إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي

أبو علي

Member
إنضم
04/09/2003
المشاركات
382
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
قال تعالى :
(إذ قال الله يا عيسىإني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون)
قيل في هذه الآية : إن الوفاة هنا تعني النوم.
وقيل في : إني متوفيك أن معناها : إني مميتك.
ومن قائل أن عيسى عليه السلام توفاه الله بضع ساعات
وقيل إن في الآية تقديم وتآخير.
فهل من فهم آخر لهذه الآية؟
 
كلمة (الوفاة ) إذا أطلقت مجردة فلا تعني إلا انفصال الروح عن الجسد
أما إذا أريد بها النوم فإن كلمة الوفاة لا تأتي مجردة وإنما لا بد من قرينة تبين أنها تعني النوم كقوله تعالى : وهو الذي يتوافكم بالليل...
القرينة هنا ; (بالليل).
إذن بما أن (إني متوفيك ) جاءت مطلقة وليس في الآية أية قرينة تدل على أنها تعني النوم فإن الوفاة هنا تعني فصل الروح عن الجسد.
أما من قال إن الآية فيها تقديم وتأخير ، فإن التأخير والتقديم يحتاج إلى قرينة تبين العلة والسبب من التأخير أو التقديم.
وهذا مثال للتقديم والتأخير مع بيان العلة من التأخير :
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم...)
هنا لم يقل الله : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم والمسيح بن مريم أربابا من دون الله ) لأن الأحبار والرهبان رضوا أن يتخذهم اليهود والنصارى أربابا أما المسيح فاتخذه النصارى ربا بعد غيبته وهو لا يرضى بذلك ، فكان من الحكمة ألا يعطف الله (المسيح) على هؤلاء الأحبار والرهبان مباشرة وإنما فصل بينهم بالمفعول الثاني (أربابا من دون الله)
لننظر الآن هل في الآية تقديم وتأخير:
إذا كان في الآية تقديم وتأخير فكأن المعنى هو : إني رافعك ومتوفيك.
أين القرينة التي تدلنا على العلة من التقديم والتأخير؟
قيل : لأن عيسى عليه السلام كأي مخلوق سيتوفاه الله بعد عودته إلى الأرض في آخر الزمان .
إذا عرضنا هذا القول على منطق الحكمة فإن هذا التقديم والتأخير لا يليق أن يقال في حق رسول علمه الله الكتاب والحكمة،
فهل يحتاج المسيح إلى التذكير بأنه سيتوفاه الله بعد انتهاء أجله في الأرض؟
هل يعقل ألا يعلم المسيح عليه السلام أن : كل شيء هالك إلا وجهه )؟
وهل يصح ألا يكون المسيح على علم ب : كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وهو الذي علمه الله الكتاب والحكمة ،؟
فإذا كان آدم عليه السلام وهو جديد في الوجود علم أن الموت حق وكان سبب خروجه من الجنة هو غواية الشيطان له ( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) ، وما طمع في الخلود إلا ليقينه بالموت.

إذن فليس في الآية تقديم وتأخير ، وقوله تعالى : (إني متوفيك ورافعك إلي ) لا يصح أن تعني (إني رافعك إلي ومتوفيك) مثلما
لا يصح أن يقول الطبيب للمريض : إني مجري لك عملية جراحية ومبنجك ، وإنما العكس هو الصحيح : إني مبنجك ومجري لك عملية جراحية.

وللكلام بقية
 
السلام عليكم ورحمة الله

السلام عليكم ورحمة الله

أخي أبوعلي

هل تعني أن الله رفع عيسى اليه أثناء نومه (نوم عيسى )

ومن ثم يعيد تنزيله في المكان الموعود شرقي دمشق

وبعدها تكون الوفاة الحقيقيه لعيسى ابن مريم بأجل يعلمه الله؟؟؟؟

وهل تعني ؟؟ أن هذا الرجل؟؟ عيسى ؟؟عليه السلام حيا" يرزق في السماء؟؟؟

أرجوا التوضيح ؟؟
 
ربما كنت محقًا بخصوص عدم وجود ترتيب و لكن قولك أن (كلمة (الوفاة ) إذا أطلقت مجردة فلا تعني إلا انفصال الروح عن الجسد) ففيه نظر .
 
أخي سليمان : الله سبحانه وتعالى توفى المسيح عليه السلام الوفاة
المطلقة (نزع الروح من الجسد) وعرجت الروج بقانونها النوراني، وعرج بالجسد أيضا بقانون غير قانون ماديته وإنما بقانون المعراج النوراني.
أخي د. هشام أرجو أن تتفضل مشكورا لتدلي بما تعلمه عن كلمة (الوفاة) فإني وجدتها في القرآن لا تأتي مطلقة إلا وتعني الموت.

الإنسان يتكون من روح وجسد ، ولكل طبيعته التكوينية، فالروح من نور والجسد من مادة.
فالروح طاقة (نور) والجسد مادة ، ولكل منهما قانونه ، وإذا كانت المادة لها قانون يحكمها والطاقة لها خصائصها وقانونها فإن المادة لا يمكن أن ترتقي إلى مستوى الروح إلا إذا تحولت إلى طاقة.
مثلا : إذا كان الضوء وهو طاقة سرعته 300000 كلم/الثانية فإن المادة لا يمكن أن تصل إلى سرعة الضوء إلا إذا تحولت من مادة إلى ضوء.
كذلك فإن الروح من نور مثلما الملائكة هم أيضا من نور ، فإذا عرجت الروح فإنها تعرج بقانونها الذي لا يدري مدى سرعته إلا خالق الروح.
وأما الجسد بماديته فإنه غير قادر على الوصول إلى سرعة الروح إلا إذا تحول إلى نور ، فإذا تحول الجسد إلى نور فإنه يفقد ماديته وبنيته
فيصبح غير قابل أن تحل فيه الروح إلا إذا وصل إلى غايته وعاد إلى سيرته الأولى بالتحول من الطاقة إلى أصله المادي.
فالمسيح عليه السلام توفاه الله (نزعت الروح من الجسد) لتصعد حسب قانون الروح.
وترقى الجسد المادي من ماديته إلى قانون الروح ليتزامن وصوله مع وصول الروح في آن واحد إلى السماء ، ثم تعود الروح لتحل في الجسد بعد أن يعود الجسد إلى ماديته.
وإذا أردت أن أضرب مثلا آخر نفهم منه سرعة المادة وسرعة الطاقة فإني أضرب بالرسالة المرسلة عبر البريد العادي التي تصل إلى صاحبها في بضعة أيام ، والرسالة الإلكترونية التي تصل إلى صاحبها خلال ثانية واحدة .
ووفاة المسيح على الأرض وإحياءه في السماء آية تحققت في نفسه وتلك حكمة الله فإذا كانت معجزة إحياء الموتى آية عيسى للناس فمن الحكمة أن تتحقق في المسيح نفسه مثلما كانت معجزة رسولنا صلى الله عليه وسلم هي (الحكمة) المتمثلة في الكتاب العزيز فإن من تمام الحكمة أن يكون رسول الحكمة هو نفسه آية من الحكمة (فرضته الحكمة).
نعم فالحكمة تقتضي أن تكون آية الرسول في نفسه موافقة للآية التي أوتيها.
وقلت في موضوع سابق : إن الله ضرب المسيح بن مريم مثلا لخلق الإنسان الذي يكون روحا في بطن أمه .والمسيح (روح) ضرب مثلا.
وضرب الله محمدا صلى الله عليه وسلم مثلا لنشأة الإنسان الذي يولد أميا لا يعلم شيئا فيتعلم.
ثم لا بد أن يضرب الله المثل للنشأة الأخرى (الحياة بعد الموت) بعودة المسيح إلى الأرض، وفي عودته مثلا للحياة الآخرة،
 
يقول شيخ الإسلام للدولة العثمانية مصطفى صبري - رحمه الله - في رده على فضيلة الشيخ محمد شلتوت رحمه الله مفتي الديار المصرية الأسبق :

أما آيات التوفي التي تمسك بها الشيخ فليس فيها تأييد لمذهبه يعادل في القوة أو يداني ما في تكميل نفي القتل و الصلب بإثبات الرفع من تأييد مذهبنا ، لأن المعنى الأصلي للتوفي المفهوم منه مبادرة ليس هو الإماتة كما يزعم الشيخ بل معناه أخذ الشئ و قبضه تمامًا فهو أي التوفي و الاستيفاء في اللغة على معنى واحد ، قال في مختار الصحاح : "و استوفى حقه و توفاه بمعنى" و إنما الإماتة التي هي قبض الروح نوع من أنواع التوفي الذي يعمها و غيرها ، لكونه بمعنى القبض التام المطلق . و هذا منشأ غلط الشيخ شلتوت أو مغالطته في تفسير آيات القرآن التي يلزم أن يفهم منها رفع عيسى عليه السلام حيًا ، لأنه ظن أن القرآن معترف بموته في الآيات الدالة على توفيه كما ظن أن التوفي معناه الإماتة نظرًا إلى أن الناس لا يستعملون التوفي إلا في هذا المعنى و غفولاً عن معناه الأصلي العام فكأنه قال بناء على ظنه هذا لا محل لرفعه حيًا بعد إماتته . لكنه لو راجع كتب اللغة لرأى أن الإماتة تكوت معنى التوفي في الدرجة الثانية حتى ذكر الزمخشري هذا المعنى له في "أساس البلاغة" بعد قوله "ومن المجاز" و المعنى الأصلي المتقدم إلى أذهان العارفين باللغة العربية ، للتوفي هو كما قلنا أخذ الشئ تمامًا ، و لا اختصاص له بأخذ الروح .

و لقد فسر القرآن نفسه معنى التوفي الذي يعم الإماتة و غيرها فقال : {الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها} فهذه الآية تشتمل على نوعين من أنواع توفي الأنفس الذي هو الأخذ الوافي نوع في حالة الموت و نوع في حالة النوم ، فلو كان التوفي ينحصر في الإماتة كان المعنى في الآية : الله يميت الأنفس حين موتها و يميت التي لم تمت في منامها . و الأول تحصيل حاصل و الثاني خلاف الواقع و لزم الأول أيضًا أن تكون حالة الموت حالة إماتة الروح لا فصلها عن البدن . و من هذا يفهم أيضًا معنى التوفي في قوله تعالى : {و هو الذي يتوفاكم بالليلو يعلم ما جرحتم بالنهار} .

و معنى قوله تعالى على هذا التحقيق : {يا عيسى إني متوفيك و رافعك إلي و مطهرك من الذين كفروا} إني آخذك من هذا العالم الأرضي و رافعك إلي . و في قوله {و مطهرك من الذين كفروا} بعد قوله {متوفيك} دلالة زائدة على عدم كون معنى توفيه إماتته ، لأن تطهيره من الذين كفروا بإماتة عيسى و إبقاء الكافرين لا يكون تطهيرًا يشرفه كما كان في تطهيره منهم برفعه إليه حيًا . فإذن كل من قوله تعالى متوفيك و رافعك إلي و مطهرك من الذين كفروا بيان لحالة واحدة يفسر بعضها بعضًا من غير تقدم أو تأخر زمني بين هذه الأخبار الثلاثة "لأن" و من المعلوم عدم دلالة الواو العاطفة على الترتيب . فلو كان المراد من قوله تعالى {متوفيك} على معنى مميتك و من قوله {رافعك} رافع روحك كما ادعى الشيخ شلتوت كان القول الثاني مستغنى عنه لأن رفع روح عيسى عليه السلام بعد موته إلى ربه و هو نبي جليل من أنبياء الله معلوم و لا حاجة لذكره ، بل لو حملنا القول الأول أعني {متوفيك} على معنى مميتك كان هو أيضًا مستغنى عنه إذ معلوم أن كل نفس ذائقة الموت و كل نفس فالله يميتها و من من الناس أو الأنبياء قال الله له إني مميتك ؟ فهل لا يفكر فيه الشيخ الذي يفهم من قوله تعالى إني متوفيك أنه مميته ؟ إلا أن يكون المعنى أن الله مميته لا أعداؤه فالمراد نفي كونهم يقتلونه . و فيه أن كون الله مميته لا ينافي أن يقتلوه لأن الله هو مميت كل ميت حتى المقتولين ، و لذا حمل كثير من المفسرين قوله {متوفيك} على معنى أن الله مستوفي أجله عليه السلام و مؤخره إلى أجله المسمى فلا يظفر أعدائه بقتله .

و عندي في هذا التفسير أيضًا أنه يرجع إلى حمل التوفي على معنى الاستيفاء كما حملنا نحن لا على معنى الإماتة ، لكن التوفي و الاستيفاء معناه استكمال أخذ الشئ لا استكمال إعطائه فليس الله تعالى مستوقي أجل عيسى عليه السلام بل المستوفى هو عيسى نفسه و الله الموفي أي معطيه تمام أجله . فقد التبس التوفي على أصحاب هذا التفسير - و العجب فيهم الزمخشري - بالتوفية التي تتعدى إلى مفعولين و هو خطأ لغوي ظاهر . و فيه أيضًا تقدير مضاف بين المتوفى و ضمير الخطاب حيث قال الله إني متوفيك أي مستوفيك لا مستوفي أجلك ، فزيادة الأجل تكون زيادة على النص ، كما أن زيادة الروح في آيتي رفع عيسى عليه السلام نفسه زيادة على النص من جانب الشيخ شلتوت لإرهاق قول الله على خلاف ظاهر المعنى المنصوص . و هذه الزيادة إن كانت خلاف الظاهر بين الرافع و ضمير الخطاب في قوله {و رافعك} بأن يكون المعنى و رافع روحك ، فهي في قوله {بل رفعه الله إليه} أشد من خلاف الظاهر أي غير جائزة أصلاً لكونها مفسدة لما يقتضيه {بل} من كون ما بعده و هو {رفعه الله إليه} ضد ما قبله و هو قوله {ما قتلوه} بناء على أن رفع الروح يلتئم كما قلنا من قبل مع حالة القتل أيضًا الذي اعتنى بنفيه ، فضلاً عن أن هذا الرفع أي رفع الروح ليس بأمر يستحق الذكر في شأنه عليه السلام . بل إن قوله {متوفيك} أيضًا مما لا وجه لذكره إذا كان المعنى مميتك ، ففي أي زمان تقع هذه الإماتة ؟ فإن وقعت حتلاً أي في زمان مكر أعدائه به المذكور قبيل هذه الآية كان هذا الكلام المتوقع منه طمانته عليه السلام على حياته ، أجنبيًا عن الصدد بل مباينًا له لأن فيه اعترافًا ضمنيًا لنفاذ مكرهم بأن يكونوا قاتليه و الله قابض روحه ، فهل الشيخ شلتوت ينكر أنهم ما قتلوه كما ينكر أن الله رفعه إلى السماء حيًا ؟ و إن وقعت إماتته في المستقبل البعيد فليس في الآية تصريح به مع أن مقام الطمأنة يقتضي هذا التصريح كما أنه يقتضي كون الرفع رفعه حيًا ، فحيث لا تصريح بكون إماتته في المستقبل البعيد فقوله {إني متوفيك} على معنى إني مميتك أجنبي عن المقام ، حتى أن توجيه العالم الكبير حمدي الصغير صاحب التفسير الكبير الجديد التركي ، بكون ذكر إماتته ردًا على عقيدة النصارى في تأليه المسيح لا يجدي في دفع هذا الاعتراض لكون ذلك الرد أيضًا أجنبيًا عن المقام الذي هو مقام الطمأنة و الذي ينافيه كل ما ينافيها . فالواجب الذي لم يحس بوجوبه أحد ممن تكلم قبلي في تفسير قوله تعالى {إني متوفيك} إحساسي به ، حمل {متوفيك} على معنى آخذك السالم عن جميع الاعتراضات و التكلفات .

و قس عليه التوفي في آية المائدة و هي قوله تعالى : {و إذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله قال سبحانك مايكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم غلا ما امرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم و كنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم} و معنى قوله {فلما توفيتني} فلما أخذتني من بينهم و جعلت صلتي بهم و بعالمهم الأرضي منتهية . فالمراد توفيه أي أخذه بالرفع لا بالإماتة و قد علمت أن التوفي في اللغة و في عرف القرآن لا يختص بالأخذ من النوع الثاني .

هذا تفصيل ما ورد في القرآن متعلقًا برفع عيسى عليه السلام .

(مصطفى صبري ، القول الفصل ص142-145)

و هناك المزيد في الكتاب متعلقًا بنفس الموضوع و لكني تعبت من الكتابة فتوقفت هنا ، و لعل ما أوردته يكفي إن شاء الله .
 
الأخ د .هشام : شكرا على ردك بخصوص الوفاة ، ولقد فهمت مما كتبت أن (متوفيك) قد تعني (مستوفيك) أو (موفيك) ، سبق لي أن سمعتها من الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه ، إلا أن مستوفيك وموفيك لا تعني متوفيك ، فمستوفيك إسم فاعل لفعل استوفى وهي تعنى : طلب توفية. وكذلك فعل وفى مصدره توفية ، أما فعل توفى فمصدره وفاة.
وأما قوله تعالى : الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) فهي تعبير عن الوفاة الكلية (الموت) وعن الوفاة الجزئية (النوم) ، وإطلاق اللفظ مجردا لا يعنى إلا الوفاة الكلية (الموت) مثل قوله تعالى : ولو ترى إذ يتوفى الذي كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم....).
(الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ....)
(توفني مسلما وألحقني بالصالحين)
(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا...).

تعال لنناقش المسألة بمنطق آخر.
مثلا : الطبيب والمريض ، كيف يتم لقاء الطبيب والمريض ؟
توجد إمكانيتان لذلك وهما :
1) إما أن يزورك المريض في عيادتك ( فتعالجه ).
2) وإما أن تذهب أنت لزيارة المريض ( فتعالجه ).
وحتى في الرياضيات درسنا ما يسمى ب La commutativite
إذا كانت أ + ب = ج فإن ب + أ = ج.
أليست هذه هي الاحتمالات الممكنة التي يرى العقل أنها هي الصواب؟

وإذا طبقنا هذه النظرية العقلية على الروح والجسد فإننا نستنتنتج ما يلي:
الروح + الجسد = الحياة.
و
الجسد + الروح = الحياة.
وتفسير ذلك أن الحياة تحصل إما :
1) أن تنزل الروح من للسماء لتحل في الجسد
أو
2) أن يصعد الجسد إلى السماء لتحل فيه الروح.
هذا هو ما يقول به العقل ويرى أنه هو الحق ، فإن كان هذا الاستنتاج صوابا فإن الله عزيز حكيم لا يستدرك عليه يحكم أمره على أتم وجه ويأتى بكل الفرضيات التي تتطلبها القضية.
1) أما عودة الحياة إلى الإنسان بنزول الروح من السماء إلى الجسد وحلولها فيه فأجرى الله ذلك لعبده عيسى إذ قال : (.... وأبريء الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله....).

2) وأما عودة الحياة إلى الإنسان بصعود الجسد إلى السماء لتحل فيه الروح ويعيش مع الملأ الأعلى فهذا تكريم لا يناله إلا من كان عند الله وجيها ويستحق جسده الطاهر أن يعرج به لتحل فيه الروح.
فوجدت أن الله تعالى قد أجاب على استنتاجات العقل مما يؤيد صحتها
فقال تعالى : إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا .....).
إذن ففي وفاة المسيح على الأرض ورفع جسده إلى السماء لتحل فيه الروح فذلك رفعة له وتشريف ، وتلك هي الفرضية الثانية التي وفى بها الله قضية ضرب المثل للحياة على أحكم وجه ، وهو الله العزيز الحكيم.
 
أخي الفاضل .. انا لست أرى أنك قد جئت بالدليل القاطع على مذهبك فأنت تقول : [color=0000FF](إلا أن مستوفيك وموفيك لا تعني متوفيك ، فمستوفيك إسم فاعل لفعل استوفى وهي تعنى : طلب توفية. وكذلك فعل وفى مصدره توفية ، أما فعل توفى فمصدره وفاة)[/color] .

و هذا الكلام قد رده مصطفى صبري في قوله :[color=FF0000] (التوفي و الاستيفاء في اللغة على معنى واحد ، قال في مختار الصحاح : "و استوفى حقه و توفاه بمعنى")[/color] .

و كذلك قولك : [color=0000FF](وإطلاق اللفظ مجردا لا يعنى إلا الوفاة الكلية)[/color] ... فهو - معذرة - تحكم لا استسيغه و لا أجد له مبررًا ! عمومًا ، مذهبك في كون الله قد قبض روح عيسى عليه السلام ثم رفع جسده ليعيد الروح إلى الجسد في السماء (!) هو مذهب عجيب أكروباتي بعض الشئ و لم أجد أحدًا قال به من قبل .. فاعذرني إن لم أقبله .
 
شكرا أخي الكريم د.هشام ، هذه مسألة اختلف فيها الناس وأنا عرضت ما تبين لي على اعتبار أن الحياة تحصل إذا اجتمع العنصر الأرضي (الجسد) مع العنصر السماوي (الروح) إما بنزول الروح من السماء إلى الجسد وإما بصعود الجسد إلى السماء لتحل فيه الروح،
والله تعالى عزيز حكيم إذا ضرب مثلا لشيء فإنه يضربه على أتم وجه
بكل فرضياته وجزئياته.
شكرا لك على مداخلاتك.
 
رجح سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ الأمين الشنقيطي رحمهما الله أن الوفاة هنا بمعنى النوم


المقرئ
 
السلام عليكم ورحمة الله

السلام عليكم ورحمة الله

لم يرد في القرآن الكريم نص يدل على موت عيسى عليه السلام الموتة النهائية ، وإنَّما الذي ورد لفظ الوفاة والتوفي ، وهذه ألفاظ لا ينحصر معناها في الموت ، بل تحتمل معاني أخرى منها : استيفاء المدة ، وعيسى عليه السلام قد استوفى مدة مكثه الأول في الأرض ، ومنه قوله تعالى: (( إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِليَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِّينَ كَفَرُوا )) أي : آخذك وافيًا بروحك وبدنك وقد نقل هذا المعنى ابن جرير في تفسيره عن جماعة السلف ، واختاره ورجحه على ما سواه ، وعليه يكون معنى الآية : إني قابضك من عالم الأرض إلى عالم السماء وأنت حي ورافعك إلي ، ومن هذا المعنى قول العرب : توفيت مالي من فلان أي قبضته كله وافياً . وجاء في محاسن التأويل : 4 / 851 : ( إني متوفيك ) ، أي مستوف مدة إقامتك بين قومك ، والتوفي كما يطلق على الاماتة كذلك يطلق على استيفاء الشىء - كما في كتب اللغة - ولو ادعى أن التوفي حقيقة في الأول ، والاصل في الاطلاق الحقيقة ، فنقول : لا مانع من تشبيه سلب تصرفه عليه السلام بأتباعه وانتهاء مدته المقدرة بينهم بسلب الحياة ، وهذا الوجه ظاهر جداً وقد دلت القرآئن من الاحاديث الصحيحة على ذلك .
وقد جزم القرآن الكريم بأن عيسى عليه السلام لم يقتل كما زعم النصارى ، بل رفعه الله تعالى إليه ، قال تعالى : ((... وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ، بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيهِ ...)).
وأمَّا الآية التي في سورة مريم فهي قوله تعالى : (( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا )) لا تدل على وفاته، بل الآية ذكرت ثلاثة أيام يوم ولادته ويوم وفاته ، ويوم يبعث يوم القيامة. فمر منها يوم وبقي يومان ، هما يوم وفاته بعد نزوله إلى الأرض ، ويوم يبعث بعد الوفاة، والقول الصحيح أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء حيّاً وسينزل حياً إلى الأرض.
ورفع وهو نائم

والله أعلم
 
لا أتدخل في أمور العقيدة ابدا
عندي ملاحظة بسيطة فقط :
أين أنتم من هذه الآية :

قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين
(المائدة , الآية 15 )


تقديرا

موراني
 
آه يا د/ موراني آه : [بكل أدب]

تقول أين نحن مـــــــــــــــن هذه الآية ؟!!

بل والله ثم والله أيــــــــــن أنت أنت من هذه الآية ؟!!
 
لست بصاحب المجادلة , يا المقريء
ولا أتدخل في أمور العقيدة كما قلت ,
بل:
أنا أسأل بمنتهى الجدية
والسؤال على السؤال ليس باجابة نستفيد منها .

موراني
 
إلى د/ موراني

لا أدري " لست بصاحب" التاء هل هي تاء المتكلم أو المخاطب
فإن كنت تقصد أني صاحب مجادلة فقد أخطأت في تقديرك فأكره صفة لي هي المراء

وإن كنت تعني نفسك فهذا ما أعتقده فيك

وأما عن سبب كتابتي هذا فإنك صدرت مشاركتك بقولك " ملاحظة" ولم تصدرها بشكل سؤال تريد جوابه ولهذا قولك" والسؤال على السؤال ليس باجابة نستفيد منها" هذا صحيح ولكن مشاركتك لم تكن على طريقة السؤال بل كانت على طريقة الملاحظة وكلنا يدرك معنى ذلك

هذا سبب إدراجي للمشاركة السابقة وبعد ردك سأجيب على سؤالك بإذن الله إن أردت .

المقرئ
 
لست أنا بصاحب المجادلة....
وهلم جرا !

سؤالك يا (المقريء) ( أين أنا من هذه الآية....) ليس في موضعه اطلاقا .
واكرر : لا أتدخل في أمور العقيدة


موراني
 
السلام عليكم أيها الأخوة في الله ورحمة الله وبركاته...

لقد قرأت الموضوع وجميع الردود فما وجدت منكم مختلفا في أن عيسى لا يزال حيا في السماء، وكان اختلافكم في هذه الآية (إني متوفيك ورافعك إلي) في معنى التوفي فمن قائل أنه الموت ومن قائل أنه النوم ومن قائل أنه استيفاء الأجل...
وقد فهمت من الأخ أبي علي أنه فهم من الآية تلك الآلية التي تم رفع عيسى عليه السلام بها إلى السماء وهي فصل للروح عن الجسد ومن ثم رفعهما إلى السماء وإعادة ربطهما هناك، وهو لم يقل بأن عيسى قد مات نهائياً وإنما كان الموت واسطة رفعه.

فلنقبل من أبي علي جهده واجتهاده ولنسأل الله أن يبين لنا الحق فيه فعسى أن يكون الحق فيما ذهب إليه.

أما بالنسبة للآية التي أوردها د. موراني فنحتاج منه إلى بيان مراده فأنا ما فهمت منه إلا الرجوع إلى القرآن لمعرفة الحق وعدم التمسك بما قال فلان وفلان من الناس لأن القرآن يجمعنا والتمسك بأقوال الناس يفرقنا، فإن كان هذا مراده فلعل الجميع على هذا إن شاء الله، وإلا فنحن مشتاقون لمعرفة السر وراء إيراده لهذه الآية الشريفة بدون تعليق.

والله مولاكم نعم المولى ونعم النصير.

السبط
 
قال تعالى :
(إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون)
قيل في هذه الآية : إن الوفاة هنا تعني النوم.
وقيل في : إني متوفيك أن معناها : إني مميتك.
ومن قائل أن عيسى عليه السلام توفاه الله بضع ساعات
وقيل إن في الآية تقديم وتآخير.
فهل من فهم آخر لهذه الآية؟
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" (1/ 201):
« قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ } الْآيَةَ.
قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: أَيْ مُنْجِيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ فِي تِلْكَ النَّوْمَةِ، وَيُسْتَأْنَسُ لِهَذَا التَّفْسِيرِ بِالْآيَاتِ الَّتِي جَاءَ فِيهَا إِطْلَاقُ الْوَفَاةِ عَلَى النَّوْمِ، كَقَوْلِهِ: { وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ } الْآيَةَ [6 \ 60] ، وَقَوْلِهِ: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا } [39 \ 42] ».
قال الإمام أحمد في "المسند": حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَمْحَى الصَّلِيبَ، وَتُجْمَعُ لَهُ الصَّلَاةُ، وَيُعْطَى الْمَالُ حَتَّى لَا يُقْبَلَ، وَيَضَعُ الْخَرَاجَ، وَيَنْزِلُ الرَّوْحَاءَ، فَيَحُجُّ مِنْهَا أَوْ يَعْتَمِرُ، أَوْ يَجْمَعُهُمَا »، قَالَ: وَتَلَا أَبُو هُرَيْرَةَ: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159]، فَزَعَمَ حَنْظَلَةُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: « يُؤْمِنُ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ: عِيسَى». فَلَا أَدْرِي، هَذَا كُلُّهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ شَيْءٌ قَالَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ". إسناده صحيح.

 
يقول الله تعالى : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }[الزمر:42]

يقول الطبري (ت:310هـ) في تفسيره : " حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها } قال: تقبض الأرواح عند نيام النائم، فتقبض روحه في منامه، فتلقى الأرواح بعضها بعضاً: أرواح الموتى وأرواح النيام، فتلتقي فتساءل، قال: فيخلّي عن أرواح الأحياء، فترجع إلى أجسادها، وتريد الأخرى أن ترجع، فيحبس التي قضى عليها الموت، ويرسِلُ الأخرى إلى أجل مسمى، قال: إلى بقية آجالها. "

من خلال الآية 42 من سورة الزمر يتبين أن المراد بالتوفي هو القبض .
فالقبض يكون في حالتين مختلفتين : حين الموت ، وحين النوم .
وبما أن عيسى لم يمت لأنه مازال حيا . توفاه الله حين نومه . ورفعه إليه .أي قبض روحه حين النوم ، ورفعه إليه .
يقول الله تعالى : {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }[آل عمران:55]
يقول الطبري : " ثم اختلف أهل التأويل في معنى الوفاة التي ذكرها الله عزّ وجلّ في هذه الآية، فقال بعضهم: هي وفاة نوم، وكان معنى الكلام على مذهبهم: إني مُنِيمُك، ورافعك في نومك (...)
وقال آخرون: معنى ذلك: إني قابضك من الأرض، فرافعك إليّ، قالوا: ومعنى الوفاة: القبض، لما يقال: توفيت من فلان ما لي عليه، بمعنى: قبضته واستوفيته. قالوا: فمعنى قوله: { إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ }: أي قابضك من الأرض حياً إلى جواري، وآخذك إلى ما عندي بغير موت، ورافعك من بين المشركين وأهل الكفر بك."

ومن خلال القولين المذكورين يتبين أن المعنى الموافق للآية 42 من سورة الزمر ، هو :
إني قابض روحك أثناء النوم وآخذك إلى ما عندي بغير موت ورافعك من بين المشركين وأهل الكفر بك .

والله أعلم وأحكم
 
معنى قوله تعالى :
( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) .
أي : واذكر - يامحمد - إذ قال الله : ياعيسى إني قابضك من الأرض معافى ورافعك إلي ببدنك وروحك ، ومخلصك من الذٌين كفروا ، وجاعل المتبعين لك الذين لم ينحرفوا عن دينك ظاهرين على الذين كفروا بك إلى يوم القيامة ، ثم إلي مصيركم في الآخرة فأقضي بينكم فيما تنازعتم فيه من أمر الدين .
والله أعلم بمراده .
 
الخلاصة أن هذه الآية ليست من قبيل التقديم والتأخير في شيء
 
فعل الوفاة إذا نسبه الله لنفسه لم يعني فصل الروح عن الجسد

فعل الوفاة إذا نسبه الله لنفسه لم يعني فصل الروح عن الجسد

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

تعرضت لهذا الموضوع منذ أكثر من عشر سنوات، في معرض جدالي لبعض المسيحيين.
كان سؤاله : إن كان عيسى قد مات موتا فقد قامت قيامته، فكيف له أن يعود ؟
فلما نظرت في آيات القرآن، وجدت أنه ما من آية فيها فعل الوفاة منسوبا إلى الله لم يحتج إلى فعل فصل الروح عن الجسد، فإذا كان المعنى الموت الذي تنتهي به حياة ابن آدم نسب إلى الملائكة.
ومجمل القول أن فعل الله تعالى مطلق فهو يميت مع بقاء الروح وأسباب الحياة. والله أعلم

يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول
(السنة الثانية من مرحلة الماستر في العلوم الإسلامية)
 
وإبراهيم الذي وفّى.
والله خلقكم ثم يتوفاكم.

الكلمة معناها الأصلي: الإتمام والإكمال.
فهل "متوفيك" هي وعد مستقبلي من الله لعيسى بأنه سيكمل له عمره قرب قيام الساعة؟
أم إيذان من الله لعيسى بأن مهمته الرسالية لبني إسرائيل قد انتهت، وأن رفعه وتركه لقومه دون موته ودون أن يصيبهم عذاب هو استثناء يختلف عن المألوف من حال الرسل ورسالاتهم؟
 
الوفاة ليس موتا فكل من مات فقد توفي ولكن ليس كل من يتوفى قد وقع عليه الموت
فالموت خروج الروح من الجسد
والوفاة خروج النفس من الجسد

وسبق الكتابة تفصيلا في هذا الباب ونتج عن توضيح المفاهيم جلاء تام لمسألة وفاة المسيح عليه السلام

http://tafaser.com/2014/02/24/أَوْجُهُ-البَيَانْ-فِي-كَلَامِ-الرَّ-3/
 
ليؤمنن به قبل موته....خطاب موجه ساعة تنزيل القران وفي ظرف ذلك الزمان اذ ان سيدنا عيسى رفع قبله بزمان.
 
عودة
أعلى