يذكر الإمام الجرجاني في تعريفاته ما نصه " الأبد هو استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل كما أن الأزل هو استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي مدة لا يتصور انتهائها بالفكر والتأمل البتة وهو الشيء الذي لا نهاية له " ثم يقول بعد ذلك " واعلم أن الموجود أقسام ثلاث لا رابع لها فإنه إما أزلي وأبدي وهو الله سبحانه وتعالى أو لا أزلي ولا أبدي وهي الدنيا أو أبدي غير أزلي وهي الآخرة وعكسه محال فما ثبت قدمه امتنع عدمه "..
على أن الأزلية والأبدية كما يقول الغزالي في مقصده الأسنى مضافان من حيث اللفظ لله تعالى إذ الله لا يجري عليه زمان والأزل والأبد متعلقان بالزمن والزمن مخلوق ..
ولنرجع لشيخنا الجرجاني..فقد اتفق فلاسفة الإسلام وسبقهم بها الفلاسفة اليونان قديما ..على أن ما ثبت قدمه استحال عدمه..والقدم هو الأزل باعتبار الامتداد اللامتناهي في الماضي..ومن مسلمات العقل أن إثبات الشيء إثبات لما يقابله ، أي أن الأزلية كالأبدية من حيث متعلقات كل منهما وما يترتب عليهما ولو من حيث اللفظ
وهنا يظهر لنا الإشكال ..لأن الجرجاني نفى أن ينعدم القديم أي (الأزلي ) من حيث أنه أشار لحدوث الأبدي ( الآخرة )..فكيف ذلك..كيف أثبتنا نفي العدمية على ما كان أزليا لأنه قديم ولم ننفي الحدوث لما أثبتنا أبديته..بل وأثبتنا الحدوث للأبدي ..كيف صارت الآخرة حادثة من حيث الابتداء وفي نفس الوقت أبدية لا منتهية من حيث البقاء في المستقبل اللامتناهي..أليست الأبدية كالأزلية..فإن قيل نعم الأبدية كالأزلية..قلنا إذن ينطبق على الأبدية ما ينطبق على الأزلية..فإن سلّمنا باستحالة عدم الأزلي أثبتنا – بدعوى المقابلة -نفي حدوث الأبدي..فإن قيل الأزلية ليست كالأبدية !!!
قلنا فواحدة منهما لا يليق أن نطلقها على الله وهذا القول باطل .. فهو الأزلي الأبدي كما أسلفنا من كلام الجرجاني ..
ويبقى الإشكال قائما في هذه المسألة -بالنسبة لي على الأقل- فلربما أسأت فهمها على النحو الصحيح .. فهل عندكم من علم فتخرجوه لنا .. وجزاكم الله خيرا ..
على أن الأزلية والأبدية كما يقول الغزالي في مقصده الأسنى مضافان من حيث اللفظ لله تعالى إذ الله لا يجري عليه زمان والأزل والأبد متعلقان بالزمن والزمن مخلوق ..
ولنرجع لشيخنا الجرجاني..فقد اتفق فلاسفة الإسلام وسبقهم بها الفلاسفة اليونان قديما ..على أن ما ثبت قدمه استحال عدمه..والقدم هو الأزل باعتبار الامتداد اللامتناهي في الماضي..ومن مسلمات العقل أن إثبات الشيء إثبات لما يقابله ، أي أن الأزلية كالأبدية من حيث متعلقات كل منهما وما يترتب عليهما ولو من حيث اللفظ
وهنا يظهر لنا الإشكال ..لأن الجرجاني نفى أن ينعدم القديم أي (الأزلي ) من حيث أنه أشار لحدوث الأبدي ( الآخرة )..فكيف ذلك..كيف أثبتنا نفي العدمية على ما كان أزليا لأنه قديم ولم ننفي الحدوث لما أثبتنا أبديته..بل وأثبتنا الحدوث للأبدي ..كيف صارت الآخرة حادثة من حيث الابتداء وفي نفس الوقت أبدية لا منتهية من حيث البقاء في المستقبل اللامتناهي..أليست الأبدية كالأزلية..فإن قيل نعم الأبدية كالأزلية..قلنا إذن ينطبق على الأبدية ما ينطبق على الأزلية..فإن سلّمنا باستحالة عدم الأزلي أثبتنا – بدعوى المقابلة -نفي حدوث الأبدي..فإن قيل الأزلية ليست كالأبدية !!!
قلنا فواحدة منهما لا يليق أن نطلقها على الله وهذا القول باطل .. فهو الأزلي الأبدي كما أسلفنا من كلام الجرجاني ..
ويبقى الإشكال قائما في هذه المسألة -بالنسبة لي على الأقل- فلربما أسأت فهمها على النحو الصحيح .. فهل عندكم من علم فتخرجوه لنا .. وجزاكم الله خيرا ..