تيسير الغول
New member
اختلف أهل التفسير في معنى قوله تعالى:(وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)
قال ابن أبي حاتم : ليتزوج من لا يجد فان الله سيغنيه.وقال عكرمة :هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهي فإن كانت له امرأة فليذهب اليها فليقض حاجته منها وان لم تكن له امرأة فلينظر في ملكوت السموات والارض حتى يغنيه الله من فضله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق قال:{وليستعفف} عما حرم الله عليهم حتى يرزقهم الله.
قال القرطبي: والعفة: الامتناع عما لا يحل ولا يجب فعله.والمعنى إن يكونوا فقراء إلى النكاح يغنهم الله بالحلال ليتعففوا عن الزنى.
ومن خلال هذه التفسيرات المتقاربة لمعنى الآية نجد أن هناك إشارة مرتبطة بالمعنى العام للآية وهي أن العفة سبب وجيه من أسباب الغنى. فمن عفّ فإن الله تعالى سيغنيه ويفتح له باب الرزق الذي يُفضي الى الزواج جزاء له على حسن الطاعة ومخالفة الهوى. وفي هذه الإشارة دعوة الى الشباب والشابات الذين لم يجدوا نكاحاً أن يتجهوا نحو العفة والفضيلة لأنها هي الوسيلة السليمة في الوصول الى ما أحلّ الله تعالى. والإشارة الثانية التي تدل عليها هذه الآية . أن الغنى المشار اليه ليس بالضرورة أن يكون غنى مادي . فلعل امرأة تملك المال والجمال ولكنه لم يتقدم أحد لخطبتها . أو أنها ليست جميلة ولكنها غنيّة فلم تتزوج . فالغنى هنا يكون في أن ييسر الله تعالى لها سبل الزواج ويرزقها بزوج صالح جزاء عفتها وطاعتها. أو يصرف عنها الشهوة ويغنيها ربها عن ذلك بلذة العبادة والطاعة. والى بعض ذلك أشار القرطبي رحمه الله فقال:
ظن البعض أن المأمور بالاستعفاف إنما هو من عدم المال الذي يتزوج به. وفي هذا القول تخصيص المأمورين بالاستعفاف، وذلك ضعيف، بل الامر بالاستعفاف متوجه لكل من تعذر عليه النكاح بأي وجه تعذر، ولما كان أغلب الموانع على النكاح عدم المال وعد بالاغناء من فضله، فيرزقه ما يتزوج به، أو يجد امرأة ترضى باليسير من الصداق، أو تزول عنه شهوة النساء. وروى النسائي عن أبى هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (ثلاثة كلهم حق على الله عز وجل عونهم المجاهد في سبيل الله والناكح الذي يريد العفاف والمكاتب الذي يريد الأداء. والله أعلم
قال ابن أبي حاتم : ليتزوج من لا يجد فان الله سيغنيه.وقال عكرمة :هو الرجل يرى المرأة فكأنه يشتهي فإن كانت له امرأة فليذهب اليها فليقض حاجته منها وان لم تكن له امرأة فلينظر في ملكوت السموات والارض حتى يغنيه الله من فضله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق قال:{وليستعفف} عما حرم الله عليهم حتى يرزقهم الله.
قال القرطبي: والعفة: الامتناع عما لا يحل ولا يجب فعله.والمعنى إن يكونوا فقراء إلى النكاح يغنهم الله بالحلال ليتعففوا عن الزنى.
ومن خلال هذه التفسيرات المتقاربة لمعنى الآية نجد أن هناك إشارة مرتبطة بالمعنى العام للآية وهي أن العفة سبب وجيه من أسباب الغنى. فمن عفّ فإن الله تعالى سيغنيه ويفتح له باب الرزق الذي يُفضي الى الزواج جزاء له على حسن الطاعة ومخالفة الهوى. وفي هذه الإشارة دعوة الى الشباب والشابات الذين لم يجدوا نكاحاً أن يتجهوا نحو العفة والفضيلة لأنها هي الوسيلة السليمة في الوصول الى ما أحلّ الله تعالى. والإشارة الثانية التي تدل عليها هذه الآية . أن الغنى المشار اليه ليس بالضرورة أن يكون غنى مادي . فلعل امرأة تملك المال والجمال ولكنه لم يتقدم أحد لخطبتها . أو أنها ليست جميلة ولكنها غنيّة فلم تتزوج . فالغنى هنا يكون في أن ييسر الله تعالى لها سبل الزواج ويرزقها بزوج صالح جزاء عفتها وطاعتها. أو يصرف عنها الشهوة ويغنيها ربها عن ذلك بلذة العبادة والطاعة. والى بعض ذلك أشار القرطبي رحمه الله فقال:
ظن البعض أن المأمور بالاستعفاف إنما هو من عدم المال الذي يتزوج به. وفي هذا القول تخصيص المأمورين بالاستعفاف، وذلك ضعيف، بل الامر بالاستعفاف متوجه لكل من تعذر عليه النكاح بأي وجه تعذر، ولما كان أغلب الموانع على النكاح عدم المال وعد بالاغناء من فضله، فيرزقه ما يتزوج به، أو يجد امرأة ترضى باليسير من الصداق، أو تزول عنه شهوة النساء. وروى النسائي عن أبى هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (ثلاثة كلهم حق على الله عز وجل عونهم المجاهد في سبيل الله والناكح الذي يريد العفاف والمكاتب الذي يريد الأداء. والله أعلم