عدنان الغامدي
Active member
- إنضم
- 10/05/2012
- المشاركات
- 1,360
- مستوى التفاعل
- 37
- النقاط
- 48
- الإقامة
- جدة
- الموقع الالكتروني
- tafaser.com
بسم1
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ؟
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
إن التناقض ومخالفة القول للفعل من أسوأ ما يتخلق به المرء ، وهذه الصفة الذميمة اتصف بها اليهود وأهل النفاق على مدى التاريخ ، ولكن بعض المحسوبين على الدين وغيرهم من طلبة العلم للأسف ينجرفون وينحرفون لذلك الفعل خطأ أو عمداً.
إن الدافع الذي حثني على كتابة هذا النداء هو ملاحظة تجدها في المجتمع الإسلامي عامة و في مجتمع طلبة العلم بصورة خاصة والعلم الشرعي بصفة أخص ألا وهي السطو على حقوق المؤلف وتداول كتب علمية ثمينة بدون موافقة صاحب الحق في بيعها .
تجد طلبة الجامعات من مختلف الدرجات سواء البكالوريوس أو الدراسات العليا يعملون على تصوير ومسح الكتب ضوئيا وتداولها في الوقت الذي تكون فيه حقوق المؤلف محفوظة وهذا مما يسبب تأخر التأليف والنشر وضعف الجدوى منه بجانب ما يشكله ذلك من سرقة وأكل لأموال الناس بالباطل ، فأنت يا من تنشر أو تحصل على تلك الكتب ، لقد وفرت في جيبك مبلغا من المال كنت ستنفقه على هذه النسخ فحصلت عليها مجاناً بدون موافقة صاحبها فأكلت حقه وتجاوزت على ماله.
ثم إنك استعملت هذا الكتاب المسروق في إعداد رسالتك العلمية التي حصلت بموجبها على درجة علمية وبالتالي وظيفة مترتبة على تلك الدرجة ولا يهتز لك جفن في أن مأكلك ومشربك بفعلك هذا صار حراماً مالم يسمح صاحب الكتاب ويعفو ، فكيف لا يأمرك علمك والحجة القائمة عليك بالانتهاء عما تفعل ؟؟ ، ولا تعلم أيضا أنك بنشرك لهذا الكتاب المسروق قد احتملت جزءاً من الإثم الذي يحمله كل من تابعك في تجاوزك ؟؟ الا يشعرك ذلك بالخوف من تبعات فعلك ؟؟.
وبالمقابل فأنت تكتب المقالات وتتصدى للدعوة وتنصح الخلق وأنت قد جعلت من الله أهون الناظرين إليك فكيف يصل حديثك لقلوب سامعيك إن كان قلبك كالحجر أو أشد قسوة ؟؟.
إن العلم إذا نزع من قلب صاحبه التقوى كان حجة عليه وعدوا له يوم القيامة ، العلم الذي يبتغي به صاحبه الدنيا فلن يختلف عن علماء اليهود الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلاً ، وتبقى المسئولية علينا جميعا ، وعلى المشرفين على المواقع الإلكترونية إيضاً في عدم السماح باستخدام مواقعهم لبث ونشر المسروقات.
إن المحافظة على حقوق المؤلف من أهم أبواب تنمية العلم وتشجيع المؤلفين على البحث والتأليف والنشر ، ومن أهم أبواب نشر ثقافة القراءة في مجتمعاتنا الإسلامية سواء الورقية أو الالكترونية ، فينبغي علينا جميعا محاربة هذه الآفة التي لم يسلم منها عالم ولا طالب علم ، والله من وراء القصد ، وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.