حياك الله أستاذي ومعلمي ، ما بالك تتحامل علي هكذا ؟
أولا ، الحرف الساكن يجب أن تتخذ معه الشفتان وضع السكون ، الذي لا يصاحبه انفتاح المفتوح ولا انضمام المضموم ولا تسفل المكسور ، فقولنا : اد ، يختلف فيه وضع الشفتين عن : د (بفتح الدال) ، د (بضمها) ، د(بكسرها) ، وهذا يتضح أكثر مع حروف الشفتين ، فإذا وقفنا على كلمة : (حسابهم) هل تبقى الشفتان مع الميم في وضع الضم ؟ لا يمكن ، فهذا هو التكلف عينه ، والصواب أن نعود بالشفتين لوضع السكون الذي استنكرته فضيلتكم ، وإن لم يكن هناك وضع سكون ، فلماذا نقف بروم أو إشمام ؟ أترك الإجابة لكم .
الأمر الثاني : أراك أستاذي الفاضل في الجزء الثاني من تعقيبكم قد جعلت للنطق بالساكن المحقق في وضع سكونه حالة رابعة من حالات النطق بالسواكن المقدرة ، والحق أن الساكن المحقق لا علاقة له البتة بالسواكن المقدرة ، فالسواكن المحققة الثمانية والعشرون تخرج من موضع سكون الحرف في زمن النطق به والذي يقدر مشافهة ، وغالبا يتم بالتباعد بين الشفتين دون أن يصاحب هذا التباعد انفتاح أو انضمام أو تسفل كما بينت أعلاه ، فيما عدا حروف الشفتين الأربعة ، لأنهما أو الشفة السفلى منهما مع الفاء أحد طرفي عضو النطق حيث يتم النطق بالحرف بتحقيق التصادم بينهما بحسب مخرج وكيفية النطق بكل حرف من الحروف الأربعة .
وختاما : عقولنا تصوغ هذا العلم بعبارات سهلة وبسيطة توضحه وتبينه لكل طالب له ، من غير أن تبدل مادته أو تخترع له مادة أخرى .
وحياكم الله أستاذتنا الكريمة ، ولم نقصد تحاملا ، ونعتذر عن ذلك ، الأمر أننا كلما تكلمنا مع أحدهم في مسألة يعزوها إلى الإتقان وكثرة المران ، وكأننا جئنا من كوكب آخر .
طيب لم تجيبي أختنا من أين لكم أن السكون له وضع مستقل في الشفتين ؟
قلتم :
فإذا وقفنا على كلمة :(حسابهم ) هل تبقى الشفتان مع الميم في وضع الضم ، فهذا هو التكلف بعينه .
طيب في المقابل أقول لكم كيف يمكننا نطق ( أمم ممن معك ) عندنا ثلاث ميمات مشددة ، كيف يمكننا إرجاع الشفتين من أجل السكون ثم تسفلهما من أجل الكسر ثم إرجاعهما من أجل السكون ثم تصعدهما من أجل فتح الميم ثم . . .ثم .....
أليس هذا التكلف بعينه .
يا أختنا ( ولقد يسرنا القرآن لذكر ) فلم تصعبوه على الناس .
طيب كيف يقرأ قوله تعالى ( ذرية ) يضم شفتيه من أجل الذال ، ثم يرجعهما من أجل سكون الراء ، ثم يسفلهما من أجل كسر الراء الثانية ، ثم يعيدهما من أجل سكون الياء ، ثم يصعدهما من أجل الياء المفتوحة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ما هذا !!!!!أليس هذا هو التكلف ، ( ولقد يسرنا القرآن للذكر ) فلم هذا التشديد والتصعيب على الناس .
وقد سمعنا القراء المشهود لهم بالإتقان ورأيناهم في مقاطع فيديو ، كالشيخ الحصري وعبد الباسط ولم نرى هذه الأعاجيب (وأعتذر).
قولكم :
وإذا لم يكن هناك وضع سكون فلم نقف بروم وإشمام ؟
أولا الروم لا دخل له معنا لأنه تبعيض للحركة ، أما الإشمام فيكون ضم الشفتين فيه زائد.
أما قولكم عن الساكن المقدر والمحقق ، فأردتُ أنا أن أقول :
هناك صوت يخرج من خلاء الفم والجوف ، قابل هذا الصوت تصعد الشفتين فكان الألف ، قابله تسفلهما فكانت الياء ، قابله اعتراضهما فكانت الواو ، خرجت بين هذا وذاك فكان الحرف الممال ، بمعنى لو أن هناك محلا غير هذه المذكورة لنشأ عندنا صوت آخر يتشكل به الصوت الخارج من خلاء الفم .
طيب إذا كانت العقول تصوغ العبارات من غير تبديل ولا اختراع ، فلم قبلتم الاختراع ، وهل سبقكم أحد من المتقدمين بهذا الكلام .
والله يا أختنا أحد أصدقائي ظل يقرئ أحدهم الاستعاذة أسبوعا كاملا ، أتدرين لماذا ؟
يريد منه أن يضم الشفتين من أجل الواو ، ثم يرجعهما من أجل مخرج الذال !!!!! ثم يضمهما من أجل ضمة الذال!!!!!!!!
سبحان الله ، وهل يتأتى الحرف في زمن ومخرجه في زمن آخر؟!!أليس هذا تكلف
فلما سألته من أين جئت بهذا الكلام عزاه لسيدنا الدكتور أيمن سويد .
وأعتذر مرة أخرى فلم نقصد تحاملا .
والسلام عليكم