أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ؟!

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
السودان
بسم الله الرحمن الرحيم

وردت الآية التالية بسورة ابراهيم
(وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44))-

بمراجعة التفاسير السابقة معظمها تقول أنها موجهة لأهل مكة "أولم تكونوا أقسمتم مالكم من زوال؟ بمعنى : أنكرتم الحشر أو البعث !
رغم أن زوال تعنى إبادة أو موت.

ولكن هل هناك شخص مؤمن أو كافر يقسم أنه لن يموت ؟
نعلم أن الكافرين يقرّون بالموت ولكنهم ينكرون البعث بعد الموت أو ينكرون وقوع يوم القيامة.

والقرآن أنبأنا أن الأقوام أقسموا لرسلهم أنهم كاذبين وتحدّوهم أن يبيدوهم عندما كان الرسل ينذرونهم من عذاب قريب (بالإزالة من الأرض) :

قوم نوح : قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -32– هود
عاد : قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -70-الأعراف
ثمود : فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ -77- الأعراف
قوم لوط : أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -29-العنكبوت
شعيب : مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -187 – الشعراء

إذا الآية تتكلم عن تلك الأقوام من البشر الذين عاصروا الرسل والذين تمت إبادتهم أى أنهم كذبوا رسلهم وقالوا ليس لهم من زوال .

وبمراجعة الآيات من بدايتها من سورة إبراهيم نجد فيها حديث سيدنا موسى عليه السلام موجها الكلام لقومه بنى إسرائيل يخبرهم فيه عن الأمم السابقة التى تمت إبادتها "أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ" والحوار الذى تم بين أولئك الأقوام ورسلهم .

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13)

أما نهاية سورة ابراهيم فالكلام فيها موجه الى الرسول (ص) أى أن الكافرين بك عند وقوع العذاب سيقولون ليتنا إتبعنا الرسول:
وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا (كما قال الذين ظلموا من قبلهم) رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)

ثانيا :

بمراجعة الآية نلاحظ دقة القرآن فى قولهم (رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ)
قالت تلك الأقوام المبادة يوم القيامة عند العذاب : ربنا أخر ذلك العذاب سنجب دعوتك ونؤمن بك ونتبع الرسل، أى أنهم كانوا معاصرين للرسل ودعوتهم للإيمان.
فالكلام فيها موجه الى الرسول (ص) أى أن الكافرين بك سيقولون ليتنا إتبعنا "الرسول" كما قال الكفّار الذين عاصروا الرسل السابقين.

بينما نجد الظالمين -الذين ماتوا موتا فرديا-والذين لم يعاصروا الرسل يقولون ليتنا آمنا بربنا - سواء آمنوا عن طريق الكتب السماوية أو عن طريق الدعاة :

وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ -27-الأنعام

وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ -12-السجدة

وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ.- 37- فاطر

أنظر الآية أعلاه والرد على الظالمين "أولم نعمّركم ما يتذكر من تذكّر وجاءكم النذير!" مختلف عن "أولم تكونوا أقسمتم ما لكم من زوال؟" .

فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)
أى أن الله تعالى يفى بوعده بالعذاب الجماعى كما حدث للأمم السابقة أو بعذاب يوم القيامة.
 
رغم أن زوال تعنى إبادة أو موت.
ولكن هل هناك شخص مؤمن أو كافر يقسم أنه لن يموت؟

قال ابن عاشور:
"الزوال : الانتقال من المكان. وأريد به هنا الزوال من القبور إلى الحساب.
وحذف متعلق { زوال } لظهور المراد. قال تعالى {وأقسموا بالله جهَد أيمانهم لا يبعث الله من يموت}"

الزوال معناه تغيير المكان. مثل وقت الزوال (أي زوال الشمس عن مكانها الظاهر بعد منتصف الظهيرة)
 
احسنتِ أختنا الزيتونة
أولاً : مصداق كلامك في كتاب الله ، يقول تعالى :
وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴿46 ابراهيم 14﴾
فالزوال في كتاب الله لم يأت أبدأ بمعنى البعث والحساب ولا الانتقال من مكان الى مكان بل بمعنى الفناء التام من الأرض وكذلك يقول تعالى :
إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴿41 فاطر 35﴾
فالزوال هنا هو الفناء كما هو القول فيما سبق.

ومما يؤكد عدم دقة القول بأن الزوال هو التحول للحساب حديث النبي صلى الله عليه وسلم : عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيدعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عمُرهِ فيما أفناهُ، وعن علمِه فيما فعل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيما أنفقَه، وعن جسمِه فيما أبلاهُ) (1)
فلو كان الزوال من البعث الى الحساب لما كان في ذلك سؤال بل لو كانوا يقصدون بالزوال الانتقال من البعث الى الحساب لكان معنى ذلك اقرارهم بالبعث ونفيهم للحساب وهذا باطل فلم يكونوا أصلا يوقنون بالبعث فالأولى عدم اليقين بما يليه.

وجاء في الصحيح عن خالد بن عمير العدوي قال : خَطَبَنا عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنى عليه، ثُمَّ قالَ: أَمّا بَعْدُ، فإنَّ الدُّنْيا قدْ آذَنَتْ بصَرْمٍ وَوَلَّتْ حَذّاءَ، وَلَمْ يَبْقَ منها إلّا صُبابَةٌ كَصُبابَةِ الإناءِ، يَتَصابُّها صاحِبُها، وإنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ منها إلى دارٍ لا زَوالَ لَها، فانْتَقِلُوا بخَيْرِ ما بحَضْرَتِكُمْ، فإنَّه قدْ ذُكِرَ لَنا أنَّ الحَجَرَ يُلْقى مِن شَفَةِ جَهَنَّمَ، فَيَهْوِي فِيها سَبْعِينَ عامًا، لا يُدْرِكُ لَها قَعْرًا، وَواللَّهِ لَتُمْلأنَّ، أَفَعَجِبْتُمْ؟ وَلقَدْ ذُكِرَ لَنا أنَّ ما بيْنَ مِصْراعَيْنِ مِن مَصارِيعِ الجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْها يَوْمٌ وَهو كَظِيظٌ مِنَ الزِّحامِ، وَلقَدْ رَأَيْتُنِي سابِعَ سَبْعَةٍ مع رَسولِ اللهِ ﷺ، ما لَنا طَعامٌ إلّا وَرَقُ الشَّجَرِ، حتّى قَرِحَتْ أَشْداقُنا، فالْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُها بَيْنِي وبيْنَ سَعْدِ بنِ مالِكٍ، فاتَّزَرْتُ بنِصْفِها واتَّزَرَ سَعْدٌ بنِصْفِها، فَما أَصْبَحَ اليومَ مِنّا أَحَدٌ إلّا أَصْبَحَ أَمِيرًا على مِصْرٍ مِنَ الأمْصارِ، وإنِّي أَعُوذُ باللَّهِ أَنْ أَكُونَ في نَفْسِي عَظِيمًا، وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرًا، وإنَّها لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إلّا تَناسَخَتْ، حتّى يَكونَ آخِرُ عاقِبَتِها مُلْكًا، فَسَتَخْبُرُونَ وَتُجَرِّبُونَ الأُمَراءَ بَعْدَنا. (2)
فكان الزوال هنا يدل على الفناء من هذه الدنيا .

ثانياً : السياق ، فالنظر في السباق واللحاق كفيل بإثبات صحة ما ذهبت إليه أختنا ولنر ماذا أشير إليه تبيانا لمعنى الزوال:
ففي الآية التالية يبين الله ما سبقها:
وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45)
أي كيف تنكرون زوال دولتكم وفناء ملككم وأنتم قد سكنتم في مساكن قوم قبلكم زالوا عما يملكون وزال ملكهم وحللتم فيه ؟؟
وهذه الحجة متصلة بالآية موضع النقاش

وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)

وبرغم قوة مكرهم الذي تفنى منه الجبال فقد حصل لهم الفناء وزالوا من ملكهم فكيف يكون مالكم من زوال ؟

فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49)

فكان انتقام الله بإزالة الملوك عن ملكهم ايفاء بالوعد الذي وعد الله رسله ومن ثم يستمر السياق يبين ما يلي ذلك من العذاب والنكال في الآخرة.
-----------------
1- الترمذي (٢٧٩ هـ)، سنن الترمذي ٢٤١٧ • حسن صحيح • أخرجه الترمذي (٢٤١٧)، والدارمي (٥٣٧) باختلاف يسير، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (٤٩٤) واللفظ له.
2-مسلم (٢٦١ هـ)، صحيح مسلم ٢٩٦٧ • [صحيح] • شرح الحديث
 
شكرا أخ الغامدى على الإضافة القيّمة،
وأيضا هناك الأمثلة التى يسوقها كل نبى لقومه عن الأمم الهالكة من قبله :

وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45)

هود : أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)-الأعراف

صالح :
وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74)-الأعراف

شعيب : وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ
مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ -89 – هود

موسى : أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ -9- العنكبوت
 
فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } [فصلت:15]

فسؤالهم الاستنكاري "من أشد منا قوة" يبين لنا انكار زوالهم وشعورهم بالعزة والمنعة والقوة التي لا يمكن معها إزالتهم أو استئصالهم ، وهذا دأب الأمم الجاحدة.

فالزوال في كتاب الله لا يعني "تغير المكان" بل ذهاب الشيء كزوال الجبال فلم يكن زوالها تغير مكانها بل نسفها واخفاءها.
 
إن منشأ الفهم السائد لدى أهل التفسير بأن الزوال هنا لا يعني الزوال من الدنيا بل الزوال من البعث إلى الحساب هو أن من البداهة أن الكفار يعلمون أنهم سيموتون فكيف تكون دعواهم بعكس ما يقرون به ؟؟ ، فهم لم يدعوا الخلود حتى نصرف فهم الزوال إلى الدنيا .
ونقول رداً على ذلك الفهم ، نعم الكفار يقرون بالموت ولكن هذا الموت ليس هو الزوال الذي يشار إليه في الآية بل العذاب الجماعي والاستئصال الكلي للكيان والدولة والحضارة فهم وإن أقروا بموتهم كأفراد فهم منكرون لزوال حضارتهم ودولتهم وفنائها ولا يتصورون أن هناك من يقدر على تدمير مكتسباتهم المادية الضخمة ودولتهم العتيدة التي لا تدانيها دولة .

ولذلك فعندما احتج عليهم القرآن بما يضاد معتقدهم فقد مثل لهم بمساكن الذين ظلموا فلم يعد منهم من يسكنها بل سكنها هؤلاء الجاحدين المكذبين وكان الأولى بهم أخذ العبرة منهم وكيف زالت دولتهم .
 
كيف لم يأت الزوال بمعنى الانتقال؟!
ابن مسعود نفسه فسر آية زوال السماوات والأرض بأنها عن الحركة.

"دخل رجل من أصحاب ابن مسعود إلى كعب الأحبار يتعلم منه العلم، فلما رجع قال له ابن مسعود: ما الذي أصبت من كعب؟ قال سمعت كعبا يقول: إن السماء تدور على قطب مثل قطب الرحى، في عمود على منكب ملك، فقال له عبد الله: وددت أنك انقلبت براحلتك ورحلها، كذب كعب، ما ترك يهوديته! إن الله تعالى يقول:" إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا" إن السماوات لا تدور، ولو كانت تدور لكانت قد زالت. وعن ابن عباس نحوه"
(تفسير القرطبي) (14/ 357)

ثانيا:
"قوله عز وجل: فأزلهما الشيطان؛ فسره ثعلب فقال: معناه نحاهما عن موضعهما"
"الزائلة: كل شيء من الحيوان يزول عن مكانه، ولا يستقر في مكانه، يقع على الإنسان وغيره"
(لسان العرب) (11/ 315)
 
لم يأت الزوال في كتاب الله بمعنى الانتقال قولا واحدا والمصحف أمامك.

والزلل في قوله تعالى : فأزلهما الشيطان غير الزوال هذا شيء وذاك شيء آخر ، فالزلل الذي وقع فيه آدم وحواء هو مخالفة أمر الله ، وهو غير الازالة ، ولو اردت ان تفهم الازالة لقرأت (لتزول منه الجبال) أي تنسف وتختفي ، والله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ليس بمعنى تنتقلان لموضع آخر بل يتمزقان ويتلاشى كل منهما

اذهب لمعاجم اللغة واعرف الفرق بين
مصدر : زَالَ ومصدر : زَلّ
ولو قرأت ووعيت لفهمت فعد واقرأ وافهم
 
عدنان، تعليقك تغير عدة مرات.
كيف يكون النقاش متسلسلا منطقيا وأنت تغير كلامك بعد ردي عليه؟
نصيحة:
- اجمع أفكارك أولا ثم اكتبها، كي لا تضطر للإضافة كل هذه المرات.
- بعد رد أحدهم عليك، اكتب تعليقا جديدا (وهو التصرف الأمين) لا أن تذهب وتغير كلامك الذي رد عليه!
 
لم اغير كلامي بل اضفت عليه وزدته توضيحا لأن فهمك ضعيف فتبرعت بالاضافة حتى اساعدك على الفهم ولكن يبدو ان المشكلة لديك عويصة

* عدت لتحرير هذا المقال ولونت بعض كلماته في سبيل افهامك فهل تغير موقفي او رأيي في فهمك ؟؟ لا طبعا
 
{ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً }

جميلٌ ما نَرَاهُ مِن مَوقفِ الأخ عَدنان ...... ولقد كتبتُ لك أكثر من إعجاب ولكنه لم يظهر للأسف .......
 
إذن "تبرع" فيما بعد بكتابة تعليقات جديدة، بدلا من العودة وتغيير كلامك القديم ثلاث مرات :)
 
رفع الله قدرك اخي بشير
أنا كذلك اعاني من ذات المشكلة

أعتقد الموضوع في نهايته نشكر أختنا على المدارسة الجميلة
 
عودة
أعلى