أَحْــبَابُ اللهِ الحَقِيقيُّونَ ..!

إنضم
20 يناير 2006
المشاركات
1,245
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
أَحْــبَابُ اللهِ الحَقِيقيُّونَ ..!



فِي عُيونِهم النقيَّة , وآمَالهمُ الطاهِرة , وغَضَباتِهمُ السَّاحرة , وإقْبالهمُ الأخَّـاذ , وإعراضِهم البريء , وانتقاماتهمُ الحالِمة , وتوسُّلاتِهم الفطريَّة , وحيَلهم المَكشُوفة , ووجودهم المبهج , وبعدهم المزعج , وصُراخهم النَّغَميِّ , وبكائهمُ النَّوويِّ , وعطاياهُم الصادقة التي لا يريدون عليها حمداً ولا شُكوراً .......... الخ
في كل ذلك وغيره نلمحُ عند الأطفال عشراتِ بل مئات الصفات التي يحبها الله نظراً لبقائهم على الفطرة التي وُلدوا عَليها , فلذلك استحقوا لقب (أحباب الله) بجدارةٍ وإجماعٍ لا يُعرَفُ لهُ مُخالِفٌ , كيفَ لا وكُلُّ واحدٍ منهم يغدو ويروح ويصحو وينامُ وما عليه خطيئةٌ , وما تُثقلهُ سيئةٌ , وما يُقلقُه ذنبٌ..!

(أحباب الله) وصفٌ يتشجَّعُ به أحدُنا عند إدخال السرور عليهم.
(أحباب الله) وصفٌ نُمسكُ به أنفُسَنا عن أذيتهم والإضرار بهم.
(أحباب الله) وصفٌ نُبرِّرُ به عفويَّتهم وقلةَ حيلَتهم وحدَبنا عليهم.
(أحباب الله) وصفٌ نستنزلُ به الرحمة إذا دعَونا الله فأمَّـنوا على الدعاء.
(أحباب الله) وصفٌ تتحطَّمُ أمامَهُ كل جَبَرُوت , وتذوبُ أمامه الصخور.
(أحباب الله) وصفٌ يتمنَّى أحدُنا وهو يستثقلُ جرائمه وخطيئاته أن لو فقد كلَّ شيءٍ فكان من (أحباب الله) حتى ولو مات على تلك الحال حاملاً هذا اللقب العظيم (أحباب الله).

وعندي لنفسي ولك أيها القارئ الكريم سؤالان:
• هل من فرصةٍ لي ولكَ وللناس أجمعينَ أن يعُودوا كما كانوا أطفالاً حاملينَ تاجَ (أحباب الله)

الجواب: سبقنا إليه أبو العتاهيةِ رحمه الله في بكائيَّته البائيَّـةِ على الشباب يومَ قال:

عَـريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً
كمَا يَـعرَى منَ الـوَرَقِ القَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّـبابَ يَـعُـودُ يَوْماً
فـأُخـبرَهُ بمَا فَـعَــلَ المَشيبُ
ونحنُ غيرُ بعيدينَ من أبي العتاهية أيضاً إذ عَرينا من وصفِ الطفولة , وعُيِّـنَ علينا الكتَبَةُ الكرامُ الحافِظونَ , وتوالت منا السيئاتُ حتى لم نعد نجرؤ على وصف أنفسنا بـ(أحباب الله).!

• هل تنحصرُ محبَّةُ الله في الأطفال , وهل لله أحبابٌ غير الأطفال , يشيبُ أحدُهم ويهرم , وهو لم يتنازل عن لقب (أحباب الله)

الجواب: لا تنحصرُ محبَّـة الله في الأطفال , وهناك كثيرون جداً من البشر الذين نراهم بكرةً وعشياً في الشوارع والأسواق والمساجد والمدارس والمَشافي وفي البيوت وفي المصانع وفي مناجم الفحم والذهب وفي المطارات وفي السجون وفي الحقول وفي كل مكان وجميعهم لا زال يحتفظ بلقب (أحباب الله).!
كثيرون هُم أولئك الذين أخبرهم الله أنه يحبهم , وكثيرون هم أولئك الذين ينضمُّـون يومياً إلى قافلة (أحباب الله) السائرة إلى الدار الآخرة , (أحباب الله) تختلف بلدانهم , وأجناسهم , وألوانهم , ومستوياتُهم المعيشية والتعليمية , ويتوحدون تحت لقب (أحباب الله).!
قد لا يدري بعضُهم أنه من (أحباب الله) ولكن الله يدري ويعلَمُ ويَشهدُ أنهم من أحبابه (وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا) (وَكَفَى بِاللَّهِ شَهيداً).!

(أحباب الله) قومٌ لا ينتزعون هذا الوصفَ بالواسطة , ولا الشهرة , ولا السلطان, ولا الثَّورات , ولا الجَمال , ولا الشهادات , ولا الأموال , ولا وفرة الأصدقاء وكثرة المعارف ولا ....!
بل يُمنحُ واحدهم هذا الوِسامَ الشَّـرفيَّ (فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) سبحانه وتعالى (عَلِيمٌ حَكِيمٌ) عليمٌ بمن يستحقُّ هذا الوصفَ فلا يخدعُه المُدَّعُـون , وحكيمٌ في اصطفاء (أحباب الله) فلا يلحقُ اختيارَهُ لهم ندمٌ ولا خطَأٌ ولا تختلطُ فيه الظُّنون.!

وباختِصَـارٍ شديد سأسردُ لنفسي ولك أيها القارئُ الكريمُ عدَّة أصنافٍ وألوان من النَّاس وهم في الحقيقة (أحباب الله) وستَجِدُ أمامَ كل واحدٍ منهم المؤهِّلَ الذي اكتَسَب به اللقبَ , ولن أتولى شرحَ المعاني لوضوح أغلبِها ولأن لقب (أحباب الله) جديرٌ بأن نُتعبَ أنفُسَنا قليلاً بالبحث عن معاني صفات أصحابه, وهذا المُؤهِّلُ لا يكونُ إلا آيةً مُحكَمةً من القرآنِ , أو حديثاً صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلمَ , فإذا أكملتَ قراءةَ القائمة الكاملة لـ(أحباب الله) فاعقد عزمَ قلبك على أن تلتحقَ بأحد هذه الأوصاف , وتأكَّد أن الله لو اطَّلع على صدق قلبك في الطموح فسيمنحُك الوصول , فلا تمُت إلا وأنتَ من (أحباب الله) , بل لا ينتهي العام إلا وأنتَ من (أحباب الله) بل لا يدخل عليك رمضان إلا وأنتَ من (أحباب الله) , بل حاول أن لا ينتهي هذا اليوم أو الليلةُ إلا وأنتَ من (أحباب الله) , فمن هم أحباب الله..؟
هاكَ أيها الحبيبُ أعمالاً ترتَّبت عليها محبَّة الله للعامِلِين:
الإحسان المُطلَقُ مع الله ومع النفس ومع الناس ومع الدواب والأنعام : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
التوبةُ وتطهير البدن والقلب (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
التقوى وترك المحرمات وأداء الواجبات (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).
الصبرُ على القضاء والقدر والصبرُ عن الشهوات (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).
التوكُّلُ على الله وقطع طريق الطمع إلا في رحمته وقدرته (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
العَدلُ في الحُكم بين الناس (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
الثَّباتُ عند قتال العدو ومجاهدتهم في سبيل الله (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ).
الأتقياءُ الأخفياءُ الذين لا يعرفهم الناس ولا يقبلون رؤوسهم ولا يطلبون توقيعاتهم , لا تصطَفُّ أمام أسمائهم الرموز والأحرف والألقاب , ولا يرومهم القُصَّادُ والخُطَّاب , ولا ينتظرون حُضورهم , ولا يتألمون لغيابهم لا تُجرى معهم لقاءات , ولا تُقبل منهم الشفاعات , ولا تُلتَقط معهم صور التذكار , ولا تُزيَّن البيوتُ وتُطيَّب عند استضافتهم لأنَّهم بكل بساطةٍ غيرُ معروفينَ ويَعتقدون أنه يكفيهم قول الله (وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا) , قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا و إن حضروا لم يعرفوا.).
البائعُ اللطيف السَّمحُ , والمُشتَري اللطيفُ السمحِ , يتبايعان وكلاهما راضِيان , ولا يتحالَفَانِ ولا يتلاغَطانِ يُنهِيان عمليَّة البيعِ بكل هُدوءٍ ودَماثةٍ , قال صلى الله عليه وسلَّمَ (إن الله يحب سمح البيع , سمح الشراء , سمح القضاء) ومعنى (سمح القضاء) أنَّه إذا استَدَان أعاد أموال الناس في وقتِها وعمل بالسنة في شكرهم والدعاء لهم من غير مماطلة , وإذا كان لهُ دينٌ على غيره طلبهُ منهُ بسماحةٍ وحُسن خُلقٍ وترفعٍ عن الخصومة , وهذا النوعُ من الناس اليوم مُهدَّدٌ بالانقراض لكثرة انبعاثات الاحتباسات الكامنة في النفوس من الخيانة والغدر وعدم الوفاء بالوعد .
الجارُ الصابرُ على أذيَّـة الجار حتى يرتاحَ بموتهِ أو انتقاله , قال صلى الله عليه وسلم (إنَّ الله يُحبُّ ثلاثةً - وذكَر منهم - رجل له جار سوء يؤذيه فيصبر على إيذائه حتى يكفيه الله إياه إما بحياة أو موت.).
القيامُ عند نوم الرفقة في الأسفار العائلية والشبابية ورحلات العمل والحج والسياحة وغيرها , عندما ينام الجميع فيقوم أحدُنا يتسلل ويتوضَّأ ويركع ركعتين لله رغبةً في رحمته ورهبةً من عذابه قال صلى الله عليه وسلم (إنَّ الله يُحبُّ ثلاثةً - وذكَر منهم - رجل يسافر مع قوم فأدلجوا حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى و النعاس فضربوا رؤوسهم ثم قام فتطهر رهبة لله و رغبة لما عنده).
الترخُّص بالرخص الشرعية من غير احتيال وعدمُ التنطع في ترك العمل بها كقصر الصلاة في السفر – التيمم عند العجز عن الماء أو التضرر باستعماله - , قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه).
حُسن الخُلقِ مع النَّاسِ , قال صلى الله عليه وسلم (أحب عباد الله إلى الله أحسنُهم خُلُقًا).
غِنَى النَّفس وشرفُها مع تقوى الله , تلك النفسُ الغنيةُ التي لا تتطلعُ إلى ما عند الناس ولا تطمحُ في عطائهم محبوبةٌ إلى الله , قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي) قال العلماء في شرح الحديث (المُرادُ بالغِنى غنى النفس وهو القناعة والعفة والترفع عن أموال الناس).
المتعفِّف الذي لا يسأل الناس مع حاجته إلى السؤال حتى يظنه الناس غنياً وهو في الحقيقة فقيرٌ مُعدم وهؤلاء وصفهم الله بقوله (لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا) قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب الغني الحليم المتعفف).
إعطاءُ المُتسولينَ خِفيةً وبعيداً عن الأنظار , خُصوصاً إذا سألوا مجموعةً من الناسِ في سيارتهم أو بيتهم أو نزهتهم , فانقلب أحدُنا راجعاً إلى السائل الذي لم يعطه أحدُنا شيئاً ووضعَ له سُؤلَهُ في يده وعاد إلى جماعته وهُم لا يشعُرون , قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ – ومنهم - رَجُلٌ أَتَى قَوْمًا فَسَأَلَهُمْ بِاللَّهِ وَلَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَمَنَعُوهُ فَتَخَلَّفَهُمْ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ سِرًّا لَا يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ).
مراقبةُ الشمس والقمر والظِّلال تحرياً لدخول وقت الصلاة من أجل الأذان , وهذه مرتبةٌ شريفةٌ للمؤذنينَ , قال صلى الله عليه وسلم (إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ – وذكرَ منهم - الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالأَظِلَّةَ لِذِكْرِ اللَّهِ) يعني للأذان.
محبَّة القرآنِ الكريم , ومحبة السور والآيات التي فيها تمجيدُ الله , ومحبة سورة الإخلاص تحديداً , فقد بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من الصحابة على سرية فكان يقرأ لأصحابه في كل صلاتهم سورة ( قل هو الله أحد) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال : ( سلوه لأي شيء صنع هذا ) ؟ فسألوه فقال : أنا أحب أن أقرأها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( أخبروه أن الله يحبه ).
محبَّـةُ آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وخصوصاً الحسن والحسين المحبة الشرعية لقرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم من غير اعتقاد العصمة فيهم ومساواتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم أو تفضيلهم عليه , لأنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (الحسن و الحسين ابناي من أحبهما أحبني و من أحبني أحبه الله و من أحبه الله أدخله الجنة و من أبغضهما أبغضني و من أبغضني أبغضه الله و من أبغضه الله أدخله النار).
محبَّـة الأنصاريينَ والأنصاريات وذرياتهم بسبب سابقتهم في الإسلام وإيوائهم لدعوة التوحيد وحاملها صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( من أحب الأنصار فقد أحبه الله ورسوله ومن أبغض الله فقد أبغض الله ورسوله لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ).
صِدقُ الحديث , وأداءُ الأماناتِ , وحُسنُ الجوار , فهذه الثلاثةُ توجبُ محبَّة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لمن اتَّصَف بها , قال صلى الله عليه وسلم (من سره أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدَّث , وليؤد أمانته إذا أؤتمن , وليحسن جوار من جاوره).
الاحترافُ وتعلُّمُ المِهَـنِ والدِّراسةُ والتدرُّب من أجل الكَسبِ الحَلالِ والاستعفاف عن السؤال والغِنى عن النَّاس , وهذا وردت فيه أحاديثُ ضعيفةٌ ولكنَّ العلماء يرونَها تتقوَّى بمَجمُوعِها , ومن هذه الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب المؤمن المحترفَ) يعني صاحبَ الحِرفَةِ , و قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب أن يرى عبده تَعِبًا في طلب الحلال) , قال الإمام السخاوي – رحمه الله - عن هذه الأحاديثِ وما شاكَلَها (ومفرداتها ضعاف ولكن بانضمامها تقوى).

وخِتاماً: كلنا نستطيع أن نكونَ أحبابَ الله والمحرُومُ من حرمه الله , فاستعن بالله ولا تعجز.
هؤلاءِ الآنَ أكثَرُ من عشرينَ صنفاً من النَّاس هُم أحبابُ الله , فاختر لنفسكَ ما تستطيعُ من هذه الأصناف , وكن من بعد هذا العام , من بعد هذا الشهر , من بعد هذا اليوم , هذه الساعةِ حاملاً لقبَ (أحباب الله).!

ولا تنسَ.!!
لا تَنسَ: أن تُرسِلَ هذه الرسالةَ لغيركَ , فقد تكونُ سبباً في تحبيبِ عبدٍ إلى الله , أو تحبيبِ الله إلى عبدٍ تُرسِلُها إليهِ , فتكونَ بذلكَ حبيباً إلى اللهِ أيضاً , لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ اللَّهَ ، وَيُحَبِّبُونَ اللَّهَ إِلَى النَّاسِ) فأنتَ تحبُّ اللهَ - بِلا شكٍّ - وبهذه الرسالةِ ستُحبِّبُ العباد إلى الله وتُحبِّبُه إليهم فتكونَ بذلكَ حاملاً تاجَ (أحباب الله).! فأرسِلها وتوكَّل.!

 
بارك الله فيكم
موضوع جدير بالحفظ وتكرار النظر فيه بين فينة وأخرى
فأي شرف للعبد أن يحبه مولاه وسيده ..

ومن باب المذاكرة العلمية أنقل فتوى حكم قول: الأطفال أحباب الله

[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز القول بأن
الأطفال أحباب الله؟]ـ

[الفَتْوَى]​
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر -والله أعلم- أنه لا ينبغي إطلاق مثل هذا اللفظ لكون ذلك الإطلاق لم يرد به نص من الكتاب والسنة أو قول لأحد من سلف هذه الأمة الصالح فيما نعلم، والطفل وإن كان مولودا على الفطرة إلا أنه قد يرد على هذه الفطرة ما يبدلها.

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .

وقد قتل الخضر ذلك الغلام وعلل ذلك بقوله فيما حكى عنه القرآن: وَأَمَّا الغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا {الكهف:80} .

وورد تفسير ذلك في قصة موسى والخضر عليهما السلام، والتي رواها البخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيها: كان أبواه مؤمنين وكان هو كافرا فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه.

والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]​

http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=26658 
 
بارك الله فيكم

موضوع جدير بالحفظ وتكرار النظر فيه بين فينة وأخرى
فأي شرف للعبد أن يحبه مولاه وسيده ..​

ومن باب المذاكرة العلمية أنقل فتوى حكم قول: الأطفال أحباب الله


[السُّؤَالُ]


ـ[هل يجوز القول بأن
الأطفال أحباب الله؟]ـ

[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:​

فالذي يظهر -والله أعلم- أنه لا ينبغي إطلاق مثل هذا اللفظ لكون ذلك الإطلاق لم يرد به نص من الكتاب والسنة أو قول لأحد من سلف هذه الأمة الصالح فيما نعلم، والطفل وإن كان مولودا على الفطرة إلا أنه قد يرد على هذه الفطرة ما يبدلها.​

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .​

وقد قتل الخضر ذلك الغلام وعلل ذلك بقوله فيما حكى عنه القرآن: وَأَمَّا الغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا {الكهف:80} .​

وورد تفسير ذلك في قصة موسى والخضر عليهما السلام، والتي رواها البخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيها: كان أبواه مؤمنين وكان هو كافرا فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه.​

والله أعلم.​

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شعبان 1429
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&lang=A&Id=111939&Option=FatwaId


أظن أن الفتوى بحاجة الى مراجعة . لأد الأدلة التي أوردها المفتي غير كافية لإقامة الحجة على الكراهة أو التحريم. فحينما أدعى اليهود والنصارى أنهم أحباب الله . لم يكن الاعتراض عليهم لأنهم استخدموا ذلك المصطلح . بل الاعتراض كان من جهة أن ادعائهم ليس في محلّه. يقول الله تعالى:
وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير
وكذلك فإن اطلاق كلمة أحباب الله وخاصة على الأطفال لأنهم تحت سن التكليف . وإن ماتوا فإنهم من أهل الجنة إن شاء الله. وخاصة أبناء المسلمين.
كما وإنه درج عند الناس أن يسمّوا أبنائهم حبيب الرحمن وحبيب الله . ولم نسمع عالماً كره ذلك الاسم. كما ان جملة (أحباب الله) تكون على معنيين الأول أن الله هو الذي يحبهم. والثاني أن المحب هم الأطفال فهم الذين يحبون الله . وحبيب الرحمن أيضاً أي أنه هو الذي يحب الرحمن لا أن الرحمن قد قطع على محبته. والله أعلم.

 
بارك الله فيكم
موضوع جدير بالحفظ وتكرار النظر فيه بين فينة وأخرى
فأي شرف للعبد أن يحبه مولاه وسيده ..

ومن باب المذاكرة العلمية أنقل فتوى حكم قول: الأطفال أحباب الله

[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز القول بأن
الأطفال أحباب الله؟]ـ

[الفَتْوَى]​
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر -والله أعلم- أنه لا ينبغي إطلاق مثل هذا اللفظ لكون ذلك الإطلاق لم يرد به نص من الكتاب والسنة أو قول لأحد من سلف هذه الأمة الصالح فيما نعلم، والطفل وإن كان مولودا على الفطرة إلا أنه قد يرد على هذه الفطرة ما يبدلها.

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .

وقد قتل الخضر ذلك الغلام وعلل ذلك بقوله فيما حكى عنه القرآن: وَأَمَّا الغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا {الكهف:80} .

وورد تفسير ذلك في قصة موسى والخضر عليهما السلام، والتي رواها البخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيها: كان أبواه مؤمنين وكان هو كافرا فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا أن يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه.

والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]​

http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=26658 


الأخت الفاضلة: جزَاكِ اللهُ خَيراً علَى هذِه المُذاكَرة , وأظُـنُّ أمرَها كما قال الأستاذ/ تيسير الغول .

* بالنِّسبة لإطلاقِ الألفاظِ والأوصَافِ التي لم يردْ فيها دليلٌ شرعيٌّ فلا بأسَ بهِ إذا كانَ الوصفُ من لوازمِ أدلةٍ شرعيةٍ أُخرى , وهذا واقعٌ في وصف الأطفال بـ (أحباب الله) , وأنا أعتقدُ أنَّ في المسألة دليلاً شرعياً أو على الأقل لازماً لدليل شرعي صحيح , فكون التوحيد أحب الطاعات إلى الله والمولودُ يولَدُ عليه ويظلُّ حنيفاً حتى تجتالَهُ الشياطينُ من الانس أو الجن يؤخَذ منهُ أن الحُنفاء الباقينَ على الفطرة (الأطفال) هم أحباب الله فهم غيرُ مُشركينَ به , وصحائفهم لا وِزرَ فيها ولا خطيئة.!
ولا يُشتَرَطُ سبقُ السَّلَفِ الصَّالحِ إليهِ عند عدمِ الدَّليلِ الصريح أو لازِمهِ , فإمَّا أن يكُونَ الإطلاقُ صحيحاً جائزاً مُعَلَّلاً وإمَّا أن يكُونَ ممنوعاً منهُ شرعاً , وفعلُ السَّلفِ في الإطلاقات اللفظيةِ لا يعدُو كونهُ محلَّ استحسانٍ واستئناسٍ , وليسَ فيصلاً في الجواز من عدمه.

* أمَّا كونُ الفطرةِ التي يُولَدونَ عليها تتبدَّلُ فهذا ليسَ مانعاً شرعياً من إطلاق هذا الوصفِ لأنَّهم عند تبدُّل الفطرة ليسوا أحباباً لله , ونحنُ جميعاً في كلامنا عن الأطفال لما نقول للأطفال (أحباب الله) نريد حالَهم الآنيَّ ولا يعني أحدٌ منا مُلازمة الوصفِ لهم إلى يوم يُبعثُون لأن كل الكفرةِ والمُجرمين والقتَلةِ والخَونة كانوا يوماً من الدَّ هر أطفالاً وكذلك كل الأتقياء الأنقياء القانتين البررة كانوا أطفالاً وكان الجميع أحباباً إلى الله بل كان الجميعُ حُنَفاءَ للهِ غيرَ مُشركينَ بهِ ثم نفذ في الجميع قضاءُ الله كما يدلُّ لذلك الحديث القدسي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل قال (وَإِنِّى خَلَقْتُ عِبَادِى حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِى مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا), وهذا كما أنَّ المُرتدَّ بعد إسلامه ليسَ حبيباً إلى الله كما كان حينَ دخوله الإسلام داخلاً في جُملة التوابين المُتطهرينَ.

* وقصَّة الخضر عليه السلامُ لا تحملُ أيَّ دلالةٍ على المنعِ من إطلاق هذا الوصف , وذلك لأنَّ الكافرَ المقتولَ فيها ليس طفلاً على الفطرة , بل هو غُلامٌ , والغُلامُ غيرُ الطفل , لأنَّ الغلامَ هُو من طرَّ شاربُـهُ ويقول بعض العُلماء إنه مأخوذ من الإغلام وهو السَّبقُ ولا يكون ذلك من غير المُحتلم ولذا كان ابن عباس وأبي بن كعب رضي الله عنهم يقرآن (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِراً وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْن), وإن كانَ بعضُ العربِ يُسمي بهِ المولودَ الذَّكر من أول أيامه حتى يموتَ كهلاً.
ولكنَّ وصفَ الكُفر المُستدلَّ به في آية الكهفِ لا ينطبقُ شرعاً على من لم يبلُغْ لأنَّ غيرَ البالغِ لا تكليفَ عليهِ ولأنَّ غيرَ البالغِ لا تُقامُ عليه الحدود الشرعيةُ كالقتل وقطع اليد والرجم وغيرها لأنه غيرُ مخاطبٍ شرعاً مثلهُ مثل المجنون والنائم , ولو قلنا إنَّ الوصفَ ينطبقُ على الطفل فهذا إطلاقٌ عليهِ بعلمٍ خاصٍ هو وحي الله الذي يعلمُ عاقبَة الأمور وتدلُّ على ذلك المُضارَعةُ في الفعل (فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا) وهذا يدلُّ على حال استقبالٍ , ولسنا مُكلَّفينَ بذلك النوع من العلمِ لنمتنعَ من إطلاق الوصف , فأقصى ما يُقال في مثل هذه الآية إنَّ الأطفال أحبابُ الله إلا من أطلعنا الله على حاله كهذا الغُلام الكافر , والله تعالى أعلم.
 
ما شاء الله! فتح الله لك وعليك أخي الفاضل على هذه المشاركة القيمة النافعة وعلى أسلوبك الراقي في الكتابة وحسن اختيارك للألفاظ التي تزيد المعنى عمقاً وأثراً في النفس.
واسمح لي بهذه الإضافة للآيات التي ورد فيها صفات من يحبهم الله تعالى لنحرص أن نكون منهم وصفات من لا يحبهم حتى نبتعد عنهم جعلنا الله وإياكم ممن يحبون الله تعالى ويحبهم.
اللهم ارزقنا حبك وحب من ينفعنا حبه عندك، اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله قوة لنا فيما تحب، اللهم وما زويت عنا مما نحب فاجعله فراغاً لنا فيما تحب.
نستعرض فيما يلي الآيات التي وردت في ذكر من يحبهم الله فنحرص أن نكون منهم ونستعرض صفات الذين لا يحبهم الله تعالى لنتجنب ان نكون معهم:
الذين يحبهم الله تعالى:
(وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:195)
(وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة:222)
( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) (آل عمران:76)
( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (آل عمران:134)
( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) (آل عمران:146)
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159)
(فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة:13)
(سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة:42)
(إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:4)
(كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:7)
(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الحجرات:9)
(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف:4)
الذين لا يحبهم الله تعالى:
(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) (النساء:36)
(وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) (النساء:107)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (المائدة:87)
(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (لأنفال:58)
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)
(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (القصص:76)
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (القصص:77)
(وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان:18)
( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) (الأعراف:55)
( لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ) (النحل:23)
 
بارك الله فيك شيخنا الفاضل (وجعلك من أحبابه)
وجعلنا ممن يسمع القول فيتبع أحسنه وأن يمن علينا بمحبته ورضوانه
 
وفقك الله الدكتوره الفاضله سمر الأرناؤوط_وجعلك سبحانه من احبابه وجنبنا وإياك مايبغضه
البسك الله لباس التقوى والعافيه وشكر لك جهودك الرائده وما تبذلينه في خدمة دين الله وجمعني الله بك في جناته (فوالله إني لأشهد الرحمن على محبتك فيه)
 
كَـانَ من دُعائه صلى الله عليه وسلم قولهُ { اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبًّا يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ } , وهذا دُعاءٌ علَّـمهُ الله تبارك وتعالى وتَعالى إياهُ في منامه.
 
طرح يعيد في نفوسنا حسابات ووقفات لنسأل أنفسنا هل وصلنا إلى هذه المرتبة والمنزلة الرفيعة..
جزاكم الله خيراً..وجعلنا الله وإياكم من أحبابه...
 
جزى الله خيرا الشيخ "محمود الشنقيطي" على الموضوع الذي رقت لأجله قلوبنا، غير أن ماطرحته الأخت الفاضلة"حفيدة البخاري"يدعو إلى النظر من وجهة علمية وليس عاطفية.
الأصل أن لا نثبت لله إلا ماأثبته لنفسه هو،أو ماأثبته له نبيه..إذ هو وحي من الله يوحى،وهذا الإثبات هو أمر تعبدي محض، والأصل فيه المنع إلا أن يدل دليل على مشروعيته...وأشكر الأخت "سمر" ــــ التي أحبها وأجلها ــــ حيث أوردت مجموعة من الآيات ورد في كل منها صنف ممن صرح الله بحبه لهم...وليس هناك آية ولا حديث يُصرَّح فيهما بحب الله للأطفال حتى يسوغ لنا إطلاق وصف"أحباب الله عليهم"...
وأعود وأكرر أن الأمر لا علاقة له بالعواطف وبحبنا للأطفال ورحمتنا بهم، بل الأمر يتعلق بعقيدتنا في الله والحدود التي لا ينبغي تجاوزها في وصف الله أو نسبة شيئ له لم يرد عليه دليل، وهذا من تمام إجلال الله وتعظيمه....
وانظروا مثلا كيف أن بعض أهل العلم لم يجيزوا وصف النبي صلى الله عليه وسلم ب"حبيب الله"، فقالوابل الأصل أن لا نحيد عن الوصف الذي أثبته الله في قرآنه ونبيه في سنته:"خليل الله"....على كثرة من يستغرب هذا، لكنه القول الذي يتماشى والأصل الذي يحفظ للغيب وأخباره حرمته...إلا أن يرد دليل عليه..والله تعالى أعلم.
 
جزى الله خيرا الشيخ "محمود الشنقيطي" على الموضوع الذي رقت لأجله قلوبنا، غير أن ماطرحته الأخت الفاضلة"حفيدة البخاري"يدعو إلى النظر من وجهة علمية وليس عاطفية.
الأصل أن لا نثبت لله إلا ماأثبته لنفسه هو،أو ماأثبته له نبيه..إذ هو وحي من الله يوحى،وهذا الإثبات هو أمر تعبدي محض، والأصل فيه المنع إلا أن يدل دليل على مشروعيته...وأشكر الأخت "سمر" ــــ التي أحبها وأجلها ــــ حيث أوردت مجموعة من الآيات ورد في كل منها صنف ممن صرح الله بحبه لهم...وليس هناك آية ولا حديث يُصرَّح فيهما بحب الله للأطفال حتى يسوغ لنا إطلاق وصف"أحباب الله عليهم"...
وأعود وأكرر أن الأمر لا علاقة له بالعواطف وبحبنا للأطفال ورحمتنا بهم، بل الأمر يتعلق بعقيدتنا في الله والحدود التي لا ينبغي تجاوزها في وصف الله أو نسبة شيئ له لم يرد عليه دليل، وهذا من تمام إجلال الله وتعظيمه....
وانظروا مثلا كيف أن بعض أهل العلم لم يجيزوا وصف النبي صلى الله عليه وسلم ب"حبيب الله"، فقالوابل الأصل أن لا نحيد عن الوصف الذي أثبته الله في قرآنه ونبيه في سنته:"خليل الله"....على كثرة من يستغرب هذا، لكنه القول الذي يتماشى والأصل الذي يحفظ للغيب وأخباره حرمته...إلا أن يرد دليل عليه..والله تعالى أعلم.

الأخت الفاضلة: سأكرر جوابي السابق على موضوع التوقيف والدليل والإثبات لله فأقول:
* بالنِّسبة لإطلاقِ الألفاظِ والأوصَافِ التي لم يردْ فيها دليلٌ شرعيٌّ فلا بأسَ بهِ إذا كانَ الوصفُ من لوازمِ أدلةٍ شرعيةٍ أُخرى , وهذا واقعٌ في وصف الأطفال بـ (أحباب الله) , وأنا أعتقدُ أنَّ في المسألة دليلاً شرعياً أو على الأقل لازماً لدليل شرعي صحيح , فكون التوحيد أحب الطاعات إلى الله والمولودُ يولَدُ عليه ويظلُّ حنيفاً حتى تجتالَهُ الشياطينُ من الانس أو الجن يؤخَذ منهُ أن الحُنفاء الباقينَ على الفطرة (الأطفال) هم أحباب الله فهم غيرُ مُشركينَ به , وصحائفهم لا وِزرَ فيها ولا خطيئة.!
ولا يُشتَرَطُ سبقُ السَّلَفِ الصَّالحِ إليهِ عند عدمِ الدَّليلِ الصريح أو لازِمهِ , فإمَّا أن يكُونَ الإطلاقُ صحيحاً جائزاً مُعَلَّلاً وإمَّا أن يكُونَ ممنوعاً منهُ شرعاً , وفعلُ السَّلفِ في الإطلاقات اللفظيةِ لا يعدُو كونهُ محلَّ استحسانٍ واستئناسٍ , وليسَ فيصلاً في الجواز من عدمه.

* أمَّا كونُ الفطرةِ التي يُولَدونَ عليها تتبدَّلُ فهذا ليسَ مانعاً شرعياً من إطلاق هذا الوصفِ لأنَّهم عند تبدُّل الفطرة ليسوا أحباباً لله , ونحنُ جميعاً في كلامنا عن الأطفال لما نقول للأطفال (أحباب الله) نريد حالَهم الآنيَّ ولا يعني أحدٌ منا مُلازمة الوصفِ لهم إلى يوم يُبعثُون لأن كل الكفرةِ والمُجرمين والقتَلةِ والخَونة كانوا يوماً من الدَّ هر أطفالاً وكذلك كل الأتقياء الأنقياء القانتين البررة كانوا أطفالاً وكان الجميع أحباباً إلى الله بل كان الجميعُ حُنَفاءَ للهِ غيرَ مُشركينَ بهِ ثم نفذ في الجميع قضاءُ الله كما يدلُّ لذلك الحديث القدسي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل قال (وَإِنِّى خَلَقْتُ عِبَادِى حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِى مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا), وهذا كما أنَّ المُرتدَّ بعد إسلامه ليسَ حبيباً إلى الله كما كان حينَ دخوله الإسلام داخلاً في جُملة التوابين المُتطهرينَ.

وقولك حفظكِ الله:
وانظروا مثلا كيف أن بعض أهل العلم لم يجيزوا وصف النبي صلى الله عليه وسلم ب"حبيب الله"، فقالوابل الأصل أن لا نحيد عن الوصف الذي أثبته الله في قرآنه ونبيه في سنته:"خليل الله"....على كثرة من يستغرب هذا، لكنه القول الذي يتماشى والأصل الذي يحفظ للغيب وأخباره حرمته...إلا أن يرد دليل عليه..والله تعالى أعلم.
لا يقول ولن يقول مسلم مختارٌ عالمٌ أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز وصفه بأنه حبيب الله , لما في ذلك من سوء الأدب وفساد الاعتقاد , لأن محبة الله ثبتت لمن هو دون مقامه الشريف صلى الله عليه وسلم بمراحل أدنى من مقام النبوة جداً كالرفيق في تعامله والسمح في تقاضيه وغير ذلك.

والذي أعرفه عمَّـن تكلم في هذه المسألة - كشيخ الإسلام رحمه الله ومن تبِعه - هو تقييدُ المنع من وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه حبيب الله إذا كان واصفه يعتقد أن المحبَّـة وصفٌ فوق الخُـلَّـة فأورد ذلك مورد التفضيل كقولهم ( إبراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله ) فهُنا يرد المنعُ ويجبُ تصحيحُ مفهوم هذا المجتهد ليصحح ظنَّـه ويتأدَّب مع النبي صلى الله عليه وسلم الذي أنقص قدره في مقابل قدر إبراهيم وهو لا يشعر , فغرضُ المنع إذا ليس عدمَ ثبوت الدليل النصي , وإنما تنبيه الواصف المقابل بين الخُلة والمحبة: إلى أن الأولى أن يصفه صلى الله عليه وسلم بالخُلة لأنها أعظمُ وأحظَـى عند الله , وليس لأن النص ورد بها ولم يرد بغيرها من الأوصاف , فلوازم الخُلَّـة يعتبر قوله صلى الله عليه وسلم { أَلا وإِنَّ صاحبكم خليلُ الله } فخليل الله صلى الله عليه وسلم هو بلازم الخُلَّـة حبيب الله وصفي الله ونجي الله وأمينُ الله على شرعته ... الخ , مع أن كل هذه الأوصاف لم يرد فيها التنصيص بذواتها , والمنع من ذلك هو الخُروج عن الأصل , والله أعلم
 
المحبَّة نوعان عـامةٌ وخـاصةٌ
أمَّا العامـة فللمؤمنـين جميعاً فقد أخرج الإمام أحمد (6/189) والحاكم [FONT=&quot](4/182 ، رقم 7301) وقال : صحيح الإسناد[/FONT] [FONT=&quot]والبيهقى فى شعب الإيمان (4/395 ، رقم 5524)[/FONT] وغيرهم من طريق [FONT=&quot]مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإنَّ الله عز وجل [/FONT][FONT=&quot]يُعطي الدنيا[/FONT][FONT=&quot] من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا لمن أحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبَّه[/FONT]... الحديث
وعليه فلا بأس أن نُطلق على المؤمنين جميعاً بأنهم " أحباب الله "
وقد نصَّ على ذلك ابن حجر في الفتح لكن لا يحضرني مقولتُه الآن
أمَّا المحبّة الخاصة
فهي لمَن نصَّ الله تعالى في كتابه وكذا رسوله صلوات الله وسلامه عليه في سُنته على محبَّةِ صفةٍ معيَّنة كالمُحسن والمُتّقي
أو فعلٍ معيَّنٍ كإتيان الرُّخـص وغيرها .
والله أعلم وأجلُّ
أخي محمود بارك الله فيك ونفع الله بك هل أنت أخونا أبو زيـــد .؟؟
 
صدقت يا أبا العز ولكنّ أحباب الله المذكورين في المقالة هم أصحاب مرتبة تزيدهم فضلاً عن مرتبة المؤمنين العامة ، فهم نالوها بالإيمان وبما زاد عليه من الصفات السالفة الذكر.وأنا هو صاحبك المحب لك أبو زيد
 
تصد وتنأى عن حبيبك دائما
فأين عن الأحباب ويحك تذهب




وربِّك ما صدَّت عن القَـومِ مُهجَتي
وأمَّـا فُؤادي بـيـنهُم فمـقيمُ
فسلْ عنهُمُ ليلي إذا جنَّ ، وارتَمى
بمسمـعه شجــوي وبتًُّ أهيـمُ

 
لايسعني في هذه المشاركة الا أن أشكر الشيخ محمود على طرحه الرائع لهذا الموضوع الذي طالما
شمر اليه المشمرون،واشرأبت اليه أعناق المحبين،بيد أن لدي بعض التعقيبات التي يمكن ايرادها على
النحو الآتي:
1-أن لفظة (الأطفال أحباب الله)فيه نظر لأن الحكم بمحبة الله للشيء من عدمه أمر غيبي يحتاج الى
دليل صحيح صريح.أما الاستدلال باللوازم فقد يفتح لنا بابا لاينغلق من اضافة أشياء الى الله سبحانه
لاتليق نسبتها اليه.وهذه الجمادات بكافة صورها وأشكالها تسبح الله بحمده ،والله جل في علاه يحب
الذاكرين فهل الشيخ محمود يطرد في استدلاله ويقول ان الله يحب هذه الجمادات؟ثم انه لم يخبرنا هل
سبقه أحد الى هذا القول؟وقد أثر عن بعض السلف أنه يقول:لاتقل بمسألة ليس لك فيها امام ،وشيخنا
ابن عثيمين كان يقول في بعض المسائل:لو قال بهذا القول أحد لقلت به.كما أحب التنويه الى أن الشيخ
صالح الفوزان سبق أن سئل عن هذه المسألة فأجاب بأنه لايجوز الجزم لمعين أنه حبيب الله الا بدليل،
ولكن كل مؤمن وكل تقي فان الله يحبه قال تعالى(والله ولي المؤمنين)(ان الله يحب التوابين ..)(ان الله
يحب المتقين)فتاوى الطفل المسلم ص28.
2-قول الشيخ محمود:(ان الغلام غير الطفل لأن الغلام هو من طر شاربه ويقول بعض العلماء انه مأخوذ
من الاغلام وهو السبق ولايكون ذلك من غير المحتلم) ان أراد أنه لايطلق على الصغير قبل البلوغ ففيه
نظر لما يلي:
1-أن الغلام الكافر الذي قتله الخضر عليه السلام لم يبلغ حسبما يظهر لقوله عز وجل (أقتلت نفسا
زكية) وانما وصفت بالزكية لكونها لم تقترف ذنبا والله أعلم.
2-قال تعالى(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة)فقد وصف الله الغلامين باليتم،واليتيم
لايطلق الا على من فقد أباه قبل البلوغ.
 

الاخ الفاضل الشنقيطي
وكل ما أوردت محمد رسول الله صلى الله عليه هو الذي جاء به فهو الواسطة ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله فأنت لم تذكر المصلين عليه من جملة ( أحباب الله (
قال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران : 31]
قال تعالى: إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب : 56
فإتباع النبي صلى الله عليه وسلم يجلب محبة الله , ولا إتباع بدون الصلاة عليه خصوصا وهي القربة الوحيدة التي يشاركنا الحق تعالى فيها.
قال تعالى
قلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة : 24
وقال صلى الله عليه وسلم "لن يومن أحدكم حتى أكون أحب اليه من ماله وولده والناس أجمعين"
قال تعالى: ﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فالله سبحانه وتعالى قدمه على نفس كل مؤمن ومعنى ذلك إذا تعارض لك حقان حق لنفسك وحق للنبي فأكدهما وأوجبهما حق النبي ثم يأتي حق النفس تبعا للحق الأول,
"قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي فَقَالَ مَا شِئْتَ قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ النِّصْفَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ".
فلنصل على حبيبنا يُكفى همنا ويُغفر ذنبنا.فلا تجارة أعظم منها, فالواحدة بعشرة, والعشرة بمائة, والمائة بألف ,والزيادة غنيمة, ومن زاد زاد الله له, ولا يمل الله حتى تـملوا
فالمصلين عليه هم أحباب الله الحقيقيون
فاستدرك الموقف وصلي على نبيك
 
عودة
أعلى