلك على سبيل المثال التابعي الجليل ( شهر بن حوشب )، فقد أورد له السيوطي رحمه الله في ( الدر المنثور ) سبعةً وعشرين قولاً في التفسير، وهذا قليلٌ جداً مقارنةً بالمكثرين، لكن ذكر الذهبي رحمه الله في ترجمته أنه عرض القرآن على ابن عباسرضي الله عنه سبع مراتٍ، فهل يمكن أن تكون هذه قرينة تدل على عنايته بالتفسير؟ إذ هل يمكن أن يعرض القرآن على ابن عباس رضي الله عنه سبع مراتٍ دون أن يأخذ عنه التفسير؟!
ومن ذلك أيضاً التابعي الجليل (عبيد الله بن عمير الليثي)، فقد أورد له السيوطي رحمه الله في ( الدر المنثور ) واحداً وأربعين قولاً، وهو عدد قليل أيضاً، ولم يذكره أحدٌ ممن ألفوا في طبقات المفسرين، لكن الذهبي رحمه الله في سيره قال عنه: ( الواعظ المفسِّر )، وغير ذلك من القرائن التي يمكن بها - في ظني - أن نصل إلى من كان معتنياً بهذا الأمر تعلماً أو تعليماً في جيل السلف سوي المشهورين منهم فأمرهم واضح؟
أرجو منكم الإفادة مشكورين.
 
لعلك تستعين في تحديد ذلك بعبارة ابن جرير رحمه الله: (أهل التأويل)؛ فمجالها لديه محدود, والموصوفون بها مشتركون فيما يتأهّلون به إلى هذا الوَصفِ الجليل, جعلنا الله وإيّاكم منهم.
 
لعلك تستعين في تحديد ذلك بعبارة ابن جرير رحمه الله: (أهل التأويل)؛ فمجالها لديه محدود, والموصوفون بها مشتركون فيما يتأهّلون به إلى هذا الوَصفِ الجليل, جعلنا الله وإيّاكم منهم.
لم أفهم مرادكم أخي الفاضل...
 
عودة
أعلى