تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة .
أَتَدْرِي مَا يُرِيدُونَ بِقَوْلِهِمْ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّة َ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي الْفَتَاوَى الْكُبْرَى ........
حَتَّى قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ لِرَجُلٍ أَتَدْرِي مَا يُرِيدُونَ بِقَوْلِهِمْ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ يُرِيدُونَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَتَكَلَّم ُ- وَمَا الَّذِينَ قَالُوا إنَّ لِلَّهِ وَلَدًا بِأَكْفَرَ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا إنَّ اللَّهَ لَا يَتَكَلَّمُ, لِأَنَّ الَّذِينَ قَالُوا لِلَّهِ وَلَدٌ شَبَّهُوهُ بِالْأَحْيَاءِ وَاَلَّذِينَ قَالُوا لَا يَتَكَلَّمُ شَبَّهُوهُ بِالْجَمَادَاتِ .
وَرَوَى أَبُو الْقَاسِمِ اللَّالَكَائِيُّ قَالَ ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ فَرَحٍ الضَّرِيرُ، وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا عَمِّي قَالَ سَمِعْت وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ يَقُولُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئًا مِنْ اللَّهِ مَخْلُوقٌ فَقُلْت يَا أَبَا سُفْيَانَ مِنْ أَيْنَ قُلْت هَذَا؟ قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} [السجدة: 13] وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ مِنْ اللَّهِ مَخْلُوقًا، قَالَ اللَّالَكِائِيُّ وَكَذَلِكَ فَسَّرَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّاد ٍ وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْكِنَانِيُّ فَهَذَا لَفْظُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ الَّذِي سَمَّاهُ زُرْقَانُ وَهُوَ لَفْظُ سَائِرِ الْأَئِمَّةِ .
قَالَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصغاني، حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، قَالَ قَالَ وَكِيعٌ: مَنْ قَالَ إنَّ كَلَامَ اللَّهِ لَيْسَ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ قَالَ إنَّ شَيْئًا مِنْهُ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ -.
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّة َ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي الْفَتَاوَى الْكُبْرَى ........
وَمَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوق ٌ فَهُوَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ، إمَّا أَنْ يَجْعَلَ كُلَّ كَلَامٍ فِي الْوُجُودِ كَلَامَهُ، وَبَيْنَ أَنْ يَجْعَلَهُ غَيْرَ مُتَكَلِّمٍ بِشَيْءٍ أَصْلًا، فَيَجْعَلُ الْعِبَادَ الْمُتَكَلِّمِينَ أَكْمَلَ مِنْهُ، وَشَبَّهَهُ بِالْأَصْنَامِ وَالْجَامِدَاتِ وَالْمَوَاتِ، كَالْعِجْلِ الَّذِي لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يُهْدِيهِمْ سَبِيلًا، فَيَكُونُ قَدْ فَرَّ عَنْ إثْبَاتِ صِفَاتٍ وَشَبَّهَهُ بِالْجَامِدِ وَالْمَوَاتِ.
جَاءَ فِي مَجْمُوعِ فَتَاوَى وَرَسَائِلِ ابِنْ عُثَيْمِينَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى :
فَإِنْ قَالَ قَائِل ٌ : هَلْ هُنَاكَ فَرْقٌ كَبِيرٌ بَيْنَ قَوْلِنَا : إِنَّهُ مُنَزَّلٌ ، وَقَوْلِنَا : إِنَّهُ مَخْلُوقٌ ؟
فَالْجَوَابُ : نَعَم؛ بَيْنَهُمَا فَرْقٌ كَبِيرٌ ، جَرَتْ بِسَبَبِهِ الْمِحْنَةُ الْكُبْرَى فِي عَصْرِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ .
فَإِذَا قُلْنَا: إِنَّهُ مُنَزَّلٌ. فَهَذَا مَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآنُ ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى : { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ } [ الفرقان:1] .
وَإِذَا قُلْنَا: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ. لَزِمَ مِنْ ذَلِكَ :
أَوْلَاً : تَكْذِيبُ لِلْقُرْآنِ ؛ لِأَنَّ اللهَ يَقُولُ : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا } [ الشُّورَى:52] .
فَجَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى مُوحَى إَلِى الرَّسُولِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام ُ ، وَلَوْ كَانَ مَخْلُوقَاً ؛ مَا صَحَّ أَنْ يَكُونَ مُوحَىً ؛ فَإِذَا كَانَ وَحْيَاً لَزِمَ أَلَّا يَكُونَ مَخْلُوقَاً؛ لِأَنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ.
ثَانِيَاً : إِذَا قُلْنَا : إِنَّهُ مَخْلُوقٌ ؛ فَإِنَّهُ يَلْزَمُ عَلَى ذَلِكَ إِبْطَالُ مَدْلُولِ الْأَمْرِ وَالنَّهْي ِ وَالْخَبَرِ وَالِاسْتِخْبَار ِ ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الصِّيَغُ لَوْ كَانَتْ مَخْلُوقَةً ؛ لَكَانَتْ مُجَرَّدَ شَكْلٍ خُلِقَ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ كَمَا خُلِقَتْ الشَّمْسُ عَلَى صُورَتِهَا ، وَالْقَمَرُ عَلَى صُورَتِهِ ، وَالنَّجْمُ عَلَى صُورَتِهِ. . وَهَكَذَا ، وَلَمْ تَكُنْ أَمْرَاً وَلَا نَهْيَاً وَلَا خَبَرَاً وَلَا اسْتِخْبَارَا ؛ فَمَثَلاً : كَلِمَةُ (قُلْ)، (لَا تَقُلْ)، (قَالَ فُلُانُ)، (هَلْ قَالَ فُلَانٌ) كُلُّهَا نُقُوشٌ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ ، فَتَبْطُلُ دَلَالَتُهَا عَلَى الْأَمْرِ وَالنَّهْي ِ وَالْخَبَرِ وَالِاسْتِخْبَار ِ ، وَتَبْقَى كَأَنَّهَا صُوَرٌ وَنُقُوشٌ لَا تُفِيدُ شَيْئَاً.
وَلِهَذَا قَالَ ابْنُ الْقَيِّم ِ رَحِمَهُ اللَّه ُ فِي "النُّونِيَّةِ" : "إِنَّ هَذَا الْقَوْلَ يَبْطُلُ بِهِ الْأَمْرُ وَالنَّهْي ُ ؛ لِأَنَّ الْأَمْرَ كَأَنَّهُ شَيءٌ خُلِقَ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ دُونَ أَنْ يُعْتَبَرَ مَدْلُولُهُ، وَالنَّهْيُ خُلِقَ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ دُونَ أَنْ يُقْصَدَ مَدْلُولُهُ ، وَكَذَلِكَ الْخَبَرُ وَالِاسْتِخْبَار ُ ".
ثَالِثَاً : إِذَا قُلْنَا : إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوق ٌ ، وَقَدْ أَضَافَهُ إِلَى نَفْسِهِ إِضَافَةَ خَلْقٍ؛ صَحَّ أَنْ نُطْلِقَ عَلَى كُلِّ كَلَامٍ مِنَ الْبَشَرِ وَغَيْرِهِم أَنَّهُ كَلَامُ اللهِ؛ لِأَنَّ كُلَّ كَلَامِ الْخَلْقِ مَخْلُوقٌ ، وَبِهَذَا الْتَزَمَ أَهْلُ الْحُلُولِ وَالِاتِّحَاد ِ ؛ حَيْثُ يَقُولُ قَائِلُهُم :
وَكُلُّ كَلَامٍ فِي الْوُجُودِ كَلَامُهُ ... سَوَاءٌ عَلَيْنَا نَثْرُهُ وَنِظَامُهُ
وَهَذَا الَّلازِمُ بَاطِلٌ ، وَإِذَا بَطَلَ الَّلازِمُ بَطَلَ الْمَلْزُومُ.
فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ تُبْطِلُ الْقَوْلَ بِأَنَّهُ مَخْلُوق ٌ.
وَدَلِيلُ الْحَرْفِ وَالصَّوْت ِ هُوَ ..............
قَولُه تَعَالَى :{ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّه ِ} { يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّه ِ }.
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ: آلم حَرْفٌ. أَلْفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْف ٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالدَّارِمِيُّ قال الأَلبَاني رَحمَهُ الله (صَحِيح) انظر صَحِيح الْجَامِع , الصَّحِيحَة
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّة َ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي الْفَتَاوَى الْكُبْرَى ........
كَمَا رَوَى الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ فِي ذَمِّ الْكَلَامِ، قَالَ سَمِعْت عَبْدَ الرَّحْمَنِ جَابِرًا السُّلَمِي ُّ، قَالَ سَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ عَقِيلِ بْنِ الْأَزْهَرِ الْفَقِيهَ يَقُولُ جَاءَ رَجُلٌ إلَى الْمُزَنِيّ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ الْكَلَامِ، فَقَالَ إنِّي أَكْرَهُ هَذَا بَلْ أَنْهَى عَنْهُ كَمَا نَهَى عَنْهُ الشَّافِعِيُّ، وَلَقَدْ سَمِعْت الشَّافِعِيَّ يَقُولُ سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ الْكَلَامِ فِي التَّوْحِيدِ قَالَ مَالِكٌ مُحَالٌ أَنْ يُظَنَّ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ عَلَّمَ أُمَّتَهُ الِاسْتِنْجَاءَ وَلَمْ يُعَلِّمْهُمْ التَّوْحِيدَ بِالتَّوْحِيدِ مَا قَالَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أُمِرْت أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ» فَمَا عُصِمَ بِهِ الدَّمُ وَالْمَالُ فَهُوَ حَقِيقَةُ التَّوْحِيدِ ذَلِكَ مَا قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو إسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيُّ فِي كِتَابِ ذَمِّ الْكَلَامِ وَالشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الْكَرْخِيُّ فِي كِتَابِ الْفُصُولُ فِي الْأُصُولِ.
بسم1
قال تعالى{ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42)}
قال مقاتل : بما تبصرون من الحلق وما لا تبصرون منه وقال قتادة : أقسم بالأشياء كلها بما يبصر منها وما لا يبصر وقال الكلبي تبصرون من شيء وما لا تبصرون من شيء وهذا أعم قسم وقع في القرآن.
قال ابن القيم: ذكر سبحانه المقسم عليه فقال { إنه لقول رسول كريم } وهذا رسول البشرى محمد صلى الله عليه و سلم وفي إضافته إليه باسم الرسالة أبين دليل أنه كلام المرسل فمن أنكر أن يكون الله قد تكلم بالقرآن فقد أنكر حقيقة الرسالة.
حقيقتاً أنا أشفق عليك على الرغم أني مؤمن أن القرآن غير مخلوق وأن الله تكلم به
ولكن أشفق لأن الكثير من أعضاء المنتدى المتفاعلين الحاليين ليسوا مقتنعين بذلك
بعضهم معتزلة وصوفية وإباضية وغيرهم من فرق الإسلام لذلك ستجد أراء تذمُ فيك
وتتهجم عليك! بدون ذكر أسماء!
ولكن ضع هذا في ذهنك ، من يفسر القرآن بالباطن والباطل لا تأخذ منه حرف ولا تجلس معه!
لذلك إجتنابهم كما قال النبي الكريم صحيح..
وفقك الله يا أخي في طريقك وهداك وهدانا للصواب
سؤال للإخوة الأعزاء :
بارك الله فيكم ، من المعتقدين المعاصرين بفرية خلق القرآن ؟؟ وهل لهم كتب نستطيع أن نرجع إليها ، وهل لهم أعلام بيننا يمكن مناظرتهم والرد عليهم ؟؟
وفقكم الله لكل خير
أنا مازال أبحث في المسألة، لكن أريد ردّكم عن على قائل قد يقول هذا:
بأنّ هناك فرق بين كلام الله تعالى الموجّه لخلقه، وبين الكلام المتعلّق بمشيئته.
1 الكلام الموجّه للخلق فهو مخلوق، لأن الكلام الموجّه للمخلوق يتكوّن من حروف أو وضع العلم في القلب (الوحي مثلا):
﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾
القرآن فقط نزل باللغة العربية، ولا يوجد أي لغة أخرى للقرآن الكريم، فهو قرآن فقط بالعربية.
2 أما الكلمات المتعلّقة بالمشيئة فهي كلمات أزلية، مثل:
﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾
﴿قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾
الكلمة المتعلّقة بالمشيئة أزلية، أما حصول الحدث فهو مخلوق.
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في مَجموعِ الفَتاوى :
وَاَللَّهُ تَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ بِحُرُوفِهِ وَمَعَانِيهِ بِصَوْتِ نَفْسِهِ وَنَادَى مُوسَى بِصَوْتِ نَفْسِهِ ؛ كَمَا ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ السَّلَفِ وَصَوْتُ الْعَبْدِ لَيْسَ هُوَ صَوْتُ الرَّبِّ وَلَا مِثْلُ صَوْتِهِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ : لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ . وَقَدْ نَصَّ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ أَحْمَد وَمَنْ قَبْلَهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ عَلَى مَا نَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مِنْ أَنَّ اللَّهَ يُنَادِي بِصَوْتِ وَأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُهُ تَكَلَّمَ بِهِ بِحَرْفِ وَصَوْتٍ لَيْسَ مِنْهُ شَيْءٌ كَلَامًا لِغَيْرِهِ لَا جِبْرِيلَ وَلَا غَيْرِهِ وَأَنَّ الْعِبَادَ يَقْرَءُونَهُ بِأَصْوَاتِ أَنْفُسِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ فَالصَّوْتُ الْمَسْمُوعُ مِنْ الْعَبْدِ صَوْتُ الْقَارِئِ وَالْكَلَامُ كَلَامُ الْبَارِئِ .
وَفِي السُّنَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ { النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْمَوْسِمِ فَيَقُولُ : أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إلَى قَوْمِهِ لَأُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي } وَقَالُوا لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ لَمَّا قَرَأَ عَلَيْهِمْ . { الم } { غُلِبَتِ الرُّومُ } أَهَذَا كَلَامُك أَمْ كَلَامُ صَاحِبِك ؟ فَقَالَ : لَيْسَ بِكَلَامِي وَلَا كَلَامِ صَاحِبِي ؛ وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى .
وَاَللَّهُ تَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ بِحُرُوفِهِ وَمَعَانِيهِ فَجَمِيعُهُ كَلَامُ اللَّهِ فَلَا يُقَالُ بَعْضُهُ كَلَامُ اللَّهِ وَبَعْضُهُ لَيْسَ بِكَلَامِ اللَّهِ وَهُوَ سُبْحَانَهُ نَادَى مُوسَى بِصَوْتِ سَمِعَهُ مُوسَى فَإِنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ نَادَى مُوسَى فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ الْقُرْآنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى } { إذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى } وَالنِّدَاءُ لَا يَكُونُ إلَّا صَوْتًا بِاتِّفَاقِ أَهْلِ اللُّغَةِ.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ - أَوِ النَّاسَ- عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا"، قُلْتُ: مَا بُهْمًا؟ قَالَ: "لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ- صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري
والشاهدُ :{ فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ } وقَوْلُهُ تَعَالَى:{ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ - وقَوْلُهُ تَعَالَى:{ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ }- كل هذا دليلٌ على ثبوتِ صفةِ الكَلامِ للهِ تَعَالَى .
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» . قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانٌ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحلف الْكَاذِب» . رَوَاهُ مُسلم
بالله عليكُم هل بعدَ هذا الحَديثِ تأويلٌ ؟ تأمل { لَا يُكَلِّمُهُمُ - وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ .}
هل يُكلمهم من غيرِ حَرفٍ ولا صَوتٍ ؟ والأمرُ نفسُه في النظَرِ .
جاء في فَتحِ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ بِشرحِ بُلوغِ المَرامِ للعثيمين رحمه الله:
ففي هذا الحَديثِ فوائدٌ أُصوليةٌ وَفِقهِيةٌ جَمَّةٌ:
منها: إثباتُ أن اللهَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - يُكَلم، وَوَجْهُ الدَّلَالَةِ: أنَّ اللهَ نَفَى الكَلَامَ عَن هَؤلاءِ الثَّلاثةِ، وَلَوْلَا أنَّه يُكَلمُ مَن سِواهُم ما كانَ لِتَخصيصِهم بِعَدمِ الكَلَامِ فَائدةٌ، وكَلامُه - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - بالحَرفِ والصَّوتِ، فهو عزَّ وجلَّ يقولَ قَولا مَسمُوعَا، وهذا شيءٌ مُتَواترٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ السَّلَفِ ، دَلَّ عَليهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ , يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: { وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا } [مريم: 52]. لمَّا كانَ بَعيدا نَاداهُ اللهُ مُناداةً؛ لأن البَعيدَ يَحتاجُ إلى رَفعِ الصَّوتِ، والنِّدَاءُ: هو المُخاطَبةُ برفعِ الصَّوتِ، ولمَّا قرُبَ صَارَت مناجاةً؛ يَعني: بِصوتٍ أدنَى.
وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللَّهُ يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ .الجَوابُ: مِن مَن؟ مِن آدَمَ « فَيُنَادَي بِصَوْتٍ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ. رَوَاهُ البُخَارِيّ
فَيُنَادَى -الفاعلُ اللهُ عزَّ وجلَّ، بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ »
هذا الحَديثُ واضحٌ, يُنادي بِصَوْتٍ وقد حَرَّفَه بعضُ أهلِ التعطيلِ، وقالَ: إن الصَّوَابَ: "فيُنادى بِصَوْتٍ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ " من أجل أن تكونَ المُنادَاةُ من غير اللهِ عزَّ وجلَّ، وأيدَ حَديثَه بقوله: " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ "، ولم يَقل: إني آمرك، ولكن هذا تَحريفٌ؛ لأن الرِوايةَ بِاللَّفْظِ المُتواترِ: " فَيُنَادَي بِصَوْتٍ "، وأيضا لفظُ الحَديثِ في آخِره: " قَالَ يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ " وهو صَريحٌ في المُخاطبةِ.
الْمُهِمُّ: قوله: " فَيُنَادَي بِصَوْتٍ " فإن قَولَه: " بِصَوْتٍ " توكيدٌ لِمعنى النِّدَاءِ؛ لأن النِّدَاءَ لا يَكونُ إلا بِرفع صَوتٍ , إذن كَلَامُ اللهِ بحرفٍ وصَوتٍ خِلافا لِقولِ الْأَشَاعِرَةِ الذينَ قالوا: إن اللهَ لا يَتكلمُ بِحَرفٍ وَصَوتٍ، وإنَّما كَلامُه هو المَعنى الْقَائِمُ بِنَفْسِهِ وهو أزليُّ لا يقبلُ الحُدُوثَ أبدا، وبُناءً على قَولِهِم لا فَرقَ بينَ العِلمِ والكَلامِ، لأن الكَلامَ عندهم هو المَعنى الْقَائِمُ بالنفسِ، ولا يُمكِن أن يَتَجَددَ ولا يَحدُثُ ولا يَتعلقُ بِمشيئةٍ.
إذا كيفَ نُجِيبُ عمَّا يَسمَعه الْأَنْبِيَاءُ الذي يُوحي إليهم ويُكلِمُهم؟
قالوا: إنه يَخلقُ أصواتا تُعبر عَمَّا كانَ في نَفسِه فيَسمَعه المُخاطبون، وهذا تَحريفٌ، وهو يُؤدي إلى فَسادٍ أبلغَ من فَسادِ الْجَهْمِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ ؛ لأن الكلَّ يقولونَ: إن ما يُسمعُ مَخلوقٌ، لكنَّ المُعتزِلةَ يَقولونَ: هو كَلامُ اللهِ، وهؤلاء الأشاعرةُ يقولونَ: ليسَ كلامَ الله، بل هو عِبارةٌ عنه؛ ولِهذا كَانوا أبعَدَ عَن الصَّوابِ من الْمُعْتَزِلَةِ في هذه المَسألةِ؛ لأنَّ أولئكَ يقولونَ هذا كلامُ اللهِ تَعالى خَلقَه وسُمع، وهم يَقولونَ: لا، لم يَكن كَلامَ اللهِ ولكنَّه عِبارةٌ عنه.
قَولُهُ تَعَالَى :{ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)}
قال العُثيمينُ رَحِمَهُ اللهُ في تَفسيره في فَوائدِ الآية :
المُشركونَ يُقرون بأن اللهَ يتكلمُ بحرف، وصوتٍ مسموعٍ؛ لقوله تعالى: { لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ } فَهم خيرٌ في هَذا مِمن يَدَّعونَ أن كلامَ اللهِ هو المَعنى القائمُ في نَفسِهِ.