الأيام دول .. والعاقبة للمتقين
الأيام دول .. والعاقبة للمتقين
ليست الدنيا للكافرين كل الوقت ولا هي للمؤمنين كل الوقت {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} ، هذا ما يثبته الواقع والتاريخ.
والسبب في عدم إعطاء الله الدنيا للكافر مطلقا لا يرجع لأهمية الدنيا فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضه ، ولكن لو حدث ذلك سيكون الناس أمة واحدة على الكفر ، وهذا معنى قوله تعالى : {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً (أي على الكفر) لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} فالآية تعني أن الدنيا لا تساوي عند الله شيء فيمنعها الكافرَ ، ولكن الذي منع الله من إعطاء الدنيا للكفار مطلقا هو أنه لو فعل ذلك فسوف يصبح جميع أهل الأرض أو أغلبهم كفارا طلبا للدنيا.
ولكن لماذا لم تعط الدنيا للمؤمنين مطلقا؟
لو حدث ذلك فسوف يعم النفاق فلا يعرف المؤمن الحق من الذي آمن طلبا للدنيا (التي تعطى للمؤمنين) {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ } .
أما عن قوله تعالى :{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ }
فهذا إلى أجل ، ولن يستمر أبد الدهر قال تعالى : {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}.