أَيّامُ السّيرَةِ النَّبَوِيَّة الشَّريفَة

محمد يزيد

Active member
إنضم
24/01/2012
المشاركات
534
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
العمر
44
الإقامة
الجزائر
بسم1​
وقدْ أسمّيها أيام البعثة النبوية.
أوْ أيام الرسالةِ الخاتمة.
أوْ أيام جبريلَ عليه السلام، بحكمِ ارتياده الأرض والسماء نزولًا وصعودًا حاملًا الوحي المطهَّر.

وأيًّا كانتْ تسميَّتها، فإنّ لي فيها غايةً أرجوها، ومطلبًا ساميا أقصده.
إنها أيام وليالي ثلاث وعشرين سنة من الأيامِ العظيمة المشهودة.
قال الله عز وجل:{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } (إِبراهيم 5).
أُلِّفَتْ في السيرة النبوية كتبٌ نفيسةٌ، وما يهمني منها هنا ما كان يُعنى بالترتيب الزَّمني.
لكنَّنا إلى هذه اللحظة التي أكتبُ فيها على حدِّ علمي، لمْ يجرُؤْ أحدٌ أن يتخطى تفصيل أحداث السيرةِ على حسب الأعوام أو الشهور، أو ذكر تأريخاتٍ بأيامٍ محددةٍ منثورة هنا وهناك في مظانها.
أما الاجتهاد في زمن توافر الحوسبة والمعلومات والبحّاثة لمعرفةِ أحداثِ تلك المرحلة المباركة يومًا بيومٍ، فلمْ يكتبْ لهُ البزوغ بعدُ.
والأمرُ ليس ضربًا من الخيالِ، أو الطموحِ اليائس، بَلْ إنَّ الاجتهادَ وإن لم يبلُغْ منتهاه دِقَّةً في ترتيب أحداث السيرة وترتيب نزول آياتِ القرآنِ وسوره على حسبِ الأيامِ ممكنٌ، ولئن كانَ الاجتهاد بنسبَة أربعينَ في المئة 40% منَ الصوابِ إنا إذا لمحظوظون.
نحنُ نتحدثُ عنْ 23 عامًا في كل منها 354 أو 355 يوما، أي:

___
مدة البعثة النبوية على أكثر تقديرٍ 8165 يومًا
___​
وما وراءَ المشروعِ -حتَّى وإن بدا مستحيلَ التحقيق لدى البعض- منْ فوائد عظيمة يعرفها علماء القرآن والشريعةِ، فإنِّي أنظرُ إلى هِممٍ لأممٍ في مقَاصدَ أدنى منْ هذا عَلَتْ، وأستشرفُ أعمالا عالميّةً تُوَجّهُ فيها جهودٌ لمحترفي الفنون الإذاعية والتفزية والسنمائية بإرشادٍ ورقابةٍ من العلماء إلى ما هو أنفع.
إنَّ أطولَ مسلسلٍ أمريكيٌّ عدة حلقاته 18262 حلقةً بدأتْ في 1937م، وانتهتْ في 2009م.
فلنا أن نتخيلَ برنامجًا تلفزيونيا حلقاته بعدد أيام البعثة النبويةِ، في كلِّ واحدة إحاطةٌ قدرَ المستطاعِ بما حدثَ في يومها.
أليست فكرةً جميلة؟!!
___​
سأبدأُ بإذن الله طالبًا العون منه سبحانه وتعالى، ثمَّ ملتمسًا التفاعل والنصحَ ممنْ تستهويهم الفكرةُ ويودُّونَ المعونة مشكورين مأجورين.
وسأرفقُ في المرة المقبلةِ هاهنا ملفا بصيغة إكسل:
- فيه كل الأيامِ بــــــتواريخـــها الهجرية والميلادية، باليوم والشهر والسنة لكل منهما منذ أول ليلة نزلتْ فيها {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (العلق 1)، إلى ليلة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أو انقطاع الوحي.
- وبعمودٍ في الملف أحْداثٌ مرجعية متفق عليها أو تكاد تحظى بإجماع من أهل السير وعلماء القرآن والحديث.
- وأخصصُ لسرْدِ الآيـَـــاتِ عمودًا آخرَ في الملف، وهي الآياتُ التي يمكنُ أو يغلبُ تنزلها في ذلك اليوم أو تلك الليلة.
والله أسأل أن يلهمني الرشد والسدادَ، والقبول.
___
و{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.​
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتعجب من إهمال أهل الحديث والسيرة لهذه النقطة والتي لو توافرت بأقصى ما يمكن من دقة لتيسر الحكم الدقيق على صحة الحديث الشريف ولكان فهم الشرع المطهر والتاريخ المظفر أعمق وأفضل .
انني اتابع منذ أشهر أحد اتباع الديانة الأحمدية القاديانية الذين ارتدوا عنها وقعدوا لها يعرضون مقاطع طويلة في الاحتجاج والتفنيد ويفضحون اكاذيب ضالهم القادياني ، وكانت مذكراته المحددة بالدقيقة والساعة واليوم والشهر خير دليل على كذبه ودجله.
وهنا فإن العناية بأمر كهذا من شأنه قطع الطريق على الطاعنين والمكذبين وكذلك على المدلسين الذين يسعون في ادخال مالا يصح ولا يستقيم في دين الله ، وينسبون للنبي صلى الله عليه وسلم الباطل.
فنسأل الله لك السداد والتوفيق في مهمتك.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا أخي عدنان على هذه الإضافة الطيبة.
وهي تُنْمي عن مدى تبصُّركَ بخطورة الموضوعِ، وعلمكَ أنّهُ يمكنُ أنْ يؤتي السَّعيُ فيه أُكله بدقّةٍ مقبولةٍ تعين دارسي الحديث الشريف وعلوم القرآن الكريم من ناسخ ومنسوخ وغيرهما.
وأمَّا مثلُ القاديانيينَ الذي ضربتَ فإنَّه ملائمٌ للاعتبارِ بضرورةِ تتبعِ سيرة من هو أعظمُ من هالكهمُ القاديانيِّ، والاجتهادِ لتقصِّي وجمعِ أقوال وأفعال خير خلق الله صلى الله عليه وسلمَ وتنزُّلِ القرآن عليه جمعًا تأريخيًّا بأدقّ ما يمكننا بلوغه.
أتصوَّرُني أمام ابن تيمية أو ابن هشامٍ أو غيرهما وقدْ نصبت أمامهما الانترنت والموسوعات والبحثُ الآنيُّ في أي موضوع يختار، ما أُراها إلاّ مدةً يسيرةً حتّى تُحصر أحداثٌ، وتُرَتّب وقائع وتلغى اجتهاداتٌ وتثبت أخرى.
وهذا مثلٌ لحادثة وفاة إبراهيم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
https://vb.tafsir.net/tafsir52617/

أجدد شكري لك أخي عدنان على ما تفضلت.
 
بسم1​
ذكرْتُ أنَّ المشروعَ يضمُّ ترتيبَ نزول سور القرآن وآياته وجمعهُ حسبَ النجومِ على الوقائع والأحداث.
مستحيلٌ جمْعهُ؟!!!!
نعمْ، وهذا هو رأيي:
يستحيل جمعهُ.
وذلكَ بالنظر إلى:
- حقيقة الحال: بخصوص العدد الضخم من المروياتِ التي تخُصُّ نزول القرآنِ وأسبابه ومكيه ومدنيه وتواريخه، وما أكثر المتضارب منها، والمعلول سندًا ومتنًا.
- علمِ السَّلفِ بتلك الحقيقة: حتى تجدَ مثلًا أثر عكرمة في تعذر تأليف القرآن على ترتيب النزول:
قالَ محمَّدُ بنُ أيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ البَجَلِيُّ (ت: 294هـ): (أخبرنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا عوف، عن ابن سيرين، قال: قلتُ لعكرمة: ألَّفوه كما أنزل؛ الأوَّلَ فالأوَّلَ؟، فقال عكرمة: (لو اجتمع الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا)، قال محمد: وأراه صادقا). [فضائل القرآن:1/36]).
___​
وأمّا وضع خارطةٍ تقريبيةٍ (وقول عكْرمةَ ليس فيه نهيٌ)، وتمييز مواقع نجومٍ قرآنية مرجعيةٍ، وتتبّع تلكَ الخارطةِ في فنٍّ مستحدثٍ جديدٍ من فنونِ علومِ القرآنِ بقواعده فهو أمرٌ مقدور عليه بإذن الله.
ومنْ كان يظنُّ في سالفِ القرونِ أنَّ الإنسانَ يكونُ له مع مواقع نجوم السماءِ شأنٌ عظيمٌ، بهِ يرسمُ خارطةً للقريب من تلك الألوف المؤلفةِ منَ النجومِ، ويعلمُ مواقعها بدقَّةٍ عاليةٍ كان يخالها مستحيلة؟.
قالَ الله سبحانه وتعالى: { فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } (الواقعة 75 - 76).
لعلَّ آيةَ سورة الواقعةِ فيها توجيهٌ من العليم الحكيمِ للنظر في سيرورةِ البحث على مدار التاريخ في مواقع تلك اهتداءً بتلك، وصدَقَ الله: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (النحل 16).

صحيحٌ أنَّ العلماءَ والباحثينَ يزدادونَ بتلكَ المعْرفة الكونيَّة الفلكيَّة علمًا بمدى جهل ابن آدمَ، وكلما سَبرُوا غور الفضاء الفسيح اكتشفوا ما كنَّا نرتعُ فيه من جهلٍ، يصنعون مقرابًا وسفن فضاءٍ لاكتشاف نجم مجهولٍ فتنكشف ملايين أخرى من النجوم، حتى ما ندري تسميته: طلب علم أم طلب جهل؟
لكنَّ هذا العلمَ القليلَ هو فتحٌ ربَّانيٌّ لزيادة الإيمان والهدى والتسليمِ للخالقِ سبحانه وتعالى بالعظمة والعلم: {وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} (مريم 76)، وقدْ أُمرْنا بطلب العلم من الشارع الحكيم مع علمه أنَّ غاية ما ندركه منْ علم الله تبارك وتعالى لا يتجاوز قطرة في اليمِّ كما أخْبرَ العالمُ الخضرُ العالِمَ موسى عليهما السلام.
فليكن شأننا مع نجوم القرآن شبيهًا له.
وإذا علمْنا:
أوّلًا أنَّ في أمَّةِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم من الصّحابة الكرام منْ كانَ على درايةٍ بهذا العلمِ بحذافيره.
وثانيًا أنَّه بثَّه في صدُورِ الآخذينَ المتعلمينَ عنْه ثم نقِل إلينا، لحرص الصحابة رضوان الله عليهم على التبليغِ إن لم يكن احتسابا فتأثّمًا.
إذا علمنا ذين الأمرين، أضحيا بمثابةِ بشرى بيُسرينِ مقابلَ العسرِ المثْبَتِ في قول عكرمة.
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (الشرح 5 - 6).

وقد قصدتُ في هذا أثرَ ابن مسعود في علمه بنزول القرآن:
قال البخاري في صحيحه: (حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال قال عبد الله رضي الله عنه: "وَاللهِ الذِي لاَ إلَهَ غيرُهُ مَا أُنزِلَتْ سُورةٌ مِن كِتابِ اللهِ إلاَّ أنَا أَعلَمُ أيْنَ أنزلت، ولا أنزلت آيةٌ مِن كِتابِ اللهِ إلا أنَا أعلمُ فيما أُنزلَتْ، وَلوْ أَعْلَمُ أحَدًا أعْلمَ مِنِّي بكتابِ الله تبلغُهُ الإبلُ لرَكِبْتُ إِلَيْه").
قالَ السيوطيُّ: (وقد أخرج البخاري عن ابن مسعودٍ أنَّهُ قال: "وَالذِي لاَ إلَهَ غيرُهُ مَا نزَلَتْ آيةٌ مِن كِتابِ اللهِ إلاَّ وأنَا أَعلَمُ فيمَنْ نزَلَتْ وأيْنَ نَزلَتْ").
النُّجُومُ:
قالَ في كتابِ العينِ: " النَّجْمُ: اسْمٌ يَقَعُ على الثُّرَّيَا، وكُلِّ مَنْزِلٍ من مَنازِلِ القَمَرِ سُمِّيَ نَجْماً. وكل كَوْكَبٍ من أعلام الكَواكِبِ يُسَمَّى نَجْماً، والنُّجُومُ تَجْمَعُ الكَواكِبَ كُلَّها".
وقالَ: " والنُّجُوم: وَظائِفُ الأشياءِ وكُلُّ وَظيفةٍ نَجْمٌ، قال الله عَزَّ وجَلَّ: {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [الواقعة: 75] يَعني نُجومَ القُرآن، أنْزِلَ جُمْلةً إلى السَّماءِ الدُّنْيا، ثم أُنْزِلَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم نُجومًا في عِشرينَ سَنَة آياتٍ مُتَفَرِّقَةً والنَّجْمُ من النَّباتِ: ما لم يَقُمْ على ساق كساقِ الشَّجَرِ".

قال ابنُ عبّاسٍ رضي الله عنهما: "إنَّهُ أنزِلَ في رمضان، وفي ليلةِ القدْر، وفي ليلةٍ مباركةٍ، جُمْلةً واحِدةً، ثمَّ أُنزل بعْدَ ذلك على مواقع النُّجُومِ رِسْلاً في الشُّهُورِ وَالأيَّام".

ومع أنّي أرجحُ وجودَ صلةٍ بينَ نُجومِ القرآن الذي سمَّاه الله نورًا ومَواقع نجوم السَّماءِ التي نرى نورًا ينبعثُ منها لأجرامٍ يغلبُ الظنُّ بعدم وجودها الآن -لأنها تحولتْ أو اندثرت- بسبب أبعادها السحيقةِ وكونِ ما نرى هو نورهَا الذي لبث مئات السنين لبلوغنا، فإنني مع هذا لنْ أخوض فيه ومالي به من شواهدَ كافيةٍ إلا من بادي الرأي في دوران الأرضِ واقترانِ نزول الوحي في ليلةٍ ما بتموضعٍ لها في خارطة السماءِ يخالفُ سابقه في ليلة مضت أو تأتي بعد. ولعل ذلك ما أراده المفسرونَ -وإن لم ينتبهْ على الأقلِّ بعضهم إلى حقيقة ماهية الزمان- بقولهم: "فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام". وقولهم: "مواقع النجوم مساقطها". وهل كانَ الزمانُ إلاَّ رصدًا للنجوم وحركتها ومواقعها وعدًّا له؟
 
أوثَقُ ترتيبٍ للنُّزُول معَ رَوابط مِن مَوقعِ "جَمْهرة الْعُلُوم" لنزولِ كلِّ سُورة:
[
ترتيب النزول:السورة::عدد الآيات]

___
المَرْحَلَةُ المَكِّيَّةُ:
___
[1: العلق::19]، [2: القلم::52]، [3: المزمل::20]، [4: المدثر::56]، [5: الفاتحة::7]، [6: المسد::5]، [7: التكوير::29]، [8: الأعلى::19]، [9: الليل::21]، [10: الفجر::30]، [11: الضحى::11]، [12: الشرح::8]، [13: العصر::3]، [14: العاديات::11]، [15: الكوثر::3]، [16: التكاثر::8]، [17: الماعون::7]، [18: الكافرون::6]، [19: الفيل::5]، [20: الفلق::5]، [21: الناس::6]، [22: الإخلاص::4]، [23: النجم::62]، [24: عبس::42]، [25: القدر::5]، [26: الشمس::15]، [27: البروج::22]، [28: التين::8]، [29: قريش::4]، [30: القارعة::11]، [31: القيامة::40]، [32: الهمزة::9]، [33: المرسلات::50]، [34: ق::45]، [35: البلد::20]، [36: الطارق::17]، [37: القمر::55]، [38: ص::88]، [39: الأعراف::206]، [40: الجن::28]، [41: يس::83]، [42: الفرقان::77]، [43: فاطر::45]، [44: مريم::98]، [45: طه::135]، [46: الواقعة::96]، [47: الشعراء::227]، [48: النمل::93]، [49: القصص::88]، [50: الإسراء::111]، [51: يونس::109]، [52: هود::123]، [53: يوسف::111]، [54: الحجر::99]، [55: الأنعام::165]، [56: الصافات::182]، [57: لقمان::34]، [58: سبأ::54]، [59: الزمر::75]، [60: غافر::85]، [61: فصلت::54]، [62: الشورى::53]، [63: الزخرف::89]، [64: الدخان::59]، [65: الجاثية::37]، [66: الأحقاف::35]، [67: الذاريات::60]، [68: الغاشية::26]، [69: الكهف::110]، [70: النحل::128]، [71: نوح::28]، [72: إبراهيم::52]، [73: الأنبياء::112]، [74: المؤمنون::118]، [75: السجدة::30]، [76: الطور::49]، [77: الملك::30]، [78: الحاقة::52]، [79: المعارج::44]، [80: النبأ::40]، [81: النازعات::46]، [82: الإنفطار::19]، [83: الإنشقاق::25]، [84: الروم::60]، [85: العنكبوت::69]، [86: المطففين::36]،
___
المَرْحَلَةُ المدَنِيَّة:
___
[87: البقرة::286]، [88: الأنفال::75]، [89: آل عمران::200]، [90: الأحزاب::73]، [91: الممتحنة::13]، [92: النساء::176]، [93: الزلزلة::8]، [94: الحديد::29]، [95: محمد::38]، [96: الرعد::43]، [97: الرحمن::78]، [98: الإنسان::31]، [99: الطلاق::12]، [100: البينة::8]، [101: الحشر::24]، [102: النور::64]، [103: الحج::78]، [104: المنافقون::11]، [105: المجادلة::22]، [106: الحجرات::18]، [107: التحريم::12]، [108: التغابن::18]، [109: الصف::14]، [110: الجمعة::11]، [111: الفتح::29]، [112: المائدة::120]، [113: التوبة::129]، [114: النصر::3]
 
نجومُ القرآن:
وهل مِن أحدٍ من العلماء اجتهد لمعرفة عددِ نجوم القرآن؟
لا أعلمُ أحدًا بحث في هذا الموضوعِ منْ قبْلُ على الإطلاقِ، وإن كانَ ثمةَ مباحثُ ذاتُ صلةٍ بهِ، وتساعدُ في تحديدِ عددِ تلكَ النجومِ، أو تقريب منها، مثل أين ومتى نزلت الآيات والسور، وكذا التقسيم الموضوعيِّ لآيات القرآن الذي أفرز مصاحف موضوعيَّة.

سأمهِّد بمختصرٍ جيد أثبتهُ السيوطيُّ في الإتقان:
"الَّذِي اسْتُقْرِئَ مِنَ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ وَغَيْرِهَا: أَنَّ الْقُرْآنَ كَانَ يَنْزِلُ بِحَسْبِ الْحَاجَةِ: خَمْسُ آيَاتٍ وَعَشْرُ آيَاتٍ وَأَكْثَرُ وَأَقَلُّ، وَقَدْ صَحَّ نُزُولُ الْعَشْرِ آيَاتٍ فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ جُمْلَةً، وَصَحَّ نُزُولُ عَشْرِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ ( الْمُؤْمِنُونَ ) جُمْلَةً، وَصَحَّ نُزُولُ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (النِّسَاءِ 95) وَحْدَهَا، وَهِيَ بَعْضُ آيَةٍ. وَكَذَا قَوْلُهُ:{وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً} (التَّوْبَةِ:28) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، نَزَلَتْ بَعْدَ نُزُولِ أَوَّلِ الْآيَةِ كَمَا حَرَّرْنَاهُ فِي أَسْبَابِ النُّزُولِ، وَذَلِكَ بَعْضُ آيَةٍ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَشْتَةَ فِي كِتَابِ "الْمَصَاحِفِ"، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ بِمَوَاقِعِ [الْوَاقِعَةِ : 75] قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ نُجُومًا ثَلَاثَ آيَاتٍ، وَأَرْبَعَ آيَاتٍ، وَخَمْسَ آيَاتٍ. وَقَالَ النِّكْزَاوِيُّ فِي كِتَابِ "الْوَقْفِ": كَانَ الْقُرْآنُ يَنْزِلُ مُفَرَّقًا، الْآيَةَ وَالْآيَتَيْنِ وَالثَّلَاثَ وَالْأَرْبَعَ، وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ بِالْغَدَاةِ وَخَمْسَ آيَاتٍ بِالْعَشِيِّ، وَيُخْبِرُ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ بِالْقُرْآنِ خَمْسَ آيَاتٍ، خَمْسَ آيَاتٍ.
وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي خَلْدَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ خَمْسَ آيَاتٍ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَنْزِلُ بِالْقُرْآنِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا خَمْسًا.
وَمِنْ طَرِيقٍ ضَعِيفٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ خَمْسًا خَمْسًا إِلَّا سُورَةَ الْأَنْعَامِ، وَمَنْ حَفِظَ خَمْسًا خَمْسًا لَمْ يَنْسَهُ.
فَالْجَوَابُ : أَنَّ مَعْنَاهُ - إِنْ صَحَّ إِلْقَاؤُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الَقَدْرَ حَتَّى يَحْفَظَهُ، ثُمَّ يُلْقِي إِلَيْهِ الْبَاقِي، لَا إِنْزَالُهُ بِهَذَا الَقَدْرِ خَاصَّةً. وَيُوَضِّحُ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا عَنْ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الْعَالِيَةِ: تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ خَمْسَ آيَاتٍ، خَمْسَ آيَاتٍ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْخُذُهُ مِنْ جِبْرِيلَ خَمْسًا خَمْسًا." انتهى.

حسابٌ تقريبيٌّ لمتوسطِ ما كان ينزل في النَّجْم الواحِدِ:
إذا اعتمدنا على الآثارِ تفيد بنزولِ القرآنِ نجومًا كلٌّ منها خمس آياتٍ.
6236 آية مقسومة على 5 آيات للنجم، فنحصل على: 1247 نجمًا.
وبقسمة العددِ الأقصى لأيام البعثة (8165 يومًا) على العدد الافتراضيِّ للنجوم (1247 نجمًا) نجدُ: 6.54 يومًا لكلِّ نجمٍ.
أيْ أنَّ:
معدَّل تنزلِ القرآنِ كانَ نجمًا واحدًا بخمس آياتٍ كلَّ أُسْبوعٍ.
وهذا لا يعْدو أن يكونَ معدَّلا حسابيًّا نظريًّا خاليًا من الإسقاط الواقعيِّ الصَّحيحٍ، بسببِ:
- نزول القرآن كما في كلام السيوطيّ آية وآيتَينِ وثلاثًا وأربعًا وخمسًا وسورةً من القصارِ، وعشرًا وأكثر من ذلك، وسورةً من الطوالِ جملةً واحدةً كالأنعام (165 آية) [1].
- مرور مُدَدٍ تتسمُ بفترةِ الوَحي كما دلّت عليه الروايات والآثارِ.
___​
إنَّ ما يساعدُ على تحديدِ مواقع النجوم القرآنية (بدئِها ونهايتِها وعددِها الإجمالي وتاريخها) هوَ:
- الرِّواية: ويمكنُ أن نجدَ من المروياتِ:
- الصريحة الواضحة في تحديد نجم قرآني، مثل الآيات الخمس الأوَلِ من العلق.
- القابلة للاستنباط منها: كتضاربِ آراء المفسرينَ في المكيّ والمدنيِّ في أغلب السُّور، ومثاله اختلافهم في سورة القلم[2]،لأن هذا الاختلاف جرَّ فائدةً عظيمةً هي اتفاقهم على بداية ونهاية النجوم المتنازع عليها:
- { سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)} نهاية نجم.
- {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا (17)} بداية نجم، { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)} نهاية نجم.
- {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ (34)} بداية نجم، {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} (القلم 47) نهاية نجم.
- {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ (48)} بداية نجم، {فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50)} نهاية نجم.

- الدراية: ومن القواعدِ التي يمكن تطبيقها:
- لا يمكن الفصل بين الشرط وجوابه، مثل قوله سبحانه: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) ...... عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ } (التكوير 1 - 14).
- لا يمكن الفصل بين القسم وجوابه، مثل قوله سبحانه: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) ......إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ} (المرسلات 1 - 7).
- لا يمكن الفصل بين الصفة والموصوف، مثل قوله سبحانه: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} (التكوير 19 - 20).
إلا أن يرد بالرواية الصحيحة دليلُ الاستثناء.
- طولُ الآياتِ في النجم الواحد ووزنُ الكلِم في الآية، وفاصلةُ الآيةِ يكادُ يكونُ متقاربًا في الفترة المكية على وجْه الخصوص. مثل: أوائل العلق الخمسة ثم مايليها، وأوائل المدثرالسبعة ثم ما يليها.
- حصر زمان النزول بالنظر إلى موضوع السورة أو الآيات، ومثاله سورة البروج التي فيها صورة الأذى والتنكيل بالمؤمنينَ، فعلى هذا يغلب الظن أنها نزلتْ بعد الفترة السِّرِّية (السَّنة الثَّالثة من البعثة)، إلا أن تكونَ نزلت قبل ذلك تمهيدا وتوطئة وتهيئة للمؤمنين لما يستقبل من صنوف الأذى لشد أزرهم وتقوية النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بعيد.
- حصر زمان النزول بالنظر إلى حوادث متعلقة بها السورة أو الآيات، ومثاله سورة مريم التي استدلَّ بها جعفر بن أبي طالب في الهجرة الأولى عند النجاشيّ لمَّا سألهم عن عيسى عليه السلام ما يقولون فيه، ومعلوم أن الهجرة الأولى كانت في الخامسة من البعثةِ، فكانت قرينةً لحصر زمان نزول سورة مريم.
وأصعب الفتراتِ من بعثة النبيّ صلى الله عليه وسلم في تحديد وحصر تواريخ النزول كانت المرحلة المكية، وبالأخص السنوات الأولى منها لاشتداد الأذى بالصحابة وانشغالهم بالعقيدة والدين ولم تكن لهم دولةٌ، ولمْ تشرع العباداتُ الموقوتة من صلاة وزكاة وصومٍ وحجٍّ على الوجه الأكمل الدقيق الذي به تضبط التواريخ.


[1] حكاه جماعة كبيرة من المفسرين وخالفهم ابن الصلاح وضعف سند الروايات ‏المتعلقة بنزول الأنعام جملة واحدة. http://jamharah.net/showthread.php?t=11409
[2] http://jamharah.net/showthread.php?t=11471
 
هنا ملف الإكسل الذي تكلمت عنه في أول مشاركةٍ، وفيه التقويمان الهجري والميلاديُّ، ويلاحظ ما يلي:
- التقويمُ يشتمل على العهد المدنيِّ فقط، أي من الهجرةِ الشريفة إلى وفاته صلى الله عليه وسلم، وقدْ أخذَ مني وقتًا في إعداده، وأمّا الفترة المكيّة فهي أصعبُ ويعرف ذلك المتخصصون في الفلك والمواقيت.
- التقويم اجتهادٌ من بين اجتهاداتٍ أخرى، وتطابقُ عناصره من يومٍ (سبت وأحد ...) مع عدد أيامه في الشهر (13 أو 14...) من جهة، وتطابق الهجريّ مع الميلاديّ كله حسابٌ ظنيٌّ لا يقينيٌّ. لكنْ أبشركمْ أنّه إن وُجِدَ أكفاء يتفرغون لهذا الموضوعِ فيمكنُ الوصول إليه بأدقِّ نتيجة اعتمادًا على المَرْوِيَّاتِ (مشروعُ مُعْجَم مَوَاقِيت السِّيرَة وآثارهَا). ومنْ اطَّلعَ نتائج سابقة في هذا الباب أو على بحثٍ أو كتابٍ مفيدٍ فليفدْني به مشكورا مأجورًا بإذن الله.
 
الحمد لله.
عثرت على غاية ما كنت أرجوه، موقعًا للسيرة النبوية يوما بيوم قام به ثلة من العلماء، ولم أكن على دراية به حتى يومنا هذا، فلله الحمد والمنة.
موقع السيرة النبوية يوما بيوم.
 
بارك الله فيكم أخي محمد يزيد على هذه الفكرة الرائعة حقاً لو تيسرت ولو بنسبة مقاربة كما ذكرتم، ففوائدها كثيرة، في التفسير وفي غيره. ويهمنا نحن جانب نزول القرآن وما يتعلق به من مسائل في علوم القرآن والتفسير وغيرها.
وقد كنتُ - ولا زلتُ- أتسائل عن سر إهمال عِلمِ ابن مسعود في قوله :(وَالذِي لاَ إلَهَ غيرُهُ مَا نزَلَتْ آيةٌ مِن كِتابِ اللهِ إلاَّ وأنَا أَعلَمُ فيمَنْ نزَلَتْ وأيْنَ نَزلَتْ) حيث لم نجد له أثراً في مروياته ولا في مرويات طلابه.
فمعرفته بتلك الدقائق وعدم وصوله إلينا في الروايات خسارة علمية كبيرة.
فمرحباً بك وبفكرتك، ونحن في خدمة هذه الفكرة وخدمتك يا أبا يزيد وفقك الله ورزق هذه الفكرة القبول والنجاح على أكمل وجه، بعيداً عن التكلف في ذلك.
 
بدأت منذ فترة قصيرة استخدم ملف الاكسل لتصور التقاطعات الزمنية بين الصحابة ، واعتقد ان هذه التقنيات مفيدة في مسائل مصطلح الحديث وتخريج الاحاديث واثبات لقاء المحدثين ومعاصرتهم لبعضهم البعض وتصور التاريخ الاسلامي من منظور واسع والله الموفق.
 
سيكون كما تفضلت يا دكتور
فكرة جميلة سيساعد بها الإخوة الكرام في المساهمة بإكمالها
 
فضيلة الدكتور عبدالرحمن الشهري
إخواني وأخواتي الاكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمشياً مع توجيه د.عبدالرحمن بإتاحة رابط ملف الاكسل كمشروع مشترك يمكن الجميع من الإضافة إليه كجهد جماعي ينتج بإذن الله جدول الكتروني يوضح أعلام الامة منذ المولد الشريف الى اليوم.
كما يمكن إضافة الخطوط العمودية التي تمثل الاحداث في أوقاتها ،وسيمكنا هذا من الاستفادة من هذا الملف كقاعدة بيانات يمكن استخراج احصائيات عديدة من خلالها.
نسأل الله أن يعيننا وإياكم

رابط الملف للتحرير :
https://drive.google.com/file/d/1PTDOViXtB8UZTjDif1PKbFvE5ULRZftQ/view?usp=sharing
 
فكرتكم يا أستاذ عدنان إبداعية حقاً، وفيها فوائد كثيرة، ويمكن أن تضم كلَّ الأعلام في كل فن من الفنون، ومدى التقاطع الزمني بينهم، ومواقعهم الجغرافية، والتقنية سهلت حقاً ما كان عسيراً في ذلك.
فتح الله عليكم ونفع بكم وزادكم من فضله .
 
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب وبارك في علمكم وعملكم.
 
جزاكم الله خيرا دكتور عبد الرحمن، وبارك في جهودكم.
سرَّني كثيرا دعمكم وتشجيعكم الطيب لي ولإخواني في الملتقى ولكل جهد يخدم كتاب الله عز وجل.

بوركت أخي الأستاذ عدنان، فكرتك جميلة، وكما أشار الدكتور عبد الرحمن يمكن توسيع دائرتها زمنيا وجغرافيا وحسب التخصص بعروضٍ تقنيةٍ تعين القارئ والدارس.
 
عودة
أعلى