أي صراط استبقوه ؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
قال الله تعالى:
(وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ).
أي صراط استبقوه؟
ومامعنى (فاستبقوا)؟
 
بسم1​
الأخ الفاضل / محمد عبد الله الأشرف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالي{وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ}
في هذه الآية حمل الأعين على الظاهر منها وهي الأعضاء المعروفة والصراط على الطريق المحسوس هو المروي عن الحسن وقتادة،وأيد ذلك السعدي رحمه الله وعن ابن عباس حمل الأعين على البصائر والصراط على الطريق المعقول.
 
الضمير في أَعْيُنِهِمْ: مراد به كفار قريش، ومعنى الآية: تبيين أنهم في قبضة القدرة وبمدرج العذاب إن شاء الله تعالى لهم...
وقوله تعالى: فَاسْتَبَقُوا معناه على الفرض والتقدير، كأنه قال: ولو شئنا لأعميناهم فاحسب أو قدر أنهم يستبقون الصراط وهو الطريق فَأَنَّى لهم بالإبصار وقد أعميناهم.
من تفسير ابن عطية 4/461
 
هل المراد الصراط في الآخرة ؟
أم أن المراد في الدنيا فيكون المعنى مطلق الطريق .. أي طريق يسلكه الناس؟
 
ومعلوم أن معنى الطمس هنا هو إذهاب كل العين بشقها وجفنها فلا يعود لها أثر ظاهر في الوجه.
والله أعلم بمراده.
 
لأن ذهاب البصر في الدنيا ليس محلا للمحاجة، خلاف ذهاب البصيرة فذلك محل المحاجة ومسلك الضلال.
والآية في ذهاب البصر لا البصيرة.
 
والذي انتهى إليه نظري في تفسير الآية:
وكما ختمنا على أفواههم ومنعناهم الكلام فلو نشاء إزالة أعينهم فلا يبقى لها أثر في وجوههم لفعلنا ذلك، فكيف لهم إبصار الصراط وهم يسابقون بالمبادرة لسلوكه؟!
والله أعلم بمراده.
 
بسم1​
من تفسير المقباس لابن عباس {وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا على أَعْيُنِهِمْ } لفقأنا أعين ضلالتهم { فاستبقوا الصراط } فأبصروا الطريق { فأنى يُبْصِرُونَ } من أين يبصرون ولم تفقأ عين ضلالتهم
والمعني لو نشاء لأريناهم آياتنا في الدنياوالعمل علي عين بصيرتهم بطمس الباطل فيها فتري الحق حقا ويرجعوا عن كفرهم ويبادروا الي الصراط المستقيم في الدنيا ولو أن الصراط مستبقا فتكون مجاوزة الصراط بالاحسان في العمل ولكن هذا لم يحدث لأن في هذا هداية توفيق وهم كفروا بعد أن هداهم الله هداية البيان قال تعالى {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}
قال تعالي{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
من تفسير السعدي رحمه الله وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ } الموقف يبين مدي قدرة الله علي الكفار والمكذبين بهذا اليوم والاستهزاء بهم .ولوقلنابأن الصراط مستبقا فهذا حقيقي وله مايؤيده في صحيح البخاري ومسلم فورد فيهما أن الصراط له كلاليب والكل يمر عليه بعمله فثمة معوقات لسرعة الوصول وهذا ما يحدث فعلا في السباق فمن يصل إلي الجنة يكون قد ترك الصراط خلفه وهذه دلالة الفوز قال تعالي{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ }ولكن الطمس لم يحدث في هذا الموقف ليس من باب الرحمه بل زياده في العذاب قال تعالي {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ لنَّارِ }فالتوفيق بين ماذهب إليه ابن عباس رحمه الله والسعدي رحمه الله يوضح الصورة فالأول يتحدث عن الصراط المستقيم في الدنيا والثاني يتحدث عنه في الآخره .يقول ابن القيم رحمه الله للهداية مرتبة أخري وهي آخر مراتبها وهي الهداية يوم القيامة إلي طريق الجنة والصراط الموصل إليها فمن هدي في هذه الدار إلي صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه هدي هناك إلي الصراط المستقيم الموصل إلي جنته ودار ثوابه وقدر ثبوت قدم العبد علي الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه علي الصراط المنصوب له علي متن جهنم . هذا والله أعلم
 
نعم زيادة لهم في العذاب في الآخرة، كما قال السعدي رحمه الله.
أما أن يحمل معنى الآية على أنه يكون في الدارين، فغير مفهوم؟! ولعلي فهمت كلامك على غير ماتريد.
أما الشاهد من كلام ابن القيم فليس لهذا الموضع، والله أعلم.
 
الأخوان علي سبيع ومخلص البورقادي
هل عندكما نظر في صياغة المعنى بالعبارة الآتية: (وكما ختمنا على أفواههم ومنعناهم الكلام في الآخرة فلو نشاء إزالة أعينهم فلا يبقى لها أثر في وجوههم لفعلنا ذلك، لكنا لم نفعل ذلك زيادة لهم في العذاب وهم يتسابقون لسلوك الصراط)؟
 
الأخ الشريف: محمد عبد الله آل الأشرف
هناك نظر في محل الكاف"وكما ختمنا" في أول الجملة، والآية من أولها: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) والوعيد بما ذكر جاء مستأنفا بالواو في "ولو نشاء".
وأيضا في المراد بالخطاب فهو الوعيد والتهديد، فالمعنى: فاستبقوا الصراط على التقدير على تلك الهيئة فكان أشد عليهم وهو النص عند المفسرين لا ماذكرتم من أنا لم نفعل الذي لا يظهر وجهه ولاجهة الزيادة في العذاب فيه مع مخالفته.
 
أخي الشيخ مخلص البورقادي
إنما أردت بيان السياق للقاريء حيث يحسن التذكير به في ظني، وإلا فالأصل خلو صياغة المعنى منه ..
وليس واضحا لي مرادك من الهيئة حين قلت (على التقدير على تلك الهيئة)؟
فإن كنت تقصد هيئاتهم وقد طمست أعينهم في وجوههم، فتلك الهيئة لن تقع كما بينت الآية، وإنما ذكرت لبيان قدرة الله عزوجل وأن ذلك لن يقع لهم إذ أن سلوكهم الصراط لعبوره ومشاقتهم الأهوال في سبيل ذلك دون قطعه أعظم نكالا بهم وهم يبصرونه، والله أعلم.
 
بسم1​
السباق يستلزم المساواة وتكافؤ الفرص بين المتنافسين فهنا يحضر معني العدل لحظة القدرة علي من كذب بهذا اليوم فلم يطمس الله عز وجل أعين المكذبين علي الصراط . قال تعالي {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}فالكل يمر علي الصراط علي متن جهنم مفتوح العينين يري مصيره قال تعالي{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} قال تعالي{وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}.فلا بد أن يري الكافر الحق في الوعيد ويري المؤمن الحق في الوعد هذا والله أعلم.
 
فإن حمل المعنى على أن استباقهم الصراط مراد به في الدنيا، فيكون انتقالا في الكلام عن الحال في الآخرة في قوله تعالى:(هذه جهنم التي كنتم توعدون* اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون*يوم يدّعون إلى نار جهنم دعّاً هذه النار التي كنتم بها تكذبون*اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) إلى الكلام عن الحال في الدنيا في قوله تعالى:(وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ*وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ).
فيكون المعنى:
ولو نشاء لطمسنا على أعينهم وهم في أسواقهم ونواديهم عقابا لهم على تكذيبك أيها النبي، فبادروا إلى طريق العودة إلى منازلهم، فأنى لهم أبصاره؟!
والله أعلم بمراده.
 
عودة
أعلى