إبراهيم عوض يرد على اتهامه بتكفير نجيب محفوظ وشتمه

إنضم
18/03/2005
المشاركات
203
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
المناظرة بين إبراهيم عوض ود. علاء الأسوانى حول دعوى تكفير الأول لنجيب محفوظ وشتمه:
‫د.إبراهيم عوض يرد على اتهامه بتكفير نجيب محفوظ وشتمه‬‎ - YouTube



------------------------------------------------------------------------

وهذه حلقة أخرى فى قناة الرافدين (برنامج قناديل) عن روايات لنجيب محفوظ والقعيد وصنع الله إبراهيم وسلوى بكر:

‫د إبراهيم عوض فى حلقة( قناديل) عن نجيب محفوظ وصنع الله وسلوى بكر و يوسف القعيد‬‎ - YouTube
 
الإسلام فى أدب جوته وهيجو وبوشكين

الإسلام فى أدب جوته وهيجو وبوشكين

الإسلام فى أدب جوته وهيجو وبوشكين
د. إبراهيم عوض


يمثل الأديب الألمانى يوهان ولفجانج جوته حالة ساطعة فى ميدان الأدب المقارن حتى بمقاييس المدرسة الفرنسية المتشددة، إذ يكثر لديه التأثر بالشعر العربى والاحتذاء بالإسلام عموما، والقرآن الكريم والنبى محمد على وجه الخصوص، فضلا عن إعجابه بحافظ الشيرازى واستحضاره إياه استحضارا قويا فى أشعاره: نصوصًا من إبداعه، ووقائعَ من حياته. وقد صدر فى يونيه 1967م فى سلسلة "كتاب الهلال" (العدد 195) كتاب أكثر من رائع عن هذا الموضوع للمرحوم عبد الرحمن صدقى مدير دار الأوبرا الأسبق عنوانه: "الشرق والإسلام فى أدب جوته"، وإن كنا قد قرأناه فى طبعة سلسلة "المكتبة الثقافية" التى صدرت قبل ذلك فيما أذكر، وفرحنا به كثيرا، إذ وجدناه يلقى ضوءا وهّاجا على قضية أشد لمعانًا ووهجًا هى قضية تأثر أديب وعالم ومفكر بقامة جوته الألمانى بالإسلام والقرآن والنبى محمد صلى الله عليه وسلم. ثم مرت الأيام ورأيت كتاب الدكتور عبد الرحمن بدوى عن "الديوان الشرقى للمؤلف الغربى"، وهو ديوان شعر للأديب الألمانى يتبدَّى فيه هذا التأثر والإعجاب بالإسلام والرسول والكتاب الذى أنزله الله عليه وبعض شعراء أمته. ثم ها هو ذا كتاب آخر عن ذات الموضوع يصدر عن سلسلة "عالم المعرفة" فى رمضان 1415هـ- فبراير 1995م (العدد 194) بعنوان "جوته والعالم العربى" بقلم الكاتبة الألمانية كاتارينا مومزن، وترجمة د. عدنان عباس على، وهو الكتاب الذى سيكون معتمَدنا عليه فى الفقرات التالية التى سنخصصها لإلقاء نظرة سريعة على موضوع المقارنة بين جوته والأدب العربى والفكر الإسلامى بوجه عام، وتأثره بالقرآن وشخصية الرسول على سبيل التخصيص.
ويتعرض الكتاب الذى بين أيدينا لاهتمام جوته بالثقافة العربية والإسلامية وبما وضعه المستشرقون من دراسات عنها واستيحائه بعضا من عبارات الشعر الجاهلى وموضوعاته وأساليبه الفنية، وبخاصة فى المعلقات، التى أشاد بها فى تعليقاته وبحوثه، وكذلك تأثره الغلاب بالقرآن الكريم وروحانيته وعقائده، وبخاصة عقيدة التوحيد والقضاء والقدر وإسلام النفس لمشيئة الله، ونفوره من عقيدة الصلب والفداء النصرانية جَرّاء ذلك، وترديده أسماء الله الحسنى فى الديوان الشرقى، وإعجابه بالشاعر المسلم حافظ الشيرازى. وسوف أتريث قليلا عند تأثره الشديد بالقرآن المجيد وشخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو ما خصصتْ له المؤلفة الفصل الثانى من كتابها هذا.
تقول الكاتبة إن "علاقة جوته بالإسلام وبنبيه محمد... ظاهرة من أكثر الظواهر مدعاة للدهشة فى حياة الشاعر، فكل الشواهد تدل على أنه كان فى أعماق وجدانه شديد الاهتمام بالإسلام، وأن معرفته بالقرآن الكريم كانت، بعد معرفته بالكتاب المقدس، أوثق من معرفته بأى كتاب من كتب الديانات الأخرى. ولم يقتصر اهتمامه بالإسلام وتعاطفه معه على مرحلة معينة من حياته، بل كان ظاهرة تميزت بها كل مراحل عمره الطويل. فقد نظَم، وهو فى الثالثة والعشرين من عمره، قصيدة رائعة أشاد فيها بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم، وحينما بلغ السبعين من عمره أعلن على الملإ أنه يعتزم أن "يحتفل فى خشوع بتلك الليلة المقدسة التى أُنْزِل فيها القرآن على النبى". وبين هاتين المرحلتين امتدت حياة طويلة أعرب الشاعر خلالها بشتى الطرق عن احترامه وإجلاله للإسلام. وهذا ما نجده قبل كل شىء فى ذلك الكتاب الذى يُعَدّ، إلى جانب "فاوست"، من أهم وصاياه الأدبية للأجيال، ونقصد به "الديوان الشرقى للمؤلف الغربى". بل إن دهشتنا لتزداد عندما نقرأ العبارة التى كتبها فى إعلانه عن صدور هذا الديوان وقال فيها إنه هو نفسه "لا يكره أن يقال عنه إنه مسلم"..." (ص 177).
وتتحدث الكاتبة عن التحول الذى تم على أيدى بعض كبار المفكرين فى أوربا القرن التاسع عشر تجاه الإسلام مما كان من نتيجته تغير النظرة التقليدية العدائية نحوه إلى حد ما، وهو ما أثّر على فكر جوته وشخصيته، إلى جانب شعوره بأن عقائد الإسلام ومبادئه تقترب من اقتناعاته الشخصية إلى حد بعيد، كالتوحيد المطلق والإيمان بدور الرسل فى اتصال البشرية بالسماء ورفض المعجزات الخارقة والاقتناع بأن الاعتقاد لا يكفى، بل لا بد أن يتخذ التدين الحق صورة البر والإحسان، فضلا عن حَثّ الفيلسوف هردر له على قراءة القرآن الكريم، الذى كان هذا الفيلسوف يجله إجلالا كبيرا، وهى القراءة التى كان من ثمرتها احتكاك جوته بأسلوب القرآن وإحساسه بجلاله وروعته وإشادته به مرارا (ص 178- 188).
والآن إذا ما نظرنا إلى ما تركه القرآن من أثر فيما خطته يراعة جوته وجدنا شاعرنا مثلا فى خطاب مبكر منه لهردر يستشهد بقوله تعالى فى سورة "طه" على لسان موسى عليه السلام: "ربِّ، اشرح لى صدرى" (ص 189). كما أشارت المؤلفة إلى عدد من الآيات التى اقتبسها فى كتاباته وتعليقاته، ومنها قوله تعالى: "وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (البقرة/ 115)، "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " (البقرة/ 164)، "وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ" (الرعد/ 7)، "وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ " (العنكبوت/ 48)، وغير ذلك من الآيات التى تلقانا فى رسائله الشخصية ومقالاته وكتبه وأشعاره (ص 195- 203).
وفى شبابه نظم جوته قصيدة بعنوان "أنشودة محمد" مدحه عليه السلام فيها مديحا حارا يدل على مدى الاحترام الذى كان يكنه للرسول الكريم ، وقد كتبها فى 1773م بعد أن قرأ كل ما تحت يده من دراسات عنه صلى الله عليه وسلم . وفى هذه الأمدوحة التى بناها جوته على شكل حوار بين على وفاطمة رضى الله عنهما نجده يشبّهه عليه السلام بنهر يتدفق فى هدوء لا يلبث أن يستحيل سيلا هادرا يكتسح ما أمامه، ليصب فى نهاية المطاف فى المحيط الذى يرمز عنده إلى الألوهية. وفى "مسرحية محمد" نراه يظهر اهتماما خاصا بعقيدة التوحيد الإسلامية التى يؤكدها على لسان النبى العظيم فى مناجاته لربه تحت قبة السماء المرصعة بالنجوم: "ارتفع أيها القلب العامر بالحب إلى خالقك/ كن أنت مولاى، كن إلهى، أنت يا من تحب الخلق أجمعين/ يا من خلقتنى وخلقت الشمس والقمر/ والنجوم والأرض والسماء"(ص 203- 208).
وقد ظل جوته حتى آخر حياته يؤمن بهذا كله: ومن ذلك ما كتبه حين كانت زوجة ابنه مريضة بمرض خطير: "لا يسعنى أن أقول أكثر من أنى أحاول هنا أيضا أن ألوذ بالإسلام". ومنه أيضا رده على صديقةٍ التمست منه النصيحة بشأن وباء الكوليرا المنتشر آنذاك فى مشارق البلاد وغربها: "ليس بوسع امرئ أن يقدم النصح لامرئ آخر فى هذا الشأن. فليتخذ كل إنسان القرار الذى يناسبه. إننا جميعا نحيا فى الإسلام مهما اختلفت الصور التى نقوّى بها عزائمنا". ومنه كذلك وصفه لكتاب كان أحد أصدقائه أهداه إياه بأنه "يحفز على التفكير فى كل الآراء الدينية الرشيدة، وأن الإسلام لهو الرأى الذى سنُقِرّ به نحن جميعا إن عاجلا أو آجلا" (ص 223).
وفى "الديوان الشرقى للمؤلف الغربى" نقرأ هذه الأبيات التالية التى تقترب جدا جدا من القرآن الكريم: "لله المشرق/ لله المغرب/ والأرض
شمالا/ والأرض جنوبا/ تسكن آمنة/ ما بين يديه" (ص 238)، "هو الذى جعل لكم النجوم/ لتهتدوا بها فى البر والبحر/ ولكى تنعموا برؤيتها/ وتنظروا إلى السماء" (ص 240)، "من حماقة الإنسان فى دنياه/ أن يتعصب كل منا لما يراه/ وإذا كان الإسلام معناه أن لله التسليم/ فعلى الإسلام نحيا ونموت نحن أجمعين" (ص 252)، "ويسوع كان طاهر الشعور ولم يؤمن/ فى أعماقه إلا بالإله الواحد الأحد/ ومن جعل منه إلها/ فقد أساء إليه وخالف إرادته
المقدسة/ وهكذا فإن الحق/ هو ما نادى به محمد/ فبفكرة الله الواحد
الأحد/ ساد الدنيا بأسرها" (ص 255)، "أيتها الطفلة الرقيقة، هذه الأسماط من اللآلئ/ وَهَبْتُها لك عن طِيب نفس/ بقدر ما استطعتُ/ كذُبَالةٍ لمصباح الحب/ لكنك تأتين الآن وقد عَلَّقْتِ/ عليها علامة هى من بين/ كل قريناتها من التمائم/ أقبحها فى نظرى/ وهذا الجنون الحديث المفرط/ أتريدين أن تأتى به إلى شيراز؟/ أم يجب علىّ أن أتغنى/ بالخشبة الجاسية المتقاطعة على الخشبة؟" (ص 256. والكلام هنا عن صليب كانت فتاته قد علقته على عِقْدٍ أهداها إياه لتزين به جيدها)، "لم لا أصطنع من الأمثال ما أشاء/ ما دام الله قد ضرب مَثَل البعوضة/ للرمز على الحياة؟" (ص 262)...
والكلام فى هذا يطول كثيرا، فنكتفى بهذا القدر، ولكن بعد أن نقول كلمة فيما كتبه فى بعض أشعاره تأثرا بقوله تعالى فى الآية الخامسة عشرة من سورة "الحج": "مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ "، وهذا نصه: "النبى يقول:/ إذا اغتاظ أحد من أن الله قد شاء/ أن ينعم على محمد بالرعاية والهناء/ فلْيُثَبِّتْ حبلا غليظا بأقوى عارضة فى قاعة بيته/ وليربط نفسه فيه! فسوف يحمله ويكفيه/ ويشعر أن غيظه قد ذهب ولن يعود" (ص 242). ومعنى الأبيات هو: من يظن أن الله لن ينصر نبيه فليذهب وليخنق نفسه بحبل يتدلى من سقف بيته، باعتبار أن "السبب" فى الآية معناه "الحبل" وأن "السماء" هى "السقف". ولكن لى تفسيرا آخر للآية يبدو أكثر وجاهة سواء من ناحية منطق العقل أو من ناحية اللغة وأساليب العرب والقرآن. ذلك أنه لا معنى لأن يقول الواحد منا لمن يكذّب بأنه سوف ينتصر عليه أَنِ اذهبْ وانتحِرْ لترى أيزول سبب سخطك أم لا. كما أننا نقرأ فى سورة "غافر" قوله تعالى على لسان فرعون غيظا من موسى واطمئنانه إلى نصر ربه: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ* أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ" (الآيتان 36- 37). فــ"أسباب السماوات" (وهى مِثْل "سبب إلى السماء" بالضبط) لا تعنى الحبال، بل السبل التى توصل إلى السماء للاطّلاع إلى إله موسى. وعلى هذا فمعنى آية "الحج" هو أن من كان يشك فى نصرة الله لرسوله فليحاول إن كان يستطيع، ولن يستطيع، أن يثبت صحة ما يقوله من أن الله لن ينصر نبيه، حتى يرتاح ويذهب عن نفسه مشاعر الغيظ والحقد.
ثم هل كان الانتحار عن طريق حبل معلق فى سقف البيت من الأمور المعروفة عند العرب؟ كذلك فإن بيوت العرب كانت كلها تقريبا من الخيام، اللهم إلا فى المدن، وكانت قليلة فى بلادهم وتمثل الشذوذ على القاعدة، فلا سقف يشنق الإنسان نفسه بحبل يتدلى منه ولا يحزنون. وأيضا فمَدّ السبب إلى السماء غير تعليق السبب فى السقف: فهذا ينزل من فوق لتحت، وذاك يصعد من تحت لفوق. ثم كيف يمكن المنتحر، بعد أن يكون قد مات، أن ينظر ليرى هل يُذْهِبَنّ كيده ما يغيظ؟ أيا ما يكن الأمر فأَوْجَهُ من هذا التفسيرِ القولُ بأن المقصود هو: من كان يستطيع أن يتبين أن الله لن ينصر نبيه فليثبت ذلك عن طريق الاطلاع على ما فى السماء. وهذا أمر بطبيعة الحال مستحيل تماما. ويقول الله تعالى فى الآية 35 من سورة "الأنعام": "وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ"، فهذه الآية (كما نرى) تسير فى نفس اتجاه آيتَىِ "الحج" و"غافر"، وهو ما يعضّد ما طرحتُه من تفسير للآية الكريمة، هذا التفسير الذى أحسب أنه أقوى من التفسير الذى يقول به المفسرون وتأثر به مترجم الآية الذى قرأه جوته، وكان من أثر قراءته له كتابة ما كتب (ص 241).
ومن جوته فى ألمانيا إلى شاعر كبير آخر، لكن من فرنسا، هو فكتور هيجو، الذى تأثر هو أيضا بالإسلام فى أشعاره تأثرا قويا. لقد كان الشاعر الفرنسى أحد شعراء الحركة الرومانسية التى اهتمت بالتوجه إلى الشرق، كما صحب ظهورَه على مسرح الأدب الفرنسى انتعاشُ النشاط الاستشراقى، فضلا عن الرحلات التى قام بها أدباء فرنسيون مشهورون إلى الشرق العربى وسجلوها فى كتب شائقة، ومن هنا جاءت معرفته بالإسلام وكتابه ورسوله عليه الصلاة والسلام. وكما كان لجوته "الديوان الشرقى للمؤلف الغربى" فكذلك كان لهيجو ديوان "المشرقيات"، ذلك الديوان الذى وضعه بعض الدارسين الفرنسيين فى نفس مستوى الديوان السابق والذى تبرز فيه الأشعار التى تتحدث عن الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وتستلهم آيات القرن الكريم، ومنها القصائد التالية: "زلزال الأرض" و"السنة التاسعة للهجرة" و"شجرة السِّدْر" و"سورة من القرآن"... (انظر عبد المطلب صالح/ موضوعات عربية فى ضوء الأدب المقارن/ دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد/ سلسلة "المكتبة الصغيرة"- العدد 288/ 1977م/ 27 وما بعدها).
وها هى ذى أبيات القصيدة الأولى، وهى من ترجمة عبد المطلب صالح (الباحث العراقى الذى كان أول من كشف سرقة الدكتور محمد مندور فصول كتابه: "نماذج بشرية" من كتاب جون كالفيه على حسب ما وضحتُ فى الفصل الثانى من كتابى: "د. محمد مندور بين أوهام الادعاء العريضة وحقائق الواقع الصلبة"): "ستُزَلْزَل الأرض زلزالا عميقا/ وسيقول الناس: ما لها؟ يومئذ/ يأتى الموتى خارجين من القبر جماعات مثل الثعابين/ صُفْر الوجوه ليرَوْا أعمالهم/ فأولئك الذين عملوا الشرّ بوزن النملة/ سيَرْون الشر. وإن الله لن يكون صديقا لهم/ أما أولئك الذين عملوا الخير بحجم ذبابة/ فسيرَوْن
الخير، وسيكون الشيطان لهم أقلّ شراسة". ومن الواضح أنها إعادة صياغة لسورة "الزلزلة": "إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)". ويقول الباحثون الفرنسيون إن هيجو إنما اطلع على السورة الكريمة فى ترجمة كازيمرسكى للقرآن، وإنه قد اضْطُرّ إلى إضافة كلمة "ثعابين" بغرض التقفية لا غير (ص 52- 58).
أما القصيدة التى تناولت السنة التاسعة للهجرة فهأنذا أنقل أجزاء منها للقراء، وهى من ترجمة عبد المطلب صالح أيضا: "عندما أحسَّ النبى محمد بأن ساعة رحيله قد دنت كان يسير رادًّا التحية لمن كانوا يحبونه دون أن يحمل أية ملامة لإنسان/ وكلَّ يوم كان الناس يَرَوْن فيه أمارات المشيب برغم الشعرات البيض القليلة فى شعر رأسه، على حين أن لحيته ظلت سوداء/ وغالبا ما كان يتوقف كى ينظر إلى الإبل متذكرا أنه كان جمّالا/ ... كانت له جبهة سامية ووجه رفيع سامٍ/ بدون حاجبين كثيفين. كان ذا نظرة ثاقبة حادة/ ... كان ينصت لمحدثيه فى هدوء، وكان يتكلم آخر المتكلمين/ وكانت عبارات الصلاة لا تفارق شفتيه/ وكان يصوم أكثر من غيره/ برغم الوهن الذى يصيبه بسبب ذلك/ ... وكان يبدو عليه أنه يتأمل رؤيا حزينة وهو يتخيل، إذ فجأة يفكر قائلا:/ هو ذا أنتم جميعا ماثلون/ أنا كلمة من كلمات الله، فأنا رماد
كبشر/ لكنْ مثل النار كنبىّ/ ... أيها الأحياء، هى ذى الساعة حيث سأختفى فى مسكن آخر/ إذن فسارعوا، إذ يجب على من يعرفوننى أن ينكرونى إذا كنت مخطئا/ وإذا برجلٍ طالَبَ النبى بثلاثة دراهم قائلا:/ أجدر أن تدفع ذلك هنا من أن تدفع داخل القبر/ وكانت عين الجمهور رقيقة مثل عين حمامة/ وفى صباح اليوم التالى نادى محمد أبا بكر قائلا له:/ إننى لا أقدر على النهوض، فخذ الكتاب وصَلِّ بالناس/ على حين أن زوجته عائشة وقفت فى الخلف/ وكان محمد ينصت عند قراءة أبى بكر إحدى سور القرآن/ وفى المساء كان ملَك الموت عند الباب قائلا للنبى:/ إن الله يرغب فى حضورك. وعندها تُوُفِّىَ النبى محمد".
ويعزو الدارسون الفرنسيون نظم هيجو هذه القصيدة إلى ما كان قرأه فى "الكتب المقدسة فى الشرق" الذى ترجمه بوتييه، وكتاب "إسلام السلاطين" لدو فايّان، وكتاب هنرى ماتيو: "تركيا وشعوبها المتنوعة" (ص 59 وما يليها). ولست أظن القارئ إلا قد تنبَّه لاهتمام عبد المطلب صالح بالمصادر التى أخذ عنها هوجو معرفته بموضوعاته هذه، على غرار عموم المدرسة الفرنسية التى يتحزب لها الباحث العراقى تحزبا شديدا والتى كان يَدْرُس للحصول على درجة الدكتوراه فى باريس على يد بعض أعلامها لولا أنه، لظروف خارجة عن نطاق إرادته كما يقول، لم يكمل المسيرة رغم أنه كان قد انتهى من كتابة رسالته (المرجع السابق/ 115، ود. حسام الخطيب/ آفاق الأدب المقارن عربيا وعالميا/ 210، 223- 225).
وبالنسبة للأدب الروسى الذى ربما لا يخطر على البال أن بينه وبين الأدب والتراث العربى صلة، وصلة قوية، هناك كتاب ممتع للدكتورة مكارم الغمرى عنوانه "مؤثرات عربية وإسلامية فى الأدب الروسى" (سلسلة "عالم المعرفة"- العدد 155/ ربيع الثانى 1412هـ- نوفمبر 1991م) رَصَدَتْ وحَلَّلَتْ فيه التأثيرات العربية والإسلامية فى أدب بوشكين وليرمنتوف وتولستوى وبونين، وكلهم من الأدباء الروس الكبار كما نرى، وذلك بعد فصول ثلاثة تمهيدية عن الأدب المقارن، والصلة بين روسيا والشرق العربى، والرومانتيكية الروسية والشرق. ولسوف نكتفى فى هذه الفقرات بتناول ما كتبته الأستاذة الدكتورة عن بوشكين وما تركه القرآن الكريم وسيرة الرسول فى أشعاره، وهو ما يجده القارئ فى الفصل الرابع الذى يغطى الصفحات 73- 172 من الكتاب.
وقد عاش بوشكين فى القرن التاسع عشر، وهو ينتمى إلى أسرة من طبقة النبلاء كان بيتها مزارا لعدد من كبار شعراء روسيا. ويتكون نتاجه الأدبى من الشعر العاطفى والوطنى، ومن القصة والمسرحية. أما ثقافته فكانت تضم بين رحابها عناصر روسية، وأخرى أوربية أهمها الفرنسية، كما كانت تتضمن أيضا عناصر شرقية وعربية إسلامية يأتى على رأسها القرآن الكريم. وبالمناسبة فبعض هذه العناصر الشرقية قد تسرب إليه من خلال أعمال فولتير وشاتوبريان وجوته وزملائه من أدباء روسيا. ويعتزى بوشكين إلى جد أفريقى هو إبراهيم هانيبال جده لأمه، كما كان له صديق مصرى بحّار اسمه على. وبلغ من حبه للشرق أن ارتدى فى إحدى الحفلات التنكرية ملابس عربية استهوت الحاضرين أشد الاستهواء (ص 73- 91).
ومن المؤثرات العربية فى أدب بوشكين ما استقاه من "ألف ليلة وليلة"، التى تركت بصماتٍ واضحةً على عِدّةٍ من أعماله منها قصتاه الشعريتان: "روسلان ولودميلا" و"إندجيلو"، وقصيدتاه: "القمر يتألق" و"التعويذة". وتذكر الدكتورة مكارم أن بوشكين قرأ "ألف ليلة" فى ترجماتها التى ظهرت فى أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، ثم تمضى فترصد الأثر الذى خلّفته "الليالى" على الأعمال البوشكينية المذكورة، بادئة بــ"روسلان ولودميلا"، التى تقول إنها تشترك مع حكاية "أبو محمد الكسلان" فى البناء الشكلى حيث يتفرع عن الحكاية الرئيسية عدة حكايات صغيرة، كما أن قصة خطف الجنى للعروس موجودة فى العملين، بالإضافة إلى قيامهما كلتيهما على روح المغامرة وذكر سيدنا سليمان عند الكلام عن الجن وعالمهم، والحديث عن طاقية الإخفاء وبساط الريح والحصان الطائر والخاتم السحرى، والإغراق فى وصف ما تعج به القصور من خدم وحشم على الطريقة الشرقية الموجودة فى "ألف ليلة وليلة"... إلخ. أما فى "إندجيلو" فيسترعى انتباهنا بقوةٍ شخصيةُ هارون الرشيد، الذى يصوره الأديب الروسى حاكما يرعى مصالح شعبه ويعطف على الفقراء ويتابع أحوالهم متنكرا فى ملابس عاديّة يجوس فيها ليلا خلال الشوارع والحوارى ليطّلع على حقيقة أمرهم وأسباب شكاواهم، باذلا كل جهده فى إزالتها. بل لقد جعل الشاعر الحاكم الإيطالى فى تلك القصة يترسم خطا هارون الرشيد فى ممارسة مهامه فى الحكم وإدارة شؤون الرعية... وهَلُمَّ جَرًّا (ص 93- 109).
وفى قصته الشعرية: "نافورة بختشى سراى" (أى "نافورة الدموع") يقابلنا تشبيه بوشكين لجمال زوجات الخان بالزهور العربية. وعندما يصور صمود زوجة الخان التى تتألم من غرامه الواله بأسيرته البولندية فإنه لا يجد إلا صورة النخلة التى اكتسحتها عاصفة، ومعروف أن النخلة ترتبط ببلاد العرب ارتباطا شديدا، كما تستحلف الزوجة المتألمة غريمتها بالقرآن أن تترك لها زوجها. وبالمثل فهو فى كلامه عن أحزانها المريرة يتذكر شعيرة الحج وما تمدّ به الإنسانَ من قدرة على الصبر والإيمان والتحمل، ويسمى المسلمين بــ"عشاق الرسول". وهناك قصيدة له اسمها: "من وحى العربى" يركز فيها بوشكين على صفات الدماثة وجاذبية الشخصية وتوقّد الخلق، التى هى صفات العرب عنده. وفى قصيدة أخرى اسمها: "بدون عنوان" تقابلنا "لَيْلَى" حبيبة الشاعر، ونشم رائحة المسك والكافور، وهما من العطور التى يغرم بها العرب غراما كبيرا، وجاء ذكرهما فى القرآن الكريم. كما نسمعها تعايره بأن "شعره أشيب"، وإن لم تلفت هذه العبارة ولا ما وراءها من معنًى السيدة الباحثة رغم كثرة ترددها فى أشعار العرب القديمة، حيث يشكو الشاعر انصراف صاحبته عنه بسبب بياض شعره والفجوة العُمْرية التى تفصل بينهما، بل إن كثيرا من الشعراء العرب القدماء قد وقفوا طويلا أمام بياض شعورهم يتألمون ويجاولون أن يُعَزّوا أنفسهم على ما أصابهم.
ثم عندنا كذلك قصيدتا بوشكين: "الرسول" و"قبسات من
القرآن"، اللتان تعجّان بالتأثيرات الإسلامية الواضحة: ففى الأولى نجد شاعرنا يتحدث عن الفترة التى قضاها عليه السلام قبل المبعث يقلب طَرْفه فى أرجاء الكون بحثا عن الحقيقة فى عزلته وسط الصحراء، ثم يصور ظهور جبريل للرسول بستة أجنحة وشعوره صلى الله عليه وسلم بالفزع، إشارة إلى ما اعتراه فى الغار أوانذاك فرجع إلى زوجه وأخلد إلى فراشه وهو يقول: زَمِّلونى! زَمِّلونى! أما بعد النبوة فتتكشف أمامه عليه السلام أسرار عالم الغيب، مما يذكرنا بما ورد فى سورة "النجم" حيث صعد الرسول إلى سِدْرة المنتهى ورأى من آيات ربه الكبرى. كما تحدثنا القصيدة عن شق الصدر ودعوة القرآن له صلى الله عليه وسلم أَنْ قُمْ فأَنْذِر. وتذكر الباحثة هنا أن النقاد والدارسين فى البداية كانوا يظنون أن المقصود بالرسول فى هذه القصيدة هو عيسى عليه السلام استنادا إلى أن بوشكين قد اختار لجبريل كلمة "سيرافيم"، وهى كلمة غير إسلامية (ص 134- 142). وإنى لأستعجب من هذا التفسير لأن كل شىء فى كلام الشاعر هنا إنما يصرخ بكل قواه أن المراد هو محمد كما هو واضحٌ لا يمكن أن تخطئه العين، عليه وعلى عيسى بن مريم جميعا الصلاة والسلام. كذلك لا يسعنى إلا أن أنبه إلى السهو الذى اعترى الأستاذة الدكتورة فجعلها تقول إن ما ذكره بوشكين فى قصيدته السابقة عن اتصال الرسول بعالم الغيب إثر نبوّته يذكِّرنا بسورتَىِ "النجم" و"المعراج": فأما "النجم" فمفهومة، ولكن ماذا عن "المعراج"؟ أتُرَى هناك سورة فى القرآن المجيد اسمها: "المعراج"؟ ألعلها تعنى "الإسراء"؟
أما الثانية، وعنوانها: "قبسات من القرآن"، وهى فى الواقع تسع قصائد مترابطة لا قصيدة واحدة، فتقول الكاتبة إنها "تعكس المكانة الهامة التى أحدثها القرآن فى التطور الروحى لبوشكين، فقد أعطى القرآن أول دفعة للنهضة الدينية عند بوشكين... وفضلا عن ذلك فالقرآن كان أول كتاب دينى يُدْهِش خيال الشاعر ويقوده إلى الدين" طبقا لما قاله بعض المستشرقين الروس. وقد اعتمد بوشكين فى قراءة القرآن على ترجمة فيريفكين، وكذلك على الترجمة الفرنسية التى قام بها المستشرق الفرنسى ديورى. وهذا الاهتمام الشديد من قِبَل بوشكين بالقرآن يُرْجِعه عدد ممن تناولوا هذا الموضوع من المستشرقين إلى أن جده إبراهيم هانيبال كان مسلما، على حين يقول بعض آخر منهم إن سر الأمر يكمن فى قدرة القرآن الكبيرة على التأثير فى البشر. أما بوشكين نفسه فيقول فى سر هذا الاهتمام إن "الكثير من القيم الأخلاقية موجزة فى القرآن فى قوة وشاعرية" (ص 143- 147).
وفى هذه القصائد يقابلنا ذلك اللون الخاصّ من القَسَم الذى يجرى على سُنّة القرآن: "أُقْسِم بالشفع وبالوتر/ وأقسم بالسيف وبمعركة الحق/ وأقسم بنجم الصباح،/ وأقسم بصلاة العشاء/ لا لم أودّعك"، مما يجد الإنسان شبيهه فى بدايات سُوَر "الضحى" و"الفجر" و"العاديات" وما إليها. كما يقابلنا هذا الكلام عن أمهات المؤمنين الطاهرات: "إيه يا زوجات الرسول الطاهرات/ إنكن تختلفن عن كل الزوجات/ فحتى طيف الرذيلة مُفْزِع لَكُنّ/ فى الظل العذب للسكينة/ عشن فى عفاف، فقد عَلِقَ بكنّ/ حجاب الشابة العذراء/ حافِظْن على قلوبٍ وفيّةٍ/ من أجل هناء الشرعيين والخَجْلى/ ونظرة الكفار الماكرة لا تجعلْنها تبصر وجوهكن/ أما أنتم يا ضيوف محمد/ وأنتم تتقاطرون على أمسياته/ احذروا، فبهرجة الدنيا/ تكدر رسولنا/ فهو لا يحب الثرثارين/ وكلمات غير المتواضعين والفارغين/ شَرِّفوا مأدبته فى خشوع/ وانحنوا فى أدبٍ/ لزوجاته الشابات المحكومات"، وهو ما يعكس صدى الآيات التى تتضمنها سورة "الأحزاب" عن زوجات الرسول وحجابهن وتفرد أوضاعهن فى بعض شؤونهن عن أوضاع المسلمات الأخريات (ص 148- 151).
وبالمثل فإنه، فى الأبيات التالية التى يصور فيها انتصار المسلمين فى بعض المعارك ورغبة المنافقين الذين تخلفوا عن الجهاد فى سبيل الله فى أن يقاسموهم الغنائم: "لقد انتصرتم، فالمجد لكم/ ويا للسخرية من ضعاف
النفس/ فنداء الحرب لم يلبّوه/ ولم يصدّقوا الأحلام الرائعة/ وهم الآن فى
ندم/ تفتنهم غنيمة الحرب/ يقولون: خذونا معكم/ لكنكم ستقولون: لن نأخذكم" (ص 158- 159)، إنما يستلهم قوله تعالى من سورة "الفتح": "سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (14) سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاّ قَلِيلاً (15)"، لا من الآيات 18- 19، 27 من ذات السورة كما ذكرت الأستاذة الدكتورة. ونكتفى بهذا، وإلا فالكلام يطول. ويستطيع الدارس أن يعود بنفسه إلى كتاب د. مكارم لمزيد من التوسع والمتعة الراقية.
 
المناظرة بين إبراهيم عوض ود. علاء الأسوانى حول دعوى تكفير الأول لنجيب محفوظ وشتمه:
‫د.إبراهيم عوض يرد على اتهامه بتكفير نجيب محفوظ وشتمه‬‎ - YouTube



------------------------------------------------------------------------

وهذه حلقة أخرى فى قناة الرافدين (برنامج قناديل) عن روايات لنجيب محفوظ ويوسف القعيد وصنع الله إبراهيم وسلوى بكر:

‫د إبراهيم عوض فى حلقة( قناديل) عن نجيب محفوظ وصنع الله وسلوى بكر و يوسف القعيد‬‎ - YouTube
 
المناظرة بين إبراهيم عوض ود. علاء الأسوانى حول دعوى تكفير الأول لنجيب محفوظ وشتمه:
‫د.إبراهيم عوض يرد على اتهامه بتكفير نجيب محفوظ وشتمه‬‎ - YouTube



------------------------------------------------------------------------

وهذه حلقة أخرى فى قناة الرافدين (برنامج قناديل) عن روايات لنجيب محفوظ والقعيد وصنع الله إبراهيم وسلوى بكر:

‫د إبراهيم عوض فى حلقة( قناديل) عن نجيب محفوظ وصنع الله وسلوى بكر و يوسف القعيد‬‎ - YouTube
 
سؤال حول المزعومات في [الإسلام فى أدب جوته]

سؤال حول المزعومات في [الإسلام فى أدب جوته]

بداية أود أن أشير إلى أنّ عنوان الديوان المذكور هو [الديوان الغربي والشرقي] West-östlicher Divan
أما [الديوان الشرقي للمؤلف الغربي] وهو مذكورعلى الصفحة الأولى (عنوان الكتاب) على اليسار منه في داخل الكتاب ، الطبعة الأولى ، ١٨١٩ .
الديوان عبارة عن حوار جوته مع الشاعر الفارسي حافظ على مستوى الفلسفة وعلى على مستوى الدين .

مثلا يقول جوته في الديوان (وهذا ترجمتي السريعة من الأصل ) :
هل القرآن من الخلْد ؟
أنا لا أسأل عن هذا
فإنه كتاب الكتب
لا أشك في هذا كواجب المسلم
غير أن الخمر هو من الخلد
فلا أشك في هذا
ربما هي من خلق الملائكة
وربما هذا ليس من أسطورة ،
ومهمى يكون ، فالشارب
ينظر إلى وجه الله
بنظرة نشيطة أكثر .

منذ عقود نسمع مرارا وتكرارا كلاما وأراء حول موقف جوته من الاسلام حتى إلى الدرجة أنه اعتنق هذا الدين الحنيف . وقد ذكر كاتب هذه المشاركة كثيرا من هذا الكلام أعلاه . أما أنا فأودّ الإحالات إلى ما جاء ذكره في هذا الموضوع بالدقة ، وبإشارات إلى الأصل إن أمكن ذلك . وإلا فيجب معاملة ما جاء ذكره بكل تحفظات .
 
شكرا للدكتور المحترم موراني وربما اسبق الى سؤال الدكتور موراني عن مدى تأثر جوته بالإسلام أو ببعص (الصور) التي جاء بها الإسلام ، هل هذا معترف به في الاستشراق الالماني او في الكتابات المحترمة في المانيا على وجه الخصوص، خصوصا أن الدكتور موراني مطلع أكثر على لغة جوته واللغة الالمانية التي هي لغته؟
مع العلم أن ادباء من القرون الماضية تأثروا ببعص صور عن الحجيم او الجنة او غير ذلك مما ورد في الاسلام ونذكر منهم دانتي كمثال مع انه اورد جحيمه رموز اسلامية كبيرة ومع ذلك لايخفى مدى تأثره بصور وحقائق او مفاهيم جاء بها الاسلام.
لنتكلم ،إذ احببت، عن (التأثير) وليس عن دخوله الإسلام من عدمه، فلنجعل المسألة المركزية هي الأصل(التأثر) أما ماقيل حول إسلام جوته او إسلام المانيات مثل هونكه او المستشرقية الصوفية المشهورة أنا ماري شميل صاحبة عناديل تحت الشمس فهذا بعيد عن موضوع الانصاف الذي صار هو علامة على شخوصهم تجاه الاسلام.
 
هذا ليس سبيلا إلى إيجاد إجابة على سؤالي الموجه إلى كاتب المشاركة حول جوته . فالعبارة [تأثر جوته بالاسلام] عبارة كأن هذا الشاعر كان تحت تأثير الاسلام . وقد كثر الكلام ، كما ذكرته ، في هذا الموضوع في دوائر المثقفين العرب . ومن هنا أطلب الزيادة إلى جانب هذا الكلام الكثير أي الدلائل مثل ما يأتي في المقالات العلمية في الهواشي بذكر المصادر . أنا لا أريد أكثر من هذا ، بل أطلب ما هو بديهي فحسب .
هناك دراسة في هذا الأمر في مجلة المستشرقين الألمان ، باللغة الألمانية :
Goethes Hinwendung zum Orient - Goethes Hinwendung zum Orient eine innere Emigration - Titel - Zeitschriften der Deutschen Morgenländischen Gesellschaft - MENAdoc-Sammlung
وأنقر للتصفح فيه .
 
هذا ليس سبيلا إلى إيجاد إجابة على سؤالي الموجه إلى كاتب المشاركة حول جوته . فالعبارة [تأثر جوته بالاسلام] عبارة كأن هذا الشاعر كان تحت تأثير الاسلام . وقد كثر الكلام ، كما ذكرته ، في هذا الموضوع في دوائر المثقفين العرب ... .
وفي دوائر غربية ايضا تؤكد تأثره منذ شبابه بالقرآن وبسيرة النبي وبأمور اسلامية كثيرة شرحتها مؤلفة غربية ليس لها شأن بالمثقفين العرب!
اسمها د. كاترينا ممسين، وهي من جامعة ستانفورد الولايات المتحدة الأمريكية وقد انفقت عشرات السنوات في تتبع تأثير المفاهيم الإسلام والقرآن وسيرة النبي محمد عليه.قالت هي هذا في ص 9 من كتابها الصادر عن عالم المعرفة الكويتية بعنوان (غوته والعالم العربي) ترجم كتابها الدكتور عدنان عباس علي، ، كتب الدكتور عدنان مقدمته من فرانكفورت
لها ايضا كتاب(جوته والاسلام) رؤية قديمة لعالم معاصر،ترجمة شيرين حامد فهمي مكتبة الشروق الدولية ، وبعد مقدمة طويلة للكاتبة الغربية كان العنوان التالي لها (جوته ودراسته للقرآن) ص35،ثم فصلها بعنوان(الرسول) ص43، وهناك كتاب (يوهان فولفغانغ غوته النور والفراشة رؤية غوته للإسلام وللأدبين العربي والفارسي مع النص الكامل للديوان الشرقي)، هذا هو كامل العنوان، وهو من منشورات الجمل طبعة 2006، وهو كتاب بالحجم الكبير 530 صفحة ، قدم الترجمة مع تعليقات كثيرة وشروح د. عبد الغفار مكاوي، والدكتور عبد الغفار تكلم في ص89 عن المدى الذي تأثر به جوته بالإسلام منذ شبابه والرجل أتى بأدلة كثيرة
وهناك كتاب كامل بالعربية للاستاذ محمد علي البار بعنوان( هل كان جوته شاعر الالمان مسلما)
وهناك ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوي( جيته الديوان الشرقي للمؤلف الغربي) ، وللدكتور عبد الغفار تعليقات عليها في كتابه.
فليس صحيحا ان العرب فقط من اهتموا بهذا الأمر ، ولايعني وجود تأثيرات معينة على كاتب من ناحية فكرية او علمية أنه وقع تحت التأثير الكامل لتلك التأثيرات، فهناك من كتب عن تأثر جوته بسبينوزا مثلا مثل المؤلفة الغربية نفسها في كتابها عن جوته والاسلام انظر مثلا ص 55
ثم إنا والله لنعجب من المستشرقين ففي الوقت الذي ينسبون تأثير كل ما(أو من) هب ودب على الأرض على النبي ورسالته وعلى آيات القرآن ،مع انها أقوال ودعاوى سخيفة-مثل قول عالم المانيا في الاستشراق(نولدكه) عن (تأثر) الرسول بلفظ وقول لا اله الا الله من اليهود!!!-تجدهم ينفون تأثير بين واضح على شاعر مشهور من خلال اطلاعه هو و(عصره) على مأثورات الإسلام وأمجاده وعلومه وحقائقه الروحية والمادية، فأنت ثم حين تكلمهم بالأدلة الدامغة على تأثر شاعر غربي بالإسلام ينتفضون فزعا من ذلك، مع أن كل أوروبا تأثرت بالإسلام وعلومه مناهجه وعلماءه في جميع انواع العلوم كما ذكر ذلك كثير من علماء اوروبا مثل ول ديورانت وغيره كثير وكان التأثر بقيم وحضارة الإسلام، في المادة والروح والعقلي العلمي والتجريبيب ماجعل أوروبا تصير غير ماكانت عليه من ظلماتها وقذارة شوارعها.
 
لكي لا يقع سوء التفاهم : أنا لم أطلب كتبا حول المسألة ، بل طلبت ولم أزل أطلب المصادر والشواهد (لدى جوته نفسه) لما جاء بذكره السيد ابراهيم عوض بحماسته . أرجو أن يكون الأمر مفهوما .

أما هذا : (نولدكه) عن (تأثر) الرسول بلفظ وقول لا اله الا الله من اليهود!!!

فهو خارج الموضوع وأنت تكرر نفسك .

وشكرا .
 
شكرا دكتور موراني انا قدمت ماعندي، وعند كاترينا الخبر اليقينا لو تحب المواثيقا الموازينا .
 
طبعا الدكتور ابراهيم عوض قدم لك من مرجع كاترينا وهو مرجع غربي الا انك يادكتور موراني قلت له: وقد كثر الكلام ، كما ذكرته ، في هذا الموضوع في دوائر المثقفين العرب
الدكتور يكلمك في الغرب وانك تشيح برأسك الكريم إلى الشرق!
 
قلت : ولم أزل أطلب المصادر والشواهد (لدى جوته نفسه)

وهذا ما تتطلبه الأمانة العلمية حتى من د. إبراهيم عوض .

وشكرا .
 
يقول السيد موراني"قلت : ولم أزل أطلب المصادر والشواهد) لدى جوته نفسه("
سؤال كبير بحاجة لإجابة شافية.
على السيد إبراهيم عوض أن يذكر ما يقنع بتوقيع جوته.
على السيد طارق منينة أن يفسح للسيد عوض كثيرا...
لا يسيطر على ناصية الحوار
حتى لا ينحرف الحوار و ينجرف بعيدا عن المسار
 
يقول : هناك عشرات النصوص لجوته نفسه يثبت منها وبطريق مباشر ومباشر جدا علاقته الوطيدة بالإسلام.

هات منها خمسة بس ، إن كانت (عشرات) .

ولكن عرض المنهج هنا كما هو شائع في علوم الحديث : يذكر المرء حديثا نبويا ما ، ويقول في الهاشية < ( رواه البخاري) . أين رواه ؟ عمن رواه ؟

وهنا : أين هذه (العشرات) بوصفك أنت ؟ أو بوصف السيد إبراهيم عوض ، نعم بوصفك الذي يتمشى بالنص لدى جوته نفسه .
أنا شخصيا ترجمت ترجمة فورية من الديوان أعلاه . هل هذا مثلا علاقة جوته الوطيدة بالاسلام كما تزعم ؟
أنا لا أريد طرح عناوين الكتب (رواه البخاري) ، بل أريد الشواهد بالأمانة العلمية كما ينبغي .
 
أبشر سأنقل لك -ان شاء الله-السيل الجرار مصورا بالصفحات (نصوصا كاملة من (كلام جوته نفسه)، وسأشير عليه ملونا محددا حتى تراه
وبما أن الأمر حوار حضاري رفيع فلك سيد موراني أن تقول أن هذه الترجمة خاطئة او أن هذا ليس من كلام جوته(نفسه) أو ماشئت.
لأن غرض هذا الحوار هو إظهار الحقيقة وليس تناحر بين النفوس، فنحن نبتغي الوصول إلى الحقيقة على أن يقبلها من لم يكن رآها من قبل
وتحياتي
هذا عني أما عن استاذنا الدكتور إبراهيم عوض،فالحوار بينك وبينه مفتوح ،فأنتم وهو أساتذة في العلم، أنت في الاستشراق وهو في الآداب العالمية والنقد الإسلامي الواسع المجال والكوني في آن، وهو إن شاء الدخول معكم في الحوار، فهو أولى وأولى، وهو الأصل في الحوار ...على أنه لم يعدك بحوار ولم يتفق معك في شأنه
فأبشر!
 
هذه بعض من أقوال جوته التى وردت فى المقال وينكرها بعض القراء عبثا. وهناك كتاب "الشرق والإسلام فى أدب جوته" لعبد الرحمن صدقى، وترجمة د. عبد الرحمن بدوى للديوان الشرقى، وهذان مجرد مثالين، علاوة على كتاب ميمزن، اللهم إلا إذا قال قائل إنهم جميعا يكذبون أو لا يعرفون الألمانية ومن ثم نقلوا شيئا غير ما قاله جوته، أو مجانين يتخيلون أوهاما ليس لها ظل من الحقيقة. وأنا لا أحب المماحكات والجدال، ولم أكن أحب أن أتدخل فى مثل تلك المجادلات التى تنكر الشمس فى الظهيرة لولا... والآن إلى الفقرات المنقولة من المقال الصغير المحدود جدا جدا جدا:


"إذا ما نظرنا إلى ما تركه القرآن من أثر فيما خطته يراعة جوته وجدنا شاعرنا مثلا فى خطاب مبكر منه لهردر يستشهد بقوله تعالى فى سورة "طه" على لسان موسى : "ربِّ، اشرح لى صدرى" (ص 189). كما أشارت المؤلفة إلى عدد من الآيات التى اقتبسها فى كتاباته وتعليقاته، ومنها قوله تعالى: "وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (البقرة/ 115)، "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " (البقرة/ 164)، "وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ" (الرعد/ 7)، "وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ " (العنكبوت/ 48)، وغير ذلك من الآيات التى تلقانا فى رسائله الشخصية ومقالاته وكتبه وأشعاره (ص 195- 203).
وفى شبابه نظم جوته قصيدة بعنوان "أنشودة محمد" مدحه فيها مديحا حارا يدل على مدى الاحترام الذى كان يكنه للرسول الكريم ، وقد كتبها فى 1773م بعد أن قرأ كل ما تحت يده من دراسات عنه . وفى هذه الأمدوحة التى بناها جوته على شكل حوار بين على وفاطمة رضى الله عنهما نجده يشبّهه بنهر يتدفق فى هدوء لا يلبث أن يستحيل سيلا هادرا يكتسح ما أمامه، ليصب فى نهاية المطاف فى المحيط الذى يرمز عنده إلى الألوهية. وفى "مسرحية محمد" نراه يظهر اهتماما خاصا بعقيدة التوحيد الإسلامية التى يؤكدها على لسان النبى العظيم فى مناجاته لربه تحت قبة السماء المرصعة بالنجوم: "ارتفع أيها القلب العامر بالحب إلى خالقك/ كن أنت مولاى، كن إلهى، أنت يا من تحب الخلق أجمعين/ يا من خلقتنى وخلقت الشمس والقمر/ والنجوم والأرض والسماء"(ص 203- 208).
وقد ظل جوته حتى آخر حياته يؤمن بهذا كله: ومن ذلك ما كتبه حين كانت زوجة ابنه مريضة بمرض خطير: "لا يسعنى أن أقول أكثر من أنى أحاول هنا أيضا أن ألوذ بالإسلام". ومنه أيضا رده على صديقةٍ التمست منه النصيحة بشأن وباء الكوليرا المنتشر آنذاك فى مشارق البلاد وغربها: "ليس بوسع امرئ أن يقدم النصح لامرئ آخر فى هذا الشأن. فليتخذ كل إنسان القرار الذى يناسبه. إننا جميعا نحيا فى الإسلام مهما اختلفت الصور التى نقوّى بها عزائمنا". ومنه كذلك وصفه لكتاب كان أحد أصدقائه أهداه إياه بأنه "يحفز على التفكير فى كل الآراء الدينية الرشيدة، وأن الإسلام لهو الرأى الذى سنُقِرّ به نحن جميعا إن عاجلا أو آجلا" (ص 223).
وفى "الديوان الشرقى للمؤلف الغربى" نقرأ هذه الأبيات التالية التى تقترب جدا جدا من القرآن الكريم: "لله المشرق/ لله المغرب/ والأرض
شمالا/ والأرض جنوبا/ تسكن آمنة/ ما بين يديه" (ص 238)، "هو الذى جعل لكم النجوم/ لتهتدوا بها فى البر والبحر/ ولكى تنعموا برؤيتها/ وتنظروا إلى السماء" (ص 240)، "من حماقة الإنسان فى دنياه/ أن يتعصب كل منا لما يراه/ وإذا كان الإسلام معناه أن لله التسليم/ فعلى الإسلام نحيا ونموت نحن أجمعين" (ص 252)، "ويسوع كان طاهر الشعور ولم يؤمن/ فى أعماقه إلا بالإله الواحد الأحد/ ومن جعل منه إلها/ فقد أساء إليه وخالف إرادته
المقدسة/ وهكذا فإن الحق/ هو ما نادى به محمد/ فبفكرة الله الواحد
الأحد/ ساد الدنيا بأسرها" (ص 255)، "أيتها الطفلة الرقيقة، هذه الأسماط من اللآلئ/ وَهَبْتُها لك عن طِيب نفس/ بقدر ما استطعتُ/ كذُبَالةٍ لمصباح الحب/ لكنك تأتين الآن وقد عَلَّقْتِ/ عليها علامة هى من بين/ كل قريناتها من التمائم/ أقبحها فى نظرى/ وهذا الجنون الحديث المفرط/ أتريدين أن تأتى به إلى شيراز؟/ أم يجب علىّ أن أتغنى/ بالخشبة الجاسية المتقاطعة على الخشبة؟" (ص 256. والكلام هنا عن صليب كانت فتاته قد علقته على عِقْدٍ أهداها إياه لتزين به جيدها)، "لم لا أصطنع من الأمثال ما أشاء/ ما دام الله قد ضرب مَثَل البعوضة/ للرمز على الحياة؟" (ص 262)...
والكلام فى هذا يطول كثيرا، فنكتفى بهذا القدر، ولكن بعد أن نقول كلمة فيما كتبه فى بعض أشعاره تأثرا بقوله تعالى فى الآية الخامسة عشرة من سورة "الحج": "مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ "، وهذا نصه: "النبى يقول:/ إذا اغتاظ أحد من أن الله قد شاء/ أن ينعم على محمد بالرعاية والهناء/ فلْيُثَبِّتْ حبلا غليظا بأقوى عارضة فى قاعة بيته/ وليربط نفسه فيه! فسوف يحمله ويكفيه/ ويشعر أن غيظه قد ذهب ولن يعود" (ص 242). ومعنى الأبيات هو: من يظن أن الله لن ينصر نبيه فليذهب وليخنق نفسه بحبل يتدلى من سقف بيته، باعتبار أن "السبب" فى الآية معناه "الحبل" وأن "السماء" هى "السقف". ولكن لى تفسيرا آخر للآية يبدو أكثر وجاهة سواء من ناحية منطق العقل أو من ناحية اللغة وأساليب العرب والقرآن. ذلك أنه لا معنى لأن يقول الواحد منا لمن يكذّب بأنه سوف ينتصر عليه أَنِ اذهبْ وانتحِرْ لترى أيزول سبب سخطك أم لا. كما أننا نقرأ فى سورة "غافر" قوله تعالى على لسان فرعون غيظا من موسى واطمئنانه إلى نصر ربه: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ* أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ" (الآيتان 36- 37). فــ"أسباب السماوات" (وهى مِثْل "سبب إلى السماء" بالضبط) لا تعنى الحبال، بل السبل التى توصل إلى السماء للاطّلاع إلى إله موسى. وعلى هذا فمعنى آية "الحج" هو أن من كان يشك فى نصرة الله لرسوله فليحاول إن كان يستطيع، ولن يستطيع، أن يثبت صحة ما يقوله من أن الله لن ينصر نبيه، حتى يرتاح ويذهب عن نفسه مشاعر الغيظ والحقد.
ثم هل كان الانتحار عن طريق حبل معلق فى سقف البيت من الأمور المعروفة عند العرب؟ كذلك فإن بيوت العرب كانت كلها تقريبا من الخيام، اللهم إلا فى المدن، وكانت قليلة فى بلادهم وتمثل الشذوذ على القاعدة، فلا سقف يشنق الإنسان نفسه بحبل يتدلى منه ولا يحزنون. وأيضا فمَدّ السبب إلى السماء غير تعليق السبب فى السقف: فهذا ينزل من فوق لتحت، وذاك يصعد من تحت لفوق. ثم كيف يمكن المنتحر، بعد أن يكون قد مات، أن ينظر ليرى هل يُذْهِبَنّ كيده ما يغيظ؟ أيا ما يكن الأمر فأَوْجَهُ من هذا التفسيرِ القولُ بأن المقصود هو: من كان يستطيع أن يتبين أن الله لن ينصر نبيه فليثبت ذلك عن طريق الاطلاع على ما فى السماء. وهذا أمر بطبيعة الحال مستحيل تماما. ويقول الله تعالى فى الآية 35 من سورة "الأنعام": "وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ"، فهذه الآية (كما نرى) تسير فى نفس اتجاه آيتَىِ "الحج" و"غافر"، وهو ما يعضّد ما طرحتُه من تفسير للآية الكريمة، هذا التفسير الذى أحسب أنه أقوى من التفسير الذى يقول به المفسرون وتأثر به مترجم الآية الذى قرأه جوته، وكان من أثر قراءته له كتابة ما كتب (ص 241)".

أما المثال الذى أورده الزميل د. مورانى فهل هو المثال الوحيد أو المنشود؟ أنت تترك كل النصوص التى أوردها المشارقة والمغاربة وتمسك فى نص تراه لا علاقة له بالإسلام. فهل هذه طريقة للمناقشة؟ مرة أخرى بطريقتك هذه إما أن كل من كتب واستشهد بما أبدعه جوته كاذب أو جاهل لا يعرف الألمانية أو مجنون يتخيل ما ليس له وجود... مع احترامى للجميع, وأزيدك من الشعر بيتا، فأنا أميل إلى أن جوته قد أسلم. أميل، أميل فقط، لأن كل الشواهد فى نظرى "الكليل" تقول هذا، ومع ذلك فالدليل القاطع الحاسم الجازم ليس بين أيدينا. ولهذا قلت: أميل. أميل فقط. ولا أحب المضى فى هذا النقاش. وشكرا للجميع
 
هذه الصفحة قابلتنى الآن بالمصادفة وأنا أعس فى النت، وفيها مادة ثرية بالنسبة لموضوعنا، فأحببت أن أطرحها عليكم مجرد طرح. وجوته الآن بين يدى ربه بالنسبة لمن يؤمن بالله واليوم الآخر، أو عاد من حيث جاء وصار بعض عناصر الطبيعة لمن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، وفى الحالتين قد أخذ سره معه، رحمه الله...:
والآن إلى الصفحة المذكورة:ـــــ
التسجيل مساعدة
حفظ البيانات؟
المنتدى
مشاركات اليومالتعليمـــاتالتقويمالمجموعات عمليات المنتدى خيارات سريعة
ما الجديد؟
Submit
البحث المتقدم
الرئيسية المنتدى الأقــســـام الــعـــامــة
قصائد جوته أمير شعراء الألمان في مدح الرسول و القرآن
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى فنرجو التكرم بزيارة صفحة التعليمات بالضغط هنا كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في المنتدى إذا رغبت بالمشاركة، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه
+ الرد على الموضوع النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع: قصائد جوته أمير شعراء الألمان في مدح الرسول و القرآن
أدوات الموضوع
عرض
28-03-2012 02:22 PM
#1
أبو خبّاب
زائر
قصائد جوته أمير شعراء الألمان في مدح الرسول و القرآن
من هو الشاعر جوته ؟ وهل اعتنق الإسلام ؟
من الموسوعة الحرة ( بتصرف ) :-
يوهان فولفجانج جوته (28 أغسطس 1749 - 22 مارس 1832) هو أحد أشهر أدباء ألمانيا المتميزين، والذي ترك إرثاً أدبيا وثقافياً ضخماً للمكتبة الألمانية والعالمية، وكان له بالغ الأثر في الحياة الشعرية والأدبية والفلسفية، ومازال التاريخ الأدبي يتذكره بأعماله الخالدة التي مازالت أرفف المكتبات في العالم تقتنيها كواحدة من ثرواتها، وقد تنوع أدب جوته ما بين الرواية والكتابة المسرحية والشعر وأبدع في كل منهم، واهتم بالثقافة والأدب الشرقي واطلع على العديد من الكتب فكان واسع الأفق مقبلاً على العلم، متعمقاً في دراساته.

ونظراً للمكانة الأدبية التي مثلها غوته تم إطلاق اسمه على أشهر معهد لنشر الثقافة الألمانية في شتى أنحاء العالم وهو "معهد جوته" والذي يعد المركز الثقافي الوحيد لجمهورية ألمانيا الاتحادية الذي يمتد نشاطه على مستوى العالم، كما نحتت له عدد من التماثيل.

النشأة
ولد جوته في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1749م بمدينة فرانكفورت بألمانيا، كان والداه ميسورين الحال، والده هو يوهان كاسبار جوته، وكان جده يعمل حائكاً أما جدته فكانت تملك فندقاً، وهو الأمر الذي جعل العائلة في سعة من العيش.
عمل والدي جوته جاهدين من أجل أن يحصل ابنهما على قدر وافر من العلم، وكان والده يرجوا أن يتبوأ ولده مناصب عالية في الدول، وبالفعل حقق غوته أملهما فتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى درس المحاماة وتخرج من كلية الحقوق، وعلى الرغم من دراسة جوته للحقوق إلا أن ميوله وعشقه كان للأدب فكان متأملاً للأشياء من حوله واصفاً لها في جمل رقيقة معبرة.
الإبحار في فكر جوته

لم يكن جوته مجرد شاعراً عادياً يسجل خواطره وأفكاره من خلال قصائده الشعرية، وكتبه الأدبية، بل مال إلى التبحر في مختلف العلوم، فأنكب دارساً العلوم والفنون المختلفة مثل الرياضة والرسم والشعر والموسيقى والتصوير، كما قام بدراسة النبات والطب والهندسة والحقوق والسياسة.
وعكف على تعلم اللغات وساعده والده في ذلك فدرس كل من اللاتينية، اليونانية، الإيطالية، الفرنسية، الإنجليزية والعبرية، كما سعى جوته نحو التعرف على ثقافات أخرى فتعمق في الأدب الشرقي فأطلع على الأدب الصيني والفارسي والعربي، بالإضافة لتعمقه في الفكر الإسلامي، ولم يكتف جوته في مجمل إطلاعه على الثقافة العربية على الشعر العربي فقط بل أطلع على كتب النحو والصرف متلهفاً وساعياً نحو المعرفة، كل هذه الأمور أهلته لان يكون شاعراً متمكن واسع الثقافة مطلع على العديد من العلوم.

نظرة في حياته
في عام 1759 وعندما كان جوته في العاشرة من عمره قام الفرنسيون باحتلال مدينة فرانكفورت، وقام أحد الضباط الفرنسيون باحتلال منزل عائلة جوته، مما ترك اثر بالغ في نفسيته، وفي سن السادسة عشر قام والده بإلحاقه بكلية الحقوق جامعة "ليبسك"، ولم تكن ميول جوته تتوافق كثيراً مع دراسة الحقوق فلم يحقق بها الكثير من النجاح فقد كان الأدب هو عشقه الأول، وعلى الرغم من ذلك أكمل دراسته بها.
وأثناء فترة دراسته بجامعة "ليبسك" جاءت أولى قصص الحب في حياة جوته فأحب فتاه عرفت باسم آنا كاترين شونكويف كانت ابنة رجل يمتلك حانة كان جوته يتردد عليها، وهناك رآها وهام بها حباً حتى انه ذكرها في العديد من قصائده الأدبية في هذه الفترة مطلقاً عليها اسم "آنيت"، ولكن لم تستمر قصة الحب هذه كثيراً فما كادت الفتاة تقابل حبه بحب مثله حتى أنصرف عنها.
وفي جامعة "ليبسك" نظم جوته العديد من القصائد والروايات الأدبية من أهمها المأساة الموسومة "بمزاج المحبين" والتي قام فيها بتوضيح الأسباب التي جعلته يترك محبوبته الأولى، ومأساة " الشركاء في الجريمة" والتي عرض فيها العادات السيئة التي كانت منتشرة في الأسر في ذلك الوقت بمدينة "ليبسك" وغيرها من باقي المدن الألمانية، وفي عام 1767م قام بنشر مجموعة من أشعاره بعنوان"آنيت" .
في عام 1768م عاد جوته إلى فرانكفورت تاركاً جامعة "ليبسك" قبل أن يتم دراسته بها نظراً لمحنة مرضية مر بها، حيث أصيب بنزيف حاد أضعفه نظراً لقيامه ببذل مجهود شاق في الدراسة، فلزم فراش المرض لفترة كبيرة، وأثناء فترة مرضه هذه قام بالإطلاع على كتب الفلسفة والسحر والتنجيم والكيمياء، وكان لإحدى صديقات والدته أثر كبير في نفسه فقد كانت سيدة متدينة، وجهت تفكير جوته نحو الروحانيات، فأصبح جوته بعد فترة من المتصوفين.

اتجاهه الأدبي
كان جوته يميل في اتجاهه الأدبي إلى منهج "العاصفة والتيار" وكان هذا هو التيار السائد في هذا العصر والذي وقف في مواجهة تيار أخر عرف بـ "عصر التنوير" أو عصر الدليل المادي، هذا التيار الذي كان يعمل العقل في كل النواحي، ولا يؤمن بوجود أي شيء إلا إذا كان هناك دليل مادي على وجوده، بينما كان منهج العاصفة والتيار منهج متجدد مفعم بروح الشباب رافضاً وضع أي قيود على المشاعر والأحاسيس، مؤمناً بحرية التعبير.
ثم ما لبث جوته في مرحلة أخرى من حياته أن تحول إلي "الكلاسيكية" والتي تسير على نهج الحضارة الرومانية اليونانية القديمة.

مؤلفاته
تنوعت مؤلفات غوته بين الرواية والقصيدة والمسرحية نذكر من مؤلفاته: ألام الشاب فرتر، من المسرحيات نذكر نزوة عاشق، المتواطئون، جوتس فون برليخنجن ذو اليد الحديدية، كلافيجو، ايجمونت، شتيلا، إفيجينا في تاورس، توركواتو تاسو، ومن قصائده بروميتيوس، فاوست "ملحمة شعرية من جزأين"، المرثيات الرومانية، وسيرة ذاتية بعنوان من حياتي..الشعر والحقيقة، الرحلة الإيطالية، الأنساب المختارة كما قدم واحدة من أروع أعماله وهي " الديوان الغربي والشرقي" والذي ظهر فيه تأثره بالفكر العربي والفارسي والإسلامي، ولعل غوته هو أول شاعر أوروبي يقوم بتأليف ديوان عن الغرب والشرق مجسداً قيم التسامح والتفاهم بين الحضارتين، هذا بالإضافة للعديد من المؤلفات القيمة الأخرى.

علاقته بالإسلام
عرف جوته باحترامه وتقديره للإسلام كدين يحمل الكثير من القيم العظيمة، وكان من المهتمين بالإسلام والقرآن الكريم، وبسيرة الرسول "عليه الصلاة والسلام"، فأهتم بالإطلاع على المؤلفات التي صدرت عن الإسلام والشرق، والتي نذكر منها الترجمة الألمانية للقرآن الكريم، المعجم التاريخي، المكتبة الشرقية، الديانة المحمدية، حياة محمد، كنوز الشرق كل هذه الكتب كانت لمستشرقين ومفكرين أجانب وشكلت إحدى المراحل الهامة لغوته للتعرف على الإسلام ورسوله.
وكان لـ "هيردر" الفيلسوف الألماني العظيم تأثير بالغ على فكر جوته حيث كان أول من أرشده للإطلاع على الشعر العربي والقرآن الكريم، وكان هيردر فيلسوف ألماني ذا تأثير كبير على الحضارة الألمانية، وفيلسوف اللغة والتي نظر لها على أنها أساس هام لاحترام الفروق الثقافية بين الحضارات، كما كان من أكبر الأدباء المنصفين للإسلام وهو ما أوضحه من خلال كتابه " أفكار حول فلسفة تاريخ الإنسان" وقام فيه بالإطراء على شخص الرسول الكريم "محمد" صلى الله عليه وسلم، كما أوضح إعجابه بتعاليم الدين الإسلامي.
وقد أنعكس فكر هيردر على جوته فأهتم جوته بالشعر والقيم العربية المتمثلة في العزة والكرامة ومعاني الشرف والتي كان يستشفها من خلال الملاحم والوقائع الشعرية، فأطلع على دواوين السعدي، وحافظ الشيرازي، والفردوسي.
وقد بدأت علاقة جوته بالقرآن الكريم من خلال لقائه مع هيردر بمدينة ستراسبورج عام 1770م، حيث قام بالإطلاع على نسخ مترجمة من القرآن، وقد أعجب به جوته كثيراً وتمعن في معانيه ومفرداته، فجاءت كتاباته متأثرة بالآيات القرآنية، كما قام باقتباس بعض منها وأوردها في أشعاره، وقام بوصف القرآن بأنه "كتاب الكتب".
ومما قالته "كاترينا مومزن" أستاذة الأدب الاجتماعي عنه "إن جوته أعجب بالإسلام ولفت نظره مبدأ التوحيد .. تلك العقيدة التي تدعو إلى الانقياد لله الواحد، والدعوة إلى تحرر الإنسان من كل صنوف العبودية الدنيوية"
إضافة لذلك أطلع جوته على السيرة النبوية، وكان معجباً بشخصية الرسول نظرا لما قام به من تأسيس الفكر والدين الإسلامي، وانه لم يقصر حياته على مجرد بث التعاليم الدينية، وانه استخدم في توصيل رسالته ودعوته وسائل كفاح دنيوية.
وقد ظهر إعجابه الشديد بالدين الإسلامي وبالرسول الكريم من خلال أشعاره، وأعماله الأدبية والتي نذكر منها "تراجيديا محمد" هذا الكتاب الذي أنقسم إلى فصلين الأول تحدث فيه عن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، أما الفصل الثاني فقام بتصوير معاناة الرسول أثناء تبليغه الرسالة وما قساه من المشركين خلال ذلك.

كما اختص جوته الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" بقصيدة مدح طويلة، مشبهه بالنهر العظيم الذي يجر معه الجداول والسواقي في طريقه إلي البحر، كما قام بكتابة مسرحية أيضا عن الرسول ولكنها لم تكتمل نظراً لوفاة جوته، وقد وجد بعض المخطوطات لهذه المسرحية والتي عمد فيها إلي التأكيد على أن محمد صلى الله عليه وسلم، جاء بأفكار جديدة لنشر الإسلام وروح المساواة والإخاء في العالم.
ومما قاله في الإسلام في ديوانه الشعري الديوان الشرقي " إذا كان الإسلام معناه أن نسلم أمرنا لله، فعلى الإسلام نعيش ونموت جميعاً".

هل أسلم جوته؟
ظل هذا السؤال حائراً شاغلاً لبال الكثيرين هل أسلم جوته؟ وربما رجع هذا لشغف جوته بالدين الإسلامي والقرآن الكريم والرسول "محمد"، ودراسته للشريعة الإسلامية وتعمقه بها، ومما قالته أستاذة الأدب الألماني كاترينا مومزن " إن علاقة جوته بالإسلام ونبيه الكريم ظاهرة مدعاة للدهشة في حياته، فكل الشواهد تدل على أنه في أعماقه شديد الاهتمام بالإسلام، وان جوته كان يحفظ عشرات من آيات القرآن الكريم"، وفي سؤال لها حول ما إذا كان جوته قد أسلم، قالت : إن إعجاب جوته بالإسلام لا يعني بالضرورة أنه اعتنقه وترى أن جوته كان يكن تعاطفاً للإسلام ولكنها تنفي أن يكون قد تحول إليه".

اللغة العربية في حياة جوته
مما قاله جوته في وصفه للغة العربية " ربما لم يحدث في أي لغة هذا القدر من الانسجام بين الروح والكلمة والخط مثلما حدث في اللغة العربية ، وانه تناسق غريب في ظل جسد واحد"، وقد عكف جوته على دراسة الشريعة الإسلامية دراسة متعمقة، واطّلع على الأشعار والملاحم العربية وتأثر بعدد من الشعراء مثل المتنبي، وقام بإدراج بعض من ملامح أشعاره في روايته "فاوست"، كما تأثر بأبي تمام، والمعلقات فقام بترجمة عدد منها إلى اللغة الألمانية عام 1783م بمساعدة معلمه "هيردر"، وقرأ لفحول الشعراء مثل أمريءالقيس، طرفة بن العبد، عنترة بن شداد، زهير بن أبي سلمى وغيرهم، وكانت للأشعار والمفردات العربية تأثير بالغ على أشعار وأدب جوته.

الوفاة
جاءت وفاة جوته في الثاني والعشرين من مارس 1832م بفيمار، وهو في الثانية والثمانين من عمره، وذلك بعد أن أثرى المكتبة الألمانية والعالمية بالعديد من المؤلفات الأدبية القيمة، وقد كان لجوته أثر كبير في الحياة الأدبية في عصره الأمر الذي أهله لأن يظل التاريخ يردد اسمه كواحد من أعظم الأدباء.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو خبّاب ; 28-03-2012 الساعة 02:26 PM
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
28-03-2012 02:44 PM
#2
أبو خبّاب
زائر

قصيدة جوتة ( ترتيلة محمد )
أولا : نص القصيدة مترجمة إلى العربية :-
( ترتيلة محمد )
ترجمة بهجت عباس
أنظروا إلى نبـع الصخور،
لمّـاعاً من الإبتهاج،
كَـوَمضـاتِ النجـوم!
ومن فـوق الغـيوم
ملائكـة أخيـار
تغـذي عنـفوانـه
بين الصّـخور في الأدغـال.

بحيـويّـة فتى يافـع
يَـثِـبُ بخِـفّةٍ خارجَ الغيـمة
وعلى الصّخور المرمر في الأسفل
يبـتهل كَـرّةً أخرى
إلى السّـماء.
عَـبرَ الممـرّات على القِـمم
يلاحق الصَّـوانَ المـلوّنَ بسرعة ،

وبخطـوة قائـد سابقٍ لأوانـهِ
يكتسح إخوتـَه الجداولَ
ويجـرفهـا قـُدمـاً معـه.
ومن تحت، في الـوادي
تـنـبت الأزهـار تحت قـدمه،
وتدبّ ُ في المَـرج الحيـاةُ من نَـفَـسه.

ولكنْ لا يوقـفـه وادٍ ظلـيل،
ولا الأزهارُ،
التي تـُطَـوِّق رُكبـتَه،
مُبـتَسِمـةً بأعـينٍ ملـؤهـا الحبّ ُ:
ينطلق انسيـابـُه نحو السّهل
مُتَعـرِّجاً كأفعـوان.

تـرتبط الجداول به
مرافقـة. والآنَ ينبـعث
في السّـهل كالفضَّـة لمعـاناً،
ويلـمع السَّـهل معـه،
والأنهـارُ مـن السّـهل
والجـداول من الجِّـبال و
تهلِّـلُ وتصيح : يا أخانا!
يا أخانا، خذ إخـوتَك معـك،
معـك إلى أبيـك الأزلي،
إلى المحـيط الأبدي،
الذي ينـتظـرنا بأذرع ممـدودة،
التي، آه، تمـتـد دون جـدوى،
لتحتضـنَ المتشـوِّقـين إليـه؛
لأنَّ الرملَ الجَّـشِـعَ في الصَّـحراء المقـفرة،
يفـترسُـنا، والشّمسَ في الأعـالي
تمتـصّ ُدماءنـا؛ وتـلاً يطـوَّقـنـا
ويحـوَّلنـا إلى مُـستـنـقَع! يا أخـانا
خُـذِ الإخـوةَ مـن السَّـهل،
خُـذِ الإخـوةَ مـن الجبـال،
معـك، إلـى أبيـك معـك!

تعـالوا كـلّـكمْ!-
ويمتلئ الآن
جلالاً أكثـرَ؛ عشيرة بأكمـلها،
تحمل الأمـيرَ عَـلِـيّـا،
وفي تـدفّـقِ مسـيرته الظافـرة،
يُـعـطي البلدانَ أسمـاءَها، والمـدن ُ
تُصـبِـحُ تحت موطئ قدمـه.

ومن دون تـوقّـفٍ يزأر مندفعـاً،
تـاركاً قِـممَ الأبـراج المتـوهِّـجة،
البيـوتَ المَـرمـريّـةَ، وإنتاجـَه
الوَفـْرَ، وراءه بعـيداً.

يحمل الأطـلسُ بيوتَ خشبِ الأرز
على أكتافـه الضّـخمـة؛
وآلافِ البيـارق الخـفـّاقـة المُـرَفـرفـة
عَـبْـرَ النّـسائـم فـوقَ رأسِـه
إشـاراتُ عَـظَـمَـتِـه.

وكذا يحمل إخـوتَـه،
كـنوزَه، أطـفـالَه،
هـاتفـاً بابتـهاج، إلـى قلب
خـالقـه الذي ينتـظـره!
ثانيا : نص القصيدة مترجمة إلى الإنجليزية
Muhammad's Song
See the rock-born stream!
Like the gleam
Of a star so bright
Kindly spirits
High above the clouds
Nourished him while youthful
In the copse between the cliffs.
Young and fresh.
From the clouds he danceth
Down upon the marble rocks;
Then tow'rd heaven
Leaps exulting.
Through the mountain-passes
Chaseth he the colour'd pebbles,
And, advancing like a chief,
Tears his brother streamlets with him
In his course.
In the valley down below
'Neath his footsteps spring the flowers,
And the meadow
In his breath finds life.
Yet no shady vale can stay him,
Nor can flowers,
Round his knees all-softly twining

With their loving eyes detain him;

To the plain his course he taketh,

Serpent-winding,


Social streamlets

Join his waters. And now moves he

O'er the plain in silv'ry glory,

And the plain in him exults,

And the rivers from the plain,

And the streamlets from the mountain,

Shout with joy, exclaiming: "Brother,

Brother, take thy brethren with thee,

With thee to thine aged father,

To the everlasting ocean,

Who, with arms outstretching far,

Waiteth for us;

Ah, in vain those arms lie open

To embrace his yearning children;

For the thirsty sand consumes us

In the desert waste; the sunbeams

Drink our life-blood; hills around us

Into lakes would dam us! Brother,

Take thy brethren of the plain,

Take thy brethren of the mountain

With thee, to thy father's arms!


Let all come, then!

And now swells he

Lordlier still; yea, e'en a people

Bears his regal flood on high!

And in triumph onward rolling,

Names to countries gives he,--cities

Spring to light beneath his foot.


Ever, ever, on he rushes,

Leaves the towers' flame-tipp'd summits,

Marble palaces, the offspring

Of his fullness, far behind.


Cedar-houses bears the Atlas

On his giant shoulders; flutt'ring

In the breeze far, far above him

Thousand flags are gaily floating,

Bearing witness to his might.


And so beareth he his brethren,

All his treasures, all his children,

Wildly shouting, to the bosom

Of his long-expectant sire.




ثالثا : نص القصيدة بالألمانية


Mahomet's Gesang


Seht den Felsenquell,

Freudehell,

Wie ein Sternenblick;

Über Wolken

Nährten seine Jugend

Gute Geister

Zwischen Klippen im Gebüsch.


Jünglingsfrisch

Tanzt er aus der Wolke

Auf die Marmorfelsen nieder,

Jauchzet wieder

Nach dem Himmel.


Durch die Gipfelgänge

Jagt er bunten Kieseln nach,

Und mit frühem Führertritt

Reißt er seine Bruderquellen

Mit sich fort.


Drunten werden in dem Tal

Unter seinem Fußtritt Blumen,

Und die Wiese

Lebt von seinem Hauch.


Doch ihn hält kein Schattental,

Keine Blumen,

Die ihm seine Knie umschlingen,

Ihm mit Liebesaugen schmeicheln:

Nach der Ebne dringt sein Lauf

Schlangenwandelnd.


Bäche schmiegen

Sich gesellig an. Nun tritt er

In die Ebne silberprangend,

Und die Ebne prangt mit ihm,

Und die Flüsse von der Ebne

Und die Bäche von den Bergen

Jauchzen ihm und rufen: "Bruder!

Bruder, nimm die Brüder mit,

Mit zu deinem alten Vater,

Zu dem ewgen Ozean,

Der mit ausgespannten Armen

Unser wartet

Die sich, ach! vergebens öffnen,

Seine Sehnenden zu fassen;

Denn uns frißt in öder Wüste

Gierger Sand; die Sonne droben

Saugt an unserm Blut; ein Hügel

Hemmet uns zum Teiche! Bruder,

Nimm die Brüder von der Ebne,

Nimm die Brüder von den Bergen

Mit, zu deinem Vater mit!"


Kommt ihr alle!

Und nun schwillt er

Herrlicher; ein ganz Geschlechte

Trägt den Fürsten hoch empor!

Und im rollenden Triumphe

Gibt er Ländern Namen, Städte

Werden unter seinem Fuß.

Unaufhaltsam rauscht er weiter,

Läßt der Türme Flammengipfel,

Marmorhäuser, eine Schöpfung

Seiner Fülle, hinter sich.


Zedernhäuser trägt der Atlas

Auf den Riesenschultern; sausend

Wehen über seinem Haupte

Tausend Flaggen durch die Lüfte,

Zeugen seiner Herrlichkeit.


Und so trägt er seine Brüder,

Seine Schätze, seine Kinder

Dem erwartenden Erzeuger

Freudebrausend an das Herz.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو خبّاب ; 28-03-2012 الساعة 02:48 PM
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
28-03-2012 03:04 PM
#3
أبو خبّاب
زائر
أنشودة محمد
تعد "أنشودة محمد Mahomets Gesang" من أهم الأدلة التي تشير إلى إيمان الشاعر جوته بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يُشبِّه جوته رسولنا الكريم بماء الغمام الذي ينزل من السماء ليتكون منه ينبوع يقود الينابيع الأخرى معه، كناية عن الأنبياء الذين سبقوه، نحو إحياء الأرض ونشر الإسلام فيها. وفيما يلي ترجمة هذه الأنشودة :
انظروا إلى النبع بين الصخور،
ناصعا مبتهجا،
كمنظر النجوم!
فوق الغيوم...
غذَّت شبابه أرواحٌ طيبة
بين الصخور في الغابة
بنضارة الشباب
يخرج راقصا من السحابة
ويهطل على صخور المرمر،
ويهتف مرة أخرى نحو السماء.

وعبر الممرات بين قمم الجبال
يطارد الحصى الملونة،
ومع خطوة القائد المبكرة
يجترف معه إخوته الينابيع.

وفي الأسفل... في الوادي
تنمو الأزهار عند موطئ قدمه
والمرج يحيا بأنفاسه.

ولكن لا شيء يمنعه من الجريان
لا الوادي الظليل
ولا الأزهار…
التي تعانق رُكبته
وتغازله بعيون الحب:
فمجراه يؤدي إلى السهل... بطريق متعرجة.

وتلتصق به الجداول وتتودد إليه.
والآن يتقدم في السهل زاهيا كالفضة
ويزهو السهل معه،
والأنهار التي في السهل
والجداول التي في الجبال
تبتهج به وتنادي: أخانا... أخانا
خذ الأخوة معك، إلى أبيك القديم
إلى المحيط الخالد
الذي ينتظرنا بذراعين مفتوحتين...
لكنها تُفتح، آه، بلا جدوى
لاستقبال المشتاقين إليه:
إذ أن الرمل الشَّرِه
في الصحراء القاحلة
يلتهمنا،
والشمس هناك تمتص دماءنا،
وثمة تل يحول بيننا وبين المحيط.
أخانا
خذ الأخوة من السهل
خذ الأخوة من الجبال
معك إلى أبيك.

هلموا جميعا...
والآن يتجلى في هيبته
قبيلة بأكملها ترفع الأمير في العلياء
ومن خلال النصر المبين
يمنح البلاد أسماء
وتخضع المدن تحت قدميه.

ويتواصل هديره بلا انقطاع،
حتى يترك وراءه قمما من اللهب على الأبراج
وبيوتا من المرمر... تنتج عن غزارته.
يحمل الأطلس على أكتافه الضخمة بيوتا من الأرز،
وفي الهواء يرفرف ألف علم ويُصَفِّر على رأسه،
إنهم شهود على عظمته.

وهكذا يحمل معه إخوته وكنوزه وأبناءه
بقلب يخفق فرحا
إلى الأب المنتظِر،
ويثير في القلب بهجة.


الكاتب : سليمان أبو ستة
المصدر : منبر الجمعية الدولية للمترجمين العرب
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
28-03-2012 03:27 PM
#4
أبو خبّاب
زائر
فتوى حول الاعتراف بجوته كمسلم (1)
وهذه أيضا ترجمة الأستاذ / بشير بركات ، جزاه الله خيرا ، لنص الفتوى حول الاعتراف بإسلام جوته، وما ذكره من آراء لبعض فقهاء بيت المقدس في التعليق على الفتوى:
فتوى الشيخ عبد القادر المرابط
فيما يلي ترجمة لفتوى صدرت عن الجماعة الإسلامية في مدينة فايمار الألمانية باللغتين الإنجليزية والألمانية في عامَي 1995 و 1996، حيث نقلتها إلى العربية، وحاولتُ الجمع بين النصين الألماني والإنجليزي، حيث توجد فوارق ضئيلة بينهما:
فتوى حول الاعتراف بجوته كمسلم
بقلم الشيخ عبد القادر المرابط
فايمار، 19 كانون أول 1995
الأدلة
جوته والمسيحية
لقد قال جوته في آواخر حياته: "هناك الكثير من الهراء في تعاليم الكنيسة" (وذلك ضمن حوار دار بينه وبين إكرمان Eckermann في 11-03-1832).

وفي الديوان الشرقي لمؤلفه الغربي West-ِoestliche Divan يؤكد جوته على قيمة اللحظات الحالية الثمينة بدلا من موقف الكنيسة الداعي إلى انتظار الحياة الآخرة وبالتالي احتقار كل شيء يمنحه الله للإنسان في أي لحظة من عمره.
ويرفض جوته صورة المسيح كما تعرضها النصرانية، ويؤكد على وحدانية الله في قصيدة من ديوان West-oestliche Divan وقال فيها:
شَعَر عيسى بالنقاء وتفكر بهدوء
في الإله الواحد.
لقد جرح إرادَته المقدسة كلُ من عمل منه إلها
ولذلك لا بد من إظهار الحقيقة
وهذا ما أنجزه محمد؛
فقط بعبارة "الواحد"
أخضع العالم كله
وبالإضافة إلى عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم يذكر جوته في الأبيات التالية أن إبراهيم وموسى وداود عليهم السلام كانوا أيضا من الموحدين. ومن الحقائق الثابتة أن جوته كان يبغض شعار الصليب بشدة. وقد كتب يقول:
والآن تأتي ومعك شعار،
ذلك الذي أبغضه أشد البغض من بين كل الشعارات.
كل تلك الحماقة الحديثة
تريد أن ترسلها إلي في شيراز!
هل ينبغي علي، رغم جموده، أن أتغنى بعود يقاطع
عودا؟

بل وبعبارة أشد:
وتريد أن تجعلها لي إلها، تلك الصورة من البؤس على قطعة خشب
وصرح جوته في كتاب Wilhelm Meisters Wanderjahre قائلا إنها: "وقاحة ملعونة... أن يُلعب بتلك الأسرار العميقة التي يختبئ فيها عمق المعاناة الإلهية"، فبدلا من ذلك ينبغي على المرء: "أن يُسدل الستار على تلك المعاناة".
وأخيرا، يصف جوته في قصيدة "النائمون السبعة" من ديوانه West-oeِstliche Divan المسيحَ بأنه نبي: "منذ سنوات عديدة تحترم إيفيسوس تعاليم النبي عيسى عليه السلام" .

التصوف وممارسة الذكر
لقد أُعجب جوته أيضا بمجاز "سعدي" الذي يشبِّه الصوفي بـ "البعوضة العاشقة" التي تطير نحو الضوء القاتل لتهلك فيه. راجع بهذا الشأن خاصة قصيدته التي نشرها في ديوان "الحنين المبارك Sehlige Sehnsucht" حول الفراشة التي تطير نحو الضوء. وقد أطلق على تلك القصيدة اسمان وهما "التضحية بالذات Selbstopfer" و "الكمال Vollendung".

وفي الفصل الذي ورد في الديوان حول جلال الدين الرومي وصف جوته دعاء الله وبركته فقال: "إن ما يُسمَّى بالإكليل الوردي المحمدي، والذي يتم تعظيم اسم الله فيه بتسع وتسعين صفة، لهو ابتهال جدير بالثناء. إن كلا من الصفات المؤكِّدة والنافية تدل على كائن يستحيل إدراكه؛ فيصاب العابد بالدهشة، ثم يستسلم ويستريح" .
جوته والإسلام
عندما كان جوته شابا أراد أن يلتحق بقسم الدراسات العربية، ولكن والده أصر عليه أن يدرس الحقوق؛ فقد أُعجب جوته مدى حياته بالرحالة الأوائل الذين زاروا المنطقة العربية (أمثال Michaelis و Niebuhr)، وقرأ بشغف كل ما نشروه حول رحلاتهم.
وعندما ألَّف ديوانه في عامي 1814 و 1815، تمرن جوته على القراءة والكتابة بالعربية بمساعدة أساتذة الإستشراق Paulis و Lorsbach و Kosegarten (الذي ينتمي إلى بلدة Jena). فبعد أن اطَّلع على مخطوطات عربية وعلم بوجود القرآن، شعر بشوق كبير لتعلُّم العربية. وقد قام بنسخ أدعية باللغة العربية بنفسه وكتب يقول: "ربما لا توجد لغة أخرى تتجسد فيها الروح والكلمة والخط بهذه الطريقة الإبتدائية" .

وفي سن السبعين كتب جوته يقول أنه كان يعتزم: "أن يحتفل بمنتهى الرهبة بتلك الليلة التي اكتمل فيها نزول القرآن من الأعلى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم". وكتب أيضا: "لا يجوز لأي أحد أن يتعجب من قوة التأثير الكبرى في الكتاب. ولهذا السبب أيضا فإن العابدين حقا يصرحون بأنه غير مخلوق وبأنه خالد مع الله". وأضاف إلى ذلك: "إن هذا الكتاب سيبقى حقا عظيم الأثر أبد الدهر" .

وحتى اليوم ما زالت لدينا المخطوطات التي كتبها بنفسه خلال دراساته القرآنية الأولى المكثفة في عامي 1771 و 1772، إضافة إلى دراسات أخرى موجودة في أرشيف جوته وشيلر Schiller في مدينة فايمار. وقد تلا جوته الترجمة الألمانية للقرآن التي أعدهاJ. Hammer (وربما أيضا الترجمة الإنجليزية الأكثر واقعية التي قام بها G. Sale) على مسامع أعضاء عائلة دوق فايمار وضيوفهم. وقد تحدث Schiller وزوجته عن تلك التلاوات التي شهداها .
وقد كان جوته يشعر دائما بوجود نقائص في كافة ترجمات القرآن اللاتينية والإنجليزية والألمانية والفرنسية. وكان يبحث باستمرار عن ترجمات أخرى. وقال في ديوانه:

عما إذا كان القرآن خالدا؟
أنا لا أسأل عن ذلك!...
أما أنه كتاب الكتب
فإنني أؤمن بذلك كواجب على المسلم
وقد قرأ كتبا مرجعية وقواعدية وكتبا حول رحلات، وأشعارا، ومختارات، وكتبا حول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتناول تلك الموضوعات بتوسع مع مستشرقين من كافة أرجاء ألمانيا. وقد أعجب جوته بالترجمة الألمانية لديوان حافظ (في أيار 1814) ودرس الترجمات المختلفة للقرآن في عصره. وقد ألْهم ذلك كله جوته لتأليف ديوانه الخاص West-oeِstliche Divan، والذي ضم بدوره قصائد كثيرة مستوحاة بوضوح من القرآن وتستند على آيات مختلفة منه .
وقد اشترى جوته مخطوطات عربية قديمة للرومي وجامع وحافظ وسعدي والعطار وتفسير القرآن، وأدعية مختلفة، وقاموسا عربيا- تركيا، ونصوصا حول موضوعات تحرير الرقاب والشراء والبيع والفائدة والربا، ومخطوطات أصلية كتبت بيد السلطان سليم.

وكان جوته لا يَعُد من قبيل الصدفة المحضة، ولكنه عدها حوادث هامة، بل وجزءا من قدره وإشارات من الله تعالى، أنْ:
- أحضر له في خريف 1813 جندي عائد من إسبانيا مخطوطة عربية قديمة، تحتوي على السورة الأخيرة من القرآن (سورة الناس). وحاول جوته لاحقا نسخها بيده بمساعدة أساتذة من Jena، ساعدوه أيضا في التعرف على محتوى المخطوطة.

- حضر في كانون ثاني 1814 صلاة جمعة أقامها مسلمون بشكيريون من جيش القيصر الروسي الإسكندر في المدرسة الثانوية البروتستانتية في فايمار. وكتب في رسالة بعثها إلى Trebra في 05-01-1814 : "بما أنني أتحدث عن النبوءات، يجب علي أن أشير إلى أن هناك أشياء تحدث في أيامنا هذه، لم يكن ليؤْذَن لأي نبي أن ينطق بها. مَن كان سيُسمح له قبل بضع سنين أن يقول أنه ستقام صلاة محمدية وسيُتمتَم بسور القرآن في قاعة التدريس في معهدنا البروتستانتي؟ وقد حدث ذلك بالفعل وحضرنا صلاة البشكير وشاهدنا إمامهم ورحبنا بأميرهم في المسرح. ولمكانة رفيعة أُهدي إلي قوس وسهام، سأقوم بتعليقها فوق مدفأتي كتذكار أبَدي حالما يأذن الله لهؤلاء الضيوف الأعزاء بعودة سعيدة". وفي رسالة بعث بها في 17-01-1814 إلى ولده August أضاف: "لقد طلبَ العديد من سيداتنا المتدينات ترجمة للقرآن".

ولقد تجاوز موقف جوته الإيجابي من الإسلام كافة الذين سبقوه في ألمانيا: حيث أنه نشر في 24-02-1816 الجملة التالية: "إن الشاعر [يقصد نفسه]... لا يرفض الشبهة بأنه هو نفسه مسلم" .

وقال جوته في قصيدة أخرى من ديوانه:
من الغباء أن كل شخص في دنياه
يمتدح رأيه الخاص!
إذا كان الإسلام يعني الخضوع لله،
فإننا جميعا نحيا ونموت في الإسلام
التعديل الأخير تم بواسطة أبو خبّاب ; 28-03-2012 الساعة 03:50 PM
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
28-03-2012 03:43 PM
#5
أبو خبّاب
زائر
فتوى حول الاعتراف بجوته كمسلم (2)
وإضافة إلى افتتان الشاعر جوته بلغة القرآن وجمالها وجلالها، فقد شعر بجاذبية كبيرة نحو قيمته الدينية والفلسفية: وحدة الله. كما أن الإعتقاد بأن الله يتجلى في الطبيعة والمخلوقات يُعد من الموضوعات الرئيسية في أعمال جوته. وخلال دراساته الأولى المكثفة للقرآن في عامي 1771 و 1772 نسخ جوته وأدخل تعديلات جزئية على أول ترجمة مباشرة للقرآن من العربية إلى الألمانية. وقد دوَّن جوته آيات مختلفة من القرآن ترشد الإنسان إلى كيفية تدبر الطبيعة بكافة مظاهرها: تعدد المظاهر يشير إلى الإله الواحد. إن الإستناد إلى الطبيعة، كما يعرضه القرآن، إضافة إلى التعاليم النابعة من لطف الله ووحدانيته، والتي تعرَّف جوته عليها من خلال آيات السورة الثانية من القرآن (البقرة)، أصبحت الأركان الرئيسة التي قام عليها استلطافه وميله نحو القرآن. وقال جوته أنه ينبغي علينا أن ندرك "عظمة الله في الصغير" وأشار بهذا الخصوص إلى الآية رقم 25 من سورة البقرة، والتي ضربت البعوضة مثلا.
وقد تأثر جوته بشدة بحقيقة أن الله يخاطب البشر من خلال الأنبياء؛ ولذلك اعترف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم: ففي رسالة بعث بها إلى بلومنتال A. O. Blumenthal في 28-05-1819 كتب جوته (مشيرا إلى الآية 4 من سورة إبراهيم): "فالحق إذن ما قاله الله في القرآن: ما أرسلنا رسولا إلى قوم إلا بلغتهم" . وبالإشارة إلى الآية ذاتها كرر جوته في رسالة إلى كارليل Carlyle ذلك المعنى فقال: "يقول القرآن: لقد أرسل الله إلى كل قوم رسولا بلغتهم الخاصة" ، وكذلك فقد كرر جوته تلك النظرة مرة أخرى في مقالة كتبها في مجلة German Romance، المجلد الرابع- أدنبره 1827 .

وأكد جوته رده على الكفار الذين تحدَّوا النبي صلى الله عليه وسلم بأن يريهم معجزات، حيث قال: "قال الرسول لا أستطيع الإتيان بالمعجزات، فالمعجزة الكبرى هي أنني موجود" .
وفي مصنَّف "محمد Mahomet" كتب جوته المديح الشهير "نشيد محمد Mahomets Gesang". وفيه يُشبِّه جوته النبي صلى الله عليه وسلم بالنهر العظيم الذي يبدأ كسيل صغير ثم يزداد عرضا، ويتسع شيئا فشيئا إلى أن يصبح قوة روحانية هائلة، ثم يصب أخيرا بعظمته في المحيط، رمزا للألوهية. وهو يصف الروح الديني الحارس، مَثَله مثل النهر العظيم، كيف يحمل معه الأناس الآخرين، مَثلهم مثل الجداول والأنهار، على طريقه نحو البحر. وكتب جوته بخط يده في الملحق الثالث ص 31 لديوانه في 27-01-1816 يقول: "زعيم الخلائق محمد" .

وهناك عنصر هام آخر في الإسلام وهو التأكيد على الأعمال الصالحة. وقد أُعجب جوته بشكل خاص بالصدقة التي يعطيها المسلم. وفي قصائد عديدة من ديوانه "كتاب الأمثال" Buch der Sprueche يصف جوته "لذة الإعطاء" ويقول: "أنظر إليها بشكل صحيح وستعطي دائما" . وأُعجب جوته بأن هذا العمل لا يكافأ لاحقا فحسب، بل إن بركاته تظهر في الدنيا أيضا.

وقد عُرف جوته أيضا برفضه القاطع لمفهوم الصُدفة: "إن الذي لا يدركه ولا يستطيع أن يدركه الناس في أعمالهم، والذي يتجلى في غاية الوضوح، وفي الحال الذي تظهر عظمته بأبهى ما تكون، فهو ذلك الذي يسمونه (الصدفة) فيما بعد، إن ذلك هو [فعل] الله بالضبط، فهو الذي يتدخل هنا بقدرته مباشرة ويُعظِّم ذاته من خلال أبسط الأمور" .

إن إيمان جوته الراسخ بقَدر الله (أنظر على سبيل المثال محادثته مع المستشار Mueller في 12-08-1827 ) وبيت الشعر الشهير الذي قاله في ديوانه: "لو شاء الله أن أكون دودة لخلقني دودة" ، وكذلك قوله: "إن الرموز (الإستعارات المستخدمة في الديوان) تمثل الهداية والعناية الإلهية الرائعة النابعة من قدَر الله الذي لا يمكن استكشافه أو تصوره، وهي تعلِّم وتؤكد على الإسلام الحقيقي والخضوع المطلق لمشيئة الله والإعتقاد بأنه لا يستطيع أي أحد أن يحيد عن المقدور له" ، كل ذلك أدى إلى موقفه الشخصي من الخضوع لمشيئة الله، أي أن جوته اعتبرها أمرا يجب أن يتقبله شاكرا، لا أن يحتج عليه. وهناك أمثلة شهيرة على ذلك في أعماله الأدبية مثل “Egmont”, “Dichtung und Wahrheit”, “Unworte Orphisch”, “Wilhelm Meisters Wanderjahre” إلخ.

ومن الأمثلة المؤثرة جدا في حياته الخاصة، رد فعله إزاء رحلته الثالثة إلى Marianne von Willemer في تموز 1816، والتي كان يعتزم الزواج منها بعد وفاة زوجته المحبوبة Christiane، حيث أُصيب بحسرة شديدة بعد فقدانها، لكن الرحلة انقطعت فجأة بُعيد الإنطلاق بسبب انكسار محور العربة. وقد اعتبر جوته ذلك الحادث إشارة قدرية صريحة، فتراجع فورا عن نيته الأصلية وامتنع بالفعل نهائيا عن رؤية Marianne von Willemer. وكتب جوته بعد ذلك: " ولذلك يجب علينا أن نستمسك بالإسلام (وهذا يعني: الخضوع التام لمشيئة الله) ..." . وفي قول مشابه كتب في رسالة إلى Zelter في 20-09-1820: "لا أستطيع أن أقول هنا شيئا آخر سوى أنني أحاول الاحتماء بالإسلام" .

وعندما انتشرت الكوليرا عام 1831 وتوفي كثير من الناس عزَّى جوته السيدة لويزا آديله شوبنهاور Louise Adele Schopenhauer في 19-09-1831 برسالة جاء فيها: "هنا لا يستطيع أي أحد تقديم النصح للآخر؛ فعلى كل واحد أن يقرر بنفسه. إننا جميعا نعيش في الإسلام، بغض النظر عن الأسلوب الذي نختاره لتشجيع أنفسنا" . وفي 22-12-1820 كتب جوته رسالة إلى صديقه فيليمير Willemer يشكره فيها على كتاب حِكَم قدمه له، وقال فيها: "صحيح... مع كل نظرة دينية معقولة وإسلام يجب علينا أن نعترف به عاجلا أم آجلا" . وكمشارك في الحرب ضد فرنسا، قال جوته في 7 تشرين أول 1792 أن الإيمان بقضاء الله وقدره يجد أدق تعبير عنه في الإسلام: "إن الدين المحمدي يقدم أفضل دليل على ذلك" .

وحسب التقرير الذي أورده Eckermann حول حديث أجراه مع جوته (11-04-1827) فإن الأخير قال أن أسلوب التربية عند المسلمين يدفعهم إلى مواجهة التناقضات في الوجود، وبالتالي إلى معرفة الشك، الذي يتحول بعد تفحص الأمر إلى يقين في نهاية المطاف، واختتم جوته الحديث بقوله: "أنظر كيف أن هذه التعاليم لا ينقصها أي شيء، وكيف أننا مع كافة أنظمتنا لم نحرز تقدما، وأنه لن يفلح أي أحد... إن ذلك النظام الفلسفي عند المحمديين يمثل مقياسا رائعا يستطيع المرء أن يطبقه على نفسه وعلى غيره، حتى يعرف المرء مستواه الحقيقي من الفضيلة الروحانية".

وحول أمور ينبغي على المرء أن يشغل نفسه بها، قال جوته في كتابه Maximen und Reflexionen: "إن أعظم سعادة بالنسبة للإنسان المفكر هي قيامه باستكشاف ما يمكن استكشافه، وتبجيله لِما لا يمكن استكشافه". وفي ذلك إشارة إلى أن المسلم لا يسأل عن أشياء لا يستطيع البشر أن يعرفوها.

وحول وحدانية الله قال جوته: "إن الإيمان بالله الواحد يؤدي دائما إلى رفع الروحانيات لأنه يرشد الإنسان إلى الوحدة في داخل نفسه" . ويتحدث جوته عن الفرق بين النبي والشاعر، ويؤكد على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: "إنه نبي وليس بشاعر ولذلك يجب أن يعتبر قرآنه قانونا إلهيا وليس كتابا بشريا وُضع للتعليم أو التسلية" .

الحُكم
بعد فحص البراهين المبينة أعلاه والإطلاع على المراجع الأصلية في مصنفات صَديقَيه المقرّبَيْن Thomas Carlyle و Schiller، بالإمكان التوصل إلى نتيجة واضحة بدون أي لبس أو شك.
إن كافة محتويات مصنفاته العلمية، وخاصة Zur Morphologie تشير إلى الدعوة مدى حياته إلى نظرة تقول أن الكون مخلوق من لدن ذات إلهية وأن الخالق لا يرتبط بأي وجه مع مخلوقاته .

ورغم أنه أمضى عمره في بلاد الكفار، فإنه تبنى وصرح من صميم قلبه عن التزامه بالشهادتين وأقر بأنه لا إله إلا الله، الواحد، وأن رسوله وخاتم المرسلين هو محمد صلى الله عليه وسلم.

وبدون أن يتلقى تعاليما حول الصلاة والزكاة والصوم والحج ، فإنه مع ذلك اغتنم وباعتزاز الفرصة النادرة لحضور صلاة جمعة. وبهذا كله يتضح أنه اعتبر الإسلام دينه الخاص.

ومعلوم من الأحاديث الشهيرة والثابتة العديدة في مسلم والبخاري وكتب السنن، أن الإيمان بالله وبرسوله هو الباب المؤدي إلى الإسلام بلا ريب وهو مفتاح الجنة.
وعلى ذلك فبالإمكان الإقرار بوضوح بأن أعظم شعراء أوروبا ومجد اللغة الألمانية وحياتها الفكرية، كان في الوقت ذاته أول مسلم في أوروبا الحديثة؛ حيث أيقظ في قلوب الناس الشوق نحو معرفة الله ورسوله، تلك المعرفة التي رقدت في سبات عميق منذ أن خيم الظلام على إسبانيا الإسلامية.
وفي ضوء إقراره الأكيد بالنبي صلى الله عليه وسلم، ينبغي أن يُعرف بين المسلمين من الآن فصاعدا بـ "محمد يوهان فولفغانغ فون جوته Muhammad Johann Wolfgang von Goethe".
الشيخ عبد القادر المرابط
بتفويض من أمير جماعة المسلمين في فايمار،
الحاج أبو بكر ريغر Abu Bakr Rieger
فايمار في 19 كانون أول 1995
(انتهت ترجمة الفتوى)
التعديل الأخير تم بواسطة أبو خبّاب ; 28-03-2012 الساعة 03:47 PM
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
28-03-2012 03:53 PM
#6
أبو خبّاب
زائر
تعليق بعض فقهاء بيت المقدس على الفتوى
للوقوف على ما يراه فقهاء بيت المقدس توجهت إلى ثلاثة منهم بالسؤال طالبا تعليقهم على فتوى الشيخ عبد القادر المرابط المذكورة، وفيما يلي ردودهم:
1) الشيخ عكرمة صبري
كتب سماحة الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري مفتي القدس الشريف والديار الفلسطينية ردا على السؤال ما نصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: الأخ السائل الكريم بشير بركات- القدس، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بالإشارة إلى سؤالك المثبت أعلاه والمؤرخ في 1/6/1998، وبالإشارة إلى النشرة المرفقة والتي تعتبر جزءا من السؤال أجيب بما هو آت:
إن مكمن الإيمان هو القلب. وإن اللسان والقلم يترجمان ما في القلب. وإن المتتبع لما كتبه الشاعر الألماني جوته يلمس الأمور الآتية:
1- التركيز على توحيد الخالق، وعدم إقراره بالإشراك والشرك.
2- بغضه الشديد لموضوع صلب عيسى عليه السلام أي أنه لا يقر فكرة الصلب.
3- إقراره بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام وإعجابه به وتقديره له.
4- إقراره بنبوة سائر الأنبياء والمرسلين كإبراهيم وداود وموسى وعيسى عليهم السلام.
5- إعجابه بالقرآن الكريم وتأثره به.
6- إقباله على دراسة اللغة العربية وحبه لها وافتتانه بها.
وبالرغم من أنه لم يعلن اعتناقه للإسلام بشكل علني ورسمي إلا أن تركيزه على هذه الأمور من خلال شعره وكتاباته تجعل منه مسلما مؤمنا. وأثني على الفتوى الصادرة بتاريخ 19 كانون أول 1995 عن الشيخ عبد القادر المرابط والتي تتضمن حول الاعتراف بجوته كمسلم، ولنا الظاهر والله سبحانه وتعالى يتولى السرائر وهو أعلم بالنيات والصواب. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حرر بتاريخ 27 صفر الخير 1419 الموافق 21 حزيران 1998، القدس".

2) الشيخ حسام الدين عفانة

وأجاب فضيلة الشيخ الدكتور حسام الدين موسى عفانة، المحاضر بجامعة القدس والمختص بالفقه الإسلامي، بما نصه:
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد العالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فقد اطلعت على فتوى حول الإعتراف بالشاعر الألماني جوته كمسلم كتبها الشيخ عبد القادر المرابط. وبعد التدقيق فيها وجدت أن الشيخ قد ذكر حسب المصادر التي رجع إليها أن الشاعر الألماني جوته كان يعترف ويقر بالله الواحد الأحد ويقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبنبوة عيسى عليه السلام وأنه كان يبغض الصليب ويؤمن بالقرآن الكريم ويؤمن بالقضاء والقدر ويقر ويعترف بأنه مسلم. وبناء على ذلك أرى أن ما توصل إليه الشيخ المذكور من اعتبار جوته مسلما صحيح. وأنه مسلم إن كان واقعه مطابقا لما ذكر، حيث أن إسلام المرء يثبت بإقراره ونطقه بالشهادتين وبقية أركان الإسلام. والله أعلم. كتبه د. حسام الدين موسى عفانة بتاريخ 29 ذو القعدة 1418 وفق 27 آذار 1998".

3) الشيخ محمد الشويكي

أما فضيلة الشيخ محمد رشدي الشويكي نزيل القدس، والمختص بالفقه الإسلامي، فقد اتخذ موقفا حذرا من الفتوى المذكورة بعد اطلاعه على ترجمتها، حيث قال:
"من المعروف عند علماء المسلمين أن من يريد أن يدخل في الإسلام يلزمه مع الشهادتين نبذ كل دين آخر وعدم الأخذ منه. وبالنسبة لي لا أستطيع أن أحكم على شخص لمجرد أنه امتدح القرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مسلم ما لم يشهد الشهادتين ويترك غير الإسلام من الديانات، ولو رأيته يصلي أو يقوم بحركات الصلاة مع المسلمين، ويبدو أنها مرة واحدة كما ذكر. وهناك فئة من النصارى تقول بأن عيسى نبي الله وليس ابنا له، وتقول بأنه لم يصلب ولم يقتل وغير ذلك، وهم شهود يهوا. فلا يعني ذلك أنهم مسلمون لمجرد أنهم وافقوا القرآن في بعضه".
وحول قول جوته }زعيم الخلائق محمد{ علق الشويكي قائلا: "حال جوته كحال من صنفه في العظماء". وأضاف أن جوته "لم يصرح صراحة باعترافه بالنبي صلى الله عليه وسلم… ]ولا[ بأن الإسلام دينه". وحول توحيد الله قال الشويكي: "الإيمان بالله الواحد موجود عند اليهود حاليا كذلك". واختتم الشويكي تعليقه قائلا: "وأخيرا (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها) فإن كان مسلما حقا فقد فاز وإن كان غير ذلك فقد حصل على ثناء الناس عليه."

مصدر الفتوى والتعليقات عليها : منبر الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
....
قلتُ : إذن هنالك ظن قوي جدا بأن يكون أمير شعراء الألمان جوته ممن اعتنقوا الإسلام ، وكذلك الحال مع أمير شعراء الفرنسيين فيكتور هيجو أو ( إيجو ) صاحب رواية (البؤساء) الشهيرة ، وكلاهما تضمن شعره مضامين قرآنية جلية ، فضلا عن أمير شعراء الروس ( ألكساندر بوشكين) الذي هو من أب روسي وأم حبشية أو أرترية ، وقد تضمن شعره أيضا مضامين قرآنية .
سأُنزل في وقت لاحق بمشيئة الله بعضا من نماذج الترجمات الشعرية العربية لشعر جوته ، ترجمتُها قبل عدة سنوات نقلا عن الإنجليزية .
 
أرفق هنا كتاب كاترينا ميمزن عن "جوته والعالم العربى" لمن يريد أن يقرأ، وشكرا
 
تقليدا لدكتورنا ابراهيم عوض اضع ايضا بعض الكتب
 
لقد قرأت اليوم [نشيد محمد]Mahomets Gesang
مرارا ، بالأصل ، ولم أجد فيه ذكرا لمحمد ما .....إلا في العنوان . هل هناك سطر واحد فيه يمكن التعريف من طريقه على نبي الإسلام ؟ أنا لا أجد شيئا . للأسف .

نعم ، هناك عدد لا يحصى تقريبا حول جوته باللغة العربية غير أنني لم أطلب هذا . أنا ما زلت أطلب الشواهد في شعر جوته وفي لغة جوته حول الاسلام بالدقة ، وما يثبت إسلامه المزعوم .
ودام الجميع بخير وعافية
 
تحت عنوان(أغنية محمد) كتب جوته يقول
هاهو يجري في الوادي متلالئا بهيا
والأنهار الجارية في الوهاد
والجداول الهابطة من الجبال
تهتف به صائحة :يااخانا
ثم يقول
والآن يعلو ويكبر
حمل معه الأمراء
وفي وسط انتصاراته
أعطى للبلدان أسماء
ودانت المدن تحت قدميه

طبعا يادكتور موراني هذا كله تحت عنوان شعر عنوانه اغنية محمد وليس اغنية نابليون مع ان جوته كان لبعض الوقت قريبا من نابليون اليس كذلك؟
وتعلق الكاتبة(كاترينا مميس) واظنها المانية بقولها:" لقد صوره جوته في صورة الإنسان الذي يخاف على بني جلدته من البشر فيعاملهم كإخوة له؛ ومن ثم يشد على أيديهم ، آخذا بهم إلى الحياة العليا ،إلى الحياة الأرقى. لقد حملت الأغنية المحمدية قناعاته حول الانقياد للطبيعة والتصالح مع العالم؛ وهي قناعات تتعارض مع نظرية التقشف المسيحي"(ص 49)

وهذه القصيدة بحسب كاترينا ممنيس كتبها جوته في عام 1773م بعدما قبع على دراسة كافية للأدبيات المحمدية
ثم هو الذي كتب مسرحيته الدراما المحمدية بعد ان منع اخته كورنيليا من المشاركة في إعادة عرض مسرحية فولتير المسماة ب"تطرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم(راجع الكتاب المرفق لكاترين وهو بعنوان جوته والإسلام ص43،44،48
 
لو عرضت هذا الشعر بغير عنوان بالعربية أو الألمانية إلى عالم مسلم ، هل تعتقد أنه عرف فيه نبي الإسلام ؟
شيء غريب جدا ما أنتم بصدده .
 
نعم هل تريد أن يفهم الناس أن جوته تكلم عن محمد بنصوص واضحة، إنها كثيرة ياسيد موراني، وهاأنا أعيرك بعضها بعد قليل،
فنحن ياسيد موراني على ماعليه السيدة الألمانية صاحبة كتاب التأثير القرآني على جوته وهو مرفق يمكنكم قراءته وفيه تعرض من كلام جوته في"ديوان الشرق والغرب) قولهالتالي وفيه يذكر محمد رسول الله بالاسم كما يذكر فيه ايضا انه (ساد الدنيا بأسرها)!
(وأي أحد يمكن يفهم أنه يتكلم عن رسول الله محمد)
قال جوته :
وهكذا، فإن الحق
هو مانادى به محمد،
فبفكرة الله الواحد الأحد
ساد الدنيا بأسرها
----
هذا هو كلام جوته ومعرفته بسيادة محمد رسول الله للدنيا بأسرها، اربط هذا الكلام بافتتاحيته لديوانه عن(الهجرة) وبأغنية محمد،(قدمت بعض نصوصها) وفيها انجازات محمد في افتتاح المدن وتسميتها،(نصه: يقول
والآن يعلو ويكبر
حمل معه الأمراء
وفي وسط انتصاراته
أعطى للبلدان أسماء
ودانت المدن تحت قدميه)
تعلم أننا لانقول شيئا غريبا، إنما شاركنا فيه عمالقة ألمان(كاترينا، هونكه، هوفمان، إلخ)
وكلهم قالوا بقولنا في جوته بل قلنا بقولهم!
فأي غرابة في هذا سيد موراني؟
والنص اعلاه كتبته كاترينا في ص 81
 
هل تريد المزيد؟
كتب جوته بالحرف(بعثة محمد) على منوال(أغنية محمد) وخرجت للنور بعد موته في باريس عام1907م،
اسمع ياسيدي!
(بعثة محمد)
حينما كان يتأمل في الملكوت
جاءه الملاك على عجل
جاء مباشرة بصوت عال ومعه النور
اضطرب الذي كان يعمل تاجرا
فهو لم يقرأ من قبل.وقراءة
كلمة تعني الكثير بالنسبة له
لكن الملاك أشار إليه
وأمره بقراءة ماهو مكتوب
ولم يُبال وأمره ثانية :إقرأ
فقرأ،لدرجة أن الملاك انحنى
واستطاع القراءة
واستمع الأمر
وبدأ طريقه
---
والنص أوردته كاترينا في كتابها(المرفق في رابطنا هذا) ص85،86،87
 
عام ١٩٠٧؟ طيب. وكيف أجد أنا هذا كله بلغة جوته ، لو سمحت ؟
كاترينا < لقب ، اسمها
Katharina Mommsen
فإن وصف جوته محمدا هكذا ، فما هي نتيجة الاستقراء ؟ لا شيء . هو مجرد وصف شخصية في حضارة أخرى في القرن ١٨ م . ما لا يدل على إسلام جوته إذ كان يمدح شخصيات دينية وتأريخية أخرى في كتاباته .
 
اه دكتور موراني تقول لك كاترينا مومسن :" وبعد 88 عاما من موته، وقعت يد " رايتر ماريا رايكليه"(1875-1926م) على "بعثة محمد" التي خرجت إلى النور في باريس عام1907م"(ص 85)
واذا عندك ترجمة مختلفة للقصيدة فمرحبا بذلك واذا كان عندك نص" بعثة محمد" ليس فيه اسم محمد ولا مجيء الملاك له ولا ان معه النور فهلم إلينا به نستفيد منكم، فنحن نحب العلم والتعلم، بارك الله فيك.
لااراك علقت على كلام الدكتور ابراهيم ولا ورود اسم محمد كما آتيتك به وقد كنت تبحث عنه فلم تجده!
هلا قلت شيء في هذا الأمر بدل ان تبعدنا ولو قليلا لما اشرت اليه بلغة جوته
انت رجل خبير بالألمانية فإن رأيت مخالفة لما ذكرت(المؤلفة الألمانية) كاترينا مومسن فاهلا بذلك فالحكمة ضالة المؤمن
 
فإن وصف جوته محمدا هكذا ، فما هي نتيجة الاستقراء ؟ لا شيء . هو مجرد وصف شخصية في حضارة أخرى في القرن ١٨ م . ما لا يدل على إسلام جوته إذ كان يمدح شخصيات دينية وتأريخية أخرى في كتاباته .
يادكتور موراني، أنت رجل أكاديمي، ودعني أكلمكم بطريقة مصرية قليلا: حرام عليك أن تترك كل تاريخ جوته، من علاقاته(صداقة حميمة) بعلماء كبار ارتبط معهم بعشق للشرق، وحب لمحمد رسول الله، ونهل-معهم!- من القرآن الذي نزل عليه، وبسيرة النبي(الذي كتب هو مسرحية فيها!!!) وتأثر بمعان قرآنية وجماليات لغوية وبيانية وروحية ووجدانية فيه، ومنهم من كتب في التاريخ وفي مامنحه القرآن للعالم، وللإنسان العربي وعموم الانسان. ومنهم من دافع عن النبي محمد بكتب مشهورة ذاعت شهرتها في العالم كله وهو توماس كاريل صاحب كتاب (محمد المثل الاعلى) وهو نفسه كتابه(الأبطال) ...تترك ذلك كله وتقول ان جوته يصف وصفا ليس فيه مدحا ولا تأثرا ولاميلا ولا عشقا!!!!
تحجب أو تنسى علاقة جوته بالجو القرآني الروحاني والقيمي بل والعقدي، وقد ورد في كتاب جوته والإسلام للكاتبة الألمانية التي علمتنا حضرتك كيف نكتب اسمها أن جوته تعلم عقيدة القدر من القرآن وأوردت الادلة على ذلك.
تنسى علاقة جوته بالعالم الاسلامي بل ووصول رجالات من فرسان الإسلام إليه في داره،في المانيا، وقد راح يصلى معهم صلاة المسلمين وعبر عن وجودهم بتعبير جليل جميل رائق... تعبير دخل التاريخ كما دخل مشهد صلاتهم معه(صلاة الإسلام) او صلاته معهم في مقر المسيحية
وبالجملة فإنك تترك التاريخ وعلاقة جوته فيه بالقرآن وترجماته الغربية الإستشراقية وإنكاره لما فيها من خبث وتحريف، وهو مايعني أنه فهم القرآن وفهم رسالته-التي عبر عنها بشعر رائق- وتأثر بها كما قالت كارينا-ايما تأثر(راجع كتابها الذي وضعته لك)، وكتابها الآخر الذي وضعه لك الدكتور إبراهيم عوض..تترك ذلك كله ثم تقول لنا الرجل يصف وصفا لاتستشف منه شيء!!
عندما يروق لك أن تروح للتاريخ لتأتنا منه بدخول زيغريد هونكه الحزب النازي لغرض ذكرته انت في موضعه من هذا الملتقى الكريم ، تذهب للتاريخ معلنا انك حصلت على كنز يدين السيدة الألمانية منصفة حضارة الاسلام وتترك الفقه(المالكي مؤقتا) ،مع أن وقوعها في أسر الفكرة النازية كان مؤقتا وطارئا على شخصيتها بدليل كتاباتها اللاحقة عن الإسلام، وعندما نطرح او نضع أمامك التاريخ مكتوبا مكشوفا باديا كالقمر في مئات الصفحات وبقلم ألماني خبير، عرض عليك من تقاسيم المؤثرات المتلالئة التي ذكر جوته نفسه أنها أثرت عليه ورغبته في هذا الدين العظيم، بل واندمجت روحه بروحه، حتى إنه كثيرا مانطق بالقرآن وحب الإسلام في مواضع من الصعب على غير مسلم أن يستدعيها إلى روحه في تلك الاحداث والمواضع التي تتلاشي فيها العقول احيانا ولاتذكر حتى اقرب الناس اليها ، مثل مرض عزيز او صديق له أو مثل موت أخته،إلخ..فتجده يرسل رسائل وفيها بدلا من نصوص انجليلية كلمات اسلامية بل تصريح بإسم الإسلام...عندما نعرض عليك ذلك تعرض وتنكر!!
ويكفي أن عظيم المانيا في الشعر الرومانتيكي قال عن القرآن إنه كتاب الكتب، لتعرف أن في كلامه شيء من تعظيم القرآن وترفيعه فوق الكتب والعقائد ، وفي نفسه كثير من روح القرآن، وفي الفاظه حتى في الاوقات الصعبة كثير من مدح الإسلام متأثرا بعقائده التي تصنع التوازن في النفس مثل الرضا بمصيبة الموت او المرض المقدر وعدم التشكي منه.
النصوص كثيرة وكل ماقلته لك موجود في الكتاب الذي احضرته اليك والكتاب الذي احضره الدكتور ابراهيم عوض اليك، الأمر يحتاج للقراءة ثم النقاش..القبول او الرفض.
الأمر ليس قصيدة شعر قد تحتمل عند من لايعرف مقصود جوته بها أن يقول إنه ليس لمحمد رسول الله وجود فيها، مع ان الأمر هو أن محمد حاضر في روح جوته غالبا، منذ شبابه حتى مقاربته الثمانين عاما أو اكثر!!، والقرآن حاضر بألفاظه ومعانيه في كثير من كتابات جوته ورسائله، وماكتبه من مسرحية او رسائل أو شعر.
كذلك الأمر يتعدى أو يتجاوز شخص جوته، ليصير بعد فحص التاريخ إلى وجود مؤثرات عظيمة على جيل جوته، على اصدقاءه ومنهم من كتب فعلا كتب في مدح محمد رسول الله مثل توماس كاريل(كمثال!)
هذا ليس استقراء بل تاريخ موثق
وشكرا لك.
 
هذا هو "الديوان الشرقى للمؤلف الغربى" لجوته، ترجمة د. عبد الرحمن بدوى، تجدونه فى المرفقات، مع خالص تحياتى ومودتى لجميع الأصدقاء
 
السلام عليكم..
تابعت حواركم الممتع.. واسمحوا لي بهذا التعليق:
1- ما فائدة الإصرار على إسلام جوته من عدمه، في غياب حجة حقيقية من سيرته الشخصية؟ ألا يمكن معرفة ما إذا كان قد أعلن الشهادتين أمام أحد المسلمين، وإن مارس شعائر الإسلام أم لا؟ أليس هذا أفضل من محاولة قراءة أشعاره ومؤلفاته التي لا يبدو أنها تشير إلى أنه أسلم بالفعل؟
2- أنا أعيش في كندا منذ 15 سنة.. وتعرفت في جامعة لافال بمدينة كيبك سيتي على قسيس كاثوليكي كان يشرف على الحوار المسيحي-الإسلامي.. وكنا ندعوه في مؤتمراتنا الإسلامية، وأحيانا في المسجد.. وكان في محاضراته يستشهد بالنبي (ص) وبالآيات القرآنية، وكان يحرص على الصلاة معنا حين تحضر الصلاة.. وأشهد أنني رأيته بأم عيني وهو يبكي تأثرا عند سماع بعض الآيات القرآنية مرتجمة للفرنسية.. ورغم ذلك كان يحرص على التصريح على أنه مسيحي متدين..
3- واضح أن جوته متأثر تأثرا صوفيا-روحانيا بالإسلام والقرآن والنبي (ص)، باعتباره حكمة شرقية.. ولعلي لا أضيف جديدا إن قلت إن هناك بعض الحركات الصوفية التي تقر بمرجعية القرآن وبعض الأحاديث النبوية ولكنها في نفس الوقت لا تلتزم بأي شيء من شعائر الإسلام التعبدية.. وقد تعرفت مؤخرا على جماعة صوفية أمريكية، تنسب نفسها لمتصوف هندي اشتهر في أوائل القرن العشرين، اسمه عنايت خان.. وتعتبر نفسها مسيحية منفتحة على "الحكمة النبوية" أيا كان مصدرها، فتراهم ينقلون كلمات عن النبي محمد (ص) وعن عيسى (ع) وموسى (ع) وبوذا وزرادشت وجلال الدين الرومي وعنايت خان وغيرهم.. ويظهرون التعلق بهم.. حتى أنني بعد تصفح الكثير من مواقعهم ومنشوراتهم، احترت في أي الأديان صنفون.. وهم يستعملون بعض المفردات الإسلامية في خلواتهم وتأملاتهم، مثل الذكر، والصوم، غير أنهم لا يقيمون الصلاة مثل المسلمين..
4- شخصيا، سيكون مسعدا لي لو ظهرت أدلة قاطعة عن إسلام جوته.. ولكنني بالنظر إلى ما اطلعت عليه في الماضي، أجدني أميل إلى القول بأنه كان متأثرا بالإسلام كحكمة شرقية، وليس كدين.. مثله مثل ما قيل عن الأديب الروسي تولستوي..
والله أعلم..
 
شكرا استاذ محمد بن جماعة، مع الإعلام انني في حواري كله لم أقل إنه أسلم وليس حواري ولاحوار الدكتور إبراهيم عوض مع الدكتور المحترم موراني هو حول إسلام جوته، فماكتبه الدكتور ابراهيم عوض كان عن البديهيات القاطعة التي كان يريد(أولا) أن يلفت الإنتباه إليها،المنطق الذي لابد أن ينتبه إلى حياة جوته به،منطق يقود أي إنسان ،وهو يتكلم عن شخص بمنزلة جوته في التاريخ ، إلى الحقيقة والبديهة!
ثانيا استاذنا نعم هناك قساوسة يتأثرون باللحظة وقد يصلون للتجربة!، لكن جوته ياسيدي شخصا غير هؤلاء الذين تراهم اليوم مع أني أؤكد أنهم يتأثرون عقليا وبعد ذلك يتأثرون وجدانيا فيبكون، وإنه لمن الصعب أن يبكي رجل أوروبي، فقد نشأوا أو تنشأوا على أن الرجل لايبكي، هذا ماعايشته مثلا في هولندا لمدة ربع قرن، والله اعلم.
كيف هو إذن جوته في التاريخ؟
جوته لم يكن محاورا في محافل لها أغراض!!، وإنما جوته تأثر منذ يفاعته وقرأ عن القرآن والرسول منذ شبابه، وكان أقرب الناس إليه هم من كبار الكتاب في عصره.. ومن حسن الأقدار أنهم كانوا قريبون نوعا ما من مفاهيم اسلامية كانت غريبة على اوروبا حينذاك، ومنهم تعلم جوته وفي رعايتهم ترعرع، واستوى عوده على سماحة الإسلام، وقراءة سيرة النبي مفتونا بها وبه، وبالتوحيد والمشيئة الإلهية، وجماليات اللفظ القرآني الذي حلق في مدارات الكون والإنسان والروح والفطرة البشرية
ثم كتب جوته بنفسه شعرا يرشح معان اسلامية وفي كثير منها خليط بين آية قرآنية أو معنى قرآني وبين مافهمه هو من القرآن!
ثم كتب مسرحية عن النبي ويبدو أنه واجه بها أحقاد فولتير في مسرحيته عن ماافتراه عن تطرف مزعوم للنبي ، مع أن فولتير نفسه استفاد ايضا من محمد رسول الله كثيرا وقد كتب ول ديورات في قصة الحضارة أمورا قريبة مما أقول!، ثم طريقة حياة وكلام جوته تجدها مغموسة في ألفاظ القرآن ومعان أسلامية ليست موجودة في المسيحية وكأنه كان يتعمد الإشارة لكل من حوله أنه يعيش بالإسلام!
ولايقول أحد أن القرآن كتاب الكتب وأنه على مافهم من الإسلام :مسلم!(نحتاج هنا أن عرض نصوصه) الا إذا تفجرت ينابيع قرآنية أصيلة في مجاري نفسه وشرايين روحه وشرائح دمه وخيوط كيانه الممتزجة من روح شفافة وجسد نشيط.
لانتكلم عن إسلام الرجل وإن كان تحليل نفسية جوته منذ شبابه يقود الإنسان إلى أن يضع فكرة عن إسلامه.اما عن صوفية جوته فالرجل لم يطلع إلا متأخرا عن الأشعار والأفكار الصوفية..إن أعظم تأثير على جوته كان من القرآن مباشرة، وبحث نفسي فضولي حركته حركة فكرية محدودة في زمانه ومكانه.
ومن حاجة روحية إلى روح أصيل في الكون وشغف بروحانية علمية مقنعة.
 
بقي مشاركتي تحت الرقم ٢٦ بغير إجابة . لا بأس .
فأنا أشكر السيد محمد بن جماعة على ما تفضل به من تقديم الرؤية غير المتحيزة في هذا الأمر وهو يتمشى بما أشرت إليه بكلمات أن هذا الشاعر كان ذا حماسة بالحضارات والثقافات الأخرى كما كان غيره في الفنون التشكلية الشرقية والأخذ بها . هذا ما نسميه في تأريخ الأدب الألماني : تأثير الشرق (ليس الشرق الإسلامي فحسب!) على الغرب أو كما نقول : هذا روح العصر (Zeitgeist ) . أما قول(يميل اليه) للدكتور إبراهيم عوض ، فهو لا أساس له .
ودام الجميع بخير .
 
هل للدكتور موراني ان يعرفنا ماهي العلاقة بين"نشيد" و" محمد" في عنوان شعر جوته(نشيد محمد)، وهل لذلك علاقة بالمتن!؟
ماذا يقصد جوته بمحمد، هل هو محمد بوبانبرت!، او هل يقصد به محمد الألماني(لاتتعجب فقد جعلت بعض الأساطير البيزنطية من محمد(رسول الله) رجلا من روما هرب للشرق وادعى النبوة، وعلى ذلك فالمرء سوف لن يندهش إذا جعلوا لشعر جوته محمد غير المحمود الأحمد!.
انت تقول سيادة الدكتور انه ليس في قصيدة (أغنية محمد) لجوته إسم محمد إلا في العنوان، فهل لك أيها المحترم الكريم أن تخبرنا عن من هو محمد عند جوته، ولما وضع اسمه كأنشودة في انشودة!
ولماذا فسر بعض المحللين الألمان القصيدة بأنها تعني محمد رسول الله.
وهل يمكن، لنا، لو رجعنا إلى حياة جوته، أن نعرف من هو محمد هذا، وهل له دور عميق أو سطحي، في حياة جوته.
وهل صرح جوته في أماكن أخرى من مشروعه الأدبي والقيمي بإسم محمد غير عنوان تلك القصيدة الغامضة؟
هل حمد جوته محمد ودينه ، وهل جعل كتابه الذي أنزل إليه كتاب الكتب؟
وهل كتب في سيرة شخص عربي اسمه محمد، وهل هو رسول الإسلام؟
الإجابة التي لاتريد أن تصل إليها سيد موراني هي بالإيجاب، أي نعم إن محمدا في أغنية محمد هو نفسه محمد الذي جاء برسالة عظيمة،صرح جوته أنه تأثر بها،وبآياتها القرآنية فكتب في مدح قيمها وتوحيدها وروحها!
وهل ماورد عن جوته مكتوبا لايعبر الا كما تقول في نصكم التالي:"أن هذا الشاعر كان ذا حماسة بالحضارات والثقافات الأخرى كما كان غيره في الفنون التشكلية الشرقية والأخذ بها . هذا ما نسميه في تأريخ الأدب الألماني : تأثير الشرق (ليس الشرق الإسلامي فحسب!) على الغرب أو كما نقول : هذا روح العصر (Zeitgeist )"
أم أن هناك مزيد من الحقائق لاتريد أن تراها بينما رآها محللون ألمان وغير ألمان من خلال نصوص صريحة لجوته يمكنك تفحصها من كتاب جوته والإسلام(لاحظ العنوان) لكاترينا الألمانية!؟
اذا وصلت لاجابة موضوعية في هذا الشأن فلاشك أنك ستصل للاجابة على سؤال مداخلتك رقم(26)
بقي مشاركتي تحت الرقم ٢٦ بغير إجابة . لا بأس .
فمحمد الانشودة هو محمد في مسرحية جوته هو محمد في شعر جوته المنحوت بحرف جوته وبلفظ واضح هو (بعثة محمد) هو محمد الذي تكلم عنه جوته في نصوص وضعتها الألمانية كاترينا في كتابيها الذين ارفقناهما لك، في هذا الرابط
إنه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويبدو انك سيد موراني تريد أن تلقي لنا بمراجعك حينما تظن أن ذلك في صالح فكرتك بينما لاتلتفت لما نهديه إليك مترجما من لغتك الأصل والمؤلف-فيما أظن ألماني(كاترينا Katharina Mommsen)
 
أشكرك يا أستاذ منينة على الكتابين الجديدين اللذين أنزلتهما لتوى، وأرجو أن أبدأ قراءتهما بمجرد عودتى من الخارج إن كان فى العمر بقية. ولنترك عمنا الكبير جوته مرتاحا فى قبره بعدما قال كل منا ما عنده، وهو أن الرجل كان مفتونا بالإسلام وبنبى الإسلام، وأن إبراهيم عوض يميل أو لا يستبعد أنه قد أسلم فعلا بينه وبين ربه، وأن د. مورانى يرفض كل شىء ويقدم افتراضات ما أنزل الله بها من سلطان رغم جميع النصوص التى أوردناها هنا وأوردتها الكتب التى ذكرناها، وهى كثيرة ورهيبة. قال تعالى: "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين"، وقال تعالى: "قل: يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق، وهو الفتاح العليم"، وقال تعالى: "وإذا سمعوا ما أُنْزِل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق". اللهم اغفر لنا واهدنا الصراط المستقيم، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وارحمنا. أنت مولانا. إنك كريمٌ بَرٌّ رحيم
 
آمين،
نفعنا الله بعلمك يادكتور ابراهيم عوض، وجزاكم الله خيرا على هذه الكلمات الطيبات.
سفر جميل ان شاء الله
 
لم يكن سفرا يا أستاذ منينة، بل كان ذهابا إلى جامعة القاهرة لمناقشة دكتور تقدم للترقى إلى أستاذ مساعد ("أستاذ مشارك" فى مصطلح الجامعات السعودية)، وترقَّى والحمد لله. ولم أستطع النوم بعد كتابتى الكلمة السابقة، فقطعت الوقت، إلى أن يحين وقت الذهاب، فى قراءة جزء كبير مما كتبه د. البار، وصفحات مما كتبته د. ممسن عن جوته. وقد أوحى لى ما قرأته فى الكتابين أن أعكف على جوته وأدرسه دراسة أدبية مقارنة من جهة علاقته بالإسلام، شاكرا للجميع فضلهم علىَّ فى أن ما كتبوه قد استفزنى للتفكير فى الكتابة عن هذا الموضوع الشائق الشديد الأهمية. لقد كتبت كتابا منذ شهر عن ابن رشد من وحى مناقشاتى وأنا طالب صغير بالجامعة مع أستاذى د. حسن حنفى، وكل ما يحتاجه الكتاب هو مراجعته عقب الانتهاء من كتاب فى السياسة والإسلام كُلِّفْتُ بترجمته من الإنجليزية لعلى أنتهى منه فى خلال شهر ونصف. وهأنذا أفكر فى كتابة كتاب عن جوته، الذى شغفنى به حبا ما تناولناه من أفكار وآراء حوله هنا فى هذا المنتدى العالمى المبارك. فانظر كيف تتخلق الأفكار وتتبلور الموضوعات وتتطور إلى أن تأخذ شكل كتاب. شكرا للجميع وتحية ومودة
 
قال الدكتور إبراهيم عوض في كتابه (من قضايا في الأدب المقارن):"
قد كان المزاج الأوربى الذى ساد القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مشبَّعا بأسباب التنافر والتباعد لا بمظاهرالتآزر والتقارب. حقا لقد كانت هناك نقط التقاء توحِّد بين الأدباء الأوربيين فى ذلك الوقت، إذ كانوا جميعا يَرَوْنَ فى شعراء اليونان واللاتين القدماء مَثَلهم الأعلى الذى يتعين عليهم أن يحتذوه، إلا أن روح القومية التى سادت فى ذلك الوقت كانت تعصف بكل رغبة فى التسليم بتبادل التأثير بين الآداب الأوربية بعضها وبعض.
لكن ظهرت فى ألمانيا فى أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر حركة نادت بــ"الأدب المقارن" حيث تتجمع الآداب المختلفة كلها فى أدب عالمى واحد يبدو وكأنه نهر يرفده كل أدب من الآداب القومية بأسمى ما لديه من نتاج إبداعى وقيم إنسانية وفنية. وكان زعيم هذا الاتجاه الشاعر الألمانى جوته (1749- 1832م)، الذى عد نفسه نموذجا تتجمع فيه صفة العالمية، فلقد كان مطلعا على الآداب الأوربية متمثلا قيمها واتجاهاتها، ومدّ بصره إلى خارج الحدود الأوربية الضيقة المضطربة فوجد فى الآداب الشرقية الإسلامية عاملا رحبا لا نهائيا من الطهر والطمأنينة بدا له وكأنه قبس من نور النبوة، كما وجد منبعا صافيا من الإبداع والإلهام المتجدد عبّر عنه بوضوح فى ديوان سماه: "الديوان الشرقى للمؤلف الغربى" كتب فى مقدمته: "هذه باقة من القصائد يرسلها الغرب إلى الشرق، ويتبين من هذا الديوان أن الغرب قد ضاق بروحانيته الضعيفة الباردة فتطلع إلى الاقتباس من صدر الشرق".
ولقد استطاع جوته بثقافته العميقة الواسعة ومكانته البارزة وقدرته الفذة على الإبداع أن يجعل فكرة التواصل بين الآداب الأوربية خاصة، والآداب كلها بعامة، تستقر فى الأذهان وتصبح من الأمور المسلَّمة التى لا تقبل الجدل على الرغم من طغيان العصبية القومية فى أوربا... وهكذا بدت دعوة "الأدب العالمى" وكأنها كانت بمثابة تمهيد طَبَعِىّ لنشوء فكرة "الأدب المقارن"..." (د. محمد السعيد جمال الدين/ الأدب المقارن- دراسات تطبيقية فى الأدبين العربى والفارسى/ ط 2/ دار الاتحاد للطباعة/ 1417هـ- 1996م/ 7- 11)".

وقال ايضا في نفس الكتاب:"
إن الدكتور عبد الحميد يرفض أن يكون الأدب المقارن عندنا نحن العرب فى خدمة أفكار الأوربيين بحيث يقتصر الكلام فيه على تأثير الآداب الأوربية فى أدب العرب دون الاهتمام بالسير فى الاتجاه المقابل، اتجاه تأثير الأدب العربى فى الآداب الغربية. ونحن معه فى هذا، إلا أن ما يوحيه كلامه من أن المقارنين العرب كلههم على بكرة أبيهم تقريبا قد فعلوا ويفعلون هذا غير صحيح.
بل إن الدكتور غنيمى هلال ذاته قد تكلم فى عدة مواضع من كتابه عن ذلك التأثير، وإن لم يتوسع فيه توسعه فى الحديث عن التأثير المضاد. ولدينا مثلا عبد الرحمن صدقى، الذى أبدع كتابا عن تأثر الشاعر والفيلسوف الألمانى جوته بأشياء كثيرة من الأدب العربى والقرآن والسنة النبوية. ومثله فى ذلك عبد المطلب صالح صاحب كتاب "موضوعات عربية فى ضوء الأدب المقارن"، وفيه ألقى أضواء ساطعة على ما ما يدين به الشاعر والقصاص الفرنسى الكبير فكتور هيجو فى إبداعاته للإسلام، وكذلك د. مكارم الغمرى، إذ لها كتاب هام بعنوان "مؤثرات عربية وإسلامية فى الأدب الروسى"، كشفت فيه بالتفصيل تأثر كبار الأدباء الروس بالأدب العربى والإسلام. وهناك د. أحمد محمد البدوى وكتابه: "أوتار شرقية فى القيثار الغربى"، الذى كشف الستار فيه عن تأثر الشاعر والقصاص الأمريكى الشهير إدجار ألن بو بعناصر إسلامية واضحة. ولدينا أيضا د. عبد الله الطيب (السودانى)، الذى تحدث عن تأثر ت. س. إليوت بمعلقة لبيد بن ربيعة. وعندنا كذلك د. بديع محمد جمعة، الذى له بحث عن تأثر الأدب الفارسى بالأدب العربى فى فن المقامة.
ويقول ايضا حفظه الله في نفس الكتاب:"
ويؤكد الدارسون المقارنون عن حقٍّ أن التأثر بإبداعات الآخرين لا يعد عيبا، فالحياة قائمة على التعاون والأخذ والعطاء، وليس هناك مبدع يأتى بإبداعاته من الفضاء الخارجى، بل الكل يعتمد على الكل إن صح التعبير، مضيفا إليه بعض التفصيلات أو محورا فيما أخذ أو مستدركا عليه أو معيدا تنظيمه وفى مثل هذه الأمور يمكن أن تكمن العبقرية الإبداعية.
وفي وسع الدراسات المقارنة أن تتناول مثلا موضوع الغيرة أو الانتقام أو التضحية في سبيل الواجب أو بعض العادات أو السلوكيات أو المعتقدات أو القيم، فتلقي ضوءا قويا كاشفا على عبقرية الكتاب الذين تناولوا هذا الموضوع. لنأخذ مثلا مسرحية "فاوست" لجوته، حيث نرى فاوست في أول المسرحية شقياكل الشقاء بعقله ويهم بالانتحار، ثم يتولد فيه الأمل ويأخذ في نشدان السعادة عندما يبدأ في التفكير في المستقبل، ويظل على هذا طوال الجزء الأول من المسرحية. ثم ينتهي هذا الجزء بنجاة مرجريت منه ومن روح الشر المسيطرة عليه، مفضلة البقاء في السجن والبعد عن حبيبها. وفي الجزء الثاني يظل فاوست منغمسا في تجارب الحياة المادية إلى أن يتعرف على هيلين رمز الجمال الخالص، فيهتدي عن طريقها إلى الخير والعفة والفضيلة. وهذه القصة نفسها تمثلا لمحور العام لمسرحية "شهر زاد" لتوفيق الحكيم، إذ هى أيضا تعالج قضية الصراع بين العقل والقلب، مما يوضح تأثر توفيق الحكيم بجوته كما لاحظ الدارسون المقارنون الذين عكفوا على دراسة هذين العملين. ونفس الأمر نجده عند اللورد بيرون في مسرحيته: "مَنْفِرِدْ"، التى نشرت عام 1887م، والتى تأثر فيها الشاعر الإنجليزي من بعض الوجوه بمسرحية نظيره الألمانى، إذ يظهر فيها الساحر منفرد فريسة لليأس والندم بسبب حب آثم قضى على محبوبته، فيحاول استدعاء أرواح الأرض والسماء لنجدته، إلا أنها تعجز عن أن تهبه نعمة النسيان، فيحاول الانتحار، ولكن يتم إنقاذه لنراه رغم ذلك يأبى الخضوع للأرواح الشريرة. ثم يظهر شبح المحبوبة، التى ترفض أن تغفر له ما صنعه معها، وتتنبأ بموته في الغد. وفي لحظة الموت تظهر أرواح الشر، فيرفض أن يخضع لها كما رفضت مرجريت في مسرحية "فاوست" أن تخرج من سجنها جزعا من روح الشر. ويلعن منفرد الشياطين لأنه لا يصح المعاقبة على الجرائم بجرائم مثلها، فعذاب الضمير أبشع من عذاب الجحيم.
 
يقول الأستاذ عوض : د. مورانى يرفض كل شىء ويقدم افتراضات ما أنزل الله بها من سلطان
وأقول : ليس هذا الخطاب مع الآخر بين المثقفين ، بل هو مرفوض تماما ويثير الاستغراب مما قال صاحبه .
فليكن ، ربما ستتغير آداب الحوار بين المثقفين فيما بعد.

وإلى حينه أتمني للسيد عوض النجاح والتوفيق عند كتابته الدراسة حول جوته كما أعلن بها أعلاه . وأنا أنطلق من أنه يتقن اللغة الألمانية ، خاصة لغة الشاعر والأديب جوته غاية الإتقان ، وهو الشرط الأساسي في هذه المبادرة .
وللاستقراء أقدم له وللجميع هذا النص باللغة الأصلية حول موقف جوته من الأناجيل - على سبيل المثال :

http://gutenberg.spiegel.de/buch/1912/330
وذلك من ١١ مارس ١٨٣٢

 
موقف جوته من الاناجيل ارفقناه داخل الكتب التي وضعناها لك ياسيد موراني، وأتمنى تكون قد اطلعت عليها.
ثم نحن لانريد أن نتعرف الآن، على موقف جوته من الأناجيل ولكن من القرآن، خصوصا أنك تعترض على قولنا إنه تأثر بالقرآن وتعلم منه وكتب منه!، معجبا ومؤمنا بكثير من قيمه وآدابه وروحه ، ونتمنى أن يكون العرض او الشرح او التلخيص باللغة التي نتحاور بها هنا إن أمكن.
 
لم ترفق هذا ولا غيره . ولا داخل الكتب الكتب الأخرى .وما يهم هو الأصل وفهم الأصل.
معجبا ومؤمنا بكثير من قيمه وآدابه وروحه
حسن ! وأين هذا حرفا حرفا ؟ ربما يعطينا السيد عوض إشارة إلى ذلك من كتابات جوته نفسه حرفا حرفا . من الأصل ، طبعا . وحول [اسلامه] أيضا ، حرفا حرفا . لا تحليلا . الأمر غريب جدا : يأتي الأستاذ من عين شمس ويزعم ما يزعم وبعد ذلك يريد كتابة دراسة حول جوته ولا علم له بالألمانية ، كما يبدو لي . وإلى حينه أترك هذا الحوار جانبا بإذنكم الكريم .
 
لم ترفق هذا ولا غيره . ولا داخل الكتب الكتب الأخرى .وما يهم هو الأصل وفهم الأصل.
معجبا ومؤمنا بكثير من قيمه وآدابه وروحه
حسن ! وأين هذا حرفا حرفا ؟... .
كل هذا قدمناه لك من خلال الكتب الالمانية المترجمة المرفقة(كتابين لكاترينا)
ولكنك يادكتور موراني لاتحب القراءة!
أول آية نزلت على محمد رسول الله ،النبي الذي كتب فيه جوته الأناشيد والمسرحيات كانت (إقرأ)، أو قل إن شئت أول سورة.
إقرأ سيد موراني من الترجمة المرفقة ففيها كل ماطلبت من تأثير القرآن على جوته
فإن لم ترد أن تقرأ بالعربية وقد سهلنا لك الأمر بإرفاق الكتابين فماذا يمكن أن نفعل لك.
يمكنك البحث عن الأصل من كتب كاترينا
الأمر أسهل مايكون.
انت تنكر مانقوله لك أنه موجود فيما أرفقناه لك من كتب غربية، تُرجمت،والمنكر يأتي بالدليل على مايناقض ذلك، اليس كذلك؟
 
يا أستاذ طارق، أرح نفسك من هذه المناقشة العبثية!

يا أستاذ طارق، أرح نفسك من هذه المناقشة العبثية!

يا أستاذ طارق، أرح نفسك من هذه المناقشة العبثية، فوقتك أثمن من أن يضيع فى محاورة العناد والتصلب والتعصب وإنكار البديهيات!
 
وددت لو لم يخطّ د.إبراهيم بيده هذا الكلام المحقّر لموقف الدكتور موراني، الذي أراه أقرب للدقة العلمية من قول مخالفيه.. ويعلم الله أنه سيّان عندي أأسلم الرجل أو لم يسلم، وإن كنت أتمنى له الإسلام.. ولكن أعتقد أن الحوارات بين الأكاديميين يحسن فيها عدم تبادل الاتهام بالعبثية والعناد، وهي تهم يسهل انطباقها على هذا الطرف وذاك في ذات الحين..
والمعذرة لكم جميعا..
 
أسئلة بسيطة للتأمل:
1- ما هو تعريف المسلم؟
2- وكيف يدخل الإنسان الإسلام؟
3- ما فائدة إثبات إسلام جوته للمسلمين المعاصرين؟ هل هي مجرد مسألة خاضعة للتحقيق التاريخي والعلمي أم أكثر من ذلك؟
4- ماذا لو لم يكن جوته مسلما؟ هل سينقص من قيمة ما كتبه في حق الإسلام والقرآن والنبي (ص)؟
5- هل جوته هو الوحيد الذي يهمّ إثبات إسلامه؟ ماذا عن فولتير، وتولستوي، وسيغريد هونكة، وآن ماري شمل، وجون إسبوزيتو، وتوماس كارلايل ومايكل هارت، وجميعهم قالوا كلاما رائعا يقرب لكلام المؤمنين بالإسلام؟

أرى أننا لو انطلقنا من الإجابة عن هذه الأسئلة، فلربما يساعد ذلك في التقليل من الحماس لنتيجة علمية نرجو أن نصل إليها..
 
مفاجأة للعلمانيين العرب
فى كتابها الجديد المثير للجدل عن علاقة مؤسسى الولايات المتحدة بالإسلام
الثلاثاء, 29 أكتوبر 2013 - 02:05 pm
عدد الزيارات: 563 | طباعة طباعة 6
غلاف كتاب جيفرسون والقرآن
غلاف كتاب جيفرسون والقرآن
كتب: ياسر أنور
>>الباحثة الأمريكية دينيس أ. سبيلبيرج تفجر مفاجآت حول تأثير القرآن فى صياغة «إعلان الاستقلال» الأمريكى
>>قصة الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية «توماس جيفرسون» مع القرآن الكريم
>>نسخة القرآن التى كان يمتلكها «جيفرسون» ما زالت محفوظة فى مكتبة الكونجرس
>>أول نائب أمريكى مسلم يرفض القسم على الإنجيل.. ويقسم على نسخة «جيفرسون»
>>المؤيدون : الكتاب مفاجأة..وينبغى على الأمريكيين مراجعة مواقفهم تجاه الإسلام
>>المعارضون : المؤلفة متعاطفة مع الإسلام لا أكثر
فى كتابها الصادر منذ بضعة أسابيع بعنوان «نسخة قرآن جيفرسون , الإسلام والمؤسسون الأمريكيون » أو Thomas Jefferson’s Quran , Islam and the Founders , تفجر دينيس.أ. سيلبيرج (Denise A. Spellberg) أستاذة التاريخ بجامعة تكساس بمدينة أوسطن (Austin) الأمريكية عدة مفاجآت حول علاقة الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية توماس جيفرسون بالقرآن الكريم , وكيف أنه كان أحد المصادر التى شكلت رؤاه وأفكاره عن المساواة ( (equalityوالحرية (liberty) والتعددية (pluralism) , والتى كان لها أثر كبير فى جيفرسون أحد أهم الشخصيات المؤسسة للولايات المتحدة الأمريكية والتى كان من نتيجتها إصرار جيفرسون وفريقه من المستنيرين على تضمين حقوق المسلمين فى إعلان الاستقلال الأمريكى الصادر عام 1776، ذلك الإعلان الذى كان وثيقة إرشادية للدستور الأمريكى الذى تم تبنيه بعد ذلك بعدة سنوات , وتحديدا عام 1787، ثم دخوله حيز التنفيذ عام 1789. تتساءل المؤلفة عن المبرر وراء ذلك – وأعنى تضمين المسلمين فى إعلان الاستقلال – على الرغم من عدم وجود أقلية إسلامية يمكن أن يعتد بها فى الولايات المتحدة فى ذلك الوقت ,! وتجيب المؤلفة عن السؤال بقولها إن ذلك بسبب تأثر جيفرسون بالأفكار المدنية التى تحدث عنها القرآن الكريم , والتى ساهمت فيما بعد فى صياغة الدستور الأمريكى.
تتحدث المؤلفة فى كتابها عن كيفية تعرف جيفرسون على الإسلام، وذلك من خلال كتابات الفيلسوف الإنجليزى «جون لوك» أثناء عباراته عن الحقوق المدنية للمسلمين, حيث دافع «لوك» عن مبدأ التسامح (toleration) مع المسلمين واليهود , لكن جيفرسون تجاوز لوك بكثير، حيث اعتبر أن كلمة التسامح تقلل من شأن«الآخر» , ما دفع جيفرسون إلى تبنى فكرة المواطنة(citizenship) والحقوق الكاملة لمسلمى أمريكا المتخيلين (imagined Muslims) فى المستقبل, حيث لم يكن ثمة مسلمين فى الولايات المتحدة. لقد اشترى جيفرسون أول نسخة من القرآن الكريم قبل أحد عشر عاما من صياغة إعلان الاستقلال, وقد كان ذلك عام 1765 م بناء على طلب جيفرسون نفسه, تلك النسخة التى تم نقلها من إنجلترا إلى مدينة وليامزبيرج Williamsburg (تقع فى ولاية فرجينيا ) والتى التى كان يدرس بها جيفرسون القانون. وبهذا الاعتبارالدراسى , فقد كان مشغولا بالتعرف على منظومة القوانين فى الأديان والمعتقدات المختلفة. لقد كانت دراسة القانون إذا هى الباعث الأول لجيفرسون لكى يقرأ القرآن, على الرغم من هيمنة الخلفية التاريخية القاتمة والسلبية التى كانت تشوه صورة الإسلام والمسلمين فى ذلك الوقت؛ نتيجة للحروب الصليبية من ناحية, وكذلك نتيجة بعض كتابات المفكرين والأدباء الغربيين المتعصبة ضد الإسلام.لقد كان توماس جيفرسون بطبيعته مختلفا عن استسهال الآخرين فى تلقى المعلومات دون نقد وتمحيص ومراجعة, لذلك قرر أن يشكل ويكون هو بنفسه قناعاته الخاصة بعيدا عن أية آراء مسبقة, وربما كان من حسن حظه أن تقع فى يديه أول نسخة مترجمة بطريقة موضوعية إلى حد كبير ومختلفة عن الترجمات السائدة فى ذلك الوقت، والتى كانت تتعمد التشويه والتخويف من الإسلام والمسلمين, فقد كانت النسخة التى اشتراها واعتمد عليها هى نسخة المستشرق الإنجليزى جورج سيل George Sale (أول صدور لها كان سنة 1734) , وهى أقرب إلى الموضوعية وبخاصة أن «سيل» كان يتقن العربية, وقام بعملية الترجمة من المصدر الأصلى (القرآن بلغته العربية ) وليس على أية ترجمات أخرى. حصل جيفرسون إذا على ترجمة لمعانى القرآن , وكان ذلك عام 1765 م أى قبل أحد عشر عاما من صدور إعلان الاستقلال الأمريكى (1767), وكانت لتلك الأحد عشر عاما تأثيرها الكبير فى فكر وآراء جيفرسون الذى كان مشغولا هو وجورج واشنطن وجون آدمز بالكيفية التى يمكن بها صياغة دستور متفرد للولايات المتحدة الأمريكية, فى ظل إصرار مسيحى بروتستانتى لقيام دولة دينية بروتستانتية, واستبعاد كل الملل والديانات الأخرى, وعلى رأسها المسيحية الكاثوليكية بسبب الحروب الطاحنة بين البروتستانت والكاثوليك فى أوروبا والتى استمرت لقرون, وكان من نتيجتها هجرة البروتستانت إلى العالم الجديد أو القارة الأمريكية بعد اكتشافها، ولم يكن هناك أى ذكر للإسلام والمسلمين فى ذلك الوقت, لعدم وجود مسلمين إلا نادرا، حيث لم يكن عددهم يتجاوز بضعة آلاف تم جلبهم قهرا وقسرا من غرب إفريقيا ليكونوا عبيدا يعملون فى مزارع الأمريكان، حتى إن جيفرسون نفسه وكذلك جورج واشنطن كان لديهما عدد من العبيد المسلمين.
لقد كانت هناك نقطتان مثار خلاف وجدل كبير بين النخبة الأمريكية فى ذلك الوقت وهم يصوغون دستورهم الجديد, وهاتان النقطتان هما
- وضع الأقليات غير البروتستناتية (كاثوليك- يهود- مسلمين........).
- والنقطة الثانية هى علاقة الكنيسة بالدولة , متى تتداخلان ومتى تنفصلان, خاصة أن الذاكرة الجمعية مزدحمة بحشود من الأحداث المأساوية التى سببتها هيمنة الكنيسة على الدولة فى أوروبا من قبل.
كان هناك إصرار من جيفرسون وفريقه جون آدمز, وجيمس ماديسون, وجيمس إيرديل, وصمويل جونستون وجون ليلاند على إبعاد الكنيسة عن الدولة, وإيجاد شكل آخر غير مألوف من قبل, مع تضمين حقوق المسلمين فى إعلان الاستقلال الأمريكى, بأن لهم الحق فى ممارسة حرياتهم الدينية، بل وفى شغل الوظائف القيادية وحتى منصب الرئيس أيضا, واستطاع الفريق الذى كان على رأسه جيفرسون وماديسون إدخال هذه المقترحات لتكون نصا فى إعلان الاستقلال, ليشكل فيما بعد نواة الدستور الأمريكى رائد الدساتير المستنيرة فى العالم.
لم تنس المؤلفة إلى أن تشير إلى أن تأثر جيفرسون بالقرآن كان تأثرا ثقافيا وتشريعيا فقط, ولم يكن تأثرا دينيا, فقد كان جيفرسون يوجه نقدا لاذعا للإسلام وللديانات الإبراهيمية عامة من وجهة النظر الدينية, خاصة فى ظل المناوشات التى كان يشنها المسلمون البربر فى شمال غرب إفريقيا ضد السفن الأمريكية وقيامهم بأسر بعض أفرادها للمساومة على تحصيل فدية مرور مقابل إطلاق سراحهم, وأثناء التفاوض الذى حدث فيما بعد فى فرنسا بين الولايات المتحدة الأمريكية والسفير التونسى عبد الرحيم حاجى عام, توجه جيفرسون إلى السفير بسؤاله : مالذى يدفعكم إلى الاعتداء على السفن العابرة والتى لم تسبب لكم أى أذى؟ فما كان من السفير إلا أن قال إن قرآننا هو الذى يأمرنا بذلك, فكل من لا يؤمن منكم بالإسلام صارت أمواله مباحة لنا! لذلك فقد كان لتلك المواقف أثر سلبى على جيفرسون تجاه الإسلام كدين.
لقد أثار الكتاب جدلا كبيرا على الرغم من صدوره حديثا (الأول من أكتوبر 2013). ففى الوقت الذى أشاد فيه البعض بالكتاب حتى وصفوه بالمفاجأة, مطالبين الأمريكيين بمراجعة مواقفهم تجاه الإسلام, كان هناك اتجاهات أخرى معارضة, منهم دكتور ريتشارد سيور Richard Swier الذى اتهم المؤلفة بأنها منحازة للإسلام, كما أنها فى حاجة لقراءة التاريخ جيدا لأن جيفرسون- من وجهة نظره- قرأ القرآن وفقا لمقولة اعرف عدوك وليس من أجل تضمين المسلمين فى إعلان الاستقلال بسبب اعتداءات البربر المتكررة على السفن الغربية – كما أشرنا من قبل – لذلك أراد جيفرسون (من وجهة نظر ريتشارد سيور) أن يشترى نسخة من القرآن للتعرف على دوافع هؤلاء.
لكن يبدو أن تعصب ريتشارد هو الذى جعله فى حاجة إلى مراجعة معلوماته التاريخية, لأن تعرف جيفرسون على القرآن كان بسبب دراسته للقانون حينما كان طالبا, عام 1765, قبل إعلان الاستقلال بأحد عشر عاما, بينما التفاوض مع السفير الطرابلسى كان فى فرنسا عام 1785
ومن العجيب أن تلك النسخة من القرآن والتى كان يمتلكها جيفرسون أنقذت الولايات المتحدة من أزمة حادة عام 2006 عندما تم انتخاب أول عضو مسلم فى الكونجرس الأمريكى كيث أليسون(Keith Ellison)، حيث رفض كيث باعتباره مسلما أن يقسم على الإنجيل, وأصر على أن يقسم على القرآن, ما أثار جدلا كبيرا فى الولايات المتحدة الأمريكية , جعل"دينيس براجر" يكتب فى عموده : "أمريكا وليس كيث إليسون من يقرر على أى كتاب يقسم عضو الكونجرس". ووصف آخرون ذلك بأنه تهديد للقيم الأمريكية, فكان الحل الوسط للخروج من هذه الأزمة أن يقسم كيث على نسخة القرآن التى كانت فى حيازة توماس جيفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية.
وفى النهاية، من حقنا أن نتساءل , أليس من الممكن أيضا أن تكون ترجمات القرآن كانت سببا فى تأثر المفكرين الغربيين الكبار الذين قادوا حركة التنويرفى أوربا فيما بعد, خاصة إذا علمنا أن أقدم ترجمة للقرآن للغة اللاتينية تعود إلى عام 1143 م؟
 
رابط المقال أعلاه هو السطر التالى، فانقر عليه ينقلك إلى الموضع الذى تم نشره فيه:ـ
فى كتابها الجديد المثير للجدل عن علاقة مؤسسى الولايات المتحدة بالإسلام - جريدة الشعب الجديد
والمقال منشور فى جريدة "الشعب" المصرية. وصاحبه شاعر مصرى. وله مقال عن فيكتور هيجو قد أحاول العثور عليه ونشره هنا. ومن شأن مثل تلك المقالات والدراسات تحريك الأفكار بغض النظر عن مدى موافقتنا أو مخالفتنا لها
 
مقال الشاعر المصرى ياسر أنور عن فكتور هيجو الذى نوهت عنه أعلاه، وهو أيضا منشور فى جريدة "الشعب" المصرية، ورابطه هو:
الباحثون الإسلاميون: «هوجو» أعلن إسلامه.. والماسون الفرنسيون يخفون الوثائق - جريدة الشعب الجديد
وهذا نص المقال:ـ
هل أسلم أديب فرنسا الكبير فيكتور هوجو؟
الباحثون الإسلاميون: «هوجو» أعلن إسلامه.. والماسون الفرنسيون يخفون الوثائق
الثلاثاء, 22 أكتوبر 2013 - 02:53 pm
عدد الزيارات: 2441 | طباعة طباعة 14
فيكتور هوجو
فيكتور هوجو
كتب: ياسر أنور
>> المواقع الفرنسية: لا دليل على إسلام «فيكتور هوجو» سوى قصائده
>> أشهر المواقع الفرنسية يخفى قصائد «هوجو» الإسلامية خوفًا من تأثيرها فى الفرنسيين والعالم!!
من منا لم يسمع عن «فيكتور هوجو Victor Hugo» (26 فبراير 1802- 22 مايو 1885)؛ ذلك الأديب الفرنسى الكبير الذى يعد واحدا من أبرز الأدباء؛ ليس فى تاريخ فرنسا وحدها، بل فى تاريخ الأدب العالمى عامة؟! من منا لم يستمتع براوية «أحدب نوتردام Notre-Dame de Paris» 1831 أو كما اشتهرت بالإنجليزية The Hunchback of Notre-Dame، قراءة ومشاهدة؛ إذ تحولت إلى فيلم سينمائى بعدة لغات، ومن أشهرها ذلك الفيلم الذى قام ببطولته أنطونى كوين؟! من منا لم يذرف دموعه وهو يقرأ ويشاهد «البؤساء Les Misérables» 1862 رواية وفيلما؟!
إنه فيكتور هوجو أحد رواد الحركة الرومانسية فى فرنسا وأوربا، شاعرا وروائيا ومسرحيا وسياسيا وثائرا أيضا.. حياة حافلة بالكفاح والصمود والإصرار والصبر، شخصية ينبغى أن تدرس؛ ليس على المستوى الأدبى والفنى فقط، بل على المستوى الإنسانى أيضا، لكن المفاجأة أن «فيكتور هوجو» قد كتب قصائد عن الإسلام وعن نبى الإسلام ربما لم يكتب مثلها حتى الشعراء العرب والمسلمون أنفسهم، خاصة قصيدته الشهيرة عن نبى الإسلام المعنونة بـ«العام التاسع الهجرى L"an neuf de l"Hégire».
تلك القصيدة التى ضمنها فى ملحمته الخالدة «أسطورة القرون La Légende des siècles» التى تحدث فيها عن تاريخ البشرية كله منذ آدم وحواء، مرورا بالمسيح عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم، والزعماء والقادة والأباطرة الرومان، وبعض سلاطين الدولة العثمانية.. تلك الملحمة الشعرية الفذة التى قال عنها الأديب الفرنسى الكبير «بودلير» إنها الملحمة الوحيدة والحقيقية فى تاريخ فرنسا، لكن قبل أن نتعرض لتلك القضية: قضية إسلام فيكتور هوجو نفيا أو إثباتا، ينبغى لنا أولا أن نقف خاشعين على أعتاب قصيدته الفذة «العام التاسع الهجرى» متسلحين ببعض الدموع ونحن فى حضرة النبى العظيم محمد صلى الله عليه وسلم. يقول «هوجو»:
«كما لو أنه كان يشعر بأن ساعة رحيله قد حانت
وقور، لم يوجه كلمة لوم أو عتاب لأحد
كان أثناء مشيه يصافح العابرين»
ومن بعض أبياتها أيضا:
«كان ينصت إلى المتحدثين، وكان آخر من يتكلم
وكان فمه دائم الذكر لاهجا بالدعاء
يأكل قليلا، ويربط على بطنه حجرا»
لقد تحدث هوجو فى تلك القصيدة الطويلة عن كل شىء عن النبى صلى الله عليه وسلم: وصفه بأنه كان يحلب شاته ويخيط ثيابه ويجلس على الأرض.
تحدث «هوجو» عن مولده وعن سقوط شرفات إيوان كسرى.. تحدث عن حجة الوداع، وعن أنه طلب من الناس أن يقتصوا منه إن كان ظلم أحدا منهم، وتحدث عن ثناء النبى صلى الله عليه وسلم على المسيح، وكيف أنه جاء مكملا لتعاليمه.. تحدث عن وصايا النبى لأمته بطريقة مؤثرة لا يتمالك أحد أمامها إلا أن يبكى ويذرف الدموع، وتحدث عن أبى بكر وعائشة، وعن ملك الموت.
لقد أثارت هذه القصيدة على وجه التحديد، جدلا كبيرا بين فريق المؤكدين لفكرة اعتناق «هوجو» الإسلام والرافضين لها. وكلا الفريقين يتهم الآخر بإخفاء الحقيقة؛ إذ يؤكد الداعمون للفكرة أن «هوجو» نطق الشهادتين وسمى نفسه «أبو بكر هوجو» إعجابا بشخصية أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وكتب ذلك فى وصيته، لكن الجماعات الصهيونية والماسونية والمتعصبين أخفوا ذلك منعا لتأثير ذلك الأمر الخطير فى الآخرين، فيما يصف المعارضون ذلك بأنه هراء، وأن المسلمين لا يجيدون إلا ترديد وترويج الإشاعات.
ومن العجيب أن يتصدر أحد أشهر المواقع الفرنسية على الإنترنت -وهو موقع «الرد العلمانى riposte laique»- لدحض هذه الشائعة!، مطالبا المسلمين بتقديم وثيقة تثبت إسلام فيكتور هوجو!!.
وعلى الرغم من أنه من السهل إخفاء مثل تلك الوثائق على يد الجماعات المتعصبة ضد الإسلام منذ وفاة هوجو، فإن ثمة دلائل تشير إلى إسلامه؛ منها:
- أنه لم يكن يتحدث عن محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره زعيما أو مصلحا، بل باعتباره نبيا.
- أثناء حديثه عن المسيح، لم يشر هوجو إلى أنه يؤمن بحادثة الصلب وفق الرواية المسيحية.
- فى قصيدة «العام التاسع الهجرى» التى كتبها هوجو عن نبى الإسلام، أشار إلى أن رسالة النبى كانت مكملة لتعاليم المسيح عليه السلام، وأنه جاء ليستكمل ما لم يقم به عيسى عليه السلام، وهو بذلك يشير إلى ما قاله المسيح فى إنجيل يوحنا الإصحاح 14، 15، 16 عن النبى الخاتم أو روح الحق الذى سوف يكمل رسالة المسيح.
- تضمين هوجو بعض قصائده نصوصا صريحة من القرآن عن الإله الواحد والإيمان بإبراهيم وإسماعيل وإسحاق دون تفرقة، وغير ذلك من آيات القرآن.
- كتب قصيدة Le cèdre وأهداها إلى عمر ابن الخطاب رضى الله عنه، وتحدث عنه باعتباره صحابيا من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم.
إن المحاولات المستمرة لتحريف بعض قصائد «هوجو»، ومحاولة تشويهه ووصفه بالجنون فى بعض الصحف الدينية المتطرفة، بل وحذف أشهر المواقع الفرنسية -وهو الموقع الوطنى العلمى الفرنسى le Centre National de la recherche scientifique CNRS- قصائده الإسلامية، ما هى إلا علامات أخرى ربما تشير إلى أن الرجل كان مسلما، وأنه اختار أن يكون اسمه «أبوبكر هوجو» كما يؤكد بعض الدارسين المسلمين، لكن بغض النظر عن إسلام «هوجو» بين الحقيقة والشائعة، فإن السؤال الذى ينبغى أن يطرح هو: هل سيكون لانتشار قصائد «هوجو» الإسلامية على شبكة الإنترنت وفى كثير من المواقع أثره فى زيادة نسبة اعتناق الإسلام فى أوروبا؟
 
الاستاذ الكريم محمد ابن جماعة الحوار هو في الأصل كان عن تأثر جوته بالإسلام
نعم، الجزء الثاني من إثارة الدكتور المحترم موراني هو عن (حتى إلى الدرجة أنه اعتنق هذا الدين الحنيف )
ولو كان الأمر مقصورا على موضوع اسلام جوته من عدم اسلامه لكان الأمر هين، وكون عالم أو مفكر في مستوى الدكتور إبراهيم عوض يذهب إلى ترجيح إسلام الشاعر الكبير جوته، فهذا أمر لاينكر في عالم الفكر والحوار، ويمكن لأي أحد أن يأتي برأي إجتهادي خاص به ولاغبار على ذلك، وكلام الدكتور ابراهيم هنا لايخرج عن هذا المعنى ولم يتعصب الدكتور لإجتهاده، وهذا في عالم الأكاديميات والفكر مقبول ومتاح بل يجب تحفيزه لإنتاج عقل وثاب وفكر جواب وعالم واعد يحلل الأفكار ويثور الفكرة ربما لتجديدها إن لم تكن من ثوابت الأفكار وضرورات التفكير العقلي التي نزل الوحي لتأكيدها، فماكان غير ذلك فيمكن الكلام فيه لتفعيل العقل وتشغيله-لو صح التعبير- في مجالات للإنتاج الفكري والعقلي والإنساني
نحن هنا نتكلم في الأساس عن تأثير الإسلام على جوته، ونحن نرى أن ذلك من بديهيات الوقائع ومانطقت به الروايات الغربية، وبذل فيه بحاثة غربيون أعمارا لإثباته بروايات لم ينكرها أحد فيما أعلم!
والدكتور موراني ينكر هذا كله، وقد أتينا له بكتب مترجمة من الإنجليزية لعالمة ألمانية-فيما اظن حتى الآن ولم يعقب موراني على ذلك، أي على ألمانية المؤلفة(كاترينا..)-
الحوار أولا هو حول : التأثير
ولم نحرز فيه أي تقدم نقاشي مع الدكتور موراني، وحتى الآن، مع أنه لايملك إلا الإنكار.
أما نحن فأتينا بروايات تاريخية على التأثير ،أولا فعل الدكتور ابراهيم عوض هذا في رابط المقال، وعقب على ذلك بعد تدخل الدكتور موراني، وانا عملت أكثر من مداخلة، ولم نرى علما حقيقيا وحوارا علميا، من طرف الدكتور موراني اللهم إلا أولا التحول في كل مرة لموضوع إسلام جوته، وإغفال ماقلناه عن التأثير، بل ومحاولته في كل مرة الرفض السهل لموضوع التأثير!
لنرجع إلى موضوع التأثير!
أما كلمة الدكتور إبراهيم الأخيرة فتدل على أنه لايجد بابا للحوار بين طرفين، فنحن نأتي بالأدلة ونفصل فيها، ونثير أسئلة ونضع إجابات أما الدكتور موراني ففي كل مرة يغلق الباب في وجهك ويستصرخ القارئ :اغرب عن وجهي لا تأثير ولا خلافه... وحوار بمثل هذه الطريقة هو حوار مغلق.
 
إذن، من باب أولى أن تحرروا الموضوع في موضوعين مختلفين:
1- تأثر جوته بالإسلام.. وأعتقد أنه أمر واضح وجلي ولا يقبل المماحكة.. وربما يكون تقدير حجم هذا التأثير في مجمل أدب جوته قابلا للبحث والقياس العلمي.. وأعتقد أن د. موراني لا ينكر هذا، حسب ما فهمت من كلامه.
2- إسلام جوته.. وأعتقد أنه مستبعد إلا إذا وجدت أدلة تاريخية ورسائل واضحة تعلن الشهادة أو ما شابه ذلك.. والموضوع أقل قيمة علمية في تقديري.
 
نظرا إلى ذكر اسمي مرات أود أن أضيف مختصرا :
الانطلاق من [ تأثر جوته بالإسلام] انطلاق خاطيء لأنه يوحي تأثرا ايجابيا واعترافا ما من جانب الشاعر والمفكر والفيلوسوف في عصره . بالمعنى أن هذا الانطلاق بتلك العبارات بمثابة حكم مسبّق .
والأدلة لهذه المزعومة يجب أن تأتي من داخل مؤلفات جوته نفسه (كما ذكرت ذلك سابقا) ولا من التحليلات لكاترين مومسين المشار إليها عدة مرات . لقد سبق لي أن ترجمت فقرة من الديوان الغربي والشرقي ، كما أضفت كرابط حوار جوته مع إيكرمان أعلاه حول موقفه من الأناجيل . وهنا أضيف : معاملته وآرائه بالأناجيل لا تثبت شيئا من تأثر جوته بالأناجيل . للعلم : جوته لم يكن متدينا على الإطلاق ! ولم يكن (يميل) إلى هنا ولا إلى هناك .

الملاحظة الأخيرة : جاء ذكر البيت الذي ترجمته أعلاه سريعا على رابط المسلمين الرسمي في ألمانيا تحليلا وزعموا فيه أن ذكر [الخمر] في موضعه (أنظر الترجمة ، أو أنظر غيرها أحسن منها) لا يعني إلا [الحبّ ] . وللجميع أن يرى رأيه في هذا...
 
عودة
أعلى