إثبات صفات النبي [صلى الله عليه وسلم] من غير تعطيل، وتعطيل صفات الله (تلك إذاً قسمة ضيزى)!

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
16/04/2009
المشاركات
67
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الحمدُ للهِ المتفرِّدِ بكمالِ الخصائص، والمُنَزَّهِ عن كافَّةِ النقائص ، والصَّلاةُ والسلامُ على نبيِّنا وحبيبنا وقُرَّةِ أعيننا محمدٍ ، وعلى آله وأصحابهِ وأزواجِه ومن سار على دربه واقتفى أثرَه إلى يومِ الدين ؛ أمَّا بعد :

فلا زلتُ أعجبُ مِنْ تلك اللَّوثةِ التي تولَّى كِبرَها المبتدعةُ السَّالفون ، النَّاكبون عن سُنَّةِ الوحي والعقلِ المارقون ،
لوثةُ : (إثباتُ الصِّفاتِ للهِ - على وجهها المقطوعِ بهِ وروداً ودلالةً - يستلزمُ التشبيهَ والتجسيمَ و ....) فجنحوا إلى تأويلها [تعطيلها!] ، تديُّناً من بعضهم على غيرِ هدىً ، ومشاقَّةً للهِ ورسولِهِ من آخرين .

وسَرَتْ هذه اللَّوثةُ وسارَ بها الرُّكبانُ ، وانتشرت انتشارَ النارِ في الهشيم ، فعرَّجتْ على كثيرٍ من صالحي القرنِ الرَّابعِ ، والخامسِ ، والسَّادس ، والسابعِ ...... إلى يومِنا هذا ، فرضعها الصغيرِ بالتلقين ، وأُشربَها الغلام مع " الجَوْهرَة " ، فأصبحَ كثيرٌ من العلماءِ - وكثيرٌ على خلافهم - على طرائقِ أهلِ الكلام في تقريرِ أصولِ الدِّين ، وأبحروا في علومِ الآلةِ ، وعلومِ الغايةِ ؛ من عربيَّةٍ ، وحديثٍ ، وفقهٍ ، وأصولٍ ، وتفسيرٍ ، وأدبٍ ، وجعلوا هذا البابَ من المزالِقِ !

وهو - وفالقِ الحبِّ والنَّوى - مِنْ أشرفِ ما يُعلَم ويُدرك ، فبه معرفةُ اللهِ كما أحبَّ لنا أن نعرفَه ، بالقدرِ الذي أعْلَمَناه
start.gif
ولا يحيطونَ بشيءٍ من علمِهِ إلاَّ بما شاءَ
end.gif
؛ فنزداد معرفةً له ، وحُبّاً ، وشوقاً ، وتعظيماً .


لَيْتَ شعري ، كيفَ يناجي ربَّه مَنْ أدخَل على نفسِهِ اللَّوازِمَ الباطلَةَ من الجهةِ والتحيُّزِ ونحوها ، وهو يقول : (
اللهمَّ إني أسألكَ لذَّةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريم ) ؟ سبحانك ربِّي !

mid.gif
مرَّ بي وأنا أقرأ كتابَ [ فتح الباري (2/606) ط : دار طيبة ] للحافظِ ابن حجرٍ رحمه الله رحمةً واسعة ، في مسألةِ " تسوية الصُّفوف " عند قوله
sallah.gif
: (أقيموا صفوفَكم ؛ فإني أراكم من ورائي) ، وهل رؤيةُ النبيِّ
sallah.gif
أصحابَه من ورائهِ حقيقةٌ ، أو مجازٌ قُصِدَ به العلم ؟


قال - رحمه الله - : (
والمختار حملها على الحقيقة ) .

وقال قبل ذلك (2/143) : (
والصَّوابُ المختار أنه محمول على ظاهره ، وأنَّ هذا الإبصارَ إدراكٌ حقيقيٌّ خاصٌّ به صلى اللهُ عليه وسلَّم انخرقت له فيه العادة ) .

وقال الزَّينُ بن المُنَيِّرِ - رحمه الله - : (
لا حاجةَ إلى تأويلها ؛ لأنَّه [ أي التأويل هنا ] في معنى تعطيلِ لفظِ الشَّارعِ من غيرِ ضرورةٍ ) .

وقال القرطبيُّ - رحمه الله - : (
بل حملها على ظاهرها أولى ؛ لأنَّ فيه زيادةَ كرامةٍ للنبيِّ
sallah.gif
) .

قلتُ : أيهما أولى بالقطعِ من جهةِ الدِّلالة :

قول النبيِّ
sallah.gif
: (
أقيموا صفوفَكم ؛ فإني أراكم من ورائي) في الرؤية .
أو قول الله تبارك تعالى :
start.gif
قال يا إبليسُ ما منعكَ أن تسجدَ لما خلقتُ بيديَّ
end.gif
في صفةِ اليدين ؟
أو قوله تعالى :
start.gif
والله يحبُّ المحسنين
end.gif
في صفةِ المحبَّة ؟ ..... إلخ .

وهل -
على عبارة الزَّين رحمه الله : لا حاجةَ إلى تأويلها ؛ لأنَّه في معنى تعطيلِ لفظِ الشَّارعِ من غيرِ ضرورةٍ - وُجِدتْ ضرورةٌ لتأويلها بالنعمةِ أو القدرة ؟ أو المحبَّة بإرادةِ الإحسان ؟ ثم - على عبارته كذلك - أليس فيه تعطيل لفظ الشارع ؟!

ألا يمكن أن يقولوا في قول النبيِّ
sallah.gif
: (
أقيموا صفوفَكم ؛ فإني أراكم من ورائي) :

1 - نقطع بعدم وجودِ عينين في خلفِ رأس النبيِّ
sallah.gif
.
2 - ونقطع بعدمِ إمكان الإنسانِ - خِلْقَةً - أن يُبصرَ ما وراءَه من غيرِ التفاتٍ .
sallah.gif
.

فوجبَ تأويل ذلك بالعِلمِ بحالِ مَن وراءَه
sallah.gif
.

بل جعلوا ذلكَ سهلاً مقبولاً ، أو معجزةً .

واللهَ الكاملَ المتفرِّدَ بالجلال والكمالِ خِلْواً مما وصفَ به نفسَه إلاَّ قليلاً ؟!!

سبحانَ اللهِ ، ما أضرَّ على الطالبِ دخول مهيعٍ نهى عنه السَّلَفُ .

فإلى مَنْ حادَ عن نهجِ السَّلفِ ؛ بالتأويل ، أو التجهيل ، أو التعطيل أهمسُ في أذنَيْكَ :

أنبيُّنا محمَّدٌ
sallah.gif
أعَزُّ عليكم من اللهِ ، واتخذتموه وراءَكم ظهريّاً ؟!


اللهمَّ أحسنْ عاقبتنا في الأمورِ كلِّها ، وأجرنا من خزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة .

خليل الفائدة
سحر الجمعة 15 / 10 / 1431 هـ .
 
كلام جميل ورصين
ولو سلم من مثل هذه الفقرة:

فلا زلتُ أعجبُ مِنْ تلك اللَّوثةِ التي تولَّى كِبرَها المبتدعةُ السَّالفون ، النَّاكبون عن سُنَّةِ الوحي والعقلِ المارقون ، لوثةُ : (إثباتُ الصِّفاتِ للهِ - على وجهها المقطوعِ بهِ وروداً ودلالةً - يستلزمُ التشبيهَ والتجسيمَ و ....) فجنحوا إلى تأويلها [تعطيلها!] ، تديُّناً من بعضهم على غيرِ هدىً ، ومشاقَّةً للهِ ورسولِهِ من آخرين .

لكان أجمل.
لأن من أسباب بقاء البدع وترسخها والتمسك بها والدفاع عنها ، التقريع بعنف لصاحب الشبهة في بداية أمره
ولو أن أهل الحق تلطفوا في ردهم لماتت كثير من البدع في مهدها.
 
بوركتَ أخي :

أعني بالمبتدعة السالفين : جهم ، والجعد ، وبشر ... لا العلماء الذين تأثروا .
 
جودة الكتابة والضبط والتنسيق والمراجع تستحق الشكر والإشادة .. فشكر الله لك .
 
أخي الكريم التنزيه أمر مقطوع به ومجمع عليه بدلالة (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) (( ولم يكن له كفواً أحد ))
فلا تشبيه ولاتجسيد ولا تمثيل فمن شبه أو جسد أومثل خالف النص ودلالته ومقتضاه وآل إلى الكفر نعوذ بالله منه ومن أن يستلزمه فهم أوعتقاد
وكل ما أثبته الباري لنفسه نثبته ولا يجوز نفيه ونؤمن به فلا تعطيل ...(نؤمن به من غير تكييف ) كما أراده منزل الكتاب مع استعاذتنا به من أن يفضي إلى فهمنا لوثة التشبيه أو التمثيل أو التجسيد أو يؤول إلى شيء من ذلك جل الله عنه وعلا علواً كبيرا
فتحمل جميع آيات الصفات لله عليه
وحمل ما يوهم التشبيه على ما يقتضي التنزيه تأويل ليس فيه تعطيل وهذا مذهب من قال بالتأويل الصحيح من علماء الأمة سلفها وخلفها
وكل تأويل لما وصف الله به نفسه أو ثبت صحيحا عن رسوله ،يفضي إلى التعطيل نعوذ بالله تعالى منه ....بل نؤمن به ونفوض إلى الله تعالى أمر حقيقته وهو سبحانه أعلم به
فنؤمن بالله تعالى وبما وصف به نفسه من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تجسيد ولا تعطيل
وهذا معنى ما ورد في الجوهرة
وكل نص أوهم التشبيها = أوله أو فوض ورم تنزيها
وشتان بين الأمرين فالرسول بشر مخلوق والله خالق نزه نفسه عن مشابهة المخلوق
 
جزاك الله خيراً أخي الكريم :
كلامك كله صحيحٌ تماماً ، لكن : لا علاقةَ له بما كتبتُ وأردتُ !
فتأمَّل .
 
جزاك الله خيراً أخي الكريم :
كلامك كله صحيحٌ تماماً
ليس صحيح تماماً , وأعظم الأمّة تنزيهاً لله رسوله صل1 وصحابته الكرام رضي الله عنهم , ولم يعرف عن أحدٍ منهم تأويلاً أو تفويضاً , بل الثابت عنهم وما أجمعوا عليه : الإثبات بلا تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل , وظواهر نصوص الصفات مقصودة , والأخذ بها واجب , وتأويلها تحريف .
 
أخي نايف كلامك يفتقر إلى دليل وليس كل لفظ ظاهره هو المقصود فإن أفضى إلى التشبيه فالتنزيه هو المأمور به والمقطوع به ودونك قاطعات النصوص، ولقد قلت لك نؤمن بالله تعالى وبما وصف به نفسه من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تجسيد ولا تعطيل...
وزعمك هذا أخي الكريم لازمه خطير عذت بالله منه بعد هذا العمر....إذ فيه رمي لأمة موحدة منزهة بالتحريف إن لم تعتقد بظاهر اللفظ ورده إلى المحكمات تأويلا إذ حمل على ظاهر يفضي إلى ما أوجبت النصوص تنزيه الله تعالى منه عندما يوهم التمثيل ؛ أو تفوض الله بحقيقته إيمانا به وإثباتاً من غير حمل على ما ينافي تنزيها ، فإن شئت أن أكون بذلك محرفاً فلن أعدل عن علمي إلى قولك إلا بدليل؛ فهات الدليل هادني الله أخي بك وإني أعوذ بالله أن ألقاه إلا وأنا وأنت وجميع المسلمين من أصحاب الصراط السوي بل ومن أهدى من اهتدى....!!!
والسلام
 
الحمد لله، وبعد ..
إطلالة مميزة ، تدل بحق على ذهن صاف ، وجودة فهم ، وحسن ربط بين الأدلة للإفحام .
وهذه سمة مهمة لمن يعتني كثيراً بالمناظرات أو الردود ، أن يعتني بربط ما يقرأ بشتى الفنون ، ومن هنا تظهر الملكة العلمية في فنون القراءة ، وكيفية الاستفادة منها .
حفظك الله يا خليل الفائدة ، ونفع بك ، وزداك الله العظيم من فضله ولنا جميعاً
 
ليس صحيح تماماً , وأعظم الأمّة تنزيهاً لله رسوله صل1 وصحابته الكرام رضي الله عنهم , ولم يعرف عن أحدٍ منهم تأويلاً أو تفويضاً , بل الثابت عنهم وما أجمعوا عليه : الإثبات بلا تشبيه ولا تأويل ولا تعطيل , وظواهر نصوص الصفات مقصودة , والأخذ بها واجب , وتأويلها تحريف .
أخي الشيخ المفيد :
إنما وقفتُ مع حروفه بما فهمتُه ، فما أشكل ، ولم يمكن حمله على ظاهره = أُوِّلَ على قواعد أهل السنَّةِ لا على قواعد أهل الكلام ، كقول الله في الحديث القدسي : (عبدي : مرضتُ فلم تعدني) .
وجزيتَ خيراً لاهتمامك .
 
الحمد لله، وبعد ..
إطلالة مميزة ، تدل بحق على ذهن صاف ، وجودة فهم ، وحسن ربط بين الأدلة للإفحام .
وهذه سمة مهمة لمن يعتني كثيراً بالمناظرات أو الردود ، أن يعتني بربط ما يقرأ بشتى الفنون ، ومن هنا تظهر الملكة العلمية في فنون القراءة ، وكيفية الاستفادة منها .
حفظك الله يا خليل الفائدة ، ونفع بك ، وزداك الله العظيم من فضله ولنا جميعاً

بارك الله فيك أبا العالية ، وأرجو أن أكونَ كما ذكرتَ وزيادة .
وأجاب الله دعاءَك ، وكافأك بالمثل .
والله الموفق وحده .
 
وحمل ما يوهم التشبيه على ما يقتضي التنزيه تأويل ليس فيه تعطيل
قال نعيم بن حماد : « من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر ، فليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه »

سبب مقاله رحمه الله هو أن المعطلة كالجهمية والمعتزلة كانوا يأوّلون الصفات لأنهم يرون أن ظاهرها تشبيه، ويسمّون السلف الذين أثبتوا تلك الصفات "مشبهة"، فصرف الجهمية والمعتزلة نصوص الصفات عن ظاهرها (أي أوّلوها)، فسمّوهم السلف "معطلة"، ولو كان السلف يفوضون معنى الصفة كما تقول، لما سمّاهم المعطلة "مشبهة"، لأنهم يكونون حينئذٍ مثل المعتزلة والجهمية في أنهم يصرفونها عن معناها الظاهر، ويختلفون عنهم في تحديد المعنى غير الظاهر، فتفويض المعنى هو تأويل إجمالي كما في شرح البيجوري على الجوهرة.

الجهمية أوّلت اليد في قوله تعالى {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص : 75] بالقوة، كما قال الحافظ أبو عيسى الترمذي في سننه: (وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ. وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ فَتَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ. وَقَالُوا إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَا هُنَا الْقُوَّةُ.
والمعتزلة والأشاعرة المأولون قالوا بنفس الأمر، إلا أن أفرادهم اختلفوا في المعنى المختار لليد في هذه الآية، فبعضهم أولها بالقوة وآخرون أولوها بشيء آخر، ولكن منهجهم واحد وهو صرف نصوص الصفات عن ظاهرها.
ومفوضة المعنى فعلوا مثلهم في صرف النص عن ظاهره، واختلفوا عنهم في أن المأولة حددوا معنى معين، والمفوضة فوضوا المعنى المأول إلى الله عز وجل.

أما أن ظاهر هذه النصوص تشبيه، فهذا باطل، فالتشبيه فقط في عقول بعض الناس، يظن أن إثبات الصفة المذكورة في الكتاب أو السنة تشبيها، وسبب ذلك هو أنه تخيل الصفة وصورها في رأسه فشبّه الصفة في عقله، فظن أنه يلزم منه التشبيه فعطل الصفة بتأويلها، حيث أنه لم يعقل يدا أو بصرا أو غضبا أو ضحكا ... إلخ مخالف لما هو في المخلوقات، فبدل أن يسلم حقيقتها لله عز وجل، أنكر ظاهرها، وصرفها لمعنى آخر رأى أنه موافق للتنزيه، فأصبح بذلك مشبها مُعطلا.

قال ابن بطة العكبري الحنبلي (ت. 387 هـ) في الإبانة: (الجهمية ترد هذه الأحاديث وتجحدها وتكذب الرواة، وفي تكذيبها لهذه الأحاديث رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاندة له، ومن رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رد على الله ؛ قال الله عز وجل : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر : 7] ، فإذا قامت الحُّجة على الجَهْمِي، وعلم صحة هذه الأحاديث ولم يقدر على جحدها، قال: الحديث صحيح، وإنما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”ينزل ربنا في كل ليلة“ ينزل أمره. قلنا: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ”ينزل الله عز وجل“ ، ”وينزل ربنا“ ولو أراد أمره لقال: «ينزل أمر ربنا». فيقول (الجهمي) : إن قلنا: "ينزل"، فقد قلنا: إنه يزول والله لا يزول، ولو كان ينزل لزال؛ لأن كل نازل زائل.
فقلنا: أوَ لستم تزعمون أنكم تنفون التشبيه عن رب العالمين؟ فقد صرتم بهذه المقالة إلى أقبح التشبيه، وأشد الخلاف؛ لأنكم إن جحدتم الآثار، وكذبتم بالحديث، رددتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله، وكذبتم خبره، وإن قلتم: لا ينزل إلا بزوال، فقد شبهتموه بخلقه، وزعمتم أنه لا يقدر أن ينزل إلا بزواله على وصف المخلوق الذي إذا كان بمكان خلا منه مكان. لكنا نصدق نبينا صلى الله عليه وسلم ونقبل ما جاء به فإنا بذلك أمرنا وإليه ندبنا، فنقول كما قال: ”ينزل ربنا عز وجل“ ولا نقول : إنه يزول، بل ينزل كيف شاء، لا نصف نزوله، ولا نحدّه، ولا نقول: إن نزوله زواله
.)

للمزيد من كلام السلف وأئمة السنة في موضوع التشبيه انظر هنـا

.​
 
صح كلامك أختي الفاضلة بأن الأصل في الكلام أن يحمل على حقيقته والحقيقة هي الظاهر والأصل إلا بدليل يوجب الصرف إلى ما يصح إطلاقه عليه كالمجاز وغيره مما يستعمل اللفظ فيه والصارف هنا نفي التمثيل والتشبيه والتجسيد تعالى الله عما يقوله المجسمة علوا كبيرا ومذهب السلف (( إمرارها على ما هي عليه مع التنزيه)) ولم يأت نص بحملها على الحقيقة بل القول في كل المتشابهات أنها تحمل على المحكمات (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وهي نفي وإثبات، نفي المثلية وإثبات الصفات... سبحانه وتعالى... والتنزيه قطع ونفي التمثيل قطع وإعمالها إمرارها من غير مناقضة لما أحكم
ونحن أخيه نثبت لله ما أثبت لنفسه ونؤمن بكل ما وصف به نفسه إيمانا وتصديقاً ووصفاً لا كإيمكان المشبهة ولا المجسمة من االكرامية إعمالا لجميع النصوص وحملا للمتشابه على المحكم ... والله أعلم وهذا ما عليه سلف الأمة خلا الكرامية المجسمة تأثرا باليهود والنصارى ومن نحى نحوهم برأنا الله وإياكم من الوقوع فيه وسلم​
 

(( إمرارها على ما هي عليه مع التنزيه))​
هذه العبارة أخي طارق - بارك الله فيك - لا تصح ، فإن يفهم من معناها « أمروها على ما هي عليه مع تنزيه الله عن معانيها » وهذا غير صحيح .
فقول السلف في آيات الصفات كما قال الأوزاعي - رحمه الله - : سئل الزهري ، ومكحول عن آيات الصفات ؛ فقالا : « أمرُّوها كما جاءت » .
وقال الوليد بن مسلم - رحمه الله - : سئل مالك ، والأوزاعي ، والليث بن سعد ، وسفيان الثوري - رحمهم الله - عن الأخبار الواردة في الصفات ، فقالوا جميعاً : « أمرُّوها كما جاءت بلا كيف » .
فهذا ما نقل عن السلف واشتهر عنهم « أمرُّوها كما جاءت بلا كيف» ولم يقل أحد منهم مع التنزيه .
وفي هذه العبارة « أمرُّوها كما جاءت بلا كيف» رد على المعطلة والمشبهة .
ففي قولهم : « أمروها كماجاءت» رد على المعطلة .
وفي قولهم : « بلا كيف » رد على المشبهة .
فالسلف - رحمهم الله - يثبتون لنصوص الصفات المعاني الصحيحة التي تليق بالله – سبحانه - ، فقولهم : «أمروها كما جاءت » معناه إبقاء دلالتها على ما جاءت به من المعاني ، ولا ريب أنها جاءت لإثبات المعاني اللائقة بالله تعالى ؛ ولو كانوا لا يعتقدون لها معنى لقالوا : « أمروا لفظها ولا تتعرضوا لمعناها » ، أو « أمروا لفظها ونزهوا الله عن معانيها » ونحو ذلك.
وقولهم : " بلا كيف " فإنه ظاهر في إثبات حقيقة المعنى ، لأنهم لو كانوا لا يعتقدون ثبوته ما احتاجوا إلى نفي كيفيته ، فإن غير الثابت لا وجود له في نفسه ، فنفي كيفيته من لغو القول .
والله تعالى أعلم .
 
صح كلامك أختي الفاضلة بأن الأصل في الكلام أن يحمل على حقيقته والحقيقة هي الظاهر والأصل إلا بدليل يوجب الصرف إلى ما يصح إطلاقه عليه كالمجاز وغيره مما يستعمل اللفظ فيه والصارف هنا نفي التمثيل والتشبيه والتجسيد تعالى الله عما يقوله المجسمة علوا كبيرا ومذهب السلف (( إمرارها على ما هي عليه مع التنزيه)) ولم يأت نص بحملها على الحقيقة بل القول في كل المتشابهات أنها تحمل على المحكمات (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وهي نفي وإثبات، نفي المثلية وإثبات الصفات... سبحانه وتعالى... والتنزيه قطع ونفي التمثيل قطع وإعمالها إمرارها من غير مناقضة لما أحكم
ونحن أخيه نثبت لله ما أثبت لنفسه ونؤمن بكل ما وصف به نفسه إيمانا وتصديقاً ووصفاً لا كإيمكان المشبهة ولا المجسمة من االكرامية إعمالا لجميع النصوص وحملا للمتشابه على المحكم ... والله أعلم وهذا ما عليه سلف الأمة خلا الكرامية المجسمة تأثرا باليهود والنصارى ومن نحى نحوهم برأنا الله وإياكم من الوقوع فيه وسلم​

وهل المنهج الذي ذكرته (صرف النص عن ظاهره) منطبق على كل الصفات حتى صفة الحياة والعلم والإرادة والسمع والبصر؟
أم هي منطبقة على مجموعة من الصفات وليس كلها؟
وإذا كان الجواب بالتفريق بينها... فما الدليل على أن السلف فرقوا بين الصفات في طريقة الإثبات؟

وما المنهج المتبع في نصوص رؤية الله عز وجل يوم القيامة؟ هل نأخذها على ظاهرها أم هي أيضا مصروفة عن الظاهر؟
 
يقول أخونا طارق:
"إمرارها على ما هي عليه مع التنزيه"
ويقول أخونا ضيدان:
هذه العبارة أخي طارق - بارك الله فيك - لا تصح ، فإن يفهم من معناها « أمروها على ما هي عليه مع تنزيه الله عن معانيها » وهذا غير صحيح .

وأنا أقول:
تعليلك أخانا ضيدان لا يصح
لأن معنى العبارة لا يفهم منه الذي ذكرت ، بل معنى العبارة هو:
هو إثبات الصفة مع تنزيه الله تعالى عما لا يليق به ، وهو معنى الآية:
"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"

 
أختي الفاضل ضيدان - بارك الله بك - وهل التنزيه إلا مما لايليق به سبحانه ؟؟؟ وهو عن الكيف وأضرابه من صفات النقص التي هي لازم المخلوقين، فسبحانه وتعالى عما لايليق به، من التشبيه أو النقص، وتعالى عما يقوله المشبهة والمجسمة علوا كبيرا، وأعاذنتا من التأويل إلى التعطيل ..؛ فأمروها بلاكيف = نزهوه عما لايليق به، وذلك بدليل (( ليس كمثله شيء)) ((ولم يكن له كفوا أحد)) فنقول في (( الرحمن على العرش استوى )) : استوى استواءً يليق بجلاله وكماله، ولا نقول: استوى كاستوائي تعالى الله فاستوائي استواء نقص واستواؤه استواء من له الكمال والجلال (( فهذا مثال الإثبات مع التنزيه )) والله أعلم
وجزاك الله خيراً أخي أبا سعد الغامدي؛ لحسن البيان وإجلاء الأمر
 
وهل المنهج الذي ذكرته (صرف النص عن ظاهره) منطبق على كل الصفات حتى صفة الحياة والعلم والإرادة والسمع والبصر؟
أم هي منطبقة على مجموعة من الصفات وليس كلها؟
وإذا كان الجواب بالتفريق بينها... فما الدليل على أن السلف فرقوا بين الصفات في طريقة الإثبات؟

وما المنهج المتبع في نصوص رؤية الله عز وجل يوم القيامة؟ هل نأخذها على ظاهرها أم هي أيضا مصروفة عن الظاهر؟
أختي الفاضلة : الأصل عند أهل السنة والجماعة حمل اللفظ على ما يقتضيه الظاهر أي على حقيقته ولا يعدل عنه إلا بدليل صارف وهذه القاعدة هي الأصل في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة على العموم والإطلاق ولا يلجأ إلى التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى من المعاني التي صح وثبت استعماله فيه إلا بضرورة ودليل يقتضيها نصن كتاب أو سنه صحيحة ثابتة
وهذا ما قرره وأوضحه العلماء الأثبات خلا الظاهرية فلهم رأيهم.. وهذه هي القاعدة في فهم دلالات نصوص الكتاب والسنة أيا كان موضوعها أحكام عملية أم اعتقادية
بيد أن أهل العلم في موضوع الأحكام الاعتقادية وبالأخص (( صفات الباري جل وعلا )) لهم أقوال في موضوع التأويل يلخصها الإمام الشوكاني في إرشاد الفحول تلخيصا وافيا كما ذكر شيخنا الدكتور محمد أديب الصالح في حاشية كتابه تفسير النصوص في معرض الحديث عما يدخله التأويل : ( ذكر الشوكاني في "إرشاد الفحول" خلاصة وافيةلهذه المذاهب فبين أن العلماء اختلفواعلى ثلاثة مذاهب.
الأول: أن لايدخل التأويل فيها؛ بل تجري على ظاهرها ولا يؤول شيء منها. وهذا قول المشبهة
الثاني: أن لها تأويلا، ولكنا نمسك عنه مع تنزيه اعتقادنا عن التشبيه والتعطيل لقوله وما يعلم تأويله إلا الله). قال ابن برهان: وهذا قول السلف.
الثالث أنها مؤولة. قال ابن برهان: والأول من هذه المذاهب باطل. والآخران منقولان عن الصحابة، ونقل المذهب الثالث عن علي وابن مسعود وأم سلمة.-رضي الله عنهم-
ونقل الشوكاني عن إمام الحرمين والغزالي والرازي ما يفيد عودتهم إلى مذهب السلف فقال:( وهؤلاء الثلاثة هم الذين وسعوا ذائرة التأويل وطولوا ذيوله قد رجعوا آخرا إلى مذهب السلف. وحكى الزركشي عن ابن دقيق العيد أنه قال: ونقول في الألفاظ المشكلة أنها صحيحة وصدق - وعلى الوده الذي أراد الله. ومن أول شيئا منها فإن كان تأوله قريبا عل ما يقتضيه لسان العرب، وتفهمه في مخاطباتها ، لم ننكر عليه ولم نبدّعه. وإن كان تأويله بعيداً توقفنا عنه واستبعدناه، ورجعنا إلى القاعدة غي الإيمان بمعناه مع التنزيه).
"إرشاد الفحول" للشوكاني(ص:167-177) وانظر "الحر المحيط" للزركشي مخطوطة دار الكتب المصرية و"مقدمة تفسير الطبري" (1/75-93) "وإعلام الموقعين" لابن القيم (4/145-253).
وذكر شيخناالأستاذ الدكتور محمد أديب صالح في مبحث المتشابه:
( ومنه أيضا تلك الصفات والأفعال، التي جاءت نصوص الكتاب والسنة الصحيحة بنسبتها إلى الله تعالى، مما قد يشعر بالحدوث ومشابهة الخلق، مع استحالة نسبة معانيها الظاهرة إليه، وهو المنزه سبحانه عن التمثيل والتشبيه والجهة والجسمية...( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وذلك كنسبة العين، واليد والوجه والمكان مثل قوله تعالى: ( ولتصنع على عيني) (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا) (يد الله فوق أيديهم) (بل يداه مبسوطتان) (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) (وحوه يومذ ناضرة إلى ربها ناظرة). ونسبة المجيء إليه في قوله تعالى : ( وجاء ربك والملك صفا صفا) والنزول الوارد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة من قوله عليه الصلاة والسلام: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له.؟"
ومثل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه الطبري في التفسير عن أبي هريرة: "إن الله عز وجل يقبل الصدقة بيمينه ولا يقبل منها إلا ماكان طيبا، والله يربي لأحدكم مهره كما يربي مهره وفصيله حتى يوافي يوم القيامة بها وهي أعظم من أحد".
أما رؤية الله يوم القيامة فحق فنؤمن بها ونسأل الله أن ينعم علينا وعليكم بها وأن يتم علينا وعليكم الرضا لكن لا نقول بالكيف
ولنا متابعة مفيدة إن شاء الله تعالى
 
معذرة وقع خطأ كتابي في مشاركتي السابقة
في السطر الثالث: ودليل يقتضيها نصن كتاب أو سنه صحيحة ثابتة
الصواب: نصٌ في كتاب أوسنة
في السطر الخامس عشر: وحكى الزركشي عن ابن دقيق العيد أنه قال: ونقول في الألفاظ المشكلة أنها صحيحة وصدق - وعلى الوده الذي أراد الله.
الصواب : الوجه؛ فتصبح العبارة : وعلى الوجه الذي أراد الله
 
أختي الفاضلة : الأصل عند أهل السنة والجماعة حمل اللفظ على ما يقتضيه الظاهر أي على حقيقته ولا يعدل عنه إلا بدليل صارف وهذه القاعدة هي الأصل في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة على العموم والإطلاق ولا يلجأ إلى التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى من المعاني التي صح وثبت استعماله فيه إلا بضرورة ودليل يقتضيها نصن كتاب أو سنه صحيحة ثابتة
وهذا ما قرره وأوضحه العلماء الأثبات خلا الظاهرية فلهم رأيهم.. وهذه هي القاعدة في فهم دلالات نصوص الكتاب والسنة أيا كان موضوعها أحكام عملية أم اعتقادية
بيد أن أهل العلم في موضوع الأحكام الاعتقادية وبالأخص (( صفات الباري جل وعلا )) لهم أقوال في موضوع التأويل يلخصها الإمام الشوكاني في إرشاد الفحول تلخيصا وافيا كما ذكر شيخنا الدكتور محمد أديب الصالح في حاشية كتابه تفسير النصوص في معرض الحديث عما يدخله التأويل : ( ذكر الشوكاني في "إرشاد الفحول" خلاصة وافيةلهذه المذاهب فبين أن العلماء اختلفواعلى ثلاثة مذاهب.
الأول: أن لايدخل التأويل فيها؛ بل تجري على ظاهرها ولا يؤول شيء منها. وهذا قول المشبهة
الثاني: أن لها تأويلا، ولكنا نمسك عنه مع تنزيه اعتقادنا عن التشبيه والتعطيل لقوله وما يعلم تأويله إلا الله). قال ابن برهان: وهذا قول السلف.
الثالث أنها مؤولة. قال ابن برهان: والأول من هذه المذاهب باطل. والآخران منقولان عن الصحابة، ونقل المذهب الثالث عن علي وابن مسعود وأم سلمة.-رضي الله عنهم-
ونقل الشوكاني عن إمام الحرمين والغزالي والرازي ما يفيد عودتهم إلى مذهب السلف فقال:( وهؤلاء الثلاثة هم الذين وسعوا ذائرة التأويل وطولوا ذيوله قد رجعوا آخرا إلى مذهب السلف. وحكى الزركشي عن ابن دقيق العيد أنه قال: ونقول في الألفاظ المشكلة أنها صحيحة وصدق - وعلى الوده الذي أراد الله. ومن أول شيئا منها فإن كان تأوله قريبا عل ما يقتضيه لسان العرب، وتفهمه في مخاطباتها ، لم ننكر عليه ولم نبدّعه. وإن كان تأويله بعيداً توقفنا عنه واستبعدناه، ورجعنا إلى القاعدة غي الإيمان بمعناه مع التنزيه).
"إرشاد الفحول" للشوكاني(ص:167-177) وانظر "الحر المحيط" للزركشي مخطوطة دار الكتب المصرية و"مقدمة تفسير الطبري" (1/75-93) "وإعلام الموقعين" لابن القيم (4/145-253).
وذكر شيخناالأستاذ الدكتور محمد أديب صالح في مبحث المتشابه:
( ومنه أيضا تلك الصفات والأفعال، التي جاءت نصوص الكتاب والسنة الصحيحة بنسبتها إلى الله تعالى، مما قد يشعر بالحدوث ومشابهة الخلق، مع استحالة نسبة معانيها الظاهرة إليه، وهو المنزه سبحانه عن التمثيل والتشبيه والجهة والجسمية...( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وذلك كنسبة العين، واليد والوجه والمكان مثل قوله تعالى: ( ولتصنع على عيني) (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا) (يد الله فوق أيديهم) (بل يداه مبسوطتان) (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) (وحوه يومذ ناضرة إلى ربها ناظرة). ونسبة المجيء إليه في قوله تعالى : ( وجاء ربك والملك صفا صفا) والنزول الوارد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة من قوله عليه الصلاة والسلام: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له.؟"
ومثل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه الطبري في التفسير عن أبي هريرة: "إن الله عز وجل يقبل الصدقة بيمينه ولا يقبل منها إلا ماكان طيبا، والله يربي لأحدكم مهره كما يربي مهره وفصيله حتى يوافي يوم القيامة بها وهي أعظم من أحد".
أما رؤية الله يوم القيامة فحق فنؤمن بها ونسأل الله أن ينعم علينا وعليكم بها وأن يتم علينا وعليكم الرضا لكن لا نقول بالكيف
ولنا متابعة مفيدة إن شاء الله تعالى

شرحك الطويل لم يجبني على أسئلتي
فما قلته ليس جديدا علي ... هو ما أقرأه دائما من الأشاعرة

أنا أريدك أن تجيب على أسئلتي باختصار
وهذه هي الأسئلة مرة أخرى:
1. هل منهج تفويض المعنى (المذهب الثاني الذي ذكرته)، والتأويل (المذهب الثالث) منطبق على جميع الصفات عند السلف الصالح، بما فيها صفة الحياة والعلم والإرادة والسمع والبصر؟

2. هل هذا المنهج ينطبق أيضا على نصوص رؤية الله عز وجل يوم القيامة؟ هل هي أيضا مصروفة عن ظاهرها ؟
 
أختي الفاضل ضيدان - بارك الله بك - وهل التنزيه إلا مما لايليق به سبحانه ؟؟؟ وهو عن الكيف وأضرابه من صفات النقص التي هي لازم المخلوقين، فسبحانه وتعالى عما لايليق به، من التشبيه أو النقص، وتعالى عما يقوله المشبهة والمجسمة علوا كبيرا، وأعاذنتا من التأويل إلى التعطيل ..

تفسيرك لـ"بلا كيف" غير صحيح.

انظر هـنـا تفسير معنى قولهم "بلا كيف"، ويتضمن شرحا لكلام الإمام مالك رحمه الله في المسألة.
 
وأما قولهم أمروها بلا كيف كما ثبت عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك رضي الله عنهم فمعناه الإقرار بثبوتها والإيمان بها ولا يقال كيف وهذا ما أعتقده في كل المتشابهات وهو الأسلم والأحكم
بلا كيف : نفي لما يستلزم الكيفية لمنافاتها- أي الكيفية - لموجب التنزيه عما لا يليق به جل وعلا من التمثيل والتشبيه والتجسيد عملا بقوله تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)...
وحملها على الظاهر والحقيقة إعمال لما يستوجب التشبيه والتمثيل والتجسيد لم يقل به سوى المشبهة كالكرامية ومن نحى نحوهم ولم يقل به أحد من أهل السنة والجماعة ولا من السلف وبالأخص القرون الثلاثة الأولى
ومن قال بحملها على الظاهر والحقيقة مع نفي التشبيه والتمثيل لاسلف له في القرون الثلاثة الأول وإن زعم أنه بهذا الأمر يحمل عقيدة السلف بل هو تناقض لمن تأمله
والتعطيل : نفيها بالكلية لم يقل به سوى الجهمية وهؤلاء هم المعطلة لا من أولها بحمل ما تشابه من النصوص على المحكم فهذا قال به بعض السلف وكثير ممن تبعهم من الخلف... فليتأمل
وأما الرؤية لله تعالى بالأبصار في الآخرة فنؤمن بها لثبوبتها بالنص ولا تستلزم الجهة لأنها لازم للمخلوقين ...ولانقول بنفيها كما جنحت إليه المعتزلة لاستحالتها عقلا في زعمهم
وإذا لم يكن بياني هذا صحيحا فبيني لنا...هدانا الله وإياك للحق الذي يعلمه وأراده وارتضاه من عباده
 
يقول أخونا طارق:
"إمرارها على ما هي عليه مع التنزيه"
ويقول أخونا ضيدان:


وأنا أقول:
تعليلك أخانا ضيدان لا يصح
لأن معنى العبارة لا يفهم منه الذي ذكرت ، بل معنى العبارة هو:
هو إثبات الصفة مع تنزيه الله تعالى عما لا يليق به ، وهو معنى الآية:
"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"

أخي أبو سعد - حفظه الله - بل يفهم منها الذي ذكرته ، يفهم منها - بارك الله فيك - أنه سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ، ففيه إثبات الصفة كما جاءت في القرآن والسنة ولكن في حد زعمهم ينزه الله عن معانيها . وقد اعترض علينا بذلك من ناقشناه في هذا الباب ليجمع بين إثبات الصفة كما جاء عن السلف وبين نفي معانيها تنزيهاً لله على حد زعمه . لذلك كان مأخذي على العبارة .
وكان الأولى أن يقال : أمروها كما جاءت بلا كيف . كما نقلت عن السلف - رحمهم الله تعالى - .
فهو سميع على المعنى الذي يليق به سبحانه وتعالى ، بصير على المعنى الذي يليق به سبحانه ، ولكن كيف يسمع ، كيف يبصر ؟ الجواب : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . وهكذا في باقي الصفات .
فالعبارة توهم المعنى الذي ذكرت ، وهذا اعتراضي على أخي طارق عبد الله .
على العموم هو تنبيه على التزام عبارة السلف فهي أدق وأسلم .
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح .
وشكري وتقديري الجميل لك على ما تفضلت به .
 
وحملها على الظاهر والحقيقة إعمال لما يستوجب التشبيه والتمثيل والتجسيد لم يقل به سوى المشبهة كالكرامية ومن نحى نحوهم ولم يقل به أحد من أهل السنة والجماعة ولا من السلف وبالأخص القرون الثلاثة الأولى
ومن قال بحملها على الظاهر والحقيقة مع نفي التشبيه والتمثيل لاسلف له في القرون الثلاثة الأول وإن زعم أنه بهذا الأمر يحمل عقيدة السلف بل هو تناقض لمن تأمله

وهل قال أحد من السلف بأن نصوص الصفات ليست على ظاهرها وأن الصفات على المجاز لا الحقيقة؟

وإذا كنتُ سأسلم أن السلف صرفوها عن ظاهرها ونفوا أنها على الحقيقة لأنه لم يأتينا شيء عن السلف في ذلك
فإن ذلك ينطبق أيضا على صفة الحياة والإرادة والسمع والبصر وغيرها
فهل تقول بأن صفة الحياة والإرادة والعلم والقدرة والسمع والبصر ليست على الحقيقة بناءً على أن السلف لم يقولوا بأنها على الحقيقة؟
 
وحملها على الظاهر والحقيقة إعمال لما يستوجب التشبيه والتمثيل والتجسيد لم يقل به سوى المشبهة كالكرامية ومن نحى نحوهم ولم يقل به أحد من أهل السنة والجماعة ولا من السلف وبالأخص القرون الثلاثة الأولى
ومن قال بحملها على الظاهر والحقيقة مع نفي التشبيه والتمثيل لاسلف له في القرون الثلاثة الأول وإن زعم أنه بهذا الأمر يحمل عقيدة السلف بل هو تناقض لمن تأمله
أخي طارق - بارك الله فيك - لو تكرمت توضح هذا الكلام أكثر .
 
التعديل الأخير:
وهل قال أحد من السلف بأن نصوص الصفات ليست على ظاهرها وأن الصفات على المجاز لا الحقيقة؟

وإذا كنتُ سأسلم أن السلف صرفوها عن ظاهرها ونفوا أنها على الحقيقة لأنه لم يأتينا شيء عن السلف في ذلك
فإن ذلك ينطبق أيضا على صفة الحياة والإرادة والسمع والبصر وغيرها
فهل تقول بأن صفة الحياة والإرادة والعلم والقدرة والسمع والبصر ليست على الحقيقة بناءً على أن السلف لم يقولوا بأنها على الحقيقة؟
أختي : الصفات وكل ما ثبت من النصوص.... الأصل فيها الحقيقة لا المجاز فنثبتها لكن على وصف الكمال مع نفي النقص الذي هو سمة الحوادث والمخلوقين فالحياة صفة من صفاته وصف بها نفسه نثبتها ونؤمن بها كما جاءت وليست كحياتنا إذ حياتنا مستمدة لا ذاتية وحياتنا سبقها العدم وسيطرأ عليها العدم أما سبحانه وتعالى فلا أولية لحياته ولا آخرية أول بلا بداية ومن غير احتياج إلى موجد فله الحياة على الحقيقة لا النقص كما حياتنا وكذا القدرة
وكذا الإرادة والمشيئة فلا تشابه بين إرادة مطلفة له ومشيئته النافذة وبين وإرادة مقيدة محدودة مستمدة منه لنا ومشيئة غير نافذة إلا بإذنه ومشيئته وما تشاؤن إلا أن يشاء الله
وكذا العلم فشتان بين علمه المحيط وعلمنا المقيد المحدود المسبوق بالجهل والطارئ إليه النسيان بل السلب
وكذا السمع والبصر كل على وجه الكمال من غير نقص ومن غير سبق لعدم أو طروءه عليها ...
وكل صفاته التي وردت بالكتاب وثبتت بالنص ..نثبتها ونؤمن بها على مقتضى ليس كمثله شيء... وهو الغني الحميد... ولم يكن له كفوا أحد... في ذاته أو أفعاله أو صفاته فكلها على وجه الكمال سبحانه وتعالى
وكما قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى : ومن وصف الل بمعنى من معاني البشر ؛فقد كفر. من أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر. علم أنه بصفاته ليس كالبشر
زكما قال ومن لم يتوق النفي والتشبيه والتعطيل زل ولم يصب التنزيه
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى