إبن تيمية رحمه الله ــ وفى علم التفسير :: سؤال.

إنضم
18/12/2011
المشاركات
1,302
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
أنتويرب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

سؤال بارك الله فيكم

في كتاب موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول - تحقيق السيد محمد و إبراهيم صادق دار الحديث طبعة ١٤٢٧ هـ. صفحة ١٠٢; أقرأ:
وفى علم التفسير:
"يرى أبو العباس إبن تيمية أن أصح ما في أيدي الناس منها هو كتاب تفسير محمد بن جرير الطبرى، لأنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، و ليس فيه بدعة و لا ينقل عن المتهمين كمقاتل بن بكير والكلبى."

ما معنى "الأسانيد الثابتة" و هل هذا كلام متعارض مع ما قرأته في مناسبات أخرى بأن منهج الطبري منهج موضوعي علمي يذكر الروايات بأسانيدها و يترك الحكم على درجة صحة الرواية للباحثين العلميين؟ و هل "لا ينقل عن المتهمين" كلام صحيح إذا أطلق أم إبن تيمية يقيد ذلك بالمثالين مقاتل بن بكير والكلبى؟

و أقرأ أيضا:
"ومن جهة أخرى يرى إبن تيمية أن أحسن طرق التفسير هي أن يفسر القرآن بالقرآن، فإن تعذر فالسنة فإنها شارحة للقرآن، ثم أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن و الأحوال التي اختصوا بها، فإن تعذر فأقوال التابعين كمجاهد بن جبر، في حين يرى رضي الله عنه تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام .."

هل أقوال الصحابة محققة و يذكرها المفسرون الثقاة بالأسانيد أيضا في كل مكان؟

على من تعود "في حين يرى رضي الله عنه تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام"؟ على التابعي مجاهد بن جبر أم إبن تيمية؟

جزاكم الله خيرا.
 
ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله عن تفسير الطبري حكم على الأغلب وإلا فتفسير الطبري فيه من الروايات والأخبار الضعيفة والواهية الشيء الكثير ويكفيه رحمه الله جلالة وقدرا ذكره لأسانيد الروايات وهذا أمر في غاية العمق والإتقان فمن أسند فقد أحال وأعتقد اعتقادا يقارب اليقين أن النساء عجزن أن يلدن مثل الطبري رحمه الله رحمة واسعة
 
جزاكم الله خيرا.
أفهم أن معنى ذلك أن "الأسانيد الثابتة" تشترط صحة الرواية أو حسنها و ليس ذكر السند فقط.
 
منهج الطبري في تفسيره باختصار:
- إيراد المأثور من أقوال السلف في تفسير الآية.
- الاستفادة من أقوالهم في التفسير، والنظر في صحة المعنى، وليس في صحة الإسناد، ولم يذكر في مقدمته أنه ترك الحكم عليها للقارئ ، "على قاعدة : من أسند فقد أحالك".
- يرى عدم الخروج عن أقوال السلف وينبه على ذلك دائماً.
- يختار من مروياتهم في التفسير حسب ما يظهر له من قواعد الترجيح.
.............................
أما قولكم: " وعلى من تعود : في حين يرى............"
فيعود على ابن تيمية، حيث قال في مقدمة أصول التفسير: فَأَمَّا تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ بِمُجَرَّدِ الرَّأْيِ فَحَرَامٌ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" .
ويقصد رحمه الله- بذلك الرأي المذموم الذي لا يستند إلى علم، بدليل قوله بعد ذلك:" وَهَكَذَا رَوَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُمْ شَدَّدُوا فِي أَنْ يُفَسَّرَ الْقُرْآنُ بِغَيْرِ عِلْمٍ. وَأَمَّا الَّذِي رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وقتادة وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ فَسَّرُوا الْقُرْآنَ فَلَيْسَ الظَّنُّ بِهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي الْقُرْآنِ وَفَسَّرُوهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُمْ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَا أَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَمَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَقَدْ تَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ، وَسَلَكَ غَيْرَ مَا أُمِرَ بِهِ، فَلَوْ أَنَّهُ أَصَابَ الْمَعْنَى فِي نَفْسِ الْأَمْرِ لَكَانَ قَدْ أَخْطَأَ; لِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِ الْأَمْرُ مِنْ بَابِهِ كَمَنْ حَكَمَ بَيْنَ النَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَإِنْ وَافَقَ حُكْمُهُ الصَّوَابَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ; لَكِنْ يَكُونُ أَخَفَّ جُرْمًا مِمَّنْ أَخْطَأَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ".

وهنا رابط المقدمة مع شرحها:
http://vb.tafsir.net/tafsir19163/
وفقكم الله لكل خير.
 
عودة
أعلى