أين يذهب الماء؟

إنضم
12/01/2006
المشاركات
452
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين , وعلى صحبه وآله الطاهرين الطيبين وبعد :

فان الله عز وجل قد بين في كتابه الكريم وعده باظهار حقيقة هذا الدين للمكذبين فقال عز وجل :" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" فاني قد احببت هنا ان ابين كيف ان القران تكلم عن مصير ماء المطر الذي لا يعرف الانسان العادي اين يذهب بعد نزوله من السماء الا على نحوا السيل ومثل قوله تعالى :"أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
" فبين عز وجل ان الزبد يذهب هباء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض . بالطبع الزبد هو الفورة او الرغوة التي تعلوا الماء والتي لا يستفاد منها . اما الماء فمكثه في الارض هو ما سينفع الناس .
هذا ما يعرفه بنوا ادم من خلال مشاهدتهم وانما هو مثل ضربه الله عز وجل للحق والباطل . ولكن ما مصير ما يمكث في الارض ؟

"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ"

"وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ"

اما الأولى فهي بيان لان ماء المطر انما يسلك بالارض طريقه لينابيع .
اما الثانية فهي تشير الى المياه الجوفية .



ومن الماء ما يخزنه بنوا آدم في الابار :"أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا" وقال تعالى :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِين " والماء يغور في الارض اذا تصدع حابسه عن النزول
الى اسفل وقد يتشقق الصخر فيغور الماء الى ان يجد من يمنعه من الغور أكثر .
فقال تعالى مخبرا هؤلاء الذين يعتمدوا على الماء الذي في الابار مماصنعه بنوا آدم او كان سطحيا يمكن ان يحفر قليلا ليصل اليه طالبه : ارأيت ان غار هذا الماء العذب الى الارض فمن سيأتيك بماء تشرب منه عذبا من غير مشقة ؟
*************************************
والماء هو سر الحياة وليس اجمل من ان يخرج الماء الزلال من الصخر القاسي :
"وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ "



"وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ "

والماء يتفجر من الصخر ان كان الماء محجوزا خلفه وأعلى منه مستوى . فاذا تصدع شيء من الحاجز خرج منه الماء بتتابع . اي تفجر .
وهو معنى قوله تعالى :
"ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "

فما تفجرت منه الانهار وتتفجر الانهار يعني تكون منابعها من بين تلك الحجارة وتسري هذه المياه سلسة الحركة من بين تلك الصخور على عكس قلوبهم التي لا تقبل حتى مرور الهداية منها . اما التي تششقق فهي ما كانت حابستا لماء ومع تصدع الارض انشق طرف منها فسال الماء الذي كانت تحبسه .
ومن الاية كلام عن الصخر والماء:فانسياب الماء لولا الصخر القاسي لما انحبس منه شيء ولغار في الارض ولولا تشققه وتصدعه لبقي محبوسا يحبس الماء فلا تخرج حتى تفيض عنه . والصخر له علاقة بالماء والحياة في نواح اخرى . اذ ان التربة لو تشبعت بالماء ولم يمنعها الصخر من الانزلاق لانهارت والانزلاقات الطينية مدمرة للحياة . فلولا الصخر لاصبحت الارض مستوية السطح ولولا الصخر لما بقيت انهار ولا ينابيع ولذلك قال الله تعالى :

"وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "

فلو مدت الارض وبسطت من غير جبال لما كان انهارا في الارض .
فمن هنا عرفنا ان الماء الذي ينزل من السماء هو اساس كل ماء عذب , وعلمنا ان الماء منه ما يحجز في الارض ويسكن فيها كالماء الارتوازي ومنها ما يخزنه الناس في آبارهم السطحية وبالسدود . ومنه يكون في الارض الى ان يجد مانعا (حجارة متماسكة) لنزوله الى اسفلها فتكون العيون والينابيع . وتتفجر منه الانهار .
هل يقال ان محمد صلى الله عليه وسلم كان يعلم هذا الامر ؟
اهل الالحاد يسخروا من ان الله قال ان الجبال رواسي للارض ولن الصخر يشقق فيخرج منع الماء ويسخروا من قول الله عن المطر لانهم يروا المطر يزل كل سنة مرات عديدة ويروا الغمام والرياح . ولكن هل تفكروا يما في ايات الله عز وجل في خلقه :
"وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ﴿16﴾ لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ﴿17﴾ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴿18﴾ وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ﴿19﴾ يسبحون الليل والنهار لا يفترون ﴿20﴾ أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون ﴿21﴾ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ﴿22﴾ "
فاي عبثية في هذه الارض . لولا ان الله خالقها لفسدت هي والسماء فما يمسكهما من الزوال الا ما اودعه فيهما بعلمه وحكمته , اذا فالماء حكمة الله في الخلق فمن يستطيع ان يحجزه غيره :

"وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ "

وخزن الشيء حبسه ومنعه .
فلن يستطيع احد حجز الماء من السماء ولا منعه عن العباد احد وان منع ما يمر عنده او حوضه او بئره فلن يمنع ماء السماء .
السؤال لكل من يعرف كيف تكون المياه في الارض سواء الجوفية او الفوارة من ينابيع كيف عرف النبي ذلك ؟
"وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى***إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"
 
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَكَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُمِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُوَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍعَمَّا تَعْمَلُونَ"
هذا مثل قسوة قلوب أهل الالحاد .
لان الحجارة القاسية معصلابتها فانها تتأثر بالماء الذي هو لين .
اما التي تتفجر منها الانهار فانالمياه لتنحت تلك الصخور وتجري لها طريقا . وتذيب منها في الماء الجاري . فتتشكل هذه الصخور القاسية . ففيه دلالة على ان الماء يحفر الصخر بجريانه.
و انالحجارة الصلبة تشقق فيخرج منها الماء فتشققها دليل على انها مع قسوتها تشققت وتشقق القاسي هو دليل ان لصلابتها حد .. ولا تشقق الحجارة الا بتصدع الارض او تشرب انواع من الصخور للماء مما يجعلها اقل صلالبة ويعرضعا للتشقق .
فهل يستطيع اهل الالحاد"ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"
هذا مثل قسوة قلوب أهل الالحاد .
لان الحجارة القاسية مع صلابتها فانها تتأثر بالماء الذي هو لين .
اما التي تتفجر منها الانهار فان المياه لتنحت تلك الصخور وتجري لها طريقا . وتذيب منها في الماء الجاري . فتتشكل هذه الصخور القاسية . ففيه دلالة على ان الماء يحفر الصخر بجريانه.
و ان الحجارة الصلبة تشقق فيخرج منها الماء فتشققها دليل على انها مع قسةتها تشققت وتشقق القاسي هو دليل ان لصلابتها حد .. ولا تشقق الحجارة الا بتصدع الارض او تشرب انواع من الصخور للماء مما يجعلها اقل صلالبة ويعرضعا للتشقق .
فهل يستطيع اهل الالحاد ان يعلمونا كيف عرف النبي ذلك ؟

في هذا الربط بيان كيف كان غير المسلمين ينظرون الى المياه الجوفية ومصدرها
http://network.earthday.net/profiles...BlogPost:24384

نظريات المياه الجوفية في الفلسفة القديمة :

Utilization of groundwater greatly preceded understanding of its origin, occurrence, and movement. الاستفادة من المياه الجوفية إلى حد كبير يسبق فهم مصدره ، يحدث ، والحركة. The writings of Greek and Roman philosophers to explain the origins of springs and groundwater contain theories ranging from fantasy to nearly correct accounts. كتابات الفلاسفة اليونانيين والرومان لشرح أصول الينابيع والمياه الجوفية تحتوي على النظريات التي تتراوح بين ما يقرب من الخيال لتصحيح الحسابات. As late as the seventeenth century it was generally assumed that water emerging from springs could not be derived from rainfall, for it was believed that the quantity was inadequate and the earth too impervious to permit penetration of rain water far below the surface. وفي وقت متأخر من القرن السابع عشر كان يفترض عموما أن المياه الخارجة من الينابيع لا يمكن أن تكون مشتقة من هطول الأمطار ، لأنه كان يعتقد أن الكمية لم تكن كافية والأرض منيع للغاية للسماح تغلغل مياه الأمطار بعيدا تحت السطح. Thus, early Greek philosophers such as Homer, Thales, and Plato hypothesized that springs were formed by seawater conducted through subterranean channels below the mountains, then purified and raised to the surface. وهكذا ، الفلاسفة اليونانيين في وقت مبكر مثل هوميروس ، طاليس ، وأفلاطون افترض التي تشكلت من مياه البحر الينابيع التي أجريت من خلال القنوات الجوفية أسفل الجبال ، ثم تنقيته ورفعها إلى السطح. Aristotle suggested that air enters the cold dark caverns under the mountains where it condenses into water and contribute to the springs. اقترح أرسطو أن الهواء البارد يدخل الكهوف المظلمة تحت الجبال حيث يتكثف في المياه والمساهمة في الينابيع.
The Roman philosophers, including Seneca and Pliny, followed the Greek ideas and contributed little to the subject. وجاء فلاسفة الروم ، بما في ذلك سينيكا وبليني ، والأفكار اليونانية ، وساهمت كثيرا في هذا الموضوع. An important step forward, however, was made by the Roman architect Vitruvius. خطوة هامة إلى الأمام ، ومع ذلك ، أدلى فيتروفيوس المعماري الروماني. He explained that the now-accepted infiltration theory that the mountains receive large amounts of rain that perc olate through the rock strata and emerge at their base top form streams. واوضح ان نظرية تسلل الآن المقبولة أن الجبال تتلقى كميات كبيرة من الأمطار التي olate الايثيلين من خلال طبقات الصخور وتظهر في شكلها أعلى قاعدة الجداول.
The Greek theories persisted through the Middle Ages with no advances until the end of the Renaissance. واستمرت من خلال النظريات اليونانية في القرون الوسطى مع أي تقدم حتى نهاية عصر النهضة. The French potter and philosopher Bernard Palissy (c. 1510-1589) reiterated the infiltritation theory in 1580, but his teachings were generally ignored. وكرر بوتر والفيلسوف الفرنسي برنار Palissy (سي 1510-1589) نظرية infiltritation في 1580 ، لكن تم تجاهلها بشكل عام تعاليمه. The German astronomer Johannes Kepler (1571-1630) was man of strong imagination who linked the earth to a huge animal that takes in water of the ocean, digests and assimilates it, and discharges the end products of these physiological processes as groundwater and springs. وكان الفلكي الألماني يوهانس كبلر (1571-1630) رجل من الخيال القوي الذي ربط الأرض لحيوان ضخم يأخذ في مياه المحيطات ، ويساعد على هضم وتستوعب ذلك ، وتصريف المنتجات النهائية لهذه العمليات الفسيولوجية والمياه الجوفية والينابيع. The seawater theory of the Greeks, supplemented by the ideas of the vaporization and condensation processes within the earth, was restated by the French philosopher René Descartes (1596-1650). وكرر نظرية مياه البحر من اليونانيين ، تكملها أفكار التبخر والتكثيف عمليات داخل الارض ، من قبل الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (1596-1650). "هذه الترجمة بواسطة "جوجل "


هذه المعلومة وهي أن مياه الينابيع أصلها من ماء المطر معلومة لم يكن غير المسلمين يعلمونها وإنما علمها المسلمون قديما بسبب إيمانهم بالقران , كيف عرف النبي ذلك ؟

ما يتعلق بموضوع سكن المياه في الأرض اورد ما يتعلق بالتفاسير وبعض كتب اللغة

قوله: { فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأرْضِ } أي: جعلنا الماء إذا نزل من السحاب يخلد في الأرض، وجعلنا (3) في الأرض قابليَّة له، تشربه ويتغذى به ما فيها من الحب والنوى.
وقوله: { وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ } أي: لو شئنا ألا تمطر لفعلنا، ولو شئنا لصرفناه عنكم إلى السباخ والبراري [والبحار] (4) والقفار لفعلنا، ولو شئنا لجعلناه أجاجًا لا ينتفع به لشُرب ولا لسقي لفعلنا، ولو شئنا لجعلناه لا ينزل في الأرض، بل ينجَرّ على وجهها لفعلنا. ولو شئنا لجعلناه إذا نزل فيها يغور إلى مَدَى لا تصلون إليه ولا تنتفعون به لفعلنا. ولكن بلطفه ورحمته ينزل عليكم الماء من السحاب عذبًا فراتًا زلالا فيسكنه في الأرض ويَسْلُكُه ينابيع في الأرض، فيفتح (5) العيون والأنهار، فيسقي (6) به الزروع والثمار، وتشربون منه ودوابكم وأنعامكم، وتغتسلون (7) منه وتتطهرون

تفسير ابن كثير - (ج 5 / ص 470)



" أنزل من السماء " أي من السحاب " ماء " أي المطر " فسلكه " أي فأدخله في الأرضوأسكنه فيها، كما قال: " فأسكناه في الأرض " [ المؤمنون: 18 ].

تفسير القرطبي - (ج 15 / ص 246)



ذا ثبت هذا فنقول : لا يمتنع أن يكون الماء العذب تحت الأرض من جملة ماء المطر يسكن هناك ، والدليل عليه قوله تعالى في سورة المؤمنين : { وَأَنزَلْنَا مِنَ السماء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِى الأرض } [ المؤمنون : 18 ] ولا يمتنع أيضاً في غير العذب وهو البحر أن يكون من جملة ماء المطر ، والقسم الثاني من المياه النازلة من السماء ما يجعله الله سبباً لتكوين النبات وإليه الإشارة بقوله : { وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ } إلى آخر الآية ،

تفسير الرازي - (ج 9 / ص 356)

أما قوله : { فَأَسْكَنَّاهُ فِى الأرض } قيل معناه جعلناه ثابتاً في الأرض

تفسير الرازي - (ج 11 / ص 174)



وسادسها : كونها خازنةً للماء المنزل ، قال تعالى : { وَأَنزَلْنَا مِنَ السمآء مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأرض } [ المؤمنون : 18 ] .

تفسير اللباب لابن عادل - (ج 1 / ص 147)



{ وَأَنزَلْنَا مِنَ السماء مَاء بِقَدَرٍ } بتقدير يكثر نفعه ويقل ضرره ، أو بمقدار ما علمنا من صلاحهم . { فَأَسْكَنَّاهُ } فجعلناه ثابتاً مستقراً . { فِي الأرض وَإِنَّا على ذَهَابٍ بِهِ } على إزالته بالإِفساد أو التصعيد أو التعميق بحيث يتعذر استنباطه .

تفسير البيضاوي - (ج 4 / ص 310)

{ فَأَسْكَنَّاهُ فِى الأرض } كقوله { فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِى الأرض } [ الزمر : 21 ] وقيل : جعلناه ثابتاً في الأرض فماء الأرض كله من السماء

تفسير النسفي - (ج 2 / ص 377)

. { فَأَسْكَنَّاهُ فِى الأرض } كقوله : { فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِى الأرض } [ الزمر : 21 ] وقيل : جعلناه ثابتاً في الأرض

الكشاف - (ج 4 / ص 331)

{ فَأَسْكَنَّاهُ فِى الارض } أي جعلناه ثابتاً قارًّا فيها { وَإِنَّا على ذَهَابٍ بِهِ } أي إزالتهِ بالإفسادِ أو التَّصعيدِ أو التَّغويرِ بحيثُ يتعذَّرُ استنباطُه

تفسير أبي السعود - (ج 4 / ص 492)


والآن نستعرض معنى السكون :

سكن: السكون ثبوت الشئ بعد تحرك، ويستعمل في الاستيطان نحو: سكن فلان مكان كذا أي استوطنه، واسم المكان مسكن والجمع مساكن، قال تعالى: (لا ترى إلا مساكنهم) وقال تعالى: (وله ما سكن في الليل والنهار - ولتسكنوا فيه) فمن الاول يقال سكنته، ومن الثاني يقال أسكنته نحو قوله تعالى: (ربنا إنى أسكنت من ذريتي) وقال تعالى: (أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم) وقوله تعالى: (وأنزلنا من
السماء ماء بقدر فأسكناه في الارض) فتنبيه منه على إيجاده وقدرته على إفنائه، والسكن السكون وما يسكن إليه، قال تعالى: (والله
جعل لكم من بيوتكم سكنا) وقال تعالى: (إن صلاتك سكن لهم - وجاعل الليل سكنا) والسكن النار التى يسكن بها، والسكنى أن يجعل له السكون في دار بغير أجرة، والسكن سكان الدار ن حو سفر في جمع سافر، وقيل في جمع ساكن سكان، وسكان السفينة ما يسكن به، والسكين سمى لازالته حركة المذبوح،

غريب القرآن للأصفهاني - (ج 1 / ص 6-237)

س ك ن
سكن المتحرك، وأسكنته وسكنته، وتناسبت حركاته وسكناته. وسكنوا الدار وسكنوا فيها، وأسكنتهم الدار وأسكنتهم فيها، وهم سكن الدار وساكنتها وساكنوها وسكانها، وهي مسكنهم. وتركتهم على سكناتهم ومكناتهم ونزلاتهم: على مساكنهم وأماكنهم ومنازلهم التي كانوا فيها. واتخذ فلان طعاماً لسكان الدار وهم عمارها من الجن. وليس في دارنا ساكن. ودبر لي فلان سكنى وسكناً ونزلاً ورزقاً، لأن المكان به يسكن. وهذا مرعًى مسكن ومنزل. وساكنه في دار واحدة وتساكنوا فيها. وقعد على السكان وهو ذنب السفينة الذي به تقوم وتسكن.

أساس البلاغة - (ج 1 / ص 223)

سكن: السُّكونُ: ذهاب الحركة. سكن، أي: سكت ... سكنت الريح، وسكن المطر، وسكن الغضب.
والسَّكَنُ: المنزل، وهو المَسْكَنُ أيضاً. والسَّكَنُ: سكونُ البيت من غير ملك إما بكراء وإما غير ذلك.
والسَّكْنَ: السكان.
والسُّكْنَى: إنزالك إنساناً منزلاً بلا كراء.

العين - (ج 1 / ص 431)



سَكَنَ يَسْكُنُ سُكُوناً: إذا ذَهَبَتْ حَرَكَتُهُ، وهو مُسْتَعْمَلٌ في الريْح والمَطَرِ والغَضَبِ وغيرِها. والسَّكْنُ - مَجْزُوْمٌ - : العِيَالُ وأهْلُ البَيْتِ، وهم السكّانُ أيضاً. والسَكَنُ: المَنْزِلُ وهو المَسْكَنُ. والرَّحْمَةُ. وما تَسْتَرِيْحُ إليه. والبَرَكَةُ. والنارُ. والسُّكْنى: أنْ تُسْكِنَ إنْسَاناً مَنْزِلاً. والسَّكِيْنَةُ: الوَقارُ والوَدَاعَةُ، وكذلك السكيْنَةُ - مُشَدَّدُ الكاف - . والناسُ على سَكِنَاتِهم: أي اسْتِقامَتِهم لم يَنْتَقِلُوا عن حالٍ إلى حالٍ. والمَسْكَنَةُ: مَصدَرُ فِعْل المِسْكِيْن، وتَمَسْكَنَ الرَّجُلُ، ويُقال مَسْكِيْن أيضاً. والسُّكانُ: ذَنَبُ السَّفِينة.

المحيط في اللغة - (ج 2 / ص 31)
 
فيمكث في الأرض

فيمكث في الأرض

أَنْـزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ

لم أفهم معنى يمكث في الأرض في الآية إلا اليوم , فالصورة التي كنت أرسمها ماء منهمر وسيل جارف يحمل فوقه ما لا قيمة له كالرغوة التي تحدث من جريانه ,ولكن يمكث هنا إشارة الى الماء , وكل من يرى السيل ذاهب الى مصبه سيظن أنه إنتهى كله عند ذلك المصب من بحر أو سد , ولكن يمكث في الأرض تشير أن الماء يسلك طرسقه الى ما ينفع الناس من آبار وينابيع ومياه جوفية ,وما ينبت به الزرع ........

فأضيف معنى الآية في الإشارة الى مكوث ماء مما يجري في السيول في الأرض الى ما سبق ذكره من إجابة لسؤال يبين أن هذا الكتاب من عند من لا يغيب عنه شيء اللطيف الخبير العليم :أين يذهب الماء؟
 
وقال تعالى: ((أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم))
في الآية الكريمة دلالة على أنّ المرأة إن طلقت وهي ساكنة خارج بيتها . فإنه يجب على زوجها أن يرجعها إلى بيتها أثناء عدتها ، فإن تعذّر - كما لو كان البيت فيه موانع من السكنى - فإنه يُسكنها مِن حيث سكن مِن وُجده .
 
"وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
تساءلت لِمَ لم ينص سبحانه على البحار في الآية الكريمة ؟ مع أنها من أكبر النعم الموجودة على الأرض .

فلعل الجواب : أنّ مد الأرض كان سبباً لإخراج ماءها (البحر) ، فاكتُفي بذلك عن النص عليها .
والدليل على ذلك قوله تعالى : ((والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها ))
ومن معاني دحو الأرض : بسْطها وإبعاد الحواجز التي تمنع خروج ما بداخلها عنها .

فلعله معنى المد في آية الرعد : (( وهو الذي مدّ الأرض ))
 
"وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا"
البحر المديد ـ(2 / 566) :
ففي كل بلد من البلدان فرقة منهم ، فليس لهم إقليم يملكونه ، تتمةً لإذلالهم ، حتى لا تكون لهم شوكة قط
 
عودة
أعلى