أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة دون تدبر ؟.

المسيطير

New member
إنضم
14/04/2006
المشاركات
145
مستوى التفاعل
0
النقاط
16



قال الشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى في درس له بعنوان :" من مسائل القيام والتراويح والإعتكاف " :
ذُكر عن ابن القيم رحمه الله تعالى أنه سُئل :

أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة لكن دون تدبر ؟

فأجاب رحمه الله تعالى بمثال يغني عن الإجابة حيث قال :

أيهما أفضل : درة أو جوهرة ثمينة تساوي ألآف أو مئات الدنانير أم عشر درر أو عشر جواهر تقل عنها في القيمة ؟ .


فكان هذا السؤال موضحا لإجابة السؤال .


وهذا نص ما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :

قال ابن القيم رحمه الله تعالى :

والصواب في المسألة أن يقال :

إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا

وثواب كثرة القراءة أكثر عددا .


فالأول : كمن تصدق بجوهرة عظيمة أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا .

والثاني : كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة .

وفي صحيح البخاري عن قتادة قال : سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " كان يمد مدا ".

وقال شعبة : حدثنا أبو جمرة قال : قلت لابن عباس : إني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل فإن كنت فاعلا ولا بد فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ويعيها قلبك .

وقال إبراهيم : قرأ علقمة على ابن مسعود وكان حسن الصوت فقال : " رتل فداك أبي وأمي فإنه زين القرآن " .

1-323 زاد المعاد
 
الظاهر من أحوال أئمة الصحابة كابن مسعود ،وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ تفضيل القراءة بالتدبر ـ ولو قلّت ـ على القراءة الكثيرة من غير تدبر ،وهذا مذهب مجاهد رحمه الله .

والملاحظ أن كثرة القراءة إنما بدأت تظهر بشكل واضح وظاهر بعد قرن الصحابة رضي الله عنهم .
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الجواب السابق -في نظري- لمن كان يحسن تدبر القرآن والتأثر به على مراد الله منه,بحيث تزداد عظمة الله في قلبه ويزداد طمعه في رحمته وخوفه من عذابه و ينفعه الوعد والترغيب,فيجتهد في العمل والتقرب للمولى سبحانه,ويردعه الوعيد والترهيب فيتجافى عن الوقيعة في ما يسخط الله ويغضبه,ويظل هذا الشعور المتولد من تدبره لكلام الله وقراءته ملازماً له كلما مرَّ بما يحمل الوعد والوعيد والتعظيم والتقديس لله من آيات القرآن..
أما من كان لا يحسن ذلك التدبر المثمر فالظاهر -في نظري القاصر-أن الأكمل له أن يكرر ختم القرآن بمجرد القراءة كعوام المسلمين ومن لا يفهم اللغة العربية,لأن الثمرة المرجوة هي الأجر وتكثير الحسنات,ولو كان أجر الأول الذي هو المتدبر سيكون أعظم لما يعقبه من أعمال عظيمة والله تعالى أعلم..
 
ألا يمكن الجمع بينهما , فيقرأ متدبراً أحياناً خاصة في أوقات خلو البال من المشاغل , ويكثر من القراءة إذا لم ينشط للتدبر .
 
المشايخ الفضلاء /

جزاكم الله خير الجزاء .

وبخصوص الجمع بين القراءة بالتدبر والقراءة بدونه :

ذُكر لي عن إمرأة - تعيش بيننا - كانت لها قراءتان :

- قراءة السرد أو الحدر : وتختم القرآن في كل شهر مرة أو مرتين .

- قراءة التدبر : وقد استغرقت فيها ما يقارب الـ ( 16 ) سنة
.





--
 
عمر المقبل قال:
والملاحظ أن كثرة القراءة إنما بدأت تظهر بشكل واضح وظاهر بعد قرن الصحابة رضي الله عنهم .

مع التأكيد بأنه كان من الصحابة من يختم في كل ليلة كعبد الله بن عمرو ومراجعته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى صار يختم كل ثلاث ليال

وعثمان رضي الله عنه ختم في ركعة

وغيرهم كثير كما تجده مسطرا في كتاب الأذكار وسنن الترمذي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لقد ذكر النووي كلاما عن أحوال السلف الصالح في تلاوتهم للقرآن الكريم ، وتطرق للمسألة السابقة ، وهذا نص كلامه وإن كان فيه شيء من الطول لكن من أجل الفائدة :
((ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها ، وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة وعن بعضهم في كل شهر ختمة وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة وعن بعضهم في كل ثمان ليال وعن الأكثرين في كل سبع ليال وعن بعضهم في كل ست وعن بعضهم في كل خمس وعن بعضهم في كل أربع وعن كثيرين في كل ثلاث وعن بعضهم في كل ليلتين وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ومنهم من كان يختم ثلاثا وختم بعضهم ثمان ختمات أربعا بالليل وأربعا بالنهار ! فمن الذين كانوا يختمون ختمة في اليوم والليلة : عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات: سُليم بن عتر رضي الله عنه -قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه -فروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في كل ليلة ثلاث ختمات . وروى أبو عمر الكندي في كتابه في "قضاة مصر" أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات .
وقال الشيخ الصالح أبو عبدالرحمن السلمي رضي الله عنه سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول كان ابن الكاتب رضي الله عنه يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة .
وروى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده عن منصور بن زادان -من عباد التابعين رضي الله عنه -أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه أيضا فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ختمتين وشيئاً ! وكانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل .
وروى ابن أبي داود بإسناده الصحيح أن مجاهدا كان يختم القرآن في رمضان فيما بين المغرب والعشاء في كل ليلة من رمضان .
وعن منصور قال: كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان .وعن إبراهيم بن سعد قال كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن .
وأما الذين ختموا القرآن في ركعة فلا يحصون لكثرتهم ، فمن المتقدمين : عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم ختمة في كل ركعة في الكعبة .
وأما الذين ختموا في الأسبوع مرة فكثيرون نقل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وعبدالله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم وعن جماعة من التابعين كعبدالرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم رحمهم الله .
والاختيارأن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له به كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له ، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة )) أ . هـ التبيان في آداب حامل القرآن .
والذي يظهر من هذا أن السلف كانوا يستغلون الأوقات الفاضلة كرمضان وعشر ذي الحجة في القراءة لتحصيل الأجر المترتب على القراءة فقط (من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) ولم يذكر في الحديث أن الأجر مترتب على التفكر وإنما هو على القراءة .
وقد ذكر الشيخ عبد الكريم الخضير في محاضرة له بأنه يعرف من يصلي الفجر ثم يتكئ على سارية المسجد فما يؤذن المؤذن للظهر إلا وقد ختم القرآن !
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته . آمين
 
عودة
أعلى