إتحاف الإخوة والأخوات بالألفاظ الفصيحة في العاميات

4- " حمض: في حديث ابن عباس: " كان يقول إذا أفاض مَنْ عنده في الحديث بعد القرآن والتفسير: أحمضوا" يقال: أحمض القوم إحماضا إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الكلام والأخبار..." اهـ
المصدر: " النهاية في غريب الحديث والأثر " لابن الأثير ، ص441

ولم أقف على قول ابن عباس - رضي الله عنهما - في كتب الحديث المسندة.
ولعل غيري يأتيك به!
 
عندنا في المدينة المنورة وفي ينبع وجدة طعام يسمىّ :
الصيادية
وهو رزّ مطبوخ بالسمك لونه بني غامق؛ ما ألذه وأطيبه مع البصل والليمون خاصة بعد صلاة الجمعة .إذ بالملاحظة والمشاهدة لا نكهة له في غير هذا الوقت .
قال في تاج العروس :
الصيد: السمك يمانية سمعته ممن أثق به من عرب اليمن و ( الصيادية ) : أرز يطبخ بالسمك :عامية .اهـ
قلت : وسبب ذكري لها وهي عامية الإشارة إلى أنها :أكلة قديمة معروفة منذ زمن .
وأعتذر لأخي عمار .خاصة وأن رمضان على الأبواب بلغنا الله جميعاً صومه ورضاه .
أضيف بعد إذنك أستاذنا الفاضل ..
أن سمك الصيادية بدون شوك ، وأن البصل والسمك من يعطي الرز لونه البني وطعمه اللذيذ ..
 
في الحجاز يقالُ: (فقشتُ الرجلَ فقشةً) إذا أدميتُ رأسه بضربة ودمغتُـه,والفقشُ لفظ فصيح له نفس المدلول الشائع هذا.

قال في تاج العروس:

(فَقَشَ البَيْضَةَ يَفْقِشُهَا فَقْشاً أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ وقالَ الصّاغَاِنّي عن ابن دُرَيْدٍ : أَيْ فَضَخَها وكَسَرَها بيَدِهِ لُغَةٌ في فَقَسَهَا بالسِّين).
 
في العامية يقالُ: (فقشتُ الرجلَ فقشةً) إذا أدميتُ رأسه بضربة ودمغتُـه,والفقشُ لفظٌ فصيح له نفس المدلول الشائع هذا.

قال في تاج العروس:

(فَقَشَ البَيْضَةَ يَفْقِشُهَا فَقْشاً أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ وقالَ الصّاغَاِنّي عن ابن دُرَيْدٍ : أَيْ فَضَخَها وكَسَرَها بيَدِهِ لُغَةٌ في فَقَسَهَا بالسِّين).
 
استراحة :
فائدة لطيفة يجود بها علينا أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة العلوي الحسني المعروف "بابن الشجري" :

يقول: " فأما ما في الجسد منه اثنان ، فتثنيته إذا ثنَّيتَ المضاف إليه واجبة ، تقول: فقأتُ عينيهما ، وقطعت أذنيهما ، لأنك لو قلت: أعينهما وآذانهما ، لالتبس بأنك أوقعتَ الفعل بالأربع.
فإن قيل: فقد جاء في القرآن: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) فجمع اليد ، وفي الجسد يدان ، فهذا يُوجب بظاهر اللفظ إيقاع القطع بالأربع.
الجواب: أن المراد: فاقطعوا أيمانهما ، وكذلك هي في مصحف عبد الله (1) ، فلما عُلِمَ بالدَّليل الشرعي أن القطع محله اليمين ، وليس في الجسد إلا يمين واحدة ، جرت مجرى آحاد الجسد فجُمِعَتْ كما جُمِعَ الوجه والظهر والقلب." اهـ
" الأمالي" 1 / 18

__________________________
(1) يعني : عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - ، ينظر: " تفسير الطبري " 8 / 407
 
فقه الفراء!

قال الأنباري في " نزهة الألباء " ص93:
" ويروى عن بشر المريسيّ أنه قال للفراء: يا أبا زكريا ، أريد أن أسألك مسألة في الفقه ، فقال: سَلْ ، فقال: ما تقول في رجل سها في سجدتي السهو؟ قال: لا شيء عليه ، قال: مِنْ أين قلتَ ذلك؟ قال: قستُه على مذاهبنا في العربية ، وذلك أنّ المصغر لا يصغر ، وكذلك لا يلتفت إلى السهو في السهو ، فسكت. " اهـ
 
نقول في العامية السورية " فَرَزَ " ، بمعنى: عَزَلَ الشَّيءَ عن غيره.
قال ابن فارس ( مقاييس اللغة 4/485 ):
" الفاء والراء والزاء أصيلٌ يدل على عَزْل الشيء عن غيره.
يُقال: فَرَزْت الشيء فرزا ، وهو مفروز..."
 
مِنْ شعر الإخوانيات ( إميل ناصف : أروع ما قيل في الإخوانيات ص76 ) :
" بعث أحمد شوقي ، وهو في منفاه في إسبانيا ، إلى صديقه الشاعر حافظ إبراهيم الأبيات الثلاثة التالية:
يا ساكني مِصْرَ إنَّا لا نزالُ على ** عَهْدِ الوفاء ، وإنْ غِبْنَا ، مُقيمينا
هَلاَّ بَعَثْتُمْ لنا مِِنْ ماء نَهْرِكُمُ ** شيئا نَبُلُّ بِهِ أحشاء صادينا
كُلُّ المناهل بعد النِّيل آسنةٌ ** ما أبعدَ النِّيل إلا عنْ أمانينا

فأجابه حافظ إبراهيم على الوزن نفسه ، والقافية نفسها:
عَجبْتُ للنِّيل يدري أنَّ بُلْبُلَهُ ** صادٍ ، ويسقي رُبا مِصْرٍ ويسقينا
والله ما طاب للأصحاب مورِدُهُ ** ولا اترضوا بعدكم مِنْ عيشهم لينا
لم تَنْأَ عنه ، وإنْ فارقْتَ شاطِئَهُ ** وقد نَأَيْنَا ، وإنْ كُنَّا مُقيمينا "
 
الآن قرأت مداخلة أخي الكريم د/مساعد الطيار حفظه الله وأعجبني قوله :

فاستحضرت للتو هذه المعلومة :
قرأ حمزة رحمه الله كلمة " بمصرخيّ " في سورة إبراهيم ، بكسر الياء ، وهي لغة استشهدوا لها بقول الشاعر :
قال لها هل لك يا تا (فيِّ ) *** قالت له ما أنت بالمرضيِّ
والشاهد : كسر الياء من " فيِّ"
وهذه اللغة لازلنا نسمعها عند إخواننا الشاميين وخاصة اللبنانيين؛ فيقولون : شو بدك " بيِّ" فيكسرون الياء من " بيّ" بمعنى : بي
ويقولون : ما (فيِّ) أعمل هيك ، فيكسرون الياء من (فيٍّ.)
أما (إمالة ) مثل : (عماد) فأيضاً لازالت عند الشاميين ، وهي لغة حكاها سيبويه رحمه الله .

جزاكم الله خيرا.

شيخنا الجكني ، يظهر لي أننا لا نزال في لهجتنا المحلية السورية محافظين على مذهب الكسائي في إمالة ما يقع قبل هاء التأنيث مِنْ حروف (فجثت زينب لذود شمس) ، خذ على سبيل المثال قولنا " أكْلِة طَيْبِة " بإمالة اللام في (أكلة) ، والباء في (طيبة) ، أو قولنا: " حَرَامِيِّة" بإمالة الياء ، ولاحظتُ أيضا أننا نميل كلمة (كبيرة) و (صغيرة) ونحوهما ، ولا يخفى أنَّ الكسائي له إمالة حروف (أكهر) بشرط أن يقع قبلها ياء ساكنة أو كسرة متصلة أو منفصلة بساكن.

والله أعلم.
 
(زَرَطَ) عندنا في نجد :

في القاموس المحيط : (زَرَطَ) اللُّقمَةَ يزْرِطُها ابْتلَعَها .

زرط : زَرَطَ اللُّقْمَةَ يَزْرِطُها زَرْطاً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقالَ الأّزْهَرِيّ: أَي ابْتَلَعَها،

كسَرَطَها وزَرَدَها،

في لسان العرب: ( زرط ) التهذيب يقال سَرَطَ اللُّقْمةَ وزَرَطَها وزَرَدَها
 
استراحة تاريخية:
هل تعرف البطل الفلبيني لابولابو؟

يقول مؤلفا كتاب " تاريخ الشرق الأقصى الحديث والمعاصر " ص260 :
" ابتدأ الاستعمار الإسباني للفلبين في 17 آذار (مارس) 1521 بقيادة القائد الإسباني ماجلان مبعوثا من الملك الإسباني فيليب ، وذلك لأهداف اقتصادية وسياسية ودينية. وقد استطاع ماجلان بدهائه وحنكته وقوته العسكرية نشر المسيحية في بعض مناطق الفلبين...فقد تنصر في 14 نيسان 1521 ما يقارب 500 من أهل المنطقة ، ثم تزايد عدد المتنصرين ، لذلك حاول ماجلان وبالقوة تنصير القبائل الأخرى بما فيها القبائل الإسلامية...فأذعن الكثير للأمر ، باستثناء الملك لابولابو ملك جزيرة "مكتن" الذي رفض الإذعان لأنه وأتباعه كانوا من المسلمين المؤمنين ، فجرد ماجلان حملة عسكرية مؤلفة من عدة سفن حربية لإخضاع الجزيرة الإسلامية وملكها ، غير أن المقاومة الإسلامية بقيادة لابولابو أجهضت الحملة العسكرية ، واستطاع المسلمون الذود عن مناطقهم وقتل ماجلان في عام 1521." اهـ
 
استراحة:
قال أبو حيان (البصائر والذخائر: 1/ 119) : " قال محمد بن مسعر: كنتُ أنا ويحيى بن أكثم عند سفيان ، فبكى سفيان ، فقال له يحيى: ما يُبْكيكَ يا أبا محمد؟ فقال له: بعد مجالستي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بُلِيتُ بمجالستكم ، فقال له يحيى ، وكان حدثا: فمصيبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجالستهم إياك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظمُ من مصيبتك بمجالستنا ، فقال سفيان: يا غلام ، أظنُّ السلطان سيحتاج إليك. " اهـ

أيها الإخوة ، يُرْوى أنَّ أعرابيا قال: حق الجليس إذا دنا أنْ يُرَحَّبَ به ، وإذا جلس أنْ يُوَسَّعَ له ، وإذا حَدَّثَ أَنْ يُقْبَلَ عليه. فَهَلاَّ أَقْبَلْتُمْ بفوائدكم ، أحسنَ الله جزاءكم.
 
يُقالُ في العامِيَّة السعودية (خَشَّ) ، يعني: دَخَلَ.
قال ابن فارس (مقاييس اللغة 2/ 151):
" الْخَاءُ والشِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ ، وَهُوَ الْوُلُوجُ والدُّخُولُ ". اهـ
ومنه قول زهير بن أبي سلمى:
ورأى العُيونَ وقد وَنَى تقريبها ** ظمأً فَخَشَّ بها خِلالَ الغَرْقَدِ
 
حِمَارٌ يُلْقِي قَصِيدَةً! (محمد العيد الخطراوي: قراءة في دفاتر بعض الحمير ص15):
"...يروى عن الشاعر حافظ إبراهيم ، قالوا: كان يلقي إحدى قصائده في إحدى المناسبات ، والنوافذ مفتوحة ، وكان قريبا من تلك الصالة موقف للحمير ، وفي أحد مقاطع القصيدة نهق أحدها بصوتٍ عالٍ غَطَّى على الشاعر ، فما كان من حافظ إلا أن توقف عن الإلقاء قائلا: ننظر حتى ينهي أخونا قصيدته. فضحك الناس ، ثم والى إلقاءه. " اهـ
 
لعل أخانا الشيخ الكريم فهدًا الجريوي يكرمنا بأدبه في هذه الصفحة...جزاه الله خيرا.
 
والصمت في حرم الجمال جمال . لكن تلبية لرغبتكم الكريمة يا شيخ عمار ، أبشر بإذن الله نشارك ولعل ذلك يكون قريباً.
أبا حسن طال انتظار عصابة***رجتك لما يرجى له الماجد الحر
 
سأضيف فائدة لكن من نوع آخر:
يقولون: بكى فلان من شدة التأثير. والصواب: بكى من شدة التأثر.
أما التأثير فهو مصدر الفعل (أثر).نقول:أثَّر فيه تأثيراً= ترك فيه أثرا
 
عودة
أعلى