بسم الله الرحمن الرحيم
وردت الآية التالية بسورة ابراهيم
(وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44))-
بمراجعة التفاسير السابقة معظمها تقول أنها موجهة لأهل مكة "أولم تكونوا أقسمتم مالكم من زوال؟ بمعنى : أنكرتم الحشر أو البعث !
رغم أن زوال تعنى إبادة أو موت.
ولكن هل هناك شخص مؤمن أو كافر يقسم أنه لن يموت ؟
نعلم أن الكافرين يقرّون بالموت ولكنهم ينكرون البعث بعد الموت أو ينكرون وقوع يوم القيامة.
والقرآن أنبأنا أن الأقوام أقسموا لرسلهم أنهم كاذبين وتحدّوهم أن يبيدوهم عندما كان الرسل ينذرونهم من عذاب قريب (بالإزالة من الأرض) :
قوم نوح : قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -32– هود
عاد : قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -70-الأعراف
ثمود : فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ -77- الأعراف
قوم لوط : أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -29-العنكبوت
شعيب : مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -187 – الشعراء
إذا الآية تتكلم عن تلك الأقوام من البشر الذين عاصروا الرسل والذين تمت إبادتهم أى أنهم كذبوا رسلهم وقالوا ليس لهم من زوال .
وبمراجعة الآيات من بدايتها من سورة إبراهيم نجد فيها حديث سيدنا موسى عليه السلام موجها الكلام لقومه بنى إسرائيل يخبرهم فيه عن الأمم السابقة التى تمت إبادتها "أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ" والحوار الذى تم بين أولئك الأقوام ورسلهم .
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13)
أما نهاية سورة ابراهيم فالكلام فيها موجه الى الرسول (ص) أى أن الكافرين بك عند وقوع العذاب سيقولون ليتنا إتبعنا الرسول:
وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا (كما قال الذين ظلموا من قبلهم) رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)
ثانيا :
بمراجعة الآية نلاحظ دقة القرآن فى قولهم (رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ)
قالت تلك الأقوام المبادة يوم القيامة عند العذاب : ربنا أخر ذلك العذاب سنجب دعوتك ونؤمن بك ونتبع الرسل، أى أنهم كانوا معاصرين للرسل ودعوتهم للإيمان.
فالكلام فيها موجه الى الرسول (ص) أى أن الكافرين بك سيقولون ليتنا إتبعنا "الرسول" كما قال الكفّار الذين عاصروا الرسل السابقين.
بينما نجد الظالمين -الذين ماتوا موتا فرديا-والذين لم يعاصروا الرسل يقولون ليتنا آمنا بربنا - سواء آمنوا عن طريق الكتب السماوية أو عن طريق الدعاة :
وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ -27-الأنعام
وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ -12-السجدة
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ.- 37- فاطر
أنظر الآية أعلاه والرد على الظالمين "أولم نعمّركم ما يتذكر من تذكّر وجاءكم النذير!" مختلف عن "أولم تكونوا أقسمتم ما لكم من زوال؟" .
فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)
أى أن الله تعالى يفى بوعده بالعذاب الجماعى كما حدث للأمم السابقة أو بعذاب يوم القيامة.
وردت الآية التالية بسورة ابراهيم
(وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44))-
بمراجعة التفاسير السابقة معظمها تقول أنها موجهة لأهل مكة "أولم تكونوا أقسمتم مالكم من زوال؟ بمعنى : أنكرتم الحشر أو البعث !
رغم أن زوال تعنى إبادة أو موت.
ولكن هل هناك شخص مؤمن أو كافر يقسم أنه لن يموت ؟
نعلم أن الكافرين يقرّون بالموت ولكنهم ينكرون البعث بعد الموت أو ينكرون وقوع يوم القيامة.
والقرآن أنبأنا أن الأقوام أقسموا لرسلهم أنهم كاذبين وتحدّوهم أن يبيدوهم عندما كان الرسل ينذرونهم من عذاب قريب (بالإزالة من الأرض) :
قوم نوح : قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -32– هود
عاد : قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -70-الأعراف
ثمود : فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ -77- الأعراف
قوم لوط : أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -29-العنكبوت
شعيب : مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ -187 – الشعراء
إذا الآية تتكلم عن تلك الأقوام من البشر الذين عاصروا الرسل والذين تمت إبادتهم أى أنهم كذبوا رسلهم وقالوا ليس لهم من زوال .
وبمراجعة الآيات من بدايتها من سورة إبراهيم نجد فيها حديث سيدنا موسى عليه السلام موجها الكلام لقومه بنى إسرائيل يخبرهم فيه عن الأمم السابقة التى تمت إبادتها "أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ" والحوار الذى تم بين أولئك الأقوام ورسلهم .
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13)
أما نهاية سورة ابراهيم فالكلام فيها موجه الى الرسول (ص) أى أن الكافرين بك عند وقوع العذاب سيقولون ليتنا إتبعنا الرسول:
وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا (كما قال الذين ظلموا من قبلهم) رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)
ثانيا :
بمراجعة الآية نلاحظ دقة القرآن فى قولهم (رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ)
قالت تلك الأقوام المبادة يوم القيامة عند العذاب : ربنا أخر ذلك العذاب سنجب دعوتك ونؤمن بك ونتبع الرسل، أى أنهم كانوا معاصرين للرسل ودعوتهم للإيمان.
فالكلام فيها موجه الى الرسول (ص) أى أن الكافرين بك سيقولون ليتنا إتبعنا "الرسول" كما قال الكفّار الذين عاصروا الرسل السابقين.
بينما نجد الظالمين -الذين ماتوا موتا فرديا-والذين لم يعاصروا الرسل يقولون ليتنا آمنا بربنا - سواء آمنوا عن طريق الكتب السماوية أو عن طريق الدعاة :
وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ -27-الأنعام
وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ -12-السجدة
وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ.- 37- فاطر
أنظر الآية أعلاه والرد على الظالمين "أولم نعمّركم ما يتذكر من تذكّر وجاءكم النذير!" مختلف عن "أولم تكونوا أقسمتم ما لكم من زوال؟" .
فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)
أى أن الله تعالى يفى بوعده بالعذاب الجماعى كما حدث للأمم السابقة أو بعذاب يوم القيامة.