أين الفكر ؟

الحضار

New member
إنضم
09/01/2006
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
عند قراءة القرآن تجد أنه يذكر التعقل والعقل في القلب ، بينا أن المتبادر لنا أن التعقل يكون بالرأس (أو الدماغ)

والسؤال إذا لم يكن التعقل محله الرأس بل القلب ، فأين محل الفكر ؟ وهل الفكر هو العقل أم لا ؟

ما الفرق بينهما ؟
 
العقل والقلب

العقل والقلب

أخي الكريم السلام عليكم
بالنسبة لسؤالك لماذا ينسب القرآن التعقل للقلب ولا ينسبه للعقل مثلاً أو للدماغ ... هو سؤال مهم وجوابه كما يبدو لي ما يلي والله أعلم :

لأن المراد من الفكر في الإسلام ليس هو القناعة العقلية المجردة وإنما التفاعل شعورياً وقلبياً مع هذه القناعة ، حتى لا تبقى مجرد تصور عقلي ليس له صلة بالإرادة ..
إن الإسلام يريد لأفراده أن تكون قناعتاتهم العقلية متحولة إلى انفعالات قلبية لأن هذا هو الطريق الوحيد لترجمتها بعد ذلك سلوكياً وعملياً ولذلك فالإسلام لا يعد العقل عقلاً إلا إذا انتقل إلى مستوى التطبيق العملي .. أو الانفعالي
ولذلك انظر : من رأى منكم منكراً فليغيره بيدة فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ...

ولذلك تجد القرآن الكريم يشفع أدلته العقلية دائماً بترغيب أو ترهيب لأن هذا هو الكفيل بتحويل القناعة التصورية المجردة إلى انفعال ومن ثم سلوك ... هناك كثير من الفلاسفة يؤمنون بالله عز وجل نظرياً ولديهم الأدلة العقلية الكثيرة على وجوده مثلاً ولكن لم ينتقلوا بهذه القناعة العقلية إلى قلوبهم لتتحول إلى معتقد وإيمان لأن الإيمان محله القلب وليس العقل لأنه انفعال وليس فكرة مجردة ...
ولذلك قال تعالى :

// أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها // 46 الحج د

إن عقلانية القلب هي الكمال الذي يتوخاه دين الله عز وجل في العباد ويريد أن يسمو بهم إليها ... والله أعلم
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوي (9/286):

"والمقصود ها أن اسم العقل عند المسلمين وجمهور العقلاء إنما هو صفة وهو الذي يسمى عرضا قائما بالعاقل وعلى هذا دل القرآن في قوله تعالى: {لعلكم تعقلون} ..."

وقال أيضا (9/271):

"العقل في كتاب الله وسنة رسوله وكلام الصحابة والتابعين وسائر أئمة المسلمين هو أمر يقوم بالعاقل سواءً سمي عرضا أو صفة ، ليس هو عينا قائمة بنفسها ..."

وقال أيضا في (9/303) :

"وأما قوله أين مسكن العقل فيه؟

فالعقل قائم بنفس الإنسان التي تعقل ، وأما من البدن فهو متعلق بقلبه... . "

ثم قال : " لكن لفظ القلب :
1- قد يراد به المضغة الصنوبرية الشكل التي في الجانب الأيسر من البدن التي جوفها علقة سوداء كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم :(إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد) .
2- وقد يراد بالقلب باطن الأنسان مطلقا ... وعلى هذا فإذا أريد بالقلب هذا فالعقل متعلق بدماغه أيضا ، ولهذا قيل إن العقل في الدماغ .
كما يقوله كثير من الأطباء ونقل ذلك عن الأمام أحمد ، ويقول طائفة من أصحابه : أن أصل العقل في القلب ، فإذا كمل انتهى إلى الدماغ " .

أما الأخ أحمد الطعان فأشكرك على ما تفضلت به ، ولكن أخي لم تجبني عن صميم السؤال :

أين محل الفكر ؟
هل الفكر هو العقل أم لا ؟
 
كما يبدو لي والله أعلم : أن الفكر هو العقل والعقل هو الفكر ، هما مسميان لمَلَكةٍ واحدة .
 
حتى لو افترضنا أنهما مسميان لملكة واحدة

لابد بينهما افتراق ،إلا إذا كنت ترى أن العقل هو الفكر من كل وجه ، وإذا جاز هذا في اللغة فإنه غير جائز بالقرآن

لذا لابد من وجود فرق بيّن .

هذا الفرق هو ما سألت عنه ، وبعبارة أخرى ما حد العقل والفكر ؟
 

===================
أقول:
===================

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لا يوجد عندي علم حول هذه المسألة

و لكن عندي مداخلة


المجنون - له عقل و له فكر خاص به

فهو يفكر و يعقل الأمور بصورة مغايرة عن الأشخاص الطبيعيين

و في بعض الأحيان يكون تفكيره صحيح - أي يوافق الأشخاص الطبيعيين


موضوع شيق - بارك الله فيك

/////////////////////////////////////////////////
 
وجهان لملكة واحدة

وجهان لملكة واحدة

العقل هو الملكة والفكر هو تجلياتها ... أو لعلهما وجهان لملكة واحدة ... والله أعلم .
 
أخي الطعان العقل صفة تقوم بالنفس ليس هو ملكة كملكة الالبصر وغيرها

بمعنى أنه شيء معنوي وليس حسي .

ولعله يكون فعل القلب .

ولكن الفكر أو التفكر في ظني أنه عمل الدماغ .

بمعنى أن

العقل هو فعل القلب (الفؤاد) وهو صفة تقوم بالنفس .
الفكر هو فعل الدماغ (الذهن) وهو صفة تقوم بالرأس .

هذا الكلام من بنيات أفكاري واجتهادي .

فما هو رأي الأخوة الكرام
 
لتوضيح المسألة بشكل يزيل التشتيت في الموضوع اضرب لك مثال :
قيل لشخصين بعد اجتيازهما امتحان خاص بالقدرة العقلية والبدنية لعمل ما ولهما رغبة في ذلك العمل : ان شرط قبولكما للعمل ان تلبسا بهيئة معينة واخبر كليهما بتلك الهيئة . واعطيا ثيابا خاصة بالعمل .ولم يكن بالثياب او الهيئة اعتراضا عند احدهم لاي سبب. وعند قدومهما الى العمل كانا كالاتي:
اما الاول فانه لبس الثياب وجاء بتلك الهيئة .
واما الاخر فانه لم يلبس الثياب ولم يأتي بتلك الهيئة .
هنا الاثنين قد اجتازا فحصا يبين قدرته العقلية وكليهما يرغب بالعمل اما الاول فهو عاقل . واما الاخر فليس كذلك .

لان الدماغ هو للفهم اما التصرف فان الانسان يختار ما يشاء . فاذا فسد عمل الدماغ فسد فسد الاختيار لفساد الاول الذي هو مناط التفكير .
قال تعالى :
"وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ"[الأحقاف/26] ,"وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ" [النمل/14]"فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" [الأنبياء/64-67]" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " [البقرة/44]
وكذا كل ايات القران تبين ان سبب عدم العقل هو مخالفة المفهوم الذي عرفوا انه حق بجوارحهم من سمع وبصر وأفئدة ثم خالفوها بأهوائهم . فكانت افعالهم مخالفة لما توجب عليهم اتباعه .
لذلك :كان اختيار الانسان بعد الفهم هو ما يحاسب عليه .
ومثل ذلك قوله تعالى:"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" [الأعراف/179]
 
الأخ مجدي أبو عيشة

قلت : " فاذا فسد عمل الدماغ فسد الاختيار لفساد الاول الذي هو مناط التفكير " .

هذا يعني أن التفكير متعلق بالدماغ أو الذهن وهو موافق لما ذكرت

أحسنت في لفتتك عند قولك : " لذلك :كان اختيار الانسان بعد الفهم هو ما يحاسب عليه " .

وهذا الاختيار متعلق بالقلب وليس الدماغ أو الذهن ، وهذا كلام نفيس من الأخ مجدي فقد كتبته في أسطر وهو اختصره بشكل جميل جدا .

وفقك الله أخي
 
عودة
أعلى